المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي

المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

المؤلف:

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي


المحقق: محمّد كاظم المحمودي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: ميراث مكتوب
المطبعة: رويداد
الطبعة: ١
ISBN: 964-8700-02-8
الصفحات: ٥٥٦

حرف الحاء

من الطبقات الثلاث

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أخبرنا الشيخ الجليل أبو عبد الله محمد بن أبي نصر محمد الفاشاني ... أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي إجازة :

من اسمه الحسن

من الطبقة الأولى

ـ ١٦٨٣ ـ (١)

[أبو علي الدقاق]

الحسن بن علي بن محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم بن أحمد أبو علي الدقاق الأستاذ الشهيد ، لسان وقته وإمام عصره ، لم يفتح على من قبله من بيان شرح الطريقة بالفارسية في مجالس التذكير ما فتح على لسانه لملاحة عبارته وفصاحة لسانه ، وصدق حاله ومقاله.

نيسابوري الأصل تعلم العربية والنحو بها أولا ، وتبحر في النحو حتى كان ينسب إليه.

حدثنا [عبد الواحد بن عبد الكريم القشيرى] ناصر السنة خالي أبو سعيد يذكر أنّه يقال له : أبو علي النحوي [ظ] لتبحره فيه.

وحصّل علم الاصول وخرج إلى مرو وتفقّه بها ، ودرس الخضري وأعاد على الشيخ أبي بكر القفال المروزي في درس الخضري وبرع فيه.

__________________

(١) منتخب السياق ٤٨٤ ، والعبر ومرآة الجنان (وفيات ٤٠٦) وطبقات السبكي الكبرى وتبيين كذب المفتري والشذرات والنجوم الزاهرة وتذكرة الحفّاظ والمنتظم (وفيات ٤١٢) وهكذا البداية والنهاية ، الوافي ١٢ / ١٦٥ ، الكامل لابن الأثير ٩ / ٣٢٦ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٩٦.

٣

ولما سمع ما كان (١) يحتاج إليه من العلوم ، وزاد عليه حالا ومقالا ، خرج إلى الحج ، واشتهر ذكره بالري والحجاز [ظ].

وعاد إلى خراسان وأتى عليه زمان وكان الكبار في وقته من [ظ] الرؤوس والرؤساء والأمراء يتبركون ويحضرون مجلسه ويستطيبون أنفاسه ويستملحون كلامه ، وكان يقعد أيام الجمع بالغدوات في مسجد أبي بكر المطرز بعد ابن شاذان ويعقد المجلس ، وكذلك في بعض الخانات كما كان في الرسم القديم.

ثم بنى المدرسة المعروفة به في سنة اثنتين وسبعين (٢) على ما عهدناه أولا من عمارته وما أنفق فيها شيئا إلا من الحلال الذي كان يجمعه من أهل الصلاح والمريدين ووقف [ظ] الفقراء الصالحين.

وولدت له البنت المباركة من بنت الصلاح والعفاف المعروف! ببنت أبي الحسن بن قطران.

وكان محتاطا في معيشته من ال .. الصالحين ... و... من تلك ... من الذكور ، فكان [٢ أ] البيت معتدا بها ، معنيا بشأنها ، حتى نشأت عديمة النظير في وقتها ، سمّعها الحديث ، وتجشم المشايخ في وقته إلى المدرسة تقرّبا إلى الأستاذ لإسماعها ، وسيأتي ذكرها فيما بعد.

وشاع ذكر الأستاذ في الآفاق وكان بمرو عند اختلافه إليها يعقد المجلس ، ولكلامه بها صولة وقبول ، وكان الغالب عليه صدق الحال وغلبة الوقت ، ومن المعروف أنه كان أكثر الأحوال كالغائب عمّا يجري من أمور العادات ، وقد تأتي عليه أيام وتجد [د] أمور وما كان له منها خبر ، لغلبة الحال عليه.

ثم من لطيف حكاياته : أنّه لمّا كان بنسا وأراد أن يخرج إلى الحج صحبه بعض من خدمه من الصوفية و.. مجلسه ، وخرج معه تاركا لبلده وأهل عشرته مختصّا بخدمته إلى أن دخلوا البادية وكان الرجل طول الطريق يخدمه ، فاتفق أنّه أضاع ـ قمه في البادية فوجد هذا الرجل الّذي خرج معه وردها إليه فلمّا نظر الأستاذ إليه دعا له وقال له : من أنت؟ كأنّي لقيتك مرّة!! فصاح الرجل وقال : الغياث منك خدمتك في البلدة مرّة وخرجت معك وتركت الأهل والأقارب والبلد

__________________

(١) كذا في السبكي وخط الأصل غير واضح لكنه لا يتطابق مع المثبت.

(٢) كذا وتقدم في ترجمة ابنته فاطمة بأنه بناها سنة إحدى وتسعين فالظاهر أن (سبعين) تصحيف عن (تسعين) و (سنة إحدى) لابتداء البناء و (اثنتين) لانتهائه.

٤

وصحبتك ... الطريق وفي البادية وأنت تقول : كأنّي لقيتك مرّة!.

وحكي أنّ بعض الوزراء بنيسابور كان حاضرا ، وكان يدخل عليه المشايخ للزيارة وأراد أن يدخل الأستاذ أبو علي فقيل ، له : إذا دخل عليك ، فينبغي أن تقوم له وتكرمه فإنّه شيخ الوقت ، فأبى الوزير أن يقوم وقال : لم تجر العادة للوزراء بالقيام للرعايا ، واستمرّ على هذا فحين دخل عليه الأستاذ ووقع بصر الوزير عليه ،

قام من غير قصد واستقبله خطوات حافيا وأكرمه ، فلما خرج من عنده قال أصحاب الوزير : كنا معك في أن تقوم له إذا دخل عليك فتأبى فالآن استقبلته وزدت على ما كنا نسأله منك؟! فقال : لما وقع بصري عليه لم أتمالك أن أقوم وأبصره واستقبلته من غير اختيار منّي ، فهيبته [٢ ب] أقامتني إليه.

ومن مبادئ أمره أنه ما كان له شيء من الدنيا ولا يشتغل بشيء منه ، فاتفق أنّه مات بعض المياسير وأوصى له بعشرة دراهم فلما جيء بها إليه قال لبعض أصحابه : إيش أصنع بهذه الدراهم فقيل له : إنه ينبغي أن يدفع إلى فلان يتجر فيها فقال : وما الذي يمكن أن يربح على هذا القدر؟ ثم قال : سبحان من لا يعطيني عشرة دراهم إلّا بأن يموت أحد من عبيده [ظ] فيوصي لي بها.

ثم لما بنيت له المدرسة سمعت أن [ظ] واحدا حضره وأراد أن يقف عليها ضيعة ، فأبى الأستاذ القبول فألحّ عليه وكتب قبالة ثم بعد ذلك جاءه وقت الخراج بعض أعوان الديوان وقيل له : ينبغي أن تجيب عن خراج الضيعة فأخرج القبالة ومزّقها ورد الضيعة وقال : ما لنا وللخراج وما لنا وكيل يجيب عنّا وترك [ظ] ذلك.

ولما توفّي ـ قدس الله روحه بعد أن ولد له الابن إسماعيل وكان في آخر [عمر] ه وتبجح بذلك ، وكانت وفاته في ذي الحجة سنة خمس وأربع مئة (١) ـ رأى الصالحون والكبار له وفي حقّه كثيرا من الرؤيا الحسنة المبشرة وذكروا ذلك.

ولمّا كان الرجل مأخوذا عن أحواله وعن مراسم الترتيب لم يتفرغ إلى سماع كثير من الحديث والاشتغال بالرواية ، والّذي نقل عنه أنّه سمع صحيح البخاري ـ كلّه أو بعضه والله أعلم ـ من أبي علي الشبوي بمرو ، ومن أبي الهيثم محمد بن المكي الكشميهني جميعا نازلا ، وسمع منه الإمام زين

__________________

(١) ن : أربع وخمس مئة ، وقال في ترجمة عبد الخالق بن علي تحت الرقم ٢٠٣٣ ؛ توفي يوم الأحد لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وأربع مئة قريبا من وفاة الأستاذ أبي علي الدقاق.

٥

الإسلام والحرة الجدّة [فاطمة] رضي‌الله‌عنها من ذلك ورويا عنه ، وسمع من أبي عمرو بن حمدان بنيسابور وطبقته.

ـ ١٦٨٤ ـ (١)

[أبو القاسم النيسابوري]

ومنهم الحسن بن محمد بن حبيب أبو القاسم الاستاذ الامام الواعظ المفسّر الكامل إمام عصره في معاني القراءات وعلومها ، وقد صنّف التفسير المشهور به ، وكان أديبا نحويا عارفا بالمغازي والقصص والسير ، يدرّس لأهل التحقيق ، ويعظ العوام ، ويعقد مجلس التذكير ، انتشر منه بنيسابور العلوم الكثيرة ، وسارت تصانيفه الحسان في الآفاق ، وكان أستاذ الجماعة ظهرت بركته على أصحابه.

وسمع الحديث الكثير وكتب وجمع وحدّث عن الأصم وأبي عبد الله الصفّار وأبي الحسن الكارزي وأبي محمد المزني ، وأبي سعيد عمرو بن محمد بن منصور الضرير ، وأبي جعفر محمد بن صالح بن هاني ، وأبي زكريا العنبري وغيرهم.

وتوفي ليلة الثلاثاء في ذي القعدة سنة [٣ أ] ست وأربع مئة ، وصلّى عليه القاضي أبو عمرو (٢) البسطامي ، ودفن في مقبرة الحسين.

وله شعر حسن ، ومقصورة وتصرّفات مقبولة موافقة للفصول ، وقد أخبرنا بالحديث عنه جماعة.

ـ ١٦٨٥ (٣) ـ

[أبو علي النسوي]

ومنهم الحسن بن علي بن محمد بن مهاجر أبو علي الحاكم النسوي الفقيه الطريف من بيت العلم والرئاسة والمروّة والثروة.

__________________

(١) بغية الوعاة نقلا عن هذا الكتاب بتلخيص ١ / ٥١٩ ، منتخب السياق ٤٨٥ ، العبر والمنتظم (وفيات ٤٠٦) وتاريخ جرجان ٢٦٩ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٣٧ ، تاريخ الاسلام وعيون التواريخ والشذرات (وفيات سنة ٤٠٦) ، طبقات المفسرين للداودي والسيوطي.

(٢) كذا ، ولعلّ الصواب (أبو عمر) وهو محمد بن حسين بن محمد.

(٣) منتخب السياق ٤٨٦.

٦

سمع الحديث بنيسابور وبنسا والعراق ، وكان ثقة في الحديث ثبتا [ظ] في الرواية. وقد سمع الحديث من الأستاذ أبي سهل الصعلوكي ، وأبي القاسم ابن باكويه (١) الصوفي ، وعن أبي الحسن علي بن محمد النحوي ، وأبي الحسين الحجاجي الحافظ ، وعن أبي عمرو بن حمدان والقاضي أبي عمرو (٢) الهمداني وطبقتهم.

ـ ١٦٨٦ (٣) ـ

[أبو محمد المؤمّلي الماسرجسي]

ومنهم الحسن بن علي بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى [بن ماسرجس] أبو محمد المؤملي الماسرجسي الثقة العدل الرضي ، المحدّث ابن المحدّث ، شيخ من أهل بيت العلم والحديث والعدالة والتزكية.

حدّث عن الأصم ، وعن أبي عثمان عمرو بن عبد الله البصر [ي] ، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي والإمام وطبقتهم.

قرأت من خطّ أبي صالح المؤذن قال : دخلنا عليه مع المعمّري في داره فوجدناه قد اختلط قليلا ، فخرجنا من عنده ولم نسمع منه شيئا ذلك اليوم ، فمات في تلك الأيام في شعبان سنة سبع وأربع مئة ، وصلّي عليه في سكة عيسى ، ودفن في مقبرتهم.

ثم قال أبو صالح : لم أجد بعد من سماعي منه شيئا.

ـ ١٦٨٧ (٤) ـ

[أبو علي الباهلي الكشاني]

ومنهم الحسن بن محمد بن محمد بن داود بن حميد بن سليمان أبو علي الباهلي الكشاني [الحنيفي الخطيب]. قدم نيسابور حاجّا ونزل في ميدان تلادجرد في رمضان سنة سبع وأربع مئة وحدّث. [سمع احمد بن الحسن بن الشاه وغيره].

__________________

(١) م : بالويه.

(٢) م : ابي عمر.

(٣) منتخب السياق ٤٨٧ ، وتقدمت ترجمة ابنه محمد ، ولوالده وجدّه وآخرين من أسرته تراجم في اللباب والأنساب.

(٤) منتخب السياق ٤٨٨.

٧

ـ ١٦٨٨ (١) ـ

[أبو علي السمرقندي]

ومنهم الحسن بن داود بن رضوان أبو علي الفقيه السمرقندي ، البارع الفاضل.

تفقّه بخراسان ثم بالعراق مدّة ، وسرح بالبصرة ، وسمع سنن أبي داود السجستاني من ابن داسة بالبصرة وغيره من الحديث الكثير. ثم عاد إلى نيسابور وأقام بها ، وبنى المدرسة ، ودرّس خمس سنين وروى السنن وقرئ عليه ، ونشر العلم ، وبقي كذلك إلى أن توفي يوم الاثنين ثاني عشر رجب سنة خمس وتسعين وثلاث مئة.

ـ ١٦٨٩ (٢) ـ

[أبو علي الكرابيسي]

ومنهم الحسن [بن عبد الرحمان بن محمد] بن عبدان أبو علي التاجر الحنيفي الضرير الكرابيسي أخو أبي الحسن ابن عبدان الشروطي ـ شيخ ثقة صالح.

سمع الحديث عن الأصم وطبقته.

توفي سنة عشر وأربع مئة.

ـ ١٦٩٠ (٣) ـ

[أبو علي الهروي الصوفي]

ومنهم الحسن ابن مكي (٤) بن أحمد الهروي [٣ ب] أبو علي التولي (٥) الصوفي الزاهد شيخ ثقة مشهور ، قدم حاجّا سنة أربع عشرة وأربع مئة.

[حدّث عن أبي الحسن علي بن أحمد القزويني وغيره].

__________________

(١) منتخب السياق ٤٨٩.

(٢) منتخب السياق ٤٩٠ ، ولأخويه أبي علي الحسين وأبي الحسن علي ترجمتان في الكتاب.

(٣) [١٦٩٠] منتخب السياق ٤٩١ ، وفيه الحسن بن بكر.

(٤) وفي منتخب السياق : بكر.

(٥) وفي منتخب السياق هذه الكلمة مهملة ، وهنا ليست واضحة تماما.

٨

ـ ١٦٩١ (١) ـ

[أبو محمد الحسيني المصري]

ومنهم الحسن بن طاهر بن مسلم بن عبد الله بن طاهر بن حسن بن جعفر المصري السيّد أبو محمد الحسيني.

قدم نيسابور سنة اثنتين وأربع مئة ، ونزل سكة طرجار ، وعقد له مجلس الاملاء فأملى وحدّث عن ميمون بن حمزة.

ـ ١٦٩٢ (٢) ـ

[أبو علي الشروطي]

ومنهم الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن الأزهر بن أحمد بن عاصم بن عبد الله الأزهري ابو علي العدل الشروطي شيخ فاضل ثقة مشهور.

حدّث عن أبي محمد عبد الله بن محمد الكعبي ، وأبي سعيد الخلالي ، وعن أبي العباس ابن ميكال ، وأبي إسحاق المزكي ، وأبي بكر محمد بن داود ، وأبي الفضل أحمد بن اسماعيل وطبقتهم.

توفي [في] ذي الحجة سنة ثمان وأربعمئة.

الطبقة الثانية

ـ ١٦٩٣ (٣) ـ

[أبو علي البلخي]

منهم الحسن بن أحمد بن محمد بن [الحسن بن] حمزة بن الحسين أبو علي البلخي الخطيب الزاهد معروف محترم كثير الحديث.

قدم حاجا سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة.

__________________

(١) ١٦٩١ ـ منتخب السياق ٤٩٢.

(٢) [١٦٩٢] منتخب السياق ٤٩٤ ، وتقدمت ترجمة ابنه احمد.

(٣) منتخب السياق ٤٩٥ ، تاريخ بغداد ٣٧٧٦ ، المنتظم. ولد سنة ٣٣٤ وتوفي سنة ٤٣٠.

٩

حدّث عن أبي يوسف يعقوب بن أحمد المقانعي ، وأبي بكر محمد بن أحمد بن شاذان ، وأبي بكر محمد بن أحمد [بن محمد] بن أبي صالح البغدادي ، وأبي بكر اسماعيل بن محمد الخطيب ، وأبي بكر محمد بن ابراهيم المعدل (١) ، وأبي اسحاق المستملي وأبي طهير (٢) ، ومحمد بن الفضل بن أنيف ، وأبي نصر محمد بن أحمد بن أبي شداد ، وأبي جعفر محمد بن مزاحم بن بسطام العدل وطبقتهم.

وعاد قافلا من الحج إلى بلده.

ـ ١٦٩٤ (٣) ـ

[أبو علي البزاز]

ومنهم الحسن بن محمد بن محمد بن الحسين أبو علي البزاز الشافعي ، شيخ معتمد معروف ثقة مستور ، مكثر في الحديث ، كان تلميذ القاضي الامام أبي عمر البسطامي ووكيله.

حدّث عن الحاكم أبي أحمد وأبي عمرو بن حمدان وغيرهما. توفي قديما.

ـ ١٦٩٥ (٤) ـ

[أبو أحمد الميكالي]

ومنهم الحسن بن محمد بن اسماعيل بن عبد الله بن ميكال الأمير أبو أحمد ابن أبي الحسن ابن أبي العباس. من بيت العزّ والامارة والسيادة. وقد تكرر في الكتاب ذكرهم وذكر أسلافهم ويأتي متفرقا في هذا المجموع وذكر أخلافهم.

حدّث عن جدّه ابي العباس وعن أبي سعيد محمد بن علي المحاربي وأبي عمرو بن حمدان.

ـ ١٦٩٦ (٥) ـ

[أبو نصير النصيري]

ومنهم الحسن بن علي بن أحمد بن علي بن نصير أبو نصير النصيري الصرّاف النيسابوري.

__________________

(١) م : العدل.

(٢) وفي منتخب السياق : ابن ظهير.

(٣) منتخب السياق ٤٩٦.

(٤) منتخب السياق ، م : أبو أحمد ابن أبي الحسين. وكنية أبيه في معجم الأدباء : ١٨ / ٢٩ والوافي والبغية : أبو جعفر.

(٥) منتخب السياق ٤٩٨ ، وفيه (الصواف) بدل (الصراف).

١٠

شيخ مستور ثقة.

سماعه من أبي حازم العبدوي الحافظ [٤ أ] وفي كتبه. سمع من الخلالي وأبي بكر ابن أبي جعفر ابن أبي خالد العدل. توفي.

ـ ١٦٩٧ (١) ـ

[أبو محمد البشتي]

ومنهم الحسن بن علي بن محمد بن أحمد أبو محمد البشتي النيسابوري المقرئ الأديب الصوفي العارف ، شيخ جليل معروف ثقة.

[سمع إسحاق بن ابراهيم الجرجاني الكيال وغيره].

ـ ١٦٩٨ (٢) ـ

[أبو علي الوخشي]

ومنهم الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو علي الوخشي البلخي الحافظ قدم نيسابور وسمع ، ثم ارتحل إلى الحجاز فسمع بها وبمصر وبالعراق والشام والجبال ، وجدّ (٣) واجتهد في جمع الصحيح وكان فاضلا ثقة حسن القراءة أديبا بارعا ، ثم عاد إلى نيسابور سنة سبع وثلاثين وخرج إلى وطنه.

حدّث عن أبي عمر بن مهدي الفارسي ، وأبي محمد [ابن] النحاس ، وأبي محمد ابن أبي نصر ، وأبي العباس منير بن أحمد وطبقتهم. وسمع منه الجماعة : المؤذن والحسكاني والسجزي وابن أبي زكريا وغيرهم.

[توفي خامس ربيع الآخر سنة ٤٧١].

__________________

(١) منتخب السياق ٤٩٩.

(٢) منتخب السياق ٥٠١ ، العبر ، مرآة الجنان ، تذكرة الحفاظ ، لسان الميزان ٢ / ٢٤١ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٦٥ (١٧٦) ، الاكمال ٧ / ٣٩١ ، الأنساب واللباب ومعجم البلدان : (وخش) ، المختار من ذيل السمعاني ١٧٢ و، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٠٢ ، الوافي ١٢ / ١٦٣ ، تبصير المنتبه ٤ / ١٤٧٩ ، طبقات الحفاظ ٤٣٩ ، الشذرات ، تهذيب تاريخ ابن عساكر ٤ / ٢٣٤.

(٣) ن : وحدث.

١١

ـ ١٦٩٩ (١) ـ

[أبو علي الأنصاري الرازي]

ومنهم الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الهيثم أبو علي الأنصاري الرازي وكيل السادة. رجل معروف ثقة.

قال الحسكاني : قرأت عليه من سماعه ـ الذي سمعه عن أبي عبد الله ابن يزيد سنة سبع وخمسين وثلاث مئة ، وعن أبي عمرو ابن مطر أيضا سنة ست وخمسين ـ في دار العلوية بمولقاباذ سنة ثماني عشرة (٢) وتوفي ثالث ذي الحجة سنة أربع وعشرين وأربع مئة.

ـ ١٧٠٠ (٣) ـ

[أبو سعيد القطان]

ومنهم الحسن بن محمد بن محمد بن حامد [بن محمود] أبو سعيد القطان العدل شيخ عدل ثقة.

سمع من الحاكم أبي أحمد الحافظ ، وعن أبي عمرو ابن حمدان وأبي سعيد الفقيه.

ـ ١٧٠١ (٤) ـ [أبو علي الحمشاذي]

ومنهم الحسن بن أحمد بن [عبد الله بن محمد بن] حمشاذ بن سختويه الحمشاذي أبو علي شيخ معروف ثقة سمع الحديث الكثير ، وصحب الكبار ، وخدم المشايخ ونادمهم.

حدّث عن أبي طاهر [محمد بن الفضل] بن خزيمة ، وأبي الحسن الماسرجسي ثم المخلدي وأبي بكر الجوزقي وأقرانهم.

وتوفي يوم السبت الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ٥٠٢.

(٢) الجملة الأخيرة تتعلق بتاريخ قراءة الحسكاني عليه.

(٣) [١٧٠٠] منتخب السياق ٥٠٣.

(٤) [١٧٠١] منتخب السياق ٥٠٥ ، الأنساب واللباب : الحمشاذي.

١٢

ـ ١٧٠٢ (١) ـ

[أبو علي الرامراني]

ومنهم الحسن بن علي بن جعفر أبو علي الرامراني النسوي القاضي بطوس وإمام من أئمة أصحاب الشافعي له القدم في الفتوى والتدريس والمناظرة والجدل.

قدم البلد في صحبة الوزير أحمد بن عبد الصمد سنة أربع وعشرين وحدّث عن أبي عمرو ابن حمدان وأبي القاسم الفقيه [عبد الله بن أحمد] عن الحسن بن سفيان.

ـ ١٧٠٣ (٢) ـ

[أبو علي الاسفرايني]

ومنهم الحسن بن علي بن محمد [بن الحسين] المقرئ أبو علي البزارواني الاسفرايني المقرئ ابن [ظ] المقرئ المحدث ابن المحدّث ، شيخ فاضل ، سيأتي ذكر أبيه من بعد [٤ ب].

حدث عن أبي علي محمد بن علي الشاذان الحافظ الاسفرايني ، وأبي الحسن علي بن محمد ... بن مردوست الجويني ، وأبي النضر شافع بن محمد الاسفرايني وطبقتهم.

توفي في سنة نيف وعشرين وأربع مئة.

ـ ١٧٠٤ (٣) ـ

[أبو المظفر الجرجاني]

ومنهم الحسن بن الفضل بن محمد بن الحسن بن ابراهيم أبو المظفر الجرجاني الرئيس ابن أبي بشر. قدم نيسابور سنة عشرين وكان أديبا فاضلا شاعرا نسيبا.

حدّث عن أبيه ، وعن أبي أحمد الغطريفي ومن بعده [ما].

ولد في سنة أربع وستين وثلاث مئة.

__________________

(١) [١٧٠٢] منتخب السياق ٥٠٦ ، الأنساب : الرامراني.

(٢) منتخب السياق ٥٠٧ ، والنسبة الأولى في ترجمته وترجمة أبيه من المختصر والمنتخب مثل المثبت ولم نعرف وجهها.

(٣) منتخب السياق ٥٠٩ ، تاريخ جرجان ضمن ترجمة أبيه.

١٣

ـ ١٧٠٥ (١) ـ

[الصفار الفارسي]

ومنهم الحسن بن محمد بن الحسن أبو محمد الصفار الفارسي ثم النيسابوري التاجر الصوفي (٢) الأمين ، الزاهد ، شيخ مشهور ثقة ورع ، ومن أولاد المياسير ، وأصحاب المروّات ، وأقارب الأسلاف ، ومن المداخلين المعدودين من جملتهم من الفارسيين ، وبيتهم بيت الدين والعلم والصلاح والحديث ، وكان من سكان خان الفرس ، ومن أمناء البلد صاحب الودائع لورعه وأمانته وصيانته.

سمع الحديث الكثير في صباه ، وحمل إلى مشايخ ، وحدّث عن والده أبي عبد الله الصفار ، وأبي طاهر ابن خزيمة [و] الجوزقي والمخلدي ، وأبي سعيد ابن حمدون ، وعبد الله بن حامد وطبقتهم.

توفي يوم الأربعاء سلخ شوّال ودفن يوم الخميس بعد العصر غرّة ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وأربع مئة وصلى عليه شيخ الاسلام الصابوني بباب [ظ] معمر.

ـ ١٧٠٦ (٣) ـ

[أبو عامر القومسي النسوي]

ومنهم الحسن بن محمد بن علي القومسي أبو عامر النسوي الأديب النحوي الفرضي الصوفي.

قدم نيسابور مرّات ، ونزل مدرسة البيهقي وبعد ذلك نزل مدرسة سوري ، وكان من وجوه الفضلاء من أصحاب الشافعي ومن المحترمين.

حدّث عن ابن المقرئ مسند أبي يعلى الموصلي وعن طبقته.

ونشط للرجوع إلى بلده سنة تسع وأربعين وأربع مئة فاتفق أنه توفي يوم دخل بلدته.

وقرأت من أشعاره في كتاب دمية القصر :

وما تركت ستّ وستون حجّة

لنا حجة ان نركب اللهو مركبا

وقوله :

العلم يأتي كلّ ذي خف

ض ويأبى كلّ آبي

__________________

(١) منتخب السياق ٥١٠.

(٢) م : الصيرفي.

(٣) منتخب السياق ٥١٢ ، بغية الوعاة نقلا عن السياق ، دمية القصر ٢ / ٥٨.

١٤

كالماء ينزل في الوها

د ، وليس يصعد في الروابي (١) [٥ أ]

وله في مدرس :

لك تدريس ولكن

راء تدريسك لام

والذي تملي [على] الناس

كلام لا كلام

خسرت بغداد إذ آ

وتك فيها والسلام

 ـ ١٧٠٧ (٢) ـ

[أبو علي القرشي]

ومنهم الحسن بن الأشعث بن محمد بن سعيد الشريف الفقيه أبو علي القرشي توفي بقرية سدير من رستاق بيهق في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وأربع مئة. شيخ معروف يدور عليه ركن الشروط بنيسابور.

ـ ١٧٠٨ (٣) ـ

[أبو علي الأرموي]

ومنهم الحسن بن الحسن السحاح أبو علي الأرموي الفرفقاباذي وهي قرية من قرى أرمية.

قدم نيسابور وخراسان.

ـ ١٧٠٩ (٤) ـ

[أبو علي]

ومنهم الحسن بن محمد بن الحسن بن عيسى السانادي أبو علي. شيخ صائن مستور سافر وسمع الحديث بالعراق.

__________________

(١) هذان البيتان مذكوران في معجم الألقاب برقم ٣٧٦٥ دون ذكر صاحبهما ، وبرقم ٤٦٢٦ أيضا.

(٢) منتخب السياق ٥١٤.

(٣) منتخب السياق ٥١٦ ، معجم البلدان : (فرفقاباذ) نقلا عن السياق. وفي المنتخب والمختصر (ارمينية) والتصويب حسب المعجم وحسب نسبة المترجم ، وفي المنتخب والمعجم (الشحام) بدل (السحاح).

(٤) منتخب السياق ٥١٧ وفيه البيادي.

١٥

ـ ١٧١٠ (١) ـ

[أبو علي الشاشي]

ومنهم الحسن بن عبد الله بن نصر أبو علي المقرئ الصوفي الشاشي الصائن الدّيّن كتب الحديث الكثير بمصر والشام والحجاز والعراق والجبال وخراسان ، وحصّل الأصول ، وكان عارفا بالقراءات ، جميل الصحبة ، حسن الأخلاق ، مهذب الشمائل على طريقة السلف. دخل نيسابور راجعا إلى بلده سنة إحدى وأربعين وأربع مئة فسمع من مشايخنا وسمع منه وخرج.

ـ ١٧١١ (٢) ـ

[أبو بكر المقرئ]

ومنهم الحسن بن علي بن محمد بن عبيد الله بن محمد أبو بكر ابن أبي الحسن الامام المقرئ الفارسي الواعظ شيخ ثقة مشهور من بيت الامامة والحديث والقراءة والوعظ.

أبوه الامام أبو الحسن من كبار أئمة القرآن والمشهورين به.

وهذا ابنه بالغ في الصيانة والديانة ، وكان للشيخ الوالد اختصاص به ومصافاة في مودّته واعتداد بدعائه وشفقته كثيرا [ما] كان يذكره ويذكر ورعه واحتياطه وأمانته.

حدّث عن المخلدي والخفاف ومن بعدهما.

ولد سنة اثنتين وثمانين وتوفي يوم الأحد بعد صلاة الظهر ودفن يوم الاثنين بعد الظهر في أوائل ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وأربع مئة وصلّى عليه شيخ الاسلام الصابوني بباب معمّر [و] دفن في تلك المقبرة.

ـ ١٧١٢ (٣) ـ

[أبو علي الاصبهاني]

ومنهم الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس أبو علي الاصبهاني. شيخ معروف فاضل ثقة

__________________

(١) منتخب السياق ٥١٨.

(٢) [١٧١١] منتخب السياق ٥١٩ ، ولفظة (الفارسي) هي أشبه إلى (القارئ) منها الى (الفارسي) وفي منتخب السياق : (الواسطي) بدل (الفارسي) ، وستأتي ترجمة أبيه.

(٣) [١٧١٢] منتخب السياق ٥٢٠ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٣٧ (١٥٨) ، الوافي بالوفيات ١٢ / ١٩٤ ، روى عنه مشطب بن محمد الفرغاني كما في ترجمته ، توفي سنة ٤٦٦.

١٦

[٥ ب] من شيوخ اصبهان ، كان الشيخ الوالد صحبه وصادقه باصبهان ويذكره واحواله وقد عقد له مجلس الاملاء باصبهان.

سمع الحديث الكثير باصبهان وبالعراق وبخراسان وقدم نيسابور قديما.

حدّث عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع وأبي عمر ابن مهدي وابن الصلت ببغداد وطبقتهم.

[الطبقة الثالثة]

ـ ١٧١٣ (١) ـ

[أبو الوليد البلخي الدربندي]

ومنهم الحسن بن محمد بن علي بن محمد الدربندي أبو الوليد البلخي المحدّث الصوفي شيخ مشهور معروف ، من المشايخ الجوّالين في طلب الحديث المكثرين منه.

طاف في الآفاق فقدم نيسابور سنة إحدى عشرة وسمع مشايخ الوقت ثم ارتحل ودوخ البلاد والأطراف ، وحصّل الأسانيد والغرائب والحكايات.

ثم عاد الى نيسابور ، وأقام مدة ، ثم خرج تبعا (٢) فصار الى سمرقند وتوفي بها سنة نيّف (٣) وخمسين وأربع مئة.

وكان سكن خان الفرس مدة ويحدّث في مسجد الخان ويكثر مداخلة الحسكوية ويصحبهم ، وقد أكثر الاستفادة من أجزائه وحكاياته الغريبة الشيخ الوالد.

وأنا أذكره شيخا بهيّ المنظر في المدرسة عند قبر الاستاذ الشهيد أبي علي الدقاق ، وسمعت منه شيئا قرأه عليه الامام أبو نصر القشيري ، ولم أظفر به ولا أدري مصيره وقد أمعنت (٤) في طلبه فما عثرت عليه.

__________________

(١) منتخب السياق ٥٢٤ ، تذكرة الحفاظ ١٠١٧ ، معجم البلدان (دربند) ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٩٧ (١٣٨) ، طبقات الحفاظ ٤٣٧ ، الشذرات ٣ / ٣٠١ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٥٠.

(٢) ن : امعا ، والمثبت على سبيل الاستظهار.

(٣) في المعجم والتذكرة والسير : ست ، وقد ولد المصنف سنة إحدى وخمسين وسيأتي قريبا أنه رآه وسمع منه بقراءة خاله.

(٤) لعل هذا هو الصواب وفي النسخة تشويش وظاهر رسم الخط هكذا : مامره وقد امنعت.

١٧

ـ ١٧١٤ (١) ـ

[أبو محمد الأستوائي]

ومنهم الحسن بن عبد الرحيم الصوفي أبو محمد الأستوائي. شيخ صالح صائن ثقة من مشايخ النواحي.

سمع الحديث الكثير بنيسابور من عبد الله بن يوسف الاصبهاني ، والسيد أبي منصور ظفر بن محمد الحسيني ، وأبي سعد الماليني ، والشيخ أبي عبد الرحمان السلمي. وسمع باسفراين من أبي نعيم الأزهري ، وأبي نعيم البزاز ، وأبي بكر محمد بن العباس الجوسقاني ، وجماعة من المشايخ. وسمع منه ، وخرج له الفوائد.

ـ ١٧١٥ (٢) ـ

[أبو علي الصفار]

ومنهم الحسن بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حمويه أبو علي الصفار الامام. شيخ ، ظريف اللقاء ، مليح المنظر ، فقيه النفس [ظ] ، عالم بالشروط ، جيّد المناظرة ، مكثر من الحكايات ومما جرى في المناظرات.

وكان من تلامذة الامام الجويني ومن أركان فقهاء الأصحاب وقدامى المشايخ والصدور والأكابر ، وقد أقعده عميد الحضرة محمد بن منصور في المسجد الذي [٦ أ] على باب داره في سكة خالد فكان يدرس فيه مدّة. وكان من المحققين في الفقه.

وكان الامام فخر الاسلام امام الحرمين يحسن النظر إليه ، ويبجّله إذا حضر الدرس ، ويحسن الإصغاء إلى كلامه.

وكان عفيف النفس ، متجملا في المعيشة ، قانعا بالكفاف ، على سيرة العلماء ، ما رأيت في فنّه أظرف منه.

وقد كتب الكثير وسمع من أصحاب الأصم كالقاضي أبي بكر ، وأبي سعيد الصيرفي ، ثم من

__________________

(١) منتخب السياق ٥١١ ، وهذه الترجمة وردت في الطبقة الثانية في المنتخب قبل ترجمة أبي عامر النسوي تحت الرقم ١٧٠٦.

(٢) منتخب السياق ٥٢٥ ، وترجم المصنف لابنيه عبد الله وعلي أيضا ، وفي المنتخب (محمويه) بدل (حمويه).

١٨

بعدهم من مشايخ الوقت ، وكان عنده مسند الشافعي بتمامه عن القاضي أبي بكر قرأناه عليه وسمعناه منه.

قرأت بخطّ الفقيه صالح (١) ابن أبي صالح المؤذن أنه قال : سألته عن مولده فقال : ولدت سنة أربع وأربع مئة ، وتوفي في صفر سنة خمس وسبعين وأربع مئة ودفن بالحيرة في مشهد الموفقية [ظ].

ـ ١٧١٦ (٢) ـ

[أبو علي الصاعدي]

ومنهم الحسن بن اسماعيل بن صاعد [بن محمد] أبو علي قاضي القضاة ابن القاضي أبي الحسن ابن عماد الاسلام أبي العلاء. شيخ جليل محترم من وجوه الصاعدية.

تقلّد قضاء نيسابور نائبا عن أبيه مدّة ثم مستقلا به من جهة السلطان طغرل بك مدة. وكان سليم الجانب مصون الغوائل [ظ] حسن السيرة يحفه [ظ] علمه مع صيانة نفسه ، ومراعاته لمعارفه ، وقيامه بقضاء الحقوق ، وقد شهد المشاهد والمحافل ، وحضر المظالم كثيرا ، وبعد ذلك خفّ حاله بعض الخفّة حتى شاهدناه وكان يتجمل في معيشة [ظ] غير متسعة الى وقت وفاته.

سمع الحديث الكثير عن أبي يعلى المهلبي ، وعبد الله بن يوسف الاصبهاني ، ثم عن أصحاب الأصم ، وعن أبي الحسن ابن عبدان وطبقتهم ، ولم يحدّث الكثير فإنّه ما عقد له الاملاء.

وتوفي ليلة الثلاثاء الرابع عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وأربع مئة.

ـ ١٧١٧ (٣) ـ

[أبو محمد الخسروجردي]

ومنهم الحسن بن أحمد بن الحسين بن العباس أبو محمد الخسروجردي أخو الحاكم أبي منصور رجل أصيل ، يعدّ من وجوه الناحية. سمع الحديث من أصحاب الأصم.

__________________

(١) ن : أبي صالح.

(٢) منتخب السياق ٥٢٦ ، وتقدمت ترجمة أبيه ، سمع منه اسماعيل بن صاعد بن منصور أبو الحسن كما في ترجمته.

(٣) منتخب السياق ٥٢٧ ، وتقدمت ترجمة أخيه محمد.

١٩

ـ ١٧١٨ (١) ـ

[أبو علي السكاك]

ومنهم الحسن بن احمد أبو علي السكاك الحنيفي الحاكم رجل معروف متصرف في الأمور من جملة الزهّاد والكفاة. سمع الحديث من المشايخ المتقدمين من الطبقة الأولى.

ـ ١٧١٩ (٢) ـ

[أبو محمد الضرّاب الشطرنجي]

ومنهم الحسن بن علي بن محمد بن منصور الضرّاب أبو محمد الحنيفي الفقيه المعروف بالشطرنجي ، رجل سليم النفس ، حضر مجلس الفقه [٦ ب] والدروس.

وكان رث الهيئة غير معتن في الثياب [ظ] ولا محافظ على المرارة (٣).

سمع الحديث عن القاضي وغيره عاليا ، وقرئ عليه وما كان في نفسه بذلك لولا علوّ إسناده.

توفي سنة تسع وسبعين [ظ] وأربع مئة.

ـ ١٧٢٠ (٤) ـ

[أبو علي البشتي]

ومنهم الحسن بن علي بن العلاء بن عبدويه بن محمد بن يزدجرد النيسابوري الفقيه أبو علي البشتي شيخ ، فاضل ، فصّال ، فقيه ، متكلم ، واعظ ، من بيت العلم.

وأبوه الاستاذ أبو الحسن البشتي من أعيان فقهاء أصحاب الشافعي.

وهذا الفقيه أبو علي محظوظ من العلم ، محروم من كمال العقل وطلق النفس والكفاف من الدنيا حتى انتهى [ظ] حاله الى هتك حجاب المروة فكان يطوف على الأبواب ، ويأكل في الأسواق ، ولا يحافظ على نظافة الثياب وتحسين الطهارة والاجتناب من القاذورات.

__________________

(١) منتخب السياق ٥٢٨.

(٢) منتخب السياق ٥٣٠.

(٣) هذا السطر كان مشوشا للغاية وما أثبتناه ظاهر رسم الخط وربما الصواب في اللفظ الأخير : المروة ، ولفظ (القاضي) الآتي مشوش أيضا وفي المنتخب (الزهري) ، ولفظ (القاضي) هنا في الأصل أقرب الى الوادي منه الى القاضي والقاضي على فرض صحته هو أحمد بن الحسن بن أحمد أبو بكر الحيري.

(٤) منتخب السياق ٥٣١ ، الأنساب (البشتي) ، دمية القصر ٤٠٤ ولوالده ترجمة في الكتاب.

٢٠