رسائل الشريف المرتضى - ج ٤

علي بن الحسين الموسوي العلوي [ الشريف المرتضى علم الهدى ]

رسائل الشريف المرتضى - ج ٤

المؤلف:

علي بن الحسين الموسوي العلوي [ الشريف المرتضى علم الهدى ]


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار القرآن الكريم
المطبعة: مطبعة الخيام
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠
١
٢

٣
٤

٥
٦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى وعترته الطاهرين.

٧
٨

في هذه المجموعة

جوابات المسائل المصريات........................................................ ١٤

جوابات المسائل الواسطيات...................................................... ٣٧

المسائل الرملية.................................................................. ٤٥

شرح القصيدة المذهبة........................................................... ٥١

الشهاب في الشيب والشباب................................................... ١٤١

مسألة في معجزات الانبياء عليهم السلام......................................... ٢٧٧

مسألة في نكاح المتعة.......................................................... ٣٠٠

نقد النيسابوري في تقيسمه للاعراض............................................ ٣٠٧

مسائل شتىي................................................................. ٣١٧

٩
١٠

تقديم

صدر بإشرافي في سنة ١٤٠٥ ثلاثة مجاميع من رسائل الشريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي المتوفى سنة ٤٣٦ ، تلقاها العلماء والمعنيون بتراث المرتضى بعين الرضا وأقبلوا عليها إقبالا كان مشجعا لنا للسعي في جمع بقيتها وطبعها كأخواتها في مجاميع أخرى.

وتكرر الطلب منهم عامة ومن سماحة سيدنا المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني ـ مد الله تعالى ظله الوارف على رؤوس المسلمين ـ خاصة ، فكانوا يلحون علي في كل فرصة كنت التقي بهم في إصدار ما بقي منها. وبالرغم من شعوري بضرورة إكمال العمل ونشر بقية الرسائل بين الملأ العلمي ، كانت العوائق المتوالية والأعمال المتراكمة تمنعني من إنجاز هذه الأمنية العلمية وترجئها إلى فرص آتية.

وقبل شهور عثرت على مصورة لمجموعة مخطوطة كانت في مكتبة صديقنا العلامة السيد محمد الموسوي الجزائري ـ حفظه الله وأبقاه ـ ضمت عددا من رسائل المرتضى مطبوعة ومخطوطة وبعض رسائل لعلماء آخرين. وعند الاطلاع

١١

على هذه المصورة رأيت التأخير في إصدار المجموعة الرابعة غير وجيه والمبادرة إلى إخراجها فرض علمي لا يمكن التخلي عنه ، فعزمت ـ بحول الله تعالى ـ على نسخ ما لم يطبع منها وإعدادها للنشر.

وتم العمل بالشكل الذي يراه القارئ الكريم بين يديه.

* * *

في هذه المجموعة الرابعة نجد الموضوعات التالية :

١ ـ جوابات المسائل المصريات. وهي المسائل الواردة من النيل ، وجد منها من المسألة السادسة إلى السابعة والعشرين.

٢ ـ جوابات المسائل الواسطيات. وجد منها المسألة الخامسة إلى المسألة الثانية عشر.

٣ ـ المسائل الرملية. وهي مسائل مبعثرة وجد منها مسألتان فقط.

٤ ـ شرح القصيدة المذهبة. وهي القصيدة البائية المعروفة في مدح الإمام

أمير المؤمنين عليه السلام أنشأها إسماعيل بن محمد الحميري الملقب بالسيد.

وكان الشرح قد طبع في بيروت سنة ١٩٧٠ بتحقيق محمد الخطيب.

٥ ـ الشهاب في الشيب والشباب. وهو كتيب جمع شعر أبي تمام والبحتري والشريف الرضي والشريف المرتضى في الشيب والشباب وشرح ما يحتاج منه إلى شرح. طبع بمطبعة الجوائب سنة ١٣٠٢.

٦ ـ مسألة في معجزات الأنبياء عليهم السلام. ونظن أنها مستلة من بعض كتب المرتضى الكلامية.

٧ ـ مسألة في نكاح المتعة. وهو جواب ممتاز مختصر على من منع المتعة من طريق القياس.

١٢

٨ ـ نقد النيسابوري في تقسيمه للأعراض. تتميم للتقسيمات التي عملها أبو رشيد سعيد بن محمد النيسابوري المعتزلي للأعراض ، وكان قد أخل ببعض ما ينبغي أن يذكره في تقسيماته.

٩ ـ مسائل شتى. وهي مسائل مختلفة كلامية وفقهية وغيرها بعضها مؤرخ وبعضها غير مؤرخ ، كتبت جوابا على أسئلة كانت ترد على الشريف المرتضى من مختلف البلدان الإسلامية.

* * *

أما مجموعة السيد الجزائري المشار إليها ، فهي مكتوبة على الأكثر في القرن الحادي عشر الهجري ، وكان يشيع فيها التحريفات والأخطاء ، شأن المخطوطات التي ينسخها أناس لا يمتون إلى العلم بصلة ولا يعرفون ماذا يكتبون من الألفاظ والجمل.

وقد تداركنا الأخطاء بالقدر الممكن مع الإشارة إلى الأصل في الهوامش ، وبقيت ألفاظ لم نهتد إلى صوابها يجدها القارئ مشارا إليها بلفظة (كذا). أما الأخطاء في التذكير والتأنيث وجعل التاء ياء وبالعكس ، فلا تخلو صفحة من صحائف المجموعة من عدد غير قليل منها ، رأينا تلافيها من دون الإشارة إليها لئلا نثقل على القارئ ونتلف وقته فيما لا يعنيه ولم نجد فيها فائدة كبيرة.

هذا ، ونحن نعتقد أن عملنا الذي قمنا به تجاه آثار المرتضى إنما هو خطوة تعبد للمحققين طريقهم وتيسر تحقيق تلك الآثار إذا شاؤوا العمل فيها ، وهو ليس إلا نسخ فني يوفر لهم الوقت والجهد.

ويجب أن نشكر في هذه الفرصة القصيرة سماحة السيد الكلبايكاني الذي أولى هذه المجاميع عنايته الخاصة وكرر علي الأمر ـ كما قلت ـ في التسرع إلى

١٣

إخراجها ، ولولا عنايته الخاصة واهتمامه الأكيد لكان هذا الأثر العلمي مطمورا في زوايا الخمول والنسيان يعلوه التراب ، كآلاف من تراثنا الذي لا نعرف عنه إلا الأقل من القليل.

والله تعالى هو المسؤول أن يهدينا إلى طريق الحق والصراط المستقيم ويرشدنا إلى ما فيه الخير والصواب ، فإنه خير مسؤول وهاد.

قم : ربيع المولود ١٤١٠ ه‍

السيد أحمد الحسيني

١٤

(جوابات المسائل المصريات)

١٥
١٦

بسم الله الرحمن الرحيم

ما وجد من المسائل الواردة من النيل وجوابها سوى ما شذ منها :

المسألة السادسة

[الحوادث لا يمكن حدوثها إلا بمحدث]

قوله [زيد] بهاؤه :

إن حشرات الأرض والبراغيث حوادث لا محدث لها ، من أي طريقة قال (١) وإلى أي شئ ذهب وما يقبل منهما ، والعمل (٢) والصبيان أيضا بغير ذنب له عوض أم لا ، وإن كان ليس له عوض فما بال غيره؟

(الجواب) وبالله التوفيق :

إنه رأى استحالة حدوثها هنا (لتعذر) فعل الأجسام (ويليه) (٣) الحياة علينا وخفي عليه

__________________

(١) في الأصل " قالوا " وصححناه بقرينة ما سيأتي.

(٢) كذا في الأصل.

(٣) كذا في الأصل.

١٧

وجه الحكمة والمصلحة في وقوعها من القديم تعالى فقال : لا يصح وقوعها منه ، فلما رأى تعذر وقوعها من الفاعل المحدث وقد ثبت حدوثها قال : إنها حوادث لا محدث لها. ولو علم وجه الحكمة لأضافها إلى القديم تعالى.

فأما العوض فهو ثابت فيما يدخل عليها من الآلام كما يستحقه غيرها من المؤلمات ، والدليل على ثبوت العوض في الموضعين واحد.

المسألة السابعة

(في الرعد والبرق والغيم)

ما هو قوله تعالى (وينزل من السماء من جبال فيها من برد) (١) وهل هنا برد أم لا؟

(الجواب) وبالله التوفيق :

إن الغيم جسم كثيف ، وهو مشاهد لا يمكن الشك فيه.

وأما الرعد والبرق فقد روي أنهما ملكان (٢).

والذي نقوله هو : إن الرعد صوت من اصطكاك أجرام السحاب ، والبرق يبعد (٣) أيضا من تصادمهما (٤).

وقوله (من جبال فيها من برد) لا شبهة فيه أنه كلام الله تعالى ، وأنه لا يمتنع أن يكون جبال البرد مخلوقة حال ما ينزل البرد.

__________________

(١) سورة النور : ٤٣.

(٢) أنظر : بحار الأنوار ٥٩ / ٣٧٨.

(٣) كذا في النسخة ، ولعل الصحيح : يحدث.

(٤) في الأصل " من تصادقهما ".

١٨

المسألة الثامنة

[الدليل على حياة الفاعل]

إذا كان الفاعل لا يكون إلا حيا فما ينكر ألا يكون إلا جسما.

(الجواب) وبالله التوفيق :

إن الفاعل ٠ إلا قادرا ، وكون الحي حيا يصح أن يكون قادرا ، فمن هذا الوجه [يصح] (١) أن يكون الفاعل حيا. وليس كونه جسما مصححا لكونه فاعلا ولا قادرا ، فلا يجب ذلك فيه.

والفاعل منا إنما احتاج إلى كونه جسما لأنه قادر بقدرة وحي بحياة ، وللقدرة والحياة تأثير في محلهما ، فيصير محلهما آلة في فعله. فمن هو قادر لا بقدرة وحي لا بحياة ولا يحتاج إلى ذلك معارف (٢) كونه جسما لكونه حيا.

المسألة التاسعة

[تعقل من لا مثل له ولا ضد]

فإن قيل : كيف يعقل من لا مثل له ولا ضد.

(الجواب) وبالله التوفيق :

إن إثبات المثل والضد والخلاف تابع للدليل ، وإن كان إثبات مخالف

__________________

(١) زيادة منا لاستقامة الكلام.

(٢) كذا في النسخة.

١٩

للذات لا بد منه ، لأن تميزها من غيرها نفسها [٠ ٠ ٠] (١) ، إلا أنه يكفي أن يعلم أن لها مخالفا (٢) على جهة الجملة ، فأما إثبات ضد ومثل فمنه بدأ ويجوز أن يكون ويجوز أن لا يكون بحسب الدليل.

والقدر التي يتقدر بها لا مثل لواحدها ، لأنه لا يصح أن تتعلق قدرتان بمقدور واحد.

وإذا كان الدليل قد دل على أن القديم تعالى لا مثل له ولا ضد له ـ بما بيناه في موضعه ـ وجب أن نقول به وعجب (٣) فيما دل الدليل عليه.

المسألة العاشرة

[تعقل فاعل من دون لمس]

فإن قيل : كيف يعقل فاعل (٤) من غير ملامسة ولا اتصال.

(الجواب) وبالله التوفيق :

إن الفاعل إنما يحتاج فيما كونه فاعلا إلى ما يصح الفعل من كونه قادرا وما يجري مجراه ، وليس الملامسة والاتصال من ذلك في شئ. وقد بيناه أنه إنما يحتاج إلى الجسمية فبينا (٥) لأجل القدرة والحياة فصار محلهما آلة في استعمالهما ، فاحتيج إلى الاتصال في الملامسة لأجل استعمال القدرة والحياة ، فمن هو حي لا بحياة لا يحتاج إلى ذلك.

__________________

(١) بياض في الأصل.

(٢) في الأصل " مخالف ".

(٣) كذا في النسخة.

(٤) في الأصل " فاعلا ".

(٥) كذا في النسخة.

٢٠