الحاوي في الطّب - المقدمة

الحاوي في الطّب - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : الطّب
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٦

ابوبکر محمد بن زکرا الزازي

٢٥١ ـ ٣١٣ هـ / ٨٦٥ ـ ٩٢٥ م

حياته ومؤلفاته (١)

مولده ومنشؤه بالري ، وسافر إلى بغداد وأقام بها مدة. وكان قدومه إلى بغداد وله من العمر نف وثلاثون سنة ، وکان من صغره مشتها للعلوم العقلة مشتغلاً بها وبعلم الأدب ، ويقول الشعر. وأما صناعة الطب فإنما تعلمها وقد كبر ، وكان المعلم له في ذلك علي بن ربن الطبري. وقال أبو سعد زاهد العلماء في کتابه في البمارستانات : سبب تعلم آبي بکر محمد بن زکرا الرازي صناعة الطب آنه عند دخوله مدنة السلام بغداد ، دخل ال البمارستان العضدي لشاهده ، فاتفاق له آن ظفر برجل شخ صدلاني البمارستان ، فسأله عن الادوة ومن کان المظهر لها في البدء فأجابه بأن قال : إن أول ما عرف منها كان حي العالم وكان سببه أفلولن سليلة أسقليبيوس ، وذلك أن أفلولن كان به ورم حار في ذراعه مؤلم ألماً شديداً ، فلمّا أشفي منه ارتاحت نفسه إلى الخروج إلى شاطىء نهر ، فأمر غلمانه فحملوه إلى شاطىء نهر كان عليه النبات ، وإنه وضعه عليه تبرّداً به فخف ألمه بذلك ، واستطال وضع يده عليه وأصبح من غد فعل مثل ذلك فبراً. فلمّا رأى الناس سرعة برئه وعلموا أنه إنما كان بهذا الدواء سموه حياة العالم ، وتداولتة الألسن وخففته فسمي حي العالم. فلمّا سمع الرازي ذلك أعجب به. ودخل تارة آخر ال هذا البمارستان ، فرأ صباً مولوداً بوجهن ورأس واحد ، فسأل الأطباء عن سبب ذلك فأخبر به فأعجبه ما سمع. ولم يزل يسأل عن شيء شيء وقال له وهو علق بقلبه ، حت تصد لتعلم الصناعة ، وکان منه جالنوس العرب ، هذه حکاة أبي سعد.

وقال بعضهم إن الرّازي كان في جملة من اجتمع على بناء هذا البيمارستان العضدي ، وإن عضد الدولة استشاره في الموضع الذي يجب أن يبني فيه المارستان ، وإن الرازي أمر بعض الغلمان أن يعلق في كل ناحية من جانبي بغداد شقة لحم ، ثم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) انظر (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) لابن أبي أصيبعة (ص٢٧٩ ـ ٢٩٢) ـ طبعة دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٩٩٨ م.

١

اعتبر التي لم يتغير ولم يسهلك فيها اللحم بسرعة ، فأشار بأن يبنى في تلك الناحية وهو الموضع الذي بني فيه البيمارستان.

وذكر أن عضد الدولة لمّا بنى البيمارستان العضدي المنسوب إليه ، قصد أن يكون فيه جماعة من الأطباء وأعيانهم ، فأمر أن يحضروا له ذكر الأطباء المشهورين حينئذ ببغداد وأعمالها ، فكانوا متوافرين على المائة ، فاختار منهم نحو خمسين بحسب ما علم من جودة أحوالهم وتمهرهم في صناعة الطب ، فكان الرازي منهم. ثم إنه اقتصر من هؤلاء أيضاً على عشرة ، فكان الرّازي منهم. ثم اختار من العشرة ثلاثة فكان الرّازي أحدهم. ثم إنه ميّز فيما بينهم فبان له أن الرازي أفضلهم ، فجعله ساعور البمارستان العضد.

قال ابن أبي أصيبعة : والذي صخ عندي أن الزازي كان أقدم زماناً من عضد الدولة بن بوه ، ونما کان تردده ال البمارستان من قبل آن جدده عضد الدولة. وللرازي کتاب ف صفات البمارستان وف کل ما کان جده من أحوال المرض الذن كانوا يعالجون فيه.

وقال عبد الله بن جبرئل : نه لمّا عمر عضد الدولة البمارستان الجدد الذي على طرف الجسر من الجانب الغربي من بغداد ، كانت الأطباء الذين جمعهم فيه من كل موضع ، وأمر الراتب منه أربعة وعشرون طبيباً ، وكان من جملته أبو الحسن علي بن ابراهم بن بکس ، وکان دابه آن درس فه الطب لانه کان محجوباً ، وکان منهم أبو الحسن بن كشكرايا المعروف بتلميذ سنان ، وأبو يعقوب الأهوازي وأبو عس بقة والقس الرومي وبنو حسنون ، وجماعة طبائعون. قال عبد الله : وکان والدي جبرئيل قد أصعد مع عضد الدولة من شيراز ورتب في جملة الطبائعيين في البيمارستان ، وفي جملة الأطباء الخواص. قال : وكان في البيمارستان مع هؤلاء من الکحالن الفضلاء أبو نصر بن الد حلي ، ومن الجرائحن آبو الخر وأبو الحسن بن تفاح وجماعته ، ومن المجبرين المشار إليهم أبو الصلت. وقال سليمان بن حسان : إن الرازي كان في ابتداء نظره يضرب بالعود ، ثم إنه أكب على النظر في الطب والفلسفة ، فبرع فيهما براعة المتقدّمين. وقال القاضي صاعد في كتاب « التعريف بطبقات الأمم) : إن الرازي لم يوغل في العلم الإلهي ، ولا فهم غرضه الأقصى ، فاضطرب لذلك رأيه وتقلد آراء سخيفة ، وانتحل مذاهب خبيثة ، وذم أقواماً لم يفهم عنهم ولا اهتدى لسبيلهم. وقال محمّد بن إسحاق النديم المعروف بأبي الفرج بن أبي يعقوب في کتاب الفهرست : ان الرازي کان نتقل ف البلدان ، وبنه وبن منصور بن اسماعل صداقة ، وألف له كتاب المنصوري. قال : وأخبرني محمّد بن الحسن الوراق قال : قال لي رجل من أهل الري شيخ كبير سألته عن الرّازي فقال : كان شيخاً كبير الرأس

٢

مسفطه ، وكان يجلس في مجلسه ودونه التلاميذ ، ودونهم تلاميذهم ودونهم تلاميذ أخر ، فكان يجيء الرجل فيصف ما يجد لأوّل من يلقاه ، فإن كان عندهم علم وإلا تعدّاهم إلى غيرهم ، فإن أصابوا وإلا تكلم الرازي في ذلك ، وكان كريماً متفضلا ، باراً بالناس ، حسن الرأفة بالفقراء والأعلاء ، حتى كان يجري عليهم الجرايات الواسعة و مرضهم ؛ ولم کن افارق المدارج والنسخ ، ما دخلت عليه قط إلا رأيته ينسخ إما سود آو بض ، وکان في بصره رطوبة لکثرة اکله الباقلاء ، وعمي في اخر عمره ، وكان يقول إنه قرأ الفلسفة على البلخي. قال محمّد بن إسحاق القديم : وكان البلخي من أهل بلخ يطوف البلاد ويجول الأرض ، حسن المعرفة بالفلسفة والعلوم القديمة. وقد قال ان الزازي ادع کتبه في ذللاک ، ورأت بخطه شئاً کثراً في علوم کثرة مسودات ودساتر لم خرج منها ال الناس کتاب تام ، وقل ان بخراسان کتبه موجودة. قال : کان في زمان الرازي رجل عرف بشهد بن الحسن وکن آبا الحسن جر مجر فلسفته في العلم ، ولکن لهذا الرجل کتب مصنفة ، وبنه وبن الرازي مناظرات ، ولكل واحد منهما نفوض على صاحبه.

قال ابن أبي أصيبعة : وكان الرّازي ذكياً فطناً رؤوفاً بالمرضى ، مجتهداً في علاجهم وفي برئهم بكل وجه يقدر عليه ، مواظباً للنظر في غوامض صناعة الطب والكشف عن حقائقها وأسرارها ، وكذلك في غيرها من العلوم بحيث أنه لم يكن له دأب ولا عناية في جل أوقاته إلا في الاجتهاد والتطلع فيما قد دوّنه الأفاضل من العلماء في کتبهم ، حت وجدته قول في بعض کتبه : نه کان لي صدق نبل سامر ني عل قراءة کتب بقراط وجالنوس. وللرازي أخبار کثرة وفوائد متفرقة فما حصل له من التمهر في صناعة الطب ، وفيما تفرّد به في مداواة المرضى ، وفي الاستدلال على أحوالهم من تقدمة المعرفة ، وفيما خبره من الصفات والأدوية التي لم يصل إلى علمها کثر من الاطباء. وله ف ذلک حکاات کثرة وقعت له قد تضمنها کثر من کتبه ، وقد ذكر من ذلك جملاً في باب مفرد من كتابه الحاوي ، وف کتابه في سر الطب.

ومما حكي عنه من بدائع وصفه وجودة استدلاله ، قال القاضي أبو علي المحسن بن علي بن أبي جهم التنوخي في كتاب « الفرج بعد الشدة » : حدّثني محمد بن علي بن الخلال البصري أبو الحسين أحد أمناء القضاة ، قال : حدّثني بعض أهل الطب الثقاة ، أن غلاماً من بغداد قدم الري وهو ينفث الدم ، وكان لحقه ذلك في طرقه ، فاستدع آبا بکر الزازي ، الطبب المشهور بالحذق ، صاحب الکتب المصنفة ، فأراه ما ينفث ووصف ما يجد. فأخذ الرّازي مجسته ورأى قارورته ، واستوصف حاله منذ بدأ ذلك به ، فلم يقم له دليل على سل ولا قرحة ؛ ولم يعرف العلة؛ فاستنظر الرجل ليتفكر في الأمر ، فقامت على العليل القيامة ، وقال : هذا يأس

٣

لي من الحياة الحذق المتطبب وجهله بالعلة. فازداد ما به. وولد الفكر للرازي أن أعاد عليه فسأله عن المياه التي شربها في طريقه فأخبره أنه قد شرب من مستنقعات وصهاريج ، فقام في نفس أبي بكر محمد بن زكريا الرّازي المتطبب الرأي بحدة الخاطر وجودة الذكاء ، أن علقة كانت فى الماء فحصلت فى معدته ، وأن ذلك النفث للدم من فعلها. فقال له إذا كان في غد جئتك فعالجتك ولم أنصرف أو تبراً ، ولكن بشرط تأمر غلمانك أن يطيعوني فيك بما آمرهم به. فقال نعم. وانصرف الرّازي فتقدّم فجمع له ملء مرکنن کبرن من طحلب آخضر فأحضر هما من غد معه وآراه اهما وقال له ابلع جمع ما في هذن المر کنن. فبلع الرجل شئا س را ثم وقف ، فقال : ابلع ، فقال : لا أستطيع ، فقال للغلمان : خذوه فأنيموه على قفاه. ففعلوا به ذلك وطرحوه عل قفاه وفتحوا فاه ، وأقبل الرازي دس الط حلب في حلقه وکبسه کبساً شدداً وطالبه ببلعه شاء آم آب ، وتهد ده بالضرب ال آن بلعه کارهاً آحد المر کنن بأسره ، والرجل يستغيث فلا ينفعه مع الرازي شيء ، إلى أن قال : الساعة القذف. فزاد الرّازي فيما يكبسه في حلقه ، فذرعه القيء فقذف وتأمّل الرّازي قذفه فإذا فيه علقة ، وإذا هي لمّا وصل إليها الطحلب قرمت إليه بالطبع وتركت موضعها والتفت على الطحلب ؛ فلمّا قذف الرجل خرجت مع الطحلب ، ونهض الرجل معافى.

قال القاضي التنوخي : وحدثني آبو بکر محمد بن عبد الله بن محمد الرازي المعروف بابن حمدون قال : حدثني أبو بكر أحمد بن علي الزازي الفقيه قال : سمعت آبا بکر بن قارن الزازي الطبب وکان محذقاً ف الطب ، قال أبو بکر بن حمدون : وقد رأت هذا الزجل ، وکان حسن علوماً کثرة منها الحدث وروه وکتبه الناس عنه ويوفنونه ، ولم أسمع هذا منه ، قال القاضي التنوخي : ولم يتفق لي ، مع كثرة ملاقاة أبي بكر الرازي ، أن أسمع هذا الخبر منه. قال ابن قارن الرازي وكان تلميذاً الزازي الطبيب بعد رجوعه من عند أمير خراسان ، لما استدعاه فعالجه من علة صعبة ، قال : اجتزت في طرقي بنسابور بقام ، وهي النصف من طرق نسابور ال الري ، فاستقبلني رئيسها فأنزلني داره وخدمني أتم خدمة ، وسألني أن أقف على ابن له به استسقاء ، فأدخلني إلى دار قد أفردها له ، فشاهدت العليل فلم أطمع في برئه فعلت القول بمشهد من العليل ، فلمّا انفردت أنا بأبيه سألني أن أصدقه فصدقته وآيسته من حياة ابنه ، وقلت له مكنه من شهواته فإنه لا يعيش ، وخرجت من خراسان وعدت منها بعد اثن عشر شهراً فاجتزت به ، فاستقبلن الرجل بعد عودت ، فلما لقته استحت منه غاية الحياء ولم أشكك في وفاة ابنه ، وأني كنت نعيته إليه وخشيت من تثقله بي ، فأنزلني داره فلم أجد عنده ما يدل على ذلك. وكرهت مسألته عن ابنه لئلا أجدد عليه

٤

حزناً. فقال لي يوماً : تعرف هذا الفتى؟ وأومأ إلى شاب حسن الوجه والصخة ، كثير الدم والقوة ، قائم مع الغلمان يخدمنا. فقلت : لا! فقال : هذا ولدي الذي آيستني منه عند مضيك إلى خراسان ، فتحيّرت وقلت : عرفني سبب برئه! فقال لي : إنه بعد قيامك من عنده فطن أنك آيستنى منه فقال لى : لست أشك أن هذا الرّجل وهو أوحد في الطب في عصره هذا قد آيسك مني ، والذي أسألك أن تمنع هؤلاء الغلمان ، يعني غلماني الذين كنت أخدمه إياهم ، فإنهم أترابي ، وإذا رأيتهم معافين وقد علمت أني ميت تجدد في قلبي حمى تعجل لي الموت ، فأرحني من هذا بأن لا أراهم ، وأفرد لخدمتي فلانة دايتي. ففعلت ما سأل ، وكان يحمل إلى الداية في كل يوم ما تأكله ، وإليه ما يطلب على غير حمية. فلمّا كان بعد أيام حمل إلى الداية مضيرة لتأكل ، فترکتها بحث قع علها نظر ولد ، ومضت في شغل لها ، فذکرت آنها لما عادت وجدت ابني قد أكل أكثر مما كان في الغضارة ، وبقي في الغضارة شيء يسير مغير اللون ، قالت العجوز : فقلت له : ما هذا؟ فقال : لا تقربي الغضارة ، وجذبها إليه ، وقال : رأيت أفعى عظيماً وقد خرج من موضع ودب إليها فأكل منها ، ثم قذف فصار لونها كما ترين ، فقلت أنا ميت ولا أود أن يلحقني ألم شديد ، ومتى أظفر بمثل هذا ، وأكلت من الغضارة ما استطعت لأموت عاجلاً وآسترح. فلمّا لم أستطع زيادة أكل رجعت إلى موضعي وجئت أنت. قالت ورأيت المضيرة على يده وفمه فصحت. فقال : لا تعملى شيئاً أو تدفنى الغضارة بما فيها لئلا يأكلها إنسان فيموت ، أو حيوان فيلسع إنساناً فيقتله. ففعلت ما قال. وخرجت إلي ، فلمّا عرفتني ذلك ذهب علي آمري ودخالت ال ابن فوجدته نائماً ، فقلت لا توقظوه حت ننظر ما کون من أمره ، فانتبه آخر النهار وقد عرق عرقاً شديداً وهو يطلب المستحم ، فأنهض إليه فاندفع بطنه ، وقام من ليلته ومن غد أكثر من مائة مجلس ، فازداد يأسنا منه ، وقل الطعام بعد أن استمر أياماً ، وطلب فراريج فأكل ، ولم تزل قوته تثوب إليه ، وقد كان بطنه التصق بظهره ، وقوي طمعنا فى عافيته فمنعناه من التخليط ، فتزايدت قوته إلى أن صار كما ترى. فعجبت من ذلك وذكرت أن الأوائل قالت : إن المستسقي إذا أكل من لحم حية عتيقة مزمنة لها مئون سنين براً ، ولو قلت لك إن هذا علاجه لظننت أنى أدافعك ومن. ان نعلم کم سنوحه اذا وجد ناها فسکت عنک.

قال ابن أبي أصيبعة : وللزازي أمثال هذا من الحكايات أشياء كثيرة جداً ممّا جر له وقد ذکرت من ذلک جملة وافرة ف کتاب « حکاات الاطباء في علاجات الأدواء ». وكان أكثر مقام الزازي ببلاد العجم ، وذلك لكونها موطنه وموطن أهله وأخيه ، وخدم بصناعة الطب الأكابر من ملوك العجم وصنف هنالك كتباً كثيرة في الطب وغره ، وصنف کتابه المنصور للمنصور بن اسماعل بن خاقان صاحب

٥

خراسان وما وراء النهر ، وكذلك صنف كتابه الذي سماه الملوكي لعلي ابن صاحب طبرستان. وكان الرازي أيضاً مشتغلاً بالعلوم الحكمية فائقاً فيها. وله في ذلك تصانيف كثيرة يستدل بها على جودة معرفته وارتفاع منزلته. وكان في أوّل أمره قد عني بعلم السيمياء والكيمياء وما يتعلق بهذا الفن ، وله تصانيف أيضاً فى ذلك. ونقلت من خط بالمظفر بن معرف قال : كان الرّازي يقول أنا لا أسمي فيلسوفاً إلا من كان قد علم صنعة الکماء ، لانه قد استغن عن التکشب من او ساخ الناس ، وتنزه عما في آدهم ولم يحتج إليهم.

وحدثني بعض الأطباء أن الرّازي كان قد باع لقوم من الروم سبائك ذهب وساروا بها إلى بلادهم ، ثم إنهم بعد ذلك بسنين عدة وجدوها وقد تغير لونها بعض التغيّر ، وتبين لهم زيفها فجاؤوا بها إليه ؛ وألزم بردها. وقال غيره إن الوزير كان أضافه الرّازي فأكل عنده أطعمة لذيذة لا يمكن أن يأكل بأطيب منها ، ثم إن الوزير تحيل بعد ذلك حتى اشترى إحدى الجواري التي تطبخ الأطعمة عند الرازي ظناً منه أن تطبخ مثل ذلك الطعام ، فلمّا صنعت له أطعمة لم يجدها كما وجدها عند الرّازي. فلمّا سألها عن ذلك ، ذكرت له أن الطبيخ واحد ، بل إننا كنا نجد القدور التي عند الرازي جميعاً ذهباً وفضة. فسبق إلى وهمه حينئذ أن جودة الأطعمة إنما هي من ذلك ، وأن الرّازي قد حصلت له معرفة الكيمياء. فاستحضر الوزير الرازي وسأله أن يعرفه ما قد حصل له من معرفة الكيمياء. فلمّا لم يذكر له الرازي شيئاً من ذلك وأنكر.

وقيل إن الرّازي كان في أوّل أمره صيرفياً. وممّا يحقق ذلك أنني وجدت نسخة من المنصوري قديمة قد سقط آخرها ، واحترق أكثرها من عتقها ، وهي مترجمة بذلك الخط على هذا المثال : كناش المنصوري ، تأليف محمد بن زكريا الرازي الصيرفي. وأخبرني من هي عنده أنها خط الرازي. وكان الرّازي معاصراً لإسحاق بن حنين ومن كان معه في ذلك الوقت ، وعمي في آخر عمره بماء نزل في عينيه فقيل له : لو قدحت؟ فقال : لا ، قد نظرات من الدنا حت مللت. فلم سمح بعنه للقدح. وقال آبو الخر الحسن بن سوار بن بابا ، وکان قرب العهد منه : ن الرازي توفي في سنة نف وتسعن ومائتن آو ثلثماثة وکسر ، قال : والشك مني.

وقال عبد الله بن جبرئل : کان ابو بکر محمد بن زکرا الرازي له المنزلة الجللة بالري وسائر بلاد الجبل. قال : وعاش إلى أن لحقه ابن العميد أستاذ الصاحب بن عباد ، وهو كان سبب إظهار كتابه المعروف بالحاوي ، لأنه كان حصل بالري بعد وفاته فطلبه من اخت آبي بکر ، وبذل لها دنانر کثرة حت اظهرت له مسودات الکتاب.

٦

فجمع تلاميذه الأطباء الذين كانوا بالري حتى رتبوا الكتاب ، وخرج على ما هو عليه من الاضطراب.

ومن کلام آبي بکر محمّد بن زکرا الراز قال :

الحقيقة في الطب غاية لا تدرك ، والعلاج بما تنصه الكتب دون إعمال الماهر الحکم برأيه خطر.

وقال : الاستكثار من قراءة كتب الحكماء ، والإشراف على أسرارهم ، نافع لكل حکم عظم الخطر.

وقال : العمر يقصر عن الوقوف عن فعل كل نبات في الأرض ، فعليك بالأشهر ممّا أجمع عليه ، ودع الشاذ ، واقتصر على ما جربت.

وقال : من لم يعن بالأمور الطبيعية ، والعلوم الفلسفية ، والقوانين المنطقية ، وعدل إلى اللذات الدنيائية ، فاتهمه في علمه ؛ لا سيما في صناعة الطب.

وقال : مت اجتمع جالنوس وأرسطوطاليس على معنى فذلك هو الصواب ؛ ومت اختلفا صعب عل العقول ادرال صوابه جدا.

وقال : الأمراض الحارة أقتل من الباردة لسرعة حركة النار.

وقال : الناقهون من المرض إذا اشتهوا من الطعام ما يضرهم فيجب للطبيب أن يحتال في تدبير ذلك الطعام وصرفه إلى كيفية موافقة ، ولا يمنعهم ما يشتهون بتة.

وقال : نبغي للطبب آن و هم المرض آبداً الصحة ورجه بها وان کان غر واثق بذلك ، فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس.

وقال : الأطباء الأميون والمقلدون والأحداث الذين لا تجربة لهم ، ومن قلت عناته وکثرت شهواته ، قتالون.

وقال : ينبغي للطبيب أن لا يدع مساءلة المريض عن كل ما يمكن أن تتولد عنه علته من داخل ومن خارج ، ثم يقضي بالأقوى.

وقال : ينبغي للمريض أن يقتصر على واحد ممن يوثق به من الأطباء ، فخطؤه في جنب صوابه سر جدا.

وقال : من تطب عند کثرن من الاطباء وشلک آن قع في خطاً کل واحد منهم.

وقال : مت کان اقتصار الطبب عل التجارب دون القاس وقراءة الکتب خذل.

وقال : لا ينبغي أن يوثق بالحسن العناية في الطب حتى يبلغ الأشد ويجرب.

وقال : ينبغى أن تكون حالة الطبيب معتدلة ، لا مقبلاً على الدّنيا كلية ولا معرضاً عن الآخرة كلية فيكون بين الرغبة والرهبة.

٧

وقال : بانتقال الكواكب الثابتة فى الطول والعرض تنتقل الأخلاق والمزاجات.

وقال : باختلاف عروض البلدان تختلف المزاجات والأخلاق والعادات وطباع الأدوية والأغذية ، حتى يكون ما فى الدرجة الثانية من الأدوية فى الرّابعة ، وما فى الرابعة فى الثانية.

وقال : إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة.

وقال : ما اجتمع الأطباء عله ، وشهد عله القاس ، وعضلته التجربة ، فلکن أمامك ، وبالضد.

ومن شعر أبي بكر محمد بن زكريا الرّازي قال : [من الطويل]

لعمري ، مما أدري ، وقد آذن البلى

بأجل ترحال؛ إلى أين ترحالي؟

وان محل الروح بعد خروجه

من الهکل المنحل والجسد البالي

مؤلفات الرّازي (١)

كتاب الحاوي ، وهو أجل كتبه وأعظمها في صناعة الطب. وذلك أنه جمع فيه كل ما وجده متفرّقاً في ذكر الأمراض ومداواتها من سائر الكتب الطبية للمتقدمين ، ومن أتى بعدهم إلى زمانه. ونسب كل شيء نقله فيه إلى قائله ، هذا مع أنّ الرازي توفي ولم يفسح له في الأجل أن يحرر هذا الكتاب.

كتاب البرهان ، مقالتان ، الأولى سبعة عشر فصلاً ، والثانية اثنا عشر فصلاً. كتاب الطب الروحاني ، ويعرف أيضاً بطب النفوس؛ غرضه فيه إصلاح أخلاق النفس ، وهو عشرون فصلاً. كتاب في أن للإنسان خالقاً متقناً حكيماً ، وفيه دلائل من التشريح ومنافع الأعضاء تدل على أن خلق الإنسان لا يمكن أن يقع بالاتفاق. كتاب سمع الكيان غرضه فيه أن يكون مدخلاً إلى العلم الطبيعي ومسهلاً للمتعلم لحوق المعاني المتفرقة في الكتب الطبيعية. كتاب إيساغوجي وهو المدخل إلى المنطق. جمل معاني قاطيغورياس. جمل معاني باريمينياس. جمل معاني أن الوطيقا الأولى إلى تمام القياسات الحملية. كتاب هيئة العالم ، غرضه أن يبين أن الأرض كروية وأنها في وسط الفلك ، هو ذو قطبين يدور عليهما ، وأن الشمس أعظم من الأرض والقمر أصغر منها وما تبع ذلال من هذا المعن. کتاب فمن استعمل تفضل الهندسة من الموسومن بالهندسة ، ويوضح فيه مقدارها ومنفعتها ويرد على من رفعها فوق قدرها. مقالة في السبب في قتل رح السموم لاکثر الحوان. کتاب فما جر بنه وبن سسن المناني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) عون الانباء (ص ٣٨ ـ ٣٢).

٨

يريه خطأ موضوعاته وفساد ناموسه ، في سبع مباحث. كتاب في اللذة غرضه فيه أن يبين أنها داخلة تحت الراحة. مقالة في العلة التي لها صار الخريف ممرضاً والربيع بالضد ، على أن الشمس فى هذين الزمانين فى مدار واحد ، صنفها لبعض الكتاب. كتاب في الفرق بين الرؤيا المنذرة ، وبين سائر ضروب الرؤيا. كتاب الشكوك والمناقضات التي في كتب جالينوس. كتاب في كيفية الإبصار يبين فيه أن الإبصار ليس يكون بشعاع يخرج من العين ، وينقض فيه أشكالاً من كتاب إقليدس في المناظر. كتاب في الرد على الناشىء في مسائله العشر التي رام بها نقض الطب. كتاب في علل المفاصل والنقرس وعرق النسا ، وهو اثنان وعشرون فصلاً. كتاب آخر صغير في وجع المفاصل.

الاثنا عشر كتاباً في الصنعة : الأوّل كتاب المدخل التعليمي ؛ الثاني كتاب المدخل البرهاني ؛ الثالث كتاب الإثبات ؛ الرّابع كتاب التدبير ؛ الخامس كتاب الحجر ؛ السادس كتاب الإكسير عشرة أبواب ؛ السابع كتاب شرف الضناعة وفضلها؛ الثامن کتاب الترتب؛ التاسع کتاب التدابر؛ العاشر کتاب الشواهد ونکت الرموز؛ الحادي عشر كتاب المحبة ؛ الثاني عشر کتاب الحل.

كتاب الأحجار يبين فيه الإيضاح عن الشيء الذي يكون في هذا العمل. كتاب الأسرار. كتاب سر الأسرار. كتاب التبويب. كتاب رسالة الخاصة. كتاب الحجر الاصفر. کتاب رسائل الملول. کتاب الردّ عل الکندي ف ادخاله صناعة الکماء ف الممتنع. كتاب في أن الحمية المفرطة والمبادرة إلى الأدوية والتقليل من الأغذية لا يحفظ الصخة بل يجلب الأمراض. مقالة في أن جهال الأطباء يشددون على المرضى في منعهم من شهواتهم وإن لم يكن الإنسان كثير مرض جهلاً وجزافاً. كتاب سيرة الحكماء. مقالة في أن الطين المتنقل به فيه منافع ألفها لأبي حازم القاضي. مقالة في الجدري والحصبة ، أربعة عشر باباً. مقالة في الحصى في الكلى والمثانة. كتاب إلى من لا يحضره طبيب ، وغرضه إيضاح الأمراض ، وتوسيع في القول ، ويذكر فيه علة علة ، وأنه يمكن أن يعالج بالأدوية الموجودة ، ويعرف أيضاً بكتاب طب الفقراء. كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان يذكر فيه أدوية لا يحتاج الطبيب الحاذق معها إلى غيرها ، إذا ضم إليها ما يوجد في المطابخ والبيوت. كتاب في الردّ على الجاحظ في نقض صناعة الطب. كتاب في تناقض قول الجاحظ في كتابه في فضيلة الكلام وما غلط فه عل الفلاسفة. کتاب التقسم والتشجر ذکر فه تقاسم الامراض واسبابها وعلاجها بالشرح والبان ، وعل سبل تقسم وتشجر. کتاب الطب الملوکي في العلل وعلاج الأمراض كلها بالأغذية ، ودس الأدوية في الأغذية حيث لا بدّ منها ، وما لا کرهه العلل. کتاب في الفالج. کتاب في اللقوة. کتاب في هئة العن. کتاب في

٩

هيئة الكبد. كتاب في هيئة الأنثيين. كتاب في هيئة القلب. كتاب في هيئة الصماخ. كتاب في هيئة المفاصل أقراباذين. كتاب في الانتقاد والتحرير على المعتزلة. كتاب في الخيار المر. كتاب في كيفية الاغتذاء ، وهو جوامع ذكر الأدوية المعدنية. كتاب في اثقال الادوة المرگبة. کتاب في خواص الاشاء. کتاب کبر في الهول. کتاب في سبب وقوف الأرض وسط الفلك على استدارة. كتاب في نقض الطب الروحاني على ابن اليمان. كتاب في أن العالم لا يمكن أن يكون إلا على ما نشاهده. كتاب في الحركة وأنها ليست مرئية بل معلومة. مقالة في أن للجسم تحريكاً من ذاته وأن الحركة مبدأ طبيعي. قصيدة في المنطقيات. قصيدة في العلم الإلهي. قصيدة في العظة الونانة. کتاب الکر ومقادر مختصرة.

كتاب في إيضاح العلة التي بها تدفع الهوام بالتغذي ومرة بالتدبير. كتاب في الجبر وكيف يسكن ألمه ، وما علاقة الحرّ فيه والبرد. مقالة فى الأسباب المميلة لقلوب أكثر الناس عن أفاضل الأطباء إلى أخسائهم. مقالة فيما ينبغي أن يقدم من الأغذية والفواكه وما يؤخر منها. مقالة في الرد على أحمد بن الطيب السرخسي فيما رد به عل جالنوس في أمر الطعم المر. کتاب في الرد عل المسمعي المتکلم في رده عل اصحاب الهول. کتاب ف المذة ، وه الزمان ، وف الخلاء والملاء ، وهما المكان. مقالة أبان فيها خطأ جرير الطبيب فى إنكاره مشورته على الأمير أحمد بن إسماعيل في تناول التوت الشامي على أثر البطيخ في حاله ، وإيضاح عذره فيها. كتاب في نقض كتاب أنابو إلى فرفوريوس في شرح مذاهب أرسطوطاليس في العلم الإلهي. كتاب في العلم الإلهي. كتاب في الهيولى المطلقة والجزئية. كتاب إلى أبي القاسم البلخي والزيادة على جوابه وجواب هذا الجواب. كتاب في العلم الإلهي على رأي أفلاطون. كتاب في الرد على أبي القاسم البلخي فيما ناقض به في المقالة الثانية من كتابه في العلم الإلهي. كتاب في محنة الذهب والفضة والميزان الطبيعي. کتاب في حل النمس. کتاب في ان للعالم خالقاً حکماً. کتاب في الباه بن فيه الأمزاج ومنافع الباه ومضاره. كتاب الزيادة التي زادها في الباه.

كتاب المنصوري ألفه للأمير منصور بن إسحاق بن إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان وتحر فه الاختصار والا جاز ، مع جمعه لجمل وجوامع ونکات وعون من صناعة الطب علمها وعملها ، وهو عشر مقالات المقالة الأولى في المدخل إلى الطب وفي شكل الأعضاء وخلقها ؛ المقالة الثانية في تعرّف مزاج الأبدان وهيئتها ، والأخلاط الغالبة عليها ، واستدلالات وجيزة جامعة من الفراسة ؛ المقالة الثالثة فى قوى الأغذية والأدوية ؛ المقالة الرّابعة في حفظ الصخة ؛ المقالة الخامسة في الزينة ؛ المقالة السّادسة

١٠

في تدبير المسافرين ؛ المقالة السابعة جمل وجوامع في صناعة الجبر والجراحات والقروح ؛ المقالة الثامنة في السموم والهوام ؛ المقالة التاسعة في الأمراض الحادثة من القرن إلى القدم ؛ المقالة العاشرة في الحميات وما يتبع ذلك مما يحتاج إلى معرفته في تحديد علاجها. مقالة أضافها إلى كتاب المنصوري وهي في الأمور الطبيعية.

کتاب الجامع وسم حاصر صناعة الطب ، وغرضه في هذا الکتاب جمع ما وقع إليه وأدركه من كتاب طب قديم أو محدث إلى موضع واحد في كل باب ، وهو ينقسم اثني عشر قسماً : القسم الأول في حفظ الصخة وعلاج الأمراض والوثي والجبر والعلاجات ؛ القسم الثاني في قوى الأغذية والأدوية وما يحتاج إليه من التدبير في الطب ؛ القسم الثالث في الأدوية المركبة فيه ذكر ما يحتاج إليه منها على سبيل الأقراباذين ؛ القسم الرّابع فيما يحتاج إليه من الطب في سحق الأدوية وإحراقها وتصعد اتها وغسلها واستخراج قواها وحفظها ، ومقدار بقاء کل دواء منها وما اشبه ذلك ؛ القسم الخامس في صيدلية الطب ، فيه صفة الأدوية وألوانها وطعومها وروائحها ومعادنها وجيدها ورديها ، ونحو ذلك من علل الصيدلة؛ القسم السادس في الأبدال ، يذكر فيه ما ينوب عن كل دواء أو غذاء إذا لم يوجد ؛ القسم السابع في تفسير الأسماء والأوزان والمكاييل التى للعقاقير ، وتسمية الأعضاء والأدواء باليونانية والسريانية والفارسية والهندية والعربية على سبيل الكتب المسماة بشقشماهي ؛ القسم الثامن في التشريح ومنافع الأعضاء ؛ القسم التاسع في الأسباب الطبيعية من صناعة الطب ، غرضه فيه أن يبين أسباب العلل بالأمر الطبيعي ؛ القسم العاشر في المدخل إلى صناعة الطب وهو مقالتان : الأولى منهما في الأشياء الطبيعية ، والثانية في أوائل الطب ؛ القسم الحادي عشر جمل علاجات وصفات وغير ذلك. القسم الثاني عشر فما استدرکه من کتب جالنوس ولم ذکرها حنن ولاهي في فهرست جالنوس. قال ابن أبي أصيبعة : هذا التقسم المذکور ههنا لس هو لکتابه المعروف بالحاو ولاهو تقسم مرضي ، ومکن آن هذه کانت مسودات کتاب وجدت للرازي بعد موته وهي مجموعة على هذا الترتيب فحسبت أنها كتاب واحد ، وإلى غايتى هذه ما رأيت نسخة o. لهذا الكتاب ولا وجدت من أخبر أنه رآه.

كتاب الفاخر في الطب. قال ابن أبي أصيبعة : وإنما أثبث هذا الكتاب في جملة كتبه لكونه قد نسب إليه ، واشتهر أنه له ، وبالجملة فإنه كتاب جيد قد استوعب فيه مؤلفه ذكر الأمراض ومداواتها واختيار معالجتها على أتم ما يكون وأفضله ، وجمهور ما فه منقول من کتاب التقسم والتشجر للرازي ، ومن کناش ابن مرابون ، وکل ما فيه من كلام الرّازي ، فأوله قال محمد. ولأمين الدولة بن التلميذ حاشية على هذا الكتاب وأنه للرّازي ، قال : الذي كثيراً ما يذكره الزازي في كتاب الفاخر ، قال محمد

١١

هو المعروف بالحسن طبيب المقتدر كان طبيباً ببغداد ماهراً في علم الطب وكان بيته بت الطب ، وکان له ثلاثة خوة أحدهم کحال حاذق عرف بسلمان ، وآخر طبب لس في رتبته عرف بهارون ، والثالث صد لاني کبر الصت بغداد في الحرفة ، له كناش عجيب في تجاريبه لكنه قليل الوجود إلا ببغداد المحروسة.

كتاب في العلة التي صار لها متى انقطع من البدن شيء يتبرأ منه أنه لا يلتصق به ، وإن كان صغيرا ، ويلصق به من الجراحات العظيمة القدر غير المتبرئة مما هو أعظم من ذلك كثيراً. رسالة في الماء المبرد على الثلج ، والمبرّد من غير أن يطرح فيه الثلج ، والذي يغلى ثم يبرّد في الجليد والثلج. كتاب في العلة التي لها صار السمك الطري معطشاً. رسالة في أنه لا يوجد شراب غير مسكر يفي بجميع أفعال الشراب المسكر المحمود في البدن. كتاب في علامات إقبال الدولة. كتاب في فضل العين على سائر الحواس. رسالة في أن غروب الشمس وسائر الكواكب عتا وطلوعها علينا ليس من أجل حركة الأرض بل من حركة الفلك. كتاب في المنطق ، يذكر فيه جميع ما يحتاج إليه منه بألفاظ متكلمي الإسلام. كتاب في فسخ ظن من يتوهم أن الكواكب ليست في نهاية الاستدارة وغير ذلك. كتاب في أنه لا يتصوّر أن من لا دربة له بالبرهان أن الأرض كروية وأن الناس حولها. رسالة يبحث فيها عن الأرض الطبيعية ، طن هي أم حجر ، داخل سمع الکان. کتاب وضح فه آن الترکب نوعان وغر ذلك. مقالة في العادة وأنها تكون طبيعية. مقالة في المنفعة في أطراف الأجفان دائماً. مقالة في العلة التي من أجلها تضيق النواظر في النور وتتسع في الظلمة. مقالة في العلة التي لها تزعم الجهال أن الثلج يعطش. مقالة في العلة التي لها يحرق الثلج ويقرح. كتاب أطعمة المرضى. مقالة فيما استدركه من الفصل في الكلام في القائلين بحدوث الأجسام ، وعلى القائلين بقدمها. كتاب في أن العلل اليسيرة بعضها أعسر تعرفاً وعلاجاً وغير ذلك. كتاب العلة التي لها تذم العوام الأطباء الحذاق. رسالة في العلل المشكلة وعذر الطبيب وغير ذلك. رسالة فى العلل القاتلة لعظمها ، والقاتلة لظهورها بغتة مما لا يقدر الطبيب على صلاحها ، وعذره في ذلك. كتاب في أن الطبيب الحاذق ليس هو من قدر على إبراء جميع العلل ، فإن ذلك ليس في الوسع ولا في صناعة أبقراط ؛ وأنه قد يستحق أن يشكر الطبيب ويمدح ، وأن تعظم صناعة الطب وتشرف ، وإن هو لم يقدر على ذلك ، بعد أن يكون متقدماً لأهل بلده وعصره. رسالة في أن الصانع المتعرف بصناعته معدوم في جل الصناعات لا في الطب خاضة ، والعلة التي من أجلها صار ينجح جهال الأطباء والعوام والنساء في المدن في علاج بعض الأمراض أكثر من العلماء ، وعذر الطبيب فى ذلك. كتاب الممتحن فى الطب على سبيل كناش. كتاب في أن النفس ليست بجسم. كتاب في الكواكب السبعة في

١٢

الحکمة. رسالة ال الحسن بن اسحاق بن محارس القم. کتاب ف النفس المغترة. كتاب في النفس الكبيرة. مقالة في العلة التي من أجلها يعرض الزكام لأبي زيد البلخي في فصل الربع عند شمه الورد. رسالة في محنة الطبب وکف انبغي آن کون حاله في نفسه وبدنه وسيرته وأدبه. رسالة في مقدار ما يمكن أن يستدرك من أحكام النجوم عل رأي الفلاسفة الطبعن ومن لم قل منهم ان الکواکب احاء وما مکن آن يستدرك على رأي من قال إنها أحياء. كتاب في العلة التي لها صار يحدث النوم في رؤوس بعض الناس شبهاً بالز کام. کتاب في الشکول التي عل برقلس. کتاب في تفسير كتاب أفلوطرخس الكتاب طيماوس. رسالة في علة خلق السباع والهوام. كتاب في إتمام ما ناقض به القائلين بالهيولى. كتاب في أن المناقضة التي بين أهل الدهر وأهل التوحيد في سبب إحداث العالم ، إنما جاز من نقصان السمة في أسباب الفعل ، بعضه على التمادية وبعضه على القائلين بقدم العالم. كتاب في نقضه على علي بن شهد البلخ فما ناقضه به ف أمر اللذة. کتاب ف الراضة. کتاب ف النقض عل الكيال فى الإمامة نقض كتاب التدبير. اختصار كتاب حيلة البرء لجالينوس. اختصار كتاب النبض الكبير لجالينوس. تلخيص كتاب العلل والأعراض لجالينوس. تلخيص كتاب الأعضاء الألمة لجالينوس. كتاب الانتقاد على أهل الاعتزال. كتاب في نقض کتاب البلخي لکتاب العلم الالهي والرد عله. کتاب في آنه جوز أن کون سکون واجتماع ، ولا يجوز أن يكون حركة واجتماع لم يزل. رسالة في أن قطر المربع لا شارل الضلع من غر هندسة. کتاب في الاشفاق عل اهل التحصل من المتکلمن بالفلسفة ، وغرضه يبين مذهب الفلاسفة في العلم الإلهي لمعنى القارىء بذلك عن المتحرّك إليه. كتاب في السيرة الفاضلة وسيرة أهل المدينة الفاضلة. كتاب في وجوب الذعاء والدعاوى. كتاب الحاصل وغرضه فيه ما يحمل من العلم الإلهي من طريق الأخذ بالحرص وطريق البرهان. رسالة لطيفة في العلم الإلهي. كتاب منافع الأغذية ودفع مضارها ، وهو مقالتان يذكر في الأولى منهما ما يدفع به ضرر الأطعمة في كل وقت ومزاج وحال ، وفي الثانية قولان استعمال الأغذية ودفع التخم ومضارها ، ألفه للأمير أبي العباس أحمد بن علي. كتاب إلى علي بن شهيد البلخي في تثبيت المعاد ، غرضه فيه النقد على من أبطل المعاد ، ويثبت أن لثم] معاداً. كتاب علة جذب حجر المغنطس للحدد وفه کلام کثر في الخلاء. کتاب کبر في النفس. کتاب صغر في النفس. کتاب مزان العقل. کتاب في الشراب المسکر وهو مقالتان. مقالة في السکنجبن ومنافعه ومضاره. کتاب في القولنج. مقالة في القولنج الحار وهو المعروف بکتاب القولنج الصغر ... کتاب في تفسر کتاب جالنوس لفصول آبقراط. کتاب في الابنة وعلاجها وتبنها. کتاب في نقض کتاب الوجود لمنصور بن طلحة.

١٣

کتاب فما رومه من اظهار ما دع من عوب الاولاء. قال ابن اب اصبعة : وهذا الكتاب إن كان قد ألف ، والله أعلم ، فربّما أن بعض الأشرار المعادين للرازي قد ألفه ونسبه إليه ، ليسيء من يرى ذلك الكتاب أو يسمع به الظن بالرازي ، وإلا فالرازي أجل من أن يحاول هذا الأمر ، وأن يصنف في هذا المعن ، وحت ان بعض من ذم الرازي بل کفره کعلي بن رضوان المصر وغره سمون ذلالک الکتاب کتاب الرازي في مخاريق الأنبياء.

کتاب في آثار الامام الفاضل المعصوم. کتاب في استفراغ المحمومن قبل النضج. كتاب الإمام والمأموم المحقين. كتاب خواص التلاميذ. كتاب شروط النظر. كتاب الآراء الطبيعية. كتاب خطأ غرض الطبيب. أشعار في العلم الإلهي ، صفة مداد معجون لا نظر له. نقل کتاب الاس لجابر ال الشعر. رسالة ف الترکب. رسالة ف كيفية النحو. رسالة فى العطش وازدياد الحرارة لذلك. كتاب فى جمل الموسيقى. كتاب في الأوهام والحركات النفسانية. كتاب في العمل بالحديد والجبر. كتاب فيما يعتقده رأياً. كتاب في ما أغفلته الفلاسفة. كتاب السر في الحكمة. كتاب منافع الاعضاء. کتاب الکاف ف الطب. کتاب ف المتنقل. کتاب الاقراباذن المختصر. کتاب في البرء وضح فه آن الترکب نوعان اما ترکب اجسام مختلفة ، واما ترکب الأجسام المتشابهة الأجزاء ، وأنه ليس واحد على الحقيقة الأخرى. كتاب إلى أبي القاسم بن دلف في الحكمة. كتاب إلى علي بن وهبان فيه باب واحد في الشمس. كتاب إلى ابن أبي الساج في الحكمة. كتاب إلى الداعي الأطروش في الحكمة. كتاب سر الاسرار ف الحکمة. کتاب سر الطبب. کتاب ف شرف الفصد عند الاستفراغات الامتلائية رداءة وكمية وفضله على سائر الاستفراغات والإبانة على أن الفصد لا يمنعه عند الاحتياج إليه شيء البتة ، ألفه للأمير أبي علي أحمد بن إسماعيل بن أحمد. كتاب المرشد ويسمّى كتاب الفصول. رسالة في أن العلل المستكملة التي لا يقدر الأعلاء أن يعبروا عنها ويحتاج الطبيب إلى لزوم العليل وإلى استعمال بعض التجربة لاستخراجها والوقوف علها وتحر الطبب. کتاب مختصر في اللبن. کلام جر بنه وبين المسعودي في حدوث العالم. كتاب المدخل إلى الطب. مقالة في المذاقات. مقالة في البهق والبرص. كتاب زينة الكتاب. كتاب برء ساعة ، ألفه للوزير أبي القاسم بن عبد الله. مقالة في البواسير والشقاق في المقعدة. كلام في الفروق بين الأمراض. مقالة فى الحرقة الكائنة فى الإحليل والمثانة. كتاب طب الفقراء. رسالة إلى الوزير أبي الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح القنائي في الأعلال الحادثة على ظاهر الجسد. رسالة إلى تلميذه يوسف بن يعقوب فى أدوية العين وعلاجها ومداواتها ، وتركيب الأدوية لما يحتاج إليه من ذلك. كتاب صيدلية الطب. کتاب في

١٤

جواهر الأجسام. كتاب في سيرته. مقالة في الزكام والنزلة وامتلاء الرأس ، ومنع النزلة ال الصدر ، والرح التي تسد المنخرن ومنع التنفس بهما. مقالة في أبدال الأدوية المستعملة في الطب والعلاج وقوانينها وجهة استعمالها. كتاب صفة البيمارستان. مقالة في الأغذية مختصر. مقالة فيما سئل عنه في أنه لم صار من قل جماعه من الإنسان طال عمره ، ألفها للأمير أبى العباس أحمد بن على. مقالة فى العلة التى لها إذا أكلت الحيوانات سخنت أبدانها ما خلا الإنسان فإنه يجد عند أكله فتوراً. مقالة فى الكيفيات. رسالة في الحمّام ومنافعه ومضاره. كتاب في الدواء المسهل والمقيىء. مقالة في علاج العين بالحديد.

* * *

هذه الطبعة

اعتمدنا فى هذه الطبعة الجديدة التى تصدرها دار الكتب العلمية على طبعة دائرة المعارف العثمانية الصادرة بحيدر آباد الدكن ، والمكوّنة من ٢٢ جزءاً في ٢٥ مجلداً (بنها الجزء ٢١ في قسمن قسم او قسم ب ، والجزء ٢٣ في قسمن ثمان مجلدات. ووضعنا في طرف الصفحات في كل الكتاب أرقام الأجزاء في طبعة دائرة المعارف العثمانية مع أرقام الصفحات لنفس الطبعة على هذه الصورة : (... الخ) بحث جعلنا رقم الصفحة فوق الخط المستقيم ورقم الجزء تحت الخط المستقيم.

دار الکتب العلمة

بروت ، لبنان

١٥