طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٣

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٣

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٧

١
٢

٣

٤

٢٣٩ ٨ / ٤٤ مسعود بن يزيد القطان (*) :

يكنى بأبي أحمد. يحدث عن أبي زهير عبد الرحمن بن مفراء ، وأبي داود.

(٣٣٤) حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى (١) ، قال : ثنا مسعود بن يزيد ، قال : ثنا أبو زهير ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، قال : سمعت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «أجملكم إيمانا أحسنكم خلقا».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣١٩) ، وفيه : كان زمنا.

(١) تراجم الرواة :

ـ أبو عبد الله : تقدم في (ت رقم ١٠).

ـ وأبو زهير : هو عبد الرحمن بن مغراء تقدم في (ت رقم ١٣٠) صدوق.

ـ ومحمد بن إسحاق هو صاحب المغازي. ابن يسار : تقدم في (ت رقم ٣) ، وهو صدوق مدلس ، وقد عنعن.

ـ والحارث بن عبد الرحمن : هو ابن أبي ذباب المدني ، وقيل : هو القرشي العامري ، ورجح ابن حجر الأول منهما ، وقال : روى ابن إسحاق الحديث المذكور عن الحارث بن عبد الرحمن المدني. وهو صدوق يهم.

ـ والقرشي أيضا صدوق ، انظر «التقريب» ص ٦٠ ، و «التهذيب» (٧ / ١٤٨).

ـ وأبو سلمة : هو ابن عبد الرحمن. تقدم في (ت رقم ٣) ، وهو ثقة من رجال الجماعة.

٥

حدثنا علي بن الصباح (١) ، قال : ثنا مسعود بن يزيد القطان ، قال : ثنا أبو عبيدة ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال : قدم ناس من الزط (٢).

__________________

(١) في ا ـ ه : من الزاء ، وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل.

تخريجه :

في إسناده مسعود بن يزيد. لم أعرف حاله ، وابن إسحاق مدلس ، وقد عنعن ، والحارث بن عبد الرحمن المدني صدوق يهم ، والحديث صحيح بغير هذا اللفظ بأسانيد أخرى ، فقد أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (٢ / ٢٧٢) من طريق محمد بن إسحاق به مثله ، غير أنه قال : «أكملكم إيمانا الخ» ، وقد جاء في «التهذيب» (٢ / ١٤٨) بهذا اللفظ أيضا ، ولم أجده بلفظ أجملكم.

وقد أخرج الترمذي في «سننه» (٤ / ١٢٢) الإيمان ، باب في استكمال الإيمان ، والزيادة والنقصان ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٥٣) ، وأحمد في «مسنده» (٦ / ٤٧ و ٩٩) من طريق أبي قلابة ، عن عائشة مرفوعا نحوه بلفظ : «إنّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وألطفهم لأهله» ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة ، وقال الحاكم : رواته عن آخرهم ثقات ، وتعقبه الذهبي بقوله : قلت : وفيه انقطاع ، والحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح ، وله شاهد من رواية أبي هريرة : أخرجه أبو داود في «سننه» (٥ / ٦٠) السنة ، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ، والترمذي في (٢ / ٣١٥) الرضاع ، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، وفي الباب عن عائشة ، وابن عباس ، والدارمي في «سننه» (٢ / ٣٢٣) الرقاق باب في حسن الخلق ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٢٥٠ و ٤٧٢) ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٣) ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي ، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (١٢ / ١٨٥ / ١) ، وابن حبّان في «صحيحه» حديث (١٣١١) كما في «موارد الظمآن» ص ٣١٨ ، وأبو نعيم في «الحلية» (٩ / ٢٤٨) ، والطبراني في «مختصر مكارم الأخلاق» (١ / ١١٠ / ٢).

(٢) الرواة تقدموا جميعا ، وأبو عبيدة : هو حاتم بن عبيد الله النمري تقدم بترجمة (رقم ١٨٧). تقدم تخريجه في (ترجمة ١٤٣).

٦

(٣٣٥) حدثنا محمد بن عمر بن حفص (١) من أصل كتابه ، قال : ثنا مسعود بن يزيد ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، قال : سمعت علي بن عبد الله البارقي يحدث عن ابن عمر ، وأبي سعيد ، قالا : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

__________________

(١) تراجم الرواة :

ـ محمد بن عمر بن حفص : هو أبو جعفر الجورجيري. ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٧٢) ، وسكت عنه ، وقال : مات سنة ٣٣٠ ه‍.

ـ وأبو داود : هو الطيالسي. تقدم في (ت رقم ٩٣). ثقة.

ـ وشعبة : هو ابن الحجاج العتكي تقدم في (ت رقم ٢٢).

ـ ويعلى بن عطاء : هو العامري الليثي الطائفي. ثقة مات سنة ١٢٠ ه‍. انظر «التقريب» ص (٣٨٧) ، و «التهذيب» (١١ / ٤٠٣).

بقية الرواة :

ـ علي بن عبد الله البارقي : هو أبو عبد الله الأزدي. صدوق ، ربما أخطأ. انظر «التقريب» ص ٢٤٧.

تخريجه :

في إسناده محمد بن عمر بن حفص ، ومسعود بن يزيد ، لم أعرف حالهما ، وبقية رجاله ثقات سوى البارقي ، وهو صدوق.

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٢ / ٦٥) الصلاة ، باب : في صلاة النهار ، والترمذي في «سننه» (٢ / ٤٢) الصلاة ، باب صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ، وابن ماجه في «سننه» الإقامة حديث (١٣٢٢) ، ومالك في الموطأ ٩٤ صلاة الليل ، ولكنه بلاغ من قول ابن عمر ، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» (١ / ١١٧) بترتيب الساعاتي ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٢٦ و ٥١). كلّهم من طريق شعبة بإسناده المذكور عند المؤلف مثله.

وقال الترمذي : «اختلف أصحاب شعبة في حديث ابن عمر ، فرفعه بعضهم ، ووقفه بعضهم ، والصحيح ما روي عن ابن عمر ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : «صلاة اللّيل مثنى مثنى» ، وروى الثقات عن عبد الله بن عمر ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولم يذكروا فيه صلاة النهار».

قلت : تقدم أن أخرجه المؤلف في حديث (٢٠٥) ، تحت ترجمة (١٥٣) ، وقد خرجته هناك من هذا الطريق مفصلا ، وهو متفق عليه به.

٧

«صلاة اللّيل والنّهار مثنى مثنى» ، هكذا كان في أصل كتابه.

(٣٣٦) حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد (١) ، قال : ثنا مسعود بن يزيد ، قال : ثنا نوفل بن داود المروزي (٢) ، قال : ثنا ابن المبارك ، عن شقيق (٣) ، عن أبي نعامة قيس بن عباية (٤) ، عن عبد الله بن مغفل المزني ، قال : كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يفتتح القرآن بالحمد لله ربّ العالمين.

__________________

(١) تراجم الرواة :

ـ محمد بن أحمد بن يزيد : تقدم في رقم ترجمة (٤٨) ، ولم يكن بالقوي في حديثه كما قال أبو الشيخ ، ومسعود بن يزيد : هو المترجم له ، وسكت عنه.

ـ نوفل بن داود المروزي : لم أعثر له على ترجمة.

ـ وابن المبارك : هو عبد الله بن المبارك المروزي. تقدم في (ت رقم ١٢٤). ثقة.

ـ وشقيق : هو ابن إبراهيم أبو علي البلخي الزاهد. منكر الحديث.

قال الذهبي : لا يتصور أن يحكم عليه بالضعف ، لأن نكارة تلك الأحاديث من جهة الرواة عنه ، استشهد في غزوة كولان سنة ١٩٤ ه‍. انظر «الميزان» (٢ / ٢٧٩) ، وله ترجمة وافية في «الحلية» (٨ / ٥٨).

ـ وقيس بن عباية ـ بفتح أوّله ، وتخفيف الموحدة ، ثم تحتانية ـ أبو نعامة الحنفي الرمّاني البصري. ثقة. مات بعد سنة عشر ومائة. انظر «التقريب» ص ٢٨٣ ، و «التهذيب» (٨ / ٤٠٠).

تخريجه :

في إسناده محمد بن أحمد الزهري. لم يكن بالقوي في حديثه ، ومسعود بن يزيد لم أعرف حاله ، ونوفل : لم أقف على ترجمته ، وشقيق البلخي في حديثه نكارة.

لم أجده بهذا اللفظ ، إنما أخرج الترمذي في «سننه» (١ / ١٥٤) الصلاة ، باب : ترك الجهر بسم الله الرحمن الرحيم ، والنسائي في باب : الترك أيضا (٢ / ١٣٥) ، وابن ماجه في باب : افتتاح القراءة (١ / ٢٦٧) ، الإقامة ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١ / ٢٠٢). الجمع من طريق قيس بن عبد الله بن مغفل ، عن أبيه بلفظ «سمعني أبي وأنا في الصلاة أقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال لي : أي بني محدث ، إيّاك والحدث ، إلى قوله : قد صليت مع النبي ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يقولها : فلا تقلها ، إذا أنت صلّيت ، فقل : الحمد لله رب العالمين. وقال الترمذي : حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن. وهو عند أحمد في «مسنده» أيضا (٥ / ٥٤) من الطريق المذكور ، غير أن عنده بني عبد الله بن مغفل قالوا : بدل ابن عبد الله.

٨

شقيق هذا هو البلخي الزاهد. لا نعلم له غير هذا الحديث (١).

(٣٣٧) حدثنا محمد بن يحيي (٢) قال : ثني مسعود بن يزيد ، قال : ثنا إبراهيم بن رستم ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأمّ القرآن ، فهي خداج».

__________________

ـ وقد ورد ما يؤيد لفظ عبد الله بن مغفل عند المؤلف في رواية أنس عند أحمد في «مسنده» (٣ / ١٦٨) بلفظ : أن النبي ، وأبا بكر ، وعمر ، وعثمان كانوا يستفتحون القرآن بالحمد لله ربّ العالمين ، ولكن الذي جاء في «الصحاح» ، و «السنن» : القراءة بدل القرآن ، وقد تقدم بعض تخريجه فيما سبق في تخريج حديث (٧٨) ، وانظر «نصب الراية» (١ / ٢٣٢ ، ٣٣٣) لمعلومات أكثر.

(٢) في أ ـ ه : نزول ، وهو تصحيف.

(٣) في نسختين بإثبات «عن» بين نعامة وقيس ، وهو خطأ ، وأبو نعامة كنية قيس كما سيأتي في ترجمته.

(٤) في أ ـ ه سفيان : هو تصحيف ، والصواب ، ما أثبته من الأصل ، ومن «الميزان» (٢ / ٢٧٩).

(١) قلت : له أحاديث غير هذا الحديث لا أدري كيف خفيت على حافظ مثل أبي الشيخ ، وقد ساق له أبو نعيم في «الحلية» (٨ / ٧٢ ، ٧٣) خمسة أحاديث غير ما ذكره المؤلف ، والله أعلم.

(٢) تراجم الرواة :

ـ محمد بن يحيى بن منده : تقدم في (ت رقم ١٠). ثقة.

ـ وإبراهيم بن رستم : هو القرشي أبو بكر. من أهل مرو ، ترجم له أبو نعيم ، وسكت عنه كما في «أخبار أصبهان» (١ / ١٧٩). حماد بن سلمة : تقدم في بداية الكتاب.

ـ ومحمد بن عمرو ، وهو ابن علقمة الليثي المدني : تقدم في (ت رقم ١٣٠) ، وأبو سلمة : هو ابن عبد الرحمن. تقدم في (ت رقم ٣).

تخريجه : في إسناده من لم أعرف حاله ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ١٧٩) و (٢ / ٣١٩) من طريق مسعود بن يزيد به مثله ، والحديث صحيح من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه مالك في «الموطأ» (ص ٨٤) ، في الصلاة. باب : القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه القراءة ومن طريقه ومسلم في «صحيحه» حديث (٣٩٥) ، الصلاة ، باب : ـ

٩

٢٤٠ ٨ / ٤٥ حامد بن المسبور (١) أبو (٢) الحسن (*) :

مؤذن مسجد الجامع ، يلقب شاذة بن مسور مات سنة خمسين ومئتين. (٣٣٨) حدثنا ابن صبيح (٣) ، قال : ثنا حامد بن المسبور ، قال : ثنا سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن الزبير بن العوام ، قال : لما خرج رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من الغار أتاه أبو بكر بناقته ، فقال : اركبها يا رسول الله ، فلما ركبها التفت إلى

__________________

ـ وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ، وأبو داود في «سننه» (١ / ٥١٢) الصلاة ، باب : من ترك القراءة في صلاته ، والترمذي في «سننه» ، الصلاة حديث (٢٩٥٤) ، والنسائي في «سننه» (٢ / ١٣٥) الصلاة ، باب : ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب ، وابن ماجه في «سننه» ، الإقامة حديث (٨٣٨) ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٢٠٤ و ٢١٥) و (٣ / ٤٣) ، و (٤ / ١٦٧ و ٦ / ١٤٢ و ٢٧٥) ، والبغوي في «شرح السنة» (٣ / ٤٧) ، وقال : هذا حديث صحيح مع زيادة في آخره عند الجميع ، وهو «غير تمام» ... الحديث ، وقال البغوي : هذا حديث صحيح ، أخرجه مسلم. وقوله خداج : أي ناقصة ٥.

(١) في أ ـ ه المسور ، وفي «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٢) المساور ، وما أثبته من الأصل ، وكذا في «الحلية» (١٠ / ٣٩٤).

(٢) في «الحلية» «ابن الحسين» ، وهو خطأ ، والصواب ما عند المؤلف ، وهكذا وقع عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٢).

(*) له ترجمة في المصدرين السابقين ، وزاد ابن يزيد الهلالي : مؤذن الجامع بالمدينة ـ أي أصبهان ـ يروي عن أزهر ، وسليمان بن حرب ، وابن أبي عدي ، وسفيان بن عيينة ، والحسن بن قتيبة ، وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٤) : كان يعرف بالدعاء المجاب ، من الأمناء والنصحاء.

(٣) تراجم الرواة :

ـ ابن صبيح : هو محمود بن أحمد بن صبيح. تقدم في (ت رقم ٣٢). ثقة ، ـ

١٠

أبي بكر ، فقال : «يا أبا بكر أعطاك الله الرّضوان الأكبر» قال : يا رسول الله ، وما الرّضوان الأكبر؟ قال : «يتجلّى الله يوم القيامة لعباده عامة ، ويتجلّى لك خاصّة» (١).

__________________

ـ وسليمان بن حرب : هو الأزدي الواشحي ـ بمعجمة ـ البصري ، القاضي بمكة. ثقة إمام حافظ ، من رجال الجماعة. مات سنة ٢٢٤ ه‍. أنظر «التقريب» ، ص ١٣٣ ، و «التهذيب» (٤ / ١٧٩).

ـ حماد بن زيد هو الأزدي. تقدم (في ت رقم ٢٤). ثقة.

ـ هشام بن عروة : تقدم في (ت رقم ٢) ، وكذا أبوه ، وهما ثقتان.

(١) تخريجه : رجاله ثقات سوى حامد بن المسبور ، وهو المترجم له ولم أعرف حاله.

لم أجد من خرجه من طريق الزبير بن العوام ، وقد جاء له شواهد عدة بطرق من حديث جابر ، وأنس ، وأبي هريرة ، وعائشة ، كلها لا يصح ، وقد حكم ابن الجوزي بوضعها كما سيأتي ، ويبدو لي أن الآفة في سند المؤلف ، وهو حامد بن المسور ـ والله أعلم ـ فقد أخرجه الحاكم في «المستدرك» (٣ / ٧٨) ، عن جابر مرفوعا نحوه ، وقال الذهبي في «التلخيص» تفرد به محمد بن خالد الختلي ، عن كثير بن هشام ... وأحسب محمدا وضعه.

وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٥ / ١٢) من طريق الختلي أيضا به ، فقال : هذا حديث ثابت رواته الأعلام ، تفرد به الختلي عن كثير. قلت أما قوله : «هذا حديث ثابت ، ففيه نظر ، كما تقدم قول الذهبي ، وفي «الميزان» (٣ / ٥٣٤). محمد الختلي ، قال : ابن الجوزي : كذبوه ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١١ / ٢٥٥) بطريقين عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعا ، وفي إسناده عمر بن محمد أبو القاسم الترمذي ، وقال ابن أبي الفوارس : وكان فيه نظر ، وفي (١٢ / ٢٠) أيضا من حديث جابر بطرق ، وقال الخطيب : هو باطل لا أعلم رواه عن جابر. ولا عن ابن المنكدر ، ولا عن ابن أبي ذئب ، ولا عن يحيى بن سعيد غير علي بن عبدة ، إلّا ما أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد ، ثم ساقه بطريق آخر ، وقال : هذا أيضا باطل ، والحمل فيه على أبي حامد بن حسنويه أ ـ ه ، وعلي بن عبدة. متروك كما نقل الخطيب عن الدارقطني ، وأخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» (١ / ٣٠٥) بطرق أربعة ، وحكم بعدم صحة الجميع ، وكذا ساقه الذهبي في «الميزان» (٣ / ١٢٠) بسنده ، وقال : أقطع بأنه من وضع هذا الشويخ علي القطان ، يعني به علي بن عبدة. قال الدارقطني : كان يضع الحديث ، وقد أخرجه من رواية أنس الخطيب في «تاريخ بغداد» (٢ / ٣٨٨) من طريق قتادة ، عن أنس مرفوعا باختصار ، وابن الجوزي في «الموضوعات» (١ / ٣٠٤) بطرق ثلاثة : أولها من طريق الخطيب ، وقال الخطيب : هذا ـ

١١

__________________

ـ الحديث لا أصل له عند ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه ، قد وضعه محمد بن عبد إسنادا ومتنا ، كذا نقله عن ابن الجوزي في الموضاعات ، قال في الطريق الثاني : فيه بنوس ، وهو مجهول لا يعرف ، والطريق الثالث : فيه مجاهيل ، وأحدهم قد سرقه من محمد بن عبد».

ومن رواية أبي هريرة أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (١ / ١٤٣) في ترجمة أحمد بن محمد بن عمر ، وقال فيه : يروي أشياء مقلوبة. لا يعجبنا الاحتجاج بخبره إذا انفرد ، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضاعات» (١ / ٣٠٧) ، فقال : من حديث أنس ، ونرى أن أحمد بن محمد بن عمر اليماني سرقه وغيّر إسناده. قال أبو حاتم الرازي ، وابن صاعد : «كان اليماني كذابا ، وقال الدارقطني : متروك الحديث ... ومن حديث عائشة أخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» (١ / ٣٠٧) من طريق أبي قتادة عبد الله بن واقد ، عن ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة نحوه ، وقال ابن الجوزي : فيه عبد الله بن واقد ، قال أحمد ويحيى : ليس بشيء ، وقال النسائي : متروك الحديث.

قال ابن الجوزي بعد أن ساق الحديث بجميع طرقه : «هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه».

وقد تعقبه السيوطي في «اللآليء المصنوعة» (١ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨) في حديث جابر بقول أبي نعيم الذي تقدم ، وفي حديث عائشة ، يقول أحمد في عبد الله بن واقد : إنه لا بأس به ، وكذا وافقه ابن عراق في «التنزيه» (١ / ٣٧٣) ، بل زاد فهذا الطريق على شرط الحسن. وكذا تعقباه بحديث علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ الذي أخرجه أبو الحسين بن بشران في فوائده ، قلت : لم أوافقهما. أما تعقبهما بقول أحمد ، ثم اتباع ابن عراق بقوله هذا الطريق على شرط الحسن ليس بصحيح ، فقد جرح عبد الله بن واقد أكثر المحدثين سوى أحمد ، فقال البخاري : سكتوا عنه ، وقال أيضا تركوه ، وقال أبو زرعة والدارقطني : ضعيف ، وقال أبو حاتم : ذهب حديثه ، عن ابن معين ليس بشيء ، وعنه في رواية ثقة ، وذكر يعقوب بن إسماعيل أنه كان يكذب ، وقال الجوزجاني : متروك ، أنظر «الميزان» (٢ / ٥١٧) ، فيقدم الجرح على التعديل ، وأما حديث عليّ ، ففيه عطاء بن المبارك. قال الأزدي : لا يدري ما يقول ، وسئل عنه ابن معين ، فقال : لا أعرفه كما في «الميزان» (٣ / ٧٦) ، و «اللسان» (٤ / ١٧٢) ، وكذا أبو عبيدة الناجي بكر بن الأسود واه كما قال الذهبي ، وقال يحيى : كذاب ، وكذا كذبه يحيى بن كثير الغبري ، وضعفه النسائي والدارقطني. أنظر «الميزان» ـ

١٢

(٣٣٩) حدثنا أبو صالح (١) الأعرج الزهري ، قال : ثنا حامد بن المسبور المديني ، قال : ثنا أزهر ، عن ابن عون ، عن محمد ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من همّ بحسنة ، فلم يعملها كتب له حسنة ، ومن عملها ٢ كتب له عشر أمثالها إلى سبعمائة».

__________________

ـ (١ / ٣٤٢ و ٤ / ٥٤٨) ، وقال ابن القيم : ومما وضعه جهلة المنتسبين إلى السنة في فضائل الصديق ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، ثم ذكر هذا الحديث. انظر «المنار المنيف» ، ص ١١٥.

(١) الرواة : أبو صالح الأعرج الزهري هو عبد الرحمن بن أحمد. ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» ٢٤١ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ١١٣) ، وقالا : توفي سنة ثلاثمائة ، وسكتا عنه. وأزهر : هو ابن سعد السمان أبو بكر الباهلي ، بصري ثقة. من أروى وأثبت الناس في ابن عون ، مات سنة ٢٠٣ ه‍ ، وقيل قبلها ، أنظر «التقريب» ، ص ٢٦ ، و «التهذيب» (١ / ٢٠٢). وابن عون : هو عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري. تقدم في ت (رقم ١٢) ، وهو ثقة فاضل ، ومحمد : هو ابن سيرين ، تقدم في (رقم ترجمة ٧٩) ، وهو أيضا ثقة ، ثبت سماعه عن أبي هريرة.

تخريجه : في إسناده أبو صالح الأعرج ، وحامد بن المسور لم أعرف حالهما وبقية رجاله ثقات ، وقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٢) ، وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٤) من طريق المؤلف ، غير أنه زاد في «أخبار أصبهان» في أوله : «من همّ بسيّئة ، فلم يعملها لم يكتب عليه شيء ، فإن عملها كتبت له سيّئة واحدة» ، ثم ساق بقية الحديث.

والحديث صحيح ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١١ / ٣٢٣) مع الفتح الرقاق ، باب : من هم بحسنة أو بسيئة ، ولكنه من حديث ابن عباس بنحوه ، وعنه وعن أبي هريرة أخرجه بطرق مسلم في «صحيحه» (٢ / ١٤٧ ـ ١٥٠) مع النووي الإيمان ، باب : بيان حكم الهم بالحسنة والسيئة ، والترمذي في «سننه» (٤ / ٣٣٠) التفسير من طريق الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، وقال : حسن صحيح ، والدارمي في «سننه» (٢ / ٣٢١) الرقاق ، باب : من هم بحسنة ، عن ابن عباس بنحوه ، ولكن عند الجميع يرويه النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، عن ربه تبارك وتعالى ، وأحمد في «مسنده» (١ / ٢٢٧ و ٢٧٩ و ٣١٠ و ٣٦١) ، عن ابن عباس ، وفي (٢ / ٢٣٤ و ٤١١ و ٤٩٨) ، عن أبي هريرة ، في (٣ / ١٤٩) عن أنس مرفوعا نحوه. ـ

١٣

٢٤١ ٨ / ٤٦ هارون بن سليمان الخزاز (*) :

توفي سنة ثلاث (١) وستين ومائتين يكنى بأبي الحسن ، أحد الثقات.

(٣٤٠) حدثنا أبو محمد عبد الرحمن (٢) بن الحسن ، ثنا هارون بن

__________________

ـ في الأصل : «عمله» ، والتصحيح من مقتضى القواعد ، وكذا في أ ـ ه.

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٣٦) ، وزاد فيه ابن داود بن بهرام بن قطبه بن حريث بن جويزة السلمي.

(١) عند أبي نعيم في المصدر السابق : توفي سنة خمس ، وقيل ثلاث وستين ومائتين.

(٢) تراجم الرواة :

ـ أبو محمد عبد الرحمن بن الحسن الضراب : تقدم في ت (رقم ٥٤) ، ثقة.

ـ يحيى بن سعيد : هو القطان : تقدم في (ت رقم ٢٢) ، ثقة إمام.

ـ وعبيد الله : هو ابن عمر بن حفص العدوي تقدم في (ت رقم ٥٤) ، ثقة.

ـ وعطاء : هو ابن أبي رباح تقدم في (ت رقم ٤٩) ، ثقة.

تخريجه :

رجاله ثقات ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» (٩ / ٦٨) مع النووي الحج ، باب : الاشتراك في الهدي ، وأبو داود في «سننه» (٣ / ٢٣٩) الضحايا ، باب في البقر والجزور عن كم تجزيء ، والترمذي في «سننه» (٢ / ١٩٤) الحج حديث ٩٠٤ ، باب : الاشتراك في البدنة ، والنسائي في سننه» (٧ / ٢٢٢) في الضحايا ، باب : ما تجزيء عنه البقرة في الضحايا كلّهم من طريق عبد الملك ، عن عطاء ، عن جابر مرفوعا سوى الترمذي ، فإنه رواه من طريق مالك ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعا نحوه ، وكذا عند مسلم ، وأبي داود من طريق مالك ، وقد أخرجه مالك في «الموطأ» ، ص ٣٠٠ الأضاحي حديث ٩ ، باب : الشركة في الضحايا ، عن أبي الزبير المكي ، عن جابر مرفوعا نحوه ، والدارمي في «سننه» (٢ / ٧٨) ، باب : البدنة ، عن سبعة من طريق سفيان ، عن أبي الزبير المكي ، عن جابر نحوه.

١٤

سليمان ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله (١) ، عن عطاء ، عن جابر ، قال : كنا نتمتع مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فنذبح البقرة عن سبعة ، فنشترك فيها. (هكذا (٢) حدث به عن عبيد الله ، والصواب عن عبد الملك (٣) ، عن عطاء).

(٣٤١) حدثنا عبد الرحمن (٤) بن الفيض ، قال : ثنا هارون ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، قال : حدثني محمد بن طارق ، عن طاوس ، وأبو الزبير ، عن عائشة وابن عباس ، أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أخّر طواف الزيارة إلى الليل.

* * *

__________________

(١) في ن أ ـ ه : عبد الله ، والصواب ما في الأصل كما في «التهذيب» (٧ / ٣٨).

(٢) ما بين الحاجزين من الأصل سقط من أ ـ ه.

(٣) عبد الملك : هو ابن أبي سليمان العرزمي ، قال أحمد : ثقة يخطيء من أحفظ أهل الكوفة. أنظر «الكاشف» (٢ / ٢٠٩) للذهبي.

(٤) تراجم الرواة :

ـ عبد الرحمن بن الفيض أبو الأسود : تقدم في (ت رقم ١٥٤). شيخ ثقة.

ـ وهارون بن سليمان : هو المترجم له ثقة.

ـ ويحيى : تقدم قريبا وهو القطان.

ـ وسفيان : هو الثوري. تقدم في (رقم ٣).

ـ ومحمد بن طارق : هو المكي. ثقة عابد ، من الرّابعة. أنظر «التقريب» ص ٣٠٢.

ـ وطاوس : هو ابن كيسان اليماني تقدم في (ت رقم ٢٠٩). ثقة ، فقيه ، فاضل.

ـ وأبو الزبير : هو محمد بن مسلم المكي. تقدم في (ت رقم ٨١) صدوق ، إلّا أنه مدلس.

١٥

(٣٤٢) حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد (١) الجمال ، قال : ثنا

__________________

(١) تخريجه :

رجاله ثقات سوى أبي الزبير المكي ، وهو وإن كان صدوقا مدلسا إلّا أنه تابعه طاوس بن كيسان ، وهو ثقة فاضل ، كما في رواية ابن ماجة ، وسيأتي ، فقد أخرجه البخاري تعليقا في «صحيحه» (٣ / ٥٦٧) مع الفتح ـ س الحج ، باب : الزيارة يوم النحر بقوله : قال أبو الزبير ، عن عائشة وابن عباس ـ رضي‌الله‌عنهما ـ أنّ النبيّ أخّر الحديث ، وقال ابن حجر في الشرح : وصله أبو داود ، قلت : في «سننه» (٢ / ٥٠٩) المناسك ، باب : الإفاضة في الحج ، والترمذي أيضا في «سننه» (٢ / ٢٠١) الحج ، باب : ما جاء في طواف الزيارة بالليل ، قال : «حديث حسن» ، وأحمد في «مسنده» (١ / ٢٨٨ و ٣٠٩) و (٦ / ٢١٥) من طريق سفيان الثوري ، عن أبي الزبير به أ ـ ه وقد أخرجه ابن ماجة في «سننه» (٢ / ١٠١٧) المناسك ، باب : زيارة البيت من طريق بكر بن خلف ، عن يحيى بن سعيد القطان به مثله ، وإسناده حسن ، إلّا أن هذا الحديث مخالف لما رواه ابن عمر هو عند البيهقي في «السنن» (٥ / ٤٤) ، باب : الإفاضة للطواف ، وجابر عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه طاف يوم النحر نهارا». وهكذا نقل ابن حجر في «الفتح» (٣ / ٥٦٧) ، عن ابن القطان الفاسي. قلت : وكذا هو مخالف لما رواه غير أبي الزبير ، عن عائشة ، وقد رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن عنها ، أنها قالت : حججنا مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأفضنا يوم النحر. رواه البيهقي في «السنن» (٥ / ١٤٤) ، وكذا نقله ابن القيم في «زاد المعاد» (١ / ٢٨٢). قال ابن القيم : هذا الحديث ـ أي حديث تأخير النبي الطواف إلى الليل ـ غلط بين ، خلاف المعلوم من فعله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الذي لا يشك فيه أهل العلم بحجته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

ثم نقل قول أبي الحسن القطان في هذا الحديث ، أنه قال : عندي هذا الحديث ليس ـ

١٦

يحيى بن النضر ، قال : ثنا أبو داود (١) ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، عن

__________________

ـ بصحيح ، إنما طاف النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يومئذ نهارا أ ـ ه. لم أجد قوله المذكور في كتابه ، ولكنه علق على قول الترمذي في هذا الحديث أنه حسن ، فقال : إنما لم يصححه ـ والله أعلم ـ لأنه من رواية سفيان ، من رواية أبي الزبير ، عن ابن عباس ، وعائشة ، وأبو الزبير مدلس ، ولم يقل : سمعت. انتهى. أنظر «الوهم والإيهام» ق (٢٤٦ / ١).

وقال البيهقي بعد ما سرد حديث ابن عمر وجابر وعائشة من غير طريق أبي الزبير. وأصح هذه الروايات حديث نافع ، عن ابن عمر ، وحديث جابر ، وحديث أبي سلمة ، عن عائشة ، يعني أنه طاف نهارا ، والله أعلم. أنظر «السنن الكبرى» (٥ / ١٤٤) ، ولمزيد التفصيل «زاد المعاد» (١ / ٢٨٢) ، وقال ابن القيم : ومنشأ غلط أبي الزبير ، أو من حدثه به ، هو تسمية الطواف ، فإن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أخر طواف الوداع إلى الليل كما ثبت في «الصحيحين» من حديث عائشة ، فغلط ، فقال : طواف الزيارة مع تصرف من المصدر السابق لابن القيم.

(*) حى له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٥٧) ، وفي «التقريب» ، ص ٣٨٠ ، وفيهما ابن عبدالله الدقاق أبو زكريا ، وف الثاني مقبول ، وفي «التهذيب» (١١ / ٢٩٢) روى عن أبي داود الطيالسي ، والحسين بن جعفر ، وعنه أحمد بن علي بن الجارود ، ومحمد بن يحيى بن منده ، وأبو بكر أبي داود.

(١) بقية الرواة :

ـ أبو داود : هو الطيالسي : تقدم في (رقم ٩٣) ، وهو ثقة.

ـ ومبارك بن فضالة البصري : تقدم بترجمة (رقم ٥٤) ، وهو صدوق ، يدلّس ويسوّى.

ـ وعبيد الله بن أبي بكر : هو ابن أنس بن مالك أبو معاذ ، ثقة ، من الرابعة. أنظر «التقريب» ، ص ٢٢٤ ، و «التهذيب» (٧ / ٥) ، وفيه يروي عن جده ، وقيل : عن أبيه ، عن جده.

تخريجه :

في إسناده أبو العباس الجمّال ، ويحيى بن النضر ، وهما مقبولان ، ومبارك بن فضالة : ـ

١٧

عبيد الله بن أبي بكر ، عن أنس بن مالك ، أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «يقول الله ـ عزوجل ـ : أخرجوا من النّار من خافني في مقام ، أو ذكرني يوما.

(٣٤٣) حدثني أبو بكر بن الجارود (١) ، قال : ثنا يحيى بن النضر ، قال : ثنا أبو داود ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، قال : «من آتى إليكم معروفا ، فكافئوه ، فإن لم تقدروا عليه ، فأثنوا عليه حتّى يعلم أن قد كافأتموه (١).

* * *

__________________

ـ وهو صدوق مدلس ، وقد عنعن ، فقد أخرجه الترمذي في «سننه» (٤ / ١١٢) صفة جهنم ، باب : ما جاء أن للنار نفسين من طريق أبي داود الطيالسي به مثله ، غير أنه قدم آخره على أوله ، وقال الترمذي : حديث غريب ، وأورده الخطيب التبريزي في «المشكاة» (٣ / ١٤٦٩) حديث ٥٣٤٨ ، وعزاه إلى الترمذي والبيهقي في البعث والنشور ، وكذا عزاه المنذري في «الترغيب» (٤ / ٢٦١) إليهما ، فهو ضعيف به.

(١) تراجم الرواة :

ـ أبو بكر بن الجارود : وهو محمد بن علي بن الجارود. تقدم في (ت رقم ٤٨) ، وهو ثقة ، وأبو داود : هو الطيالسي تقدم قريبا ، وأبو عوانة : هو الوضاح ـ بتشديد المعجمة ـ بن عبد الله اليشكري الواسطي البزار. تقدم في (ت رقم ٤) ، وهو ثقة أيضا ، والأعمش هو سليمان بن مهران. تقدم في (ت رقم ٦) ثقة ، وعمرو بن مرة بن عبد الله الجملي : تقدم في (ت رقم ٣) ، وهو ثقة عابد ، ومجاهد : هو ابن جبير. تقدم في (ت رقم ٢) وهو أيضا ثقة. ـ

١٨

٢٤٣ ٨ / ٤٨ أسيد بن عاصم بن عبد (١) الله : (*)

أبو الحسن توفي سنة سبعين (٢) ومائتين ، وصلى عليه إسماعيل بن أحمد ، وكانوا إخوة : محمد ، وعلي ، والنعمان ، وأسيد بنو عاصم.

وكان أسيد قد صنف «المسند» يحدث عن سعيد بن عامر ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، وبشر بن عمر ، والحسين (٣) ، وبكر ٤ ، وغيرهم.

__________________

تخريجه :

رجاله ثقات سوى يحيى بن النضر ، وهو مقبول كما تقدم ، ولكن له متابعة قاصرة ، فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٢ / ٣١٠) و (٥ / ٣٣٥) الزكاة ، باب : عطية من سأل بالله من طريق ابن أبي شيبة ، عن جرير ، عن الأعمش به ، وفي الأدب ، باب : في الرجل يستعيذ من الرجل ، من طريق مسدد ، وسهل بن بكار ، عن أبي عوانة به نحوه ، مع زيادة في أوله ، والنسائي في «سننه» (٣ / ٨٢) الزكاة ، باب : من سأل بالله عزوجل ، من طريق قتيبة عن أبي عوانة به كلفظ أبي داود ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٦٨ و ٩٦ و ٩٩ و ١٢٧) من طريق أبي عوانة ، وغيره نحوه ، ولكن عند الجميع : «فإن لم تجدوا ما تكافئوه ، فادعوا له حتى تروا» ، وفي بعض الطرق «حتّى يعلموا أنّكم قد كأفأتموه».

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٢٦) ، وفي «الجرح والتعديل» (٢ / ٣١٨) ، وفيه : سمعت منه ، وهو ثقة رضا ، وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٤).

(٢) كذا في «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٥٧٣) للذهبي.

(٣) هو الحسين بن حفص (٤) هو بكر بن بكار كما في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٢٦).

١٩

(٣٤٣) حدثني أبي (١) ـ رحمه‌الله ـ قال : ثنا أسيد ، قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حريث بن السائب ، عن الحسن ، عن حمران بن أبان ، عن عثمان بن عفان ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «ثلاث ليس لابن آدم فيما سواهنّ حق : بيت يستره ، وثوب يواري عورته ، وجلد (٢) الخبز والماء».

__________________

(١) تراجم الرواة :

ـ أبوه : هو محمد بن جعفر بن حيان. تقدم في (ت رقم ١٠٥).

ـ عبد الصمد بن عبد الوارث : هو التميمي أبو سهل البصري صدوق ، ثبت في شعبة. انظر «التقريب ص ٢١٣ ، وحريث بن السائب : هو التميمي ، وقيل : الهلالي البصري المؤذن صدوق يخطىء.

قال أحمد : روى عن الحسن ، عم حمران ، عن عثمان حديثا منكرا ، يعني : حديثه المذكور الذي أخرجه الترمذي. انظر «التقريب» ص ٦٧ ، و «التهذيب» (٢ / ٢٣٤). والحسن : هو البصري. تقدم في (ت رقم ٣) ، وحمران بن أبان مولى عثمان : ثقة.

مات سنة خمس وسبعين ، وقيل : غير ذلك. «التقريب» ص ٨٣.

(٢) كذا في النسختين الخطيتين ، وجاء في «سنن الترمذي» (٤ / ٣) وغيره : جلف ، وكلاهما صحيح ، فالجلد معناه اليابس ، والجلف الخبز لا إدام معه.

تخريجه :

في إسناده محمد بن جعفر والد أبي الشيخ. لم أعرف حاله ، وكذا حريث : صدوق يخطىء ، وقد وثقه ابن معين وغيره ، وصحح الترمذي الحديث ، فقد أخرجه في «سننه» (٤ / ٣ ـ ٤) الزهد ، باب : ما جاء في الزهادة في الدنيا ، من طريق عبد بن حميد ، عن عبد الوارث به نحوه ، وقال الترمذي : «هذا حديث صحيح ، وهو حديث حريث بن السائب». وفيه جلف الخبز : يعني ليس معه إدام ، وقال أحمد : منكر ، سئل أحمد عن حريث ، فقال : هذا شيخ بصري. روى حديثا منكرا عن الحسن ، عن حمران ، عن عثمان ، فذكر هذا الحديث. وقال : قلت : قتادة يخالفه؟ قال نعيم : سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن حمران ، عن رجل من أهل الكتاب. قال أحمد : ثناه روح ، ثنا سعيد ، عن قتادة به. كذا ذكر ابن حجر في «التهذيب» (٢ / ٢٣٤) ، وقد أخرجه أحمد في «مسنده» (١ / ٦٢) من طريق عبد الصمد به كما عند المؤلف ، والترمذي نحوه ، وأبو نعيم ـ

٢٠