الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور محمود قاسم
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
المطبعة: گل‌وردى
الطبعة: ٢
ISBN: 978-600-161-072-1
الصفحات: ٥٠

بسم الله الرحمن الرحيم (١)

الفن السابع (٢)

فى النبات من جملة الطبيعيات

وهو مقالة واحدة

تشتمل على سبعة فصول

__________________

(١) بسم الله الرحمن الرحيم : ساقطة من د ، سا

(٢) الفن السابع ... سبعة فصول : كتاب النبات من كتاب الشفاء ب ، م ؛ الفن السابع من الطبيعيات فى النبات وهو مقالة واحدة تشتمل على سبعة فصول د [ثم تذكر النسخة عناوين الفصول كلها] ؛ الفن السابع من الطبيعيات فى النبات وهو سبعة فصول سا.

١
٢

[الفصل الأول]

(ا) فصل (١)

فى تولد النبات واغتذائه وذكره وأنثاه وأصل مزاجه

أما النبات فقد يشارك الحيوان فى الأفعال والانفعالات (٢) المتعلقة بالغذاء ، إيرادا على البدن ، وتوزيعا ، وإبانة للفضل ، وتوليدا للبزر (٣) المتولد (٤) عنه. ويكون جذبه للغذاء (٥) على سبيل جذب الأعضاء منا ، التي تجذب بقوة طبيعية ليست عن شهوة حسية ، تخص عضوا عضوا ، (٦) كما يخص الجذب عضوا عضوا. وهذه الشهوة هى التي (٧) مع تخيل ما ، وإنما يجب أن تكون مثل هذه الشهوة لما له أن يتحرك إلى طلب غذائه وتحصيله كالإنسان والفرس أو ينبسط إليه وينقبض عنه كالصدف فى غشائه. وأما ما لا سبيل له إلى تحصيل الغذاء بالكسب التابع للانتقال (٨) إليه (٩) أو الانبساط (١٠) إليه على (١١) حال ، بل ليس له من الغذاء إلا ما يتصل به كالنبات ، وما ينجذب إليه لا عن إرادته كالأعضاء ، فليس هناك شهوة ، ولا يحتاج هذا إلى فضل قوة (١٢) فيه.

وبالحرى إن لم يعط النبات حسا ، ولو أعطى لكان معطلا ، إذ كان لا سبيل له إلى الهرب عن ضار ، والطلب لنافع. وأبعد الناس من الحق من جعل للنبات مع الحس (١٣) عقلا وفهما ، مثل أنكساغورس وأنبادقليس وديمقريطيس. فإن كان التصرف فى الغذاء يسمى حياة ، حتى يكون الجسم إذا كان له أن يبقى بالاغتذاء كان حيا ، فإذا عجز عن استبقاء شخصه بالغذاء وتسلط عليه المفسد من خارج حتى غير مزاجه وحلل قوته كان ميتا ، فبالحرى أن يقال (١٤) إن للنبات حياة ، وإن كان من شرط (١٥) الحياة أن يكون مع ذلك إدراك وحركة ما إرادية ، (١٦) فلا يجوز أن تجعل للنبات حياة بوجه من الوجوه. وأكثر الخصام فى هذا لفظى.

__________________

(١) فصل : فصل ا ب ؛ الفصل الأول د ، ط.

(٢) والانفعالات : والانفعال ط.

(٣) للبزر : بالبزر ب ، د ، سا ، ط

(٤) المتولد : للمتولد د (٥) للغذاء : الغذاء م.

(٦) عضوا (الأولى) : ساقطة من د

(٧) التي : + تكون سا. (٨) للانتقال : إلى الانتقال ط

(٩) إله (الأولى) : ساقطة من سا

(١٠) أو الانبساط : والانبساط ط

(١١) على : فى م. (١٢) قوة : قول ط.

(١٣) الحس : حس ط (١٤) يقال إن : يقال د ، سا ، ط ، م

(١٥) من : ساقطة من د ، سا ، ط

(١٦) ما إرادية : بالإرادة ط.

٣

وأما لفظة الحيوان فتشبه أن تكون موضوعة (١) لما له حس (٢) وحركة إرادية. فحينئذ يشبّه أن لا يسمى النبات حيوانا البتة.

وقد فرق قوم بين الحى والحيوان فرقا من هذا (٣) القبيل. وهذا التفريق (٤) بين مفهوم لفظة ذى الحياة ولفظة الحيوان اختلاف لا يعرفه أصحاب اللغات. ولما كان النبات لا حس له ، لم يكن له نوم ولا يقظة ، إذ (٥) كان النوم تعطلا ما للحس ، واليقظة نهوضا ما من الحس. (٦) وأما الذكورة والأنوثة فلقائل أن يقول فى النبات ذكر وأنثى ، ولقائل أن يمنع ذلك ، فإن عنى عان بالذكر جسما (٧) من شأنه أن يكون مبدءا بوجه من الوجوه لتحريك مادة من المواد الموجودة فى مشاركة فى النوع ، أو مقاربة إلى صورة مثل صورته فى النوع ، أو مقاربة له ؛ وبالأنثى (٨) جسما يكون فيه المبدأ المنفعل (٩) القابل (١٠) للصورة على النحو المذكور ، لم (١١) يبعد أن يكون فى النبات ذكر وأنثى ، ولم يبعد أن يكون (١٢) النبت الواحد ذكرا وأنثى ، فيكون من حيث (١٣) تتولد فيه المادة المذكورة أنثى ، ومن حيث فيه قوة تصورها ذكرا. وإن (١٤) عنى بالذكر لا هذا ، بل الذي من شأنه أن ينفصل عنه بأفعال يتولاها جسم من طريق آلات معدة له إلى قابل له ، يؤثر هذا الجسم فى مادة فى ذلك القابل الأثر المذكور ، وتكون الأنثى الذي بإزائه ، وهو الذي يقبل هذا ويستودعه. فلا يوجد فى النبات ذكر وأنثى ، فضلا عن أن يجتمع فى شخص واحد.

ولنسامح الآن ونضع أن القوة التي تفضل من النبات فضلا يدخل فى قوام ما يتولد عنه (١٥) المثل هى (١٦) قوة (١٧) الأنوثة ، وأما القوة التي تتصرف فى هذا الفضل بالتصوير فهى قوة الذكورة. وقد تتلاقى القوتان فى الحيوان عن افتراق فى شخصين تلاقيا فى أحد الشخصين ، كما يقع عند الحبل ؛ وربما تلاقيا وفارقتا (١٨) بعده الشخصين ، مثل ما يعرض فى الطيور إذا باضت ، فإن البيضة حينئذ تشتمل على قوة مولّدة (١٩) وعلى قوة (٢٠) قابلة للتصوير والتوليد ، ولذلك

__________________

(١) موضوعة : موضوعا سا (٢) حس : جنس سا.

(٣) وهذا : وبهذا د ، ط ؛ وهل م

(٤) التفريق : الفريق سا (٥) إذ : إذا د ، سا

(٦) من الحس : للحس ط (٧) جسما : جسما ما ط

(٨) وبالأنثى : والأنثى د (٩) المنفعل : المنفصل د ؛ المنفصل المنفعل سا

(١٠) القابل : المقابل سا (١١) لم : ولم ط

(١٢) يكون (الثانية) : ساقطة ط ؛ + فى النبات م

(١٣) حيث (الأولى): + أن ط

(١٤) وإن : فإن ط (١٥) عنه : منه د ، سا

(١٦) هى : هو سا (١٧) قوة (الأولى) : القوة ط

(١٨) وفارقتا : وفارقا د ، سا ، ط ، م

(١٩) مولدة : ساقطة من سا

(٢٠) وعلى قوة : ساقطة من سا.

٤

ما يتولد فيها الفرخ (١) ويتصور. ويشبه أن يكون حال البزور فى النبات هذه الحال ، إلا أن القوتين لا تتلاقيان فيها عن افتراق فى شخصين ، بل تحصلان لها من شخص واحد. والبذر (٢) يتولد منه النبات عن مبدأ محرك فيه ، وربما تولد عنه تولدا من غير مدد من خارج يعتد به ، كما ينبت الباقلى. (٣) وربما احتاج إلى استمداد مدد يستحيل إلى مشاكلة الجزء المنفعل من أجزائه ، وهو الذي يقوم مقام منى الأنثى ، فتمده القوة النفسانية ، وهو الغذاء. وليس الغرس (٤) حكمه من البزر حكم نطفة الأنثى ، بل حكمه حكم الغذاء ولا يختلف حكمه عند ابتداء توليد النبات من البزور ، (٥) وعند ما يولد ويغتذى ، ولكن حكمه منه حكم الغذاء.

وفى النبات شيء يقوم مقام الرحم والذكر جميعا ، وشيء يقوم مقام البيضة. فأما الشيء الذي هو كالرحم فالهنات التي توجد فى عقد الأغصان (٦) والزرع ، وقد توجد أيضا فى البزور. وهى أشياء متميزة (٧) من تلقائها تتولد الأغصان فى النبات نفسه ، وفى بزر (٨) النبات ، أو ما يقوم مقام الأغصان. وليس يجب أن نظن أن تلك الأشياء هى كالمنى الذكورى ، بل تلك الأشياء مجامع للقوتين جميعا. فهناك تفعل المولدة فى المتولدة فعلها ، وهناك تستحفظ القوتان جميعا ومادتا القوتين ، وهى فى النبات كالأرحام المشتملة ، وفى البزور فكأشياء فى البيض منها تفيض قوة التوليد والتولد معا. وذلك أن فى البيض مبادئ منها يكون (٩) مبدأ (١٠) انبعاث القوتين المجتمعتين. وقد تتميز فى الحس عن سائر أجزاء البيض ، وتكون كأنها فى البيض رحم ثان ، فكأن (١١) البيض غذاء لذلك الرحم.

وبالجملة فإن هذه الأشياء فى البزور والنبات (١٢) ما دامت صحيحة موجودة ولدت (١٣) البزر والنبات ، وإن أصابها آفة لم تولد. (١٤) وفيها يستحفظ قوة التوليد والتولد. (١٥) وليس يجب أن نقول (١٦) التوليد وحده دون التولد ، بل كلا الفعلين يتمان هناك وينبعثان من هناك. وما كان

__________________

(١) الفرخ : القروح سا.

(٢) والبذر : فالبذر د ، سا ، ط ، م

(٣) الباقلى : الباقلاء سا ، ط ؛ المباقلى م

(٤) الغرس : المغرس د ، سا

(٥) البزور : البزر د ، سا ، ط ، م

(٦) الأغصان : الأعصاب م

(٧) متميزة : مثمرة م (٨) بزر : بزور ط

(٩) يكون : ما يكون سا

(١٠) مبدأ : ساقطة من ب.

(١١) فكأن : وكأن د ، سا ، ط

(١٢) والنبات : وفى النبات ط

(١٣) ولدت : ولذات م

(١٤) تولد : متولد م (١٥) والتولد : والتوالد ب

(١٦) نقول : + أن ب.

٥

من الحيوان متميز (١) الأعضاء الآلية لفعل فعل متميز (٢) الذكورة والأنوثة ، وكان إنما يتولد عن فضلة تنفصل عن الذكر والأنثى إلى عضو (٣) خاص من الأنثى قابل له لم يمكن (٤) أن يكون ما يتولد (٥) من (٦) نوعه مثله (٧) متصلا به ، لأن الشخص الواحد لا يكمل لذلك ، لأن فيه مبدأ واحدا. وأما إن كان من الحيوان شيء مداخل الأعضاء ، أى ليس لمبدإ حسه عضو مفرد ، ولغذائه عضو مفرد ، بل ينفذ البعض فى البعض ، ولا تتميز فيه الذكورة من الأنوثة ، فليس توليده من الغير ، بل (٨) من أجزائه ، وليس بعض أجزائه أولى أن (٩) يحدث فيه مبدأ كون (١٠) مثله من بعض ، فليس ما يتولد عنه يجب أن يكون منفصلا عنه لا غير ، فيجوز فى مثل هذا الحيوان أن يبقى بعد البتر. والنبات حكمه حكم هذا الحيوان ، وهو فى ذلك أشد كثيرا ، فكذلك ما يتولد عن النبات نفسه أغصان بعد (١١) أغصان ، كأنها أعضاء بعد أعضاء ، إلا أنها متشابهة جدا فى ظاهر الأمر. وتتولد (١٢) فيها مبادئ مختلفة للتوليد فى مواضع مختلفة ، فتتولد فيها أغصان كثيرة وأصول كثيرة ، وتعود بعد القطع. وإن كان ذلك ليس على ما ظن بعض الناس أنه غير محدود ، بل لذلك حد فى القدر والعدد ، وحد فى الزمان لا محالة يأخذ بعده فى الذبول. فربما ظهر جدا ، وربما لم يظهر الذبول فى الحجم (١٣) لصلابة النبت (١٤) وامتناع الاجتماع نحو التصغر والذبول على أجزائه ، بل يكون ذبوله فى تخلخله لا فى تصغره. ولو لم يكن النبات مستعد الشخص للفناء الذي بعد الذبول الذي (١٥) بعد الوقوف ، لما كان إلى إحداث البذر حاجة حتى يتولد عنه مثله (١٦) من مسقطه. (١٧)

على أن من النبات ما فيه تميز أعضاء بوجه من الوجوه ، فإذا قطع منه مبدأ عضو مخصوص بطل (١٨) كالنخل. (١٩) ويشبه أن يكون من النبات ما يقوم مقام الذكر بأن تكون ملاقاته بوجه من الوجوه معينة (٢٠) على توليد البزر أو الثمرة ، وهذا كالنخل أيضا. ويشبه أن يكون النبات لأجل الحيوانات ؛ (٢١) والحيوانات الأخرى لأجل الإنسان. ولذلك خلق للنبات (٢٢)

__________________

(١) متميز (الأولى) : متميزة ط (٢) متميز (الثانية) : يتميز م

(٣) خاص : خالص س. (٤) يمكن : يكن سا ، م

(٥) ما يتولد : إنما يتولد م (٦) من : عن سا (٧) مثله : مثل د

(٨) بل : ساقطة من م (٩) أن : بأن ط

(١٠) كون : لكون ط (١١) بعد (الأولى) : هذا م

(١٢) وتتولد : ومتولد م. (١٣) الحجم : الجسم ط

(١٤) النبت : المنبت سا (١٥) بعد الذبول الذي : ساقطة من د

(١٦) مثله من : فى د (١٧) مسقطه : تسقطه م

(١٨) بطل : بل د (١٩) كالنخل : كالنخيل ب ، سا

(٢٠) معينة : معينا د ، سا (٢١) الحيوانات (الأولى) : الحيوان د ، سا

(٢٢) للنبات : النبات م.

٦

أحوال بعضها ينفعها (١) فى أنفسها ، مثل كونها ذوات عروق منها تغتذى ، وذوات لحاء (٢) بها تتقى ، وبعضها لينتفع بها غيرها من الحيوان ، كما زين بعضها بالتزايين ، (٣) التي إنما ينتفع بها الحاس لا غير ، وينتفع بها لا المزين ، (٤) بل غيره ، مثل النقوش الحسنة والأراييح الطيبة.

ولما كان التكون بالتصور والتشكل ، والتصور والتشكل لا تنقاد له إلا الرطوبة ، فلا بد فى التصور الأولى من رطوبة ؛ (٥) ولأن قوام المغتذى بالغذاء على أنه شبيه بالقوة ، والغذاء يغذو بالاتصال ، والاتصال لا يسهل إلا بالرطوبة. وأيضا فلا بد فى بقاء المتصور من رطوبة ، وذلك لأن المتصل والمتصل به يتشابهان (٦) بالفعل إذا صار الغذاء غذاء بالفعل ، فيكون الأصل أيضا رطبا فى نفسه إذ كان الوارد شبيها به ولم يجر فى المجارى إلا رطبا. ولما كان الغذاء يحتاج إلى سهولة الافتراق ، وسهولة السيلان ، لم يكن أيضا بد من رطوبة. ولما كان الطبخ والتسييل والتفريق بالتحليل لا يصدر إلا عن الحار ، لم يكن بد للبدن المغتذى من حرارة.

فإذن الحياة النباتية ، وبالجملة الغذائية ، تتعلق بالرطوبة والحرارة. فمزاج كل نبات رطب حار فى نفسه ، وهو الغالب عليه. وإن كان منه ما هو بالقياس إلى أبداننا يابس بارد. وسنتكلم فى هذا الباب بعض الكلام إذا عرض (٧) وقته. وإذا كانت هذه الحياة بالرطوبة والحرارة ، فالموت المقابل إنما يعرض لفناء مادة الرطوبة وطفوء (٨) الحرارة.

وذلك لأن هذه الحياة لجرم رطب وحار ، والرطب الحار يتحلل والمتحلل ينتهى تحلله أو يأتيه بدل ، فالبدل رطب ، فإذا انقطعت مادة الرطوبة وطفئت الحرارة المتعلقة بها على سبيل التغذى ، وعلى نحو ما قيل فى مواضع أخرى ، وعلى ما بسطناه كل البسط فى كتابنا الكبير فى صناعة الطب ، لزم أن يفسد جوهر الذي له هذه الحياة. فإذن استحالة مزاج مثله إلى برد ويبس فناء.

__________________

(١) ينفعها : لنفعها د

(٢) لحاء : الحاء د ، سا

(٣) بالتزايين : بالتزاين م.

(٤) المزين : المتزين سا

(٥) رطوبة : الرطوبة ط.

(٦) يتشابهان : متشابهان ط

(٧) عرض : أعرض م

(٨) وطفوء : وانطفاء ط.

٧

[الفصل الثاني]

(ب) فصل (١)

فى أعضاء النبات فى أول النّشو (٢) وبعد ذلك

أنه كما أن للحيوان أعضاء أصلية (٣) متشابهة الأجزاء ، وأعضاء مركبة ، وللحيوان أشياء ليست بأعضاء أصلية ، بل توابع للأعضاء ، وكالأعضاء ، قد تحدث وقد تبين (٤) مثل الشعر والظفر. وللحيوان (٥) فضول تنتفض ، بعضها (٦) يجمع إلى منفعة النفض منفعة أخرى كالمنى ، وبعضها يقتصر على المنفعة التي تعقب النفض لا غير (٧) كالرمص. (٨)

كذلك للنبات أعضاء أصلية متشابهة الأجزاء ، مثل اللحاء والخشب واللباب الذي (٩) فى الوسط ، وأعضاء مركبة مثل الساق والغصن والأصل. وللنبات أشياء شبيهة بالأعضاء الأصلية وليست بها ، كالورق والزهر وكالثمر ، (١٠) فإنها ليست أعضاء أصلية ، لكنها أجزاء كمالية ، كالشعر والظفر للناس. وأيضا للنبات انتفاض فضل نظير (١١) للقسم (١٢) الأول كالثمار والبزور ، وانتفاض فضل نظير (١٣) للقسم (١٤) الثاني كالصموغ والألبان والسيالات.

وليس الثمرة كالبزر ، فإن الثمرة ليس يحتاج إليه فى جميع أجزائه لا فى أن يكون للنبات عضو أصلى ، ولكن ليكون له توليد. (١٥) والثمرة والبزر يشتركان فى أنهما أشباه الأعضاء ، (١٦) ويفارقان المنى. فإن المنى ليس من أشباه الأعضاء ، ولكن من أشباه

__________________

(١) فصل : فصل ب ب ؛ الفصل الثاني د ، ط

(٢) النشو : النشر م ؛ [نشوت فى بنى فلان ربّيت (نادر) وهو محول من نشأت. ونشا ينشو لغة فى نشأ ينشأ (اللسان)]

(٣) أصلية : صلبة م

(٤) تبين : تنثر م

(٥) وللحيوان : للحيوان م

(٦) بعضها : فبعضها د

(٧) لا غير ساقطة من سا

(٨) كالرمص : كالعضو د ؛ كالرمض سا ، م ؛ [الرّمص فى العين : كالغمص وهو قذى تلفظ به (اللسان)]

(٩) الذي : التي د

(١٠) وكالثمر : والثمر ط

(١١) نظير : نظيرا د ، سا ؛ نظر م

(١٢) للقسم : القسم ط

(١٣) نظير : نظيرا د ، سا ؛ نظر م

(١٤) للقسم : القسم ط.

(١٥) لا فى ... أصلى : ليكون للنبات أعضاء أصلية أو يكون لها توليد وأما البزر فإنه يحتاج إليه فى جميع أجزائه ليكون للنبات أعضاء أصلية م

(١٦) الأعضاء : للأعضاء ط.

٨

الأخلاط. والنبات وإن كان متميز الأجزاء ، فإن أجزاءه تذهب فى جهاته معا ، وليس كذلك أجزاء الثمرة ولا أجزاء الحيوان. (١)

واعلم أن البزر إذا فعلت (٢) فيه القوة المولدة والقوة المتولدة من إصعاد أجزاء وحدر أجزاء (٣) لم يجز أن يقال إن الثقيل يرسب والخفيف يطفو. فقد علمت هذا (٤) علما بل ينسب كل شىء منه (٥) إلى جهة تحريك النفس ، وإن كان الثقيل للإحدار أقبل والخفيف للإصعاد أطوع.

ولم يحسن من ظن أن الشجر الحار (٦) المزاج إنما تقل أصوله ويقل غوصها (٧) بسبب قلة الثقيل (٨) فيه ، كأن الثقيل لو كثر فيه لنفذ فى الأرض نفوذ ثاقب لا يزال يتخلل أثخن الأرض. وقال : إن الأشجار الحارة المزاج لا تعرق عروقا كثيرة ، وإن عظمت ، كالصنوبر. وهذا فساد ظن ، فإن ثقل أجزاء الشىء الأرضى لا ينفذ بها فى خلل الأرض ، ولو كان كذلك لكانت أشياء من العروق المذكورة إذا لاقت سطح الأرض امتنعت عن النفوذ فيه. وليس كذلك ، بل العروق تحدث عن توليد من القوى ، وتنفذ عن طاعة من قواها المنفعلة للقوى الفاعلة. (٩) وما كان أرضيا من الأشجار تستجمع (١٠) فيه عدة من الموجبات لكثرة التعريق. من ذلك أنه أضعف قوى جذب ، فيحتاج إلى تكثير الآلات. ومن ذلك أنه أحوج إلى امتصاص من خالص الأرض والماء ، فيحتاج إلى التعميق. ومن ذلك أنه أثقل من الهوائى المزاج والنارى (١١) إذا قار به فى الحجم ، فيحتاج إلى فضل استظهار يأمن به من (١٢) التزعزع (١٣) عند المصادمات ، وخصوصا (١٤) وفى طبعه (١٥) ما يحطه (١٦) إلى السقوط. وأما الأشجار الحارة فهى مع فقدان هذه العلل شديدة الحاجة إلى اجتذاب الهوائية والنارية فى جملة ما تمتصه ليتولد منها ومن امتصاصها الأرضية غذاء أشبه بجوهرها ، فيجب لذلك أن تقرب فوهات العروق من النسيم. (١٧) ولما كان الحيوان معضودا بالحركة الاختيارية ، وكانت

__________________

(١) الحيوان : الحيوانات ب ؛ ساقطة من د

(٢) فعلت : فعل ب ، د ، سا ، م

(٣) وحدر أجزاء : واحدا وأجزاء د ، ط ؛ وانحدار سا

(٤) هذا : بهذا ط ، م (٥) منه : عنه د.

(٦) الحار : الخارج سا (٧) غوصها : غوصه ط.

(٨) الثقيل (الأولى) : التثقيل د ؛ الثقل م.

(٩) الفاعلة : الفعالة ب (١٠) تستجمع : سيجتمع د ، سا ، م

(١١) والنارى : والنارية ب ، د ، سا ، م.

(١٢) من : ساقطة من د ، سا

(١٣) التزعزع : الزعازع ط

(١٤) وخصوصا : خصوصا سا

(١٥) طبعه : طبيعه د (١٦) ما يحطه : ما يحط م

(١٧) النسم : المتنسم د ، سا ، م.

٩

أعضاؤه متميزة الأوضاع ، لم يحتج إلى كثرة الآلات للاغتذاء. وأما النبات ، فلما كان مركوزا فى موضع واحد ، فلو اقتصر فيه على عرق واحد يأتيه (١) الغذاء من جهته ، لكان معرضا للتحلل. فإنه كان إنما يصل إليه من الغذاء ما يؤديه ذلك العرق وحده ، وكان (٢) لا يبعد أن يكون ما يؤديه ذلك العرق بالامتصاص الطبيعى لا بالمضغ والبلع الإرادى قاصرا عن الكفاية. وخصوصا ، ويحتاج قبل الامتصاص أو معه إلى إحالة ما إذا قبلها الغذاء صلح حينئذ للتوزيع ، وقبل ذلك إنما هو أرض وماء وما معهما ، (٣) أو شىء قريب منهما. وربما كانت الجهة التي ينبعث إليها العرق (٤) ضعيفة الطعم ، أو قد عرض لها آفة من الآفات ، وليس للعرق أن ينحرف عنها (٥) اختيارا انحراف (٦) الحيوان عن مثلها ، ليستبدل الخصب على الجدب ، ويختار السالم من الممتص (٧) على المئوف. (٨) فكثر لذلك عروقه ، ليس (٩) لأن النبات كثير الأوائل فيحتاج كل أول إلى عرق أو يعرض (١٠) لعدة (١١) منها عرق. فإنه قد كان يجوز أن يكون عرق واحد يقوت الأوائل الكثيرة ، أو عروق كثيرة تقوت (١٢) أولا واحدا ، بل السبب فيه ما ذكرنا.

ولهذا فى الحيوان نظير (١٣) معلوم ، فإن المعدة لما كان ما يأتيها عن اختيار وعن آلات معدة للاختيار ، صار المنفذ الواحد يكفيها. وأما الكبد فلما كان امتصاصه للغذاء طبيعيا شبيها (١٤) بامتصاص النبات ، كثرت عروقه ، وتشعبت (١٥) شعبا (١٦) آخذة فى جهات شتى تجتمع إلى ساق واحد. ومن شأن العرق المنبعث عن الهيئة الرحمية التي فى البزر أن يأخذ فى (١٧) جهة ، ومن شأن الشعبة النباتية (١٨) الساقية والفرعية أن تأخذ إلى جهة ، وينسلخ (١٩) البزر متعلقا منهما فى طرف. وذلك لأنه ليس كل البزر هو المبدأ المذكور بل جزء منه ، وسائره كالمادة التي ترسل فيما تنبت قليلا قليلا على سبيل التغذية ، كذلك إلى أن يستحكم قوته ، ويبلغ

__________________

(١) يأتيه : فأتيه م (٢) وكان : فكان سا ، ط ، م

(٣) وما معهما : ويتبعهما د. (٤) العرق : العروق سا ، ط

(٥) عنها : عنه د ، سا ، ط ، م

(٦) انحراف : كانحراف ط.

(٧) الممتص : المماص د ؛ سا (٨) المئوف : ووف د

(٩) ليس : وليس ط (١٠) أو يعرض : يعترض د ؛ أو يعترض سا

(١١) لعدة : لكل عدة سا ؛ بعده م

(١٢) تقوت : تعول د ، سا ، م.

(١٣) نظير : نظر م (١٤) شبيها : شبها م

(١٥) وتشعبت : وشعبت ب ، د ، ط ، م

(١٦) شعبا : شعوبا ب ، د ، سا ، م.

(١٧) فى : من ط. (١٨) النباتية : الثانية د ، م ؛ النابتة سا ، ط.

(١٩) وينسلخ : ويتسلم د ، سا ، طا.

١٠

أن يمتص (١) من الأرض ، كما يتدرج ولد الحيوان من الاغتذاء (٢) بدم الطمث من السرة ، إلى أن يكون له أن يغتذى (٣) باللبن من الثدى بالإرادة ثم باللبن إلى أن يكون له أن يغتذى بما تنقله إليه يده من الأغذية التي تلقط وتجنى وتحصل بالإرادة. فيكون أول ما يغتذى به طبيعيا مطلقا ، والثاني طبيعى التولد إرادى التناول باستعمال عضو واحد ، والثالث (٤) صناعى التولد إرادى التحصيل والتناول (٥) معا.

وكذلك (٦) المبدأ المولد فى النبات يهيئ من نفسه أولا عرقا صغيرا يمتص منه مصاصة قليلة من خارج يستعين به على إنشاء الفرع والعرق القوى النافذ فى الأرض ، فإنه (٧) يكتفى بمعونة مادة يسيرة رطبة من خارج فى تغذية ما يشاء منه فرعا وعرقا. (٨) وأكثر ما ينفق عليه إنما هو من الموجود فى محله ، وهو البزر وبعد ذلك فإنه لا يزال النبات يزداد امتصاصا (٩) من خارج (١٠) وإرسالا (١١) من داخل ، حتى يتوافى فناء المادة التي من داخل وانتعاش القوة الممتصة من خارج. فحينئذ يكون حشو البزر قد توزع فى التوليد ، واستقل (١٢) الناشئ بالاغتذاء ، وتعطل الغشاء الذي كان لغرض (١٣) وقايته ، لا لكونه مادة (١٤) تعطل (١٥) المشيمة وما معها ، وتهيأت الشعبة العرقية الصغيرة للسقوط لتعطلها ، كالسرة عند الاستغناء عنها.

__________________

(١) أن يمتص : إلى أن تمص ط

(٢) الاغتذاء : الغذو ب ، د ، سا ، م.

(٣) يغتذى (الأولى) : يتغذى سا

(٤) والثالث : والثاني د

(٥) والتناول : والمتناول د.

(٦) وكذلك : فلذلك د ؛ فكذلك سا ، ط ، م.

(٧) فإنه : فإنها د ، سا ، ط ، م

(٨) وعرقا : عرقا ط.

(٩) امتصاصا : امتصاصه م

(١٠) من خارج : ساقطة من ب ، م

(١١) وإرسالا : إرسالا ط ، م

(١٢) واستقل : واشتغل ط

(١٣) لغرض : لعرق م

(١٤) مادة : + متولد د ، سا

(١٥) تعطل : وتعطل م.

١١

[الفصل الثالث]

(ج) فصل (١)

فى مبادئ التغذية والتوليد والتولّد فى النبات

هذه المبادئ الرحمية التي منها ينبت النبات عن بزره (٢) وعن غصنه ، ويختلف حالها فى الغصن والبزر. وذلك لأنه إما فى البذر فيكون فى أكثر النبات مبدأ توليده وتغذيته هو بعينه مبدأ التولد عنه ، وإما (٣) فى الغصن فإنه يغتذى (٤) بحزمه (٥) بما (٦) يندفع إليه من عروق جملة الشجر لا من هذه المبادئ. وذلك لأن الغصن يحتاج فى كونه غصنا إلى أن يكون متصلا بأحد أطرافه من الساق اتصال الشبيه بالشبيه مشاركا له فيما يغتذى منه ، ولا يمكنه أن يكون ملاقيا بالمبادئ التي يتفرع عنه (٧) أصلها (٨) ، لأنها إنما تتفرع إلى فوق الغصن أيضا ، وتزيد فى حجم النبات على سبيل الازدياد فى النمو ، وتستمد من تحت على أنه جزء.

وأما البزر فإنه كشىء (٩) متميز ومخالف الجوهر لجوهر ما ينبت منه ، وليس مما يتم جوهره مما ينبت ويزيد (١٠) فيه على سبيل النمو فإن النبات لا يصير أعظم ببزره ، بل بعظم ساقه وأغصانه. فيجوز أن يكون الجزء الذي يغتذى به أولا ، هو الجزء الذي يولده عنه ثانيا فى زمانين ، وأن لا يحتاج إلى مبادئ توليدات للازدياد ليست فى جهة اغتذائه. وأما الغصن والنبات فيفرّع (١١) إلى فوق ويغتذى من أسفل ، وذلك له فى زمان واحد ، فيجب أن يفترق أولاه. (١٢)

ولما كانت المبادئ فى البزور بهذه الصفة افتراق أوضاعها بحسب افتراق المصالح ، وكان فى بعضها وهو فى الأكثر يلى الطرف الأعلى ، لأن أكثر الغرض فى البزر والتوليد ، وتوليده التفريع ، والتفريع إلى فوق ، فلذلك جعل فى الأكثر إلى فوق ، لكنه لم يجعل فى الطرف نفسه ، لئلا يعسر امتصاص الغذاء به ، إذ كان الغذاء إنما يأتيه من تحت ؛ (١٣) وفى بعضها جعل إلى الوسط من طوله ، إذا كان المزاج من البزر أضعف ، ومنازعته (١٤)

__________________

(١) فصل : فصل ب ؛ الفصل الثالث د ، ط.

(٢) عن بزره : غريزية م.

(٣) فى : ساقطة من ط (٤) يغتذى : يبتدى سا

(٥) بحزمه : بجزء منه د ، سا ؛ بجذبه ط

(٦) بما : لما ط. (٧) عنه : ساقطة من م

(٨) أصلها : أصله ب ، م.

(٩) كشىء : شىء م.

(١٠) ويزيد : يزيد ط. (١١) فيفرع : فيتفرع د ؛ يتفرع ط

(١٢) أولاه : أولا ط. (١٣) تحت : ساقطة من د.

(١٤) ومنازعته : ومنازعه د ، سا.

١٢

فيما يأتيه من الغذاء أقوى ، مثل الحنطة والشعير. وفى بعضها جعل المبادئ إلى تحت ، إذ كانت الدواعى إلى ذلك أشد ، مثل ما عرض لحبوب الفواكه الكثيرة الحبوب عددا لصغيرتها حجما.

ولما كان البزر ليس الغرض فيه نمو (١) نفسه ، (٢) بل نشوء غيره عنه ، لم يحتج إلى أن تكون فيه مبادئ كثيرة ، حاجة النبات المحتاج إلى كثرة الفروع. وكفى فى كل بزر مبدأ واحد يتولد عنه نبت واحد ، (٣) ويتولد فى ذلك النبت مبادئ كثيرة. ولما كان كذلك ، وكانت الطبيعة هديت بتسخير القوة الإلهية إلى تضعيف كل حب ولبه ، لتكون لآفة إذا عرضت لم تفش فى الكل كعادتها فى أكثر (٤) ما يتولد عنها من أعضاء الحيوان ، إلا ما لا سبيل إلى تضعيفه لفساد (٥) يعرض عن (٦) تضعيفه ، خلقت هذه المبادئ فى الحد المشترك ، وملتئمة (٧) من كل واحد منهما. فإن كان التئام الجزءين (٨) ضعيفا كان المبدأ أيضا (٩) ملتئما (١٠) من قطعتين التئاما ضعيفا ، كما فى الباقلى ؛ (١١) وإن لم يكن ضعيفا ، كان المبدأ (١٢) كذلك ، كما فى الحنطة. والتكون (١٣) عن هذا المبدأ (١٤) شىء كأن أوله هو (١٥) لهذا المبدأ. وليس هو بالحقيقة كذلك ، فإن هذا المبدأ هو مكان للمتكون والمغتذى ، لا نفس المتكون (١٦) والمغتذى للنمو. لكن ما يشتمل عليه من المادة هو أول متصور ، وما يشتمل عليه سائر جوهر البذر والحب هو أول غذاء. والقوتان اللتان فيه تزدادان بالانتعاش (١٧) والانتشار ، من حيث يصدر عنهما (١٨) الغذو ، (١٩) ويبطلان من حيث هو التوليد ، ويتعطلان إلى أن يتخلق منوىّ. (٢٠)

هذا هو المشهور الظاهر ، إلا أن الحق هو (٢١) أن النفس واحدة ، ولها قوى تنبعث عنها بحسب وجود القابل ، وأن هذه الوجوه كالجزء من النفس التي كانت فى الأصل الذي

__________________

(١) نمو : هو م (٢) نفسه : غيره سا.

(٣) واحد : واحدة ط (٤) أكثر : الأكثر ط

(٥) لفساد : + ما ط (٦) عن : من ط

(٧) وملتئمة : وملتامة د

(٨) الجزءين : الحدين د ، سا

(٩) أيضا : + ضعيفا م

(١٠) ملتئما ، ملتاما د

(١١) الباقلى : الباقلا ط

(١٢) أيضا ... المبدأ : ساقطة من سا.

(١٣) والتكون : وإذا تكون سا ، طا.

(١٤) المبدأ (الأولى): + هو م

(١٥) هو (الأولى) : نموا سا ، ط

(١٦) للمتكون : للتكون م

(١٧) بالانتعاش : بانتعاش د ؛ بالانتفاش ط

(١٨) عنهما : منهما ب ، ط ، م

(١٩) الغذو : التغذى ط (٢٠) منوى : مثوى د ، ط ، م.

(٢١) هو : ساقطة من د.

١٣

تولد عنه البزر. وإذا كانت الأنفس النباتية والحيوانية قد تتجزأ بتجزؤ (١) الموضوع ، على ما سنعلم ، فإذا حصلت فى البزر كان البزر محلا (٢) للقوة الغاذية ، لصلوحها لاستعماله. وإلى أن تتخلق (٣) آلة التوليد تكون المولدة غير موجودة بالفعل مولدة ، فإذا وجدت الآلة انبعثت المولدة عن تلك النفس الأولى ، التي هى بالحقيقة غاذية ومولدة.

وقد شرحنا هذا فى كلامنا فى النفس. ويكون نشو ما ينشأ لتحريك القوة المولدة لا غير ، ولا يكون (٤) لحركات (٥) الثقل والخفة (٦) فيه تأثير ، إلا (٧) أن الثقيل يكون أطوع للتحريك إلى أسفل منه للتحريك (٨) إلى فوق ، على أنه قد يتحرك إلى فوق. (٩) والخفيف يكون أطوع للتحريك إلى فوق (١٠) منه (١١) للتحريك إلى أسفل ، على أنه (١٢) يتحرك إلى أسفل. وربما حرك (١٣) فى بعضها الثقيل إلى فوق ، أكثر منه إلى أسفل ، بل ذلك فى الأكثر. وربما حرك فى بعضها الخفيف إلى أسفل ، أكثر منه إلى فوق ، على حسب الأوفق لذلك الكائن.

__________________

(١) بتجزؤ : ساقطة من د.

(٢) محلا : محللا م

(٣) تتخلق : + له ط.

(٤) ولا يكون : فلا يكون سا

(٥) لحركات : لتحريك ب ؛ الحركات م

(٦) والخفة : ساقطة من م.

(٧) إلا : لام

(٨) للتحريك : إلى التحريك ط

(٩) على أنه قد يتحرك إلى فوق : ساقطة من ب ، سا

(١٠) والخفيف ... فوق : ساقطة من سا.

(١١) منه : ساقطة من م

(١٢) أنه : + قد د ، سا

(١٣) حرك : خرق م.

١٤

[الفصل الرابع]

(د) فصل (١)

فى حال (٢) تولّد أجزاء النبات وحال اختلافها واختلاف النبات بحسب البلاد

ويتولد أول ما يتولد عن النبات الشجرى أولية بالطبع ؛ ليس يجب أن تكون بالزمان أو بالكمال (٣) طبقات ثلاث ، تقوّم جرمه ، (٤) اللب وما يتصل به ، والعود من الخشب وما يشبهه وما يتصل به ، واللحاء وما يتممه وما يتصل به. وقد يصحب تكوّن ذلك تكوّن الورق ، فإن الورق خلق للوقاية ، وهو فى مثل ذلك الوقت أوقى ، إذ الحاجة فى مثل ذلك الوقت إلى الوقاية أشد. ولذلك ما يكون حجم الورق فى أكثر الأحوال عند ابتداء النشو ، أعظم من حجم الساق. والسبب فى ذلك اثنان : أحدهما من جهة الغاية (٥) ، والآخر (٦) من جهة الضرورة. أما (٧) من جهة (٨) الغاية ، فلأنه كلما كان أعظم كان أوقى. وأما من جهة الضرورة (٩) فلأن (١٠) الشىء العظيم القوى (١١) يتكون من مواد أيبس وأقل طاعة للتكون ؛ والشىء الضعيف الرخو حاجته إلى المادة اليابسة أقل ، وطاعته للتكون أكثر.

وأيضا فإن المستعمل فى ابتداء النشو من حاضر المواد ما هو أرطب ، والقوة تعجز عن امتصاص غير الرطب ، فيعرض أن تكون المادة الساقية أقل ، والمدة فى جملة تكون الساق أطول ، وتكون المادة الورقية أكثر ومدتها (١٢) فى التكون أقصر. فلذلك ما يتكون من الورق حينئذ أعظم حجما من الساق ، فيما من شأنه أن تكون ساقه أعظم من ورقه ، فكيف فيما يكون حجم ورقه أعظم من ساقه ، كما هو موجود فى كثير من النبات.

ولست أعنى بالساق هاهنا الساق المنتصب لا غير ، وهو الذي يختص بالشجر ؛ بل (١٣) أعنى به كل ما هو (١٤) حامل للورق والزهر ، وإن كان خرعا مضطجعا ، كما لكثير من النبات.

__________________

(١) فصل : فصل د ب ، م ؛ الفصل الرابع د ، ط

(٢) حال (الأولى) : ساقطة من د ، سا.

(٣) بالكمال : بالمكان ط

(٤) جرمه : جزء ط ؛ جزء ما منه م

(٥) الغاية : العناية م.

(٦) والآخر : والأخرى ب ، م ؛ وللأخرى د

(٧) أما : فأما د

(٨) جهة (الثانية) : ساقطة من د.

(٩) أما من جهة ... الضرورة : ساقطة من م.

(١٠) فلأن : فان م

(١١) القوى : الذي سا.

(١٢) ومدتها : ومدته د ، سا ، ط ، م.

(١٣) بل : ساقطة من م.

(١٤) هو : ساقطة من ط.

١٥

وأما النبات البقلى فكثير منه لا ساق له منتصب ولا مستند ، إنما (١) هو ورق لا غير وأصل كالخس والحمّاض والسّلق. وذلك بحسب (٢) أغراض للطبيعة (٣) تجتمع مع اقتضاء (٤) المواد وطاعتها ، ومع مصالح تنضم إلى الأغراض يحتاج إليها (٥) فى الأغراض. فإن من النبات ما الغرض الطبيعى فى عوده وساقه ، ومنه ما هو فى أصله ، ومنه ما هو فى غصنه ، ومنه ما هو فى قشره ، ومنه ما هو فى (٦) ثمره وورقه ، ومنه ما للطبيعة فى كل جزء منه غرض ، أو فى بعضه. وإذا وقف الغرض على شىء واحد من هذه الجملة ، وكانت المادة المحتاجة فى تكوينه لا يضطر جذبها (٧) إلى استصحاب فضل عليها ، وكان تكوين (٨) ذلك النبات لا يحوج إلى حدوث أعضاء له غير (٩) الغرض ، قنعت الطبيعة بتكوين المقصود. وإلا لم يكن بد من تكون غيره معه. إما لضرورة ، (١٠) وإما لمصلحة.

ولما كان الشىء الصلب لا يجد غذاء شبيها به دفعة بلا تدريج ، لأن الغذاء كما علمت يجب أن يكون رطبا ، حسن القبول للتشكيل ، (١١) فبينه وبين الصلب مدة ودرجات ؛ (١٢) فلم يكن بد من أن يكون بين الغذاء وبين الخشبية من الأشجار جرم (١٣) أسخف جوهرا ، يسهل (١٤) فيه نفوذ الغذاء إلى أجزاء المغتذى ؛ ووجب أن يمتد فى جميعه امتداد المخ فى العظام ، ووجب أن يقع فى الوسط لتكون القسمة الصادرة عنه عادلة. وهذا هو اللباب الموجود فى الأشجار الخشبية.

وأما الأشجار الخرعة الضعيفة القوام المتخلخلة الحجم ، فإنها لا تحوج إلى ذلك. وما كان غرض الطبيعة فيه منه أن يعظم حجمه ويطول قده فى مدة قصيرة ، امتنع أن يكون صلبا. فإن الصلب يحتاج إلى مادة عاصية ومدة طابخة ؛ والتصرف فى مثلها يحوج إلى طول زمان. فكان غير صلب ، (١٥) بل متخلخلا رطبا (١٦) خفيفا. وكل ما كان منها أطول

__________________

(١) إنما : وإنما ط (٢) بحسب : بسبب ط

(٣) للطبيعة : الطبيعة ط

(٤) اقتضاء : اقتضاب ب ، م ؛ اقتضا ت ط

(٥) إليها : إليهما م. (٦) فى (الثالثة) : من م.

(٧) جذبها : إلى جذبها ط

(٨) تكوين : تكوينها د ، سا ، ط ، م.

(٩) غير : عن م.

(١٠) لضرورة : الضرورة ط.

(١١) للتشكيل : للتشكل ط.

(١٢) ودرجات : درجات م.

(١٣) جرم : حزم سا ؛ + هو ط

(١٤) يسهل : ليسهل ط.

(١٥) صلب : صليب م

(١٦) رطبا : رطيبا سا.

١٦

قامة ، وجب أن يكون أكثر تخلخلا. وكونه كثير (١) التخلخل ، يعرضه للآفات. (٢) فلم يفرق (٣) تخلخله فى جميع أجزائه ، بل جعل محيطه (٤) قويا ، وجعل فى كثير منها بدل التخلخل المفرق (٥) خلاء أنبوبى ، ثم دعم ذلك بعقد فى الوسط لتجمع بين الجوانب ، ولا يدعها تتبدد (٦) إلى التفرق. وكثير منها بلغ بتقوية محيطه وتصليبه وترزينه المبلغ الأقصى ليجمع إلى الخفة الوثاقة. فتكون الخفة للأنبوبية (٧) والوثاقة للصلابة ، وهذه كالرماح. (٨) وكثير منها لما ضعف محيطه ، حشى أنبوبه بحشو قطنى ، (٩) كاليراع.

ولا يجب أن يقال : إن الأنبوب إنما يحدث لتثقب (١٠) عن (١١) نفوذ الحار إلى فوق فى جوف (١٢) النبات. والعقد إنما تكون لعصيان من الرطوبة ، وارجحنان يعصى به ما يدفعه إلى فوق فيحبسه. فإنه ليس ذلك كذلك (١٣) لهذا السبب ، بل للغاية المقصودة ؛ وإن كان لا بد من حار ينفذ فيه (١٤) ورطوبة تثقل ، فيقف فى المجرى ويعقد. ومن شأن الأنابيب القريبة من الأصل والأنابيب القريبة من الطرف الأقصى ، أن يكون ما بين عقدها أقصر ، ويشبه أن يكون الغرض فى ذلك. أما فى الأنابيب السفلى فأن يكون الحامل أقوى من المحمول ، وأما فى الأنابيب العليا (١٥) فأن يكون الطرف الممنو بالدقة والخراعة (١٦) مقصودا بالوثاقة ، والوسط مستغن عن كلا الأمرين لتوسطه. ويشبه أن يكون معين (١٧) الغرض فى ذلك ضرورة من الطبيعة ، فإن الغذاء الثقيل لا يطيع للصعود جدا ، فيبقى (١٨) أكثره فى الأسفل. وإذا كان كذلك تقاربت المعاونات (١٩) للعقد (٢٠) هناك. والقوة لا تكون ثابتة على كمالها فى أقصى الطرف ، فيكون له فى إصعاده ما يصعده وقفات متقاربة. وهذا بعد ترخيص الغرض فى الأمرين.

__________________

(١) كثير : بكثير ط (٢) للافات : للآفة ط ، م.

(٣) يفرق : يفترق د ، سا جعل : جعله م

(٤) محيطه : محتطبة سا. (٥) المفرق : المتفرق ط

(٦) تتبدد : تتبدل م. (٧) للأنبوبية : للأنبوبة ب ، م

(٨) كالرماح : كالرماد د ؛ كالرياح ط.

(٩) قطنى : وطنى م.

(١٠) لتثقب : لتثقيب د ، سا ، طا ، م ؛ لثقب ط

(١١) عن : من د ، سا ، ط ، م.

(١٢) جوف : حشو سا.

(١٣) فانه ليس ذلك كذلك : فان ذلك ليس كذلك ط.

(١٤) فيه : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(١٥) وأما فى الأنابيب العليا فأن : وأن ب ، د ، سا ، م

(١٦) والخراعة : وبالخراعة د ، سا ، ط ، م.

(١٧) معين : معنى د. (١٨) فيبقى : فبقى م

(١٩) المعاونات : المعوقات د ، سا ، م ؛ المعادنات ط

(٢٠) للعقد : للعقد ب ، ط ، م.

١٧

واعلم أن الصلابة تكون لشدة اجتماع اليابس أو جمود الرطب ، والرزانة تكون لكثرة الأرضية. وكثرة الأرضية وحدها لا تفعل الصلابة إذا لم يكن فيما (١) بينها (٢) اتصال لا تتخلله هوائية. ولا يفعل ذلك الاتصال زيادة ثقل كما فى الرمل. والصلابة وحدها لا تفعل الرزانة ، كما فى الحديد ، (٣) بل ربما اجتمع الشيئان معا ، فصلب الشىء ورزن (٤) معا ، وذلك إذا كانت الصلابة لشدة اكتناز الأرضية. والأرضية (٥) لا تتماسك على الاكتناز ، وخصوصا فى المصاعد ، وفى سوق الأشجار وغيرها ، إلا برطوبة. وذلك من شيئين : أحدهما بأن يدغم اليابس فى الرطب فيجتمع (٦) بعضه (٧) إلى بعض ، ولو لاه لما اجتمع. والثاني أن يلصق اليابس باليابس ، فيقيم معه. وأحد (٨) الشيئين للحركة المؤدية إلى الاجتماع فى المتغذيات ، (٩) والثاني للسكون (١٠) الحافظ للاجتماع. (١١) وذلك بأن يتحلل من الرطب الفضل ، ويبقى الماسك الكائن قليلا ، فتكون الصلابة لشدة الاجتماع من اليابس ، والرزانة لكثرة الأرضية.

وقد غلط من ظن أن الرطوبة سبب للرزانة بالذات ، (١٢) إنما هو سبب بالعرض ، وإنما سببه بالذات هو اليبس والبرد ، (١٣) وبالجملة الأرضية. والمثال (١٤) الذي غلطه (١٥) فى هذا هو حال رزانة ثقل البيضة المصعد عنها إذا صمم الإناء ، وخفتها (١٦) إذا لم يصمم. فظن أن ذلك لاحتباس (١٧) الرطوبة الكثيرة. وليس السبب فى ذلك احتباس الرطوبة الكثيرة ، بل جمع الرطوبة التي تكون بقدر اليبوسة. وأما الذي يكشف رأس إنائه ، فإن الرطوبة لا تختنق فيها ، وتجد مخرجا فتنفض (١٨) كلها (١٩) ويصحبها (٢٠) من اليابس ما يلزمها (٢١) فيبقى اليابس غير مجتمع بل متبددا ونافضا أيضا ، بمفارقة ما صحب البخار الرطب من الدخان اليابس.

__________________

(١) فيما : ساقطة من ط (٢) بينها : بينهما د.

(٣) الحديد : الحدود م (٤) ورزن : ووزن سا ، م.

(٥) الأرضية والأرضية : والأرضية سا ؛ على : عن ط.

(٦) فيجتمع : فيجمع د ، سا

(٧) بعضه : بعضها ط. (٨) وأحد : فأحد د ، سا

(٩) المتغذيات : المتفرقات د ، سا ، طا ؛ المغتذيات ط

(١٠) للسكون : السكون ب ، سا ، م

(١١) للاجتماع : للاجماع م.

(١٢) بالذات : + بل ط. (١٣) والبرد : وبالبرد م.

(١٤) والمثال : فالمثال سا (١٥) غلطه : غلط ب ، د ، سا ، م

(١٦) وخفتها : وخفته د ، سا ، م.

(١٧) لاحتباس : الاحتباس م.

(١٨) فتنفض : فتنقصى سا ؛ فتنتقص ط ؛ فتقصى م

(١٩) كلها : كله د ، سا ، م (٢٠) ويصحبها : ويصحبه د ، سا ، ط ، م

(٢١) يلزمها : يلزمه د ، سا ، ط ، م.

١٨

والرطوبة الجامعة ربما (١) كانت دهنية ، وربما كانت مائية ولكن لزجة. أما الدهنية فمثل رطوبة العرعر والسرو ، وأما المائية اللزجة فمثل رطوبة الساج والدّلب. وكل رطوبة دهنية لزجة ، ولا تنعكس.

وقد علمت أن الدهانة كيف تحدث ، وعلمت أن السبب فيها إلحاح الحار على اليابس (٢) بتسخينه ، وتقرير السخونة منه فى أجزاء يابسة تخالط (٣) دخانية ، ولزوجة (٤) تحدث لغليان اليابس فى الحار ، يشتد بها الاتحاد وتنفذ فيها الهوائية. ولذلك (٥) أكثر الأشجار التي بهذه الصفة مرة تعافها (٦) السّرفة والأرضة (٧) لبشاعتها. وأما الرطوبة اللزجة التي لا دهنية فيها ، فتلك التي لا يكون الحار قد فعل فيها هذا الفعل ، وربما عافت السرفة والأرضية (٨) أشجارا مثل هذه لفقدان الدسومة أصلا فانهما (٩) إلى الدسم (١٠) أميل إذا لم يكن شديد (١١) المرارة.

ومع ذلك فان الماسك الدهنى أقبل للتعفن لحرارته (١٢) من الماسك المائى اللزج. (١٣) وأما الماسك المائى الغير اللزج ، فإنه معرض لسرعة اليبس ، وذلك معرض لسرعة التعفن. ولذلك فإن الخلاف (١٤) وما يجرى مجراه (١٥) سريع الفساد. وقصب الرماح ، فإن الماسك فيها من الرطوبة أكثره مائى مع دهنية يسيرة. والبلاد الحارة الرطبة تصلب ما ينبت (١٦) فيها ، وترزنه. أما كونها حارة فيعين فى جذب القوة الغذاء ؛ (١٧) وأما كونها رطبة فيعين فى سرعة انجذاب الغذاء الرطب السيال ، مستصحبا من الأرضية أكثر مما (١٨) يستصحبه الذي لا ينفذ ليبسه. (١٩) فإن الغذاء اليابس كثير (٢٠) اليبس والأرضية فى جوهره ، فإنه لا ينفذ منه فى المغتذى إلا شىء يسير. فالبلاد الحارة الرطبة تحدث فى جملة الرطوبة التي فى أرضها أرضية كثيرة ، بل يتمكن من جذب الأرضية بإسالة الرطوبة إياها ، ثم تتحلل الرطوبة

__________________

(١) ربما : وربما سا ، م. (٢) اليابس : البارد د ، سا

(٣) تخالط : تخالطه د (٤) ولزوجة : ولزوجية ط.

(٥) ولذلك : وكذلك م.

(٦) تعافها : تعافه ط (٧) والأرضة : والأرضية د ، م

(٨) والأرضة : والأرضية د ، م

(٩) فإنهما : فإنها ب ؛ بأنه د ؛ فإنه سا ، م

(١٠) الدسم : الاسم ط.

(١١) شديد : شديدة ط

(١٢) لحرارته : من الحرارة ب ؛ بحرارته ط ؛ ساقطة من م

(١٣) اللزج : واللزج م.

(١٤) الخلاف : الصفصاف وهو شجر عظام [لسان العرب]

(١٥) مجراه : مجراها ب.

(١٦) ما ينبت : ما ينبته ط.

(١٧) الغذاء : للغذاء د ، سا ، ط ؛ + ليبسه طا.

(١٨) مما : ما د ، سا.

(١٩) ليبسه : لفسه ب ، ط ، م

(٢٠) كثير : الكثير ط.

١٩

بتفشية الحرارة وباستغناء القوة النباتية عن كثرتها ، فيما يحتاج إلى تصليبه. وتحتبس هناك يبوسة (١) كثيرة قد جمعتها (٢) الحرارة جمعا شديدا بماسك (٣) الرطوبة ، كما يفعل فى تحجير القراميد.

ولهذا ما تتكون (٤) الأشجار العظيمة الصلبة فى البلاد الحارة الرطبة ، وقد تكون (٥) فى البلاد الباردة (٦) جدا الشمالية ، بسبب الحرارة أيضا والرطوبة. أما (٧) الحرارة فالمحتقنة فى الأرض ، وأما الرطوبة فلكثرة الأنداء ، وأن لا ناشف لها. ومع ذلك فإن البقاع تختلف فى تربية (٨) أجزاء الأشجار ، فرب بقعة تصغر فيها ساق شجرة ، وتكبر ثمرتها ، وتعظم أوراقها ؛ ورب بلاد يكون الأمر فيها (٩) بالعكس. وذلك بحسب ما يوجد من المادة ، فربما كانت المادة الموافقة للساق فيها كثيرة ، والموافقة للثمرة قليلة ، وبالعكس. (١٠)

__________________

(١) يبوسة : رطوبة د

(٢) قد جمعتها : قد جمعها ب ، د ؛ وقد تجمعها م

(٣) بماسك : بمواسك د ، سا.

(٤) تتكون : تكون ط

(٥) تكون : تتكون ط.

(٦) الباردة : الحارة م

(٧) أما : وأما سا.

(٨) تربية : تربيتها سا.

(٩) فيها : ساقطة من م.

(١٠) وبالعكس : + والله المدبر بسر إلهيته سا.

٢٠