قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير المنير [ ج ١٦ ]

182/319
*

فهل بعد إيراد هذه الصفات من يدعي أن القرآن من عند غير الله ، وهل يصح اتخاذ صنم من حجر أو خشب أو معدن شريكا لله؟

لذلك كله بادر عمر بن الخطاب في جاهليته بعقل متفتح إلى الإسلام والإيمان ، لما قرأت عليه أخته هذه الآيات.

وقد نزلت سورة طه قبل إسلام عمر رضي‌الله‌عنه.

إسلام عمر :

روى ابن إسحاق في سيرته : أن عمر قبل إسلامه كان شديد العداوة للإسلام ، وقد خرج في يوم متوشحا سيفه ، يريد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلقيه نعيم بن عبد الله. فقال : أين تريد يا عمر؟ فقال : أريد محمدا هذا الصابئ ، الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها ، وعاب دينها ، وسب آلهتها فأقتله ، فقال له نعيم : والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر ، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض ، وقد قتلت محمدا؟! أفلا ترجع إلى أهلك فتقيم أمرهم؟!

فقال : وأي أهل بيني؟ قال : ختنك (زوج أختك) وابن عمك سعيد بن زيد ، وأختك فاطمة بنت الخطاب ، فقد والله أسلما وتابعا محمدا على دينه ، فعليك بهما.

قال : فرجع عمر عامدا إلى أخته وختنه ، وعندهما خباب بن الأرت ، معه صحيفة فيها أول سورة يقرئهما إياها ، فلما سمعوا حس عمر ، تغيب خباب في مخدع لهما ، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة ، فجعلتها تحت فخذها ، وقد سمع عمر قراءة خباب ، فلما دخل قال : ما هذه الهينمة (الكلام الخفي الذي لا يفهم) الذي سمعت؟

قالا له : ما سمعت شيئا ، قال : بلى والله ، لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على