الماء - ج ٢

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٢

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٢

١
٢

حرف الخاء

خ

٣
٤

خبب :

الخِبّ ، والخَبّ : الخَدّاع الذى يسعى بين النّاس بالفساد. وفي الحديث : (لا يدخل الجنة خَبّ ولا خَائِن) (١). وفيه أيضا : (المؤمن غِرّ كريم ، والكافر خِبٌ لَئِيم) (٢). الغِرّ : الذى لا يفطن للشّرّ.

وأنشدنا شيخنا العلّامة لنفسه :

زَمانٌ كُلّ حِبٍّ فيه خِبٌ

وطَعْمُ الخِلِّ خَلٌّ لو يُذاقُ

لهُ سُوق بِضاعَتُه نِفاقٌ

فَنافِقْ فالنِّفاقُ لهُ نَفاقُ (٣)

خبت :

الخَبِيتُ : الرّديء. ومنه دواء خَبِيتٌ. ومال خَبِيتٌ : إذا لم يكن حَلالا. قال السَّمَوْأَل :

يَنْفَعُ الطّيّبُ القَليلُ مِنَ الرِّزْقِ

(م) ولا يَنفعُ الكثيرُ الخَبِيتُ

فأَجْعَلُ الرِّزْقَ فى الحلالِ من الكَسْبِ

(م) بَرّاً سَريرتِى ما حَييتُ (٤)

خبث :

الخَبِيثُ ، ضِدّ الطّيّب. والشّجرة الخَبِيثَة فيها حديث (٥). قالوا : يُراد بها كلّ شجرة خَبِيثَة الرّائحةِ.

والدّواء الخَبِيثُ : السُّمّ. وأيضا : كلّ دواء نَجِس مُحَرَّم ، كالخمر والأبوال والأَرْوَاث. وكلّ ما كان كريها فى رائحته وطعمه ممّا تَأْبَاه الأبدان والأرواح.

ونهى النّبيّ (ص) عن الدّواء الخَبِيثِ ، إلّا ما كان اضطرارا. (٦).

٥

خبج :

الخُباج : الضُّرَاط.

والخَبَاجَاء : الكثير المُجَامعة.

خبر :

الخَبَر : النَّبَأُ.

والخبْر : الزّرع ، وشجر السّدْر والأراك.

والْخَبِيرُ من أَسْمَائه تعالى.

والخُبْرَة ، بالضّمّ : الثّريدة الضّخمة ، والطّعام من اللّحم وغيره.

والخَابُور : نبت أو شجر. قال الشّاعر :

أَيَا شَجَرَ الخابُورِ ما لَكَ مُوْرِقاً

كأنّك لمْ تَجْزَعْ على ابنِ طَرِيْفِ (٧)

والخَبُور : الأسد.

والخَبِير : الحاذق.

وعلاجٌ خَبِرٌ : موافق للعِلّة ، ناجع الأثَر.

خبز :

الخُبْز : معروف ، وأفضلُه ما اتخذ من دقيق الحِنطة وبُولِغ فى عَجنه وجُعل فيه الملح والخمير بقَدْر معتدل ، وخُمِّر تخميرا جيّدا وكان معتدلا فى غِلظهِ واخْتُبِز فى التَّنُّور.

والخُبْز الكثيرُ النّخالةِ سريع الخروج عن البطن قليل الغذاء ، والقليل النّخالة بطىء الخروج ، كثير الغذاء. وأَمَّا الفَطير فإنّه غير موافق لكلّ واحد من النّاس. والخُبْز الخشكار مُليّن للبطن ، والحرارىّ يَعْقِل. وللَّيِّن أكثر غذاء وأيْسر انحدارا ، واليَابِس بخلافه.

٦

والخُبّازَى ، بضم الخاء وتشديد الباء وقد تخفّف ، هى : الشهيرة بالخُبَّيز وهى نوعان :

بستانىّ وهى الملوخيا ، ويأتى ذكرها فى (م ل خ).

وبَرِّىّ وهو نوعان : شجَري وهو الخَطمي ، ويُذكر في محلّه ، وحشيشيّ وهو معروف ، بارد رطب في الأُولى. مُليّن للبطن مُدِرّ للبَول ، وبذره فيه تَغْرِيَة قويّة. نافع من السّعال الحارّ اليابس. ويقع في الأدوية المسهِّلة وفي الحقن ، فيُعين على فِعْلِها بإزلاقه لها ، ويمنع لَذْعَها.

والشّربة منه من ثلاثة دراهم إلى خمسة.

والقَيء بالماء الذي طبخ فيه مُغْنٍ عن شرب الأدوية السُّمِّيَّة. والشربة منه لها قَدْر أُوقيّة.

خبص :

الخَبِيص : الحلو ، سمّى بذلك لأنّه يُعمل من دقيق الحنطة مع دهن اللّوز أو الشِّيْرَج. وبعد إنضاج الدّقيق فى الدّهن ، يُجعل عليه شىء من السُّكّر أو العسل ، ويرفع.

وهو أقلّ لُزوجة من الفالوذج وأقلّ غذاء ، وأبعد من توليد السُّدَد ، وهو أجود للمعدة.

وإذا كان جيّد الطّبخ لم يكن له كثيرُ وخامة ووقوف فى المعدة.

وينبغى للمَحرور أن يمتصَّ الرّمّان الحامض بعده.

خبط :

الخُباط : داء كالجنون.

والخِبَاط : سِمَة تكون فى الفخذ والوجه ، طويلة عريضة.

والخَبْطَة : زُكام ينشأ عن البرد.

٧

خبل :

الخَبَل : فساد الأعضاء.

والخَبَل : الجُنُون.

والخَبال ، فى الأصل : الفَساد. ويكون فى الأفعال والأبدان والعقول.

والخابِلان : اللّيل والنّهار لأنّهما لا يأتيان على أحد إلا خَبلاه ، أى : أهرماه.

ختر :

الخَتْر : الخَدَر يحصل عند شُرب سُمّ ، وربّما عرض لشُرب دواء.

وداء خَتّار : يُعاود المريض على غِرَّة.

ختع :

الخَوْتَع : ذُباب أزرق يكثر فى العُشب.

والخَوْتَع : ولد الأرنب.

وخَتَعَتْ عليهم الآفات : عَدَتْ عليهم فأهلكتهم.

ختل :

نقول : يُخَاتِل الطّبيب الدّاءَ : إذا كان يتأتَّى له بحيلةٍ للبُرْء.

ختم :

الخَتْم : العَسَل.

ودواء مَخْتُوم ، أى : عَتِيق.

والمِخْتَم ، بكسر الميم وسكون الخاء وفتح التّاء : الجوزة تُدْلَك لتملاسّ فيُنْقَد بها سائر الجوز.

والخِتام : الطّين الّذى يُخْتَم على كِتاب ، ومنه أُخذ الخِتَام المعروف.

٨

ختن :

الخَتْن : القَطْع.

والخِتان بالكسر : موضع القطع من الذّكر ، ومنه

الحديث (إذا الْتَقَى الخِتَانَان فقد وَجَب الغسل) (٨).

قيل إنّ المراد العَورتان.

خثر :

الخَاثِر : الذى يجد الشّيء القليل من الوَجَع.

وخَثُر الدّمُ : غَلُظ. قال الفرّاء. هو مُثلّث الثّاء ، والضّمّ لغة قليلة.

وخَثُرَت نفسُه : غَثَت.

خثل :

خَثْلَة البَطْنِ ، وخَثَلَتْها : ما بين السُّرَّة والعَانَة.

خثم :

الأَخْثَم : الغليظ الأنف. وهى خَثْمَاء.

خثو :

الخَثواء : المسترخية البطن من النّساء.

خجل :

الخَجَل : الاسترخاء من الحياء أو الذّلّ.

والخَجَل : أن يلتبس الأمر على الرّجل فلا يدرِى كيف المخرج.

وسببه حركة الرّوح الحيوانىّ الى داخل البدن والى خارجه ، وتكون الحركة اليه أظهر.

خدج :

خَدَجَتْ بجنينها : ألقته قبل وقت أوان ولادته.

وأَخْدَج العلاج : لم يكن له أثر نافع ، على غير المعروف عنه. ويكون ذلك إمّا لِغَلطٍ فى تشخيص العِلّة ، وإمّا لأنّ المريض أسْلَمَ نفسه لشهوته على غير ما يوافق العلاج.

٩

خدد :

الخَدَاد ، بالفتح : ما جاوز مُؤَخِّر العَين الى مُنتهَى الشِّدْق ، يُشبَّه بالخَدِّ ، ومنه اشتق اسم المِخَدَّة ، بالكسر ، وهى المِصْدَغَة ، لأنّ الخَدَّ يوضع عليها ، وهو مُذكَّر ، والجمع خُدُودٌ.

ورجل مُتَخَدِّد : مَهزول. وقد تَخَدَّدَ لحمُه : إذا تَشَنَّج.

خدر :

الخَدَر : عِلَّة تحدث فى قُوّة اللّمْس نُقصانا أو بُطلانا ، وسببه :

إمّا امتناع تلك القُوّة عن النّفوذ لضَغْطِ العَصَب من الجلوس عليه ، وعلاجه ترك ذلك الضّاغط.

وإمّا بَرْدٌ يُكَثّف العَصَب ، وعلامته غِلَظ الأعصاب. وعلاجه بتليين العَصَب.

وإمّا سُدّة تحدث فى العَصَب ، وعلامته الكَسَل ، وثِقَل الحواسّ ، وعلاجه بالمسهّلات.

وإمّا سُمّ ، وعلامته إمّا وجود لَسْع أو تناول سُمّ ، وعلاجه بالتِّرْياقات.

والخَدَر فى العَين : ظهور الحَدَقَة.

خدش :

الخَدْش : مَزْق الجِلْد. والجمع خُدُوش.

ودواء خَادِش : يَلْذَع اللّسان والبُلْعوم.

خدع :

الْأَخْدَع : عِرْقٌ خَفِىٌّ فى موضع الحِجامَة من العُنق. وربّما وقعت الشَّرْطَة عليه فينزف لأنّه شُعبة من الوَريد. وهما أَخْدَعَان. والجمع الأَخَادِع.

ورجل مَخْدُوعٌ : قُطِع أَخْدَعُه.

١٠

وخَدَع الرِّيق فى الفَم : تَغَيَّرَتْ رائحتُه.

وخَدَع كذلك : إذا كان قليلا.

قال سُوَيد :

أبْيَضَ اللَّونِ لَذيذا طَعْمُهُ

طَيِّبَ الرِّيق إذا الرِّيْقُ خَدَعْ (٩)

والأدْوَاء الخَدَّاعَة : التى تتشابه ظواهرها ، فيقع الغلط فى معرفة الداء ووصف الدواء.

ودواء خَادع : إذا كان مغشوشا.

خدن :

الخِدْن ، بالكسر ، والخَدِين : الصَّديق. وفى التّنزيل : (وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ)) (١٠ أى : أصدقاء.

وخِدْن الجارية : صديقها وكانوا فى الجاهلية لا يمنعونه من محادثتها.

خرب :

الخُرْبَة : ثُقْبَة فى الوَرِك ، وكلُّ ثُقبة مُستديرة : خُرْبَةٌ.

قال الأصمعىّ : الخُرْبَة فى الوَرِك : نُقرة فيها لحم لا عظم فيها ، وفى تلك النّقرة الفائلُ.

قال : وليس بين تلك النُّقرة وبين الجوف عظم إنّما هو جلد ولحم.

وقال غيره : هى نقرة فيها مَغرز رأس الفخذ.

والخَرَب ، مُحرّكة : ذَكر الحُبَارَي.

والخَرُّوب ، والخُرْنُوب ، بالضّمّ وقد يُفتح ، ومَنع الفتحَ بعضُهم : شجرة برّيّة لها شوك يُستوقد به.

وحَملها كالتّفاح لكنّه لا يؤكل إلّا فى الجَهْد ، وفيه حَبّ صُلْب.

١١

والخَرُّوب الشّامي له ثمر كالخيار إلّا أنّه عريض حلو يؤكل ويُتّخذ منه سَويق ورُبّ ، ويسميّه صبيان أهل العراق بالقثّاء الشّامي.

وهذه الثّمرة مُعتدلة فى الحرارة والبُرودة ، يابسة فى الثّانية والطّرىّ منها يُلَيّن بالعَصْر. واليابس قابض نافع من الزّحير ، ونَزْف الدّم وفيه تقوية للمعدة ، ويقطع رائحة الثّوم والكرّاث ونحوهما إلّا أنّه بطيء الهضم ويُصلحه العَسل. وبدله الشّاهْبَلُّوط (١١).

والرُّبّ المتَّخذ منه مُعتدل مُلَيِّن.

خربز :

الخِرْبِز : البِطِّيخ ، عربىّ صحيح ، وقيل : هو من أصل فارسىّ ، وجرى فى كلام العَرَب.

خربق :

الخَرْبَق : منه أبيض ، نَبات له ورق كورق لسان الحَمَل ، وزهر أحمر وساق قصير وعروق دِقاق ، مَخرجُها من أصلٍ واحدٍ مستطيلٍ. وهو المستعمَل. وأجوده الهنديّ السّريع النّفْث. وهو حارّ يابس في أوائل الثّالثة ، يُخرج الفضول اللّزِجَة بالقَيء والإسهال. ويُنَقِّي المعدة. وينفع من وجع المفاصل والفالَج ، ومن جميع الأمراض الباردة الرّطبة. ويُهَيِّج العُطاس شمّاً بعد سحقه. ويدرّ الحيض ، ويقتل الأَجنّة حُمولا. وينفع من القُوَباء والبَهق والحكة والجرَب مَعجونا بالخلّ ، طَلاء.

والإكثار منه مُهلك بالتّشَنّج والخَنْق.

ويعالج بالمبرِّدات وبالأمراق الدّسمة.

والأجود فى استعماله أن يُنقع فى ماء المطر ثمّ يُطبخ ويؤخذ الماء فيُعَوَّم بالعسل أو السُّكر ويُرفع لوقت الحاجة. ومضرّته بالمعدة وإصلاحه بالمصطكى

١٢

ومنه أسود وهو نبات له ورق كورق اللّبلاب ، وزهرٌ أبيض ، وبذر كالقرطم (١٢) مُسهل. وساق قصير وعروق دقاق سُود خارجة من أصل واحد مستطيل. وهى حارّة يابسة فى أوائل الثّالثة ، تُخرج المِرّة السّوداء والصّفراء والأخلاط الغليظة ، وتنفع من الصّرَع والجنون والفالج والاسترخاء ، ومن أوجاع المفاصل والصّداع المزمن ، والشّقيقة ، وتُنقِّي الأعضاء الباطنة ، وتُزيل اليَرَقان السُّدَدِىّ ، وتدرّ الحيض ، وتقتل الأجنّة حُمولا ، وتنفع من الحكّة والجرَب والقُوَباء والبَهَق والكَلَف والنّمَش مَعجونة بالخلّ طلاء.

والإكثار منه مُهلك. ويُعالج كعلاج الخَرْبق الأبيض ، ويستعمل كاستعماله. وإذا نبت أحدُهما بجنب كرْمة أسهل عِنَبُها وخَمْرُها. والشّربة منه من نصف درهم الى درهم ، ومضرّته بالكُلَى. وإصلاحه بالكُثَيْرا. وبدله الغاريقون (١٣).

خرت :

الخَرْت ، والخُرْت : الثّقب فى الأذن وغيرها. وضلع صغير عند الصّدر وجمعه أَخْرَات.

والمَخْرُوت ، بفتح الميم : المشقوق الأنف أو الشّفة أو الأذن.

خرج :

الخَرَج : لونان من سواد وبياض ، يقال ظليم أخْرَج ، ونَعامة خَرْجَاء ، لَون سواده أكثر من بياضه كلون الرّماد.

والخُراج : القُروح.

والدّبْل ، بالسكون : الطّاعون ، عن ثعلب.

والخُراج من جُمْلَة الدُّبَيْلات ما جَمَع من الأورام الحارّة ، فكان اسم الدُّبَيْلَة يقع على كل ورم يتفرّع فى باطنه موضع تنصبُّ إليه مادّةُ ماءٍ فتبقَى فيه ، أيّة مادّةٍ كانت.

١٣

والخُراج : ما كان من جملة ذلك حارّا ، فيجمع المِدّة.

والدُّبَيْلات : الدّمامل الكبيرة تظهر فى الجوف فتقتل.

والفرق بين الخُرَاج والدُّبَيلة كالجِنْس للجميع. والدُّبَيْلَة : كلّ ورم داخلُه موضع تنصبّ إليه المادة ، والخُرَاج ما كان مع ذلك حارّا.

والورم : انصباب المادّة العفنة أو القابلة للعَفَن إلى بعض الأعضاء واستحداثها لها فُرَجاً ثمّ استقرارها فيها.

والخُراج : عمّا أخَذ من ذلك من الجمع وتزايدَ فى المدّة. ومِنَ الأطبّاء مَنْ خصّصه بشرط أن تكون مادّته حارة.

والقَرْحَة : كلّ خُراج أو وَرَم إذا انفجر وبقي مُنفجرا.

والدّبيلة : ما كان من الخُرَاجَات حاصلا فى باطن البدن.

والنّاسور : كلّ قرحة تجاوزت أربعين يوما.

خردل :

الخردل: الآسترخاء من الحياء أو الذّلّ.

والخردل : أن يلتبس الأمر على الرّجل فلا يدري كيف المخرج.

وسيبه حركة الرّوح الحيوانيّ الي داخل البدن والى خارجه ، وتكون الحركة إليه أظهر.

والخَرْدَل : حَبّ معروف حارّ يابس فى أوّل الرّابعة مُسخِّن للبدن ، مفتّح للسُّدَد ، مُقَطِّع للبلغم ، هاضم للطّعام ، مُليّن للطّبيعة ، ينفع من النِّقْرِس وداءِ الثّعلب ، ومن وجع المفاصل ، وعِرْقِ النّسا والبَهَق والبَرَص والجرَب والقُوباء طلاءً.

وماؤه مُسَكِّن لوجَع الأذُن ، وينفع من الدَّوِيِّ ، قُطورا.

ومسحوقه مُسكّن لوجع الضّرس قُطورا ، ويحرِّك العُطاس ويُنَبِّه المصروعَ شَمّاً ويسخِّن مبرود الدّماغ ، ونفع النّزلات طلاءً بالعسل على مُقدَّم الدّماغ ، وينفع من ثقل الدّماغ البلغمىّ ؛ ومن وجع الكبد والطّحال ويُسخِّن جميع

١٤

الأعضاء الباردة طلاءً وأكلا. ونصف درهم منه كلَّ يوم بالشّراب يُزَكِّى الفؤاد ويُقوِّى الباهَ شُربا على الرّيق. ويطرد الهَوامّ طردا جيّدا مُدَخّناً به. وبدله حَبّ الرّشّاد.

والخَرْدَل الفارسىّ : نوع من الحُرْف العريض الورق.

ويمنع الخَرْدَل عن محروري الكبد وحادِّي المزاج مُطلقا ، وخاصّة في شدّة الحرّ ، لأنّ للخردل غائلة لا تُرَدّ عن الكبد المحرور ، إلّا أنّ بعض المتقدِّمين عالجه بنقيضِه فى الحرارة ، وهو ماء القَرْع البارد فى الرّابعة ، مُتوهِّما أنّ ذلك يعادل الخَرْدَل لأنّه حارّ فى الرابعة. (والله أعلم) (١٤).

خرر :

الخَرِير : صوت الماء والرِّيْح وغَطيط النّائم كالخَرْخَرَة.

والخَرّ ، بالفتح : السُّقوط والموت ، قال تعالى : (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ) (١٥) ، قيل : خَرَّ ـ هُنا ـ بمعنى سَقط ، وقيل بمعنى مات.

والخَرّارَة : عين الماء الجارِية ، سُمِّيَت بذلك لخَرِير مائها وهو صوته.

خرز :

الخَرَز : ما يُنْضَمَّ.

وخَرَز الظّهر : فَقاره.

والدّواء المُخَرَّز : الذى وُضعت فوقه علامة ، أو كان مُكَوَّراً على هيئة الخَرَزَة.

خرس :

الخَرَس : تَعَقُّد اللّسان عن الكلام.

والخُرْس : الطّعام الذى يُدْعَى إليه عند الوِلادة.

والخُرْسَة : طعام النّفساء نفسها.

١٥

قال الشّاعر :

إذا النَّفْساء لمْ تُخَرَّسْ ببِكرِها

طعاماً ، ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيْمُهَا (١٦)

والخَرُوس : القليلة الدَّرِّ.

قال :

شَرُّكُمْ حاضرٌ ودَرُّكُمْ دَرُّ

(م)خَرُوْسٍ من الأرانبِ بِكْرِ (١٧)

وعلَّة خَرْسَاء : ليس لها عوارض ولا علامات ، وتظهر فجأة من كُمونِها.

خرشف :

الخَرْشَف والخُرْشُوف ، منه بستانيّ ، يسمّى بالفارسيّة كنكر ، شائع الاستعمال فى المغرب ، غِذاء.

خرص :

الأَخْرَاص : عيدان تكون مع مُشْتار العسل.

والخَرِص : الذى أضَرَّ به البرد والجوع.

خرط :

خَرَطْتُ العُضْوَ المأووف : حَتَتُّ عنه مِدَّتَه وقُشوره.

والخَرْط : النِّكاح.

والمُخْرط ، بضمّ الميم : التى يَتجبّن لبنُها فلا يسيل إلّا مُتعقِّدا.

والخُراط : نبت. وكذلك الإِخْرِيط.

وخَرَطَه المرض : هَزله وأضعفه ضعفا بيِّنا.

وانْخَرَط بدنه : إذا أصابه الدِّقّ.

١٦

خرع :

الخِرْوَع : شَجر مُجَوَّف السّاق والأغصان.

وقيل : سُمِّى خِرْوَعاً لِرَخَاوَتِهِ.

وله ورق كورق التّين إلّا أنّه أكبر منه وأكثر ملاسة.

ثمره في عناقيد خشنة يظهر منقطعا إذا قُشر. ومنه يُعْتَصَر الدُّهن.

وهذا الثّمر حارّ يابس في آخر الثّانية.

وهو مُحلّلِ مُليّن لكلّ صلابة.

وجيّد للقولَنج والفالج واللّقوة وأوجاع المفاصل إذا كانت عن مادّة رطبة ، أكلا ، ومن دُهنه شُربا ودُهنا.

والشّربة منه من خمس حَبّات إلى إحدَى عشرة حَبّة.

وفيه إسهال للبلغم إلّا أنّه يُرخي المعدة ويُغْثِي.

ويُصْلَح بالمصطكى بعد تقشيره.

وعشرون حبّة منه تُسكر ، وخمسون تقتل.

وبدله بذر الفجل.

والشّربة من دُهنه من درهم إلى مثقال.

والخِرِّيع : العُصْفُر.

والخُراع : الجنون.

وأصابه خَرَعٌ فى مفاصله : إذا ارتخّت.

وخَرُعَت جلده : شققته ، خَرَعْتُه فانْخَرع.

وخَرَع فلان : إذا تساقط جلده ، من داء كالقُوباء وغيره.

خرف :

الخَرَف : فساد العقل من الكِبَر.

يقال : خَرِف الرّجل ، بتثليث الرّاء ، فهو خَرِفٌ ، بكسرها ، والأُنثَى خَرِفَة.

١٧

والخَرُوفُ : الذَّكَر من أولاد الضّأن إذا رَعَى وقَوِي. والأُنْثَى : خَرُوفَة ، والجمع أخْرِفَة وخِرفَان. وسنذكر ما يتعلّق به طبّا في (ضَأْن).

والخَرِيف : أحد فصول السّنة. ويأتي الكلام عليه في (ر. ب. ع). وسُمِّي خَريفا لأنّ الثّمار تُخْرَف فيه ، أى : تجنَى.

قال أبو حنيفة : ليس الخَرِيف في الأصل باسْمٍ للفَصْل وإنّما هو اسم للمطر ، ثمّ سُمِّي الزّمن به.

خرم :

خَرِم أنفُه ، خَرَماً ، فهو أَخْرَم ، وهو قَطْع صغير فى طَرف الأرنبة من الأَنْف.

وأَخْرَم الكتفِ : مَحَزّ فى طرفها.

واخْتَرَمَتْه المنيّة : مات. واخْتَرَمَه الدّاء : أهلكه.

خرنبش :

الخَرَنْبَاش : المرماحُوز. والمَرْوُ الجبلىّ أجود أصنافه.

وهو حارّ يابس فى الثّالثة.

مُزيل لفساد المزاج الرّطب.

مُذهب للرّياح جدّا ، وللصّداع البارد.

مُصْلِح للمعدة والكبد وللسُّدَد التى فى الرّأس والأحشاء.

نافع من الخفَقان السّوداوىّ ، ومن أوجاع الرّحم.

وريح ورقه طيّب ، وطعمه مُرٌّ.

وزهره بَيّن الغُبرة والصُّفرة.

وله بذر يُلقط كبذر الكتّان.

والشّربة من ورقه أو بذره أو زهره من درهم إلى درهمين.

ويأتى ذكره فى (م. ز. ح).

١٨

خزب :

خَزَبَتْ خَزْباً ، للنّاقة والمرأة وكلّ أُنثَى : إذا ورم ثديها أو ضرعها.

والخزْب : اللّحم الرَّخْص.

خزر :

الخَزْر ، بالفتح : النّظر بلحاظ العين. والخَزَر : كَسْر العين ، وبصرها خلقة ، وضيقها وصغرها. واسم لجيل خُزْر العيون. ومنه حديث حُذيفة : (كأنّى بهم خُنس الأُنُوف خُزْرَ العُيُون).

والخَزِيرَة لحم يُقَطَّع صغارا ، ويُطبخ بالماء الكثير والملح ، وإذا تمّ نضجه ذُرَّ عليه الدّقيق ، وعُصِد به ، ثم يوضع عليه الدَّسم ويؤكل.

والخَيْزُرَان ، بفتح الخاء وضمّ الِزّاى : نبات ليّن القضبان أملس العيدان لا ينبت ببلاد العرب ، وإنّما يُجلب من الهند. وبه يسمَّى كلّ غصن ليّن ينثنى.

والخِنْزِير : حيوان معروف. قيل هو مأخوذ من الخَزْر فى العين ، لأنّ ذلك لازم له. والجمع خَنَازِير.

والخَنَازير ، أيضا : أورام صُلبة مستديرة تحدث فى اللّحم الرّخو ، وخاصّة فى العُنُق. وتكون فى الأكثر جماعة وعدّة يجمعها كيس واحد. وقد يكون بكلّ واحد منها كيس خاصّ ، كالسَّلْع. وسمّيت بذلك لكثرة عُروضها للخنازير ، أو لأنّ رقاب أصحابها تشبه رقاب الخِنْزِير فى الغِلَظ وقلّة الالتفات يمينا وشمالا.

وسببها التُّخَم. وعلاجها تنقية البدن من البلغم الغليظ بالقىء والإسهال وتقليل الغذاء وتلطيفه والرياضة على الخوَاء ، والضّمادات المحلّلة لحرارتها.

خزم :

الخُزامَى : خِيْرِىُّ البَرّ ، وهى طويلة العِيدان صغيرة الورق ولها زهرة كزهرة

١٩

البَنَفْسَج ، مختلفة الألوان طيّبة الرّائحة. قال أبو حنيفة الدّينورىّ : ولم نجد من الزّهر زهرة أطيب نَفْحَة من نَفَحَتِها. وهى حارّة يابسة فى آخر الأولى. والتَّبخُّر بها ينفع من الزّكام ، ويُذهب كلّ رائحة مُنتنة. وزهرتها تُسخِّن الرّحم وتجفِّف رُطوباته ، وتحسِّن حاله ، وتُعين على الحبَل إذا دُقَّت واحْتُمِلَت فى فَوْذَجَة ، وهو مُجَرَّب. وإذا شُرب منها وزن ثلاثة دراهم أصلحت الكبد والطّحال وفتحت سُددهما ، وسخَّنت الدّماغ ، وبدلها المرزنجوش.

خزن :

الخِزَانَة : مكان الخَزْن. والخِزَانَة : القلب. والخَازِن : اللّسان ، كلاهما على المثَل.

قال :

إذا المرءُ لم يَخْزَنْ عليه لسانَه

فليس على شىء سواه بِخَازِنِ (١٨)

وخَزَنْتُ السِّرَّ : كتمته. وفى التّنزيل : (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) (١٩). وسُمِّيَت خَزَائِنَ لاستتارها عن النّاس.

وخَزَنَ الجرح : صارت فيه المِدَّة.

وخَزَنَ : أنتن. قال طرفة :

ثُمَّ لا يَخْزَنُ فينا لحمُها

إنّما يَخْزَنُ لحمُ المدَّخَرِ (٢٠)

خسس :

الخَسّ : بقل معروف ، بارد رطب فى أوّل الثّانية ، خير من كثير من البقول صالح للمَخمور ، قاطع للعطش ، مُدِرٌّ للبَول ، جالب للنّوم ، نافع من اليَرَقان مَطبوخا بالخلّ ودُهن السّمسم. قيل ومَضرّته بأنّه يُضعف البصر وإصلاحه بالكرَفس وبدله الهِنْدِباء.

٢٠