الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

السيّد عبد الله شبّر

الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات مكتبة المفيد
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٦

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين أما بعد : فيقول المذنب الجاني والأسير الفاني قليل البضاعة وكثير الإضاعة أفقر الخلق إلى ربه الغني عبد الله بن محمد رضا الحسيني وفقهما الله تعالى لطاعاته ومراضيه وجعل مستقبل حالهما خيرا من ماضيه وعاملهما بفضله العميم ورزقهما حبه الجسيم : هذه أوراق قليلة قد اشتملت على فوائد جليلة وتضمنت استنباط مهمات المسائل الأصولية التي تستنبط منها الأحكام الشرعية الفرعية من الآيات القرآنية والأخبار المعصومية وسميتها الأصول الأصلية والقواعد الشرعية وبالله أستعين إنه خير موفق ومعين.

٥

المبادي اللغويّة

باب الحقيقة والمجاز وأقسامه

قال تعالى :

إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم وقال : من يطع الرسول فقد أطاع الله وقال : فلما أسفونا انتقمنا منهم.

روضة الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب الأسدي عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال : كان علي بن الحسين عليهما‌السلام يعظ الناس ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وساق كلامه إلى أن قال : ولقد أسمعكم الله في كتابه ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال : وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وإنما عنى بالقرية أهلها حيث يقول : وأنشأنا بعدها قوما آخرين ، فقال عزوجل : فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون يعني يهربون الخبر.

كا ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : فلما أسفونا انتقمنا منهم فقال : إن الله عزوجل لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم

٦

رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه فلذلك صاروا كذلك ، وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه لكن هذا معنى ما قال من ذلك وقد قال : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها وقال : من يطع الرسول فقد أطاع الله وقال : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك الحديث.

كا ـ بعض أصحابنا (عدة من أصحابنا في نسخة) عن محمد بن عبد الله عن عبد الوهاب بن بشر عن موسى بن قادم عن سليمان عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سألته عن قول الله عزوجل : وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون قال : إن الله أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته حيث يقول : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني الأئمة منا ثم قال في موضع آخر : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ثم ذكر مثله.

كا ـ علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد ولقبه شباب الصيرفي عن داود بن القاسم الجعفري قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه‌السلام جعلت فداك ما الصمد؟ قال : السيد المصمود إليه في القليل والكثير.

كا ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن الأحول قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الروح التي في آدم وقوله : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) قال : هذه روح مخلوقة والروح التي في عيسى مخلوقة.

كا ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن ثعلبة عن حمران قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام (في نسخة أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : وروح منه قال : هي روح الله مخلوقة خلقها في آدم وعيسى عليه‌السلام.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن القاسم بن عروة عن عبد الحميد الطابي عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : ونفخت فيه من روحي كيف هذا النفخ؟ فقال إن الروح متحرك كالريح وإنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه

٧

من الريح وإنما أخرجه على لفظة الريح لأن الأرواح تجانس الريح وإنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح كما قال لبيت من البيوت بيتي ولرسول من الرسل خليلي وأشباه ذلك وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر.

كا ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن بحر عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عما يروون أن الله خلق آدم على صورته.

فقال : هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله فاختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه فقال : بيتي ونفخت فيه من روحي.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن سيف بن عميرة عمن ذكره عن الحارث بن المغيرة النضري قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : كل شيء هالك إلا وجهه فقال : ما يقولون فيه؟ قلت : يقولون : يهلك كل شيء إلا وجه الله فقال : سبحان الله : لقد قالوا قولا عظيما إنما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه.

كا ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : كل شيء هالك إلا وجهه قال : من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو الوجه الذي لا يهلك وكذلك قال : من يطع الرسول فقد أطاع الله.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي سلام النخاس عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نحن المثاني الذي أعطاها الله نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم ، ونحن عين الله في خلقه ويده المبسوطة بالرحمة على عباده عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا ونحن إمامة (١) المتقين.

__________________

(١) ـ كذا في الأصل وقد يكون الأصح ونحن أئمة المتقين.

٨

كا ـ الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) قال : نحن والله أسماء الله (الْأَسْماءُ الْحُسْنى). خ. ل) الذي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا.

كا ـ محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسن (وفي نسخة الحسين) بن سعيد عن الهيثم بن عبد الله عن مروان بن صباح قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام إن الله خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه وخزانه في سمائه وأرضه بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار وبنا ينزل غيث السماء ونبت عشب الأرض وبعبادتنا عبد الله ولو لا نحن ما عبد الله.

كا ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن حمران عن أسود بن سعيد قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فأنشأ يقول ابتداء من غير أن أسأله : نحن حجة الله ونحن باب الله ونحن لسان الله ونحن وجه الله ونحن عين الله في خلقه ونحن ولاة أمر الله في عباده.

كا ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حسان الجمال قال : حدثني هاشم بن أبي عمار المجيني قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : أنا يد الله وأنا عين الله وأنا جنب الله وأنا باب الله.

كا ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ، قال : جنب الله أمير المؤمنين وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم.

كا ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن علي بن الصلت عن الحكم وإسماعيل ابني حبيب عن بريد العجلي قال :

٩

سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : بنا عبد الله وبنا عرف الله وبنا وحد الله تبارك وتعالى ومحمد حجاب الله تبارك وتعالى. وفي البحار مسندا عن الصادق عليه‌السلام في الرد على من قال : إن لله وجها كالوجوه ومن قال له يدان محتجا بقوله تعالى : بيدي استكبرت قال عليه‌السلام : وجه الله أنبياؤه وأولياؤه وقوله : بيدي استكبرت اليد : القدرة كقوله : (أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) الخبر.

الإحتجاج في جواب أسئلة الزنديق المنكر في القرآن عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : معنى قوله : هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك فإنما خاطب نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله هل ينتظر المنافقون والمشركون إلا أن يأتيهم الملائكة فيعاينوهم أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يعني بذلك أمر ربك ، والآية هي العذاب في دار الدنيا كما عذب الأمم السالفة والقرون الخالية وقال : أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها يعني بذلك ما يهلك من القرون فسماه إتيانا وقوله : الرحمن على العرش استوى يعني استوى تدبيره وعلا أمره وقوله وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وقوله : وهو معكم أينما كنتم وقوله : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ، فإنما أراد بذلك استيلاء أمنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه وأن فعلهم فعله الخبر.

التوحيد المعاذي عن أحمد الهمذاني عن علي بن فضال عن أبيه قال : سألت الرضا علي بن موسى عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ولكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم محجوبون ، قال : وسألته عن قول الله عزوجل : وجاء ربك والملك صفا صفا فقال : إن الله عزوجل لا يوصف بالمجيء والذهاب تعالى عن الانتقال إنما يعني بذلك وجاء أمر ربك والملك صفا صفا قال : وسألته عن قول الله عزوجل : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة قال : يقول : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام وهكذا نزلت قال : وسألته عن قول الله عزوجل : سخر الله منهم وعن قول الله : الله يستهزئ بهم وعن قوله تعالى : ومكروا ومكر الله وعن قول الله عزوجل : يخادعون الله وهو خادعهم فقال : إن الله عزوجل : لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكنه عزوجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ورواه في الإحتجاج مرسلا عنه عليه‌السلام توضيح ـ قال الزمخشري في الآية الأولى : كونهم محجوبين عنه تمثيل للاستخفاف

١٠

بهم وإهانتهم لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للمكرمين لديهم ولا يحجب عنهم إلا المهانون عندهم وذكر الرازي في الآية الثانية أنها من باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه والتقدير أمر ربك للمحاسبة أو المجازاة أو قهر ربك كما قال : جاءنا بنو أمية أي قهرهم أو جلائل آيات ربك لأن في القيامة تظهر العظائم وجلائل الآيات فجعل مجيئها مجيئه تفخيما أو ظهور ربك لأن المعرفة تصير ضرورية هناك أو أنه تمثيل لظهور آيات الله أو أن الرب المربي فلعل ملكا هو أعظم الملائكة هو مرب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هو المراد من قوله وجاء ربك.

التوحيد والعيون ـ الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال قلت : لعلي بن موسى الرضا عليه‌السلام : يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة فقال : يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله على جميع خلقه من النبيين والملائكة وجعل طاعته ومبايعته وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته فقال عزوجل : ومن يطع الرسول فقد أطاع الله وقال : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله ، ودرجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجنة أرفع درجات (١) فمن زاره إلى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى قال : فقلت له : يا ابن رسول الله صلوات الله عليه

__________________

(١) ـ كذا في الأصل وربما كان الصحيح أرفع الدرجات.

١١

فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله؟ فقال عليه‌السلام : يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه ، هم الذين بهم يتوجه إلى الله عزوجل وإلى دينه ومعرفته وقال الله عزوجل : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ، وقال عزوجل : كل شيء هالك إلا وجهه ، فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه عليه‌السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة الخبر.

التوحيد ومعاني الأخبار ـ الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن الحسين بن الحسن عن بكر عن أبي عبد الله البرقي عن عبد الله بن يحيى عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام فقلت قوله عزوجل : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي فقال : اليد في كلام العرب القوة والنعمة قال الله : واذكر عبدنا داود ذا الأيد وقال : والسماء بنيناها بأيد أي بقوة وقال : وأيدهم بروح منه أي قواهم ويقال : لفلان عندي أيادي كثيرة أي فواضل وإحسان وله عندي يد بيضاء أي نعمة.

التوحيد والمعاني ـ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن العباس بن هلال قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : الله نور السماوات والأرض فقال : هاد لأهل السماء وهاد لأهل الأرض وفي رواية البرقي هدى من في السماوات وهدى من في الأرض وفي الإحتجاج كالأولى.

التوحيد ـ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن محمد بن بشر الهمداني قال سمعت محمد بن الحنفية يقول : حدثني أمير المؤمنين أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة أخذ بحجزة الله ونحن آخذون بحجزة نبينا وشيعتنا آخذون بحجزتنا قلت : يا أمير المؤمنين وما الحجزة؟ قال : الله أعظم من أن يوصف بحجزة أو غير ذلك ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بأمر الله ونحن آل محمد صلوات الله عليهم آخذون بأمر نبينا وشيعتنا آخذون بأمرنا ونحوه آخر وفيه : والله ما نزعم أنها حجزة الإزار ولكنها أعظم من ذلك يجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخذا بدين الله ونجيء نحن آخذين بدين نبينا وتجيء شيعتنا آخذين بديننا. وفي خبر ثالث والحجزة النور. وعن الصادق عليه‌السلام : الصلاة حجزة الله وذلك أنها تحجز المصلي عن المعاصي ما دام في صلواته ، قال الله عزوجل : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ). أقول والأخبار بهذه المضامين كثيرة متوافرة

باب ثبوت الحقيقة الشرعية والدينية في الكتاب والسنّة

١٢

في الكتاب والسنّة

الآيات : البقرة قال تعالى : الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ، آل عمران الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، الأعراف : المص ، يونس الر تلك آيات الكتاب الحكيم ، هود : الر كتاب أحكمت آياته ، يوسف : الر تلك آيات الكتاب المبين ، إبراهيم الر كتاب أنزلناه إليك ، الحجر : الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ، مريم : كهيعص ، طه : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، الشعراء : طسم تلك آيات الكتاب المبين ، النمل : طس تلك آيات القرآن ، القصص ، طسم تلك آيات الكتاب المبين ، العنكبوت : الم أحسب الناس أن يتركوا ، الروم : الم غلبت الروم ، لقمان : الم تلك آيات الكتاب الحكيم السجدة الم تنزيل الكتاب ص : ص والقرآن ذي الذكر المؤمن حم تنزيل الكتاب حم السجدة : حم تنزيل من الرحمن الرحيم ، الشورى.

حمعسق الزخرف حم والكتاب المبين الدخان : حم والكتاب المبين الجاثية : حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم الأحقاف : حم تنزيل الكتاب ق : ق والقرآن المجيد.

تفسير القمي ـ حدثني أبي عن يحيى بن أبي عمران عن يونس بن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام وساق الحديث إلى أن قال : الم هو حرف من حروف اسم الله الأعظم المقطع في القرآن الذي يؤلفه النبي والإمام الذي إذا دعا به أجيب.

معاني الأخبار ـ قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلي على يدي علي بن أحمد البغدادي الوراق قال : حدثنا معاذ بن المثنى العنبري قال : حدثنا عبد الله بن أسماء قال : حدثنا جويرة عن سفيان بن سعد الثوري قال : قلت : لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : يا ابن رسول الله ما معنى قول الله عزوجل : الم؟ قال عليه‌السلام أما الم في أول البقرة فمعناه أنا الله الملك ، وأما في أول آل عمران فمعناه : أنا الله المجيد. والمص : معناه أنا الله المقتدر الصادق. والر : معناه أنا الله الرءوف ، وفي خبر آخر عن الصادق عليه‌السلام قال : الألف حرف من حروف قولك الله دل بالألف على قولك الله ، ودل باللام على قولك الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين ودل بالميم على أنه المجيد المحمود في كل أفعاله.

١٣

كنز الدقائق ـ روي أن الم معناه أنا الله أعلم وأن الألف من الله واللام من جبرائيل والميم من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أي القرآن منزل من الله على لسان جبرئيل إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(معاني الأخبار) بالإسناد المتقدم ـ عن سفيان الثوري عن الصادق عليه‌السلام قال : المر معناه أنا الله المحيي المميت الرزاق ، وبالإسناد المتقدم قلت : يا ابن رسول الله ما معنى كهيعص؟ قال : معناه أنا الكافي الهادي الولي العالم الصادق الوعد. وعن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلوذي قال : أخبرنا يحيى بن زكريا قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عمار عن أبيه قال : حضرت عند جعفر بن محمد فدخل عليه رجل فسأله عن كهيعص ، فقال : كاف كاف لشيعتنا (ها) هاد لهم (يا) ولي لهم (عين) عالم بأهل طاعتنا ص صادق لهم وعده حتى يبلغ بهم المنزلة التي وعدها إياهم في القرآن وعنه قال : حدثنا محمد بن علي بن محمد النوفلي المعروف بالكرماني قال :

حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال : حدثنا أحمد بن طاهر القمي قال : حدثنا محمد بن نجر بن سهل الشيباني قال : حدثنا أحمد بن مسرور عن سعد بن عبد الله القمي في حديث له مع أبي محمد عليه‌السلام في مسائل فأمره أن يسأل القائم عليه‌السلام إلى أن قال : فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأويل كهيعص قال : هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع عليها عبده زكريا ثم قصها على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك أن زكريا سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلمه إياها وكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن سرى عنه همه ، وانجلى عنه كربه وإذا ذكر الحسين عليه‌السلام خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة فقال ذات يوم : إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم عن همومي وإذا ذكرت خامسهم الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته فقال : كهيعص فالكاف اسم كربلاء والهاء هلاك العترة والياء يزيد لعنه الله وهو ظالم الحسين والعين عطشه والصاد صبره الخبر ، ونحوه مروي في الإحتجاج وعنه بإسناده السابق عن الثوري عن الصادق عليه‌السلام قال : طه اسم من أسماء النبي ومعناه يا طالب الحق الهادي إليه ، وبهذا الإسناد عنه عليه‌السلام قال : وأما طسم فمعناه أنا الطالب السميع المبدئ المعيد وفي رواية القمي قال طسم هو من حروف اسم الله الأعظم المرموز في القرآن وفي معاني الأخبار بالإسناد المتقدم عن الثوري عن الصادق عليه‌السلام قال : قلت يا ابن

١٤

رسول الله ما معنى قول الله عزوجل (ص) قال : (ص) عين ينبع من تحت العرش وهي التي توضأ منها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما عرج به ويدخلها جبرئيل كل يوم دخلة فينغمس فيها ثم يخرج منها فينفض أجنحته فليس من قطرة تقطر من أجنحته إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يسبح الله ويقدسه ويكبره ويحمده إلى يوم القيامة. (العلل) حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن صباح الحذاء عن إسحاق بن عمار قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام وذكر صلاة النبي ليلة المعراج إلى أن قال : جعلت فداك وما (صاد) الذي أمر أن يغتسل منه ، قال : عين تتفجر من ركن من أركان العرش يقال له : ماء الحياة وهو ماء قال الله عزوجل : ص والقرآن ذي الذكر وإنما أمره أن يتوضأ ويقرأ ويصلي.

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث الإسراء بالنبي قال : ثم أوحى الله إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ادن من ص فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنا رسول الله من ص وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن.

(معاني الأخبار) بالإسناد المتقدم ـ عن الثوري عن الصادق عليه‌السلام قال له : أخبرني يا ابن رسول الله عن (حم عسق) قال : أما (حم) فمعناه الحميد المجيد وأما (حم عسق) فمعناه الحليم المميت العالم السميع القادر القوي ، وبالإسناد المتقدم ما معنى (ق)؟ قال عليه‌السلام : (ق) فهو الجبل المحيط بالأرض خضرة السماء منه وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها.

تفسير القمي ـ (ق) جبل محيط بالدنيا من ورائه يأجوج ومأجوج وهو قسم.

(المعاني) بالإسناد المتقدم ـ عن الثوري عن الصادق عليه‌السلام قال : وأما (نون) فهو نهر في الجنة قال الله عزوجل : أجمد فجمد فصار مدادا ثم قال للقلم : اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة الحديث ، ونحوه مروي في العلل.

كا ـ علي بن إبراهيم عن بعض أصحابه ذكره قال : لما سم المتوكل نذر إن عوفي أن يتصدق بمال كثير فلما عوفي سأل الفقهاء عن حد المال الكثير فاختلفوا عليه فقال : بعضهم مائة ألف وقال بعضهم : عشرة آلاف فقالوا فيه أقاويل مختلفة فاشتبه عليه الأمر فقال رجل من ندمائه يقال

١٥

له صفوان ألا تبعث إلى هذا الأسود فتسأله عنه؟ فقال : له المتوكل : من تعني ويحك؟ فقال : ابن الرضا فقال له : وهو يحسن من هذا شيئا ، فقال : إن أخرجك من هذا فلي عليك كذا وكذا وإلا فاضربني مائة مقرعة فقال المتوكل : قد رضيت يا جعفر بن محمود صر إليه وسله عن حد المال الكثير ، فصار جعفر بن محمود إلى أبي الحسن علي بن محمد عليه‌السلام فسأله عن حد المال الكثير ، فقال له : الكثير ثمانون فقال جعفر : يا سيدي إنه يسألني عن العلة فيه ، فقال أبو الحسن عليه‌السلام إن الله يقول : لقد نصركم الله في مواطن كثيرة فعددنا تلك المواطن فكانت ثمانين. ورواه الطبرسي في الاحتجاج عن أبي عبد الله الزيادي نحوه. ورواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول مرسلا.

تفسير القمي ـ عن محمد بن أبي عمير قال : كان المتوكل اعتل وذكر نحوه.

يب ـ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله وبإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عن محمد بن خالد عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله رجل عن رجل مرض فنذر لله شكرا إن عافاه الله أن يتصدق من ماله بشيء كثير ولم يسم شيئا فما تقول؟ قال : يتصدق بثمانين درهما فإنه يجزيه وذلك بين في كتاب الله إذ يقول لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) والكثير في كتاب الله ثمانون.

معاني الأخبار ـ عن محمد بن موسى بن المتوكل عن السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير فقال : الكثير ثمانون فما زاد لقول الله (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) وكانت ثمانين موطنا.

تفسير العياشي ـ عن يوسف بن السخت قال : اشتكى المتوكل شكاة شديدة فنذر لله إن شفاه أن يتصدق بمال كثير فعوفي من علته فسأل أصحابه عن ذلك إلى أن قال : فقال ابن يحيى المنجم : لو كتبت إلى عمك يعني أبا الحسن عليه‌السلام فأمر أن يكتب له فيسأله فكتب أبو الحسن عليه‌السلام تصدق بثمانين درهما فقالوا : هذا غلط سله من أين قال هذا ، فكتب عليه‌السلام قال الله لرسوله : لقد نصركم الله في مواطن كثيرة والمواطن التي نصر الله رسوله فيها ثمانون موطنا ، فثمانون درهما من حله مال كثير.

١٦

كا ـ العدة عن أحمد عن أبيه عن فضالة عن رفاعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث أن الله أوحى إلى أيوب خذ من سبختك كفا فابذره وكانت سبخته فيها ملح فأخذ أيوب كفا منها فبذره فخرج هذا العدس وأنتم تسمونه الحمص ونحن نسميه العدس.

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن الناس يروون عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن العدس بارك عليه سبعون نبيا فقال : هو الذي يسمونه عندكم الحمص ونحن نسميه العدس. ورواه البرقي في المحاسن عن بعض أصحابنا عن ابن أبي عمير والذي قبله عن أبيه.

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن داود النهدي عن بعض أصحابنا قال دخل ابن أبي سعد المكاري على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام إلى أن قال : فقال له : رجل قال عند موته : كل مملوك لي قديم فهو حر لوجه الله قال : نعم إن الله يقول في كتابه : (حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) فما كان من مماليكه أتى له ستة أشهر فهو قديم حر. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب ورواه أيضا بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم ورواه الصدوق في الفقيه مرسلا ، ورواه في العيون عن أبيه ومحمد بن الحسن عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم عن داود بن محمد النهدي ورواه في معاني الأخبار عن أبيه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد. ورواه علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن داود بن محمد النهدي قال : دخل أبو سعيد المكاري وذكر الحديث (إرشاد المفيد) قال : قضى أمير المؤمنين في رجل أوصى فقال أعتقوا عني كل عبد قديم في ملكي فلما مات لم يعرف الوصي ما يصنع فسأل عن ذلك فقال : يعتق عنه كل عبد له في ملكه ستة أشهر وتلا قوله تعالى : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ،) وقد ثبت أن العرجون إنما ينتهي إلى الشبه بالهلال في تقوسه وضوأته بعد ستة أشهر من أخذ الثمرة منه.

كا ـ يب ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن أبان بن تغلب قال قال أبو جعفر عليه‌السلام : الجزء واحد من عشرة لأن الجبال عشرة والطيور أربعة. أقول فيه إشارة إلى قوله تعالى : خذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا.

١٧

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن عبد الرحمن بن سيابة قال : إن امرأة أوصت إلي وقالت : ثلثي يقضى به ديني وجزء منه لفلانة فسألت عن ذلك ابن أبي ليلى فقال : ما أرى لها شيئا ما أدري ما الجزء فسألت عنه أبا عبد الله عليه‌السلام بعد ذلك وخبرته كيف قالت المرأة وبما قال ابن أبي ليلى ، فقال كذب ابن أبي ليلى لها عشر الثلث إن الله عزوجل أمر إبراهيم عليه‌السلام فقال : اجعل على كل جبل منهن جزءا وكانت الجبال يومئذ عشرة فالجزء هو العشر من الشيء.

يب ـ أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان قال إن امرأة أوصت إلي الحديث.

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن فضالة عن ثعلبة بن ميمون عن معاوية بن عمار قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل أوصى بجزء من ماله قال : جزء من عشرة قال الله عزوجل : ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا وكانت الجبال عشرة. ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن علي بن فضال. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن معاوية بن عمار مثله.

معاني الأخبار ـ محمد بن الحسن عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن جميل عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عليه‌السلام في الرجل يوصي بجزء من ماله إن الجزء واحد من عشرة لأن الله يقول ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا وكانت الجبال عشرة والطير أربعة فجعل على كل جبل منهن جزءا : قال : وروي أن الجزء واحد من سبعة لقول الله عزوجل : لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم. وعن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان الأحمر عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عن امرأة أوصت بثلثها يقضى به دين ابن أخيها وجزء منه لفلانة وفلانة فلم أعرف ذلك فقدماني إلى ابن أبي ليلى فقال ليس لهما شيء ، فقال : كذب والله لهما العشر من الثلث. (إرشاد المفيد) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في رجل أوصى بجزء من ماله ولم يعينه فاختلف الوارث بعده في ذلك فقضى عليهم بإخراج السبع من ماله وتلا قوله تعالى : لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم.

١٨

تفسير العياشي ـ عن عبد الصمد بن بشير عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في حديث أنه سئل عن رجل أوصى بجزء من ماله فقال : هذا في كتاب الله بين إن الله يقول : فاجعل على كل جبل منهن جزءا وكانت الطير أربعة والجبال عشرة يخرج الرجل من كل عشرة أجزاء جزء واحد (١) وعن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن عبد الله عن أبي جعفر بن سليمان الخراساني عن رجل من أهل خراسان في حديث أن رجلا مات وأوصى إليه بمائة ألف درهم وأمره أن يعطي أبا حنيفة منها جزءا فسأل عنها جعفر بن محمد عليه‌السلام وأبو حنيفة حاضر فقال له جعفر بن محمد عليه‌السلام : ما تقول فيها يا أبا حنيفة؟ فقال : الربع فقال لابن أبي ليلى فقال : الربع فقال جعفر بن محمد عليه‌السلام : ومن أين قلتم الربع فقالوا لقول الله عزوجل : فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام هذا قد علمت الطير أربعة فكم كانت الجبال إنما الأجزاء للجبال ليس للطير ، قالوا : ظننا أنها أربعة فقال أبو عبد الله لا ولكن الجبال عشرة.

يب ـ علي بن الحسن بن فضال عن السندي بن الربيع عن محمد بن أبي عمر عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير وحفص بن البختري عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في رجل أوصى بجزء من ماله قال : جزء من

__________________

(١) ـ كذا في الأصل وربما كان الأصح (واحدا) بالنصب.

١٩

عشرة وكانت الجبال عشرة. وبإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن رجل أوصى بجزء من ماله فقال : واحد من سبعة أن الله تعالى يقول : لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم الحديث. وبإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي همام إسماعيل بن همام الكندي عن الرضا عليه‌السلام في الرجل أوصى بجزء من ماله قال : الجزء من سبعة أن الله تعالى يقول : لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم. وبإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله الرازي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سألته عن رجل أوصى بجزء من ماله قال : سبع ثلثه. ورواه الصدوق في الفقيه بإسناده عن البزنطي عن الحسين بن خالد ورواه في العيون ومعاني الأخبار عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى ، قال الشيخ : الوجه أن نحمل الجزء على أنه يجب أن ينفذ في واحد من العشرة ويستحب للورثة إنفاذه في واحد من السبعة لتتلاعم الأخبار ، وقال الصدوق كان الناس يجزون أموالهم فيما مضى فمنهم من يجعل أجزاء ماله عشرة ومنهم من يجعلها سبعة فعلى حسب رسم الرجل في ماله تمضي وصيته ومثل هذا لا يوصي به إلا من يعلم اللغة ويفهم عنه فأما جمهور الناس فلا تقع الوصية لهم إلا بالمعلوم الذي لا يحتاج إلى تفسير مبلغة انتهى. وحاصله الرجوع إلى عرف الموصي وما يفهم من قصده ، وقول الشيخ مبني على عدم العرف.

يب ـ محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر في حديث قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن رجل أوصى بسهم من ماله فقال السهم واحد من ثمانية ثم قرأ : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) إلى آخر الآية. وبإسناده عن علي عن أبيه عن صفوان قال سألت الرضا عليه‌السلام وذكر نحوه. وبإسناده عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن أحمد عن صفوان وأحمد بن محمد ابن أبي نصر قالا : سألنا الرضا عليه‌السلام عن رجل أوصى لك بسهم من ماله ولا ندري السهم أي شيء هو؟ فقال : ليس عندكم فيما بلغكم عن جعفر ولا عن أبي جعفر فيها شيء؟ فقلنا له : ما سمعنا أصحابنا يذكرون شيئا من هذا عن آبائك عليهم‌السلام فقال : السهم واحد من ثمانية إلى أن قال : قول الله عزوجل : إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم (وَفِي الرِّقابِ) والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ثم عقد بيده ثمانية ثم قال : وكذلك قسمها رسول الله على ثمانية أسهم فالسهم واحد من ثمانية ، ورواه

٢٠