الحاوي في الطّب - ج ١

أبي بكر محمّد بن زكريّا الرازي

الحاوي في الطّب - ج ١

المؤلف:

أبي بكر محمّد بن زكريّا الرازي


المحقق: د. محمّد محمّد إسماعيل
الموضوع : الطّب
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2961-9
الصفحات: ٥٨٦

١
٢

٣
٤

٥
٦

ـ الباب الأول ـ

في السكتة والفالج والخدر والرعشة وعسر الحسّ

وبطلانه والاختلاج وجمل أمر علل الحسن والحركة والأشياء المضادّة

بالعصب وعلاج الرأس والمالنخوليا

المقالة الأولى من الأعضاء الألمة

قال : ينبغي أن تكون عالماً بالعصب الذي يأتي إلى كل واحد من الأعضاء وما منها عصب الحسن وما منها عصب الحركة ، فالعصب الذي ينبك في الجلد يحسن والذي يكون منه الوتر يحرّك ، وفعل العصب يبطل إما بتره البتة في العرض أو رضة أو سدّة أو لورم يحدث فيه أو البرد شديد يصيبه ، إلا أن الورم ، والسدة والبرد قد يمكن أن يرجع فعله إذا ارتفعت عللّه ، وإن حدث في نصف العصب عرضاً قطع استرخت الأعضاء التي في تلك الناحية ، وإن شق العصب بالطول لم ينل الأعضاء ضرر البتة ، فاقصد أبداً عند بطلان حسن عضو أو حركة إلى أهل العصب الجائى إليها فإن كان قد برد فأسخنه بالأضمدة؛ وإن كان قد ورم فاجعل عليه المحللة ، وإن كان قد قطع فلا حيلة فيه.

/ وقد يعرض الفالج في عضو واحد مثل العارض في عضل اليدين أو المثانة إما بسبب ضربه تقع عله واما لبرد شدد صبه ، وقد عرض للعضل الذي عل الشرج وذلله کثز من جلوس الانسان عل حجر بارد شدد البرد آو قام في الماء البارد فيخرج منه البول والبراز بلا إرادة ، وكثير ممن يسقط من موضع عالي على ظهره أو يضرب عليه فينالهم حضر البول والغايط لأن الأمعاء والمثانة تدفع ما فيها بقوّة العضل. لي : جالينوس قد ذكر في هذه المقالة إنه ليس للمثانة عضل يقبضها دائما يدفع البول بقوة طبيعية ، وإنما لها على فمها عضلل يمسك البول ، وهذا قوله أيضاً إنما يكون خروج البول من الأصخاء بأن يمسك العضلة المتطوفة على فم المثانة عن فعلها ، وتفعل المثانة فعلها وفعل المثانة فعل يكون بالطبع لا بالإرادة بل بالقوة الدافعة الطبيعية التي تدفع كل ما يؤذي ، وقال في آخر المقالة إنه إنما يخرج ما فيها عندما يطلق العضل بالإرادة ويجتمع هي على ما فيها وينقبض على ما يحويها. لي : فإذا كان هذا على ذا فقد يظن أن فى كلامه تناقضاً وليس بتناقض لأنه يجوز أن يكون إنما عنى بقوله بقوة العضل لا أن عضلاً للمثانة والدبر للدفع بل عضل الأعضاء التي تعين هذه بالعصر كالحجاب وعضل المراق ونحوها.

٧

قال : العضل إنما حتاج ال العروق لتحفظ عله اعتدال مزاجه ولتعدوه لضرورة وهي سلوکها ال ما وراءه من الأعضاء.

/ قال : والخدر يحدث عن البرد ويجلب على الأعضاء التي يكون فيها عسر الحسن والحركة ، والبرودة التامة تجلب عليها بطلان الحسن والحركة فإن أزمن الخدر وطال أدّى إلى الاسترخاء.

قال جالينوس : وسقط رجل عن دابة فصك صلبه الأرض فلما كان في اليوم الثالث ضعف صوته وفي اليوم الرابع انقطع البتة واسترخت رجلاه ولم تنبل ده افة ، ولا بطل نفسه ولا عسر أيضاً وذلك واجب لأن ما كان من النخاع أسفل العنق كان قد ورم فاسترخى لذلك العضل الذي بين الأضلاع فبقي التنفس للعضو دون الصوت لأنه يكون بالحجاب وبالست العضلات الفوقانية ، وأما النفحة التى هى مادة الصوت فبطلت لأنها تكون بالعضل الذي فيما بين الأضلاع فأراد الأطباء أن يضعوا على رجليه أدوية لجهلهم فمنعتهم وقصدت أنا الموضع الذي وقعت به السقطة فلما سكن الورم الذي في النخاع في اليوم السابع عاد صونه واستوت رجلاه. لي : لم تنل يديه آفة لأن عصبها جئها من نخاع العناق.

ورجل آخر سقط عن دابته فذهب حسن الخنصر والبنصر ونصف الوسطى في يديه ، فلما علميث أنه سقط على آخر فقار الرقبة علميث أن مخرج العصب الذي بعد الفقارة السابعة أصابها ورم في أوّل مخرجها ، لأني كنت أعلم من التشريح أن الجزء الأسفل من أجزاء العصبة الأخيرة من العصب النابت من العنق يصير إلى الأصبعين الخنصر. / والبنصر ويتفرق في الجلد المحيط بهما وفي النصف من جلد الوسطى.

في الثالثة من المواضع الآلمة : قال : فأما الشكات فإنه لمّا هو غلب من الحدوث بغتة يدل على أن خلطاً بارداً غليظاً أو لزجاً يملأ واسترخت بطون الدماغ واستدل على شذته وضعفه بمقدار أبطأ من النفس وشدة النفس الذي له وقعات وفترات ويكون دخوله وخروجه بكد واستكراو شديد ، وإذا كانت الآفة في الشكات في الدماغ قتل سريعاً لأن التنفس يبطل وأعضاء الوجه في هذا لا تتحرّك ، فأما إن حدث في النخاع الذي في العنق بقيت جميع أعضاء الوجه تتحرك واسترخى ما دونها ، وإن كان أسفل من العنق بقي التنفس سليماً وبطل ما سواه وإن حدث في جانب من النخاع استرخت في ذلك الجانب ، وبالجملة فالآفة تحدث بالأعضاء التي تنال عصبها آفة.

الرابعة منه : ليس متى وجدت العليل بقي لا يحسن ولا يتحرّك فهي سكتة ، لأن السّبات كذلك لكن إذا وجدته مع ذلك يغط ويستكره نفسه فتلك سكتة وفي الأكثر تنحل بفالج يحدث. لي : قال : متى استرخى عضو من الأعضاء فضع الأدوية على

٨

منبت عصبه فإنا نحن قد شفينا قوماً قد استرخت أرجلهم قليلاً قليلاً بأدوية وضعناها على القطن فبرؤوا من غير أن نضع على الرجلين شيئاً بتة.

وآخر كان به جراحة في أليتيه فانكشف عنه في العلاج اللحم فلمّا برء بقيت رجله عسرة الحركة فعلمنا بالحدس أنه بقي من الورم الذي كان به بقية في بعض تلك الأعضاء فوضعنا عليه أدوية تُحلل فبرأ. لي : إذا وقع الاسترخاء بعقب مرض فاقصد إسخان تلك المواضع التي هي منابت تلك الأعصاب فإن فيها أخلاطاً باردة فإن كان بعقب ضربة أو سقطة فانظر فإن كان صعباً ولم ترجع الحركة من ذاتها البتة ولم تبق منها بقية فإن العصب انبتر فلا تشتغل به وإن كان العضو فيه حركة ما وتراه يقبل على الأيام فاعلم أن فيه ورماً فضع عليه المحللة والمليئة.

قال : وآخر كان يصيد السمك في نهر فبردت منه المواضع التي تلي دبره ومثانته حتى أن برازه وبوله كانا يخرجان بغير إرادة فبرء من علته سريعاً بأدوية مسخنة ووضعناها على العضل الذي به كانت العلة ، وإذا كان العصب الذي العلة به غائرة كان أبطأ للأنجاع واحتاج إلى أدوية أقوى. لي : وخاضة إذا كان في العصب الذي منشأه من العظم الأعظم.

قال : ورجل ابتل رأسه بالمطر وبرد برداً شديداً فذهب حسن جلدة رأسه وکان الأطباء يسخنون جلدة رأسه فلعلمي بأن جلدة الرأس يقبل الحس من أربعة أعصاب تخرج من الفقرة الأولى من فقارات الصلب داويت تلك المواضع فبراً. لي : في هذا إنما كانت الآفة بهذه المواضع. / لا بمنابت الأعصاب فانظر فيه. قال : وبالجملة فإن ـ ـ من عرف منابت العصب الجائي إلى كل عضو من الأعضاء سهل علاجه. لي : استعن بجوامع الأعضاء الألمة.

قال : ورجل عولج من خنازير فقطع العصب الراجع إلى فوق من جانب فبطل نصف صوته ، وآخر انكشف اللحم عنه في هذا العلاج فبرء ، والزوج السادس الذي هو موضوع عند شرياني السبات فضعف صوته حتى وضعث عليه أدوية مسخنة.

في الثانية من الأعضاء الآلامة : قال : الخدر شيء فيما بين الاسترخاء التام في الصحة ، وفي الرابعة منه قال : متى رأيت عضواً ما قد نالته آفة في جانب من البدن كيد واحدة أو أذن واحدة أو عين واحدة في حشه أو حركته ، فاعلم أن الأفة في مبدء منشأ تلك العضلة في الجانب الذي ينبت منه ، فأما متى كان فى الشفتين جميعاً فالآفة في جملة الموضع الذي ينبت منه ذلك الزوج وقد يقبل فعله بعض العصب الأزواج القريبة منه.

قال : الاستلقاء الطويل المدة يضعف النخاع. لي : قد تشاجر الأطباء الطبيعيون

٩

وتشكلوا في أمر الفالج والرعشة وذلك أنهم ظنوا أنه لا يمكن أن يحدث في النخاع علة تقف عند نصفه إلا بالقطع فإما بالطبع فلا ، وقالوا كيف تكون الرعشة في اليدين والرجلان سليمتان ونخاع / اليد فوق نخاع الرجل ، وفي الكتب فيه أقاويل مضطربة.

الرابعة من جوامع الأعضاء الألمة : قال : إذا حدثت الآفة في البطن المؤخر من الدماغ فإنه إن حدث في نصفه أحدث فالجاً وإن حدث في كلّه أحدث سكتة. لي : مما يحتاج إلى تجويز العلة في الفالج أن النصف من الدماغ لا من التجويف يكون قد فسد مزاجه فتكون تلك الأعصاب والنخاع النابتة منه مأوفة.

وقد ذكر جالينوس ما يقوّي هذا في الرابعة من هذا الكتاب فاستعن به ، إلا إنا إذا رأينا الفالج في شق واحد والوجه صحيحاً لا قلبة به نقض هذا القول ، ومن الشنيع أن يكون نصف النخاع بالطول عليلاً فبقي أن تكون منابت العصب بها العلة وإليها ينبغي أن يكون القصد بالعلاج ، ومن البديع أيضاً أن يعتل ابتداء منبت عصب اليد والرجل في حالة واحدة فلتحرز ذلك.

وقد قال جالنوس في المقالة الأولى من الأعضاء الآلمة أيضاً : إن نصف النخاع يعتل طولاً وهذا قوله إنه ربما كانت الآفة في جانبه الأيمن يعني النخاع من غير أن يكون في الأيسر شيء بتة ، وربما كان بخلاف ذلك وتكون الأعصاب التي في ذلك الجانب عليلة ، وأمّا إذا كان النخاع سليماً في نفسه وكانت الآفة إنما هي بشعبة واحدة لـ من شعب العصب المنشعبة منه فإنما يتبع ذلك استرخاء في ذلك العضو الذي / تجيئه تلك الشعبة ، وقد يتفق مراراً كثيراً أن تكون الآفة في شعب كثيرة معاً والنخاع سلم. لي : فليفهم عن جالينوس هاهنا من قوله شعبة ابتداء منبت العصبة وكان قد أحسن أنه من البديع أن يعتل النخاع في نصفه طولاً ولا يتأذى إلى التصف الثاني فأراد بذلك أن توجد للفالج علة فقال قد يمكن أن يعتل منابت أعصاب كثيرة معاً وهذا شيء غريب وبديع أيضاً أن يكون ينبغي أن يتفق أبداً أن يعتل من النخاع نصفه ويبقى الباقي من السلامة في حذ لا ينقص من فعله شيء البتة لأنه إن كان ذلك ضغط أو ورم فعجب أن کون بلغ من نکاة نصف النخاع آن بطل فعله البتة وبق النصف سلما ، وان کان من سوء مزاج فهو أشنغ ، ولكن اعلم أن الدماغ في جميع بطونه مثنى وإذا استرخى أحد شقي الجسد فالآفة فيه في ذلك الشق من الدماغ ولكن إن كان لا يتبيّن منه في الوجه شيء فإن ذلك لأن الآفة في ذلك البطن ليس في غاية الاستحكام فما قرب منه فإن الفعل يبقى له على أنه لا بدّ أن يكون مضروراً وإن كان ذلك لا يتبيّن للحس وما بعد منه فالافة تظهر منه ظهوراً کلاً لأن القوّة تخور متى بعدت عن الأصل

__________________

(١) كذا بالأصل ولعلها ليست.

١٠

والينبوع ، ولست أشك أن النخاع نفسه مثنى وإن كان ذلك لا يتبين بالتشريح.

قال جالينوس : في الثالثة من الأعضاء الآلامة : إذا حدثت في أول منشأ النخاع آفة يمنع القوى التي كانت تجيئه استرخاء / جميع البدن خلا الوجه كما أنه إن حدثت به افة في النصف من منشئه حدث به فالج في ذلك الجانب. لي : هذا يقرب مما قلناه إن البطن المؤخر الذي منه منشأ النخاع مثنى ، أو أن الآفة إنما تحدث بنفس جرم الدماغ في نفسه فکون ما نبت مؤوفاً.

قال : وقد يعرض مع الفالج استرخاء في الوجه في الجانب ، وحينئذ فاعلم أن الآفة في الدماغ ، وأمّا متى كانت أعضاء الوجه سليمة فالآفة في منشأ النخاع فقد ضرّح بأن الدماغ مثنى وإلا فلو كان واحداً وكانت الآفة فيه استرخى كلا جانبي الوجه.

وقال في الرابعة : إذا كان جزئي الدماغ كليهما عند مبدأ النخاع وقد امتلأ حدثت السكتة ، وإن اعتل أحدهما حدث فالج ، وإن أجيب أن انحلال السكتة إلى الفالج فإنّما کون عند ما دفع الدماغ الفضلة إلى أضعف الجانبين منه.

وجملة فإن الأمر كله مغلق إما بأنّ الدماغ مشتى وفيه أيضاً شك كيف تحدث الآفة ببطن الدماغ ويبقى الآخر ، وكذلك الحال في النخاع أولا تكون الآفة تحدث في جرم الدماغ نفسه وفيه أيضاً شك فليبحث عن ذلك بحثاً شافياً في البحوث الطبيعية.

الرابعة من الأعضاء الآلمة : قال أبقراط فى كتاب المفاصل إنه ليس يصير إنسان بسبب زوال الخرز إلى داخل مفلوجاً ، فإما بسبب / زوال إلى جانب فيكون فالجاً يبلغ الدن ولاتجاوز اکثر من ذلل.

قال جالينوس : إن مال الخرز إلى داخل ميلاً لا يكون النخاع معه غير منطو منگس لکن کان مله ملاً قللا قللا لم کن منه فالج ، وان هو مال ملا طوي فه النخاع فإنه يكون فالج في جميع ما هو أسفل منه ، لي : أفهم أن من قوله «كان ميله قليلاً قليلاًة أن يميل جزء كثير حتى تجىء منها قطعة من دائرة كالحال فى الحدبة من الانطواء أن تميل خرزة واحدة فتحدث في النخاع زاوية وإذا مالت الخرزة إلى جانب فإنه في بعضها يعرض للعصب أن ينضغط فيوجب الاسترخاء وفي بعضها لا وذلك أن خرز العنق في كل خرزة منها حفرة يلتأم من انضمامها إلى الأخرى الثقب الذي منه يخرج العصب والجزء الذي في العليا منها مساو للتيا (١) في السفلى ، فأما خرز الصدر فالعليا أبداً أكبر جزءاً ، وأما خرز القطن فالخرز منها كله فى العليا فلذلك متى انفتل خرز العنق تمدد العصب في الجانب الذي إليه انفتل وانطوى فيحدث في هذا الجانب

__________________

(١) كذا بالأصل ولعلها للذي.

١١

الذي إليه انفتل وانطوى (١) فيحدث في هذا الجانب فالج ولأن عصب اليد يجيء من العنق لا تجاوز هذا الفالج اليد ، فأما خرز الصلب فإنه إذا انفتل مال النخاع مع الخرزة ـ لـ لأن الثقب فيها وحدها ولا يعرض للعصب النابت منه في ذلك الموضع / أن يتمدد من جانب نکس من آخر.

في الرابعة من العلل والأعراض في الرعشة : قال : الشيوخ تسرع إليهم الرعشة من أدنى سبب وأما الشبان فتحدث الرعشة بمن كان منهم قد برد بدنه برداً شديداً وهو بكثرة الشراب الصرف أو يتخم تخماً متوالية أو يمكث دهراً طويلاً يتملأ من الطعام ولا يستعمل الرياضة البتة وقد تحدث الرعشة من شرب الماء البارد في غير وقته لأن جميع هذه الأشياء يُحدث سوء مزاج بارو ، قال : والأخلاط الغليظة أيضاً إذا هي سدّت مسالك الروح النفساني كانت من ذلك رعشة. لي : قد ذكر في هذا الكتاب أني أحسبه أن الرعشة تكون إذا لم يبلغ ضعف العضل إلى أن تسقط القوة البتة حتى حداث الاستر خاء لکن کون له من القوة ما جاذب بها ال فوق فکون العضو بثقله الطبيعي يجاذبه إلى أسفل فتحدث عنه حركات متضادة.

من جوامع الأعضاء الآلامة : قال : إذا زال فقار الصلب إلى داخل حدث عنه عُسر البول وإذا زال إلى خارج حدث عنه حدبة بلا إرادة. لي : أطلب ذلك في باب البول.

جوامع العلل والأعراض : السكتة أيضاً من امتلاء العروق والشرايين امتلاء لا يمكنه معها أن يتنفس فإنه عند ذلك يبرد البدن البتة حتى يعدم الحسن والحركة ، قال : ـ لـ وفي ذلك قال بقراط : من يسكت / بغتة فذلك لانسداد عروقه والرعشة تحدث عن البرد وعن الاستفراغ وعن العوارض النفسية ، قال : والأعضاء التي تفلج بكمد لونها.

المامرة ، قال دمقراطس : نه قد عالج بضسماد الشيطرج الاسترخاء الحادث في الأعضاء فشفاه. قال : وهذا العلاج يغني عن العلاج بالتفسيا والخردل فاعتمد على الأدوية المحمرة استعملها فى الرعشة فإنها نافعة فيما ذكر أرجيجانس ، وذلك أن هذه الأضمدة تحلل البلغم اللزج وتجلب إلى الموضع دماً كثيراً ويسخنه فيعود لذلك الحسن والحرکة.

الأولى من تقدمة المعرفة : قال : الرعشة الكائنة عن يبس الأعضاء ردية جدًا لا شفاء لها البتة.

الثالثة من الأمراض الحادّة : قال : التجربة والقياس يشهدان الخل يضر بالعصب ،

__________________

(١) كذا بالأصل ولعلها زائدة.

(٢) كذا بالأصل ولعلها حدث.

١٢

والعصب يناله الضرر من جميع الأشياء الباردة إلا أن اللطيفة منها شر لأنها تغوص فيه وتبلغ عمقه.

الثانية من كتاب الفصول : السكتة إذا كانت قوّية لم يبرء صاحبها وإن كانت ضعيفة لم يسهل برؤه.

قال جالينوس : السكتة هو أن يعدم البدن كله بغتة الحسن والحركة خلا حركة التنفس وحدها فان هو عدمها فذال آعظم وأده ما کون منها ، ومت کان صاحب السکتة تنفس لکن تنفس باستکر او شدد فسکتة قوة ومت کان تنفس بلا جهد ولا استکراوانه مختلف غر / لازم لنظام واحد وهو مع ذلل ربما فتر فسكتة قوية إلا أنها ـ أنقص من الأول ، ومتى كان صاحبها يتنفس نفساً لازماً لنظام ما فسكتة ضعيفة فإن عنيت بهذا فعليك أن تبرئه ، وكل سكتة فإنما تكون إذا امتنع الروح النفساني أن يجري إلى ما دون الرأس إما لأن ورماً حدث في الدماغ وإما لأن بطونه امتلأت رطوبة بلغمية وبحسب مقدار السبب الفاعل يكون عظم العلة ، وإنما صارت لا تبرء في الأكثر من أجل ضرر التنفس.

ومن العجب أن عضل الصدر يتحرك في السكتة وإن كان باستكراه على أن سائر العضل لا يتخرك البتة ولا قليلاً من الحركة ويمكن أن يكون ذاك بأن القوة تسقط لشدّة الحاجة إلى التنفس ، ولذلك تجد في أكثر الحالات أصحاب السكتة يتخرك منهم جميع عضل الصدر كما يتحرك في الرياضة الشديدة وإنما يضطر إلى ذلك لأن جميع عضل الصدر يريد أن يتحرك ليجتمع من حركاته كلها إذا كانت قليلة بقدر ما يجزىء. به أو كان بعضها يتحرك حركة قوية.

الثانية من الفصول : قال : الشارب يبرىء التشنج الحادث من امتلاء بکفته کما يفعل الحمّى فإما بكترة جرمه فيورث التشنج والسكتة وتفتح العصب لأنه يغوص فيه فيملأه ، لي : الشراب الناري المر العتيق إذا سقي صرفاً على قليل من الغذاء نعم العون على حل العلل الباردة من العصب.

السادسة من الفصول : قال : الفالج ينبغي أن يعالج بنفض الأخلاط / البلغمية ، ومن عرض له وهو صحيح وجع بغتة في رأسه ثم أسكت على المكان وعرض له غطيط فإنه يهلك في سبع إلا أن يحدث به حمّى لأن ذلك يدل على أن فضله مالت إلى رأسه دفعة فالحمى يسخن تلك الفضلة ويحللها فإن لم يحدث كان الموت إلى سبع.

السابعة من الفصول : متى عدم الإنسان بغتة قوّته أو استرخى عضو ما فالغلة سوداوية. قال جالينوس : لا ينبغي أن يطلق فيقال سوداوية لأنها قد تكون بلغمية أيضاً

١٣

ومن هذين يكون مثل هذا بغتة لأنه قد تحدث هذه العلة قليلاً قليلاً بسبب الورم الصلب أو بسبب مزاج رديء ثابت يعسر انحلاله لأنها تكون منه قليلاً قليلاً.

الفصل قال : السكتة تحدث عن انصباب دم كثير بغتة إلى الدماغ ومن يخاف عليه السكتة فبادر بفصده في الربيع قبل وقوعه فيها. لي : من کان ضعف العصب يسرع وقوعه في هذه الأمراض فاعرف ذلك من المزاج ، قال : اللحم من المفلوجين لا يحسن وإنما الحسن للجلد وحده إذا لم تكن به آفة ، قال ويسهل الوقوع في الفالج من الصرع ومن اختناق الأرحام.

الثانية من الأدوية المفردة : قال : نحن ندخل إلى آبزن زيتاً حازاً من أصابه علة باردة مثل رعشة أو اختلاج أو فقد حسن أو حركة / بعد أن يطبخ فيه حشايش أو بزوز حارة.

العاشرة من آراء بقراط وأفلاطن : قال : جميع الأطباء إذا عالجوا من تشنج من الجانبين أو رعشة في جميع البدن أو اختلاج أو استرخاء في جميع البدن من أسفل الوجه قصدوا بالعلاج إلى مؤخر الرأس.

الرابعة من الثانية من أبيذيميا : قال : الرعشة تكون فى الأكثر من غلبة البرد على الحسن العصبي من الأعضاء فلذلك يضرّه الفصد في أكثر الأمر ، وربما نفع في الندرة ولانفع بالا من کان سبب رعشته احتقان دم کثر ردء في البدن کدم الحض والبواسير. لي : ذكر جالينوس أنه قد أتى بجملة مقالته في الرّعشة والاختلاج والنافض في الأولى من تفسير الثالثة من أبيذيميا.

الرابعة من الثالثة : قال : الشرب الكثير من الشراب يضرّ بالعصب والدماغ ، والجماع يضربهما مضرة شديدة.

الخامسة من السادسة من أبيذيميا : جميع هذه الأمراض والأعراض البلغمية إذا كانت بالصبيان انتفعوا عند الإدراك وذهب عنهم ذلك إن لم يسؤوا التدبير. السابعة من السادية : قال : الفالج الكامل ذهاب الحسن والحركة من العضو بتة. : قد قال جالينوس فى الأولى والثانية من الأعضاء الألمة : إنه / قد يمكن أن يذهب الحسن وتبقى الحركة وأن تذهب الحركة ويبقى الحسن وأن يذهبا جميعاً.

فإذا كان للعضو عصب حي وعصب حركي فربما حدثت الأفة بأحدهما وإن كان عضو عصب حسية وعصب حركية واحدة فذهبت حركته وبقى حشه فذاك لضعفي حدث في عصبه فاحتاج للحركة إلى قوة منه كثيرة واكتفاء للحسن بالقليل ولا يمكن في هذا أن يبطل الحسن والحركة قائمة ثابتة.

اليهودي : ضماذ للرعشة عجيب ، يؤخذ رطبة واطبخها ودقها وضمّد به اليد كل وم مرتن.

١٤

قال : وقد ابرات الفالج بالحمام الا بس وقد حم انتظام (١) عظم ودن من رأس السكيت فيحل الشكات ويقام بحذاء الفقار لأن العلة في مؤخر الرأس.

قال : ويحدث مع السكتة والفالج يبس البطن فليحتقانوا بالشيافات القوية ويدلك الرجل بالدهن والماء الحارّ والملح ويمرّخ الخرز بالميعة والزيبق وينفخ في آنافهم

أو اعتمد في إسهال هؤلاء وجميع هذه الأمراض على حب الفربيون وهو ، سکبنج ، اشق ، جاوشر ، مقل ، صبر ، جند بدستر ، حرمل ، درهمان درهمان ، فر بون درهم ، شحم حنظل درهمان ونصف ، الشربة مثقال.

/ قال : وأحمد أزمنة الخريف وينفع منه دهن الخروع المطبوخ بماء السّداب يسقى درهمان كل يوم بماء الأصول ويتدرّج حتى يبلغ خمسة دراهم.

الحب البمارستاني نافع لهذه الاوجاع ، جند بدستر ، نصف درهم ، شحم الحنظل درهم ، فرابون دانق ، أيارج فيقرا درهم ، وهي شربة.

الطبري : قال : الرعشة تكون من الإكثار من الأشربة والماء بالثلج والباءة والسكر وينفع منها إسهال البلغم ، وشرب الجندبيدستر والجلوس في الأدهان الحارّة ، ودهن العضو ومرخ عصبه بدهن السوسن ودهن القسط. لي : أدوية تقلع الخام من العصب ، الفر بون ، شحم الحنظل ، القنطورون ، عصارة قثاء الحمار ، يخلط بها الحلتت والس کبنج والجاوشر ، والجند بدستر ، ويدهن بعد ذلك بأيارج هرمس والأنقرويا ، وترياق الأربعة.

قال : من علامات الفالج صداع شديد بغتة وتمدّد الأوداج وشعاعات أمام العين وبرد الأطراف ويختلج البدن كله وثقل حركاته وتصرّ أسنانه في النوم فلتدارك هؤلاء بالفصد والإسهال ، ودهان البدن کله بدهن القسط ونحوه قؤوا قئا کثرا وعطوا بالأشياء الحارّة ويشموا أشياء حارّة ويحتقنوا بالحارة ويجلسوا فى الحمامات ويرضوا رياضة مسرعة لي : ينظر في الرياضة.

قال : وينفع في الفالج أكل الوج المربي وينفع من برودة الأعضاء والخدر والفالج ، جندباد ستر يفتق في دهن قتاء الحمار ويطلى.

وهذا دهان عجب لببرد الأعضاء والفالج والخدر ، يؤخذ أربعة أرطال ماء / السداب المعصور الرطب فيصب عليه رطل دهن السوسن ويطبخ حتى يذهب الماء وضاف ونزل عن النار ، ؤخذ جندبد ستر وعاقر قرحا وقسط أوقية أوقية وفر بون

__________________

(١) كذا بالأصل ولعلها بانتظام.

١٥

نصف أوقية يداف فيه بعد جودة سحقه ويصب عليه أوقيتان دهن بلسان ويستعمل طلاءاً لا شرباً.

أهرن قال : ابدء في علاج السكتة بالنطل على الرأس من طبيخ الشبت والشيح والبر نجاسف والمرزنجوش وورق الأترج والصعتر وإكليل الملك والفوتنج والسداب والحاشا. لي : ينبغي أن يقصد الرأس بهذه بعد استفراغ البدن ثم ادهن رأسه بالأدهان الحارة اللطيفة ثم انفخ في منخريه السعوطات القوية فإن لم يحضرك شية فاسعط بعصر ثومة واحدق ، ومن ترج من أصحاب السکتة فأعظم علاجه التکمد للرأس وجميع الجسد والنطول الحارّ والسعوط بالأشياء الحريفة والحقن الحارة وذلك أنه لا يمكن أن يسقى شيئاً لأنه يلقى كالميت ، على أنا قد نوجرهم قدر بندقة من الترياق أو من السنجرنا او الثلثا والسکبج ونحوه من الصموغ ، و حقنهم بمثل هذه الحقنة ، يطبخ شحم الحنظل والقنطوريون مع النانخواه والشب والسداب والكاشم ، وجعل فه سکبنج ومزودهن لوز مز و حقن به مع بورق ومرارة الثور وعسل ودالله الفقار کله بالمنادل حت حمّر ثمنطل عله طبخ الاشاء الحارّة اللطيفة ثم يدلكه بالأدهان الحارة اللطيفة.

قال : وإذا حدث الفالج في عضو لضربة أو خراج خرج فيه فأزمن ورمه فإنه يعالج بما يبدّد الورم ، يوضع عليه المحاجم إن أمكن ذلك حتى يجتذب ذلك الدم الميت من السقطة والضربة ، وإذا حدث لضعف الصعب فامرخه بدهن الناردين ونحوه وإن حدثت الرطوبات كثيرة في البدن فاعطه حب الفربيون ، وإن رأيت في معدهم رطوبات کثرة فقئهم ثم اعطهم ماء الاصول بدهن الخروع ، والطعام ماء حمص آبزن زست قد طبخ فه ثعلب مع بزور حازت والتمرخ بلدهن الجندابادستر والفر بون والعاقرقرحا والحنظل والميعة والزنبق أو يتخذ قيروطي بدهن السوسن ثم يسحق معها هذه الأدوية واطلها على مخرج العصب والعضو نفسه في الفالج والخدر والتشنج الرطب فإنه يحلل تلك الرطوبات الغليظة ويبرىء العليل.

بولس قال : المسکت کون ملق عل ظهره وکون وجهه في بعض الاوقات تعلوه خمرة ، ومن كانت علته سهلة ابتلع الشيء الرطب إذا صب في حلقه ، وإذا كانت ولا حمّى بهم وأشدّه أعسر تنفساً ويعرض من بغلام كثير بارو يملأ بطون الدماغ أو دم و تقدمه وجع في الرأس حادّ وانتفاخ الأوداج وظلمة البصر ودواز وبريق / وبردّ في الأطراف واختلاج في البدن كلّه وثقل الحركة وتصرير الأسنان في النوم ويكون البول زنجارياً أو أسود أو فيه قشار نخالي ويعرض في الأمزاج البلغمية ، وإذا عرض لشاب

١٦

في وقت صائف كان عظيماً جداً وفي الأقل يبرؤ بأن يؤول إلى فالج فمن رجى منهم فابدأ بفصده لا سيما إن كان وجهه أحمر واحقنه بحقن قوّية ، وإن عرضت بعد أكل طعام ما أو تخمة فقيثه مكانك ثم جوّعه يومين وامرخ بطنه بالأدهان الحادّة بعد النطول بالمياه الحارة اللطيفة والدلك وإن عرض بسكران فغذه بعد انحلال خماره بغذاء رطب مثل ماء الأصول ورطب رأسه بالأدهان الموافقة لذلك فإن كان صيفاً فاجعل الأدهان باردة وإن كان شتاء فتكون فاترة فإن لم ينحل خمره البتة ولم يفق فاينس من برئه.

وبالجملة ينبغي أن يفصد من رجى منهم ولا يؤخر ذلك فإذا خفت بعض الخوف حقنوا في ذلك اليوم أو من غد بالحقن الحادّة أعني بماء مالح قد خلط بعسل وضرب ضرباً جداً ودهن البدن کله بزت قد خلط فه کبرت ودهن الرأس بدهن شبت قد طبخ مع فوتنج ، وقطر في الانف جند بدستر مع ماء العسل وشمُون الجند بدستر والقنة وفتح الفم بالقهر ودخل فه رشة قد لوئت بدهن سوسن حت يقيء ويلطخ المعدة بالتي تخرج الرياح وإذا خف قليلاً غرغر وا / وعطسوا وإن دام بهم فقد الصوت وثابت القوة فضع المحاجم على القفا والنقرة بشرط وعلى ما دون الشراشيف ثم ليحركوا في محفة أو أرجوحة واستعمل العطوس والغرور دائماً ويمضي به إلى الحمام بعد الواحد والعشرين.

أما أصحاب الفالج فاسقهم أيارج قد خلط بمثله جندبيدسترو درّجهم إليه من درهم أولاً : إلى ستة دراهم واجعل على العضو الأشياء المحمرة واخلط به الجند بدستر والفلفل والعاقرقر حا والفر بون واطلها بدهن السداب آو بدهن قثاء الحمار وعلق المحاجم على المواضع التي قد استرخت وضمدها بالأضمدة المهيأة بالزفت واسقهم مثقال جند بدستر آو در هم جاوشر او سکبنج فانه بلغ النفع اذا أخذ منه کل وم قدر باقلاة بشراب العسل ، آو ؤخذ جندبدستر وجا وشر وسکبنج وحلتيت بالسوية ملعقة كل يوم ويدخلون الحمام بعد ثلاثين يوماً وليقيؤوا وليطعموا الأشياء اليابسة ويصابروا العطش ويعالج الموضع الذي يقرحه بالأضمدة المحمرة. بمر هم الاسفداج.

وقد يعرض كثيراً للعضو الذي يفلج أن يقبض أو يسترخي بأكثر مما طبع عليه فتفقد ذلك فإنه ربما كان من شدّة امتلاء العضو وربّما كان من استفراغه فإذا تفقدت ذلك فالفصد في بعضها ولا تفصد في بعض ، فإذا استرخت الأعضاء فادلكها بشدة واستعمل ما يقبض ، / وإذا انقبضت فاستعمل الدلك اللين بالأشياء التي ترخي ، ومما ـ يعظم نفعه للاسترخاء أن يدلك بالزيت والنطرون والقنة وينطل بماء البحر أو بطبيخ الغار والفنجنكشت والمرزنجوش ، ويعظم نفع الأدوية المحمرة جداً ولذلك ينبغي أن يضرب العضو بالقضبان حتى يحمر ويطلى بالأضمدة المحمرة ، وإذا تمادى الاسترخاء

١٧

في العضو فليمد اللحم المسترخي الذي فيما بين المفاصل ويثقب بمكاوٍ دقاقٍ وصغارٍ.

وأما الأعضاء التي تقلصت فبرؤها بالتدبير المسخن بأضمدة الزفت وجري الدم إليه ، والاسترخاء الحادث عن قطع العصب لا يبرء.

قال : فإن عرض الاسترخاء لالآت البلع فليوضع المحاجم على الذقن ويلطخ بالأدوية المعمولة بالجندبيدستر والسكبينج ويتغرغر بالأشياء الحرّيفة ، وإن عرض الاسترخاء للسان الفصد العرق الذي فيه ، واحجم الذقن وغرغر بالخردل واستعمل حركة اللسان ، وإن عرض الاسترخاء لآلات الصوت فاقصد بالعلاج إلى الصدر وعالج بحصر النفس والصوت فإن عرض بالجنب أو العجز انتفعوا باللطوخات والضمادات والحركات التي تستعمل في هؤلاء ، فإن عرض في المثانة حتى يخرج البول بلا إرادة أو لا يخرج فأقصد بالعلاج إلى العانة والحالبين وأحقن الدبر بدهن السداب أو بدهن قثاء الحمار من سمن وجند بدستر وقنة وجا وشر وحلتت ، وآن حقنت المثانة من القضب عظم نفعه / وقد اکتف بهذا العلاج وحده خلق کثز.

وأحقن الماء أيضاً بماء يخرج البلغم عنها بقنطوريون وشحم الحنظل وقثاء الحمار وينتفعون بشرب المدرّة للبول والجندبيدستر ودبر من هؤلاء من احتبس بوله بالتبويل والغمز والعصر للمثانة والأضمدة المرخية والماء الحار العذب ، وأما من خرج بوله بغير إرادة فذبره بالأشياء المعفصة والمقبضة من الأغذية والأدوية اليابسة وشرب الماء الحار وبعد تنقص العلة فاستعمل الأضمدة المحمرة والاستحمام بالمياه العفصة الباردة وإن كانت قابضة كماء الشب والحديد.

وأما الفالج الكائن من انخلاع بعض الفقار وزواله فإنه قاتل ، وأما الاسترخاء الحادث للذكر فدبره بتدبير المثانة في تلك المواضع بأعيانها وعلى القطن والثنة والدبر واستعمل مع ذلك الأدوية الزائدة في الباء ، واجتنب اللبن والجبن والكواميخ والبقول الباردة كلها ، وإذا عرض الاسترخاء في المعاء المستقيم فإنه ربما كان منه حصر في الغاية وربما كان منه خروجه بلا إرادة فدبره بعلاج المثانة سواء ، واستعمل بعد ذلك إن كان الثفل يجيء في الحقن القابضة مثل طبيخ جوز السرو والعفص والإذخر والسعد ، وليجلس في هذه المياه ، وإن كان الثفل احتبس فالأشياء المرخية مثل الشحوم ونحوها ، وفي بعض الأوقات ما يخرج الثفل مثل الملح والحنظل ، وإن ـ عرض الاسترخاء للأطراف / فينبغي بعد العلاج الكلي أن يكثر من قبضها وبسطها وتحريكها ودلكها فإن ذلك من أعظم علاجها خاضة الدلك.

فأما الفالج الحادث عن القولنج فإنه قد حدث على خلق من وجع القولنج بعد

١٨

أن تخلصوا منه فالج في أطرافهم حتى أنها لم تحرك أصلاً وإن كان حسن اللمس منهم باقياً ولعل ذلك إنما كان بسبب أن العضل مال إلى الأطراف على طريق البحران وبرءوا هؤلاء كلهم في الأدهان الحارة والدلك ، ووجدنا الدهن المتخذ بالجوز الرومي وصمغ البلاط خاضاً بهذا الوجع فقد انتفع كثير منهم بالأشياء التي تقوي وتبرء.

قال : والرعشة تكون من ضعف العصب وقد تحدث من شرب الماء البارد في الخميات ومن الإفراط من شرب الشراب ومن سوء مزاج بارد ، وإذا كان الارتعاش من سبب ظاهر فلمنعوامنه ، واذا دام فلدهن بدهن قثاء الحمار ونصب المحاجم عل الفقرة الأولى من فقار الصلب ويضمد بالضماد الحار ثم يوضع عليه من بعد ذلك صوف قد غمس في الزيت العتيق.

وإن أزمنت العلة فليجلس أيضاً فى آبزن زيت ويستعمل الدلك اللين ، وليسقوا شراب العسل والجندبيدستر ولينقلوا إلى مواضع حارة ، وليدعوا الماء البارد والنبيذ ، والأدوية البسيطة التي تصلح المرعشة الجندبيدستر ودماغ الأرنب إذا كل وعصارة الغافث ، وإن دام / فاستعمل الأضمدة المحمرة والأدهان المقوية الحرارة والدلالک الشديد والرياضات ، ولا يشربون الشراب إلى أن يبرؤوا برءاً تاماً ، ولا يسقى في هذه العلة الأدوية القوية الإسهال ولا يستفرغ بعد ذلك استفراغاً قوياً لأن كل هذه تحلل القوّة فتزيد في الرعشة ، وإنما ينبغي أن يستفرغ قليلاً قليلاً ويدلك ويراض ويجوع ويعطش.

قال : وقد کون ضرب من استرخاء المفاصل في الحمات المزمنة وفي عقب القولنج والفالج ويكون من حر ورطوبة فإن عولج بالحرارة زاد.

ويتوهم الجهال أنه من البرد إذا عالجه يزداد وعلاجه في باب الجبر ، وجملته النطل والتضميد بالأشياء المبرّدة المجففة ، وهذا مسوخ جيد للفالج ونحوه ، عاقرقرحا ودهن الغار ومرزنجوش ابس وموزج او قة آوقة ونطرون وخردل آوقتان او قتان وفلفل درهم وفر بون آوقة ، وجند بدستر آربع او اق ، طل به مخارج العصب والأعضاء.

الإسكندر قال : إذا حدث الفالج في شيء من الأعضاء التي في الوجه إما في العين وإما في الأنف وإما في اللسان أو الأذن أو شيء مما يلي الوجه فذلك يدعى اللقوة ومعلوم إن ذلك من قبل الدماغ فأقصد بالعلاج إليه ، فالفالج يكون من بلغم غليظ كثير وربّما من السوداء وربما كان من حرارة ويبس لأنه إذا كثرت الحرارة دفعت البلغم فسال إلى الموضع خانق وفي هذا الموضع يسخن ، وقد يكون الفالج من / هـ الامتلاء إذا كثر الدم فإذا علمت أن الفالج منه فابدأ أولاً بالفصد وإخراج الدم قليلاً

١٩

قليلاً في مرات وبعد ذلك استعمل الأغذية الملطفة وإذا كان الفالج في أعضاء الرأس فعالج بالغرغرة والعطوس والمضوغ ، وضع على الرأس الأدوية المحمرة وأجد دلكه.

وهذه شربة صالحة للفالج جداً ، صبر شحم حنظل أوقية أوقية ، فربيون نصف أوقية مقل أوقية ، هذه الشربة تنقي العصب لا يعدلها شيء ، الشربة أربع وعشرون قيراطاً إلى ست وثلاثين قيراط واسقه من هذه الشربة اثنا عشر قيراطاً ودع ثلاثة أيام ثم اسقه منه أربعة وعشرين قيراطاً ودع ثلاثة أيام ثم مثل ذلك فإنه يعظم نفعه ، فأما الكائن من الحرارة واليبس فاعطه ماء الشعير وماء الهندباء والخس ولحوم الدجاج والسمك ونحوها من اللطيفة ، واسقه من الشراب المائى ولا يكون عتيقاً لأن العتيق ضار للعصب ، وليشربوا الماء البارد في وسط الطعام ولا يسهلوا البتة وأنه يزيدهم جفافاً.

وقد رأت رجلاً أصابه فالج من حر كثير وصوم فأسقي أيارج ولقى من ذلك بلاءاً شديداً حتى أنه أقعد ثم عولج بالحمام والأشياء المرطبة والمروخ بالدهن فبرأ.

شرك قال : خير ما عولج به المفلوج الأتعاب بالحركة والإكثار من المشي ـ لـ والتجويع فإن ذلك يجلوا البلغم ويكثر المرّة ، لي : معجون / جيد لهذه العلل ، وج مائة زنجبل خمسون فلفل لائون عاقرقر حا ثلاثون جندبدستر عشرون حلاتت خمسة عشر ، جاوشير خمسة عشر ، عسل مثل الجميع يؤخذ مثل البندقة.

شمعون ضماد مسخن للعصب جداً بالغ عند فقد الحسن ، شمع ودهن سوسن نعم خلطه وطرح عله جند بدسترومر ومعة من کل دواء آوقة و طل به اذا کان الحسن باقياً بحاله والحركة ذاهبة البتة فخذ جوز السرو ، ومروا بهل ووج وقشور الكبر فيطبخ بشراب ويضمد به الخرز الذي منه مخرج ذلك العصب.

قال شمعون : شياف نافع للرعشة في اليدين ، يطبخ الرطبة وتدق حتى تصير مثل المرهم وضمد به الدن کل وم مرتن فانه برؤه البتة.

قال : وصب في الفالج على المفاصل التي استرخت طبيخ الأشياء القابضة وادالکها حت حمر ، ونفع من الفالج الدلك حتى يحمر الأوصال والمسح بلدهرن القسط والقعود في طبخ الضبعة العرجاء وسق دواء الکبرت بعد الاستفراغ ، واخر آمره آن کون کاً دققاً بن کل فقرتن.

الاختصارات قال : إذا كان الفالج في أعضاء الوجه فأقصد بالعلاج إلى الدماغ فإذا كان في اليد فإلى مخارج العصب إلى اليد وإن كان في الرجل فإلى مخارج العصب إليه وأقصد بعد الاستفراغ وتلطيف الغذاء إلى تكميد الموضع باليابس لينحل البلغم اللزج الذي / في أصول العصب ، ودهنه بعد الکماد بدهن القسط ونحوه ، وإن كان في الأسافل فاحقنه بحقن حارة فيها صموغ حازة ولا تدع استفراغه بالقيء كل

٢٠