عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ٣

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني

عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ٣

المؤلف:

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٣
الصفحات: ٢٨٧

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

المقصد الخامس في الامامة

الامام لطف يجب نصبه على الله تعالى تحصيلا للغرض والامامة هي الأصل الرابع في معتقدات الشيعة الامامية الاثني عشرية وهي أصل الخلاف بين الشيعة وسائر الطوائف الاسلامية.

تعريف الامامة :

تعتقد الشيعة الامامية الاثنا عشرية ان الامامة رئاسة الدين والدنيا ومنصب إلهي يختاره الله بسابق علمه ويأمر النبي (ص) بأن يدل الأمة عليه ويأمرهم باتباعه ، والامام حافظ الدين وتعاليمه من التغير والتبديل والتحريف ، وحيث ان الاسلام دين عام خالد كلّف به جميع عناصر البشر وتعاليمه فطرية أبدية أراد الله بقاءه إلى آخر الدنيا فلا بد ان ينصب الله إماما لحفظه في كل عصر وزمان لكي لا يتوجّهه نقض الغرض المستحيل على الحكيم تعالى ولأجل ذلك أمر الله نبيّه بأن ينصّ على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه‌السلام) بقوله (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ) إلى آخرها كما تقدم طرف منها في الجزء الثاني وان ينص على أحد عشر إماما من ولد علي (ع) ظاهرا مشهورا أو غائبا

٥

مستورا وهذه سنة الله في جميع الأزمان وفي جميع الأنبياء من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء صلى الله عليهم أجمعين ولأجله أيضا ذهبت الامامية إلى أن الأئمة كالأنبياء في وجوب عصمتهم عن جميع القبائح والفواحش من الصغر إلى الموت عمدا وسهوا لأنهم حفظة الشرع والقوامون به حالهم في ذلك كحال النبي (ص) لأن الحاجة إلى الإمام إنما هي الانتصاف للمظلوم من الظالم ورفع الفساد والفتن ولأنّ الإمام لطف يمنع القاصد من التعدي ويحمل الناس على فعل الطاعات واجتناب المحرمات ويقيم الحدود والفرائض ويؤاخذ ويعزّر الفسّاق من يستحق التعزير فلو جازت عليه المعصية وصدرت عنه انتفت هذه الفوائد.

الامام أفضل من رعيته :

قال العلامة يجب أن يكون الإمام أفضل من رعيته اتفقت الامامية الاثنا عشرية على ذلك وخالف فيه الجمهور فجوّزوا تقديم المفضول على الفاضل وخالفوا مقتضى العقل ونص الكتاب فإن العقل يقبح تقديم المفضول والقرآن نص على انكار ذلك فقال تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ، وقال تعالى (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) وكيف ينقاد الأعلم الازهد الاشرف حسبا ونسبا لأدون في ذلك كله.

ونقول إن رئاسة الإمام رئاسة دينية وزعامة إلهية ونيابة عن الرسول (ص) في أداء وظائفه فلا تحصل الغاية إلا أن يكون الإمام معصوما وأفضل من الرعية وإلا لجاز ان يكون الإمام كافرا أو منافقا أو أفسق الفاسقين.

٦

طريق تعين الامام :

ذهبت الامامية الاثنا عشرية كافة إلى أن الطريق إلى تعين الإمام أمران الأول النص من الله أو نبيّه أو إمام ثبتت إمامته بالنص عليه أو ظهور المعجزة على يده لأن شرط الامامة العصمة وهي من الأمور الخفيّة الباطنة التي لا يعلمها إلا الله تعالى وخالفت السنة في ذلك وأوجبوا طاعة أبي بكر على جميع الخلق من شرق الأرض إلى غربها باعتبار متابعة عمر ابن خطاب له برضى أربعة أبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وبشير بن سعد واسيد بن خضير لا غير فكيف بمن يؤمن بالله واليوم الآخر إيجاب اتباع من لم ينص الله عليه على جميع الخلق لأجل متابعة أربعة نفر.

تعين إمامة علي بن أبي طالب بدليل العقل :

وذهبت الامامية كافة إلى أن الإمام بعد رسول الله هو علي بن أبي طالب (ع) وقالت السنة إنه أبو بكر بن أبي قحافة ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب (ع) وخالفوا المعقول والمنقول أما المعقول فهي الأدلة الدالة على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) من حيث العقل وهي من وجوه.

الأول : ـ يجب أن يكون الإمام معصوما وغير علي (ع) لم يكن معصوما بالاجماع من الخاصة والعامة فتعين أن يكون أمير المؤمنين علي (ع) هو الإمام.

الثاني : ـ يشرّط في الإمام ان لا يسبق منه معصية على ما تقدم والمشايخ قبل الاسلام كانوا يعبدون الأصنام بالاتفاق فلا يكونون أئمة

٧

بالاتفاق فتعيّن ان يكون الإمام هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب (ع) لعدم الفارق.

الثالث : يجب ان يكون الإمام منصوصا عليه وغير علي بن أبي طالب (ع) من الثلاثة ليس منصوصا عليه بالاتفاق فلا يكونون أئمة.

الرابع : الإمام يجب أن يكون أفضل من رعيته وغير علي بن أبي طالب (ع) لم يكن كذلك فيتعين علي بن أبي طالب (ع).

الخامس : الامامة رئاسة عامة وإنما تتحقق بالزهد والعلم والعبادة والشجاعة والايمان وسيأتي ان عليا (ع) هو الجامع لهذه الصفات على الوجه الأكمل الذي لم يلحقه غيره فيكون هو الإمام.

تعين إمامة علي أمير المؤمنين بالقرآن المجيد :

فقد ذكر الحاكم الحسكاني الحنفي النيشابوري مائتين آية نزلت في حق علي بن أبي طالب (ع) في كتابه شواهد التنزيل بطرق أهل السنة ألف ومائتين رواية (١٢٠٠) فكيف كان وأما المنقول فالقرآن والسنة المتواترة بين الفريقين أما القرآن فآيات نذكر جملا منها.

الاولى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) أجمعوا على نزولها في علي بن أبي (ع) وهو مذكور في الصحاح الستة وذكر الفخر الرازي في تفسيره الكبير في سورة المائدة في منهل تفسير الآية المباركة قال مروي عن أبي ذروة أنه قال صليت مع رسول الله (ص) يوما صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال اللهم اشهد أني سألت في مسجد الرسول (ص) فما أعطاني أحد شيئا وعلي (ع) كان راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم

٨

بمرأى النبيّ (ص) وذكره في نور الأبصار (ص ١٧٠) والزمخشري في الكشاف لما تصدق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة والولي هو المتصرف وقد أثبت الله تعالى الولاية لذاته معه الرسول وأمير المؤمنين (عليهما أفضل الصلاة والسلام) وولاية الله عامة فكذا النبي والولي.

آية يا أيها الرسول بلّغ :

الثانية : قوله تعالى (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) نقل الجمهور أنها نزلت في بيان فضل علي (ع) يوم الغدير فأخذ رسول الله (ص) يد عليّ (ع) وقال «أيها الناس ألست أولى منكم بأنفسكم قالوا بلى يا رسول الله ، قال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار».

المولى يراد به الأولى بالتصرف لتقدم ألست أولى ولعدم صلاحية غيره منها ونقل أيضا عن ابن مردويه بإسناده عن ابن مسعود قال كنا نقرأ على عهد رسول الله (ص) «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل أليك من ربك إن عليا مولى المؤمنين وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس» وروى الواحدي في أسباب النزول إن هذه الآية في حق عليّ بن أبي طالب (ع) في غدير خم.

وقال حسان بن ثابت :

مادح رسول الله (ص) في حق علي بن أبي طالب (ع) وذكر سبط ابن الجوزي في تذكره الخواص فقال حسان بن ثابت :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم فاسمع بالرسول مناديا

٩

وقال فمن مولاكم ووليكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا

ومالك منا في الولاية عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه

فكونوا له أنصارا صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه

وكن للذي عادى عليا معاديا

ثم ذكر السبط أبياتا للكميت منها :

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان له الولاية لو أطيعا

ولكن الرجال تلاقفوها

فلم أر مثله حظا اضيعا

آية التطهير :

الثالثة : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) اجمع المفسرون وروى الجمهور كأحمد بن حنبل وغيره أنها نزلت في حق علي (ع) وفاطمة والحسن والحسين وروى أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني عن أبي الحمراء قال خدمت النبي (ص) تسعة أشهر أو عشرة وكان عند كل فجر لا يخرج من بيته حتى يأخذ بعضادة باب علي (ع) فيقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين عليك السلام يا نبي الله ورحمة الله وبركاته ثم يقول الصلاة رحمكم الله «(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ثم ينصرف إلى مصلاه والكذب من الرجس ولا خلاف في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ادعى الخلافة لنفسه فيكون صادقا ورواه مسلم في باب فضائل أهل البيت عن عائشة والسيوطي في الدر المنثور والحاكم بسند آخر (ص ١٤٧) عن أم سلمه ثم قال الحاكم في المستدرك الجزء الثالث هذا صحيح على شرط البخاري. ورواه أيضا

١٠

في تفسير سورة الأحزاب بسند آخر عن أم سلمة ورواه أيضا الحاكم عن أبي سعيد نزل على رسول الله (ص) الوحي فأدخل عليا وفاطمة والحسن والحسين (ع) تحت ثوبه ثم قال (اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي) فإذا ثبت نزول الآية في الخمسة الأطهار ودلّت على عصمتهم من الذنوب ثبتت أمامة أمير المؤمنين (ع) دون من تقدمه في الخلافة كما سبق من أن العصمة شرط الامامة وغير علي بن أبي طالب (ع) ليس معصوما بالاجماع والضرورة.

آية المودة في القربى :

الرابعة : قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) روى الجمهور في الصحيحين وأحمد بن حنبل في سنده والثعلبي في تفسيره عن ابن عباس قال لما نزل (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما ووجوب المودة يستلزم وجوب الطاعة ورواه أيضا الزمخشري في تفسير الآية والسيوطي والحاكم في المستدرك في تفسيرهم عسق من كتاب التفسير عن البخاري ومسلم وأبو نعيم في الحلية والحمويني في فرائد السمطين وابن حجر في الصواعق.

آية من يشري نفسه :

الخامسة : قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) قال الثعلبي: ورواه ابن عباس أنها نزلت في علي لما هرب النبي (ص) من المشركين إلى الغار خلفه لقضاء دينه وردّ ودائعه فبات على فراشه وأحاط المشركون بالدار فأوصى الله إلى جبرئيل وميكائيل أني قد آخيت

١١

بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كل منهما الحياة فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب (ع) آخيت بينه وبين محمد (ص) فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا على الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه فقال جبرئيل بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة وذكره في مسند أحمد بن حنبل ص ٣٣١ من الجزء الأول وقال الحاكم في المستدرك عن علي بن الحسين قال أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب (ع) وذكر شعرا لأمير المؤمنين في مبيته على فراش النبي (ص).

آية المباهلة :

السادسة : قوله تعالى (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) ، أجمع المفسرون على أن أبناءنا إشارة إلى الحسن والحسين (ع) ونساءنا إشارة إلى فاطمة (ع) وأنفسنا إشارة إلى علي (ع) فجعله الله نفس محمد (ص) والمراد المساواة وتساوي الأكمل الأولى بالتصرف وهذه الآية أول دليل على علو مرتبة مولانا أمير المؤمنين لأنه تعالى حكم بالمساواة لنفس الرسول (ص) وإنه تعالى عيّنه في استعانة النبي (ص) في الدعاء وأي فضيلة أعظم من أن يأمر الله نبيّه بأن يستعين به على الدعاء إليه والتوسل به ولمن حصلت هذه المرتبة ورواه في تفسير الكشاف وقال أسقف نجران إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها وفي تفسير الفخر الرازي والبيضاوي لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ثم قال الرازي (واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث) فيا عجبا

١٢

قد عرف ذلك لهم النصارى وانكره من يدعي الاسلام كالفضل بن روزبهان وأمثاله وهذا ليس أول قارورة كسرت في الاسلام.

آية فتلقى آدم :

السابعة : ـ قوله تعالى (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) روى الجمهور عن ابن عباس قال سئل رسول الله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) إلا تبت عليّ فتاب عليه ودلالة هذه الآية على إمامة أمير المؤمنين (ع) فأوضح من أن تحتاج إلى بيان لأن توسل شيخ النبيين آدم بمحمد (ص) بتعليم الله سبحانه وتعالى وهم في آخر الزمان والأعراض عن أعاظم المرسلين وهم أقرب إليه زمانا لأول دليل على فضلهم على جميع العالمين وعلى عصمتهم من كل زلل.

آية إني جاعلك للناس إماما :

الثامنة : ـ قوله تعالى (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) عن ابن مسعود قال قال رسول الله (ص) انتهت الدعوة إليّ وإلى عليّ لم يسجد أحدنا لصنم قط فاتخذني نبيا واتخذ عليا وصيا.

آية سيجعل لهم الرحمن ودا :

التاسعة : ـ قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) روى الجمهور عن ابن العباس قال نزلت في

١٣

أمير المؤمنين (ع) قال الود والمحبة في قلوب المؤمنين ذكر أيضا السيوطي في الدر المنثور وابن مردويه والطبراني وأبو نعيم الأصفهاني في الحلية أنها نزلت في حق عليّ بن أبي طالب (ع).

آية وقفوهم انهم مسئولون :

العاشرة : ـ قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) روى الجمهور عن ابن عباس وعن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال عن ولاية عليّ بن أبي طالب (ع).

آية والسابقون السابقون :

الحادية عشرة : ـ قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) روى الجمهور عن ابن عباس قال سابق هذه الأمة عليّ بن أبي طالب (ع).

آية أجعلتم سقاية الحاج :

الثانية عشرة : ـ قوله تعالى (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) براءة آية ٣٠ ، روى الجمهور في الجمع بين الصحاح الستة أنها نزلت في عليّ بن أبي طالب (ع). لما افتخر طلحة بن شيبة والعباس فقال طلحة أنا أولى بالبيت لأن المفتاح بيدي وقال العباس أنا صاحب السقاية والقائم عليها فقال عليّ بن أبي طالب وأنا أول الناس ايمانا وأكثرهم جهادا فأنزل الله هذه الآية لبيان أفضليته.

آية المناجات :

الثالثة عشرة : ـ قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ

١٤

فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) قال ابن عمر كان لعلي ثلاثة لو كانت لي واحدة منها كانت أحب إليّ من حمر النعم تزويجه بفاطمة وإعطاء الراية يوم خيبر وآية النجوى روى الحاكم في المستدرك ص ٤٨٣ الجزء الثاني إنها نزلت في حق علي بن أبي طالب (ع).

آية أهل الذكر :

الرابعة عشرة : ـ قوله تعالى (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) روى الحافظ محمد بن موسى الشيرازي من علماء الجمهور واستخرجه من التفاسير الاثني عشر عن ابن عباس في قوله فاسألوا أهل الذكر ، سورة النحل آية ٤٣ والأنبياء ٧ ، قال وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان وهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة والله ما سمّي المؤمن مؤمنا إلا اكراما لأمير المؤمنين (ع) ورواه سفيان الثوري عن السدى عن الحارث وسيأتي ذكر بقية الآيات النازلة في حق علي بن أبي طالب (ع) بعد ذكر مخالفات المشايخ الثلاثة ومعاوية والصحابة والمذاهب الأربعة.

الكلام في ذكر مخالفات المشايخ الثلاثة :

قال المحقق الخواجة في تجريد العقائد ولأن الجماعة غير علي (ع) غير صالح للامامة لظلمهم لتقدم كفرهم أقول هذه الأدلة تدل على أن غير علي (ع) لا يصلح للامامة الأول ان أبا بكر وعمر وعثمان قبل ظهور النبي (ص) كانوا كفرة فلا ينالون الامامة لقوله تعالى (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) والمراد بالعهد عهد الامامة لأنه جواب دعاء ابراهيم (ع).

١٥

سمى أبو بكر نفسه خليفة رسول الله :

روى علماء السنة في أبي بكر : إنه سمى نفسه خليفة رسول الله (ص) وكتب إلى الأطراف بذلك وهذا كذب صريح لأن رسول الله (ص) اختلف الناس فيه فالامامية قالوا إنه مات عن وصية وأنه استخلف أمير المؤمنين عليا إماما بعده وقالت السنة كافة انه مات بغير وصية ولم يستخلف أحدا وان إمامة أبي بكر لم يكن بالنص إجماعا بل ببيعة عمر بن الخطاب ورضى أربعة نفر لا غير وقال عمر ... فإن استخلف فإن أبا بكر استخلف وهذا تصريح منه بعدم استخلاف النبي (ص) أحدا وقد كان الأولى ان يقال انه خليفة عمر لأنه هو الذي استخلفه.

تخلف أبي بكر عن جيش اسامة :

ومنها أنه تخلف عن جيش اسامة وقد انفذه رسول الله (ص) معه ولم يزل النبي (ص) يكرر الأمر بالخروج ويقول جهزوا جيش اسامة لعن الله المتخلف عنه ولا ريب ان أبا بكر كان من جيش اسامة بن زيد كما صرح به في طبقات ابن سعد (١) وتهذيب تاريخ الشام لابن عساكر الجزء الثاني ص ٣٩١ وفي كنز العمال ص ٣١٢ ج ٥ عن ابن أبي شيبة عن عروة وفي كامل ابن الأثير (٢).

__________________

(١) في القسم الثاني ج ٢ ص ٤١.

(٢) ص ١٢٩ ج ٢.

١٦

وكلهم صرحوا بأن من جملة جيش أسامة أبا بكر وعمر ونقل ابن أبي الحديد ص ٤١ ج ١ ، عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة عن عبد الله بن عبد الرحمن أن رسول الله في مرض موته أمر أسامة على جيش فيه جلة المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فلما أفاق رسول الله (ص) سأل عن أسامة والبعث فأخبر انهم يتجهزون فجعل يقول أنفذوا بعث اسامة لعن الله من تخلف عنه وكرر ذلك كما ذكر الشهرستاني في الملل والنحل عند بيان الاختلافات الواقعة في مرض النبي (ص) وبعد وفاته (ص) قال الخلاف الثاني في مرضه (ص) قال النبي (ص) جهزوا جيش أسامة ولعن الله من تخلف عنه فقال قوم يجب علينا امتثال امره إلى آخر ما ذكره الشهرستاني ولو سلم ان النبي (ص) لم يلعن المتخلف فالله سبحانه وتعالى قد لعنه لأن في التخلف إيذاء للنبي (ص) وقد لعن سبحانه من آذاه وأعد له عذابا أليما قال تعالى في سورة الأحزاب (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً).

قول أبي بكر ان لي شيطانا :

ومن المطاعن انه قال إن لي شيطانا يعتريني فإن استقمت فأعينوني وان زغت فقوموني وكيف يجوز نصب من يرشد العالم وهو يطلب الرشاد منهم رواه ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة والطبري في تاريخه ص ٢٢١ ج ٢ وابن حجر في الصواعق في الفصل الأول من الباب الأول وابن راهويه وأبو ذر الهروي في الجامع على ما حكاه عنهما في كنز العمال في كتاب الخلافة ص ١١٤ ج ٣.

عقائد الإمامية ـ ٢

١٧

قول عمر بن الخطاب بيعة أبي بكر فلتة :

أقول وهذا دليل آخر يدل على الطعن في أبي بكر لأن عمر عندهم كان إماما وقال في حقه كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه فبين عمر ان بيعته كانت خطأ على غير صواب وان مثلها مما يجب فيه المقاتلة وهذا من أعظم ما يكون من الذم والتخطئة ونقل ابن حجر هذا الكلام عن عمر بن الخطاب في الصواعق في الشبهة ٤ من الفصل ٥ من الباب الأول وأرسله إرسال المسلمات وكذلك الشهرستاني في أوائل الملل والنحل في الخلاف ٥ الواقع في مرض النبي (ص) وبعده.

قول أبي بكر أقيلوني :

ومن المطاعن قول أبي بكر أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم فإن كان صادقا لم يصلح للامامة والالم يصلح لها أيضا وقال ابن أبي الحديد في شرح قول أمير المؤمنين من الخطبة الشقشقية فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته قال اختلف الرواة في هذه اللفظة فكثير من الناس رواها أقيلوني فلست بخيركم وذكرها ابن أبي الحديد أيضا فيما دار بين السيد المرتضى وقاضي القضاة وحاصل الاشكال ان أبا بكر ان كان صادقا في انه ليس خيرهم لم يصلح للامامة لاشتراطها بالأفضلية كما يقتضيه تعليل أبي بكر لاستقالته.

وإن كان كاذبا لم يصلح لها أيضا إذ لا أقل من منافاة الكذب للعدالة التي هي شرط الامامة عندهم لان الكذب من الكبائر.

تشكيك ابي بكر في حق الأنصار بالخلافة :

أقول ذكر أبو بكر عند موته ليتني سألت رسول الله (ص) هل للانصار

١٨

في هذا الأمر حق وهذا شك في صحة ما كان عليه وبطلانه وهو الذي دفع الأنصار لما قالوا منا أمير بقوله الأئمة من قريش وإن كان الذي رواه حقا فكيف حصل له الشك وإلا فقد دفع بالباطل وأقول روى الطبري من طريقين ص ٥١ ج ٤ أن أبا بكر قال في مرض موته لا آسف على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن ووددت اني تركتهن وثلاث تركتهن ووددت اني فعلتهن وثلاث ووددت أني سألت عنهن رسول الله فأما الثلاث التي وددت اني تركتهن فوددت اني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد أغلقوه على الحرب ووددت اني يوم السقيفة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين ووددت اني سألت رسول الله (ص) هل للأنصار في هذا الأمر نصيب فراجع تاريخ الطبري.

تمنيات ابي بكر :

أقول قال أبو بكر في مرضه ليتني كنت تركت بيت فاطمة لم اكشفه وليتني في ظلة بني ساعدة كنت ضربت يدي على يد أحد الرجلين عمر أو أبي عبيدة الجراح فكان هو الأمير وأنا الوزير.

أبو بكر لم يول شيئا من الأعمال :

أقول من المطاعن في حق أبي بكر ان النبي (ص) لم يوله شيئا من الأعمال وولى غيره وأنفذه لأداء سورة براءة ثم رده فمن لم يصلح لأداء آيات كيف يصلح للرئاسة العامة المتضمنة لأداء جميع الأحكام إلى عموم الرعايا في سائر البلاد.

١٩

منع فاطمة ارثها :

ومنها أنه منع فاطمة إرثها فقالت يا ابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي واحتج عليها برواية تفرد هو بها عن جميع المسلمين مع قلة رواياته وقلة علمه وكونه الغريم لأن الصدقة تحل عليه فقال لها إن النبي (ص) قال نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة والقرآن مخالف لذلك فإن صريحه يقتضي دخول النبي (ص) فيه بقوله تعالى (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) وقد نص على أن الأنبياء يورثون فقال تعالى (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) وقال عن زكريا (إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) وناقض فعله أيضا هذه الرواية لأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) والعباس اختلفا في بغلة رسول الله (ص) وسيفه وعمامته وحكم بها ميراثا لأمير المؤمنين ولو كانت صدقة لما حلت على علي وكان يجب على أبي بكر انتزاعها منه ولكان أهل البيت الذين حكى الله تعالى عنهم بأن طهرهم تطهيرا مرتكبين ما لا يجوز نعوذ بالله من هذه المقالات الرديئة والاعتقادات الفاسدة وأخذ فدكا من فاطمة وقد وهبها إياها أبوها رسول الله (ص) فلم يصدقها مع ان الله قد زكاها وطهرها واستعان بها رسول الله (ص) في الدعاء على الكفار على ما حكى الله تعالى وأمره بذلك فقال تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) فكيف يأمره الله تعالى بالاستعانة وهو سيد المرسلين بابنته وهي كاذبة في دعواها غاصبة مال غيرها نعوذ بالله من ذلك فجاءت بأمير المؤمنين (ع) فشهد لها فلم يقبل شهادته قال انه يجرّ إلى نفسه وهذا من قلة معرفته بالأحكام ومع ان الله تعالى قد نص في آية المباهلة انه نفس رسول الله (ص) فكيف يليق بمن هو بهذه المنزلة واستعان به رسول الله (ص) بأمر الله في الدعاء يوم المباهلة أن يشهد بالباطل ويكذب ويغصب

٢٠