الأسماء والصفات

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

الأسماء والصفات

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي


المحقق: الدكتور عبدالرحمن عميرة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٨٩

١
٢

٣
٤

٥
٦

مقدمة المحقق ...

نحمد الله تعالى حمد العارفين ، ونشكره شكر المؤمنين القانتين تنفيذا لقوله تعالى :

(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)

نعم نشكره على نعمه الظاهرة والباطنة علينا وعلى عباده الذين اصطفى ، لحمل رسالته والدعوة لدينه ، وبيان كلمة الحق وإظهارها. ونسأله جلت قدرته أن يصلّي ويسلم على جميع أنبيائه ورسله وفي مقدمتهم محمد بن عبد الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الذي خصه الله تعالى بالصلاة والتسليم قال تعالى :

(إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم متّعني بجواره ، وأسعدني بقربه ، واجعلني من خدم رسالته ، اللهم ثبتني على دينك وامنحني رضوانك.

آمنت بالله ربا وبالاسلام دينا ، وبمحمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نبيا ورسولا. اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري.

وبعد : فيطيب لنا أن نقدم للأمة الاسلامية بعامة ولطلاب علم التوحيد بخاصة كتاب «الأسماء والصفات» للامام البيهقي. وأسماء الله تعالى هي ما ذكره الله تعالى في كتابه أو جاء على لسان نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولهذا يقول الله تعالى :

(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها).

أما الصفات فهي أيضا واضحة جلية ومع ذلك فقد اختلف فيها المسلمون

٧

اختلافا بينا ، وما كان لهم أن يختلفوا ، لأن الاختلاف والتنازع يجب أن يكون بعيدا عن أبناء الأمة الاسلامية ، ولكن جاء الاختلاف من اتباعهم سنن من قبلهم ، وما أخذوه من ضلالات أهل الكتاب ، ولقد حفظت لنا السنن والآثار كيف أن اليهود جاءوا للرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقالوا له : يا محمد صف لنا ربك ...؟

فنزل قول الله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ* اللهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)

وبعد وفاة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ جاء رجل الى الامام مالك وسأله عن قوله تعالى (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى).

كيف يكون الاستواء ...؟

فقال الامام الورع : «الاستواء معلوم والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة.»

ولكن المدارس الفكرية التي نشأت في تاريخ المسلمين شرقت وغربت وأخذت من تهويمات الهند ، وفلسفة الفرس ، وسفسطائية اليونان فانبهمت بهم السبل ، واختلفت المسالك.

ولما جاء الامام البيهقي ووضع كتابه القيّم الذي بين أيدينا فجمع الكثير من الشاردين ، ووضع الحق في نصابه ولكن بقيت بقية تهوى التفرق لا التجمع ، والانقسام لا الوئام ، فكانت ظلاما وضلالا ، ولكن الله سبحانه وتعالى مؤيدا لأتباعه وحافظا لدينا مصداقا لقوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).

وتشمل هذه المقدمة الآتي :

١ ـ نبذة مختصرة عن نشأة وحياة الامام البيهقي.

٢ ـ المؤلفات والمصنفات التي صنفها والاشارة الى بعض أماكنها ، وما اختصر منها أو شرح.

٣ ـ عملنا في هذا الكتاب.

٤ ـ دعوة الأمة الاسلامية الى تحكيم العقل ونبذ الخلافات واتباع الصراط المستقيم ، وتنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى حاكمين ومحكومين. وعلى الله قصد السبيل.

٨

الإمام البيهقي

أصله ونسبه

هو أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى الحافظ أبو بكر البيهقي (١) النيسابوري الخسروجردي (٢). ولد في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة من الهجرة. وفي طفولته كان حاد الذكاء متقد الذهن ، حفظ القرآن في سن مبكرة ، ثم أخذ يتردد على حلقات العلماء. فسمع الكثير من أبي الحسن محمد بن الحسين ، وهو أكبر شيخ له ، ثم تردد على حلقة أبي طاهر الزيادي ، وأبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك ، وسمع من أبي عبد الرحمن السلمي ، وأبي بكر بن فورك ، وأبي زكريا المزكى وخلق من أصحاب الأصم. ثم أتيحت له رحلة إلى مكة المكرمة وفيها سمع من أبي عبد الله بن نظيف ، ثم قام بسياحة في كثير من بلدان الإسلام ، فذهب إلى بغداد ، وسمع فيها من هلال الحفار وأبي الحسين بن بشران ، ثم انتقل إلى خراسان والعراق والحجاز ، وشيوخه أكثر من مائة شيخ.

وروى عنه جماعة منهم ابنه اسماعيل وحفيده أبو الحسن عبيد الله وأبو

__________________

(١) بالفتح ، أصلها بالفارسية بيهق يعني بهاءين ، ومعناه بالفارسية الأجود : ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور ، تشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين قرية من نيسابور وقومس وجوين بين أول حدودها ونيسابور ستون فرسخا ، وكانت قصبتها أولا خسروجرد ثم صارت سابزوار ، والعامة تقول سبزور ، وأول حدود بيهق من جهة نيسابور آخر حدود ريوند إلى قرب دامغان خمسة وعشرون فرسخا طولا ، وعرضها قريب منه.

(٢) خسروجرد بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة ، وفتح الراء ، وسكون الواو ، وكسر الجيم ، وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة قرية من ناحية بيهق. ولد فيها الإمام البيهقي.

٩

عبد الله الفراوي ، وزاهر بن طاهر ، وعبد الجبار بن محمد.

وقد أخذ الفقه عن ناصر العمري ، وقرأ علم الكلام على مذهب الأشعري.

وبعد هذا التطواف في البلاد الإسلامية عاد إلى قريته وتولى القضاء فيها.

يقول عنه الغافر : كان على سيرة العلماء ، قانعا من الدنيا باليسير ، متجملا في زهده وورعه.

وقال الإمام الذهبي : واحد زمانه ، وفرد أقرانه ، وحافظ أوانه ، ثم قال : ودائرته في الحديث ليست كبيرة ، بل بورك له في مروياته ، وحسن تعرفه لحذقه وخبرته بالأبواب والرجال (١).

وقال إمام الحرمين : ما من شافعي إلا وللشافعي في عنقه منّة إلا البيهقي فإنه له على الشافعي منّة لتصانيفه في نصرته لمذهبه (٢).

وقال شيخ القضاة أبو علي ولد البيهقي : «حدثني والدي ، قال : حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب ، يعني معرفة «السنن والآثار» وفرغت من تهذيب أجزاء منه ، سمعت الفقيه أبا محمد أحمد بن علي يقول ـ وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجة ـ يقول : رأيت الشافعي في المنام وفي يده أجزاء من هذا الكتاب ، وهو يقول : قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء. أو قال : قرأتها.

قال : «وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من إخواني ـ يعرف بعمر بن محمد في منامه ـ الشافعي قاعدا على سرير في مسجد الجامع بخسروجرد وهو يقول : استفدت اليوم من كتاب الفقيه أحمد كذا وكذا» (٣).

قال شيخ القضاة : «وحدثنا والدي ، قال : سمعت الفقيه أبا محمد الحسين ابن أحمد السمرقندي الحافظ ، يقول : سمعت الفقيه أبا بكر محمد بن عبد العزيز المروزي الجنوجردي يقول : رأيت في المنام كأن تابوتا علا في السماء يعلوه نور ، فقلت : ما هذا؟ فقيل : تصانيف البيهقي».

__________________

(١) راجع تذكرة الحفاظ للذهبي عند ترجمة البيهقي.

(٢) راجع طبقات الشافعية للسبكي ٤ : ١١.

(٣) المصدر السابق ص ١٢.

١٠

قيل : وكان البيهقي يصوم الدهر من قبل أن يموت بثلاثين سنة. توفي البيهقي رضي الله عنه بنيسابور في العاشر من جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وحمل إلى خسروجرد ، وهي أكبر بلاد بيهق ، فدفن هناك (١). رحمه‌الله رحمة واسعة بمقدار ما قدم من خير للاسلام والمسلمين.

وإذا كان ذلك كذلك فيطيب لنا أن نلقي بعض الأضواء على مصنفات هذا العالم الجليل.

المؤلفات والمصنفات

ألف الإمام البيهقي الكتب والمصنفات الكثيرة حتى يقال بأنه أوحد زمانه ، وفارس ميدانه ، وأحذق المحدثين ، وأحدهم ذهنا ، وأسرعهم فهما ، وأجودهم قريحة.

وقيل بأن تصانيفه بلغت ألف جزء ، من ذلك :

١ ـ السنن الكبرى والصغرى. يقول الإمام السبكي : فما صنف في علم الحديث مثلهما تهذيبا وترتيبا وجودة. واختصر الكبيرة إبراهيم بن علي المعروف بابن عبد الخالق الدمشقي في خمسة مجلدات ، وأيضا الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي. وأجاد فيه ، واختصره أيضا الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني.

وصنف الشيخ علاء الدين علي بن عثمان المعروف بابن التركماني الحنفي المتوفى سنة ٧٥٠ ه‍. كتابا سماه «الجوهر النقي في الرد على البيهقي» قال في أوله : الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ، ثم قال : هذه فوائد علقتها على السنن الكبيرة للبيهقي أكثرها اعتراضات عليه ومناقشات ومباحثات معه.

٢ ـ كتاب «المعرفة» المسمى «معرفة السنن والآثار» يقول عنه الإمام السبكي : لا يستغني عنه فقيه شافعي.

__________________

(١) راجع معجم البلدان ١ : ٥٣٨.

١١

٣ ـ كتاب «المبسوط» في نصوص الإمام الشافعي.

٤ ـ «الأسماء والصفات». وقد علق على بعض نصوصه الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي وكيل مشيخة الإسلام بالاستانة.

٥ ـ كتاب «الاعتقاد». وهو كتاب يوضح عقيدة أهل السنة والجماعة كما جاءت في كتاب الله تعالى وسنة الرسول الكريم.

٦ ـ كتاب «دلائل النبوة» اختصره سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقن المتوفى سنة ٨٠٤ ه‍.

٧ ـ كتاب «شعب الإيمان» المسمى الجامع المصنف في شعب الإيمان وهو من الكتب المشهورة ، وله مختصرات ، منها مختصر شمس الدين القونوي ، ومختصر الإمام معين الدين محمد بن حمويه وفيه سبعة وسبعون بابا. وروى البيهقي فيه أن الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله. وبهذه الرواية أخذ صاحب المنهاج في تقسيمه ذلك على سبع وسبعين بابا بعد بيان صفة الإيمان.

٨ ـ كتاب «مناقب الإمام الشافعي» وكتاب «الدعوات الكبيرة». يقول عنهما الإمام السبكي : ليس لهما نظير فيما سبق من المصنفات.

٩ ـ وأما كتاب «الخلافيات» فلم يسبق إلى نوعه ، ولم يصنف مثله وهو طريقة مستقلة حديثية لا يقدر عليها إلا مبرز في الفقه والحديث.

١٠ ـ كتاب «مناقب الإمام أحمد».

١١ ـ كتاب «أحكام القرآن للشافعي».

١٢ ـ كتاب «الدعوات الصغيرة».

١٣ ـ كتاب «البعث والنشور».

١٤ ـ كتاب «الزهد الكبير».

١٥ ـ كتاب «الآداب».

١٦ ـ كتاب «الأسرى».

١٧ ـ كتاب «الأربعين». وهو مشتمل على مائة حديث مرتب على أربعين بابا أوله : الحمد لله كفاء حقه ... الخ.

١٨ ـ كتاب «فضائل الأوقات».

١٢

ولا نستطيع في تلك العجالة أن نحيط بكل ما ألفه هذا العالم الجليل (١) رحمه‌الله رحمة واسعة بمقدار ما قدم من خير للإسلام والمسلمين.

__________________

(١) يراجع في ذلك مفتاح السعادة ، وكتاب هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين لمؤلفه : اسماعيل باشا البغدادي ط استانبول ١٩٥١.

١٣

عملنا في تحقيق هذا الكتاب

إن العمل في تحقيق التراث عمل مرهق وشاق ولا يحس به إلا من زاوله على حسب قواعده ، وعايشه معايشة كاملة ، هذا إذا كان كتاب التراث يتناول فنّا من الفنون يتصل بعلوم الشريعة أو العلوم الإنسانية والاجتماعية.

١ ـ إن تحقيق كتب التراث يتطلب من المحقق أن يضع يده على أكثر من نسخة من المخطوطات حتى يتمكّن من المقارنة بينها ، وتوضيح الفروق بين نسخة وأخرى.

٢ ـ إن النسخة المطبوعة كانت بها بعض التحريفات المطبعية التي أدت إلى قلب المعنى وفي بعض الأوقات إلى عدم وضوح المطلوب منه وهذا ما عملنا على تصحيحه وأشرنا إلى ذلك بالهامش.

٣ ـ بدأنا بتخريج الأحاديث تخريجا كاملا بقدر ما أسعفتنا المراجع التي بين أيدينا ، والدلالة عليها في أماكنها في كتب الصحاح والسنن والاشارة إليها بأرقامها وأبوابها وكتبها. حتى لا يجد القارئ الذي يرغب في مراجعتها في مظانها أي مشقة أو جهد في الوصول إليها.

٤ ـ تتبعنا آيات القرآن الكريم التي وردت في ثنايا الكتاب فصححناها من تحريفات النساخ وتم ترقيمها والاشارة إلى سورها.

٥ ـ ترجمنا لكثير من الأعلام التي جاءت في الكتاب والتي لا ترتبط برباط وثيق برواة الأحاديث

٦ ـ أعاننا الله تعالى بوضع مجموعة من الفهارس لهذا الكتاب

أ ـ فهرس آيات القرآن الكريم

١٤

ب ـ فهرس الأحاديث النبوية.

ج ـ فهرس الأعلام

د ـ فهرس الموضوعات.

نرجو من الله تعالى أن ينفع به جماعة المسلمين وأن يكون في ميزان حسناتنا يوم القيامة إنه سميع الدعاء.

١٥

الاسلام وتحكيم العقل ...

يظهر هذا الكتاب وبشائر السلام تظهر وأعلام الوئام ترفرف وهذا شيء يبشر بالخير. ومن يكره السلام ...؟

إن الحرب بغيضة في كل صورها وأشكالها. والحرب تلتهم كل ثروات البلاد ، وتقتل الشباب وتحول البلاد الى بلاقع ، لهذا نحن ندعو إلى السلام ، الى الوئام الى المحبة.

وهذا الكتاب الذي نقدمه للقارئ اليوم هو دعوة لذلك ، لأنّه يحوي أسماء الله الحسنى وكلها تدعو إلى السلام وإلى الأمن والأمان ، وإلى العدل والمحبة ، وإلى القناعة والرحمة. والسلام يحول الصحراء إلى جنات وارفة الظلال تحمل الخير الوفير ، وتساعد في عجلة الانتاج ،

فمتى تعي شعوبنا هذه الدروس وتعود الى كتاب ربها تستلهم منه الهداية والرشاد ...؟

متى يا رب إنا لمنتظرون.

المحقق

أ. د. عبد الرحمن عميرة.

استاذ العقيدة بجامعة الملك فيصل بالسعودية

١٦

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه إياه نستعين.

الحمد لله الذي لا إله إلا هو ، له الأسماء الحسنى. وصلى الله على سيدنا محمد ، النبي الأمي ، صاحب الخلق العظيم ، والمنزل الأسنى ، الفاتح الخاتم ، المنزل في تقريبه : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (١) ، وعلى آله وأصحابه ، الغرر الكرام ، نجوم الهدى ، وسلم. وصلاة وتسليما فائضي البركات ، عدد خلق الله ، فرادى ومثنى.

أخبرني شيخنا العارف بالله ، الوارث ، الكامل ، صفي الدين أحمد بن محمد المدني الأنصاري ، قدس‌سره ، إجازة عن شيخه العارف بالله ، أبى المواهب أحمد بن علي بن عبد القدوس العباسي الشناوي ، ثم المدني ، قدس‌سره ، عن الشيخ محمد بن أحمد الرملي ، عن شيخ الإسلام ، زين الدين ، زكريا بن محمد الأنصاري (٢) القاهري ، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني ، عن البرهان ، أبي إسحاق ، إبراهيم بن أحمد ، ابن عبد الواحد ، التنوخي ، البعلي الأصل ، الدمشقي المنشأ ، نزيل القاهرة ، عن المسند المعمر ، أبي نصر ، محمد بن العماد ، محمد بن أبي النصر ، محمد الفارسي الأصل ، الدمشقي ، ثم المزي ، عن جده أبي النصر ، محمد بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن مميل

__________________

(١) سورة النجم آية ٩.

(٢) زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري ، من حفاظ الحديث ولد في ستيكة (بشرقية مصر) وتعلم في القاهرة وكف بصره سنة ٩٠٦ ه‍ من كتبه : فتح الرحمن في التفسير وتحفة الباري على صحيح البخاري ، والدقائق المحكمة وغير ذلك.

راجع خطط مبارك ١٢ : ٦٢ والنور السافر ١٢٠.

١٧

الشيرازي ، عن الحافظ الثقة ، أبي القاسم ، علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي ، قال : قرأت على الشيخ أبي الحسن ، عبيد الله بن أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ، أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ببغداد.

قلت له : أخبرك جدك أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قراءة عليه ، فأقر به ح. وأنبأنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الفراوي ، الواعظ ، الفقيه قراءة عليه بنيسابور ، أنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر ، أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (رحمه‌الله) قراءة عليه في شعبان سنة ٤٤٩ ه‍. قال : كتاب أسماء الله (جل ثناؤه) وصفاته التي دل كتاب الله تعالى على إثباتها ، أو دلت عليه سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو دل عليه إجماع سلف هذه الأمة قبل وقوع الفرقة ، وظهور البدعة.

١٨

إثبات أسماء الله (تعالى ذكره) بدلالة الكتاب

والسنة ، وإجماع الأمة

قال الله (جل ثناؤه) : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) (١).

وقال تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٢).

وقال : (اذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ) (٣).

وقال : (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٤).

أنا أبو الحسن ، علي بن أحمد عبدان الأهوازي ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، أنا تمام محمد بن غالب ، أنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعى ، عن حذيفة ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أوى إلى فراشه ، قال : «اللهم باسمك أحيا. وباسمك أموت». وإذا أصبح ، قال : «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا ، وإليه النشور». أخرجه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي ، البخاري في الجامع الصحيح (٥) ، عن مسلم بن

__________________

(١) سورة الأعراف آية ١٨٠.

(٢) سورة الاسراء آية ١١٠.

(٣) سورة المائدة آية رقم ٤ وقد جاءت محرفة في المطبوعة حيث قال (فاذكروا) بدلا من (اذكروا) أما الآية الأخرى (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها) فهي في سورة الحج آية ٣٦.

(٤) سورة الحشر آية ٢٤.

(٥) رواية البخاري في كتاب الدعوات ٧ باب ما يقول إذا نام ٦٣١٢ ، ١٦ باب ما يقول اذا أصبح ٦٣٢٤ / ٦٣٢٥ ٨ باب وضع اليد تحت الخد اليمنى ٦٣١٤.

١٩

إبراهيم. وأخرجه مسلم بن الحجاج القشيري من وجه آخر ، عن شعبة بن الحجاج (١) ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن أبي نصر الدار بردى بمرو ، نا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ، نا عبد الله بن مسلمة ، نا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن أبان بن عثمان ، قال : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ما من عبد يقول في صباح كل يوم ، ومساء كل ليلة : «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو السميع العليم ، ثلاث مرات ، فيضره شيء (٢)».

__________________

(١) رواية الامام مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ٥٩ (٢٧١١).

وأخرجه أيضا أبو داود في الأدب ٩٨ وابن ماجة في الدعاء ١٦ وأحمد بن حنبل في المسند ٤ :

٢٩٤ ، ٣٠٢ (حلبي).

(٢) الحديث أخرجه ابن ماجة في كتاب الدعاء ٣٨٦٩ حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : وذكره ورواه أبو داود في الأدب ١٠١ وأحمد بن حنبل في المسند ١ : ٦٢ ، ٦٦ ، ٧٢ (حلبي).

٢٠