الحقيقة المظلومة

محمد علي صالح المعلّم

الحقيقة المظلومة

المؤلف:

محمد علي صالح المعلّم


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
المطبعة: العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

الحقيقة المظلومة ـ محمّد علي المعلّم

١
 &

الحقيقة المظلومة ـ محمّد علي المعلّم

٢
 &

الحقيقة المظلومة ـ محمّد علي المعلّم

٣
 &

الحقيقة المظلومة ـ محمّد علي المعلّم

٤
 &

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، محمّد وآله الطّاهرين .

وبعد :

فهذا كتاب وضع للردّ على مزاعم وردت في كتاب صدر عن جماعة أطلقت على نفسها جمعية الشّباب الأوغندي .

وقد تجنّى الكاتب على الشّيعة ومذهب الشيعة ورماهم بكلّ عظيمة زوراً وبهتاناً ، وهو لم يأت بشيء جديد ، وجاء كتابه صدى وتكراراً لما حرّره من سبقه من خصوم الشيعة وأعدائهم جهلاً منهم بحقيقة الشيعة والتشيع واعتماداً منهم على المناوئين . فيما يحرّرون ويكتبون .

٥
 &

وعرفت هذه الجميعة التي ينتمي إليها الكاتب بعدائها للمسلمين ، ورميهم بالكفر والضلال ، والخروج عن الدين ، وتميّز أتباعهم بالغلظة والجفاء والازدراء لكل من لا يسلك مسلكهم ويتبع منهجهم .

وليس من البعيد أن يكون هناك من يحرّكهم لإيقاع الفتنة وإحداث البلبلة وتفريق الكلمة بين المسلمين ، واشتغالهم عمّا هو المهم من قضاياهم وشؤنهم ، وذلك لأنّا نرى ونلمس آثار هذه الأساليب في بقاع مختلفة من العالم ، الأمر الذي يؤكّد أنّ هناك من يسعى للوقيعة بالمسلمين ويغري البسطاء والجهلة ـ باسم الغيرة على الدين ـ ويحرّكهم بإحداث الفتن ، فيستجيب هؤلاء جهلاً منهم بحقيقة الحال .

وقد عانى المسلمون في أوغندا شتّى أنواع الأذى من قبل هذه الجمعية المزعومة واذا كان الدّفاع عن النّفس والمعتقد حقاً مكفولاً لكلّ أحد فمن حقّنا أن ندافع عن أنفسنا ومعتقداتنا ، وندعوا خصومنا إلى التريّث قبل إصدار الحكم لنا أو علينا ، ليتسنّى لهم الوقوف على حقيقة الشيّعة ومعرفة أفكارهم وآرائهم في مختلف القضايا الدينية ، ليكون حكمهم صائباً أو قريباً من الصّواب .

ولذا قمنا بوضع هذا الكتاب ويتضمن إيضاح بعض

٦
 &

الحقائق ، والدّفاع عن معتقدنا ومذهبنا الذي يتمثل في انتمائنا إلى عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في العقيدة والأخلاق والتعاليم .

والعترة النّبويّة هم أهل البيت الّذين نصّ القرآن الكريم على نزاهتهم وطهارتهم في قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وقد روى الحفّاظ والمفسّرون أنّ هذه الآية نزلت في شأن أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كما سيأتي الحديث عن ذلك .

ولا ندّعي أننّا جئنا بشيء جديد ، فإنّ علماء الشّيعة عبر تاريخهم المعطاء قد تصدّوا لردّ كلّ ما قيل أو ما يمكن أن يقال من الشبه والافتراءات حول الشيعة ومعتقداتهم ، وأجابوا عن ذلك بالأدلّة والبراهين .

وإذا كان لنا من دور في هذا الكتاب فهو مواجهة هذا الكاتب والتصدّي للجواب عن مزاعمه بما استفدناه من علمائنا الأجلاء ، وما أثبته علماء السنّة ورواتهم في كتبهم المختلفة مشاركة منّا في الدّفاع عن حريم التّشيّع المقدّس .

ونودّ قبل الدخول في دحض الأباطيل وردّ الإفتراءات أن نذكّر ببعض الأمور نراها مهمّة لمن يريد الدّخول في حوار مع أيّ طرف كان في مثل هذه المجالات .

٧
 &

الأوّل : أن يتحلّى الإنسان بالآداب والتعاليم الإسلاميّة في القول والفعل ، فيتجنّب الفحش من القول والبذاءة من اللفظ ، وان يكون مصداقاً لقوله تعالى : ( وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ١ .

الثاني : أن يكون رائده الحق وهو الهدف الأساسي الّذي يسعى إليه ، كما قال تعالى : ( الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ ) ٢ .

الثالث : الإحتياط التام في نسبة قول أو عقيدة إلى أحد إلّا عن دليل وبرهان ، ويكون منصفاً في أقواله وحكمه على الأمور ، ولا يلقي الكلام على عواهنه .

الرابع : أن يتجرّد عن العصبيّات تجرّداً تامّاً ، وينظر إلى الأمور بواقعيّة ولا يبني أحكامه على قناعات معيّنة منشأها العاطفة وهوى النفس .

الخامس : إذا أراد أن يحكم على شيء أو لشيء فلا بد من التثبّت معتمداً في ذلك على المستند الموثوق والمصدر الصحيح المعترف به عند الطرف المقابل ، لا أن يعتمد على الخصم ويبني حكمه على ما يقوله الخصم ، فإن ذلك إجحاف غير مقبول .

وبعد هذا فلا بدّ لنا أن نذكر تعريفاً إجماليّاً عن الشّيعة

__________________

١) سورة النحل ، الآية ١٢٥ .

٢) سورة يونس ، الآية ٣٥ .

٨
 &

والتشيّع وما هي حقيقة مذهب الشيعة ؟ فنقول : الشّيعة في اللغة هم الأتباع والأنصار ، وأصله من المشايعة وهي المطاوعة والمتابعة ، ومنه قوله تعالى : ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) ١ وقوله تعالى : ( هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ) ٢ واختصّ هذا اللفظ بمن تابع عليّاً وبنيه عليهم‌السلام وأقرّ بإمامتهم فحيثما أطلق هذا اللفظ من دون قرينة انصرف إليهم وصار في عرف الفقهاء والمتكلّمين من الخلف والسلف يطلق على أتباع علي وبنيه كما قال ابن خلدون في مقدّمته ٣ .

١ ـ متى بدأ التشيّع :

إنّ من يرجع إلى ما دوّنه الحفّاظ ، وكتب السّيرة ، وتاريخ الإسلام في أيّامه الأولى يرى أنّ التشيّع كان معروفاً ، وأنّ بعض الصحابة عرفوا به ، بل إنّ هذا اللّفظ جاء على لسان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في كثير من الروايات ، وكان يعني به معناه اللّغوي المعروف .

وقد روى الحفّاظ كثيراً من الرّوايات في مدح الشّيعة ،

__________________

١) سورة الصافات ، الآية ٨٣ .

٢) سورة القصص ، الآية ١٥ .

٣) مقدمة تاريخ ابن خلدون : ص ١٩٦ الفصل ٢٧ مطبعة مصطفى محمد بمصر .

٩
 &

رووها عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كما سنورد جملة منها ، الأمر الذي يؤكّد على أنّ التشيّع كان مبدؤه من زمان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله هو واضع بذرته في الإسلام ، لا كما عليه سائر المذاهب الأخرى حيث نشأت في زمان متأخّر ، ولم يكن لها ذكر في عهد الرسالة وزمان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّما برزت نتيجة صراعات سياسية مرّت بها الأمّة الاسلاميّة إبّان الحكم العبّاسي .

وإذا كان الأمر كذلك فإنّ مقتضى العدل والإنصاف الإعتراف بتقدّم مذهب الشّيعة الذي هو مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، على سائر المذاهب الإسلاميّة الأخرى ، وأنّه الأولى بالإتّباع ؛ لأنّ الدليل يسانده والبرهان يعاضده (والحق أحقّ أن يتّبع) .

٢ ـ أحاديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الشّيعة والتشيّع :

وأمّا ما روي عن الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في التّعريف بالشيّعة والتشيّع والحثّ على اتّخاذ التّشيّع للإمام علي عليه‌السلام ومتابعته مسلكاً ومنهاجاً يسير على طريقه الإنسان المسلم في مختلف القضايا والشّؤون الدّينيّة والدّنيويّة ، فقد بلغ من الكثرة حدّاً يمكن القول أنّه متواتر عند كلا الطّرفين الشّيعة والسنّة ، ولم ينفرد بروايته

١٠
 &

الشيعة وحدهم ، وسنقتصر على ذكر بعض ما رواه علماء السنّة في كتبهم المعتمدة ، وعن طريق رواتهم الموثوق بهم عندهم ومن ذلك :

روى السّيوطي في الدرّ المنثور ، عن ابن عساكر بسنده عن جابر بن عبدالله ، قال : كنّا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل عليّ عليه‌السلام فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ١ ، فنزل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ٢ .

وأخرج ابن عدي عن ابن عبّاس قال : لما نزل قوله تعالى : ؟ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ٣ قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : هم أنت وشيعتك .

وأخرج ابن مردويه عن علي عليه‌السلام قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألم تسمع قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم أنت وشيعتك ، وموعدي

__________________

١) الدرّ المنثور لجلال الدين السيوطي : ج ٦ ص ٣٧٩ .

٢) سورة البيّنة ، الآية ٧ .

٣) نور الابصار ، للشبلنجي في مناقب آل بيت النبي : ص ٨٠ ، الطبعة الأخيرة ١٣٩٨ هـ دار المكتبة العلمية بيروت ـ لبنان .

١١
 &

وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين ١ .

وروى ابن حجر في الصّواعق المحرقة : عن ابن عبّاس ، قال : لما أنزل الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوّك غضاباً مقمحين ٢ .

وروى القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة : عن اُم سلمة (رضي الله عنها) قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي وشيعته هم فائزون يوم القيامة ٣ .

وروى الشبلنجي في نور الأبصار عن ابن عبّاس قال : لما نزلت هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ‏) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة

__________________

١) الدرّ المنثور في التفسير المأثور لجلال الدين السيوطي : ج ٦ ص ٣٧٩ .

٢) الصواعق المحرقة لأحمد بن حجر الهيتمي المالكي : ص ١٦١ ، الطبعة الثانية سنة ١٣٨٥ هـ مكتبة القاهرة .

٣) ينابيع المودة للشيخ سليمان ابن ابراهيم القندوزي الحنفي ، باب ٥٦ ج ٢ ص ٤ ، الطبعة الأولى مؤسسة الاعلمي بيروت ـ لبنان .

١٢
 &

أنت وهم راضين مرضيّين ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين ١ .

ورواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة ٢ .

وروى الحمويني الشافعي في فرائد السمطين ٣ عن جابر قال : كنّا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل عليّ عليه‌السلام فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أتاكم أخي ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة .

وروى الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ثلاثة وعشرين حديثاً منها : ما أخرجه باسناده إلى علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ألم تسمع قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم شيعتك وموعدي وموعدك الحوض يدعون غرّاً محجّلين ٤ .

__________________

١) نور الأبصار ، للشبلنجي : ص ٨٧ الطبعة الاخيرة دار المكتبة العلمية ، بيروت ـ لبنان .

٢) الفصول المهمة في معرفة احوال الائمة لابن الصباغ المالكي : ص ١٢٣ مطبعة العدل في النجف ، منشورات الاعلمي ـ طهران .

٣) فرائد السمطين للحمويني الشافعي : ص ١٥٦ ج ١ الطبعة الاولى ، مؤسسة المحمودي ، بيروت ـ لبنان .

٤) شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي : ج ٢ ص ٣٥٦ ، ٣٦٦ ، الحديث ١١٢٥ طبعة ١٣٩٢ هـ منشورات مؤسسة الاعلمي ، بيروت ـ لبنان .

١٣
 &

وأخرج الدارقطني : يا أبا الحسن أما إنّك وشيعتك في الجنّة ١ .

وفي غاية المرام عن المغازلي بسند عن أنس بن مالك ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يدخل من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم ، ثمّ التفت إلى عليّ عليه‌السلام فقال : هم شيعتك وأنت إمامهم ٢ .

ولا يخفى أنّ عدد سبعين يستعمل في لغة العرب للمبالغة ويراد به الكثرة ، وقد ورد في القرآن الكريم في آية الإستغفار للمنافقين مضافاً إلى أنّ العدد لا مفهوم له كما قررّ في علم الأصول .

وان شئت المزيد من الوقوف على الرّوايات الواردة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فراجع الكتب التاليه :

كفاية الطالب للكنجي الشافعي ٣ .

__________________

١) احقاق الحق وإزهاق الباطل : ج ٧ ص ٣٠٩ عن اسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار .

٢) غاية المرام للبحراني : ص ٣٢٨ الطبعة القديمة ، باب ٢٨ العقد الثاني .

٣) كفاية الطالب للكنجي الشافعي : ص ٣٥٣ مطبعة الغري ، النجف الأشرف ١٣٥١ هـ .

١٤
 &

المناقب للخوارزمي الحنفي ١ .

ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ٢ .

تفسير الطبري ٣ .

تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ٤ .

فتح القدير للشوكاني ٥ .

روح المعاني للآلوسي ٦ .

__________________

١) المناقب للخوارزمي الحنفي ، تحقيق الشيخ المحمودي : ص ٢٦٦ ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم ـ ايران .

٢) ترجمة الامام علي بن أبي طالب لابن عساكر : ج ٢ ص ٤٤٢ ح ٩٥٨ تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ، الطبعة الثانية ١٤٠٠ هـ مؤسسة المحمودي للطباعة ، بيروت ـ لبنان .

٣) تفسير الطبري لابي جعفر محمد بن جرير الطبري : ج ١٢ ص ١٧١ الطبعة الاولى ، دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان .

٤) تذكرة الخواص لسبط ابن الحوزي الحنفي : ص ٢٧ . مؤسسة أهل البيت عليهم‌السلام بيروت ـ لبنان طبعة ١٤٠١ هـ .

٥) فتح القدير لمحمّد بن علي بن محمّد الشوكاني : ج ٥ ص ٤٧٧ دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان .

٦) روح المعاني لآلوسي : ج ٣٠ ص ٢٠٧ ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان .

١٥
 &

وغيرها من كتب السنّة .

وهنا ينبغي أن ننبّه على أمر مهمّ وهو أنّ الرجوع إلى هذه المصادر لا بدّ وأن يكون إلى طبعاتها الأولى لا الأخيرة ؛ لأن الأيدي الامينة استطالت وأخذت تعبث بحذف الروايات الواردة في صالح الشّيعة في طبعاتها الأخيرة وهذه معضلة لا ندري ماذا نفعل بإزائها .

فإنّ البعض يعمد إلى الروايات التي يمكن للشيعة أن يحتجّ بها على ما تذهب إليه فيحذفها تحت شعارات التحقيق والضبط والتنقيح خلافاً للأمانة العلميّة وخروجاً على الموازين الشرعيّة والآداب والأخلاق الإسلاميّة ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم .

٣ ـ لماذا مذهب أهل البيت ؟

بعد أن ذكرنا عدة روايات عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مدح الشّيعة وأنّهم الفائزون يوم القيامة وأحلنا على بعض المصادر ، يتبيّن الوجه في ضرورة اتّباع مذهب أهل البيت عليهم‌السلام وأنه المذهب الحقّ الذي سار على منهجه الشّيعة عبر التاريخ وتحمّلوا في سبيل ذلك أشدّ أنواع الأذى ؛ لأنّهم لم يعدلوا عن الحقّ ولم يرضوا بغيره بدلاً

١٦
 &

ونضيف هنا أن ما ذكرناه آنفاً : إنّ القرآن الكريم هو الذي أمرنا بالإتّباع لأهل البيت عليهم‌السلام وأوجب علينا محبّتهم والسير على خطاهم وعرّفنا بمكانتهم ، وأيّد ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في أقواله وأفعاله ، فمن القرآن الكريم آيات عديدة ، ومنها قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ١ .

روى البخاري في صحيحه ٢ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ٣ ، والثعلبي في تفسيره ٤ ، والحاكم في مستدركه ٥ ، والطبري في تفسيره ٦ ، والزمخشري في كشافه ٧ ، وابن الأثير في

__________________

١) سورة الشورى ، الآية ٢٣ .

٢) صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢٣ باب مناقب علي بن أبي طالب ، دار احياء التراث العربي وج ٥٥ ص ١٧١ باب غزوة خيبر .

٣) احقاق الحق وازهاق الباطل : ج ٣ ص ٢ .

٤) احقاق الحق وإزهاق الباطل : ج ٣ ص ٦ .

٥) مستدرك الحاكم ، للحاكم النيسابوري : ج ٣ ص ١٧٢ ط ، الاولى مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية حيدرآباد الهند سنة الطبع ١٣٤١ هـ .

٦) جامع البيان في تفسير القرآن لمحمد بن جرير الطبري : ج ٢٤ ص ١٥ وص ١٦ دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان .

٧) تفسير الكشاف : ج ٣ ص ٤٦٦ و ٤٦٧ دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان .

١٧
 &

جامعه ، ١ وابن الصبّاغ في فصوله ، ٢ والسيوطي في درره ٣ ، والقندوزي في ينابيعه ٤ ، وغيرهم بأسنادهم لما نزلت ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم ، قال : علي وفاطمة وابناهما .

ولا يخفى أنّ وجوب المودّة يستلزم وجوب الطّاعة .

ومنها : قوله تعالى : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ . . . ) ٥ .

وهذه الآية معروفة بآية المباهلة ، وقد أجمع المفسّرون على أنّ الأبناء إشارة إلى الحسن والحسين عليهما‌السلام والنّساء إشارة إلى

__________________

١) جامع الاصول في احاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لمبارك بن محمد (ابن الاثير الجزري) ج ٩ ص ١٥٥ ، دار الفكر ، بيروت ـ لبنان .

٢) الفصول المهمة ، لعلي بن محمد بن أحمد المغربي المالكي : ص ١٦١ ، منشورات الاعلمي طهران .

٣) الدرّ المنثور لجلال الدين السيوطي : ج ٦ ص ٦ و ٧ منشورات محمد امين ، بيروت ـ لبنان .

٤) ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : ج ١ ص ١٠٥ و ج ٢ ص ١٩ ، الطبعة الاولى ، استانبول .

٥) سورة آل عمران ، الآية ٦١ .

١٨
 &

فاطمة عليها‌السلام والأنفس إشارة إلى عليّ عليه‌السلام فجعل الله تعالى نفس علي نفس محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهذه الآية من أقوى الأدلّة على علوّ مرتبة الامام علي عليه‌السلام ، وأنه التالي لرسول الله في الفضائل والمناقب والكمالات .

روى مسلم في صحيحه ١ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ٢ ، والطبري في تفسيره ٣ ، والحاكم في مستدركه ٤ ، والثعلبي في تفسيره ٥ ، وأبو نعيم الأصبهاني في دلائله ٦ ، والواحدي في

__________________

١) صحيح مسلم : ج ٧ ص ١٢١ الطبعة المصرية .

٢) مسند أحمد بن حنبل : ج ١ ص ١٨٥ ، دار صادر ـ بيروت .

٣) جامع البيان في تفسير القرآن : ج ٣ ص ١٩٢ ، الطبعة الميمنية بمصر .

٤) مستدرك الحاكم : ج ٣ ص ١٥٠ ، كتاب معرفة الصحابة ، دار الفكر ، بيروت ـ لبنان .

٥) احقاق الحق وازهاق الباطل : ج ٣ ص ٤٩ ، النجف الاشرف ، منشورات الاعلمي ، طهران .

٦) دلائل النبوة لابي نعيم الاصبهاني : ج ٢ ص ٤٥٥ ـ ٤٥٨ ط / الاولى ، مكتبة العربية ، بيروت ـ لبنان .

١٩
 &

أسبابه ١ ، والبغوي في معالمه ٢ ، والزمخشري في كشّافه ٣ ، والفخر الرازي في تفسيره ٤ ، والذهبي في تلخيصه ٥ ، وابن الجوزي في تذكرته ٦ ، وغيرهم كثير بأسنادهم ـ واللفظ للأوّل ـ قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً ، فقال : ما منعك أن تسبّ أبا التراب فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهنّ له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة أحبّ إليّ من حمر النعم ، إلى أن قال : ولما نزلت هذه الآية : فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم . . دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي .

__________________

١) اسباب النزول لابي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري : ص ٥٩ وص ٦٨ دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان .

٢) معالم التنزيل في تفسير القرآن والتأويل لأبي محمد الحسين البغوي : ج ٧ ص ٤٨٠ ، دار الفكر للطباعة .

٣) تفسير الكشاف للزمخشري الخوارزمي : ج ١ ص ٤٣٤ ، دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان .

٤) التفسير الكبير للفخر الرازي : ج ٧ ص ٨٥ ط / الثالثة .

٥) تلخيص المستدرك لمحمد بن أحمد الذهبي : ج ٣ ص ١٥٠ ، دار الفكر ، بيروت ـ لبنان .

٦) تذكرة الخواص للعلامة السبط ابن الجوزي ، الباب الثاني في ذكر فضائل علي ابن أبي طالب : ص ٢٤ ، مؤسسة اهل البيت ، بيروت ـ لبنان . .

٢٠