النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]

النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

المؤلف:

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مطبعة وزارة الإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٦

١
٢

٣
٤

مقدّمة

في لمحة خاطفة إلى شخصيّة المؤلّف أبي نعيم الحافظ احمد بن عبد الله الإصبهاني المولود سنة : (٣٣٤) والمتوفى عام : (٤٣٠) وتعريف موجز عن كتابه : «ما نزل من القرآن في عليّ» وبيان اهمّيته من بين الكتب التراثية الإسلامية وما مني به في طول ألف سنة أو ما قاربه.

أمّا المؤلّف الحافظ أبو نعيم فهو من الشخصيّات الإسلامية البارزة الشهيرة بين المسلمين الغنيّة عن بسط المقال حول تبيان حاله وشرح مقاماته ومنزلته وما بذل من وسعه في طلب العلم في مدّة تنيف على ثمانين سنة ، ومشاهدة آثاره تغني عن تطويل الكلام في بيان حاله وشرح ما تحمّله أيام حياته من صرف طاقاته في تعلم العلم وتعليمه.

وكلّ من يراجع كتابه حلية الأولياء ـ مع ما فيه من كثرة الغث وقلة السمين ـ يتجلّى له فروسية مؤلّفه في مجال الحديث والتاريخ وميدان النقل والرواية ومعركة الحفظ والدراية (١).

__________________

(١) ولأبي نعيم تأليفات أخر وكلّها ممتازة من حيث الجمع والترتيب والأسلوب الفني ، ـ

٥

ويكفي في عرفان عظمة رتبة أبي نعيم في علم الحديث ما ذكره الذهبي في ترجمته تحت الرقم : (٩٧٩) من كتاب تذكرة الحفاظ : ج ٢ ص ١٠٧٢ ، قال :

قال ابو محمد السمرقندي : سمعت أبا بكر الخطيب يقول : لم أر أحدا [يصحّ أن] أطلق عليه اسم الحافظ غير رجلين : أبو نعيم وأبو حازم العبدوي (١).

وأمّا كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام تأليف أبي نعيم الحافظ فمدلوله المطابقي يخبر عن عظمته لأنه

__________________

ـ وقد فزنا بمطالعة مواضيع كثيرة من كتابه معرفة الصحابة ، وكتاب أخبار اصبهان ، ورسالة صفة النفاق.

(١) وقريبا منه ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي نعيم من كتاب تبيين كذب المفتري ص ٢٦٦.

ولأبي نعيم في كتب الحفاظ تراجم كثيرة فقد ذكره ابن خلكان تحت الرقم (٣٣) من كتاب وفيات الأعيان ج ١ ، ص ٩١.

وله أيضا ترجمة تحت الرقم () من كتاب الوافي بالوفيات : ج ٧ ص ٣٩.

وايضا له ترجمة تحت الرقم (١٩٨) من كتاب منتخب السياق ص ١١٠ ، ط ١.

وأيضا عقد له السبكي ترجمة تحت الرقم () من كتاب الطبقات : ج ٣ ص ٧.

وله أيضا ترجمة في كتاب المنتظم : ج ٨ ص ١٠٠ ، وفي معجم البلدان ج ١ ، ص ٢٩٨ وفي البداية والنهاية : ج ١٢ ، ص ٤٥.

وله أيضا ترجمة تحت الرقم () من كتاب غاية النهاية : ج ١ ، ص ٣١١ ، وفي كتاب العبر : ج ٣ ص ١٧٠ وفي الشذرات : ج ٣ ص ٢٤٥ ، والنجوم الزاهرة ج ٥ ص ٣٠ وفي لسان الميزان : ج ١ ، ص ...

٦

دالّ على أنّه كتاب يتضمن الآيات القرآنية والبيان النبوي الشريف الشارح لتلك الآيات وبأنها نزلت في عليّ ، فألفاظ الكتاب من أشرف الألفاظ قدرا لأنها مغترفة من كتاب الله ومن كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمومعانيها أيضا من أجلّ المعاني لأنّها من فضائل وخصائص أعظم شخصية بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وأوّل ما سمعنا باسم هذا السفر العظيم كادت أنفسنا وأرواحنا تطير إلى موطن وجوده شوقا اليه ، وكان قلوبنا تضطرب عند ذكره اضطراب قلب الحبيب عند سماع ذكر حبيبه واسم معشوقه!! وكنّا نتفقده أشد تفقد ، وطالما فحصنا وسألنا عنه فلم نعرف منه خبرا غير حديث أو احاديث منه ذكرت في مطاوي بعض الكتب (١) ، ولم نجد منه في الخارج

__________________

(١) ولا عجب من غياب كتب خصائص عليّ وأهل بيته عن جوّ يسود فيه المعاندون ، وقطر يسوسه الظالمون من ذنابة الأموية والعباسيّة ، فإنهم بالقضاء على أهل البيت وأتباعهم وكتب معاليهم وطوامير مناقبهم نالوا أمنياتهم الشيطانية وتوغلوا في الضلالة من أتّباعهم الشهوات واستحلالهم المحرّمات وحملهم الناس على اتّباع خطواتهم وصدّهم الناس عن الصراط المستقيم.

وإنما العجب أن يكتب في ذلك الجوّ والقطر مناقب عليّ وأهل بيته ويفرد خصائصهم بالتصنيف ثم يدوم بعض تلك الكتب والرسائل مع كونها بمنزلة كتب الكفر عند المنحرفين عن أهل البيت!! ثم العجب من خمود من يدّعي ولاء أهل البيت عن السعي وراء إحياء تلك الكتب ونشرها بين العالمين ـ مع انقضاء عصر الغاصبين المدعين ـ

٧

أثرا غير ما ذكره المؤرخون في ترجمة أبي نعيم من أنّ له كتاب «ما نزل من القرآن في علي» وعدا ما نقله عنه بعض المتكلّمين من بعض أحاديث فضائل عليّ عليه‌السلام وسوى ما سطره بعض من جمع قائمة المؤلّفات في فضائل الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فأدرج ذكره فيها.

وقد مضى علينا قريب من ثلاثين سنة وكنا نعتقد أن الكتاب أصبح كالعنقاء والكيمياء لاحظ له في عالم الوجود غير الإسم وانّه كألوف من أمثاله ـ مما صنّف في خصائص علي وأهل بيته ـ قد قضى عليه الدهر وصار في عداد الفانين وخطّة الهالكين وقائمة المعدومين ، حتّى وفقنا الله تعالى في أوائل العام : (١٤٠٣) الهجري ـ حينما كنا مشغولا لنشر كتاب خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام تأليف أبي عبد الرحمان النسائي ـ لمراجعة كتاب : «خصائص الوحي المبين» تأليف الشيخ الثقة الأمين والمحقّق العليم والمدقّق الخبير يحيى بن الحسين بن البطريق المتوفى سنة (٦٠٠) عن عمر يناهز عن سبع وسبعين سنة ، فحصلت لنا من مراجعة الكتاب فرحتان : فرحة من جهة انّ الكتاب بنفسه من نفائس الكتب

__________________

ـ للخلافة وإقبال تقارب المسلمين وتعاطفهم وشوقهم المفرط إلى العلم بالحقائق الإسلامية.

٨

خليق أن يقع في مواضيعه واسطة لهداية التائهين والمتحيّرين ، وفرحة من جهة اشتماله على ضالّتنا المنشودة أعني «كتاب ما نزل من القرآن في عليّ عليه‌السلام» فإنّه رحمه‌الله قد أدرج في مواضيع كتابه أكثر مطالب كتاب «ما نزل من القرآن في علي» او كثيرا من مطالبه ومحتوياته (١).

وقد روى رحمه‌الله الكتاب على أتقن الوجوه العلميّة ، وأبرم الوسائل المقبولة على ما ذكره في مقدمة كتابه عند ذكر مصادره وروايته اياها من مؤلّفيها او تلاميذهم أو تلاميذ تلاميذهم.

فقال : ما موجزه :

وأمّا طريقي الى كتابي أبي نعيم : حلية الأولياء ، والمنتزع من القرآن العزيز [يعني كتاب : «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» فقد] أخبرنا به الشيخ العدل الحافظ أبو البركات عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسن بن عمار المحدّث

__________________

(١) وإنما قلنا : إنه أدرج أكثر محتويات كتاب أبي نعيم أو كثيرا من مندرجات كتاب أبي نعيم في كتابه «خصائص الوحي المبين» إذ نعلم قطعيّا أنّه رحمه‌الله لم يكن في مقام ذكر جميع ما في كتاب : «ما نزل من القرآن في علي» في كتابه خصائص الوحي المبين ، كما نعلم يقينيّا انه لم يدرج في كتابه من بقية مصادره إلّا بعض ما في تلك المصادر مما مسّت حاجته إلى ذكره وإدراجه في كتابه.

٩

الموصلي في [شهر] رجب من سنة خمس وتسعين وخمس مائة ، عن الشيخ أبي محمّد عبد الله بن علي بن عبد الله بن عمر المعروف بابن سويدة التكريتي المحدّث ، عن الشيخ الحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الانماطي ، عن ابي الفضل أحمد بن حمد بن الحسن الحداد الإصفهاني ، عن الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الإصفهاني [المصنف].

طريق آخر : أخبرنا به الشيخ محمّد بن أحمد بن عبيد الموصلي عن الشيخ إسماعيل بن عليّ بن عبيد المحدّث الموصلي عن أبي الفضل ابن ناصر [محمد بن ناصر بن محمّد بن عليّ السلامي البغدادي] (١) عن أحمد الحداد الاصفهاني ، عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الحافظ الإصفهاني المصّنف.

طريق آخر أخبرنا به الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني عن أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الإصفهاني عن الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الإصفهاني.

هذا تمام ما ذكره رحمه‌الله في مقدمة كتابه :

__________________

(١) ما بين المعقوفين مأخوذ ممّا ذكره المصنّف الحافظ المحقّق في مقدّمة كتابه : «العمدة» ص ١٠ ، ط ١.

١٠

«خصائص الوحي المبين» حول سنده وطريقه الى رواية كتابي أبي نعيم : كتاب حلية الأولياء ، وكتاب : «ما نزل من القرآن في علي».

ثم انّه رحمه‌الله روى في غضون مواضيع ومطالب كتابه عن كتاب «ما نزل من القرآن في علي» قريبا من ثمانين حديثا بأسانيدها.

وقد ذكرنا آنفا أن ما يتضمنه كتاب : «خصائص الوحي المبين» من احاديث كتاب : «ما نزل من القرآن في علي» ليس تمام أحاديثه بل هو كثير منها أو اكثرها.

وبما أنّ الأحاديث المذكورة أكثرها من غرر خصائص الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ومبينّة لشأن نزول كثير من آيات القرآن الكريم وفصل خطاب لخلافات كثيرة حدثت بين المسلمين من زمن بعيد نحن جمعنا تلك الآيات والرّوايات الشارحة لشأن نزول الآيات وحققناها وعلّقنا عليها بعد ما رتّبناها على ترتيب السور القرآنية وكيفية اشتمالها على الآيات المذكورة لأنه أوفق الى الواقع وأسهل تناولا للطالبين والباحثين (١).

__________________

(١) وقد قدّمنا أن القرينة القطعيّة قائمة على أن هذه المجموعة من الروايات ليست جميع ما أدرجه الحافظ أبو نعيم في كتابه : «ما نزل من القرآن في علي» ونحتمل قويّا أن ـ

١١

ولأجل أن روايات أبي نعيم ربما لا تكون وافية لإثبات كون الآية الكذائية نازلة في القصّة التي تذكرها الرواية عززنا رواياته وأيدّناها في كل موضوع بما ظفرنا عليه في أسفار الحفّاظ ، وزبر العلماء وحملة الآثار من الشواهد.

ومن جهة التحفّظ على استقلال أحاديث أبي نعيم بحيث يصحّ ان يطلق عليها أنّها المنتخب من كتاب : «ما نزل من القرآن في عليّ» جعلنا أحاديثه أصلا ورتّبناها بعنوان المتن ، وذكرنا ما علقناه عليه بعنوان التعضيد في الهامش.

وأيضا عقدنا لكل موضوع من مواضيع أحاديث أبي نعيم عنوانا ووضعناه بين المعقوفين دلالة على انّه ليس من أصل

__________________

ـ كتاب ابي نعيم هذا ربما يكون مشتملا على أحاديث أخر يتوقف صلاح المجتمع على علمهم بها وتركيزهم عليها ووقوفهم عندها فإذا يجب الفحص الأكيد عن الكتاب والسعي البليغ وراء تحقيقه ونشره حرفيّا وكاملا.

واني أناشد الله كلّ من له علم حول الكتاب ومظانّ وجوده وطريق تحصيله وتحقيقه ونشره أن يعاوننا على ذلك بأيّ وجه يمكنه فإنّه من أعظم أنحاء التعاون على البرّ والتقوى.

فمن أهدى إليّ نسخة الكتاب كاملة فله عليّ دورة كاملة من جميع ما نشرته من نفائس الكتب التراثية وما له عند الله أعظم وأجزل.

ومن دلّني على مظانّ وجوده بحيث تصدّقه القرينة الصادقة فله عليّ دورة كاملة من كتابي نهج السعادة ، وما له عند الله أسعد وأفخر.

١٢

كتاب : «ما نزل من القرآن في عليّ» وإن كان المظنون والمأنوس من عمل أبي نعيم في كتابه معرفة الصّحابة انّه يجعل لكلّ موضوع عنوانا ، وبناءا عليه لا بد انه صدّر مواضيع كتابه «ما نزل من القرآن في علي» بمثل ما عنونّا أحاديثه به أو بعينه ، ولكن لعدم السبيل لنا لإثبات ذلك وضعناه بين المعقوفين ، وإنّي أرجو من ألطاف الله تعالى أن يوفّقني على الظّفر على نسخة كاملة من الكتاب كي ننشره كما وضعه وألفه مؤلفه.

ومن اجل أنّ أحاديث أبي نعيم التي رتّبناها مستقلة في حاجة ماسة الى ما يتقدّمها ويكون كمدخل لها ، زدنا قبلها ثلاثة عناوين ، الثاني والثالث منها كالمقدّمة لها ، والمدخل اليها ، والأوّل منها يشترك معها من حيث كونه خصيصة علوية مرتبطة بالقرآن الكريم.

ثم إنه من جهة استقلال هذه المجموعة بنفسها في حين ارتباطها بما صنّفه ابو نعيم ـ سميّناها ب النور المشتعل المقتبس من كتاب ما نزل.

وليعلم أنّ ما كتب حول معالي أمير المؤمنين وأهل بيته عليهم‌السلام كثير جدّا ويجدر بناها هنا أن نذكر بعض ما عثرنا عليه استطرادا باسم «ما نزل من القرآن في علي» أو

١٣

في أهل البيت عليهم‌السلام فنقول :

وممن جمع كتابا في الروايات الواردة حول نزول آيات من القرآن في علي عليه‌السلام وسماه «ما نزل من القرآن في علي» من أعلام أواسط القرن الثالث هو محمد بن أورمة أبو جعفر القمي كما ذكره النجاشي رحمه‌الله في ترجمته تحت الرقم (٨٧٥) من فهرسه ص ٢٥٣ ط ٣ ..

وممن ألّف كتابا باسم : «ما نزل من القرآن في علي (عليه‌السلام)» إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الثقفي الكوفي المتوفى سنة (٢٨٠ / أو ٢٨٣) المترجم في فهرس النجاشي والطوسي وتاريخ إصبهان. وفي عنوان : «الثقفي» من أنساب السمعاني ولسان الميزان : ج ١ ، ص ١٠٢.

وممن ألف وجمع الآيات النازلة في عليّ عليه‌السلام وأوعب واستقصى هو محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار ، أبو عبد الله البزاز المعروف بابن الجحام المترجم تحت الرقم (١٠١٤) من فهرس النجاشي ص ٢٩٤ قال [هو] ثقة ثقة من أصحابنا عين سديد كثير الحديث ، له كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم‌السلام ، قال جماعة

١٤

من أصحابنا : إنه كتاب لم يصنّف مثله في معناه. وقيل : انه ألف ورقة.

وقريبا منه ذكره شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي في ترجمة الرجل من كتاب الفهرست.

وايضا ذكره في رجاله ص ٥٠٤ : فيمن لم يرو عنهم عليهم‌السلام مباشرة قال : محمد بن العبّاس بن عليّ بن مروان المعروف بابن الجحام [من باب الطاق] سمع منه التلعكبري سنة (٣٢٨) وله منه إجازة.

وقال السيد ابن طاووس أعلى الله مقامه في شأن المؤلف وكتابه في الباب : (٩٨) من كتاب اليقين ص ٧٩ ، طبع الغري :

وقد روى أحاديثه من رجال العامّة لتكون أبلغ في الحجّة وأوضح في المحجّة ، وهو [أي كتابه] في عشرة أجزاء ، والنسخة التي عندنا الآن قالب ونصف الورقة مجلّدان ضخمان قد نسخت من أصل عليه خطّ أحمد بن الحاجب الخراساني في إجازة تاريخها في صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة.

و [أيضا عليه] إجازة بخطّ الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي وتاريخها في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وهذا الكتاب أرويه بعدّة طرق ...

١٥

اقول : والكتاب أو بعض أجزائه كان موجودا عند شرف الدين النجفي فاقتبس منه وأدرجه في كتابه : «تأويل الآيات» ، ومنه اقتبس كثيرا من روايات الكتاب السيّد هاشم البحراني (قدس الله نفسه) وضمّنه وفرّقه في تفسير البرهان.

وكتاب تأويل الآيات هذا قد رأيته في مخطوطات دار الكتاب المصرية في القاهرة لما قدمتها مع ابني الشيخ محمد جعفر في سنة (١٣٩٩) الهجرية ، ولكن الآن لا أتذكر خصوصيات المخطوطة ومظّان وجود الكتاب.

وممن جمع الروايات في شأن نزول الآيات الواردة حول عظمة الإمام عليّ بن أبي طالب وسمى كتابه ب «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» هو عبد العزيز بن يحيى الجلودي أبو أحمد البصري شيخ الطائفة وأخباريها بها ، المتوفى بعد سنة (٣٣٠) كما ذكره النجاشي في ترجمته من كتاب الفهرست ص ١٨٠ ، وذكره أيضا غيره.

وأيضا لعبد العزيز الجلودي هذا كتاب «ما نزل من القرآن في الخمسة».

وأيضا له كتاب ما نزل من القرآن في صاحب الزّمان عليه‌السلام.

وممن ألف في هذا المعنى وسمّى تأليفه «ما نزل من

١٦

القرآن في أمير المؤمنين علي عليه‌السلام» من أعلام القرن الثالث هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل الكاتب (١) ابو بكر المعروف بابن أبي الثلج المولود عام (٢٣٨) والمتوفّى سنة (٣٢٢).

قال المحقق النجاشي في ترجمته تحت الرقم (١٠٢١) من فهرسه ص ٢٩٦ ط ٣ :

محمد بن أحمد بن عبد الله بن اسماعيل الكاتب ابو بكر يعرف ب ابن أبي الثلج ـ وأبو الثلج هو عبد الله بن اسماعيل ـ ثقة عين كثير الحديث ، له كتب منها كتاب : «ما نزل من القرآن في امير المؤمنين» ....

وقال السيد ابن طاووس رفع الله مقامه بعد ما ساق عبارة النجاشي في الباب (٥٧) من كتاب اليقين ص ٤٥ :

ونحن نروي هذا [الكتاب] من عدة طرق في كتاب الإجازات ، ووجدنا [الكتاب] في نسخة عتيقة عسى تكون كتابتها في حياة مؤلفه ...

أقول : وممن تصدّى لجمع الأحاديث الدالة على نزول بعض

__________________

(١) كذا في النسخة المطبوعة الموجودة عندي من رجال النجاشي ، وقال الخطيب في ترجمته تحت الرقم (٢٤٩) من تاريخ بغداد : ج ١ ، ص ٣٣٨ : محمد بن احمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج ابو بكر الكاتب ، سمع جدّه محمدا وعمر بن شبة ...

١٧

آيات الذكر الحكيم وسمّى تأليفه ب «ما نزل من القرآن في أهل البيت» الحسين بن الحكم الحبري وقد فزنا برؤية مخطوطة قديمة من هذا الكتاب في حدود سنة (١٣٨٩) فاستنسخناه. وقد طبع أخيرا في سنة (١٣٩٥) الهجرية بتحقيق السيد أحمد الحسيني في دار العلم قم.

وأيضا صنّف ابو الفرج علي بن الحسين الإصبهاني المولود عام (٢٨٤) المتوفى سنة (٣٥٦) كتابا وسماه ب «ما نزل من القرآن في علي» كما ذكره شيخنا الرازي الحاج أغا بزرك رفع الله مقامه في الذريعة ج ١٩ ، ص ٢٨.

وأيضا ذكروا أنّ لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني

المتوفى سنة (٣٨٤) كتابا سمّاه ب «ما نزل من القرآن في عليّ» كما ذكره الشيخ الرازي رحمه‌الله في الذريعة : ج ١٩ ، ص ٢٩.

وأيضا ذكروا أنّ أبا موسى المجاشعي المولود سنة () المتوفى عام : (). الف كتابا وسماه ب «ما نزل من القرآن في علي» كما في كتاب الذريعة : ج ١٩ ، ٢٩.

ويوجد في الفهارس أسماء مجاميع أخر موسومة بهذا الإسم ولكنّها مجهول المصنف كما يوجد كتب أخر جمع مصنّفوها

١٨

فيها الآيات النازلة في عليّ أو فيه وفي أهل بيته عليهم‌السلام وسمّوها بأسماء أخر لا يهمّنا إطالة الكلام حولها ، والمهمّ هو تحقيق ما بأيدينا ونشره بين الناس.

وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذه المقدّمة وإليك الآن المقاصد الأصلية :

١٩
٢٠