إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

254/483
*

تفسير سورة يوسف وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله : (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) (١) : قد فسّرناه في غير هذا الموضع. (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) : أي بلسان عربيّ مبين (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٢) : أي لكي تعقلوا ما فيه فتؤمنوا به.

قوله : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) : من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في الأمم (١) (بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ) : [أي : بوحينا إليك هذا القرآن] (٢) (وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ) : أي من قبل أن ينزل عليك القرآن (لَمِنَ الْغافِلِينَ) (٣) : وهو كقوله : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) [الشورى : ٥٢] ، وكقوله : (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) (٧) [الضحى : ٧].

قوله : (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) (٤).

فتأوّلها يعقوب أنّ إخوة يوسف ، وكانوا أحد عشر رجلا ، وأبويه سيسجدون له ؛ أعلمه الله بذلك. فإخوته هم الأحد عشر كوكبا ، والشمس والقمر أبواه.

(قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) : يقول : يحسدوك ، ظنّا منه ؛ فكان حقّا ، كما ظنّ. (إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٥) : أي بيّن العداوة للإنسان.

(وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ) : أي يصطفيك ويختارك للنبوّة. وهذا شيء أعلمه الله

__________________

(١) جاءت العبارة مضطربة في أغلب النسخ المخطوطة فأثبتّ التصحيح من ز ، ورقة ١٥٢ ، ومن تفسير الطبريّ ، ج ١٥ ص ٥٥١ ـ ٥٥٢ ، ونسب هذا القول فيهما لقتادة.

(٢) زيادة من ز ، ورقة ١٥٢. و «ما» مصدريّة هنا.