مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين

أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري

مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار النشر : فرانز اشتاينر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله (١) ذى العزّة والافضال ، والجود والنوال ، احمده على ما خص وعمّ من نعمه ، واستعينه على اداء فرائضه ، وأسأله الصلاة على خاتم رسله ،

اما بعد فانه لا بدّ لمن اراد معرفة الديانات والتمييز بينها من معرفة المذاهب والمقالات ، ورأيت الناس فى حكاية ما يحكون من ذكر المقالات ، ويصنّفون (٢) فى النحل والديانات ، من بين مقصّر فيما يحكيه ، وغالط فيما يذكره من قول مخالفيه ، (٣) ومن بين (٤) معتمد للكذب (٥) فى الحكاية إرادة (٦) التشنيع على من يخالفه (٧) ومن بين تارك للتقصّى (٨) فى روايته لما يرويه من اختلاف المختلفين ومن بين من يضيف الى قول مخالفيه ما يظنّ ان الحجّة تلزمهم به وليس هذا سبيل الرّبانيّين (٩) ولا سبيل الفطناء (١٠) المميّزين ، (١١) فحدانى ما رأيت من ذلك على شرح ما التمست (١٢) شرحه من امر المقالات واختصار ذلك وترك الاطالة والاكثار وانا مبتدئ (١٣) شرح (١٤) ذلك بعون الله وقوّته (١٥)

اختلف الناس بعد نبيّهم صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى اشياء كثيرة ضلّل

__________________

(١) اوّل الكتاب الى قوله الثلاثة ص ١٦ س ١٠ ساقط من س

(٢) ويصنفون : ويصفون د ويضيفون ح ويصنعون ع

(٣) مخالفيه : مخالفه ع

(٤) ومن بين : وبين ق ح

(٥) للكذب : الكذب ع

(٦) إرادة : اذا اراد ع

(٧) يخالفه د ع خالفه ق ح

(٨) للتقصى : لنقص ع

(٩) الربانيين ع الديانين د ق ح

(١٠) الفطناء ع الفاظ د ق ح

(١١) المتميزين ق ح ولعل هذا اولى بالترجيح

(١٢) التمس ع

(١٣) مبتدئ : نبدى ع

(١٤) شرح : اشرح ق ح

(١٥) (١ ـ ١٢) ذكر هذا الفصل ابن قيم الجوزية فى كتاب اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية (الطبعة الهندية ص ١١٧) واشرنا إليه برمز ع

١

فيها بعضهم بعضا وبرئ بعضهم من بعض (١) فصاروا فرقا متباينين ، واحزابا متشتّتين ، الا ان الاسلام يجمعهم ويشتمل عليهم

واوّل ما حدث من الاختلاف بين المسلمين بعد نبيّهم صلى‌الله‌عليه‌وسلم اختلافهم فى الامامة وذلك ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما قبضه الله عزوجل ونقله الى جنّته ودار كرامته اجتمعت الانصار فى سقيفة بنى ساعدة بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وارادوا عقد الامامة لسعد بن عبادة وبلغ ذلك أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما [ف] قصدا نحو مجتمع الانصار فى رجال من المهاجرين فأعلمهم ابو بكر ان الامامة لا تكون الا فى قريش واحتجّ عليهم بقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الامامة فى قريش فاذعنوا لذلك منقادين ، (٢) ورجعوا الى الحقّ طائعين ، بعد ان قالت الانصار منّا امير ومنكم امير وبعد ان جرّد الحباب ابن المنذر (٣) سيفه وقال انا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب من يبارزنى بعد ان قام قيس بن سعد بنصرة ابيه سعد بن عبادة (٤) حتى قال عمر بن الخطاب فى شأنه ما قال ، ثم بايعوا أبا بكر رضوانش الله عليه واجتمعوا (٥) على إمامته واتّفقوا على خلافته وانقادوا لطاعته فقاتل اهل الرّدة على ارتدادهم كما قاتلهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على كفرهم فاظهره الله عزوجل

__________________

(١) وبرئ بعضهم من بعض : هذه الجملة محذوفة فى ق ح ، وقال فى شرح المواقف ٨ ص ٣٣٩ نقلا من هذا الكتاب : وتبرأ بعضهم عن بعض

(٢) منقادين : ساقطة من د

(٣) (١١ ـ ١٢) الحباب بن المنذر : هكذا صحح فى ح على الهامش وفى اصل ح : المنذر ابن الحباب وفى د ق : عمير بن الحباب

(٤) قيس بن سعد بن عبادة ح

(٥) واجتمعوا د واجمعوا ق ح

٢

عليهم اجمعين ، ونصره على جملة المرتدّين ، وعاد الناس الى الاسلام اجمعين واوضح الله به الحقّ المبين ، وكان الاختلاف بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى الامامة ولم يحدث خلاف غيره فى حياة ابى بكر رضوان الله عليه وايام عمر الى ان ولى عثمان بن عفان رضوان الله عليه وانكر قوم عليه فى آخر ايامه افعالا كانوا فيما نقموا عليه من ذلك مخطئين ، وعن سنن المحجّة خارجين ، فصار ما انكروه عليه اختلافا الى اليوم ، ثم قتل رضوان الله عليه وكانوا فى قتله مختلفين ، فاما اهل السنّة والاستقامة فانهم قالوا : كان رضوان الله عليه مصيبا فى افعاله قتله قاتلوه ظلما وعدوانا ، وقال قائلون بخلاف ذلك ، وهذا اختلاف بين الناس الى اليوم

ثم بويع على بن ابى طالب رضوان الله عليه فاختلف الناس فى امره فمن بين منكر لامامته ومن بين قاعد عنه ومن بين قائل بامامته معتقد لخلافته ، وهذا اختلاف بين الناس الى اليوم

ثم حدث الاختلاف فى ايام عليّ فى امر طلحة والزبير رضوان الله عليهما وحربهما اياه وفى قتال معاوية اياه وصار عليّ ومعاوية الى صفّين وقاتله عليّ (١) حتى انكسرت سيوف الفريقين ونصلت رماحهم وذهبت قواهم وجثوا على الرّكب فوهم (٢) بعضهم على بعض فقال معاوية لعمرو بن العاص يا عمرو ألم تزعم انك لم تقع فى امر فظيع فاردت الخروج

__________________

(١) على : ساقطة من ق وفى ح مستدركة فوق السطر

(٢) فوهم : كذا فى الاصول وفى ح فدهم فوق السطر فليتأمل

٣

منه الا خرجت قال بلى قال فما المخرج مما نزل قال له عمرو بن العاص فلى عليك ان لا تخرج مصر من يدى ما بقيت قال لك ذلك ولك به عهد الله وميثاقه قال فأمر بالمصاحف فترفع ثم يقول اهل الشام لأهل العراق يا اهل العراق كتاب الله بيننا وبينكم البقية البقية فانه ان اجابك الى ما تريده خالفه اصحابه وان خالفك خالفه اصحابه وكان عمرو بن العاص فى رأيه الّذي اشار به كأنه ينظر الى الغيب من وراء حجاب رقيق فأمر معاوية اصحابه برفع المصاحف وبما اشار به عليه عمرو بن العاص ففعلوا ذلك فاضطراب (١) اهل العراق على عليّ رضوان الله عليه وابوا عليه الا التحكيم وان يبعث عليّ حكما ويبعث معاوية حكما فاجابهم (٢) عليّ الى ذلك بعد امتناع اهل العراق عليه ان لا يجيبهم إليه فلما اجاب عليّ الى ذلك وبعث معاوية واهل الشام عمرو بن العاص حكما وبعث عليّ واهل العراق أبا موسى حكما واخذ بعضهم على بعض العهود والمواثيق اختلف اصحاب عليّ عليه وقالوا قال الله تعالى : (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) (٤٩ : ٩) ولم يقل حاكموهم وهم البغاة : فان عدت الى قتالهم واقررت على نفسك بالكفر اذ اجبتهم الى التحكيم والا نابذناك وقاتلناك فقال عليّ رضوان الله عليه قد ابيت عليكم فى اوّل الامر فابيتم (٣) الا اجابتهم الى ما سألوا فاجبناهم واعطيناهم العهود والمواثيق وليس يسوغ لنا الغدر فابوا الا خلعه واكفاره بالتحكيم وخرجوا عليه فسمّوا خوارج لانهم

__________________

(١) واضطرب ق

(٢) حكما فاجابهم : حكما ما فاجابهم د

(٣) وابيتم د

٤

خرجوا على عليّ بن ابى طالب رضوان الله عليه وصار اختلافا الى اليوم ، وسنذكر اقاويل الخوارج بعد هذا الموضع من كتابنا

هذا ذكر (١) الاختلاف

اختلف المسلمون عشرة اصناف : الشيع والخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية والضرارية والحسينية والبكرية والعامّة واصحاب الحديث والكلابية اصحاب عبد الله بن كلّاب القطّان(٢)

فالشيع ثلاثة اصناف وانما قيل لهم الشيعة لانهم شيعوا عليّا رضوان الله عليه ويقدّمونه على سائر اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمنهم «الغالية» وانما سمّوا الغالية لانهم غلوا فى عليّ وقالوا فيه قولا عظيما وهم خمس عشرة فرقة :

فالفرقة (٣) الاولى (٤) منهم «البيانية» اصحاب «بيان بن سمعان التميمى» يقولون ان الله عزوجل على صورة الانسان وانه يهلك كلّه الا وجهه وادّعى «بيان» انه يدعو الزهرة فتجيبه وانه يفعل (٥) ذلك بالاسم الاعظم فقتله خلد بن عبد الله القسرى ، وحكى عنهم ان كثيرا منهم (٦) يثبت لبيان بن

__________________

(١) هذا ذكر : ذكر د

(٢) (٤ ـ ٦) هكذا فى الاصول كلها والتعداد الاجمالى هنا لا ينفق بما يأتى فى تفصيل الفرق

(٤) فالفرقة الاولى : الاولى ف ح

(٥) يفعل : يفعل نفعل د

(٦) عنهم : كذا فى د والمنهاج واللفظة محذوفة فى ق ح

(٣) (١١ ـ ص ٦ : ٢) قابل لمنهاج ١ : ٢٣٨ وراجع فى ترجمة «بيان بن سمعان» والبدء والتاريخ ٥ : ١٣٠ ٧ ـ ١٣٦ والفرق ٢٢٧ ومختصر الفرق ١٣٣ ـ ١٣٤ واصول الدين ٧٣ ـ ٧٤ ٣٣١ ٨١ و ٢ والملل ١١٣ ـ ١١٤ والغنية ٦١

٥

سمعان النبوّة ، ويزعم كثير من البيانية ان أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفيّة نصّ على إمامة بيان بن سمعان ونصبه (١) إماما

والفرقة الثانية منهم اصحاب «عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذى الجناحين» يزعمون ان عبد الله بن معاوية كان يدّعى ان العلم ينبت فى قلبه كما ينبت الكمأة والعشب وان الارواح تناسخت وان روح الله جلّ اسمه كانت فى آدم ثم تناسخت حتى صارت فيه ، قال وزعم انه ربّ وانه نبىّ فعبده (٢) شيعته ، وهم يكفرون بالقيامة ويدّعون ان الدنيا لا تفنى ويستحلّون الميتة والخمر وغيرهما من المحارم ويتأوّلون قول الله عزوجل : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا) (٥ : ٩٣) (٣)

والفرقة الثالثة [منهم] اصحاب «عبد الله بن عمرو بن حرب» وهم يسمّون «الحربية» يزعمون ان روح ابى هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية تحوّلت فيه وان أبا هاشم نصّ على إمامته (٤)

(٥) (٦) والفرقة الرابعة منهم «المغيرية» اصحاب «المغيرة بن سعيد» يزعمون

__________________

(١) نصبه : جعله منهاج

(٢) فعبده : كذا فى الملل وفى د ح فعمده والحرف الاول مأروض فى ق

(٣) (٣ ـ ١٠) راجع فى ترجمة «عبد الله بن معاوية» وترجمة «الجناحية» والفرق ٢٣٥ ـ ٢٣٦ ومختصر الفرق ١٣٥ واصول الدين ٣٣١ و ٢٣٣ وو الملل ١١٣ والغنية ٦١

(٤) (١١ ـ ١٣) راجع الفرق ٢٢٣ ـ ٣٣٤ ومختصر الفرق ١٥١ و ١٢٤ ، ٢. والملل ١١٢

(٥) (١٤ ـ ص ٧ : ٩) قابل المنهاج ١ : ٢٣٨

(٦) (١٤ ـ ص ٩ : ٦) راجع البدء والتاريخ ٥ : ١٣٠ ١٨٥ ١٣٦ والفرق ٢٢٩ ـ ٢٣٣ ومختصر الفرق ١٤٧ ـ ١٥٠ واصول الدين ٤٧ ٣٣١ وو الملل ١٣٤ ـ ١٣٥ والغنية ٦١

٦

انه كان يقول انه نبىّ وانه يعلم اسم الله الاكبر ، وان معبودهم رجل من نور على رأسه تاج وله من الاعضاء والخلق مثل ما للرجل وله جوف وقلب تنبع منه الحكمة وان حروف ابى جاد على عدد اعضائه قالوا والألف موضع قدمه لاعوجاجها وذكر الهاء فقال : (١) لو رأيتم موضعها منه لرأيتم (٢) امرا عظيما يعرّض لهم بالعورة وبأنه (٣) قد رآه لعنه الله ، وزعم انه يحيى الموتى بالاسم الاعظم وأراهم اشياء من النير نجات والمخاريق ، وذكر لهم كيف ابتدأ الله الخلق فزعم ان الله جلّ اسمه كان وحده لا شيء معه فلما اراد ان يخلق الاشياء تكلّم باسمه الاعظم فطار فوقع فوق رأسه التاج (٤) (؟) قال وذلك قوله : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (٨٧ : ١) قال ثم كتب باصبعه على كفّه اعمال العباد من المعاصى والطاعات فغضب من المعاصى فعرق فاجتمع من عرقه بحران احدهما مالح مظلم والآخر نيّر عذب ثم اطلع فى البحر فابصر ظلّه فذهب ليأخذه فطار فانتزع عين ظلّه فخلق منها (٥) شمسا (٦) ومحق ذلك الظلّ وقال لا ينبغي ان يكون معنى إله غيرى ثم خلق الخلق كله من البحرين فخلق الكفّار من البحر المالح المظلم وخلق

__________________

(١) فقال : فقالوا د

(٢) منه لرايتم : لرايتم منه منهاج

(٣) وبأنه قد رآه : وكأنه قد رآه ق وما به رآه ح وفى المنهاج يعرض لهم بانه قد رآه

(٤) فوق رأسه التاج : فى المنهاج : على رأسه على التاج وفى الفرق والملل : وقع على رأسه تاجا وهو الاشبه وفى الفصل ٤ : ١٨٤ : فوقع على تاجه

(٦) (١٢ ـ ١٣) فانتزع عين ظله فخلق منه شمسا الخ : فى الفرق : فانتزع عينى ظله فخلق منهما الشمس والقمر وافنى باقى ذلك الظل ، وفى الفصل : قطع عينى ذلك الظل ومحفه فخلق من عينيه الشمس وشمسا اخرى ، وفى الملل ١٣٥ : فانتزع عين ظله فخلق منها الشمس

(٥) منها : فى الاصول منه

٧

المؤمنين من النيّر العذب ، وخلق ظلال (١) الناس فكان اوّل من خلق منها (٢) محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال وذلك قوله : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٣٤ : ٨١) ثم ارسل محمدا الى الناس كافّة وهو ظلّ (٣) ثم عرض على السموات ان يمنعن (٤) عليّ بن ابى طالب رضوان الله عليه فابين ثم على الارض والجبال فابين ثم على الناس كلهم فقام عمر بن الخطاب الى ابى بكر فأمره ان يتحمّل منعه وان يغدر (٥) به ففعل ذلك ابو بكر وذلك قوله : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ) (٣٣ : ٧٢) قال وقال عمر انا اعينك على عليّ لتجعل لى الخلافة بعدك وذلك قوله : (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ) (٥٩ : ١٦) والشيطان عنده (٦) عمر ، وزعم ان الارض تنشقّ عن الموتى فيرجعون (٧) الى الدنيا ، فبلغ خبره خلد بن عبد الله فقتله

قال (٨) وكان «جابر الجعفى» من اصحابه وانزله اصحاب المغيرة بمنزلة المغيرة ومات جابر وادّعى وصيّته «بكر الاعور الهجرى (٩) القتّات» (١٠) فصيّروه إماما وقالوا انه لا يموت فأكل اموالهم ، وكان المغيرة يأمرهم بانتظار محمد بن عبد الله بن الحسن [بن الحسن] بن على بن ابى

__________________

(١) ظلال : هكذا صححنا نظرا الى ما فى الملل ، والنحل ، وفى الاصول : من اصله

(٢) منها : فيها د

(٣) وهو ظل : هكذا صححنا وفى ق ح وهو اصله وفى د وهم اصله

(٤) يمنعن : يمنعن د

(٥) يغدر ح والفصل ٢٣٠ ، يغدرا د ق

(٦) عنده : عندهم ح

(٧) فيرجعون : ويرجعون ق ح

(٨) قال : قالوا د

(٩) الهجرى : كذا فى الفرق وفى الفصل ٤ : ١٨٤ ، وفى د المحرى [يعنى المخرمى؟] وفى ق ح الفحرى

(١٠) الفتات : كذا فى الفرق وفى الاصول القنات بدون تعجيم اصلا

٨

طالب وذكر لهم ان جبريل وميكائيل عليهما السلم يبايعانه بين الركن والمقام ويحيى له سبعة عشر رجلا يعطى كل رجل منهم كذا وكذا حرفا من الاسم الاعظم فيهزمون الجيوش ويملكون الارض ، فلما خرج محمد وقتل قال بعض اصحاب المغيرة : لم يكن الخارج محمد بن عبد الله وانما كان شيطانا تمثل فى صورته وان محمدا سيخرج ويملك على ما قال المغيرة ، وبرئ بعضهم من المغيرة (١)

والفرقة الخامسة منهم «المنصورية» اصحاب «ابى منصور» يزعمون ان الامام بعد ابى جعفر محمد بن على بن الحسين بن عليّ «ابو منصور» (٢) وان أبا منصور قال : آل محمد هم السماء والشيعة هم الارض وانه (٣) هو الكسف الساقط (٥٢ : ٤٤) من بنى هاشم ، (٤) وابو منصور هذا رجل من بنى عجل ، وزعم ابو منصور انه عرج به الى السماء فمسح (٥) معبوده رأسه بيده ثم قال له اى بنيّ اذهب فبلغ عنّى ثم نزل به الى الارض ، ويمين اصحابه اذا حلفوا ان يقولوا : ألا (٦) والكلمة ، وزعم ان عيسى اوّل من خلق الله من خلقه ثم عليّ وان رسل الله سبحانه لا تنقطع ابدا ، وكفر بالجنّة والنار وزعم ان الجنّة رجل وان النار رجل ،

__________________

(٣) وانه : فى الملل : ان عليا عليه السلم

(٤) من بنى هاشم : لبنى هاشم منهاج من السماء الفرق والملل

(٥) فمسح د منهاج ومسح ق ح

(٦) ان يقولوا الا : فى المنهاج الا وفى المخطوطات : ان يقولوا الا

(٢) (٩ ـ ص ١١ : ٧) قابل المنهاج ١ : ٢٣٨ ـ ٢٣٩

(١) (٧ ـ ص ١٠ : ٨) راجع البدء والتاريخ ٥ : ١٣٠ ١٣٨ والفرق ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ومختصر الفرق ١٥٢ واصول الدين ٣٣١ و ٢٣٣ و. والملل ١٣٥ ـ ١٣٦

٩

واستحلّ النساء والمحارم واحلّ ذلك لاصحابه وزعم ان الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر (١) والميسر وغير ذلك من المحارم حلال وقال لم يحرّم الله ذلك علينا ولا حرّم شيئا تقوى (٢) به انفسنا (٣) وانما هذه الاشياء (٤) اسماء رجال حرّم الله سبحانه ولا يتهم وتأوّل (٥) فى ذلك قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) (٥ : ٩٣) واسقط الفرائض وقال هى اسماء رجال اوجب الله ولايتهم ، واستحلّ خنق المنافقين واخذ اموالهم ، (٦) فأخذه يوسف بن عمر الثقفى والى العراق فى ايام بنى اميّة فقتله (٧)

(٨) والفرقة السادسة منهم «الخطّابية» (٩) اصحاب «ابى الخطّاب بن ابى زينب» وهم خمس فرق كلهم يزعمون ان الايّمة انبياء محدثون ورسل الله وحججه (١٠) على خلقه لا يزال منهم رسولان واحد ناطق والآخر صامت فالناطق محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم والصامت عليّ بن ابى طالب فهم فى الارض اليوم طاعتهم مفترضة على جميع الخلق يعلمون ما كان وما هو كائن ، وزعموا ان أبا الخطّاب نبىّ وان اولئك الرسل فرضوا

__________________

(١) (١ ـ ٢) ولحم الخنزير والخمر منهاج والخمر د والخنزير ق ح

(٢) تقوى : تقوا د تتقوى منهاج تقوى ق

(٣) انفسنا : نفوسنا ق

(٤) الاشياء : الاسماء منهاج

(٥) وتأول : وتاولوا ق ح

(٦) واخذ اموالهم : ساقطة من ق ح

(٧) فقتله : فصلبه ق بخط احدث من الخط الاصلى وصلبه الملل

(٩) الخطابية : ساقطة من ق ح

(١٠) وحججه : وحجته ق

(٨) (٩ ـ ص ١١ : ٧) راجع فى ترجمة «الخطابية» والبدء والتاريخ ١٣١ ١٣٧ والفرق ٢٣٦ ٢٤٢ ومختصر الفرق ١٥٥ واصول الدين ٣٣١ و ٢٩٨ و. والغنية ٦١ والملل ١٣٦ ـ ١٣٧

١٠

عليهم طاعة ابى الخطّاب وقالوا الايّمة آلهة وقالوا فى انفسهم مثل ذلك وقالوا ولد الحسين ابناء الله واحبّاؤه ثم قالوا ذلك فى انفسهم وتأوّلوا قول الله تعالى : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) (٣٨ ـ ٧٢) قالوا فهو آدم ونحن ولده ، وعبدوا أبا الخطّاب وزعموا انه إله ، وزعموا ان جعفر بن محمد إلههم أيضا الا ان أبا الخطّاب اعظم منه واعظم من عليّ ، وخرج ابو الخطّاب على ابى جعفر فقتله عيسى بن موسى فى سبخة الكوفة ، وهم يتديّنون بشهادة الزور لموافقيهم (١)

والفرقة الثانية من «الخطّابية» وهى الفرقة السابعة من الغالية يزعمون ان الامام بعد ابى الخطّاب رجل يقال له «معمر» (٢) وعبدوه كما عبدوا أبا الخطّاب ، وزعموا ان الدنيا لا تفنى وان الجنّة ما يصيب الناس من الخير والنعمة والعافية وان النار (٣) ما يصيب الناس من خلاف ذلك ، وقالوا بالتناسخ وانهم لا يموتون ولكن يرفعون (٤) بابدانهم الى الملكوت (٥) وتوضع للناس اجساد (٦) شبه اجسادهم ، واستحلّوا الخمر والزنا واستحلّوا سائر المحرّمات ودانوا بترك الصلاة ، وهم يسمّون «المعمرية» ويقال انهم يسمّون «العمومية» (٧)

__________________

(٢) معمر : يعمر ق

(٣) وان النار : وان النار هى د والموضع مأروض فى ق

(٤) يرفعون : يرجعون ح

(٥) الملكوت : كذا صحح مصحح فى د على الهامش وفى الاصول : النار

(٦) اجساد : اجسادا ق

(٧) العمومية : كذا فى الاصول ولعله اليعمرية (؟)

(١) (٨ ـ ١٥) راجع. والغنية ٦١ والملل ١٣٧

١١

(١) (٢) والفرقة الثالثة من «الخطّابية» وهى الثامنة من الغالية يقال لهم «البزيغية» اصحاب «بزيغ بن موسى» (٣) يزعمون ان جعفر بن محمد هو الله وانه ليس بالذى يرون وانه تشبّه (٤) للناس (٥) بهذه (٦) الصورة ، وزعموا ان كل ما يحدث (٧) فى قلوبهم وحي وان كان مؤمن يوحى إليه (٨) وتأوّلوا فى ذلك قول الله تعالى : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (٣ : ١٤٥) اى بوحى من الله وقوله : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) (١٦ : ٦٨) و : (إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) (٥ : ١١١) ، وزعموا ان منهم (٩) من هو خير من جبريل وميكائيل ومحمد ، وزعموا انه لا يموت منهم احد وان احدهم اذا بلغت عبادته رفع الى الملكوت ، وادعوا معاينة امواتهم وزعموا انهم يرونهم بكرة وعشيّة

(١٠) والفرقة الرابعة من «الخطّابية» وهى التاسعة من الغالية يقال لهم (١١) «العميرية» اصحاب «عمير بن بيان العجلى» وهذه الفرقة تكذّب من قال منهم انهم لا يموتون ويزعمون انهم يموتون ولا يزال خلف منهم فى الارض أئمّة انبياء ، وعبدوا جعفرا كما عبده (١٢) «اليعمريون» وزعموا انه

__________________

(٣) بزيغ بن موسى : بياض فى ق بزيغ د

(٤) تشبه د يشبه منهاج سبيه ق شبه ح

(٥) للناس : بالناس ق

(٦) بهذه د فى هذه منهاج ق ح

(٧) ما يحدث : محدث منهاج

(٨) إليه : عليه د

(٩) منهم : فى الفرق ٢٣٦ فيهم وهو اشبه بالصواب

(١١) لهم : لها د ق

(١٢) عبده : عبدوا د ح عبد ق

(١) (١ ـ ٤) قابل المنهاج ١ : ٢٣٩

(٢) (١ ـ ١٠) راجع البدء والتاريخ ١٣٠ ١٣٧ و. والغنية ٦١ والملل ١٣٧ واصول الدين ٢٩٥

(١٠) (١١ ـ ص ١٣ : ٣) راجع الفرق ٢٣٦ و. والملل ١٣٧

١٢

ربّهم وقد كانوا ضربوا خيمة فى كناسة الكوفة ثمّ اجتمعوا الى عبادة جعفر ، فأخذ يزيد بن عمر بن هبيرة «عمير بن البيان» فقتله فى الكناسة وحبس بعضهم (١)

والفرقة الخامسة من «الخطّابية» وهى العاشرة من الغالية يقال لهم «المفضّلية» لأن رئيسهم كان صيرفيّا يقال له «المفضّل» يقولون بربوبية جعفر كما قال غيرهم من اصناف الخطّابية وانتحلوا النبوّة والرسالة وانما خالفوا (٢) فى البراءة من «ابى الخطاب» لأن جعفرا اظهر البراءة منه فجميع من اخرج الامر من بنى هاشم من الامامية الذين يقولون بالنصّ على عليّ وادّعى الامر لنفسه ستة : «عبد الله بن عمرو بن حرب (٣) الكندى» و «بيان بن سمعان التميمى» و «المغيرة بن سعيد» و «ابو منصور» و «الحسن بن ابى منصور» و «ابو الخطّاب الاسدى» وزعم ابو الخطاب انه افضل من بنى هاشم

(٤) وقد قال فى عصرنا هذا قائلون بالهية «سلمان الفارسى»

(٥) وفى النّساك من الصوفية من يقول بالحلول وان البارئ يحلّ فى الاشخاص وانه جائز ان يحلّ فى انسان وسبع وغير ذلك من الاشخاص ، واصحاب هذه المقالة اذا رأوا شيئا يستحسنونه قالوا : لا ندرى لعل الله

__________________

(٢) خالفوا : لعله خالفوهم

(٣) بن حرب : ساقطة من ف ح

(١) (٤ ـ ص ٧) راجع الغنية ٦١ والملل ١٣٧ ـ ١٣٨ والخطط ٢ : ٣٥١

(٤) (١٣ ـ ص ١٥ : ٧) الى قوله الاحوال) قابل المنهاج ١ : ٢٣٩

(٥) (١٤ ـ ص ١٤ : ٢) راجع ١٧٣. ١.

١٣

حالّ فيه ومالوا الى اطّراح الشرائع وزعموا ان الانسان ليس عليه فرض ولا يلزمه عبادة اذا وصل الى معبوده

والصنف الحادى عشر من اصناف الغالية يزعمون ان روح القدس ـ هو الله عزوجل ـ كانت (١) فى النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم فى عليّ ثم فى الحسن (٢) ثم فى الحسين ثم فى على بن الحسين ثم فى محمد بن على ثم فى جعفر بن محمد بن على ثم فى موسى بن جعفر ثم فى على بن موسى بن جعفر ثم فى محمد بن على بن موسى ثم فى على بن محمد بن على بن موسى ثم فى الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى ثم فى محمد بن الحسن ابن على بن محمد بن على وهؤلاء آلهة عندهم كل واحد منهم إله على التناسخ والاله عندهم يدخل فى الهياكل

والصنف الثانى عشر من اصناف الغالية يزعمون ان عليّا هو الله ويكذّبون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويشتمونه ويقولون ان عليّا وجّه به ليبيّن امره فادّعى الامر لنفسه (٣)

والصنف الثالث عشر من اصناف (٤) الغالية هم اصحاب «الشريعى» يزعمون ان الله حلّ (٥) فى خمسة اشخاص : فى النبيّ وفى عليّ وفى الحسن وفى الحسين وفى فاطمة فهؤلاء آلهة عندهم ، وليس يطعن اصحاب

__________________

(١) كانت : لعله كان (؟)

(٢) ثم فى الحسن : كذا فى المنهاج ١ : ٢٣٩ والجملة ساقطة من المخطوطات

(٤) اصناف د اصحاب ق ح

(٥) حل : عزوجل د

(٣) (١٤ ـ ص ١٥ : ٩) راجع الفرق ٢٣٩ ومختصر الفرق ١٥٩ والغنية ٦١

١٤

الشريعى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا يقولون عنه ما حكيناه عن الصنف الّذي ذكرناه قبلهم وقالوا : لهذه الاشخاص الخمسة التى حلّ فيها الاله خمسة اضداد فالاضداد ابو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو ابن العاص ، وافترقوا فى الاضداد على مقالتين : فزعم بعضهم ان الاضداد محمودة لأنه لا يعرف فضل الاشخاص الخمسة الا باضدادها فهى محمودة من هذا الوجه ، وزعم بعضهم ان الاضداد مذمومة وانها لا تحمد بحال من الاحوال ، وحكى ان الشريعى كان يزعم ان البارئ جلّ جلاله يحلّ فيه ، وحكى ان فرقة من الرافضة يقال لهم «النميرية» اصحاب «النميرى» يقولون ان البارئ كان حالّا فى «النميرى» (١)

والصنف الرابع عشر من اصناف (٢) الغالية وهم «السبائية» (٣) اصحاب «عبد الله بن سبأ» (٤) يزعمون ان عليّا لم يمت وانه يرجع الى الدنيا قبل يوم القيامة فيملأ الارض عدلا كما ملئت جورا وذكروا عنه انه قال لعلىّ عليه السلم انت انت ، والسبائية يقولون بالرجعة وان الاموات يرجعون الى الدنيا ، وكان السيّد الحميرى يقول برجعة الاموات وفى ذلك يقول :

الى يوم يؤب الناس فيه

الى دنياهم قبل الحساب (٥)

__________________

(٢) اصناف : اصحاب ح

(٣) السبائية : السبابية د ق السبابية ح

(٤) اصحاب عبد الله بن سباء : ساقطة من ق ح

(١) (١٠ ـ ص ١٦ : ٩) قابل المنهاج ١ ص ٢٣٩ ـ ٢٤٠

(٥) (١٠ ـ ١٥) راجع الفرق ص ٢٢٣ ـ ٢٢٦ ومختصر الفرق ص ١٤٢ ـ ١٤٤ واصول الدين ص ٣٣٢ والبدء والتاريخ ٥ ص ١٢٥ ١٢٩ ١٣٥ ١٣١ و. والملل ص ١٣٢ ـ ١٣٣ والخطط ٢ ص ٣٣٤ ـ ٣٥٢

١٥

والصنف الخامس عشر من اصناف الغالية يزعمون ان الله عزوجل وكلّ الامور وفوّضها الى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وانه اقدره على خلق الدنيا فخلقها ودبّرها وان الله سبحانه لم يخلق من ذلك شيئا ، ويقول ذلك كثير منهم فى عليّ ، ويزعمون ان الايّمة ينسخون الشرائع ويهبط عليهم الملئكة وتظهر عليهم الاعلام والمعجزات ويوحى إليهم ومنهم من يسلّم (٢) على السحاب ويقول اذا مرّت سحابة (٣) به (٤) ان عليّا رضوان الله عليه فيها وفيهم يقول بعض الشعراء :

برئت (٥) من الخوارج لست منهم

من الغزّال (٦) منهم وابن باب (٧)

ومن قوم اذا ذكروا عليّا

يردّون السلام على السحاب

والصنف الثانى من الاصناف الثلاثة التى [ذكرناها ن] (٨) الشيعة (٩) يجمعها ثلاثة اصناف وهم «الرافضة» وانما سمّوا «رافضة» لرفضهم إمامة ابى بكر وعمر وهم (١٠) مجمعون على ان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم نصّ على استخلاف عليّ بن ابى طالب باسمه واظهر ذلك واعلنه وان اكثر الصحابة ضلّوا بتركهم الاقتداء به بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وان الامامة لا تكون

__________________

(٢) يسلم : سلم د

(٣) سحابة : ساقطة من ق ح

(٤) به : محذوفة فى المنهاج

(٥) برئت الخ : البيتان لاسحاق بن سويد ، راجع الفرق ص ٢٢٤ والكامل للمبرد ص ٥٤٦

(٦) الغزال : العوابى د الغوانى ق العونى ح

(٧) باب د داب ق ح منهاج

(٩) التى الشيعة : هنا تبتدئ نسخة س

(٨) [ذكرناها ان] : استدركناها وفاقا لما فى ص ٥٦ : ١

(١) (١ ـ ٥) راجع الفرق ص ٢٣٨ ومختصر الفرق ص ١٥٧ و ٩١ ، ٢.

(١٠) (١٢ ـ ص ٢٨ : ٢) قابل المنهاج ٢ ص ١٠٥ ـ ١٠٨

١٦

الا بنصّ وتوقيف وانها قرابة (١) وانه جائز للامام فى حال التقيّة ان يقول انه ليس بامام ، وابطلوا جميعا (٢) الاجتهاد فى الاحكام ، وزعموا ان الامام لا يكون الا افضل الناس ، وزعموا ان عليّا رضوان الله عليه كان مصيبا فى (٣) جميع احواله وانه لم يخطئ فى شيء من امور الدين الا «الكاملية» اصحاب «ابى كامل» فانهم اكفروا الناس بترك الاقتداء به واكفروا عليّا بترك الطلب ، وانكروا الخروج على أئمّة الجور وقالوا : (٤) ليس يجوز ذلك دون الامام المنصوص على إمامته ، وهم سوى «الكاملية» اربع وعشرون فرقة وهم يدعون «الامامية» لقولهم بالنصّ على إمامة على ابن ابى طالب

(٥) فالفرقة الاولى منهم وهم «القطعية» وانما سمّوا «قطعية» لانهم قطعوا على موت «موسى بن جعفر بن محمد بن على» وهم جمهور الشيعة يزعمون ان النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم نصّ على إمامة «على بن ابى طالب» واستخلفه بعده بعينه واسمه وان عليّا نصّ على إمامة ابنه «الحسن بن على» وان الحسن بن على نصّ على إمامة اخيه «الحسين بن على» وان الحسين بن على نصّ على إمامة ابنه «على بن الحسين» وان على بن

__________________

(١) قرابة د ومنهاج وراثة س ق ح

(٢) جميعا د ومنهاج واللفظة ساقطة من س ق ح

(٤) وقالوا : وقال د

(٣) (٤ ـ ٧) راجع الفرق ٣٩ ومختصر الفرق ٥١ ـ ٥٢ واصول الدين ٢٧٩ ٢٨٦ ٣٣٢

(٥) (١٠ ـ ص ١٨ : ١٠) راجع ٥١ ـ ٤٩ ، ٢. والفرق ٤٧ ومختصر الفرق ٦٠ والملل ١٢٧ ٢ مقالات الاسلاميين ـ ٢

١٧

الحسين نصّ على إمامة ابنه «محمد بن على» وان محمد بن على نصّ على إمامة ابنه «جعفر بن محمد» وان جعفر بن محمد نصّ على إمامة ابنه «موسى بن جعفر» وان موسى بن جعفر نصّ على إمامة ابنه «على بن موسى» وان على بن موسى نصّ على إمامة ابنه «محمد بن على بن موسى» وان محمد بن على نصّ على إمامة ابنه «على بن محمد بن على بن موسى» وان على بن محمد بن على بن موسى نصّ على إمامة ابنه «الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى» وهو الّذي كان بسامرّا وان الحسن بن على نصّ على إمامة ابنه «محمد بن الحسن بن على» وهو الغائب المنتظر عندهم الّذي يدّعون انه يظهر فيملأ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا

والفرقة الثانية منهم وهم (١) «الكيسانية» (٢) وهى احدى عشرة فرقة وانما سمّوا «كيسانية» لان «المختار» الذي خرج وطلب بدم الحسين ابن على ودعا (٣) الى «محمد بن الحنفية» كان (٤) يقال له «كيسان» ويقال انه مولى لعلى بن ابى طالب رضوان الله عليه

الفرقة الاولى من الكيسانية وهى الثانية من الرافضة يزعمون ان على بن ابى طالب نصّ على إمامة ابنه «محمد بن الحنفية» لانه دفع إليه الراية بالبصرة

__________________

(١) وهم : لعلها زائدة

(٣) ودعا : كذا فى المنهاج وفى الاصول دعا

(٤) كان د ومنهاج وكان س ق ح

(٢) [١١] الكيسانية : راجع فى ترجمة «الكيسانية» وما ذكر هناك من موارد اخبارهم ومختصر الفرق ٣٥ ـ ٤٠ والغنية ٦٢ وبحار الانوار ٩ : ٦١٦ ـ ٦٢٥

١٨

والفرقة الثالثة من الرافضة وهى (١) الثانية من الكيسانية يزعمون ان عليّ بن ابى طالب نصّ على إمامة ابنه «الحسن بن عليّ» وان الحسن ابن عليّ نصّ على إمامة اخيه «الحسين بن على» وان الحسين بن عليّ نصّ على إمامة اخيه «محمد بن عليّ» وهو «محمد بن الحنفية»

(٢) والفرقة الرابعة من الرافضة وهى (٣) الثالثة من الكيسانية وهى «الكربية» (٤) اصحاب «ابى كرب (٥) الضرير» يزعمون ان «محمد بن الحنفية» حىّ بجبال رضوى اسد عن يمينه ونمر عن شماله يحفظانه يأتيه رزقه غدوة وعشيّة الى وقت خروجه ، وزعموا ان السبب الّذي من اجله صبر (٦) على هذه الحال (٧) ان يكون مغيّبا عن (٨) الخلق ان لله تعالى فيه تدبيرا (٩) لا يعلمه غيره ، ومن القائلين بهذا القول «كثيّر» الشاعر وفى ذلك يقول :

ألا انّ الايّمة من قريش

ولاة الحقّ أربعة سواء

عليّ والثلاثة من بنيه

هم الاسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط ايمان وبرّ

وسبط غيّبته كربلاء

وسبط لا يذوق الموت حتى

يقود الخيل يقدمها اللواء

تغيّب لا يرى فيهم زمانا

برضوى عنده عسل وماء

__________________

(١) وهى : هى الفرقة د

(٣) وهى : هى س

(٤) الكربية كذا فى د س وكتاب النوبختى فى فرق الشيعة وفى ق ح الكريبية

(٥) كرب د وكتاب النوبختى كريب س ق ح

(٦) صبر د س ق ومنهاج صير ح وله وجه

(٧) هذه الحال د هذا الحال منهاج هذه الحالة س ق ح

(٨) عن : على س

(٢) (٥ ـ ١٥) راجع فى ترجمة «الكريبية» وما ذكر هناك من المآخذ

(٩) (١٠ ـ ١٥) راجع فى ترجمة «كثير» وما ذكر هناك من مآخذ اخباره وتذكرة خواص الامة ١٦٥ وبحار الانوار ٩ : ١٦٧ وروضات الجنات ٥٣٣ ـ ٥٣٥

١٩

والفرقة الخامسة من الرافضة وهى الرابعة من الكيسانية يزعمون ان «محمد بن الحنفية» انما جعل بجبال رضوى عقوبة لركونه الى عبد الملك بن مروان وبيعته اياه

والفرقة السادسة من الرافضة وهى الخامسة من الكيسانية يزعمون ان «محمد بن الحنفية» مات وان الامام بعده ابنه «ابو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية» ... (٢)

والفرقة الثامنة من الرافضة وهى السابعة من الكيسانية يزعمون ان الامام بعد «ابى هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية» ابن اخيه (٣) «الحسن بن محمد بن الحنفية» وان أبا هاشم اوصى إليه ثم اوصى الحسن الى ابنه «عليّ بن الحسن» وهلك عليّ (٤) ولم يعقب فهم ينتظرون

__________________

(٢). : فى هاشم ح : سقط من هذا الترتيب السابعة وهى السادسة من الكيسانية

(٣) ابن اخيه : كذا فى الاصول وفى المنهاج ٢ : ١٠٦ : ان أبا هاشم اوصى الى اخيه الحسن وان الحسن اوصى الى ابنه على بن الحسن وان عليا هلك ولم يعقب ، وفى الملل ١١٢ : وفرقة قالت ان الامامة بعد موت ابى هاشم لابن اخيه الحسن بن على بن محمد بن الحنفية وفرقة قالت لا بل ان أبا هاشم اوصى الى اخيه على بن محمد وعلى اوصى الى ابنه الحسن ، وفى كتاب فرق الشيعة للنوبختى : وفرقة منهم قالت مات عبد الله بن محمد واوصى الى اخيه على بن محمد ... فاوصى على بن محمد الى ابنه الحسن والحسن الى ابنه على بن الحسن ... واوصى على بن الحسن الى ابنه الحسن بن على ... والوصية عندهم فى ولد محمد بن الحنفية .. وهم الكيسانية المحض ... وهذه الفرقة خاصة تسمى المختارية الا انه خرجت منهم فرقة فقطعوا الامامة بعد ذلك من عقبه وزعموا ان الحسن مات ولم يوص الى احد انتهى فليتأمل

(٤) على بن الحسن وهلك على : على بن الحسن وان عليا هلك منهاج ، على وهلك س ق ح

(١) (١ ـ ٣) راجع اصول الدين ٢٧٩

٢٠