مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

١

٢

٣
٤

٥

المقدمة

منذ أسست دار الاضواء عام ١٩٨١ وضعت هدفا لها نشر كتب التراث الاسلامي ووجدتني أجوب على أهل العلم والاختصاص ، اتداول معهم طالبا توجيهاتهم لمعرفة الكتب النادرة والنافعة.

وقد وفقني الله للاطلاع على نسخة من كتاب «مناقب الامام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام)» لمؤلفه الغني عن التعريف الشهير بابن المغازلي (رحمه‌الله) المطبوع في ايران وهي نسخة نادرة. وقد صورته سنة ١٤٠٣ ه‍ ـ ١٩٨٣ م وشكرت الله على اقبال اهل العلم والمعرفة عليه.

وقد نفذت الطبعة المذكورة وعزمت على اعادة طبعه بحلة جديدة وها قد تحققت أمنيتي بحمد المولى تعالى وخرج الكتاب في طبعته الجديدة بعد صفه وإخراجه وتجليده على أفضل ما يمكن فأشكره تعالى على هذا التوفيق ولا بد لنا من شكر أهل العلم الذين ساهموا بالتصحيح والتحقيق وتخريج الاحاديث فجزاهم الله خير الجزاء ، كما أرجو ان يلاقي عملنا هذا الارتياح والقبول.

وعلى الله الاتكال ومنه التوفيق

الحاج جعفر هادي الدجيلي

بيروت ١٥ شعبان ١٤١٢ هجرية

٦

الميزان القاسط في ترجمة مؤرخ واسط :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي وفّقنا بمودّة العترة ذوي القربى الّذين هم قرناء الكتاب وزملاء التنزيل وجعلنا من المتمسكين بولايتهم والمعرضين عن كلّ وليجة دونهم وكلّ مطاع سواهم ، والصلاة والسلام على أشرف السفراء الالهيّين ، ومقدام الأنبياء والمرسلين ونبيّنا أبي القاسم محمّد وعلى آله الميامين السادة القادة أئمة الدين وهداة البريّة أجمعين.

وبعد يقول المشرّف بالانتساب إلى آل الرسول وخادم علومهم واللائذ العائذ بهم شهاب الدين أبو المعالي الحسيني المرعشي النجفي رزقه الله في الدنيا زيارة مراقدهم وأناله في الآخرة شفاعتهم : إنّ مناقب إمام المتّقين ، وسيّد المظلومين المضطهدين ، درّة تيجان المناجين وتاج البكائين أبي الحسنين ووالد الريحانتين ، صنو الرسول وزوج الزهراء البتول عزّ الاسلام ومفخره مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب روحي له الفداء مما لا تحصى وفضائله لا تستقصى.

ومن ثمّ توجّهت همم المحدّثين والمؤرّخين إلى ذكر تلك الخلال السنيّة والخصال البهيّة ، فمنهم من أفردها بالتأليف ككتاب مناقب علي عليه‌السلام للحافظ أبي عبد الله أحمد بن حنبل برواية ابنه عبد الله والنسخة مخطوطة عندنا في المكتبة العامّة الموقوفة.

وكتاب فضائل عليّ (عليه‌السلام) للحافظ القفال الشاشي الحنفي الكوفي وهو أبو محمّد محمّد بن عليّ بن إسماعيل المتوفى ٣٣٦ أو ٣٥٦ والنسخة عندنا مصوّرة من أصل قديم.

٧

وكتاب (مناقب مرتضوي) للعلامة المير محمّد صالح بن عبد الله الحسيني الحنفيّ الكشفي الترمذي الشهير بمشكين قلم المتوفى ١٠٦١ طبع في بلدة بمبئي.

وكتاب النصّ الجلي فيما نزل من كتاب الله في حقّ عليّ (عليه‌السلام) للعلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الهندي الأمر ستاري طبع في لاهور.

وكتاب الخصائص للحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن المتوفى ٣٠٣ طبع في القاهرة.

وكتاب مناقب عليّ (عليه‌السلام) للحافظ المفسّر الثعلبي الشافعي.

وكتاب فضائل عليّ (عليه‌السلام) للحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي.

وكتاب فضائل عليّ (عليه‌السلام) للحاكم أبي عبد الله ابن البيّع النيسابوري الشافعي صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين.

وكتاب مناقب عليّ (عليه‌السلام) للعلامة الشيخ علي باحسن الحضرمي الشافعي من علماء حضر موت في القرن التاسع.

وكتاب مناقب عليّ (عليه‌السلام) للعلامة محب الدين الطبري الشافعي المكّي صاحب كتاب ذخائر العقبى.

وكتاب فضائل عليّ (عليه‌السلام) للعلامة العيدروس العلوي الشافعي.

وكتاب مناقب عليّ للعلامة العارف خواجة محمّد بارسا صاحب كتاب فصل الخطاب.

وكتاب فتح الملك العلي بصحّة حديث باب مدينة العلم عليّ للعلامة السيد أحمد الغماري إلى غير ذلك من المئات بل الألوف المؤلّفة في هذا الموضوع.

ومنهم من لم يقتصر في كتابه على ذكر مناقبه خاصّة روحي له الفداء بل

٨

أضاف إليها مناقب درّة صدف الرسالة سيّدتنا الزهراء البتول ومناقب ابنيها السبطين سيّدي شباب أهل الجنّة.

ككتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين للعلامة الشيخ محمّد بن إبراهيم الجويني الحمويني الشافعي والنسخة عندنا مصورة من أصل مخطوط.

وكتاب نظم درر السمطين في فضائل عليّ والزهراء والسبطين للحافظ جمال الدين محمّد بن يوسف بن الحسن الحنفي الزرندي ثمّ المدني المتوفى سنة ٧٥٠ طبع في الغري الشريف باهتمام وإشراف حجة الاسلام الشيخ محمّد هادي الأميني أدام الله توفيقه.

وكتاب مودة القربى للسيد علي الحسيني الهمذاني الشافعي طبع في الهند.

وكتاب رياض الفكر في مناقب العترة الطاهرة الزهراء للعلامة السيد أحمد ابن يحيى المرتضى الحسني اليماني المتوفى سنة ٨٤٠ والنسخة مخطوطة في مكتبة جامع صنعاء تحت الرقم ١ من التاريخ.

وكتاب نزول القرآن في مناقب أهل البيت للحافظ أبي نعيم المتوفى سنة ٤٠٥.

وكتاب المناقب للعلامة أخطب الخطباء الخوارزمي.

وكتاب محاسن الأزهار في تفصيل مناقب العترة الأطهار للعلامة الشيخ حميد الدين بن أحمد الشهيد المحلى اليماني المتوفى قتيلا سنة ٦٥٢ صاحب كتاب الحدائق الورديّة.

وكتاب العبرة في فضائل العترة للعلامة عبد الله الحمصي الشافعي.

وكتاب تذكرة خواص الأمة للعلامة الشيخ يوسف سبط ابن الجوزي المتوفى سنة ٦٥٤.

وكتاب نزهة الأبصار في مناقب أهل البيت الأطهار للعلامة الشيخ يحيى

٩

ابن محمّد بن حسن بن حميد اليماني المقراني والنسخة مخطوطة محفوظة في مكتبة المتحف البريطاني في لندن تحت الرقم ٣٨٥٠.

وكتاب وسيلة المآل في فضائل الآل للعلامة الحضرمي.

وكتاب سمط اللآل في فضائل العترة والآل للعلامة الحضرمي.

وكتاب تحفة الراغب للعلامة الشيخ شهاب الدين أحمد المصري القليوبي طبع في القاهرة.

وكتاب درر الأصداف للعلامة الشيخ عبد الجواد بن خضر المصري الشربيني.

وكتاب الاستظهار الشاهد لأهل البيت الأطهار للعلامة الشيخ محسن بن أحمد اليماني العنسي والنسخة مخطوطة في ضمن مجموعة في المكتبة المتوكلية بصنعاء.

وكتاب إتحاف أهل الاسلام بما يتعلق بالمصطفى وأهل بيته الكرام للعلامة الشيخ محمّد الصبّان المصري الشافعي المتوفى ١٢٠٦.

وكتاب نيل المآرب في مناقب آل الرسول الاطائب للعلامة الشيخ محمّد ابن عثمان بن عبيد الله المروزي الحنفي والنسخة رأيتها في مكتبة فقيد التاريخ والأدب صديقنا الشيخ محمّد بن طاهر بن محمّد السماوي ثمّ النجفي.

وكتاب إسعاف الراغبين للعلامة الشيخ محمّد الصبّان المصري طبع بالقاهرة مرارا.

وكتاب الاتحاف بحبّ الأشراف للعلامة الشيخ عبد الله الشبراوي المصري المتوفى ١١٧٣.

وكتاب العقد المنضّد في مناقب آل محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله) للعلامة القاضي الشيخ محمّد بن علي اليماني الشوكاني المتوفى سنة ١٢٥٠ والنسخة مخطوطة محفوظة ضمن مجموعة في مكتبة (الأمير وزيانا) تحت الرقم ٤١٥ والمؤلف من مشايخ مشايخي في رواية كتب الزيدية والشوافع.

١٠

وكتاب ينابيع المودة للعلامة العارف السيد سليمان بن إبراهيم المعروف بخواجة كلان بن محمّد الحسيني البلخي القندوزي.

وكتاب رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبيّ الهادي للعلامة السيد أبي بكر بن شهاب العلوي الحضرمي نزيل حيدرآباد الدكن شيخ العلامة السيد محمّد بن عقيل العلوي مؤلف كتاب النصائح الكافية لمن يتولى معاوية.

وكتاب نور الأبصار للعلامة السيد محمّد مؤمن الشبلنجي ، وكتاب ذخائر العقبى للعلامة الشيخ محب الدين الطبري ، وكتاب الشرف المؤبّد لآل محمّد للعلامة الشيخ يوسف النبهاني من مشايخي في الرواية ، وغيرها من الكتب الكثيرة التي يعسر عدّها بين مخطوطة أو مطبوعة.

ومن المجلّين في هذا المضمار والآخذين بالسبق في السباق ، هو الثقة الثبت البحاثة النّقاب النقّاد الرحالة في طلب الحديث الجوّالة في تحصيل الرواية ، المجيد المجيد في التأليف والترصيف الشيخ أبو الحسن ، أبو محمد علي بن محمّد بن محمّد بن الطيب الجلابي الشافعي الواسطيّ ثمّ البغدادي الشهير بابن المغازلي المتوفى سنة ٤٨٣ ، فإنه ألّف هذا السفر في مناقبه (عليه‌السلام) على أحسن سبك وخير أسلوب.

ولعمري إنه من الرعيل الأول من تلك الكتب والرسائل ، حاو لأشهر الفضائل والمحاسن بمزايا قلّما توجد في غيره مع كمال التحرّي ونهاية التثبّت في تصحيح الإسناد ، والطرق ، ورعاية ما هو الملاك في حجيّة الخبر ، من الوثوق ، والطمأنينة بالصدور وجهته ، وعدم المعارض والإعراض ووضوح الدلالة ، وظهور المفاد وغيرها ولأجل هذه المحاسن استند إليه واعتمد عليه عدّة غير يسيرة من أعلام الحديث والتاريخ في كتبهم وزبرهم ، كما ستقف على ذكر بعضهم إن شاء الله تعالى.

ولكن مما يؤسف عليه قلّة نسخه في عصرنا وذهول أكثر المؤلفين عنه ، بحيث صار نسيّا منسيا ، وكاد أن يلحق بالمعدوم ، متروكا في رفوف بعض مخازن الكتب والمخادع ، لا يقف عليه إلّا الأوحدي من الباحثين إلى أنّ وفّق

١١

المولى الكريم الوهاب سبحانه عزّ شأنه السادة الأجلاء الشرفاء الحاج السيد إسماعيل الكتابچى التاجر الكتبي وأخوته الكرام ، الموفقين لنشر الأسفار الدينيّة ، فإنّهم أدام الله توفيقهم شمّروا الذيل عن ساق الجدّ في طبعه وإذاعته على أجود سبك ، وخير طريق ، من حسن الحظ ، ورصانة القرطاس ، والجهد في التصحيح وغيرها مما يقصد في المطبوعات ويرغب.

وقام بتحقيقه وتصحيحه وتخريج أحاديثه من سائر مسفورات الحديث الفاضل البحاثة، المتتبع المضطلع ، الثقة المؤتمن ، ذخر أرباب الفضل ، ومن يستفاد من رشحات قلمه الميرزا محمد الباقر البهبودي أدام الباري أيّامه في خدمة العلم والدين ، قد بذل الوسع في هذا الشأن وراجع كتب الآثار ، سيّما ما الّف في المناقب ، ولم يأل الجهد. الجهيد والسعي البليغ فانتشر هذا السفر الجليل فوق المؤمّل والمراد.

ثمّ إن الناشر والمصحح المحقّق طلبا من هذا المستكين تأليف رسالة وجيزة في ترجمة ناسق هذه الدراري وصائغ تلك السبائك والعساجد ، وأنا معتور المحن والآلام الروحيّة والأسقام الجسميّة والمرجوّ من فضله تعالى كشفها ورفع البواعث والعلل وأهمّها كيد الحاسدين قتلة الفضل والتقى.

وحيث لم أجد بدّا من الإجابة ولا مندوحة في الإسعاف ، فحررت هذه العجالة التي هي كقبسة العجلان بعد المراجعة إلى المصادر المتقنة ونفس الكتاب فجاءت بتوفيق ربّي حاوية لترجمة الناسق ، كاشفة عن مبهم حاله وحياته ، وسمّيتها : (الميزان القاسط في ترجمة مؤرخ واسط) ورتبتها على عناوين ، فأقول مستمدّا من كرمه العميم دوام التوفيق والإمداد إنه القدير على ذلك :

اسمه وكنيته :

هو الحافظ أبو الحسن أو أبو محمّد علي بن محمّد الشهير بابن المغازلي وهو أشهر كناه.

١٢

ألقابه :

الجلّابي والواسطي ومؤرّخ واسط وخطيب واسط.

آبائه :

والده محمّد بن محمّد بن الطيّب ، وكان خطيبا معدودا في علماء واسط قاضيا في المرافعات.

موطنه ومحتده :

ولد ببلدة واسط ثمّ انتقل في أواخر عمره الى بغداد وبها توفّي.

مذهبه ومسلكه :

كان شافعيا فروعا ، أشعريا أصولا ، كما هي طريقة أكثر الشافعية وقلما توجد فيهم طريقة الاعتزال أو الماتريديّة أو غيرهما من المسالك والعقائد.

كلمة حول لفظ الجلابي :

قد عرفت أنّ من ألقابه الشهيرة «الجلّابي» وهو نسبة إلى جلاب بالضمّ كزنّار ، معرّب «كلاب» أي ماء الورد ، نصّ عليه الزبيدي في التاج ج ١ ص ١٨٦ واشتهر به إمّا لكون أخذه شغلا لنفسه ودرّ معاشه أو كان شغلا لبعض أسلافه ، وإما لكونه من أهل قرية الجلابيّة إحدى قرى واسط.

ثمّ الملقّب به جماعة غير المؤلف أيضا ولكن حيث أطلق انصرف إليه كما يظهر من السمعاني والزبيدي ، وليعلم أنّ بعض المحدثين اشتبه عليه الأمر وخلط الجلابي بضم الجيم بالجلابي بفتحها ، مع أن الجلابي بفتح الجيم نسبة إلى قرية «جلّاب» محل بناحية خوارزم ، ومنه أبو سعيد أحمد بن علي الجلابي الفقيه من مشايخ السمعاني ، فراجع التبصير والمشتبه وغيرهما. كما أنّه قد يشتبه الجلابي بضمّ الميم بالحلابي بفتح الحاء المهملة فليكن الناقل والكاتب على تثبّت وتحرّي.

١٣

كلمة حول لفظة ابن المغازلي :

هذه كنية كني بها جماعة : منهم المؤلف ، ومنهم ابنه محمّد ، ومنهم عمر ابن ظفر أبو حفص بن المغازلي المقري ببغداد المتوفى سنة ٥٤٢ ، ولكن متى أطلق انصرف الى صاحب الكتاب ووجه الاشتهار به ، أنّ أحد أسلافه كان نزيلا بمحلّة المغازليّين في واسط.

كلمة حول لفظة الواسطي :

الواسطي نسبة إلى واسط وهي بلدة إسلاميّة كانت واقعة في جنوب العراق يتوسط بين الكوفة والبصرة ، أسّسها الحجاج بن يوسف الثقفي في زمن عبد الملك بن مروان في سنة ٨٣ على الأصح ، أو سنة ٧٥ ، أو سنة ٧٨ ، وكانت ذات شطرين شرقي وغربي ، يفصل بينهما شط الدجلة ، ويقال لها واسط القصب أيضا ، ومنه المثل (تتغافل كأنك واسطي) ؛ والمسافة بينها وبين الكوفة خمسون فرسخا ، ومثلها بين البصرة وبينها ، وكانت قبل حدوثها هناك بلدة ساسانيّة يقال لها (كسكر ـ أو كشكر) ، وكانت مدينة ذات منزلة مرموقة ، عامرة بالقصور ، والبساتين ، والمساجد ، والمنازل ، والعمارات ، سيّما في القرنين الخامس والسادس ، إلى أن عرض عليها الفشل والخراب لحدوث الفتن والمحن بحيث بادت ولم تبق من أثر الحجاج إلّا التلول.

ثمّ نشأت بلدة (الحي) ويقال لها (حي واسط) تارة ، و (حي العشّارين أخرى) هكذا في بعض المعاجم.

ومما يلزم أن ينبّه عليه هو أنه كانت في البلاد العربيّة وغيرها عدة بلاد وقرى وأماكن وجبال يطلق عليها الواسط.

نص عليه أبو عبيد الأندلسي البكري في معجم ما استعجم ج ٣ ص ١٣٦٣ ، وعبد المؤمن البغدادي في المراصد ص ١٤١٩ ، والزبيدي في التاج ج ٥ ص ٢٣٦ ، والفيروزآبادي في القاموس ، وهي كثيرة تربو على أربعين محلا.

١٤

منها واسط مكّة بوادي النخلة ، وواسط بلخ ، وواسط نوقان من طوس ويقال لها واسط اليهود ، وواسط حلب الشهباء بقرب بزاعة ، وواسط خابور قرب قرقيسا ، وواسط الحلة المزيدية قرب مطيرآباذ ، وواسط اليمن بالقرب من زبيد والعنبرة ، وموضع بين العذيبة والصفراء ، وقريتان بالموصل إحداهما بالفرج بين مرق وعين الرصد ، والثانية بين مرق والمجاهدية ، وبلدة بدجيل على ثلاثة فراسخ من بغداد وموضع لبني أسيدة وهم بنو مالك بن سلمة بن قشير ، وموضع لبني تميم ، وبلدة بالأندلس من أعمال قبرة ، وبلدة باليمامة ، وحصن لبنى السمين السمير (خ ل) من بني حنيفة يقال له مجدل أيضا.

وبلدة بنهر الملك بالعراق ، وجبل أسفل من جمرة العقبة بين المازمين ، وجبلان دون العقبة ، وباب في بني هذيل ، وقرية بالرّقة ، وموضع بحمى ضريّة في بلاد بني كلاب بالبادية ، وطريق بين فلج والمنكدر إلى غير ذلك ممّا يقف عليه من جاس خلال كتب المسالك والممالك.

وأشهرها واسط الحجاج التي منها المؤلف ، بحيث متى أطلق انصرف إليه ، وكانت هذه البلدة كما أشرنا ذات خطر وشأن عظيم في إنتاجها أعلام الحديث والفقه والأدب.

ومن ثمّ توجهت همم المؤلفين إلى تأليف الكتب حولها ، وهي كثيرة يقف على أسمائها البحّاثة النقاب في كتب الفهارس ومن أشهر ما ألّف فيها :

كتاب تاريخ واسط لأبي الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الشهير (ببحشل) الرزاز ، المتوفى سنة ٢٩٢ ، ولكتابه هذا ذيول أشهره : ذيل المؤلف ـ أعني ابن المغازلي ـ وقد طبع في بغداد على نفقة المجمع العلمي العراقي بتحقيق الفاضل المعاصر كوركيس عواد.

وكتاب محاسن أهل واسط لعماد الدين الكاتب الأصفهاني الشهير ، صاحب الخريدة ، المتوفى سنة ٥٩٧.

وكتاب تاريخ واسط لأبي عبد الله محمّد بن سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج الدبيثي الواسطي المتوفى سنة ٦٣٧.

١٥

وكتاب تاريخ واسط لأبي محمّد عبد الله بن على الواسطي المؤرخ المتوفى سنة ٦٠٠.

وكتاب تاريخ واسط للسيد جعفر بن محمّد بن الحسن الجعفري الشيعي المتوفى في حدود سنة ٨٥٠. إلى غير ذلك.

ومن مشاهير من ينسب إلى واسط : الحجاج هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله الواسطي المتوفى سنة ٥٧٦ ، وكان مدرّسا بمدرسة ابن ورّام كما أفاده السبكي في الطبقات الكبرى.

ومنهم أبو العزّ محمّد بن الحسين بن بندار الواسطي مقرئ القرآن الشريف في العراق توفي ٥٢٢.

ومنهم الشيخ أبو القاسم محمود بن المبارك الواسطي ثمّ البغدادي الشافعي المتوفى سنة ٥٩٢.

ومنهم أبو حازم محمّد بن الحسن الواسطي القاضي بها من علماء القرن الرابع.

ومنهم محمد بن ثابت بن أحمد أبو بكر الواسطي المتوفى سنة ٣٦٤.

ومنهم أبو العلاء محمّد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان الواسطي المتوفى سنة ٣٣١.

ومنهم أبو علي إسماعيل بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن كماري ـ بالراء المهملة ـ الواسطي المتوفى سنة ٤٦٨.

ومنهم أبو علي الحسن بن القاسم المقرئ ، المعروف بغلام المرّاس الواسطي المتوفى سنة ٤٦٨.

ومنهم أبو الحسين عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي المتوفى سنة ٢٢١ إلى غير ذلك.

١٦

مشايخ المؤلف في الدراية والرواية

أخذ وروى عن جمّ غفير من الثقات الأثبات حملة الحديث وأساطين فقهه.

١ ـ منهم أبو الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب القاضي الشافعي الواسطي ، وممّا روى عنه هو حديث المنزلة وحديث : يا عليّ لا يحبّك إلّا مؤمن.

٢ ـ ومنهم أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الله البيّع البغدادي الشافعي ، وممّا روى عنه : حديث الغدير ، وحديث المنزلة ، وحديث : جعل الله ذريّة محمّد من صلب علي ، وحديث مروق الخوارج من الدين ، وحديث : أنا مدينة العلم ، وحديث ردّ الشمس ، وأحاديث في شأن نزول هل أتى.

٣ ـ ومنهم أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي الواسطي الشافعي المتوفى سنة ٤٦٢ المعروف بابن الخالة ، وممّا روى عنه حديث : أنا مدينة الجنة وعليّ بابها ، وحديث الطير ، وحديث الراية ، وحديث الثقلين ، وحديث أنا مدينة العلم ، وحديث : كنت أنا وعليّ نورا بين يدي الله ، وحديث : قال الله تعالى أيدته بعليّ وقد روى عنه الكثير كما نصّ عليه السمعاني في الأنساب ص ١٤٦ ط مرجليوث.

٤ ـ ومنهم أبو بكر محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان السمسار الشافعي الواسطي ، ممّا روى عنه : حديث الغدير بعدّة أسانيد ، وحديث المنزلة ، وحديث : يا عليّ لا يحبك إلّا مؤمن ، وحديث : النظر إلى عليّ عبادة ، وحديث الطير بأسانيد ، وحديث الراية ، وقضيّة حج الحسين خمسة وعشرين حجة ماشيا ، وحديث : من فارق عليّا فارقني ، وحديث سدّ الأبواب إلّا باب عليّ وقضيّة مجلس المنصور وبحثه مع الأعمش.

٥ ـ ومنهم القاضي أبو محمّد يوسف بن رياح بن علي بن موسى بن عبد الله الكوفي الحنفي من قبيلة بني حنيفة ، وممّا روى عنه : حديث كنية عليّ بأبي تراب.

١٧

٦ ـ ومنهم أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهري ، وممّا روى عنه : حديث الغدير بأسانيد ، وحديث المنزلة ، وحديث : أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها ، وحديث سفينة نوح ، وأحاديث سدّ الأبواب إلّا باب عليّ ، وحديث المباهلة ، وحديث الطير بطرق ، وحديث الثقلين ، وحديث الراية ، وحديث نزول قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) في شأن عليّ.

٧ ـ ومنهم أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز الواسطي الشافعي ، ممّا روى عنه : حديث المنزلة ، وحديث الطير ، وحديث النظر الى عليّ عبادة.

٨ ـ ومنهم أبو نصر أحمد بن موسى بن عبد الوهاب الطحان الواسطي الشافعي ، ممّا روى عنه : حديث المنزلة ، وحديث أنا وعلي حجة على أمّتي يوم القيامة ، وحديث : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، وحديث : لكلّ نبيّ وصيّ ووارث ووصيّي ووارثي عليّ ، وحديث أيدته بعليّ ، وقضية صعود عليّ على كتف النّبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، وحديث : قاتل عليّ أشقى الأولين والآخرين.

٩ ـ ومنهم القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله الإسكافي الشافعي ، ممّا روى عنه : حديث المنزلة ، وحديث الراية بطرق ، وحديث قاتل عليّ أشقى الأوّلين والآخرين.

١٠ ـ ومنهم أبو يعلى علي بن عبيد بن العلاف البزاز ، ممّا روى عنه :حديث الغدير ، وحديث الثقلين.

١١ ـ ومنهم أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطار الشافعي الفقيه الواسطي ، ممّا روى عنه : حديث المنزلة ، وحديث : من مات على بغض عليّ مات يهوديا أو نصرانيا ، وحديث : عليّ أمير البررة ، وحديث السطل ، وحديث الطير ، وحديث الراية ، وحديث ذكر عليّ عبادة ، وحديث فاطمة بضعة منّي ، وفي سنده محمّد بن الأشعث صاحب الجعفريات (الاشعثيات) ، والرواية مفصلة طويلة ، وحديث إسباغ الوضوء ، وحديث : اشتدّ غضب الله على من آذاني في عترتي ، وحديث عليّ منّي مثل رأسي من بدني ، وحديث السفينة ،

١٨

وحديث المحاجة مع الخوارج ، ونص السمعاني على رواية المؤلف عنه.

١٢ ـ ومنهم أبو القاسم الفضل بن محمّد بن عبد الله الأصفهاني ، ممّا روى عنه : حديث الغدير ، وحديث أنا مدينة العلم.

١٣ ـ ومنهم أبو بكر أحمد بن محمّد بن علي بن عبد الرزاق الهاشمي الخطيب الواسطي ، روى عنه الكثير منها : حديث المنزلة ، وحديث خير إخواني كما يظهر من السمعاني.

١٤ ـ ومنهم أبو الحسن علي بن أحمد بن المظفر بن محمّد العدل العطّار الفقيه الشافعي ، ممّا روى عنه : حديث : خير إخواني علي ، ومناشدة مولانا عليّ على القوم.

١٥ ـ ومنهم أبو الحسن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد البزاز ، ممّا روى عنه حديث : نعم الأخ أخوك علي : وحديث : علي منّي وأنا منه.

١٦ ـ ومنهم أبو محمّد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني ـ بضم الغين المعجمة وسكون النون ثمّ الدال المهملة ثم الجيم ـ نسبة إلى مدينة غندجان من مدن الأهواز ، والظاهر أنّه معرب هنديجان في عصرنا هذا ، ممّا روى عنه : حديث : من ناصب عليّا فهو كافر ، وحديث : من شك في عليّ فهو كافر ، وحديث : عليّ باب مدينة علمي ، وحديث عليّ على الحوض ، وحديث زيّنوا مجالسكم بذكر عليّ ، وحديث الثقلين بأسانيد.

١٧ ـ ومنهم أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيب الواسطي الصوفي ، ممّا روى عنه : حديث : نعم الأخ أخوك عليّ ، وحديث : حقي على المسلمين كحق الوالد على ولده.

١٨ ـ ومنهم أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي ، ممّا روى عنه : حديث : من أطاع عليا فقد أطاعني ، وحديث : يا عليّ لا يحبك إلّا مؤمن.

١٩ ـ ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن محمّد بن غسان

١٩

البصري النحوي ، وممّا روى عنه : هو وجه تسمية فاطمة (عليها‌السلام) ، وحديث علي إمام المتقين ، وحديث : الويل لظالمي أهل بيتي ، وحديث إنّ قاتل الحسين في تابوت من النار ، وحديث علي قسيم النار ، وحديث : شكوى سيدتنا الزهراء البتول متعلقة بقائمة العرش وتظلّمها عن قتله ابنها الحسين ، وهذا الراوي ينقل أحاديث بسنده عن مولانا الرضا (عليه‌السلام).

٢٠ ـ ومنهم القاضي أبو علي إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن الطيب بن كماري العراقي الفقيه الحنفي المتوفى ٤٦٨ ، وممّا روى عنه : أحاديث في ذم الخوارج وكفرهم ، وأحاديث في مدح عليّ (عليه‌السلام).

٢١ ـ ومنهم أبو القاسم واصل بن حمزة البخاري ، وممّا روى عنه : حديث : مثل علي في هذه الأمّة مثل قل هو الله أحد في القرآن.

٢٢ ـ ومنهم أبو منصور زيد بن طاهر بن سيار (سان خ ل) (بيان خ) الفقيه الحنفي البصري ، روى عنه حديث : أنا مدينة العلم ، وحديث الغدير.

٢٣ ـ ومنهم أبو عبد الله محمّد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي ، روى عنه حديث : لا يحلّ لمسلم يرى مجرّدي إلّا عليّ ، وحديث : أنا وعليّ من شجرة واحدة.

٢٤ ـ ومنهم أبو علي عبد الكريم بن محمّد بن عبد الرحمن الشروطي ، روى عنه : حديث الغدير.

٢٥ ـ ومنهم أبو الفتح علي بن محمّد بن عبد الصمد بن محمّد الدليلي الأصفهاني ، روى عنه حديثا في الحسن بن علي : اللهم إنّي أحبّه فأحبه.

٢٦ ـ ومنهم أبو غالب محمّد بن الحسين بن أبي صالح المقري العدل ، روى عنه : حديث الطير.

٢٧ ـ ومنهم أبو طالب محمّد بن عليّ بن الفتح الحربّي البغدادي ، روى عنه : حديث الطير بطرق.

٢٨ ـ ومنهم أبو القاسم عمر بن علي الميموني الواسطي الشافعي ، روى

٢٠