اعجاز القرآن بين المعتزلة والأشاعرة

دكتور منير سلطان

اعجاز القرآن بين المعتزلة والأشاعرة

المؤلف:

دكتور منير سلطان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشأة المعارف بالإسكندرية
الطبعة: ٣
ISBN: 977-103-297-6
الصفحات: ٢٩٢

١
٢

٣
٤

بسم الله الرحمن الرحيم

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا

لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ)

الأعراف ـ ٤٣

٥
٦

الإهداء

إلى أستاذى الذى أدين له بالكثير ...

إلى الأستاذ الدكتور يوسف خليف.

حبّا وتقديرا ووفاء.

٧
٨

الفهرست العام.

مقدمة الطبعة الثالثة.

مقدمة الطبعة الأولى.

تمهيد : علم الكلام.

الباب الأول : المعتزلة وإعجاز القرآن.

الباب الثانى : الأشاعرة وإعجاز القرآن.

الباب الثالث : بين المعتزلة والأشاعرة فى إعجاز القرآن.

خلاصة البحث.

النتائج الأساسية.

الفهارس الفنية :

١ ـ المصادر والمراجع.

٢ ـ الآيات القرآنية.

٣ ـ الأعلام.

٤ ـ الأبيات الشعرية.

٥ ـ المصطلحات البلاغية.

٦ ـ الفهرست التفصيلى.

٩
١٠

مقدمة الطبعة الثالثة

تجربة قاسية هذه ...

أن تعيد النظر فيما كتبته من سنوات طويلة خلت ، ولا سيما وأنت مع نبض الفكر فى الجامعة ، تعلّم وتتعلّم ، وتتابع الأفكار والبحوث ، وكلّ جديد فى الموضوع ...

الموقف ليس فى صالحك ، والامتحان عسير ، فالذى اعتبرته كشفا جديدا فى بحثك ، صار بلا بريق ، وما عانيت حتى تخرجه من حشايا الكتب صار كرة تتقاذفها الأقلام ، وما أصعب أن تقول : أنا الذى ...

ومشكلتى أيها القارئ الكريم ، أننى كتبت هذا البحث ، وكان الوقت ملكى والخبرة ليست فى يدى ، وأعود إليه الآن ، وقد ملكت الخبرة ، لكنّ الوقت ليس فى يدى ، والضرورة هى التى فرضت نفسها ، فالطبعتان الأولى والثانية نفدتا ، وتلاميذى يريدون شيئا «يحفظونه»!؟ فلا مفر من الطبعة الثالثة.

ولن أدّعى لقارئى الكريم ، أن هذه الطبعة «مزيدة ومنقحة» ، لأنها لا مزيدة ، ولا منقحة ، بل هى مصحّحة ، مصحّحة من أخطاء المطبعة ، مصححة من الآراء الضعيفة ، والأسلوب الركيك ، الذى لا مفر من تصويبهما ، ولا عذر فى تركهما على علاتهما ...

وأعدك ، أيها القارئ الكريم ، إن أتيحت لى الفرصة ، أن أعود لأضيف ، وأنقح ، فعندى ما أقدمه ، سأقدم لك خلاصة الخبرة والدربة والممارسة ، والله على ما أقول شهيد ... فإلى أن نلتقى فى الطبعة الرابعة ، إن شاء الله.

منير سلطان

٦٨ ش السيد محمد كريّم ـ الإسكندرية

١١
١٢

مقدمة الطبعة الأولى

من أخطر القضايا التى جابهت الإسلام والمسلمين قضية إعجاز القرآن ، لقد دلف منها المغرضون يبغون تحطيم العقيدة وقدسية الوحى وروعة الجهاد ، منادين : أن هذا القرآن غير معجز ، وليس وحيا ، ولا يختلف عن الكتب الدينية الأخرى فى شىء.

واندفع علماء المسلمين ، من لغويين ومفسرين ومتكلمين يدافعون عن القرآن ، كلّ بما أوتى من سلاح ، ودارت معركة ضارية ولأن المهاجمين كانوا من عتاة المفكرين المتزودين بالثقافات الأجنبية المختلفة ، تصدى لمجادلتهم علماء الكلام الذين استطاعوا بقدرتهم على الجدل وتعمقهم إلى أسرار دينهم ، أن يحطموا الهياكل المزيفة ويبدّدوا الإظلام الخادع ويرفعوا كلمة الله عالية.

لقد تركت لنا هذه العقول الجبارة تراثا غنيا فخما ، جمع بين الفن الجميل والفلسفة المعقدة ، بين الحوار الرائع والنتائج المفحمة ، فأثروا ميدان النقد والبلاغة بما انتهوا إليه من حقائق ودراسات ممتازة.

والمعروف أن علماء الكلام منهم الشيعى والخارجى والمرجئى والصّوفى والمعتزلى والأشعرى ، ولكنى بعد أن درست طبيعة فكر هؤلاء المتكلمين خصّصت كلامى بالمعتزلة والأشاعرة ، لأن الشيعة قد امتازت عن سائر فرق المسلمين بالقول بالإمامة ، وهو فرق جوهرى أصلى ، بينما قصارى أمر الإمامة أنها قضية مصلحية اجتماعية ولا تلحق بالعقائد ، فالشيعة حزب دينى يسعى للخلافة ولا شأن له بالعقائد وقضاياها إلا عرضا ، وقضية الإعجاز القرآنى من أهم قضايا العقائد ، ولا صلة لها بالحكم والسعى إليه.

والخوارج قد رفضوا حجج الشيعة فى الخلافة ، فهما فى صعيد واحد بالإضافة إلى أننا نجد عند الشيعة ما يسمّى بعلم الظاهر والباطن ، وبالمصحف الشيعى ،

١٣

وبأن فى القرآن من الرموز أشياء عظيمة القدر ، جليلة ، تضمنت علم ما يكون فى هذا الدين من الملوك والممالك والفتن والجماعات ومدد كل صنف منها وانقضائه ، ورمزت بحروف المعجم وبغيرها من الأقسام ، واطّلع على علمها الأئمة المستودعون علم القرآن ، وأضيف إلى ذلك أن الشيعة يقولون فى كثير من مسائل أصول الدين بقول المعتزلة ، فهذا كتاب «الياقوت» لأبى إسحاق بن إبراهيم بن نوبخت من قدماء متكلمى الشيعة يؤكد ما أذهب إليه ، والأستاذ أحمد أمين يرجح تتلمذ الشيعة على يد المعتزلة ، بينما يقرر الشهرستانى أن من بين الشيعة من يميل فى الأصول إلى الاعتزال ومنهم من يميل إلى السنة وبعضهم إلى التشبيه ، والشريف المرتضى الشيعى المعتزلى ليس ببعيد.

والخوارج لا باع لها فى ميدان علم الكلام وقضايا العقيدة ، وقد انتهزت فرصة عملى بالجزائر واتصلت بالإباضية المنتشرين هناك ، وكاتبت العالم الإباضى الورع السيد / بيوضى ، استطلعه رأى الإباضية حول إعجاز القرآن ، واتجاههم فى مسائل العقيدة التى ناقشها المعتزلة والأشاعرة ، فأجابنى برسالة مستفيضة عما سألت ثم تسنّى لى لقاؤه والإفادة من علمه ، فخرجت من الرسالة واللقاء بأن للإباضية جهدا فى مسائل علم الكلام هو مزيج مما قالت المعتزلة والأشاعرة ، وأن لها رأيا فى الاعجاز هو شبيه برأى الأشاعرة.

لذا لم أتكلم عن الشيعة ولا عن الخوارج ، وأما عن المرجئة فلم أصادف لها متكلمين ، ولا كتبا خاصة ، ولا نظرة معينة إلى القرآن فى إعجازه.

والصوفية بدورها تعتبر نزعة من النزعات وليست فرقة مستقلة ، وقد استطاع الصوفية ـ متبعين فى ذلك الشيعة ـ أن يبرهنوا بطريقة تأويل نصوص الكتاب والسنة تأويلا يلائم أغراضهم ، على أن كل آية ، بل كل كلمة فى القرآن ، تخفى وراءها معنى باطنا لا يكشفه الله إلا للخاصّة من عباده الذين تشرق هذه المعانى فى قلوبهم فى أوقات وجدهم ، وهناك تأثر واضح للصوفية من المعتزلة ، فهم قد جعلوا مسألة القدر ، التى هى أهم قضايا المعتزلة ، نقطة أساسية فى مذهبهم ، فقالوا بالجبر على نحو لا اضطراب فيه ، ونلحظ أن التصوف قد انتشر فى فارس ، وفارس من مواطن الاعتزال.

١٤

لذا رأيت أن أكرس جهدى لدرس جهد المعتزلة والأشاعرة إن معظم الآثار التى دارت حول الاعجاز هى لمعتزلى أو لأشعرى.

واختططت للبحث منهجا تاريخيا ، فبعد تمهيد عن نشأة علم الكلام وازدهاره وعن نشأة المعتزلة وارتقائها ثم تدهورها تعرضت لجهود النظام ثم الجاحظ يليهما الجبائيات أو على وابنه أبو هاشم ثم الرّمّانى ثم القاضى العظيم عبد الجبار ، وكان ذلك الباب الأول. وقد جعلت الباقلانى وعبد القاهر الجرجانى ـ الأشعريين ـ فى باب ثان أفردته للأشاعرة ونظرية إعجاز القرآن ، وحين تعرضت للزمخشرى ، وما بذله من جهد محمود لم أستطع أن أضعه مع قرنائه فى الباب الأول ، لأنه قد تأثر تأثرا مباشرا بعبد القاهر الجرجانى فاقتضى البحث أن نتعرف أولا على ما قدّمه الجرجانى ثم نقفى ذلك بما زاده الزمخشرى.

ولم يقتصر الأمر على ما بلغ ، فهناك ثلاثة متكلمين بحثوا فى الإعجاز ، أحدهما ظاهرى : وهو ابن حزم الأندلسى والآخران : معتزلى : وهو السكاكى ، وأشعرى : وهو الرازى ، وقد درسوا الإعجاز وتوصلوا فيه إلى رأى خاص بهم طريف ولكنه ليس فى روعة ما فعله الأولون.

وأخيرا انتهى بى البحث إلى أن أتساءل ما ذا قدم المعتزلة للإعجاز وكذا الأشاعرة؟ وفيما اتفقا وفيم اختلفا؟

وبعد ـ فلا بد أن أشير هنا إلى أنّهم قد قدّموا الجديد فى ميدان النقد وميدان البلاغة ، وهل كانت قضية الإعجاز إلا جانبا فلسفيا يعضّده آخر فنى جمالى؟

أما عن المصادر ، فقد تنوعت تبعا لطبيعة البحث ـ وكانت كتب الفرق فى مقدمة المصادر ، وعليها ملحظ ، فمعظم من درس الفرق من المتكلمين كان أشعريا ، فأدى به تعصّبه أن يظلم المعتزلة ويشوّه. آراءهم أو يبترها أو يعتمد على المشهور منها بلا تمحيص ، استخفافا بهم ـ ويظهر أن كتابات ابن الراوندى المخلوع من المعتزلة ، كانت مصدر الأشاعرة عن المعتزلة ، فكيف يطمئنّ إليها ، ولو لا أن قيّض الله لكتب القاضى عبد الجبار أن تظهر وتشرح الرأى الواضح للمعتزلة ، لظل تعصب الأشاعرة فى كتبهم منبعا لنا فى تفهّم آراء المعتزلة وفى

١٥

مناقشة قضاياهم ، لذا كانت مصادرى عن المعتزلة ما كتبه الجاحظ والنظام ، والخياط وعبد الجبار والزمخشرى وكفى بهم مدافعين عن المعتزلة.

هذا بالاضافة إلى كتب الشيعة والمتصوفة التى تبينت منها كيف اختلف مذهبهم عن مذهب المعتزلة والأشاعرة.

وجاءت كتب التفسير والأصوليين عونا على تفهم أوجه النظر فى جهود الفقهاء فى دراسة النظرية ، ثم ذلك التراث الشامخ الذى تركه المتكلمون أنفسهم فى القضية خالصا لها.

واقتضى الأمر أن ألمّ بكتب البلاغة من كتابات الجاحظ إلى ما كتب السكاكى على اختلاف مشارب مؤلفيها وجهودهم فى الابتكار. ولم يفتنى أن أتصدى لما كتب المستشرقون حول القرآن ورأيهم فى إعجازه ، وبالرغم من التعصب الشديد وجدت منصفين منهم قد أعطوا للقرآن حقّه تقديرا واحتراما ، هذا بجانب البحوث الحديثة التى انشغلت بالإعجاز وقدّمت آراء جديدة وأفكارا جادة.

وبعد

فهذا ما هدانى إليه ربى ، أن أقول كلمة فى كتابنا الكريم عساها تنفع الباحثين ، فان وجدوا فيها ما يفيد فلله الحمد أولا وأخيرا ، وإلا فقد ابتغيت الخير ونويت الفائدة وأردت الصّلاح.

١٦

تمهيد

علم الكلام

١ ـ النشأة والازدهار

٢ ـ المعتزلة والأشاعرة

١٧
١٨

أولا : النشأة والازدهار

نشأ علم الكلام بسبب من القرآن الكريم ، والسنة الشريفة. وهو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الايمانية بالأدلة العقلية (١) ، أما عن سبب تسميته «بعلم الكلام» فيقول ابن خلّكان : «إنها كانت لأن أول خلاف وقع فى الدين كان فى كلام الله عزوجل أمخلوق هو أم غير مخلوق؟ فتكلم الناس فيه. فسمّى هذا النوع من العلم كلاما واختصّ به (٢) ، ويقول الشهرستانى : «فخلطت مناهجها بمناهج الكلام ، وأفردتها فنا من فنون العلم ، وسمتها باسم الكلام ، أما لأن أظهر مسألة تكلموا فيها وتقاتلوا عليها هى مسألة الكلام ، فسمّى النوع باسمها ، وأما لمقابلتهم الفلاسفة فى تسميتهم فنا من فنون علمهم بالمنطق ، والمنطق والكلام مترادفان» (٣) ، وهناك آراء أخرى نجدها فيما كتبه ابن خلدون (٤) وغيره (٥) عن علم الكلام وسبب تسميته.

ويحدد الأستاذ أحمد أمين العصر العباسى توقيتا لإطلاق هذا الاسم ويرجح أنه كان فى عصر المأمون لأنه «قبل ذلك كان يسمى البحث فى مثل هذه الموضوعات «الفقه فى الدين» نظير «الفقه فى العلم» وهو علم القانون ،

__________________

(١) ابن خلدون ـ «المقدمة» ٣ / ١٠٣٥ ط الأولى تحقيق على على عبد الواحد سنة ١٩٦٠ م القاهرة ، وانظر فى ذلك ما كتبه الغزالى فى «المنقذ من الضلال» ص ٩٠ ط ٢ سنة ١٩٥٥ م القاهرة تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود ، والفارابى فى «إحصاء العلوم» ص ١٠٧ نشر دار الفكر العربى ـ تحقيق الدكتور عثمان أمين ـ وقد أورد الأستاذ مصطفى عبد الرازق فى كتابه «تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية» الطبعة ٣ سنة ١٩٦٦ م ـ لجنة التأليف والترجمة والنشر ـ كثيرا من آراء الباحثين القدامى فى تعريف علم الكلام ص ٢٦٣ وما بعدها.

(٢) ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ـ ١ / ٦٨٧ ط دار الطباعة المصرية ١٢٧٥ ه‍.

(٣) الشهرستانى ـ الملل والنحل ـ ١ / ٣٠ ط الحلبى تحقيق محمد سيد كيلانى ـ القاهرة ١٩٦١ م.

(٤) ابن خلدون ـ المقدمة ـ ٣ / ١٠٥٤.

(٥) انظر مصطفى عبد الرازق ـ تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية ـ ٢٦٣ وما بعدها. وانظر محمد عبده ـ رسالة التوحيد ، تحقيق طاهر الطناحى ـ كتاب الهلال عدد ١٤٣ سنة ١٩٦٣ م ـ ص ٢٢ و ٢٣.

١٩

فقالوا : الفقه فى الدين أفقه من الفقه فى العلم ، وسمّى أبو حنيفة كتابه فى العقيدة «الفقه الأكبر» (١) ويقول «وقد تعاون على نشوئه وارتقائه أسباب كثيرة بعضها داخلى وبعضها خارجى ، وأعنى بالأسباب الداخلية ، أسبابا صدرت من طبيعة الإسلام نفسه والمسلمين أنفسهم ، وبالأسباب الخارجية أسبابا أتت من الثقافات الأجنبية والديانات المختلفة غير الإسلام» (٢).

فقد تعرض القرآن لأهم الفرق والديانات التى كانت منتشرة فى عهد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمر الرسول أن يدعو دعوته ويجادل مخالفيه (٣) ثم هدأت الحروب وثاب الناس ، فأخذوا ينظرون ويبحثون ، ويتوسعون فى النظر والبحث ، ويدرسون وجوه الفروق والموافقات فاختلفت وجهات النظر وتباينت أصول الآراء تبعا لذلك. ولعل مسألة الخلافة كان لها النصيب الأوفى من جدل المسلمين وخصامهم ، ومن تشاحنهم فى آرائهم نبتت المذاهب.

هذا. وأنّ كثيرا ممن دخلوا الإسلام بعد الفتح ، كانوا من ديانات مختلفة ، يهودية ونصرانية ومانوية ومزدكية وغيرها. ولما اطمأنوا بدءوا ينظرون إلى الاسلام فى أصوله من خلال تعاليمهم الدينية ، التى كانوا عليها. ثم يقارنون فيهاجمون ، فحقّ الرد عليهم (٤).

__________________

(١) أحمد أمين ـ ضحى الاسلام ـ ط ٦ ـ القاهرة ١٩٦٢ م ٣ / ٩ و ١٠ ـ لجنة التأليف والترجمة والنشر.

(٢) أحمد أمين ـ ضحى الاسلام ـ ٣ / ١ ط ٦.

(٣) قال تعالى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتى هى أحسن ـ (النحل ـ ١٢٥)

(٤) يقول ابن خلدون «إن الأول الذين أسلموا وكانوا من أهل الكتاب مثل كعب الأحبار ووهب بن منبّه وعبيد الله بن سلام احتفظوا من عقائدهم القديمة المسيحية واليهودية ، بكل ما لا يتنافى مع الإسلام ولا سيما الروايات المتعلقة ببدء الخلق» ، المقدمة ص ٣٤٩ ط القاهرة ، ويقول المستشرق لويس غردية والأب قنواتى «لقد يصعب على الباحث أن يتبين القدر الذى أثرت به مناظرة المزدكيين والمانويين على الاجتهادات الكلامية الأولى فى الإسلام ، ولنا أن نوجز التوصل إلى التوضيحات التاريخية اللازمة فى هذا الصدد ـ إلا أنّا ـ على كل حال ـ لن نكون مغالين ـ مهما نقل ـ فى تقديرنا لأهمية تلك العلاقات الثقافية المختلفة فى نشأة علم الكلام «فلسفة التفكير الدينى بين الاسلام والمسيحية» ١ / ٥٩. ترجمة الدكتور صبحى الصالح ، والأب فريد جبر ، الطبعة الأولى. بيروت ١٩٦٧ م.

٢٠