مقدّمة التحقيق
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وله الحمد كفاء آلائه ، وزنة فضله ونعمائه ، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ، وعلى آل بيته وصفوة أوليائه ، بهم نقتدي وإن عزت القدوة ، وطريقهم نسلك وإن تكأدت العقبات ، صلوات الله عليهم ، ما هفت قلوبنا إليهم.
وبعد لقد نما علم أصول الفقه أو علم أصول الاستنباط تناميا ملحوظا محسوسا في هذه العصور المتأخّرة ، وبلغ الذروة العالية ، والدقة الراقية على أيدي المشاهير النوابغ ، وعظماء الطائفة من خرّيجي مدرسة أهل البيت عليهمالسلام.
وبعد ما كان هذا العلم في سالف الزمان ـ نعني زمن الأئمة عليهمالسلام ـ محدودا موجزا ، إذ كان يرتبط أغلبه بمسائل تتعلّق بجملة من العناصر المشتركة في عملية الاستنباط وجّهها
إليهم عليهمالسلام تلامذتهم ورواة أخبارهم وأحاديثهم ، إذ أصبح الآن على جانب كبير من السعة والإحاطة والشمول بحيث يستغرق تدريسه ـ خارجا ـ سنوات عديدة وتحتوي محاضراته مجلّدات كثيرة.
ويعدّ الإمام أبو جعفر محمّد بن علي الباقر عليهالسلام ، وابنه الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام أول من أسّسا علم أصول الفقه ، وفتح بابه ، وفتقا مسائله بما أملياه على أصحابهما من قوانين محكمة ، ومعالم بيّنة ، وفرائد أصولية أصيلة ، احتفظت بها موسوعاتنا الحديثية الكثيرة (١).
وللتدليل على ذلك نذكر إلمامة من رواياتهم وأحاديثهم ، وعبقة من عبقات أنوارهم :
فمنها : ما جاء في حجّية مفهوم الأولوية العرفية.
فقد روى الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي في كتابه (التهذيب) عن الحسين بن سعيد عن حمّاد عن ربعي بن عبد الله ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام.
قال : «جمع عمر بن الخطاب أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : ما تقولون في الرّجل يأتي أهله فيخالطها ولا ينزل؟
فقالت الأنصار : الماء من الماء.
وقال المهاجرون : إذا التقى الختانان فقد وجب عليه
__________________
(١) انظر تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٣١٠.
الغسل.
فقال عمر لعلي عليهالسلام : ما تقول أنت يا أبا الحسن؟
فقال علي عليهالسلام : أتوجبون عليه الحدّ والرجم ، ولا توجبون عليه صاعا من ماء؟! إذا التقى الختانان فقد وجب عليه الغسل.
فقال عمر : القول ما قال المهاجرون ، ودعوا ما قالت الأنصار» (١).
ومنها : ما جاء في عدم حجّية قياس الأولوية الاعتبارية الظنّية غير المفهومة من اللفظ.
فقد جاء في كتاب (من لا يحضره الفقيه) للشيخ محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي رضوان الله عليه عن عبد الرحمن بن الحجّاج عن أبان بن تغلب ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما تقول في رجل قطع إصبعا من أصابع المرأة كم فيها؟
قال : «عشر من الإبل».
قلت : قطع اثنين؟.
قال : «عشرون».
قلت : قطع ثلاثا؟.
قال : «ثلاثون».
__________________
(١) التهذيب ١ : ١١٩ ـ ٣١٤.
قلت : قطع أربعا؟.
قال : «عشرون».
قلت : سبحان الله ، يقطع ثلاثا فيكون عليه ثلاثون ، ويقطع أربعا فيكون عليه عشرون!؟ إنّ هذا كان يبلغنا ونحن بالعراق ، فنبرأ ممّن قاله ونقول : الّذي جاء به شيطان.
فقال : «مهلا يا أبان ، هذا حكم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إنّ المرأة تعاقل الرّجل إلى ثلث الدية ، فإذا بلغت الثلث رجعت المرأة إلى النصف ، يا أبان إنّك أخذتني بالقياس ، والسنّة إذا قيست محق الدين» (١).
ومنها : ما جاء في حجّية مفهوم الشرط.
ورد في كتاب (الكافي) للإمام الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني رحمهالله تعالى عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن عبيد بن زرارة ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : قوله عزوجل : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)(٢)؟ قال : «ما أبينها ، من شهد فليصمه ، ومن سافر فلا يصمه» (٣).
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٨٨ ـ ٢٨٣.
(٢) البقرة : ١٨٥.
(٣) الكافي ٤ : ١٢٦ (باب كراهية الصوم في السفر) الحديث ١.
ومنها : ما دلّ على أنّ النهي يدلّ على فساد المنهي عنه في العبادات وغيرها.
أخرج الشيخ الطوسي قدسسره في (التهذيب) عن الحلبي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : رجل صام في السفر ، قال : «إن كان بلغه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله نهى عن ذلك فعليه القضاء ، وإن لم يكن بلغه فلا شيء عليه» (١).
ومنها : ما ورد في الاستصحاب.
فعن عبد الله بن بكير ، عن أبيه قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : «إذا استيقنت أنّك قد أحدثت فتوضّأ ، وإيّاك أن تحدث وضوءا أبدا حتى تستيقن أنّك قد أحدثت» (٢).
ومنها : ما ورد في أصالة الحلّيّة.
أخرج الشيخ الصدوق رضوان الله عليه ، عن عبد الله بن سنان ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «كلّ شيء يكون فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبدا حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه» (٣). إلى غير ذلك ممّا لا مجال هنا لذكره واستقصائه ، وحسبك كتاب (الأصول الأصلية والقواعد الشرعية) للعلّامة
__________________
(١) التهذيب ٤ : ٢٢٠ ـ ٢٢١ ـ ٦٤٣.
(٢) الكافي ٣ : ٣٣ ـ ١.
(٣) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢١٦ ـ ١٠٠٢.
الكبير والمحقّق الخبير السيد عبد الله بن السيد محمّد رضا شبّر الحسيني ، المتوفّى سنة ١٢٤٢ ه ، فقد جمع فيه فأوعى ، وضمنه مهمّات المسائل الأصولية وأحسن ما روي فيها.
وعلى هذا فقد ذكروا أنّ أول من صنّف في مسائل علم أصول الفقه هو :
هشام بن الحكم أبو محمّد ، مولى كندة ، وكان ينزل بني شيبان بالكوفة ، ثم انتقل إلى بغداد. وعدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ، وأخرى من أصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام (١) ، وله عنهما روايات كثيرة ، وكان ممّن فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب بالنظر ، وكان حاذقا بصناعة الكلام ، حاضر الجواب صنّف عدة كتب منها : (كتاب الألفاظ) وهو أهمّ مباحث علم الأصول.
ثم يونس بن عبد الرحمن أبو محمّد ، مولى آل يقطين ، كان وجها في أصحابنا متقدّما ، عظيم المنزلة ، وله تصانيف كثيرة ، منها :
(كتاب اختلاف الحديث ومسائله) وهو مبحث تعارض
__________________
(١) رجال الطوسي : ٣٢٩ ـ ١٨ و ٣٦٢ ـ ١.
الحديثين (١).
ثمّ توالت حلقات التأليف والتصنيف في هذا العلم الشريف في كلّ الحواضر العلمية والحوزات الشيعية وإلى يومنا هذا.
__________________
(١) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٣١٠ ـ ٣١١.
بين يدي التقريرات
التقريرات عنوان عام لبعض الكتب المؤلّفة من أواخر القرن الثاني عشر وبعده حتى اليوم ، وتتضمّن المباحث العلميّة ـ وأغلبها في علمي الفقه وأصوله ـ التي يلقيها الأستاذ على تلاميذه عن ظهر القلب ، فيعيها التلاميذ ويحفظونها في صدورهم وصفحة أذهانهم ثمّ يدرجوها ـ بعد ذلك ـ في كتاب خاص فيعدّ من تصانيفهم (١).
وهي تشبه ـ إلى حدّ ما ـ الأطروحات والرسائل والبحوث العلميّة في عصرنا الحاضر ، التي يقدّمها منتسبو وخرّيجو الكلّيّات والجامعات والمعاهد لنيل الشهادات العلميّة الراقية.
وجرت العادة في أن يلاحظ الأستاذ تقرير تلميذه ، فيسبره نظرا في التنقيب ، وغورا في التدقيق لاختبار كنهها ، واستيعاب مقررها وغزارة مادتها ، ومدى دقّته ، وسلامة ذوقه ، وطول
__________________
(١) انظر الذريعة إلى تصانيف الشيعة ـ للعلّامة الكبير الشيخ الطهراني ـ ٤ : ٣٦٦.
باعه ، وحسن تعبيره ...
ومن ثمّ يقرّظه بكلمة تكون بمثابة شهادة علمية للتلميذ يبيّن فيه ميزانه ودرجته العلمية ، وحظّه منها.
هذا ، والّذي نقدّمه هذا اليوم للجامعة الإسلامية المباركة وحوزاتها الميمونة هي تقريرات أصولية المسمّاة ب «الهداية في الأصول» لعلم من أعلام الدين الكبار ، وحجّة من حجج الله العظام ، وفقيه من فقهاء أهل البيت الكرام ، ألا وهو سماحة المغفور له آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدسسره ، الّذي كرّس عمره الشريف في خدمة الدين ، والدفاع عن حياض شريعة جدّه سيد المرسلين ، على مدى قرن من الزمان ، خرّج فيه أفواجا أفواجا وجموعا كثيرة من أعلام المجتهدين ، ومشاهير العلماء الرساليّين ، الذين انتشروا في ربوع الأرض شرقا وغربا (يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ)(١) متحمّلين للمسئولية الكبرى ، مؤدّين الأمانة التي هي في أعناقهم ، فتضيء بسناها النفوس ويتخرّج من معاقلها رجال الفضيلة.
لقد ورث الإمام الخوئي قدسسره ميراثا ضخما من آبائه وأجداده تمثّل بجملة من الفضائل والاستعدادات والاتّجاهات ، وإلى جانبها ملكته العلمية الراسخة التي وهبها الله تعالى له ، فجعلته في مقدّمة القافلة من العلماء المحقّقين ومن أقطاب
__________________
(١) الأحزاب : ٣٩.
الزعامة الدينية القويمة في العالم الإسلامي ، فكان من مزج هذا وذاك كوثر سائغ هنيء فرات ، فاختلف إليه طلّاب العلوم على اختلاف أجناسهم وقوميّاتهم ، يستزيدون من معينه ، ويأخذون عنه ، ويقتدون به :
علماء أئمّة حكماء |
|
يهتدي النجم باتّباع هداها |
أسمعه يقول عن تدريسه وتربيته الطلّاب في الجامعة العلميّة في معجمه الفخم ، فيقول:
ولقد أكثرت من التدريس ، وألقيت محاضرات كثيرة في الفقه والأصول والتفسير ، وربّيت جمّا غفيرا من أفاضل الطلّاب في حوزة النجف الأشرف.
فألقيت محاضراتي في الفقه (بحث الخارج) دورتين كاملتين لمكاسب الشيخ الأعظم الأنصاري قدّست نفسه ، كما درّست جملة من الكتب الأخرى ، ودورتين كاملتين لكتاب الصلاة ، وشرعت في ٢٧ ربيع الأول سنة ١٣٧٧ ه في تدريس فروع (العروة الوثقى) لفقيه الطائفة السيد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي قدّست نفسه ، مبتدئا بكتاب (الطهارة) حيث كنت قد درّست (الاجتهاد والتقليد) سابقا ، وقطعت شوطا بعيدا فيها ـ والحمد لله ـ حيث وصلت إلى كتاب (الإجارة) فشرعت فيه في يوم ٢٦ ربيع الأول سنة ١٤٠٠ ه. ق. وقد أشرفت
على إنجازه الآن في شهر صفر سنة ١٤٠١ ه. ق.
وألقيت محاضراتي في الأصول (بحث الخارج) ست دورات كاملات ، أمّا السابعة فقد حال تراكم أشغال المرجعية دون إتمامها ، فتخلّيت عنها في مبحث الضدّ (١).
ثم ذكر قائمة بأسماء المطبوع من تقريراته الفقهية والأصولية ، فبلغت حوالي (٤٠) كتابا ورسالة.
نقول : وممّن أخذ عن الإمام الخوئي قدسسره ، ورحق من سلسبيله الفيّاض ، وارتوى من نميره المترع ، هو المغفور له سماحة الفقيه الكبير آية الله الشيخ حسن الصافي الأصفهاني رضوان الله عليه ، فإنّه لم يأل جهدا ولم يدّخر وسعا بضبط وتحرير محاضرات علم أصول الفقه لأستاذه الإمام الخوئي قدسسره في دورته الثانية التي كان قد ألقاها على تلاميذه في النجف الأشرف ، وانتهى منها في شهر ذي الحجّة الحرام سنة ١٣٦٩ ه. ق.
ومن مميّزات هذه التقريرات :
١ ـ عدم تكرار المطالب العلمية ، واستجلاء غوامضها.
٢ ـ تقريب معضلات المعاني العلميّة وتوضيحها بالأمثلة.
٣ ـ اشتمالها على جميع مباحث علم الأصول من المبدأ
__________________
(١) معجم رجال الحديث ٢٢ : ١٨ ـ ١٩.
إلى الختام.
٤ ـ وقد ذيّلناها بنظراته العلمية في بعض الموارد حيث محّص الحقّ فيها ، مثبتا رأيه بالبيّنات القاطعة والحجج الملزمة.
لمحة من حياة آية الله الشيخ الصافي الأصفهاني :
كان مولده الشريف في مدينة أصفهان عام ١٢٩٨ ه. ش ، فأنشأه الله تعالى منشأ طيّبا مباركا زكيّا ، في حضن أبوين مقدّسين قد بذلا جهدا في سبيل تربيته وتهذيبه.
فوالده رحمهالله كان أحد مقرّبي العلّامة الأوحد المغفور له سماحة الشيخ عبد الحسين الأميني رضوان الله تعالى عليه ، المتوفّى سنة ١٣٩٠ ه. ق ، صاحب الموسوعة الخالدة (الغدير في الكتاب والسنّة والأدب).
ويقال : إنّه رحمهالله من ذرّيّة العالم الفاضل المقدّس العارف الشيخ محمّد صالح المازندراني قدسسره ، المتوفّى سنة ١٠٨٦ ه. ق ، صهر العلّامة المجلسي رحمهالله تعالى ، وصاحب التأليفات الممتعة التي منها كتابه الحافل الموسوم ب (شرح أصول الكافي) المطبوع في زهاء عدّة مجلّدات كبار.
هذا وكان الشيخ المترجم أعلى الله مقامه محبوا محبورا بخدمة والديه ، لا يألو في رعايتهما والعناية بهما جهدا ، حسن السيرة معهما ، جميل العشرة لهما ، عملا بما أدّب الله به
عباده المؤمنين على لسان رسوله الأمين محمّد صلىاللهعليهوآله.
في أحد أيّام سنة ١٣١٦ ه. ش. وعند الزوال يدخل شيخنا المترجم ـ عطّر الله مرقده ـ المدرسة العلمية المعروفة ب (كاسه گران) للاستعداد لأداء صلاة الظهرين ، فيأخذ بالوضوء ويباشر به مراعيا فيه المستحبات وشروط السنن والآداب بكلّ ضبط وإتقان ، فيلفت بذلك نظر سماحة حجّة الإسلام الشيخ أحمد الحججي النجف آبادي ـ رحمهالله تعالى ـ الّذي كان جالسا في أحد زوايا المدرسة فطفق مسرعا إلى شيخنا المترجم قائلا له : ما اسمك؟ فيجيبه شيخنا المترجم : حسن.
سأله : ما اسم أبيك؟
أجابه : آقا نصر الله.
سأله : ما عملك؟
فأجاب : إنّي أشتغل مع أبي.
سأله : هل درست شيئا؟
أجاب : نعم.
فقال الشيخ الحججي : إنّ طلعتك وملامحك تحكي سيماء أهل العلم ، ألك رغبة في دراسة العلوم الدينية؟
فابتسم حينها ـ شيخنا المترجم ـ بوجه متهلّل ، وصدر منشرح ، وأجاب : نعم ، ولكنّ لا بدّ من استئذان الوالد.
وعلى كلّ حال ، فقد ظلّت مسألة طلب العلم ، والانخراط
في جامعات الدين في نفس شيخنا المترجم أمنية من أعزّ الأماني عليه ، وغاية من أسمى الغايات عنده ، إلى أن وفّقه الله تعالى لنيلها ، وذلك في حدود سنة ١٣١٩ ه. ش.
أشهر أساتذته :
أمّا في السطح العالي :
١ ـ آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي قدسسره.
٢ ـ آية الله العظمى الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني قدسسره.
٣ ـ آية الله الشيخ عبد الحسين الرشتي قدسسره.
٤ ـ آية الله الشيخ عبد الرزّاق القائني قدسسره.
وفي البحث الخارج فقها وأصولا :
١ ـ آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدسسره.
٢ ـ آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم قدسسره.
٣ ـ آية الله العظمى السيد عبد الهادي الحسيني الشيرازي قدسسره.