المنتخب من تفسير القرآن - ج ١

أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي

المنتخب من تفسير القرآن - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي الكبرى
المطبعة: مطبعة سيد الشهداء عليه السلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حياة المؤلف

اسمه ونسبه :

هو أبو عبد الله محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم ابن عيسى العجلي الحلي. قال المحقق الافندي في تعاليق أمل الأمل المطبوع هامش الرياض [٥ / ٣١] : الشيخ شمس الدين محمد بن منصور بن إدريس العجلي كما في بعض الإجازات ، ورأيت في بعض المواضع نسبه منقولا من خطه على آخر كتاب المصباح للشيخ الطوسي هكذا : محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس ابن الحسين بن القاسم بن عيسى العجلي انتهى. ولقبه كما في أكثر التراجم هو أبو عبد الله.

وأم امه بنت المسعود ورام كانت فاضلة صالحة ، وامه بنت الشيخ الطوسي قدس‌سره وأخت أبي علي الطوسي ، كذا يستفاد من اللؤلؤ والروضات ، وان استبعد هذا الانتساب في الروضات ، فان ذلك يكاد يلحق بالمحال في العادة ، فان وفاة الشيخ الطوسي رحمه‌الله في سنة (٤٦٠ ه‍) وولادة ابن إدريس كما ذكروها سنة (٥٤٣ ه‍) فبين الوفاة والولادة ثلاث وثمانون سنة ، ولو كانت ام إدريس في وقت اجازة والدها لها في حدود سبع عشرة سنة مثلا ، لكانت بنت الشيخ الطوسي

٣

ولدت ابن إدريس وهي في سن مائة سنة تقريبا ، وهذا من الخوارق بل المحالات.

ولهذا تعقب شيخنا المحقق الطهراني فيما كتبه في حياة الشيخ كلام استاذه النوري قائلا : ان هذه النسبة غير صحيحة ، فليس الشيخ الطوسي الجد الامي بغير واسطة لابن إدريس الحلي.

الاطراء عليه :

قال ابن داود في رجاله [ص ٢٦٩] : كان شيخ الفقهاء بالحلة ، متقنا في العلوم كثير التصانيف.

وقال الشهيد الاول في أجازته للشيخ شمس الدين المطبوع في البحار [١٠٤ / ١٩٧] : الامام العلامة شيخ العلماء حبر ـ رئيس خ ـ المذهب.

وقال المحقق الثاني في أجازته للقاضي صفي الدين على ما في المستدرك [٣ / ٤٨١] : الشيخ السعيد المحقق حبر العلماء والفقهاء ، فخر الملة والحق والدين.

وقال المحقق الكركي في أجازته للشيخ حسين العاملي المطبوع في البحار [١٠٥ / ٥٦] : الامام الفاضل الأوحد الكامل الجامع بين شتات العلوم الشيخ الفقيه حبر المذهب. وقال في أجازته للقاضي صفي الدين : الشيخ السعيد المتبحر.

وقال الشهيد الثاني في أجازته الكبيرة المعروفة : الشيخ الامام العلامة المحقق فخر الدين.

وقال المولى المقدس محمد تقي المجلسي في أجازته لميرزا ابراهيم المطبوع في البحار [١٠٧ / ٦٩] : الشيخ الأجل العلامة المحقق المدقق.

وقال الشيخ أحمد بن نعمة الله العاملي في أجازته للمولى عبد الله التستري في وصف ابن إدريس على ما في الرياض [٥ / ٣٢] : الشيخ الأجل الأوحد المحقق المنقب شمس الدين.

٤

وقال العلامة المجلسي في البحار [١ / ١٦] : الشيخ الفاضل الثقة العلامة.

وقال المحقق الآغا حسين الخوانساري في أجازته لتلميذه الأمير ذو الفقار المطبوع في البحار [١٠٧ / ٨٩] : الشيخ المحقق المدقق فخر الدين.

وقال الشيخ البحراني في اللؤلؤ [ص ٢٧٦] : وكان هذا الشيخ فقيها أصوليا بحتا ومجتهدا صرفا ، وهو أول من فتح باب الطعن على الشيخ ، والا فكل من كان في عصر الشيخ أو من بعده انما كان يحذو حذوه غالبا الى أن انتهت النوبة اليه.

وقال المحقق التستري في المقابس [ص ١١] : الفاضل الكامل المحقق المدقق عين الأعيان ونادرة الزمان فخر الدين.

وقال المحقق الخوانساري في الروضات [٦ / ٢٧٤] : الحبر الكامل المحقق العلامة فخر الملة والدين.

وقال المحدث النوري في خاتمه المستدرك [٣ / ٤٨١] : الشيخ الفقيه والمحقق النبيه أذعن بعلو مقامه في العلم والفهم والتحقيق والفقاهة أعاظم العلماء في إجازاتهم وتراجمهم.

وقال المحدث القمي في الكنى والألقاب [١ / ٢٠١] : فاضل فقيه ومحقق نبيه فخر الاجلة وشيخ فقهاء الحلة.

وقال في الفوائد الرضوية [ص ٣٨٥] : شيخ فقيه ومحقق نبيه فخر العلماء والمحققين وحبر الفقهاء والمدققين فخر الاجلة وشيخ فقهاء الحلة ، أذعن العلماء المتأخرون بفضله وعلمه وفهمه وتحقيقه.

وقال السيد الأمين في الأعيان [٩ / ١٢٠] : كان من فضلاء فقهاء الشيعة والعارفين بأصول الشريعة.

وقال الشهيد التستري في المجالس [١ / ٥٦٩] : الشيخ العالم المدقق فخر الدين ... در اشتعال فهم وبلند پروازي از فخر الدين رازي پيش ، ودر علم فقه

٥

ونكته طرازى از محمد بن إدريس شافعي در پيش ، كتاب سرائر كه از جمله مصنفات او است در دقت فهم وكثرت او دليلى ظاهر وبرهاني باهر است.

وقد أطراه جماعة من أعلام أهل السنة ، قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان [٥ / ٦٥] : ابن إدريس فقيه الشيعة وعالمهم له تصانيف في فقه الامامية ولم يكن للشيعة مثله.

وراجع تهذيب التهذيب ٩ / ٣١ والوافي بالوفيات ٢ / ١٨٣ وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٣٢ ومعجم الألقاب ٤ / ٣٠٨.

ثم ان جماعة من الاصحاب قد طعنوا فيه ، قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست [ص ١١٣] : وقال شيخنا سديد الدين محمود الحمصي رفع الله درجته : هو مخلط لا يعتمد على تصنيفه. والمحقق والعلامة بعده أكثرا من الرد عليه والطعن فيه وفي أقواله ، والتشنيع عليه غاية التشنيع ، وابن داود بعد ما مدحه بما تقدم قال : لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهم‌السلام بالكلية. وغيرهم ممن طعن فيه.

أقول : لا ريب أنه ناضل في سبيل فتح باب الاجتهاد ، وناقش آراء جده الشيخ الطوسي قدس‌سره ، وهو أول من أعلن مخالفة قدماء الاصحاب وقال بكون أصول أخبار الطائفة جلها آحاد ، ومع ذلك لم يجوز العمل بالظن. قال في منتهى المقال [ص ٢٦٠] بعد ما نقل كلام ابن داود في قوله لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهم‌السلام بالكلية قال : ولا يخفى ما فيه من الجزاف ، وعدم سلوك سبيل الانصاف ، فان الطعن في هذا الفاضل الجليل سيما والاعتذار بهذا التعليل فيه ما فيه.

أما أولا : فلان عمله بأكثر كثير من الاخبار مما لا يقبل الاستتار ، سيما ما استطرفه في أواخر السرائر من أصول القدماء رضوان الله عليهم.

وأما ثانيا : فلان عدم العمل بأخبار الآحاد ليس من متفرداته ، بل ذهب اليه جملة من جلة الاصحاب ، كعلم الهدى وابن زهرة وابن قبة وغيرهم ، فلو كان ذلك

٦

موجبا للتضعيف لوجب تضعيفهم أجمع ، وفيه ما فيه.

وقال المحقق التفرشي في نقد الرجال [ص ٢٩١] بعد ما ذكر كلام ابن داود :

ولعل ذكره في باب الموثقين أولى ، لان المشهور منه أنه لم يعمل بخبر الواحد وهذا لا يستلزم الاعراض بالكلية ، والا انتقض بغيره مثل السيد قدس‌سره وغيره.

وقال المحقق البحراني في اللؤلؤ [ص ٢٧٩] : التحقيق أن فضل الرجل المذكور وعلو منزلته في هذه الطائفة مما لا ينكر ، وغلطه في مسألة من مسائل الفن لا يستلزم الطعن عليه بما ذكره المحقق المتقدم ذكره ، وكم لمثله من الاغلاط الواضحة ، ولا سيما في هذه المسألة وهي مسألة العمل بخبر الواحد ، وجملة من تأخر منه من الفضلاء ، حتى مثل المحقق والعلامة اللذين هما أصل الطعن عليه قد اختارا العمل بكثير من أقواله. وبالجملة ففضل الرجل المذكور ونبله في هذه الطائفة أظهر من أن ينكر وان تفرد ببعض الأقوال الظاهرة البطلان لذوي الافهام والأذهان ، ومثله في ذلك غير عزيز ، كما لا يخفى على الناظر المنصف.

وقال المحقق المامقاني في التنقيح [٢ / ٧٧] : وما نسبه اليه من تركه لأخبار أهل البيت عليهم‌السلام بالكلية بهتان صرف ، فانه انما ترك أخبار الآحاد كعلم الهدى لا مطلق الاخبار حتى المتواترة أو المحفوفة بالقرائن القطعية ، ويومئذ أكثر الاخبار التي هي من الواحد كان عندهم من المحفوفة بالقرائن ، كما لا يخفى على الخبير.

مشايخه ومن يروى عنهم :

١ ـ الشيخ هبة الله بن رطبة السوراوي ، كذا في الرياض ٥ / ٣٢ ، وفي بعض التراجم الحديثة الشيخ حسين بن رطبة السوراوي. وفي الروضات الحسن بن رطبة السوداوي.

٢ ـ السيد أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي. كذا في

٧

مقابس الأنوار ص ١١.

٣ ـ الشيخ عربي بن مسافر العبادي. كذا في الروضات ٦ / ٢٧٧.

٤ ـ الشيخ العماد محمد بن أبي القاسم الطبري. قال في الرياض [٥ / ٣٢] : ويظهر من بعض أسانيد الصحيفة الكاملة أنه يرويها عن أبي علي ولد الشيخ الطوسي وهو عن والده بلا واسطة ، ومن بعضها يظهر أنه قد يرويها عن الشيخ العماد محمد ابن أبي القاسم الطبري عن أبي علي الطوسي المذكور عن والده الشيخ الطوسي ولا منافاة بينهما ، وهو ظاهر. وتاريخ رواية ابن إدريس الصحيفة عن أبي علي ابن الشيخ الطوسي بلا واسطة في شهر جمادي الاخرة من سنة احدى عشرة وخمسمائة أقول : وفي تاريخ النقل اشكال ، حيث أن ولادة ابن إدريس كان بعده سنة (٥٤٣) هجرية ، فكيف يمكن التوفيق بينهما؟!

٥ ـ جده لامه الشيخ الطوسي قدس‌سره ، كذا في الروضات ٦ / ٢٧٧.

٦ ـ أم أمه بنت الشيخ مسعود بن ورام. كذا في التراجم.

٧ ـ السيد عز الدين شرفشاه بن محمد الحسيني. كذا في المستدرك.

٨ ـ الفقيه عبد الله بن جعفر الدوريستي. كذا في المستدرك.

٩ ـ الشريف أبو الحسن علي بن ابراهيم العلوي العريضي. كذا في المستدرك.

١٠ ـ خاله الشيخ أبى على الطوسي. قال العلامة المجلسي في فرائد الطريفة [ص ١٩] : وروايته عن أبى على ابن الشيخ بواسطة أو واسطتين لا ينافي روايته عنه بلا واسطة ، لان أبا علي كان معمرا ، ويمكن أن يكون ابن إدريس سمع منه الصحيفة في صغره ، كما ذكره الوالد العلامة رحمه‌الله.

ثم قال وأقول : هذا في غاية البعد ، لان ابن إدريس يروي عن أبي علي غالبا بتوسط الياس بن ابراهيم الحائري عن الحسين بن رطبة عن أبي علي ، أو عن عربي بن مسافر ، عن الياس بن هشام وأبي القاسم محمد بن عماد الطبري وهما

٨

عن أبى علي ، وقد يروي عن الحسين بن رطبة عن أبى علي ، ولم ينقل روايته عنه بلا واسطة.

١١ ـ الشيخ الياس بن ابراهيم الحائري ، تقدم في كلام العلامة المجلسي قدس‌سره.

تلامذته ومن يروى عنه :

١ ـ أحمد بن مسعود الاسدي الحلي. كما في أسانيد أربعين الشهيد.

٢ ـ الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي. كما في أسانيد أربعين الشهيد.

٣ ـ الشيخ نجيب الدين أبو ابراهيم محمد بن نما الحلي الربعي ، كما في الرياض.

٤ ـ الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الخياط ، كما في الرياض.

٥ ـ السيد شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي ، كما في الرياض.

٦ ـ السيد محي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني الحلبي. كما في الرياض وقال : كما يظهر من بعض أسانيد الصحيفة الكاملة.

٧ ـ الشيخ جعفر بن نما. كما في الروضات.

تآليفه القيمة :

١ ـ السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي. قال في الرياض : وقد رأيت من كتاب السرائر نسخا كثيرة ، من أحسن ما رأيته ما وجدته في كتب المرحوم آميرزا فخر المشهدي ، وهو نسخة عتيقة صحيحة جدا قريبة العهد بزمان المصنف ، بل كتبت في زمانه. ورأيت في خزانة الشيخ صفي في أردبيل قطعة أخرى من هذا الكتاب كتب أيضا في زمن المصنف وقرئ على السيد فخار بن معد الموسويّ تلميذ المصنف ، ثم قال : ورأيت أيضا نسخة عتيقة منه في بلدة أشرف من بلاد

٩

مازندران.

٢ ـ التعليقات على التبيان. قال في الرياض : كبير ، وهو حواش وإيرادات على التبيان لشيخنا الطوسي شاهدته بخطه في فارس. وقال أيضا في تعاليق أمل الأمل : وقد رأيته بخطه في شيراز عند أمير محمد شريف المستوفي لتلك النواحي في جملة كتبه الموقوفة على مدرسته ، وقد شاهدت قطعة منه في اصفهان أيضا.

٣ ـ منتخب التبيان. سيأتي الكلام حوله.

٤ ـ رسالة في معنى الناصب. قال في الرياض : نسبها اليه سبطه الشيخ علي الكركي في رسالة رفع البدعة في حل المتعة ، ويروي عنها الرواية ، فليلاحظ.

٥ ـ مسائل ابن إدريس ، كما في الذريعة ٢٠ / ٣٣٠ واللؤلؤ ص ٢٧٩.

٦ ـ رسالة في المضايقة ، كما في الذريعة ٢١ / ١٣٤.

٧ ـ خلاصة الاستدلال في المواسعة والمضايقة ، كما في الذريعة ٧ / ٢١١.

ولادته ووفاته :

كانت ولادته سنة (٥٤٣) وذكر العلامة المجلسي في الفرائد الطريفة عن جد شيخنا البهائي عن الشهيد الاول قال : قال الشيخ الامام أبو عبد الله محمد بن إدريس العجلي رحمه‌الله : بلغت الحلم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.

واما تاريخ وفاته فقد وقع الاختلاف فيه عند أرباب التراجم ، والصحيح عندي أنه توفي يوم الجمعة وقت الظهر ثامن عشر شهر شوال سنة (٥٩٨) ، فيكون عمره تقريبا خمسا وخمسين سنة. ومرقد ابن إدريس اليوم في الحلة واقع في محلة الجامعين وله قبة جميلة ومأذنة عالية بجنبه ، وقال صاحب النخبة فيه :

ثم ابن إدريس من الفحول

ومتقن الفروع والأصول

عنه النجيب بن نما الحلي حكى

جاء مبشرا مضى بعد البكى

١٠

حول الكتاب :

وهو كتاب المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان كذا جاء في آخر النسخ ، وفي بعض التراجم عبر عنه بمختصر التبيان أو منتخب التبيان.

قال المترجم له في نهاية الكتاب : قد ذكرنا في هذا الكتاب جملة وجيزة في كل سورة بأخصر ما قدرنا عليه وبلغ وسعنا اليه ، ولو شرعنا في شرح ذلك وذكر الأقاويل لخرجنا عن المقصود والمعزى المطلوب ، وفيما لخصناه واختصرناه كفاية لمن ضبط هذا الفن ويغنيه بذلك على ما عداه ، ثم قال : وافق الفراغ من استخراجه أواخر شهر ذي الحجة من شهور سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة انتهى وقال الشهيد الثاني في أجازته الكبيرة : ان المختصر هذا غير كتابه التعليقات الذي هو حواشي وإيرادات عليه. راجع حول الكتاب الذريعة ٢٠ / ١٨٤ ـ ١٨٥.

في طريق التحقيق :

قوبل الكتاب على ثلاث نسخ خطية وهي :

١ ـ نسخة ناقصة من أولها وآخرها ، بخط النسخ على قطع كبير ، محتو على (١٦٠) ورق طول صفحاتها (٢٥) سانتيمتر وعرضها (١٨) سانتيمتر ، كاتبها مهنا بن علي بن عطاف بن سليمان بن مختار ، كتبت سنة (٦٤٠) هجري تكون الكتابة (٤٢) سنة بعد وفات مؤلفه ، وأصل النسخة محفوظة في خزانة مكتبة الامام الرضا عليه‌السلام برقم : ٨٥٨٦ ، وجعلت رمز النسخة «ق».

٢ ـ نسخة كاملة ، بخط النسخ ، محتو على (١٩٧) ورق طول صفحاتها (٢٨) سانتيمتر وعرضها (١٦) سانتيمتر ، كتبت سنة (١٠٩٢) والنسخة محفوظة في خزانة مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة برقم : ٤٥٨٤ ، وجعلت رمز

١١

النسخة «م».

٣ ـ نسخة كاملة ، بخط النسخ ، محتو على (٣٢٥) ورق ، طول صفحاتها (٥ / ٢٢) سانتيمتر وعرضها (١٣) سانتيمتر ، كاتبها كرم الله بن عطاء الله الموسويّ الجزائري والنسخة محفوظة في خزانة مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة برقم ٥٠١٦ ، وجعلت رمز النسخة «ن».

وبما أن الكتاب منتخب من كتاب التبيان فقابلت الكتاب معه من أوله الى آخره ، واستفدت كثيرا من مصادره الشريعة التي استخرجها المحقق الشيخ قصير العاملي. وقد بذلت الوسع والطاقة في تحقيق الكتاب وتصحيحه.

وأرجوا من العلماء الأفاضل والاعزاء الكرام الذين يراجعون الكتاب أن يتفضلوا علينا بما لديهم من النقد وتصحيح ما لعلنا وقعنا فيه من الاخطاء والاشتباهات.

وبالختام اني أقدم ثنائي العاطر لادارة المكتبة العامة التي أسسها سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله الوارف على اهتمامها في أحياء آثار أسلافنا المتقدمين ، وأسأل الله تعالى أن يديم ظل سماحته المديد لرعاية هذه الحركة المباركة.

وأطلب اليه جل وعز أن يزيد في توفيق ولده البار الرؤوف العلامة السيد محمود المرعشي حفظه الله ، الذي باهتمامه البليغ ومساعيه الجميلة قد أحيي كثيرا من آثارنا المتقدمين.

والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ، ونستغفره مما وقع من خلل وحصل من زلل ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وزلات أقدامنا ونستجير بالله من الخيانة بالأمانات ، وتضييع الحقوق ، فهو الهادي

١٢

الى الرشاد والموفق للصواب والسداد ، والسلام على من اتبع الهدى.

١٥ / محرم الحرام / ١٤٠٩ قم المشرفة

ص ـ ب ٧٥٣ ـ ٣٧١٨٥

السيد مهدى الرجائى

١٣

١٤

١٥

١٦

النكت

المستخرجة من كتاب التبيان

١٧
١٨

بسم الله الرّحمن الرّحيم

فصل : قوله تعالى (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ) الاية : ١٣٦.

الأسباط جمع سبط ، قال تغلب : يقال سبط عليه العطاء والضرب ، إذا تابع حتى يصل بعضه ببعض ، وأنشد الثوري في قطيع بقر :

كأنه سبط من الأسباط

شبهه بالجماعة من الناس يتتابعون في أمر. والسبط : جماعة ، ومن ثم قيل لولد يعقوب : أسباط. وشعر سبط سلس ، ومنه سمي الساباط ، لانبساطه بين الدارين حتى يجمعها.

وقال ابن دريد : السبط واحد الأسباط ، وهم أولاد إسرائيل ، وقالوا : الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. أي : ولداه. والسبط من اليهود بمنزلة القبيلة من قبائل العرب.

وقال الزجاج : السبط الجماعة الذين يرجعون الى أب واحد.

وقال قتادة : الأسباط يوسف واخوته بنو يعقوب ، ولد اثنا عشر رجلا ، وبه

١٩

قال السدى وابن إسحاق. وقال كثير من المفسرين : انهم كانوا أنبياء.

والذي يقتضيه مذهبنا أنهم لم يكونوا أنبياء بأجمعهم ، لأنه وقع منهم من المعصية ما فعلوه مع يوسف عليه‌السلام ما لا خفاء به ، والنبي عندنا لا يجوز عليه فعل القبائح ، لا صغيرها ولا كبيرها ، فلا يصح مع ذلك القول بنبوتهم ، وليس في ظاهر القرآن أنهم كانوا أنبياء ، لان الانزال يجوز أن يكون كان على بعضهم ممن كان نبيا ، ولم يقع منه ما ذكرناه من الافعال القبيحة.

ويحتمل أن يكون المراد أنهم أمروا باتباعه ، كما يقال : أنزل الله الى أمة النبي عليه‌السلام القرآن ، كما قال (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) وان كان المنزل على النبي عليه‌السلام ، لكن لما كانوا مأمورين بما فيه أضيف بأنه أنزل اليهم.

ومعنى قوله (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) انا لا نؤمن ببعض الأنبياء ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى ، فكفرت اليهود بعيسى ومحمد ، وكفرت النصارى بسليمان ونبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وقوله (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) أي : داخلون في حكم الإسلام الذي هو دينه ، كما قال : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) (١).

فصل : قوله (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ) الاية : ١٣٧.

معناه : انهم في مفارقة ، في قول قتادة والربيع. وقال ابن زيد : الشقاق هو المنازعة والمحاربة (٢). وقال الحسن : التعادي.

وأصل الشقاق يحتمل أن يكون مأخوذا من الشق ، لأنه صار في شق غير شق صاحبه للعداوة والمباينة. ويحتمل أن يكون مأخوذا من المشقة ، لأنه يحرص على ما يشق على صاحبه ويؤذيه.

__________________

(١). سورة آل عمران : ١٩.

(٢). في التبيان : والمجادلة.

٢٠