المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة - ج ١

المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة - ج ١

المؤلف:


المحقق: عبدالاله بن سلمان بن سالم الأحمدي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٢
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ... وبعد :

فإنه لا يخفى ما للعقيدة من دور متميز في حياة المسلمين إيمانا وسلوكا فهى الأساس ومن حقها أن تكون لها الأولوية ، ومن الواجب على المسلم أن يكون اعتقاده مبنيا على ما جاء فى كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهما المصدران اللذان يعول عليهما فى هذا الشأن.

لذا لم ينشأ النزاع في المسائل العقدية فى عهد الصحابة ومن تبعهم بإحسان لثباتهم على هذا المبدأ لكن لما ظهر من لم يكتف بكتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نشأ النزاع والاضطراب ، عندها لم يجد علماء السلف بدا من إيضاح الأمور وفق ما جاء فى كتاب الله وسنة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومن أولئك العلماء الذين جاهدوا فى سبيل تثبيت العقيدة الصحيحة فى قلوب المسلمين إمام أهل السنة أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى والّذي قد كفينا عن سطر ما قام به من جهود كبيرة فهى معروفة للقاصى ووالداني وما سنذكره عن الإمام أحمد يمثل عقيدة أهل السنة والجماعة.

ولما كانت أقوال هذا الإمام في المسائل العقدية لا يجمعها ـ حسب علمى ـ كتاب بهذا الأسلوب بل هى متناثرة فى بطون الكتب المطبوع منها والمخطوط ، رأيت من المفيد جمع هذه المسائل وترتيبها والتعليق عليها وفق منهج علمى دقيق حتى تكتمل الفائدة منها.

٣

هذا وقد قدمت لهذه المسائل والرسائل دراسة جعلتها على بابين ذكرت فى الأول منها ما يتعلق بسيرة الإمام أحمد ـ بإيجاز ـ وتحدثت فى الباب الثانى عن جمع هذه المسائل والرسائل وما يتعلق بها. وختمته بالمنهج المتبع فى الجمع والتحقيق والدراسة.

وأسجل هنا شكرى وتقديرى لفضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصارى الأستاذ فى قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية. الّذي تفضل بالإشراف على هذا البحث وأفادنى كثيرا فجزاه الله خيرا وشكر سعيه.

٤

فى ترجمة الإمام أحمد رحمه‌الله.

وفيه ثلاثة مباحث

المبحث الأول : اسمه ونسبه ، كنيته ، مولده ، أسرته ، عصره.

المبحث الثانى : نشأته العلمية ، رحلاته ، سعة علمه ، شيوخه ، تلاميذه.

المبحث الثالث : مؤلفاته ، ثباته على الحق ، وفاته.

٥
٦

المبحث الأول

اسمه ونسبه :

هو الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله ابن حبان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل الشيباني. (١)

كنيته :

يكنى بأبى عبد الله.

مولده :

ولد ـ رحمه‌الله تعالى ـ فى شهر ربيع الأول من أربع وستين ومائة ببغداد. وقيل ولد بمرو ومنها حمل إلى بغداد والأول هو الصحيح فقد وفدت أمه إلى بغداد وهى حامل به ، ونشأ يتيما.

أسرته :

كان مقام أسرته بالبصرة وما حولها. ووالده من أجناد مرو ، توفى وهو شاب فى الثلاثين من عمره ، وجده حنبل تقلد ولاية سرخس فى العصر الأموى ثم أصبح من المناصرين للدعوة العباسية عند انطلاقها. ووالدته من بنى شيبان أيضا ، وقد تولت تربيته فأحسنت. (٢)

__________________

(١) تاريخ بغداد : ٤ / ٤١٤ ، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزى ص : ١٨ ، البداية والنهاية : ١٠ / ٣٥ ، سير أعلام النبلاء : ١١ / ١٧٨.

(٢) المصادر السابقة.

٧

وقد كان له ـ رحمه‌الله ـ ولدان عالمان هما صالح وعبد الله (١) ، وله أيضا من الأولاد غيرهما (٢).

عصره

الحالة السياسية :

عاش الإمام أحمد ما بين عام أربع وستين ومائة إلى عام إحدى وأربعين ومائتين حيث عاصر من خلفاء بنى العباس المهدى والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل ، وقد تميزت فترة ولاية هؤلاء بالاستقرار السياسى وإن كان يحدث من فترة لأخرى بعض القلاقل (٣) أما البيت العباسى نفسه فقد كان فيه التنافس ـ فى بعض الأحيان ـ قويا على السلطة بسبب سعى بعض الخلفاء إلى نقض ما أبرمه سلفه في ولاية العهد ونتج عن هذا وقوع فتنة بين الأمين والمأمون انتهت بمصرع الأول الّذي كان يؤازره العرب وغلبة الثانى الّذي يؤازره الفرس ، مما نتج عنه فيما بعد تسلط الأعاجم على الحكم وإحكام قبضتهم على خلفاء بنى العباس.

الحالة الاجتماعية :

نظرا لهذا الوضع السياسي المستقر كانت الحياة الاجتماعية فى تلك الفترة جيدة وطغى عليها من بعض الفئات مظاهر الترف والتبذير والمجون.

الحالة العلمية :

كانت تلك الفترة ذهبية ، فهى فترة ثقافة ورقى وحضارة وعز للإسلام. وقد كانت بغداد ـ التى عاش فيها الإمام أحمد ـ منارة للعلم ومقصدا للعلماء.

__________________

(١) سيأتى التعريف بهما عند الكلام عن المصادر المعتمدة فى جمع هذه المسائل والرسائل ص : ٢٨ ، ٣١.

(٢) انظر : مناقب الإمام أحمد لابن الجوزى ص : ٩.

(٣) من ذلك : ثورات العلويين المتتالية واستفحال أمر بابك الخرمى وأتباعه.

٨

وصاحب هذه النهضة العلمية الكبرى استفحال البدع وظهور تيارات وحركات حاولت النيل من عقيدة السلف. وقد وجدت فى بعض الفترات المساندة السياسية كما حصل فى عصر المأمون إذ قويت شوكة المعتزلة وحاولوا إرغام الناس على القول بخلق القرآن.

ويرجع كثير من المحققين السبب فى انتشار البدع إلى تلك الكتب اليونانية ـ وغيرها ـ التى ترجمت إلى اللغة العربية حيث تلقفها المتكلمون وفتنوا بما فيها.

وقد كان لظهور البدع وانتشارها أثر بالغ فى حركة التأليف حيث هب العلماء للدفاع عن العقيدة الصحيحة وإزالة الشوائب التى حاول المبتدعة إلصاقها بها. (١)

__________________

(١) انظر كثيرا من الجوانب التى تمثل هذه الفترة في : البداية والنهاية : ١٠ / ١٥٨ ـ ٣٤٣.

٩
١٠

المبحث الثانى

نشأته العلمية :

بدأ الإمام أحمد مسيرته العلمية فى سن مبكرة إذ يقول : اختلفت إلى الكتاب ثم اختلفت إلى الديوان وأنا ابن أربع عشرة. (١)

وطلبت الحديث وأنا ابن ست عشرة سنة. (٢)

رحلاته : ـ

يتضح من سيرته العلمية اهتمامه بالحديث إذ كان له الباع الطويل فى هذا الشأن. وقد رحل فى تحصيله إلى الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام وطرسوس (٣).

سعة علمه :

قال الشافعى : أحمد إمام فى ثمان خصال :

إمام فى الحديث ، إمام فى الفقه ، إمام فى اللغة ، إمام فى القرآن ، إمام فى الفقر ، إمام فى الزهد ، إمام فى الورع ، إمام فى السنة (٤).

وقال أيضا : خرجت من بغداد وما خلفت بها أحدا أتقى ولا أورع ولا أفقه من أحمد بن حنبل (٥).

__________________

(١) سير أعلام النبلاء : ١١ / ١٨٥.

(٢) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزى ص : ٤٦.

(٣) ت / بغداد : ٤ / ٤١٢.

(٤) طبقات الحنابلة : ١ / ٥.

(٥) ت / بغداد : ٤ / ٤١٩.

١١

وقال أبو عبيد بن سلام : انتهى العلم إلى أربعة : أحمد بن حنبل ... وكان أحمد أفقههم فيه (١).

وقال أبو زرعة لعبد الله بن أحمد : أبوك يحفظ ألف ألف حديث (٢). ا ه. وقد كان ـ رحمه‌الله تعالى ـ من أئمة الجرح والتعديل وقوله فى الرجال له مكانته ووزنه. وقد كانت إمامته فى الحديث أمرا متفقا عليه ، لكن الغريب ما زعمه البعض من أن الإمام أحمد لا يعد فقيها وإنما هو محدث (٣). وأقول : لا ينكر توجه الإمام أحمد إلى الحديث واهتمامه به إلا أن هذا لا يعنى أنه اقتصر عليه بل كان هذا التوجه إلى هذا العلم الشريف هو ما جعل منه فقيها كبيرا ، فقد كان يعتمد على الحديث فى مسائل الفقه ، وما بين أيدينا من فقه الإمام أحمد خير شاهد على هذا ، فلا يلتفت إلى هذه المقولة الباطلة. وقد تقدم آنفا قول الإمام الشافعى وأبى عبيد وهناك نقول عن علماء كبار تشهد له بالإمامة فى الفقه (٤).

قال ابن عقيل : ومن عجيب ما تسمعه عن هؤلاء الأحداث الجهال : أنهم يقولون : أحمد ليس بفقيه لكنه محدث ، وهذا غاية الجهل لأنه قد خرج عنه اختيارات بناها على الأحاديث بناء لا يعرفه أكثرهم ، وخرج عنه من دقيق الفقه ما ليس نراه بأحد منهم (٥).

شيوخه : ـ

ذكر ابن الجوزى جملة كبيرة من مشايخه الذين روى عنهم ، وهم كثر من أبرزهم : هشيم وسفيان بن عيينة وجرير بن عبد الحميد ووكيع وأبو معاوية الضرير وعبد الرحمن بن مهدى والشافعى وعبد الرزاق وعفان وأبو نعيم وعبد الله بن نمير (٦).

__________________

(١) المصدر السابق : ١ / ٥ ـ ٦ ، وسير أعلام النبلاء : ١١ / ١٩٦.

(٢) سير أعلام النبلاء : ١١ / ١٨٧.

(٣) انظر : تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص : ١٦.

(٤) انظر : ت / بغداد : ٤ / ٤١٩ ، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزى ص : ١٢٧.

(٥) مناقب الإمام أحمد ص : ٩١ ـ ٩٢.

(٦) مناقب الإمام أحمد ص : ٥٨ ـ ٦١ ، ت / بغداد : ٤ / ٤١٣ ، سير أعلام النبلاء : ١١ / ١٨٠ ـ ١٨١.

١٢

قال الذهبى : فعدة شيوخه الذين روى عنهم فى المسند مائتان وثمانون ونيف (١). ا ه.

وممن حدث عنه من شيوخه : عبد الرزاق والشافعى (٢).

تلاميذه :

الرواة عن الإمام أحمد كثيرون أيضا فمنهم من روى عنه الحديث فقط ، ومنهم من اهتم بنقل مسائله وتدوينها ، ومنهم من جمع بين الأمرين.

ومن أبرز من حدث عنه : البخارى ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائى (٣).

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) مناقب الإمام أحمد ص : ١١٥ ـ ١٢٤ ، سير أعلام النبلاء : ١١ / ١٨١.

(٣) المصادر السابقة.

١٣

المبحث الثالث

مؤلفاته :

الإمام أحمد كان يكره وضع الكتب وكان ـ رحمه‌الله ـ من الحفاظ المشهود لهم.

قال أبو زرعة : حزرت كتب أحمد يوم مات فبلغت اثنى عشر حملا وعدلا ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان ولا فى بطنه حدثنا فلان كل ذلك كان يحفظه (١). ا ه

فهو ـ رحمه‌الله ـ لم يكتب إلا الكتب الحديثية كالمسند والزهد وفضائل الصحابة وبعض الرسائل فى العقيدة. وقد كان لابنيه عبد الله وصالح وأصحابه وتلامذته جهد كبير فى إظهار علمه ونشر ما أثر عنه. وسأذكر مؤلفاته المصنفة والمروية عنه (٢) المطبوع منها والّذي ما زال مخطوطا أو مفقودا ، ثم أذكر فى المبحث التالى ما أفدته من هذه المصنفات وغيرها.

وأبدأ بالمطبوع أو الّذي حقق ولم يطبع :

١ ـ المسند. وهو بحق يعتبر موسوعة فى الحديث النبوى ، ومصدرا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه فقد جمع فيه ما يقارب أربعين ألف حديث كما ذكر ابن النديم (٣) ، وذكر فؤاد سزكين (٤) أنه يضم ٢٨٠٠٠ ـ ٢٩٠٠٠ حديث ، وهو مطبوع. وفيه زيادات لا بنه عبد الله كثيرة.

٢ ـ الزهد. مطبوع.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء : ١١ / ١٨٨.

(٢) أقصد ما لم يصنفه هو وإنما صنفه تلامذته أو من أخذ عنهم كالخلال الّذي جمع مسائله ثم وضعها فى مصنفات مناسبة لها.

(٣) الفهرست ص : ٣٢٠.

(٤) فى تاريخ التراث العربى : ٢ / ١٩٨.

١٤

٣ ـ فضائل الصحابة. وقد نال به محققه درجة الدكتوراه وطبعه.

٤ ـ العلل ومعرفة الرجال رواية عبد الله. طبع.

٥ ـ الأشربة. طبع مرارا.

٦ ـ الورع. طبع قديما وظهر أخيرا.

٧ ـ الرد على الجهمية. طبع مرارا.

٨ ـ الصلاة وما يلزم فيها. طبع مرارا.

٩ ـ أحكام النساء. طبع.

١٠ ـ مسائل أحمد ـ برواية عبد الله ـ طبع.

١١ ـ مسائل أحمد ـ برواية صالح ـ حقق ـ رسالة دكتوراه ، فى الجامعة الإسلامية قد طبع بالتحقيق المذكور.

١٢ ـ مسائل أحمد ـ برواية ابن هانئ ـ طبع.

١٣ ـ مسائل أحمد ـ برواية أبى داود ـ طبع.

١٤ ـ مسائل أحمد ـ برواية الكوسج ـ حقق ، رسالة دكتوراه ، وأربع رسائل ماجستير بالجامعة الإسلامية.

١٥ ـ مسائل أحمد ـ برواية عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوى ـ طبع.

١٦ ـ عقيدة الإمام أحمد برواية : عبدوس بن مالك ، ومحمد بن عوف الطائى ، والحسن بن إسماعيل الربعى ، ومحمد بن حبيب الأندرانى ، وأحمد بن جعفر الإصطخرى وهى جميعها مطبوعة ضمن تراجم أصحابها فى طبقات الحنابلة.

١٧ ـ رسالته إلى مسدد بن مسرهد. مطبوعة ضمن طبقات الحنابلة فى ترجمة مسدد.

١٨ ـ كتاب السنة للخلال جمع فى معظمه نصوص الإمام أحمد وقد حقق قسم منه ، رسالة دكتوراه بالجامعة الإسلامية.

١٩ ـ الأسماء والكنى ، برواية صالح. طبع.

١٥

ومن المؤلفات المخطوطة :

٢٠ ـ مختصر فى أصول الدين والسنة (١).

٢١ ـ مسائل حرب الكرمانى (٢).

٢٢ ـ مسائل الأثرم (٣).

٢٣ ـ الناسخ والمنسوخ (٤).

٢٤ ـ أحكام أهل الملل ، جمع الخلال (٥).

٢٥ ـ الثلاثة أحاديث التى رواها الإمام أحمد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى المنام (٦).

٢٦ ـ اسئلة لأحمد بن حنبل عن الرواة الثقات والضعفاء (٧).

٢٧ ـ جزء فيه أحاديث رواها أحمد بن حنبل عن الشافعى (٨).

٢٨ ـ مسند أهل البيت لأحمد بن حنبل (٩).

٢٩ ـ معرفة الرجال وعلل الحديث. رواية أبى بكر المروزي (١٠).

٣٠ ـ الوقوف والوصايا جمع الخلال (١١).

__________________

(١) تاريخ الأدب العربى : ٣ / ٣١٠ ، وتاريخ التراث العربى : ٢ / ٢٠٦.

(٢) ذكر محقق مسائل ابن هانئ أنه يحتفظ بنسخة منها.

(٣) مكتبة عبد الرحيم صديق بمكة المكرمة. أشار إلى وجوده فى المكتبة المذكورة محقق كتاب الإبانة الصغرى لابن بطة.

(٤) له نسخة مصورة فى مكتبة فضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصارى.

(٥) له نسخة مصورة فى مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية.

(٦) تاريخ التراث العربى : ٢ / ٢٠٦.

(٧) فهرس مخطوطات الظاهرية ـ حديث ص : ١٢٣ ، ولدى فضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصارى نسخة منه.

(٨) فهرس معهد المخطوطات : ٢ / ٢٣٦.

(٩) فهرس الخزانة التيمورية : ١ / ٢٣٦.

(١٠) فهرس مخطوطات الظاهرية ص : ٢١٢.

(١١) فهرس دار الكتب بالقاهرة.

١٦

٣١ ـ جواب الإمام أحمد عن سؤال فى خلق القرآن (١).

٣٢ ـ قصيدة فى الموت والآخرة (٢).

٣٣ ـ السنة الصغير (٣).

٣٤ ـ الترجل (٤).

ومن المؤلفات التى ذكرت فى ثنايا بعض الكتب والتى يظن أنها مفقودة :

٣٥ ـ التفسير (٥).

٣٦ ـ المناسك (٦).

٣٧ ـ الفرائض (٧).

٣٨ ـ طاعة الرسول برواية صالح بن احمد (٨).

٣٩ ـ التاريخ (٩).

٤٠ ـ المقدم والمؤخر فى كتاب الله (١٠).

٤١ ـ حديث شعبة (١١).

__________________

(١) تاريخ التراث العربى : ٢ / ٢١٥.

(٢) تاريخ التراث العربى : ٢ / ٢٠٣.

(٣) تاريخ التراث العربى : ٢ / ٢٠٥.

(٤) دار الكتب المصرية. وله نسخة فى مكتبة عبد الرزاق حمزة بمكة المكرمة وفى مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

(٥) طبقات الحنابلة : ١ / ٨ ، وسير أعلام النبلاء : ١٣ / ٥٢١ ، وانظر ما ذكره فى : ١١ / ٣٢٨ حول نسبة هذا الكتاب لأحمد.

(٦) الكبير والصغير. طبقات الحنابلة : ١ / ١٨٣.

(٧) سير أعلام النبلاء : ١١ / ٣٢٨.

(٨) وهو موجود برواية عبد الله وقد أفدت منه ، ذكره الداودي فى طبقات المفسرين : ١ / ٧١. وما تقدم ذكره ابن النديم فى الفهرست ص : ٣٢٠.

(٩) سير أعلام النبلاء : ١٣ / ٣١٨ ، فتح البارى : ١ / ٢٧.

(١٠) طبقات الحنابلة : ١ / ٨ ، والسير : ١٣ / ٥٢١.

(١١) طبقات الحنابلة : ١ / ١٨٣ ، والسير : ١٣ / ٥٢١.

١٧

٤٢ ـ جوابات القرآن (١).

٤٣ ـ حديث الشيوخ (٢).

٤٤ ـ الإرجاء (٣).

٤٥ ـ فضائل أهل البيت (٤).

٤٦ ـ الإيمان برواية عبد الله بن أحمد بن حنبل (٥). وبرواية الحسين بن الحسن الرازي (٦).

٤٧ ـ الرد على الزنادقة ٣ / ج (٧).

٤٨ ـ نفى التشبيه.

٤٩ ـ الإمامة (٨).

ثباته على الحق :

لقد كان فى ثبات الإمام أحمد ـ رحمه‌الله ـ فى مسألة القرآن قوة وصلابة دحر بها أهل الزيغ والضلال وتلاشت أمامها أوهامهم فى حمل أئمة السنة على القول بخلق القرآن.

قال أبو نصر السجزى : ... ثم ظهر الكلام وأهله وانتشرت كتب الفلاسفة وأهل الزيغ فى أيدى الناس وكثرت المذاهب فى الأصول فأيد الله سبحانه بمنه أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى ـ رحمه‌الله ـ حتى قام بإظهار المنهاج الأول ... وكان متمسكا بآثار السلف ومتمكنا من العقل والعلم والحلم ، فنشر ما كان عليه السلف وثبت فى المحنة ولم يأت من عنده بشيء ولم يعول إلا

__________________

(١) المصدران السابقان.

(٢) ت / بغداد : ٩ / ٣٧٥ ، مناقب الإمام أحمد ص : ٢٤٨.

(٣) سير أعلام النبلاء : ١١ / ٢٤٣. ومحنة أحمد بن حنبل لحنبل بن إسحاق ص : ٤٠.

(٤) المستدرك للحاكم : ٣ / ١٥٧.

(٥) العدة فى أصول الفقه للقاضى أبى يعلى : ٣ / ٩٦٣.

(٦) المعجم المفهرس لابن حجر : ١ / ١٠٦.

(٧) لعله الكتاب المتداول المعروف.

(٨) سير أعلام النبلاء : ١١ / ٣٣٠.

١٨

على السنن الثابتة ، وإنما عرف المذهب به لتفرده بالقيام فى وقته وسكوت أترابه عن ذلك ، إما لخوف البعض أو عرفانا من الآخرين بأنه أولاهم بما قام به لتقدمه عليهم فى خصال الخير ، وظهر تقدمه فى العلوم التى ذكرناها فهو إمام مقتدى به (١).

ويقول ابن تيمية : إن الإمام أحمد صار مثلا سائرا يضرب به المثل فى المحنة والصبر على الحق ، وإنه لم تكن تأخذه فى الله لومة لائم ، حتى صار اسم الإمام مقرونا باسمه فى لسان كل أحد فيقال : قال الإمام أحمد. هذا مذهب الإمام أحمد لقوله تعالى (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) (٢) فإنه أعطى من الصبر واليقين ما يستحق به الإمامة فى الدين. وقد تداوله ثلاثة خلفاء مسلطون من شرق الأرض إلى غربها ، ومعهم من العلماء المتكلمين والقضاة والوزراء والسعاة والأمراء والولاة من لا يحصيهم إلا الله فبعضهم بالحبس وبعضهم بالتهديد الشديد بالقتل وغيره ، وبعضهم بالتشريد والنفى ... وهو مع ذلك لم يعطهم كلمة واحدة مما طلبوه منه وما رجع عما جاء به الكتاب والسنة ولا كتم العلم ، ولا استعمل التقية (٣) بل أظهر من سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وآثاره ودفع من البدع المخالفة لذلك ما لم يتأت مثله لعالم من نظرائه وإخوانه المتقدمين والمتأخرين (٤).

ويقول فى موضع آخر : وصار الإمام أحمد علما لأهل السنة الجائين بعده من جميع الطوائف : كلهم يوافقه فى جمل أقواله وأصول مذاهبه ، لأنه حفظ على الأمة الإيمان الموروث والأصول النبوية ممن أراد أن يحرفها ويبدلها (٥).

__________________

(١) الرد على من أنكر الحرف والصوت (ق : ٤٩).

(٢) سورة السجدة / آية : ٢٤.

(٣) قال لعمه إسحاق لما أراده عليها وهو فى السجن : يا عم إذا أجاب العالم تقية والجاهل يجهل فمتى نتبين الحق. محنة أحمد لحنبل بن إسحاق ص : ٤١.

(٤) مجموع الفتاوى : ١٢ / ٤٣٩.

(٥) المصدر نفسه.

١٩

وفاته :

بعد حياة حافلة بطلب العلم ونشره ومناصرة عقيدة السلف والدفاع عنها وافاه الأجل يوم الجمعة فى الثانى عشر من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين وله سبع وسبعون سنة ـ رحمه‌الله ـ وجزاه عما قدمه من نصرة الدين خير الجزاء.

ولا بد لى أن أشير هنا إلى أن ما سطرته فى هذه الوريقات لا يمثل الجوانب المتعددة فى حياة هذا الإمام وما ذكرت إلا غيضا من فيض ، فالإمام أحمد علم من أعلام المسلمين اهتم به العلماء والمؤرخون قديما وحديثا ، وكتبوا عنه حتى إن البعض منهم صنف فى هذا كتبا مستقلة كما فعل ابن الجوزى فى كتابه «مناقب الإمام أحمد». وكذا ألف البيهقى (١) والهروى (٢) كتابين بهذا الاسم.

وللسعدى (٣) «الجوهر المحصل فى مناقب الإمام أحمد» وقد طبع ، وذكر فؤاد سزكين لتقى الدين المقريزى (ت : ٨٤٥ ه‍) «مناقب أحمد» وقال ربما كان مختصرا من كتاب المقفى للمقريزى (٤) ـ ليدن : ١١٠٣.

كما خصصت مؤلفات فى محنته ، ومنها :

«ذكر محنة أحمد لحنبل بن إسحاق» وهو مطبوع ، ومحنة إمام أهل السنة للمقدسى وقد طبع حديثا ، وامتحان أحمد مع أمير المؤمنين لأبى طاهر إبراهيم ابن أحمد بن يوسف القرشى كتبه قبل ٦٦٩ (٥). وله نسخه مصورة فى مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية.

__________________

(١) ستأتى ترجمته ص : ٥٣ م. والكتاب ذكر فى مجموع الفتاوى لابن تيمية : ٨ / ٣٨٤. وذكره فؤاد سزكين فى تاريخ التراث العربى : ٢ / ١٩٨ وقال : وصلت إلينا منه قطعة كبيرة فى كتاب البداية والنهاية : ١٠ / ٣٢٩ ـ ٣٣٥.

(٢) هو : عبد الله بن محمد الأنصارى وقد ذكر مصنفه هذا ابن تيمية فى مجموع الفتاوى : ٦ / ١٧٧.

والذهبى فى السير : ١٨ / ٥١٠.

(٣) هو : بدر الدين ، محمد بن محمد بن أبى بكر السعدى. المتوفى سنة ٩٠٠ ه‍. انظر معجم المؤلفين : ١١ / ١٩٩.

(٤) تاريخ التراث العربى : ٢ / ١٩٨.

(٥) نفس المصدر.

٢٠