إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

علم البيان

علم البيان

101/230
*

الأمر على خلاف ذلك فهو التشبيه المعكوس أو المقلوب طلبا للمبالغة بادّعاء أن وجه الشبه في المشبه أقوى منه في المشبه به.

وقد شاع ذلك ، كما يقول ابن الأثير ، في كلام العرب واتّسع حتى صار كأنه الأصل في التشبيه. والواقع أن هذا الضرب من التشبيه حسن الموقع لطيف المأخذ ، وهو مظهر من مظاهر الافتنان والإبداع في التعبير.

والشرط في استعمال التشبيه المقلوب ألّا يرد إلا فيما جرى عليه العرف والإلف لدى العرب ، وذلك حتى تظهر فيه بوضوح صورة القلب والانعكاس.

على هذا الأساس يحسن التشبيه المقلوب ويقبل ، أما إذا ورد في غير المعهود المألوف فإنه يكون معيبا لأن المبالغة فيه تصيبه بالغموض ، وتؤدي إلى التداخل بين طرفيه ، فلا يعرف أيّهما المشبّه ، وأيّهما المشبه به.

ويقرب من هذا النوع ما أطلق عليه «تشبيه التفضيل» ، وهو أن يشبّه شيء بشيء لفظا أو تقديرا ، ثم يعدل عن التشبيه لادّعاء أن المشبه أفضل من المشبه به. ومن ذلك قول الشاعر :

حسبت جماله بدرا منيرا

وأين البدر من ذاك الجمال؟

وقول شاعر آخر :

من قاس جدواك يوما

بالسحب أخطأ مدحك

السحّب تعطي وتبكي

وأنت تعطي وتضحك

التشبيه الضمني

التشبيه الضمني : تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة ، بل يلمحان في التركيب. وهذا الضرب من التشبيه