عدّة الأكياس في شرح معاني الأساس - ج ١

أحمد بن محمّد بن صلاح الشرفي القاسمي

عدّة الأكياس في شرح معاني الأساس - ج ١

المؤلف:

أحمد بن محمّد بن صلاح الشرفي القاسمي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحكمة اليمانية للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٤
الجزء ١ الجزء ٢

١

٢

٣
٤

تعريف بالمخطوطات التي اعتمدنا عليها

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. بحمد الله سبحانه وتعالى تم مراجعة وتصحيح كتاب عدة الأكياس في شرح معاني الأساس تأليف الإمام العالم العلامة شمس الإسلام أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي رحمه‌الله تعالى بعد نقله على نسخة خطية قريبة العهد تاريخ نسخها سنة ١٣٩٥ ه‍ وكان الاختيار لهذه النسخة لأمرين الأول الظن بصحتها الثاني لوضوح خطها وبعد الفراغ من النقل قابلناها على عدة نسخ مخطوطات فوجدنا النسخ متطابقات ومطابقات أيضا للنسخة التي نقل الكتاب عليها إلّا أن هذه النسخ متأخرات حيث تاريخ نسخ الأولى منها في سنة ١٣١٠ ه‍ والمتأخرة سنة ١٣٩٥ ه‍ وهي التي نقل الكتاب عليها كما أشرنا آنفا.

وعند الانتهاء من المقابلة وحيث أننا لم نزل نبحث عن نسخ قديمة إذ عثرنا على نسخة مخطوطة قديمة بخط نسخي متوسط وموافق للقواعد الإملائية إلّا أن كاتبها لم يذكر تاريخ الفراغ من نساختها وكذا اسمه لم يذكره كما هي العادة في الأغلب للنساخين إلّا أن في الديباجة ما نصه «كتاب عدة الأكياس شرح الأساس تأليف الإمام العلامة شيخنا وبركتنا شمس الإسلام أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي حفظه الله تعالى» فيظهر من هذا أن كاتبها كان أحد تلاميذ المؤلف والله أعلم وأما كتابتها فهي كتبت في حياة المؤلف لحيث وهو كتب في آخر صفحة من النسخة بخطه ما مضمونه «بأنه تيسر للفقيه الأعلم

٥

الأفضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد الضّمدي سماع هذا الكتاب عليّ وهو الشرح الصغير المسمى عدة الأكياس شرح الأساس بتاريخ يوم الخميس لعشرين يوما مضت من شهر شعبان سنة أربع وأربعين وألف وكتب أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي وفقه الله وكما كتب الفقيه محمد بن عبد الرحمن الضّمدي رحمه‌الله تعالى بخطه في آخر صفحة من النسخة المذكورة ما يلي : «بأنه بلغ قراءته لهذا الكتاب على مصنفه في تاسع عشر شهر شعبان سنة أربع وأربعين وألف وكتبه محمد بن عبد الرحمن التهامي ثم الضّمدي ثم اليمني وقد أثبتنا النصين كاملين مع صورة فوتوغرافية لأصليهما ضمن كتابنا هذا وكما تيسر لنا نسخة أخرى مخطوطة قديمة أيضا وبخط نسخي جيد جدا وهي أحسن من الأولى لحسن خطها ومراعاة كاتبها للقواعد الإملائية والإعراب فالنسخة معربة من أولها إلى آخرها ويظهر من خلال هذا العمل أن كاتبها كان عالما ومن المهتمين بالعلم كتب في آخر صفحة من الكتاب وافق الفراغ من نسخه وقت العصر يوم الاثنين ١٩ شهر محرم الحرام سنة ١٠٤٧ ه‍ بخط الفقير إلى الله تعالى حسن بن مهدي بن محمد المهلّا غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين.

هذا ومع مواصلة البحث لمزيد من النسخ القديمة تيسر لنا صورة فوتوغرافية لنسخة الشرح الكبير مخطوط بخط المؤلف رحمه‌الله تعالى موجودة في مكتبة المؤلف بغرفته التي كانت خاصة به وبكتبه الكائنة في داره المعروفة في معمرة قرب مدينة شهارة ذكر في آخر صفحة من الكتاب بعد الحمد لله تعالى والثناء عليه والدعاء بأنه تم جمع هذا الشرح الكبير المبارك من أقوال الأئمة وعقائدهم في شهر رجب من سنة إحدى وثلاثين بعد الألف بمحروس شهارة عمرها الله بالصالحين من عباده وكتب الفقير إلى كرم الله أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي وفقه الله وبعد حصولنا على هذه النسخ أجرينا المقابلة بين النسختين الأولى التي كتبت في حياة المؤلف رحمه‌الله وقرئت عليه والنسخة الثانية التي بخط المهلّا رحمه‌الله تعالى فوجدناهما متطابقتين ومطابقتين أيضا للشرح الكبير فيما هو المختصر منه ثم بعد المقابلة بين هذه النسخ أجرينا المقابلة بين هذه النسخ والنسخ المتأخرات فظهر بينها فرق كبير من حيث

٦

وجود زيادات في النسخ المتأخرات وسقط وأخطاء والحيرة من هذه الزيادات من أين جاءت وكيف وكان على من وضعها أولا أن يحدد تلك الزيادة التي رأى زيادتها أو العبارة التي رأى التعبير عنها بغيرها ثانيا ذكر الوجه في تلك الزيادة أو تلك العبارة ثالثا أن يذكر اسمه هذا وإذا تأمل القارئ فليس في الزيادات ما يخل بالكلام أو يغير المعنى فالكلام مستقيم والمعنى ظاهر وقد تكون في رأي واضعها إما استدراكا أو استظهارا أو استطرادا باعتبار الموضوع الذي أدرجت فيه وفي نظره أنه محتاج إلى ما ينبه عليه أو يزيده وضوحا وقد أبقينا هذه الزيادات في محالها حسب ما هي عليه والأمر متروك للقارىء ولكل نظره وفكره وأما حدوث السقط فليس إلّا سهوا فقط من النساخين ابن آدم محل الضعف إنما الكمال لله سبحانه وتعالى وكذا الأخطاء ليست إلّا من قبل النساخين والسبب في ذلك أن بعض الكلمات تكون مثلا غير واضحة إما لسوء الخط أو لطروء ما يغير الكلمة أو بعض حروفها فلا يفهمها الناسخ على الحقيقة فقد يكتبها على ما يظنها في نفسه أو على ما يتسنّى له إذا لم تظهر له وسببه أن أكثر النساخين ليسوا بعلماء لأن العالم إذا أشكلت عليه الكلمة فإنه لا يكتبها إلا بعد التأكد منها هذا وقد اعتمدنا النسخة التي كتبت في عصر المؤلف وقرئت عليه أصلا لأن كونها قد قرئت عليه في غاية من الصحة والاطمئنان والسلامة من الشكوك والتقديرات والاحتمالات وقد أثبتنا ما كان زائدا وجعلناه بين معكوفتين هكذا [١] سواء كانت الزيادة قليلا أم كثيرا وما هو ساقط أثبتناه وما هو خطأ أصلحناه طبق الأصل وكذا كل كلمة أو عبارة مخالفة للأصل فقد أثبتناها على ما هي في الأصل وذكرنا تلك الكلمة أو العبارة المخالفة للأصل في أسفل الصفحة سواء كانت في الواقع صوابا أم خطأ وسواء كانت من النسخ المتقدمات أو المتأخرات وقد أشرنا إلى رموز من حيث الجملة لأن ذكر كل نسخة بعينها تطويل لغير فائدة لأنه كما ذكرنا أوّلا أن النسخ المتأخرات متطابقات ما عدا الشيء القليل والرموز كالآتي الشرح الكبير (ش) نسخة المؤلف يعني التي قرئت على المؤلف (أ) النسخة التي بخط المهلّا (ب) إذا كانت الكلمة متوافقة في أكثر النسخ (ث) إذا كانت الكلمة في قليل من النسخ (ض) إذا لم تكن الكلمة إلّا في نسخة واحدة (ن) هذا وقد

٧

بذلت جهدي ووسعي في إخراجه طبق الأصل إيفاء بغرض المؤلف رحمه‌الله من عموم النفع به لإخواننا المسلمين طالبا بهذا العمل مرضاة رب العالمين سائلا له الرأفة والرحمة والعفو والمغفرة والتوفيق لصالح الأعمال والفوز بالجنة والنجاة من النار لنا ولوالدينا والمؤمنين أجمعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وأصحابه الراشدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين الفقير إلى ربه حسن بن يحيى اليوسفي وفقه الله.

قام معنا بالمراجعة والتصحيح الأخ العلامة عبد الله بن إبراهيم الهادي ، والأخ العلامة علي بن يحيى الذويد ، عبد الرحمن بن يحيى العجري ، محمد بن يحيى العجري ، عبد الرحيم حسن اليوسفي ، والعلامة يحيى بن محمد بن حسن العجري.

وحرر ١٥ شعبان سنة ١٤١٤ ه‍ الموافق ١٩ يناير ١٩٩٤ م.

٨

٩

١٠

١١

١٢

بخط المؤلف من آخر صفحة من الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم لمّا منّ الله سبحانه وله الحمد علينا بجمع شرحي الأساس الكبير والصغير ويسر الله سبحانه للفقيه الأمجد الأفضل الأعلم الأوجد صفوة الشيعة الأطيبين خلاصة الأخيار المتمسكين بمودة آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأكرمين والراكبين في سفينتهم التي لا ينجو إلّا من ركبها من أهوال يوم الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد الضمدي التهامي ثم اليمني سماع هذا الكتاب عليّ وهو الشرح الصغير المسمّى عدة الأكياس والتمس مني الإجازة لروايته عني فاستخرت الله سبحانه وأجزت له رواية هذا الشرح المذكور عني ورواية الشرح الكبير وهو كتاب شفا صدور الناس عني أيضا وأجزت له أيضا ما وقف عليه من مسائلي وأجوبتي وما هو لي سماع من كتب الحديث وغيرها أو إجازة ككتاب أصول الأحكام والشفا وأجزت له أيضا من كتب الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد قدس الله روحه في الجنة كتاب الإرشاد وكتاب التحذير من الفتنة والجواب المختار على مسائل عبد الجبار ولا اشترط في ذلك إلّا ما شرطه أهل العلم من عدم التصحيف والتحريف في اللفظ والمعنى وأنا أبرأ إلى الله سبحانه من رواية الأحاديث التي تضمن الجبر والتشبيه وما لا يجوز على الله سبحانه وطريقي في ذلك مما لم يكن من تأليفي ونظري إلى الإمام الأعظم أمير المؤمنين المنصور بالله رب العالمين القاسم بن محمد قدس الله روحه في الجنة وطريقه في ذلك معروفة في كتبه فليطلبها من أرادها والله ولي

١٣

التوفيق والهداية وهو حسبي ونعم الوكيل بتاريخ يوم الخميس لعشرين مضت من شهر شعبان الكريم سنة أربع وأربعين وألف وكتب أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي القاسمي وفقه الله لما يرضيه بحق محمد وآله وسلم.

وبخط تلميذه محمد بن عبد الرحمن الضمدي رحمه‌الله تعالى في آخر صفحة من الكتاب أيضا بلغ قراءتي لهذا الكتاب الجليل على مصنفه حفظه الله تعالى وأعاد عليّ وعلى المسلمين من بركاته قبيل ظهر يوم الأربعاء تاسع عشر شهر شعبان سنة ١٠٤٤ ه‍ أربع وأربعين وألف وكتبه الفقير إلى الله تعالى مولى آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محمد بن عبد الرحمن التهامي ثم الضمدي ثم اليمني أقال الله عثرته وغفر له ورزقه العلم والعمل آمين آمين وكان ذلك في منزل أمير المؤمنين وسيد المسلمين المؤيد بالله رب العالمين (١) أيده الله وحفظه في أقر (٢) من أعمال درب الأمير عمره الله بالتقوى.

__________________

(١) محمد بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي عليهم‌السلام.

(٢) أقر بدرب الأمير بمدينة حبور ظليمة تبعد عن صنعاء سبعين كيلو جهة الشمال غربا. أقر بفتح الهمزة والقاف وسكون الراء.

١٤

١٥

١٦

بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة المؤلف رحمه‌الله تعالى

هو أحمد بن محمد بن صلاح بن محمد بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الأمير داود بن المترجم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن القاسم الحرازي بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، العلامة شمس الدين المعروف بالشرفي.

ولد سنة (٩٧٥ ه‍) بهجرة قويعة بالشّاهل من الشّرف الأسفل شمال غرب صنعاء.

نشأ في أوساط أسرة علوية فاضلة ، فتغذى بالعلم والمعارف منذ طفولته ، ولما بلغ سن الشباب تنقل من بلد إلى بلد ومن هجرة إلى هجرة لطلب العلم وتحصيل المعارف في شتى الفنون.

وفي وقت مبكّر من شبابه قصد الإمام القاسم بن محمد عليه‌السلام ، وأخذ عنه في سائر العلوم واستجاز منه إجازة عامة في مسموعاته ومقروءاته ، حيث كان أبرز مشايخه وآخرهم.

ووجد فيه الإمام القاسم الشخصية العلمية والقيادية الفذّة ، فولاه بعض أعمال الدولة ، وكان من أبرز أنصاره ، كما كان أحد مراجع الفتوى بصنعاء.

١٧

وتنقّل مهاجرا إلى تسعة وعشرين بلدا ، ينشر العلم ويصلح المجتمع ، وأخذ عنه جماعة من الفضلاء العلماء منهم :

١ ـ الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم.

٢ ـ والعلامة الحسين بن القاسم صاحب الغاية وشرحها.

٣ ـ والعلامة أحمد بن القاسم بن محمد ، أبو طالب.

٤ ـ العلامة أحمد بن محمد بن لقمان ، صاحب شرح الكافل وشرح الأساس.

٥ ـ والعلامة أحمد بن سعد الدين المسوري ، العلامة المسند صاحب الإجازات الكبرى.

٦ ـ وولده يحيى بن أحمد الشرفي.

٧ ـ والعلامة يحيى بن علي العمري.

٨ ـ والعلامة عز الدين دبب.

٩ ـ والعلامة إبراهيم بن يحيى المهدي الجحافي.

وبعد وفاة الإمام القاسم كان من أنصار ولده الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم الذي يعتبر أحد تلامذته.

وكان شديد الورع والتعفف مثابرا على نشر العلم والمعارف وكان على جانب من البلاغة والأدب ، فمن محاسن شعره قوله لبعض قرابته يحضه على طلب العلم :

يا صاح كم بين امرئ ذي شهامة

له همّة تعلو على الكوكب العالي

عشيق خبيات المعاني متيّم

بأبكارها صبّ بها غير مكسال

يرى حلق التّدريس روضة جنّة

يقطّف من حاماتها الثّمر الحالي

وآخر أغشاه امرؤ القيس إذ غشى

بعشق هوى نفس وربّة أحجال

فقال لها : والله أبرح قاعدا

ولو قطوا رأسي لديك وأوصالي

ومر في بعض أسفاره على وادي مور وطلب من خادمه شجرة السّواك ، فأتاه بها ، ثم وقع بصره على شجرة الأراك ، فرمى بما كان في يده وقال ارتجالا :

أتحسب أني يا أراك أراكا

وآخذ يوما للسواك سواكا

١٨

وهذا فيه الجناس التام وهو يدل على بلاغة وسرعة بادرة.

قال عنه ابن أبي الرجال في مطلع البدور ، والسيد صارم الدين في طبقات الزيدية الكبرى «نسمات الأسحار» : كان عالما عابدا زاهدا خاتمة المحققين في العلوم فصيحا بليغا مطلعا ذكيا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر جليل المقدار في صدور العامّة والخاصة.

وقال الجرموزي في النّبذة المشيرة : كان مع سعة علمه بليغا مصقعا .. وكان رحمه‌الله من عيون العلماء وبقية الفضلاء وله اليد الطولى في الجهاد ومباينة أهل الفساد.

تراثه الفكري

كان رحمه‌الله عالما موسوعيا يميل إلى إشباع المباحث واستكمالها واستيفاء الحجج والإطناب في نقاشها ، وآثار ذلك ظاهرة في مؤلفاته الجليلة التي تعد من أهم المراجع عند الزيدية ، والتي منها :

١ ـ شرح الأساس الكبير المسمى : «شفاء صدور الناس بشرح معاني الأساس» في مجلدين ضخمين ، طبع منه النصف الأول في مجلدين.

٢ ـ شرح الأساس الصغير المسمى : «عدة الأكياس المنتزع من شفاء صدور الناس» وهو هذا الذي بين يديك ، وهو يعد من الكتب المقرر قراءتها في الحلقات العلمية ، لما يحتوي عليه من فوائد وشوارد قلّ أن توجد في غيره.

٣ ـ شرح الأزهار المسمى : «ضياء ذوي الأبصار في الأدلة على الأزهار» مجلدان كبيران ، جمع فيه من الأدلة على الأزهار الكثير الطيب.

٤ ـ شرح البسامة المسمى : «اللآلي المضيئة» ، والبسامة منظومة للسيد العلامة صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير ، وتسمى جواهر الأخبار ضمنها ذكر أئمة الزيدية وتاريخهم وقد شرحت بأكثر من شرح من أجلها اللآلي المضيئة للشرفي في ثلاثة مجلدات ضخمة ، وما زالت مخطوطة ،

١٩

وقد جعله تاريخا مطولا ابتداء من سيرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى زمانه.

هذا ولم يزل في صراع مع الأحداث والتغيرات السياسية التي كان يحبّذ الابتعاد عنها والتفرغ لنشر المعارف وصناعة العقول. ولما استقرت دولة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم قصد معمرة ـ وهي بلدة في رأس جبل الأهنوم ـ وهنالك عكف على التدريس والتأليف ، وقصده الزوار من مختلف المناطق للتبرك بزيارته والتماس الدعاء وحل المشاكل ، وما زال هنالك حتى توفي رحمه‌الله تعالى ليلة الأربعاء ثالث وعشرين من ذي القعدة عام (١٠٥٥ ه‍) وقبره مشهور مزور عند مسجد معمرة عليه قبّة ، وكان قد احتفر قبره قبل موته بمدة. رحمه‌الله رحمة الأبرار وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

مصادر ترجمته

ـ الأعلام ١ / ٢٣٨.

ـ تاريخ الفكر الإسلامي في اليمن ٢٤٢.

ـ البدر الطالع للشوكاني ١ / ١١٩.

ـ طبقات الزيدية الصغرى. المعروف بالمستطاب ـ خ ـ.

ـ طبقات الزيدية الكبرى ٣ / ٢٦ ـ ح ـ.

ـ معجم المؤلفين ٢ / ١١٢.

ـ نشر العرف ١ / ٦٧.

ـ نيل الحسنيين ١٦٨.

ـ مطلع البدور ١ / ١٧٦ ـ ح ـ.

ـ التحف شرح الزلف ١٥٢.

ـ الجواهر المضيئة ١٦ ـ ح ـ.

ـ تاريخ اليمن المسمى طبق الحلوى ١١٢.

ـ النبذة المشيرة ٤٧ ـ ٤٨ ـ خ ـ.

محمد يحيى سالم عزان

صعدة ـ ٢٥ / رجب / ١٤١٤ ه

٢٠