تراثنا ـ العددان [ 83 و 84 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 83 و 84 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢

١

تراثنا

صاحب الامتياز:

مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث

المدير المسؤول :

السيّد جواد الشهرستاني

العددان الثالث والرابع [٨٣ ـ ٨٤]

السنة الحادية والعشرون

محتويات العدد

* شذرات من كتب مفقودة لمحمّد بن بحر الرُّهني الكرماني

...................................................... الشيخ رسول جعفريان ٧

* ضروريات الدين والمذهب.

.............................................. الشيخ محمّد هادي آل راضي ٩٣

* النظرية الأُصولية ... نشوؤها وتطوّرها (٢).

.................................................... السيّد زهير الأعرجي ١٨٤

* القوافي اللّامعة في الزيارة الجامعة.

................................................. السيد محمّد علي الحكيم ٢٥٩

* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (١٩).

............................................. السيّد عبد العزيز الطباطبائي ٣٠٨

٢

الرجب ـ ذوالحجّة

١٤٢٦ هـ

* من المخطوطات العربية في مكتبة المتحف البريطاني / لندن (١).

................................................ الشيخ محمّد مهدي نجف ٣٣٨

* مصطلحات نحوية (٢٨).

.................................................. السيّد علي حسن مطر ٣٦٤

* من ذخائر التراث

فكرة عن جمع القرآن ـ للفقيه المرجع السيّد أبو القاسم الخوئي.

......................................... تحقيق : علي جلال باقر الداقوقي ٣٧٧

* من أنباء التراث

........................................................... هيئة التحرير ٤٤٢

*صورة الغلاف : من مخطوطة (القوانين المحكمة في الأصول) للميرزا أبو القاسم بن محمّد حسن الجيلاني القمّي ، المولود بين ١١٥٠ ـ ١١٥٣ هـ ، والمتوفّى بين ١٢٣١ ـ ١٢٣٣ هـ ، تقوم مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث بتحقيقه.

٣
٤

٥
٦

شذرات من كتب مفقودة

لمحمّـد بن بحر الرُّهني الكرماني

(العالم الشيعي في القرن الرابع الهجري)

الشيخ رسول جعفريان

بسـم الله الرحمن الرحيـم

نسبه :

هو أبو الحسين محمّـد بن بحر بن سهل الشيباني الرُّهني السجستاني الكرماني ، العالم الشيعي المؤرّخ ، والجغرافي الفقيه المتكلّم ، ساكن رُهْنة من نواحي نرماشير ، وهي من نواحي كرمان ، وكرمان جزء من سجستان في القرون الأولى الهجرية.

والمؤلّف عربي من قبيلة بني شيبان ، وهم كسائر المهاجرين جاءوا بعد الفتوحات إلى النواحي المفتوحة وسكنوها. وقد ألّف كتاباً في سكنى القبائل العربية في النواحي المفتوحة بعنوان : «نحل العرب» ، سنتعرّض إليه.

أقوال علماء الرجال فيه :

نذكرها حسب الترتيب الزمني :

٧

قال الكشّي : محمّـد بن بحر الكرماني الدهني (كذا) النرماشيري (١).

قال الطوسي : محمّـد بن بحر الرُّهني من أهل سجستان (٢).

قال النجاشي : أبو الحسين الشيباني ساكن نرماشير من أرض كرمان (٣).

قال ياقوت : محمّـد بن بحر الرُّهني أبو الحسين الشيباني ، والرُّهني بالراء المهملة والنون ، منسوب إلى رهنة ، قرية من قرى كرمان ، وكان يسكن نرماسير من أرض كرمان ، وهو يكنّى أبا الحسين ، شيباني الأصل (٤).

وقال في البلدان ذيل «رهنة» : «محمّـد بن بحـر يكنّى أبا حسن (كذا) الرُّهني».

قال العلاّمة : «محمّـد بن بحر ـ بالباء المنقوطة تحتها نقطة ـ الرُّهني ـ بالراء المضمومة والهاء الساكنة والنون ـ ، أبو الحسين الشيباني ، ساكن ترماشير (كذا) من أرض كرمان» (٥).

قال الصَفَدي : «أبو الحسين الرُّهني محمّـد بن بحر أبو الحسين الرُّهني بالراء والنون ، نسبة إلى رهنة قرية من قرى كرمان ، وهو شيباني معروف بالفضل والفقه» (٦).

قال ابن حجر (عن تاريخ الري لمنتجب الدين وغيرها) : محمّـد بن

__________________

(١) رجال الكشي : ١٤٧.

(٢) الفهرست للطوسي : ١٣٢.

(٣) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤.

(٤) معجم الأدباء ١٨ / ٣١.

(٥) إيضاح الاشتباه : ٢٩٠.

(٦) الوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٤.

٨

بحر السيستاني السجستاني (١).

والظاهر أنّ الأكثر على أنّ كنيته أبو الحسين ولا يصحّ أبو الحسن. وأنّ بلده نرماشير أو نرماسير لا ترماسير أو ترماشير ؛ وتأكيد الحلّي على صحّة «ترماسير» في الإيضاح (٢) غير مقبول. كما أنّ لقبه الرُّهني ؛ لأنّه منسوب إلى رُهْنة من قرى كرمان كما صرّح به ياقوت ، و «الدهني» تصحيف وغلط.

مشايخه :

أحمد بن محمّـد بن كيسان النحوي. قال محمّـد بن بحر : سمعت أحمد بن محمّـد بن كيسان النحوي وأنا أقرأ عليه كتاب سيبويه (٣).

ابن سهيل بن عبـد الله بن مطر. قال ابن حجر : «وكان سمع ابن سهيل بن عبد الله بن مطر» (٤).

وروى أيضاً عن بشر بن سليمان النخّاس في سنة ٢٨٦ خبراً رواه الصدوق والشيخ.

وروى عن أحمد بن مسرور كما في خبر الصدوق الآتي الذكر في كمال الدين.

وروى أيضاً عن أحمد بن حارث روايتين.

__________________

(١) لسان الميزان ٥ / ٧٣٦.

(٢) إيضاح الاشتباه : ٢٩٠.

(٣) معجم الأدباء ١٨ / ٣٢.

(٤) لسان الميزان ٥ / ٧٣٦.

٩

وروى عن عبـد الرحمن بن أحمد الذهلي رواية ذكرها الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه.

وروى أيضاً عن ثعلب عن ابن الأعرابي في معنى العترة.

أبو العباس الجزري كما في سند رواية ذكرها الصدوق في العيون (١).

الرواة عنه :

روى عنه أبو العبّاس أحمد بن علي بن العبّاس بن نوح. ذكره النجاشي ، وقال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن علي بن العبّاس بن نوح ، حدّثنا محمّـد بن بحر بسائر كتبه ورواياته (٢). وذكره أيضاً في ترجمة حسين بن سعيد الأهوازي وفيه : إنّ الحسين بن علي بن سفيان البزوفري كتب إليه في سنة ٣٥٢ فهو ـ أي أبو العبّاس أحمد بن علي ـ في هذه السنة كان بالغاً عالماً. ومات قبل سنة ٤٢٣ كما نبّه عليه العلاّمة الطهراني (٣) ، فراجع بشأنه مشيخة النجاشي (٤).

وروى عنه الخطابي المعروف ، قال ابن حجر : «روى عنه الخطّابي في غرائب الحديث» (٥).

وروى عنه في شأنه : أيضاً أحمد بن طاهر القمّي كما في رواية ذكرها الصدوق.

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ٢ / ٨٨.

(٢) رجال النجاشي : ٣٨٤.

(٣) النابس : ٢٠.

(٤) مشيخة النجاشي : ١٠٦.

(٥) لسان الميزان ٥ / ٧٣٦.

١٠

وروى عنه أيضاً أبو مفضّل الشيباني أحاديث.

وروى عنه أبو شجاع فارس بن سليمان (١).

طبقته :

قال الطهراني ـ بعد نقل رواية أحمد بن علي بن عبّاس عنه ـ : «إنّه كان في طبقة الشيخ الصدوق المتوفّى سنة ٣٨١» (٢).

ولكن هذا مخالف لما قاله ابن حجر من أنّه مات قبل الثلاثين والثلاثمائة (٣) ، ومخالف لما قاله الطهراني في موضع آخر من أنّ محمّـد بن بحر توفّي سنة ٣٤٠ (٤) ، ومخالف لما قاله الرُّهني : «وردت كربلاء سنة ستّ وثمانين ومئتين (٥). والصدوق ينقل عن آثاره ولا يروي عنه نفسه ، كما أنّ المؤلّف نفسه لم يرو عن الأئمّة عليهم‌السلام ، ممّا يدلّ على أنّه كان يعيش في فترة الغيبة الصغرى ، وهو معاصر للشيخ الجليل الكليني رحمه‌الله (ت ٣٢٨ أو ٣٢٩ هـ).

وكتب أبو القاسم أحمد بن علي الكوفي (ت ٣٥٢ هـ ؛ صاحب كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة) كتاباً في الردّ على الرُّهني بعنوان : الردّ على محمّـد بن بحر الرُّهني (٦). وهذا يعني أنّه كان قبل ذلك عالماً مشهوراً.

__________________

(١) معجم رجال الحديث ١٦ / ١٣٢.

(٢) الذريعة ١ / ٨٠.

(٣) لسان الميزان ٥ / ٧٣٦.

(٤) الذريعة ٥ / ٤٤.

(٥) كمال الدين ٢ / ٢١٤.

(٦) رجال النجاشي : ٢٦٦ رقم ٦٩١.

١١

فضله وعلمه :

ذكر الطوسي وغيره أنّ الرُّهني ألّف أكثر من خمسمائة مصنَّف أو رسالة ، وهذا يدلّ على فضله وسعة علمه ، وآثاره كانت موجودة في بلاد خراسان قبل غزو المغول ، ولكن من المؤسف جدّاً هو أنّنا لم نعثر على شيء من مؤلّفاته غير كتابه القلائد الذي كان موجوداً في خراسان عند السيّد صفي الدين محمّـد بن معد الموسوي ، وكتب خبره إلى العلاّمة الحلّي ؛ وكتاب القلائد أيضاً في زماننا مفقود.

كانت له مؤلّفات في الأدب والتاريخ والأنساب والجغرافياء والتفسير والكلام ، ووصفه الشيخ بأنّه كان عالماً متكلّماً ، كما أنّ ياقوت استفاد كثيراً من بعض مؤلّفاته.

قال ياقوت : محمّـد بن بحر الرُّهني أبو الحسين الشيباني ... معروف بالفضل والفقه. قال شيخنا رشيد الدين (١) : كان لِقناً (٢) حافظاً يذاكر بثمانية آلاف حديث ، غير أنّه كثر حفظه وتتبّع الغرائب فعمّر ، ومن طلب غرائب الحديث كذب.

قال : ووقفت على كتابه البدع فما أنكرت فيه شيئاً وعند الله علمه ، وكان عالماً بالأنساب وأخبار الناس ، شيعي المذهب غالياً فيه ، له تصانيف

__________________

(١) «رشيد الدين» مجهول ، ويفهم من سياق العبارات أنّ الصفحة التي وردت في شرح حاله موجـودة في معجم الأدباء نقلاً عن «النحاس في كتابة» ، ويفهم منها أيضاً أنّ رشيد الدين إمّا من مشايخه أو هو من نقل عنه النحّاس ما يختصّ بالرُّهني. وإنّ «رشيد الدين» ينصرف إطلاقه إلى ابن شهر آشوب.

(٢) سريع الفهم.

١٢

في أخبار الشيعة (١).

وقال ياقوت أيضاً : محمّـد بن بحر يكنّى أبا حسن (كذا) الرُّهني ، أحد الأدباء العلماء ، قرأ على ابن كيسان كتاب سيبويه ، وروى كثيراً من أحاديث الشيعة ، وله في مقالاتهم تصانيف (٢).

قال العلاّمة : وجدت بخطّ السيّد السعيد صفي الدين محمّـد بن معد : هذا الكتاب ـ أي القلائد ـ عندي ، وقع إليّ من خراسان ، وهو كتاب جيّد مفيد (٣) وفيه غرائب ، ورأيت مجلّداً فيه كتاب النكاح ، حسن بالغ في معناه ، ورأيت أجزاء مقطّعة وعليها خطّه إجازةً لبعض من قرأ الكتاب عليه يتضمّن الفقه والخلاف والوفاق (٤).

وقال ابن حجر : ذكره ابن بابويه منتجب الدين صاحب الفهرست ت ح ٦٠٠ في تاريخ الريّ وقال : شيخٌ من شيوخ السنّة يكنّى أبا الحسين ، وكان من علمائهم ، وله تصانيف بخراسان ، وكان مليناً؟ عندهم ، وسكن بعض قرى كرمان. وقال ابن بابويه : وقيل كان في مذهبه غلوّ وارتفاع ؛ وكان قويّاً في الأدب واللغة روى عنه الخطّابي في غريب الحديث ، وكان سمع ابن سُهَيل بن عبد الله بن مطر ، ومات قبل الثلاثين والثلاث مائة (٥).

يبدو أنّ ابن حجر نقل نصّ عبارة منتجب الدين ، وعلى كلّ حال فتعبيره : «من شيوخ السنة» لا يعني أنّه من أهل السنّة ، ومن المسلم به فإنّ

__________________

(١) معجم الأدباء ٦ / ٢٤٣٥ (طبع إحسان عباس).

(٢) معجم البلدان ، ذيل عنوان رهنة.

(٣) في ف ٢ : وقع إليّ من كتبه كتاب مقدّمات القرآن وهو كتاب جيد.

(٤) إيضاح الاشتباه : ٢٩٠.

(٥) لسان الميزان ٥ / ٧٣٦ تاريخ الري لمنتجب الدين كان قد حصل عليه ابن حجر ونقل عنه كثيراً.

١٣

منتجب الدين كان على اطلاع بأحواله ونسبة الغلوّ إليه تؤكّد على أنّ اسمه قد ورد في المصادر الرجاليّة الشيعيّة.

محمّـد بن بحر والغلوّ :

والرجل مع علمه وفضله ، متّهم بالغلوّ من قِبَلِ ابن الغضائري.

قال الكشّي : «حدّثني أبو الحسن (كذا) محمّـد بن بحر الكرماني الدهني (كذا) النرماشيري ، قال : وكان من الغلاة الحنقين (١). وقال أيضاً : محمّـد بن بحر هذا غال ، وفضالة ليس من رجال يعقوب وهذا الحديث مزاد فيه مغيّر عن وجهه» (٢).

وهذا بعد نقل رواية عنه في ذمّ زرارة ، والرواية منكرة جدّاً ، ومع ذلك فإنّ النجاشي قال : «قال بعض أصحابنا : إنّه كان في مذهبه ارتفاع ، وحديثه قريب من السلامة ، ولا أدري من أين قيل ذلك» (٣).

وهذا يعني أنّه لم يقبل غلوّ الرُّهني.

وقد أشار ياقوت إلى هذه العبارة حيث قال : «قال ابن النحّاس في كتابه : قال بعض أصحابنا : إنّه كان في مذهبه ارتفاع ، وحديثه قريب من السلامة ، وما أدري من أين قيل» (٤). فكلام ابن النحّاس مأخوذ من النجاشي كما هو ظاهر.

قال الطوسي : «محمّـد بن بحر الرُّهني من أهل سجستان ، كان متكلّماً

__________________

(١) الحنق بالفتح والكسر شدّة الاغتياظ ، والحَنِقُ : المغتاظ.

(٢) رجال الكشي : ١٤٧ ـ ١٤٨ رقم ٢٣٥.

(٣) رجال النجاشي : ٣٨٤.

(٤) معجم الأُدباء ١٨ / ٣١.

١٤

عالماً بالأخبار فقيهاً إلاّ أنّه متّهم بالغلوّ» (١).

وقال أيضاً : «محمّـد بن بحر الرُّهني يُرمى بالتفويض» (٢).

قال العلاّمة : «وقال ابن الغضائري : إنّه ضعيف ، في مذهبه ارتفاع ، والذي أراه التوقّف في حديثه» (٣).

قال ابن شهرآشوب : «أبو الحسين بن بحر الرُّهني السجستاني المتكلّم ، يتّهم بالغلوّ» (٤).

وقال منتجب الدين في تاريخ الريّ : قيل : وكان في مذهبه غلوّ وارتفاع ، وكان قويّاً في الأدب واللغة (٥).

فعلى هذا فإنّ اتّهامه بالغلوّ كان مشهوراً عند الرجاليّين ، وإن كان الأصل في ذلك يرجع إلى ابن الغضائري ، وعند التدقيق فيما بقي من مصنّفاته يتبيّن ـ باحتمال ـ أنّ الاتّهام ناشئ عمّا نقل عنه الصدوق في تفضيله الأنبياء والأئمّة على الملائكة ، وهذا كاف عند بعض الشيعة المعتدلة للغلوّ ، ولكنّ القول بالاتّحاد والحلول لم يُذكر عنه أصلا ، والمهمّ أنّ النجاشي أظهر الترديد في هذا الاتّهام ، فراجع عبارته في الرجل.

مؤلّفاته :

محمّـد بن بحر الرُّهني : أحد كتّاب الاماميّة في أواسط القرن الرابع الهجري ، كان كثير التأليف. وإنّ آثاره العلميّة خير شاهد على أنّه كان عالماً

__________________

(١) الفهرست للطوسي : ٢٠٨ رقم ٥٩٨.

(٢) رجال الطوسي : ٤٤٧ رقم ٦٣٥٦.

(٣) رجال العلاّمة : ٢٥٢.

(٤) معالم العلماء : ٩٦.

(٥) لسان الميزان ٥ / ٨٩.

١٥

دينياً محدّثاً ومتكلّماً من جانب ، ومن جانب آخر يعدّ أديباً وعالماً لامعاً في الجغرافياء ، وتواجده في منطقة «رهنة» التابعة لكرمان تدلّ على أنّ جذور التشيّع كانت قويّة في هذه البلدة.

قال الطوسي : «له نحو من خمسمائة مصنّف ورسالة ، وكتبه موجودة ، أكثرها بخراسان ، فمن كتبه : الفرق بين الآل والأُمّة ، وكتاب القلائد» (١).

وقال ابن شهرآشوب : «له نحو من خمسمائة مصنّف ورسالة ، وكتبه بخراسان» (٢).

وبعد الاستقصاء الدقيق والاستقراء العميق وقفنا على جملة من مؤلّفاته ، والتي منها :

١ ـ القلائد.

قال النجاشي : «كتاب القلائد ، فيه كلام على مسائل الخلاف بيننا وبين المخالفين» (٣).

وقال السيّد السعيد صفي الدين محمّـد بن معد : «هذا الكتاب عندي ، وقع إليّ من خراسان ، وهو كتاب جيّد مفيد (٤) وفيه غرائب ، ورأيت مجلّداً فيه كتاب النكاح ، حسن بالغ في معناه ، ورأيت أجزاء مقطّعة وعليها خطّه إجازة لبعض من قرأ الكتاب عليه يتضمّن الفقه والخلاف والوفاق ، وظاهر

__________________

(١) الفهرست للطوسي : ١٣٢.

(٢) معالم العلماء : ٩٦ وقد ذكر له في الصفحة نفسها كتبه المدرجة في المتن بتسلسل : ١٠ ، ١٢ ـ ٢٣.

(٣) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤ ، الفهرست للطوسي : ١٣٢ ، إيضاح الاشتباه : ٢٩٠ ، الذريعة ١٧ / ١٦٠ ، كشف الأستار : ٤١٦.

(٤) في ف ٢ : وقع إليّ من كتبه كتاب مقدّمات القرآن وهو كتاب جيّد.

١٦

الحال أنّ المجلّد الذي يتضمّن النكاح يكون أحد كتب هذا الكتاب الذي الأجزاء المذكورة منه ، ورأيت خطّ المذكور وهو خطّ جيّد مليح» (١).

٢ ـ كتاب البدع (٢).

قال ياقوت : قال شيخنا رشيد الدين : ... ووقفت على كتابه البدع فما أنكرت فيه شيئاً وعند الله علمه (٣).

٣ ـ كتاب البقاع (٤).

٤ ـ كتاب التقوى (٥).

٥ ـ كتاب الاتباع وترك المراء في القرآن (٦).

٦ ـ كتاب البرهان (٧).

٧ ـ كتاب الأوّل والعشرة (٨).

٨ ـ كتاب المتعة (٩).

٩ ـ الفرق بين الآل والأُمّة (١٠).

١٠ ـ البرهان السديد من عون المديد.

١١ ـ الطلاق.

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٢٩٠.

(٢) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤ ، الوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٤ ، الذريعة ٣ / ٧٠.

(٣) معجم الأدباء ٦ / ٢٤٣٥.

(٤) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤ ، الذريعة ٣ / ١٣٨.

(٥) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤ ، الذريعة ٤ / ٣٩٣.

(٦) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤ ، الذريعة ١ / ٨٠.

(٧) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤ ، الذريعة ٣ / ٩١.

(٨) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤ ، الذريعة ٢ / ٤٨١ كتاب الآل والعترة.

(٩) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤ ، الذريعة ١٩ / ٦٦.

(١٠) الفهرست للطوسي : ١٣٢.

١٧

١٢ ـ المبسوط في الصلاة.

١٣ ـ التكليف والتوظيف (١).

١٤ ـ إثبات الإمامة.

١٥ ـ الردّ على من أنكر الاثني عشر ومعجزاتهم.

١٦ ـ كتاب الحجّة في إبطاء القائم عليه‌السلام (٢).

١٧ ـ مجلس الرُّهني.

١٨ ـ المساواة والمقابلة.

١٩ ـ التلخيص في التفسير (٣).

٢٠ ـ المثل والسير والخراج.

٢١ ـ القواعد.

٢٢ ـ مرج البهاء وروض الضياء.

٢٣ ـ المناسك.

٢٤ ـ نحل العرب (٤).

قال ياقوت : «له تصانيف في أخبار الشيعة منها : كتاب سمّاه كتاب نحل العرب يذكر فيه تفرّق العرب في البلاد في الإسلام ، منهم من كان شيعيّاً ومنهم من كان خارجيّاً أو سنّياً ، فيحسن قوله في الشيعة ويقع فيمن

__________________

(١) معالم العلماء تصحيح عباس إقبال : ٨٦.

(٢) في طبعة إقبال : ٨٦ لم يذكر هذا الكتاب بعنوان مستقلّ بل بعنوان جزء من كتاب : الرّد على من أنكر ...

(٣) الذريعة ٤ / ٤١٩.

(٤) معجم الأدباء ٦ / ٢٤٣٥ ، الوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٤ ، الذريعة ٢٤ / ٨٣.

١٨

عداهم ، وقفت على جزء من هذا الكتاب ذكر فيه نحل أهل المشرق خاصّة من كرمان وسجستان وخراسان وطبرستان» (١).

٢٥ ـ الدلائل على نحل القبائل.

قال ياقوت : «وذكر فيه (٢) أنّ له تصنيفاً آخر سمّاه كتاب الدلائل على نحل القبائل» (٣).

٢٦ ـ مقدّمات القرآن.

قال السيّد صفيّ الدين محمّـد بن معد : وقع إليّ من كتبه كتاب مقدّمات القرآن وهو كتاب جيّد (٤) ، ونقل عنه ابن طاووس في سعد السعود : ٢٢٧ ـ ٢٢٩.

٢٧ ـ الفروق بين الأباطيل والحقوق (٥).

قال الصدوق : «قد ذكر محمّـد بن بحر الشيباني رضي‌الله‌عنه في كتابه المعروف بكتاب الفروق بين الأباطيل والحقوق في معنى موادعة الحسن بن علي بن أبي طالب لمعاوية ، فذكر سؤال سائل عن تفسير حديث يوسف ابن مازن الراسبي في هذا المعنى والجواب عنه ، وهو الذي رواه أبو بكر محمّـد بن الحسن بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ، قال : حدّثنا أبو طالب زيد بن أحزم ...».

__________________

(١) معجم الأدباء ٦ / ٢٤٣٥.

(٢) أي في كتاب نحل العرب.

(٣) معجم الأدباء ٦ / ٢٤٣٥ ، الوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٤ ، الذريعة ٨ / ٢٣٨ و ١٠ / ١٤٣.

(٤) إيضاح الاشتباه : ٢٩٠. وقد وردت هذه العبارة في هامش نسخة أُخرى من الإيضاح.

(٥) معالم العلماء ص ١١٦ ، علل الشرائع ١ / ٢٠٠ ، بحار الأنوار ١١ / ٢ عنه.

١٩

الموارد المنقولة من كتب محمّـد بن بحر:

ومن المؤسف أن نذكر أنّه لم يبق حتّى واحد من مصنّفات آثار الرُّهني مع كونها ـ كما قال الطوسي ـ قد قاربت الخمسمائة مصنّف أو رسالة ، ولكن هناك مقطوعات منها ، منقولة في كتب الصدوق والطوسي وياقوت.

ولإحياء هذا الرجل الشيعي والعالم البليغ والمحدّث والجغرافي المؤرّخ ، نذكر هذه المقطوعات ؛ لنعكس جانباً وضّاءً من التراث الشيعي اللامع ، ولبيان الدور الذي اضطلع به هذا العَلَم الهُمام ، لا سيّما وأنّه كان من متكلّمي الشيعة في القرنين الثالث والرابع الهجريّين ، ومن رواتهم في بعض المسائل الحسّاسة والمهمّة التي تتعلّق بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).

١ ـ ما أورده ياقوت في معجم الأُدباء حول الكتاب والمؤلّف.

ذكر ياقوت في معجم الأدباء أنّه رأى مجلّد من كتاب نحل العرب لمحمّـد بن بحر ، ذكر فيه نحل أهل المشرق خاصّة من كرمان وسجستان وخراسان وطبرستان ، ونقل عن الكتاب حكايتين.

ونقل أيضاً عن محمّـد بن بحر في معجم البلدان ذيل عناوين بعض بلاد سجستان وخراسان ، من دون أن يذكر اسم المصدر الذي نقل منه.

وإليك النصوص المنقولة عن كتاب أو كتب محمّـد بن بحر :

قال ياقوت في معجم الأُدباء ٦ / ٢٤٣٥ : ذكر فيه ـ أعني كتاب النحل ـ : أخبرني ابن المحتسب ببغداد في درب عبْدة بالحربية ، قال : أخبرنا أحمد

٢٠