مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٢٥٤
تراثنا |
|
|
العدد الثاني [٥٨] |
السنة الرابعة عشرة |
|
محتويات العدد
* تشييد المراجَعات وتفنيد المكابَرات (١٤) .
............................... السيّد علي الحسيني الميلاني ٧
* عدالة الصحابة (٢) .
............................... الشيخ محمّد السند ٥٠
* السُنّة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤) .
............................. السيّد علي الشهرستاني ٧٢
* دور الشيخ الطوسي في علوم الشريعة الإسلامية (٥) .
................................... السيّد ثامر هاشم العميدي ١٠٢
* معجم مؤرّخي الشيعة (٣) .
...................................... صائب عبد الحميد ١٢٤
ISSN ١٠١٦ - ٤٠٣٠ |
ربيع
الآخر ـ جمادىٰ الأُولىٰ ـ جمادىٰ الآخرة ١٤٢٠ هـ * دليل المخطوطات (٥) ـ مكتبة مدرسة الإمام الصادق
عليهالسلام . .............................. السيّد أحمد الحسيني الاشكوري ١٤٦ * فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف
الأشرف (٤) . ............................. السيّد عبدالعزيز الطباطبائي قدسسره ١٦٨ * مصطلحات نحوية (١٣) . ................................. السيّد
علي حسن مطر ١٨٨ * من ذخائر التراث : * الندبة الأُولىٰ للإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما السلام . .................................... تحقيق : فارس حسّون كريم ٢٠٧ * من أنباء التراث . .......................................... هيئة التحرير ٢٣٨ * صورة
الغلاف : نموذج من مخطوطة الندبة الأُولىٰ للإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما السلام ، المنشورة في هذا العدد ، ص ٢٠٧ ـ ٢٣٧ . |
تشييد المراجَعات وتفنيد المكابَرات (١٤) السيّد عليّ الحسيني الميلاني قوله تعالىٰ : ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (١) قال
السيّد ـ رحمه الله ـ : « وسائل الناس عن ولايتهم يوم
يبعثون كما جاء في تفسير قوله تعالىٰ : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) » . قال في الهامش : « أخرج الديلمي ـ كما في
تفسير هذه الآية من الصواعق ـ عن أبي سعيد الخدري أنّ النبيّ قال : ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) عن
ولاية عليّ . وقال الواحدي ـ كما في
تفسيرها من الصواعق أيضاً ـ : روي في قوله تعالىٰ : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) أي : عن ولاية علي وأهل البيت . . __________________ (١)
سورة الصافّات ٣٧ : ٢٤ .
قوله تعالىٰ : ( وَاسْأَلْ
مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ ) (١) ثمّ قال السيّد : « ولا غرو ، فإنّ ولايتهم ممّا
بعث الله به الأنبياء ، وأقام عليه الحجج والأوصياء ، كما جاء في تفسير قوله تعالىٰ : ( وَاسْأَلْ
مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا ) » . فقال في الهامش : « حسبك ما أخرجه في تفسيرها
أبو نعيم الحافظ في حليته وما أخرجه كلّ من الثعلبي والنيسابوري والبرقي في معناها من تفاسيرهم ، وما رواه إبراهيم بن محمّد الحمويني وغيره من أهل السُنّة ، ودونك ما رواه أبو علي الطبرسي في تفسيرها من مجمع
البيان عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وفي الباب ٤٤ والباب ٤٥ من غاية
المرام سنن في هذا المعنىٰ تثلج الأُوام » . فقيل : « قوله : وسيسأل الناس عن
ولايتهم يوم يبعثون ، كما جاء في تفسير قوله تعالىٰ : ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) ؛
ويستند في ذلك إلىٰ ما رواه الديلمي في مسند الفردوس وما ورد في تفسير
الواحدي ، ومجرّد العزو __________________ (١)
سورة الزخرف ٤٣ : ٤٥ .
وقد أورده ( أي ابن حجر ) في زهر الفردوس من جهة الحاكم ، ثمّ قال : ورواه أبو نعيم وقال : تفرّد به علي بن جابر ، عن محمّد بن فضيل . وعلي بن جابر ما عرفته . ( تنزيه الشريعة ١ / ٣٩٧ ) . وراجع ترجمة محمّد بن فضيل في
المراجعة ١٦ » . أقول : أمّا قوله تعالىٰ : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) . وتفسيره في كتب القوم : أي عن
ولاية عليٍّ . . . فقد نقل السيّد رحمه الله ذلك بواسطة كتاب الصواعق
المحرقة للحافظ ابن حجر المكّي ، عن الديلمي والواحدي ، فقد رويا ذلك عن بعض الصحابة . . وهذا المفتري المعترِض عليه لا
ينكر وجود تلك الرواية ، ولا كون رواتها من علماء أهل السُنّة ، غير إنّه يقول : « مجرّد العزو إلىٰ كليهما
ممّا لا تقوم به حجّة عند أهل العلم ، بل لا بُدّ من صحّة النقل » . . ثمّ إنّه يسبُّ ويشتم بما هو
وأولياؤه أَوْلىٰ به ، ونحن لا نجيبه عليه . . وإنّما نقول : * أوّلاً
: لماذا لا تقوم الحجّة بمجرّد
عزو الحديث إليهما وهما من كبار محدّثي القوم المعتمَدين ، كما يظهر ممّا ذكروه بتراجم الرجلين ووصفوهما بالأوصاف الضخمة والألقاب الفخمة ؟!
وهكذا يوجد الثناء بالجميل ،
ووصفه بالأوصاف الجليلة الضخمة في المصادر التالية : معجم الأُدباء ١٢ / ٢٥٧ ، وفيات الأعيان ٣ / ٣٠٣ ، طبقات الشافعية ـ للسبكي ـ ٥ / ٢٤٠ ، تاريخ ابن كثير ١٢ / ١١٤ ، طبقات المفسّرين ١ / ٣٨٧ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٠٤ ، شذرات الذهب ٣ / ٣٣٠ ، بغية الوعاة ٢ / ١٤٥ ، مرآة الجنان ٢ / ٩٦ . وتوفّي الواحدي سنة ٤٦٨ . * وثانياً
: متىٰ كان أهل البغي
والافتراء ملتزمين بصحّة النقل ؟! فكم من حديثٍ صحيحٍ يحتجُّ به الإمامية فلا يُقبل احتجاجهم به ؟! وكم من حديثٍ يَحتجُّ به
هؤلاء الضالّون ، وعلماؤهم ينصّون علىٰ عدم جواز الاعتماد عليه ؟! * وثالثاً
: إنّه من الواضح جدّاً أنّ
علماءنا إنّما يقصدون من الاحتجاج بروايات القوم إلزامَهم بها ، وإلّا ، فإنّ ما يسمّونه بالصحيح من كتبهم غير صحيح عندنا ، ولا يجوز لهم الاحتجاج علينا حتّىٰ بأصحّ الأسانيد عندهم أبداً . * ورابعاً
: إنّ أقلّ ما يترتّب علىٰ
نقل مثل هذه الروايات عن كتبهم هو بيان كونها واردةً في كتب الفريقين ومنقولةً عن طرق الطرفين ، وهذا ممّا يفيد ـ ولو في الجملة ـ الوثوق بصدور الحديث وثبوته . * وخامساً
: إنّ رواية تفسير الآية
المباركة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام غير منحصرة بالواحدي والديلمي وﭐبن حجر المكّي ، فمن رواتها جملة من أعلام المحدّثين وكبار الحفّاظ ، بين من رواها في كتابه أو وقع في طريق إسنادها ، ومنهم : ١ ـ ابن إسحاق ، كما في المناقب لابن شهرآشوب . ٢ ـ الأعمش ، كما في المناقب لابن شهرآشوب .
* وسادساً
: لقد ورد خبر تفسير الآية
بولاية أمير المؤمنين في مختلف كتب القوم ، فمنهم من رواه بسندٍ أو أسانيد عديدة ، ومنهم من أرسله إرسال المسلّم ، ومنهم من أضاف إليه بعض الشواهد من الأحاديث الأُخرىٰ : ١ ـ رواية الحبري : قال الحسين بن الحكم الحبري ،
المتوفّىٰ سنة ٢٨٦ : « حدّثني حسين ابن نصر ، قال : أخبرنا القاسم بن عبد الغفّار العجلي ، عن أبي الأحوص ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن ابن عبّاس ، عن قوله : ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) ، قال
: عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام» (١) . ٢ ـ رواية أبي نعيم الأصبهاني : لقد روىٰ الحافظ أبو
نعيم الأصفهاني في كتابه ما نزل
في عليّ خبر نزول الآية المباركة بشأن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عن طريق الحبري ، حيث رواه عنه بسندين : * أحدهما
: قوله : « حدّثنا محمّد بن المظفّر ، قال : حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن القاسم البزّاز ، قال : حدّثني الحسين بن الحكم . . . » . *
والثاني : قوله : « حدّثنا محمّد بن عبدالله بن سعيد ، قال : حدّثنا الحسين بن أبي صالح ، قال : حدّثنا أحمد بن هارون البردعي ، قال : حدّثنا الحسين بن الحكم . . . » . __________________ (١)
تفسير الحبري : ٣١٣ .
عن
ولاية عليّ ، فمن كانت معه وإلّا ألقيناه في النار ، وذلك قوله : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) . * وقوله
: « أخبرنا أبو الحسن الأهوازي ، أخبرنا أبو بكر البيضاوي ، حدّثنا علي بن العبّاس ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدّثنا محمّد بن أبي مرة ، عن عبدالله بن الزبير ، عن سليمان بن داود بن حسن بن حسن ، عن أبيه ، عن أبي جعفر في قوله : ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال :
عن ولاية علي » . ( قال ) : « ومثله عن أبي
إسحاق السبيعي ، وعن جابر الجعفي في الشواذ » . * وسابعاً
: ومن العلماء الأعلام من أرسل
هذا الخبر إرسال المسلّم ، وأيّده بشواهد من سائر الأحاديث المعتبرة ، وإليك بعض النصوص : * قال
شهاب الدين الخفاجي (١) : « قال الحافظ جمال الدين
الزرندي (٢) ـ عقب حديث : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ـ : قال الإمام الواحدي (٣) ـ رحمه
الله تعالىٰ ـ : هذه الولاية التي أثبتها __________________ (١)
وهو : شهاب الدين أحمد بن محمّد الخفاجي ، المتوفّىٰ سنة ١٠٦٩ ، ترجم له المحبّي في خلاصة
الأثر في أعلام القرن الحادي عشر ووصفه
بأوصاف جليلة ، له مؤلّفات منها : حاشية
تفسير البيضاوي ، شرح الشفاء للقاضي عياض ، تفسير آية المودّة ، وغير ذلك . (٢)
توجد ترجمته في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٤ / ٢٩٥ ، وشذرات الذهب ٦ / ٢٨١ وغيرهما من المصادر . . وكان حافظاً ، فقيهاً ، ولي قضاء المدينة المنوّرة ، ودرّس بالحرم النبوي الشريف ، وتوفّي سنة ٧٥٠ . (٣)
تقدّم موجز ترجمته .
ـ
إجازة ـ ، أنبأنا عبد الحميد بن محمّد الخواري ـ إجازة ـ ، عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي ، قال ـ بعد روايته حديث : مَن كنت مولاه فعليّ مولاه ـ : هذه الولاية التي أثبتها
النبيّ لعليٍّ مسؤول عنها يوم القيامة . أخبرنا أبو إبراهيم (١) ابن
أبي القاسم الصوفي ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن يعقوب الحافظ ، أنبأنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالله بن محمّد بن عفير ، أنبأنا أحمد بن الفرات ، حدّثنا عبد الحميد الحِمّاني ، حدّثنا قيس ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، عن النبيّ صلّیٰ الله عليه
وآله وسلّم في قوله عزّ وجلّ : ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) ، قال
: عن ولاية عليّ بن أبي طالب . . قال الواحدي : والمعنىٰ
: إنّهم يُسألون هل والوه حقّ الموالاة كما أوصاهم به رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ؟! » (٢) . * وقال
السمهودي (٣) : « قال الحافظ جمال الدين
الزرندي ، عقب حديث : مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه : قال الإمام الواحدي : هذه
الولاية التي أثبتها النبيّ صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم مسؤول عنها يوم القيامة . وروي في قوله تعالىٰ : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) أي :
عن ولاية عليٍّ وأهل البيت . . . __________________ (١)
كذا . (٢)
فرائد السمطين ١ / ٧٨ ـ ٧٩ ح ٤٦ و ٤٧ . (٣)
وهو : الحافظ السيّد علي بن عبدالله الحسني المدني ، المتوفّىٰ سنة ٩١١ ، توجد ترجمته في الضوء اللامع ٥ / ٢٤٥ ، النور السافر : ٥٨ وغيرهما من المصادر .