بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ١٠

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ١٠

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: الدكتور سهيل زكار
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٤

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

ذكر المعروفين بالكنى

الألف

أبو ابراهيم الزهري :

واسمه أحمد بن سعد بن ابراهيم بن سعد ، كان من الزهاد ، ودخل المصيصة ، وجال في جبل اللكام ، ولقي به رجلا من العباد يقتات لبن الظباء ، وحكى عنه ذلك ، وقد ذكرنا الحكاية فيما تقدم من كتابنا هذا في ترجمته في باب الأحمدين.

أبو ابراهيم العلوي الحراني :

واسمه محمد بن أحمد ، واشتهر بالشريف أبي ابراهيم ، وعقبه بحلب وما زالت فيهم نقابه العلويين بعده ، وقد ذكرنا ترجمته في باب الأحمدين أيضا.

أبو الأبطال :

رجل قدم دابق على سليمان بن عبد الملك وحكى دخوله على سليمان وعلى ابنه أيوب ، وموت أيوب وخلو منازله منه ، حكى عنه حاتم بن مطارد ، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة أيوب.

أبو الأبيض العبسي الشامي :

من بني زهير بن جذيمة ، وقيل من بني عامر ، وسماه محمد بن أبي حاتم عيسى ، وأظنه رأى في بعض الأسانيد أبو الأبيض عبسي فتصحف عليه ، فظنه عيسى ، فإن أبا زرعة قال : لا يعرف اسمه (١).

__________________

(١) الجرح والتعديل : ٩ / ٣٣٦ مع فوارق.

٣

روى عن حذيفة بن اليمان ، وأنس بن مالك. روى عنه ابراهيم بن أبي عبلة ، وربعي بن خراش ، ويمان بن المغيرة.

وغزا أبو الأبيض العبسي الطوانة ، ونزل بدابق مع الجيش الذي كان عليه مسلمة بن عبد الملك بن مروان واستشهد في غزاة الطوانة (١).

أخبرنا أبو عبد اللطيف بن يوسف ـ إذنا ـ قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي (٢ ـ و) قال : أخبرنا أحمد بن أحمد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا يونس بن حبيب قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبه عن منصور عن ربعي حدّث عن أبي الأبيض عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس بيضاء محلقة (٢).

قال أبو نعيم : رواه الثوري وزائدة عن منصور مثله ، ولا يعرف لربعي عن أبي الأبيض عن أنس غيره.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال : أخبرنا (٣).

قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبان قال : حدثنا أبو بكر بن علي بن عبيد قال : حدثني يعلى قال : حدثنا سهل بن عاصم عن علي بن غنام بن علي قال : حدثني عمر أبو حفص الجزري قال : كتب أبو الأبيض ـ وكان عابدا ـ إلى بعض أخوانه : أما بعد فإنك لم تكلف من الدنيا إلّا نفسا واحدة ، فإن انت أصلحتها لم يضرك إفساد من فسد بصلاحها ، وإن أنت أفسدتها لم ينفعك صلاح من صلح بفسادها ، واعلم أنك لن تسلم من الدنيا حتى لا تبالي من أكلها من أحمر وأسود.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال (٤) :

قال : أخبرنا أبو علي الحداد قال : أخبرنا الحافظ أبو نعيم قال : ومنهم

__________________

(١) لعل ذلك كان سنة ثمان وثمانين. انظر تاريخ خليفة : ١ / ٣٩٩.

(٢) أنظره في كنز العمال : ٨ / ٢١٧٨١.

(٣) كذا بالاصل بدون اكمال للرواية.

٤

ـ يعني ـ (٢ ـ ظ) من الأولياء : المتبع للأوجب الأفرض ، المفارق للأنزر الأرمض ، العابد المكنى بأبي الأبيض ، أسند عن أنس بن مالك رضي الله عنه (١).

أنبأنا أبو القاسم بن رواحة عن الحافظ أي طاهر السّلفي قال : أخبرنا ثابت ابن بندار قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن جعفر قال : أخبرنا أبو العباس الوليد ابن بكر قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الهاشمي قال : حدثنا أبو مسلم صالح ابن أحمد بن عبد الله العجلي قال : حدثني أبي قال : أبو الأبيض شامي تابعي ثقة (٢).

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الدمشقي قال : أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ـ إذنا إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال : حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال : أخبرنا أبو محمد بن أبى نصر قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال : أخبرنا أحمد بن إبراهيم البسري قال : حدثنا ابن عائذ قال : أخبرنا الوليد بن مسلم قال : حدثني اسماعيل ابن عياش أن رجلا من الجيش أتى أبا الأبيض العبسي بدابق قبل نزولهم على الطوانة فقال : رأيت بيدك قناة وفيها سنان يضيء سنانه لأهل العسكر كضوء كوكب ، قال : إن صدقت رؤياك فإنها للشهادة ، قال : فاستشهد في قتال أهل الطوانة.

قال أبو عبد الله بن عائذ : فحدثني محمد بن يحيى الثقفي أن أبا الأبيض قال هذه الأبيات :

ألا ليت شعري هل يقولن قائل

وقد حان منكم عند ذاك قفول

تركنا ولم يخبز من الطير لحمه

أبا الأبيض العبسي وهو قتيل

فعرىّ أفراسي ورنت (٣) حليلتي

كأن لم تكن بالأمس ذات حليل

وذي امل يرجو تراثي وإن ما

يصير له منه غدا لقليل (٣ ـ و)

ومالي تراث غير درع حصينة

وأجرد من ماء الحديد صقيل

__________________

(١) حلية الاولياء : ٣ / ١١١.

(٢) الثقات للعجلي : ٤٨٩ (١٨٨٧).

(٣) أي صرخت وولولت ، فالرنة : الصوت. القاموس.

٥

وفي غير هذه الرواية أن أبا الأبيض خرج مع العباس بن الوليد في الصائفة : فقال أبو الأبيض : رأيت كأني أتيت بتمر وزبد ، فأكلته ، ثم دخلت الجنة ، فقال العباس : يعجل لك الزبد والتمر ، والله لك بالجنّة ، فدعا له بتمر وزبد ، فأكله ، ثم لقي أبو الأبيض العدو فقاتل حتى قتل ، وكانت غزوة طوانة سنة ثمان وثمانين غزاها مسلمة والعباس بن الوليد.

أبو أحمد بن هرون الرشيد :

ابن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب الهاشمي ، حكى عن المأمون ، حكى عنه نشو الصغير ، وقدم حلب صحبة المتوكل حين مربها مجتازا الى دمشق.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب قال : أخبرنا أبو السعود احمد بن علي بن المجلي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد ابن عبد العزيز العكبري قال : أخبرنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم البلخي قال : أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال : أخبرني عمي قال : حدثني الحسن بن عليل العنزي قال : حدثني عبد الله بن أبي سعد قال : قال لي نشو الصغير : حدثني أبو أحمد بن الرشيد قال : كنت يوما عند (٣ ـ ظ) المأمون والى جانبي عماي : منصور وابراهيم ، فجاء ياسر رجله فسارّ المأمون ، فقام فقال لابراهيم : إن شئت يا ابراهيم فانهض ونظرت إلى ياسر قد رجع مما يلي دار الحرم ، فما كان بأسرع من أن سمعت شيئا أقلقني ، فنظر إليّ المأمون وأنا أميل ، فقال : يا أبا أحمد مالك تميل ؛ فقلت له : إني سمعت شيئا ما سمعت مثله ، قال : هذه عمتك عليّة تطارح عمك ابراهيم خفيف الرمل (١) في شعرها :

مالي أرى الأبصار بي حافية

لم تلتفت مني إلى ناحية

لا تنظر الناس إلى المبتلي

وإنما الناس مع العافية

__________________

(١) الرمل : من أجناس الغناء ، وخفيف الرمل : الثامن من الايقاعات العربية وهو الذي تتوالى نقراته نقرتين نقرتين خفيفتين : معجم الموسيقى العربية لحسين محفوظ : ٧٥. هذا ولم استطع الوقوف على هذا الخبر في الأغاني.

٦

صحبى سلوا ربكم العافية

فقد دهتني بعدكم داهية

صار مني بعدكم سيدي

فالعين من هجرانه باكية

ويروي هذا الشعر لأبي العتاهية.

أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن عن عمه أبى القاسم الحافظ الدمشقي قال : أبو أحمد بن هرون الرشيد وذكر نسبه كما سقناه ، قدم دمشق في صحبة المتوكل مع من قدم معه من أهل بيته في سنة ثلاث وأربعين ومائتين فيما قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر (١).

وقد نبهنا في غير موضع من هذا الكتاب على أن المتوكل خرج من بغداد في أواخر سنة ثلاث وأربعين وقدم الشام سنة أربع وأربعين.

ذكر أبو أحمد بن كامل القاضي أن أبا أحمد (٤ ـ و) بن الرشيد مات في شهر رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين وصلى عليه أحمد بن المتوكل.

أبو أحمد الزاهد :

روى بأذنة عن أبي أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي. روى عنه القاضي أبو عمر وعثمان بن عبد الله الطرسوسي.

نقلت من خط القاضي أبي عمرو الطرسوسي قاضي معرة النعمان في كتابه الذي وسمه بسير الثغور : حدثنا أبو أحمد الزاهد بأذنة قال : حدثنا أبو أمية محمد بن ابراهيم بن مسلم الطرسوسي قال : حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل قال : أخبرت عن ابراهيم بن أدهم أنه قال : لقد أعربنا في كلامنا فما نلحن ولحنا في أعمالنا فما نعرب.

أبو أحمد الهاشمي :

أمير الثغور الشامية ، كان من ولد العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وقدم حلب وافدا على الأمير سيف الدولة ، وذلك أن أبا أحمد الهاشمي كان مقيما بثغر طرسوس ، فتنكر الطرسوسيون على سيف الدولة بن حمدان لظلمه ، وقبض وقوفهم

__________________

(١) سقطت ترجمته من تاريخ دمشق لابن عساكر.

٧

في أعماله ، وقطعوا دعوته فتضمن رشيق النسيمي للطرسوسيين عمارة الثغر إن أقاموا الدعوة لأنوجور بن الإخشيذ وكافور بعده ، فأجابوا إلى ذلك ، وكان أبو أحمد الهاشمي بطرسوس فاجتمع ومحمد بن الحسين بن الزيات وسائر وجوه الطرسوسيين في دار ابن الزراد منهم ، فأبرموا هذا (٤ ـ ظ) الأمر على أن يكون أبو أحمد الهاشمي وابن الزيات أميري الثغور ، فكان الخاطب يخطب لابن الهاشمي ولابن الزيات بعده ، وأرسلوا رسولا إلى أنوجور وكافور في البحر يعرف بأحمد ابن الجصاصي من ولد العلوي البصري ، وأضافوا إليه أمير قبرس عليا وبدر النسيمي.

وطال مقامهم بمصر ولم يبق بالثغر مال ينفق فراسل سيف الدولة أبا أحمد وابن الزيات سرا من رشيق ورشيق بالمصيصة ، وضمن لهما رد الوقوف المقبوضة ، وحمل مال ينفق بالثغر وترد دعوته ، وكان السفير في ذلك يمن التربية غلام شعيب ، فأجابا إلى ذلك ، وأقاما الدعوة لسيف الدولة ولهما بعده ، وأخرجا رسلهما إلى سيف الدولة.

وغزا الناس غزاة شتوية وبلغوا أألس (١) فغنموا وعادوا الى أن نزلوا مغارة الكحل (٢) فوجدوا ابن الملايني قد جمع في الدرب الكبير ، واختلف أبو أحمد وابن الزيات في كونها في المقدمة والساقة ، فاختار الناس للساقة ابن الزيات ، وتقدم الهاشمي الى المقدمة مكرها ، ودخل الناس الدرب ، وكانت في الساقة تحت مغارة الكحل وقعة عظيمة بين ابن الزيات والثغريين وابن الملايني ، فسلم المسلمون وأصابوا من الروم طرفا وعادوا إلى الثغر.

وتنكر الأميران بعضهما لبعض ، وكثر الخلاف بينهما ، وهمّ أبو أحمد (٥ ـ و) الهاشمي بالوثوب بابن الزيات وجمع له جموعا ، فبادره ابن الزيات وبطش به وقبض عليه وعلى عدّة ممن كان معه ، فقتل أكثرهم ، واعتقل الهاشمي في بعض حصون الثغر ، وغزا ابن الزيات ـ وإليه وحده الإمارة ـ غزاة صائفة تسمى غزاة قونية من درب الراهب ، فغنم المسلمون وسلموا.

__________________

(١) لم يذكرها ياقوت في معجمه.

(٢) من مناطق الثغور المتقدمة.

٨

وهرب الهاشمي من الحصن الذي كان فيه إلى سيف الدولة ، وعاد إلى طرسوس فدخلها فسرّ به أهلها إلّا طائفة كان هواها مع ابن الزيات منهم إبراهيم ابن أبي الأسود صاحب الشرطة ، فلما حصل أبو أحمد الهاشمي بطرسوس ركب إلى السجن ليخلص من كان فيه من شيعته فخالفه ابن أبى الأسود إلى الجامع فاستنهض الناس إلى السجن ، وقال لهم : إن الهاشمي يريد فتحه واطلاق الأعلاج ، وإن فعل ذلك يبقى أسراؤكم في بلد الروم لا فداء لهم ، فنفر الناس إليه قبل وصوله الى السجن ، فوثبوا إليه وأنزلوه عن دابته وقبضوا عليه ، وورد ابن الزيات من الغزاة فتسلمه وحمله الى حصن يقال له مقيل عيّاش ، فيقال إن علي الجماس الذي تولى حمله ، وهو كان صاحب البحر خنقه وردّاه من أعلى الحصن ، وأظهر أنه أراد الهرب ، فتدلى في حبل وانقطع به وسار ابناه الى بغداد متظلمين من ابن الزيات ، فكتب لهما المطيع إلى سيف الدولة كتابا بإقادة الهاشمي من ابن الزيات (٥ ـ ظ) فلم يعبأ بالكتاب ، وكان للهاشمي قوم يميلون إليه بالثغر ، فتنكروا لابن الزيات ، وكان للهاشمي من أهل بيته رجل يعرف بابن عبد الواحد يعاديه ، فعاضد ابن الزيات ، فأقام في نفسه أنه إن حصل في يد علي بن عبد الله (١) امتثل فيه أمر المطيع ، ولم يعصه ، فاستوحش من سيف الدولة.

__________________

(١) سيف الدولة الحمداني.

٩

ذكر من كنيته أبو اسحاق

أبو اسحاق الفزاري :

واسمه ابراهيم بن محمد بن الحارث وقد تقدم ذكره.

أبو أسحق القنسريني :

روى عن فرات بن سليمان. روى عنه بقية بن الوليد الحمصي.

أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي ـ قراءة عليه بحلب ـ قال : أخبرنا الحافظ أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني قال : أخبرنا الامام الواعظ أبو سعد هبة الله بن القاسم بن عطاء المهراني بنيسابور قال : أخبرنا الامام أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد المنصوري الطوسي قال : حدثنا الامام أبو الحسن الدارقطني ، ح.

قال أبو بكر الجيّاني : وأخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن عثمان الغزّال قال : : أخبرنا شيخ القضاة البيهقي ـ إجازة ـ قال : أخبرنا الدارقطني ، ح.

قال شيخنا أبو محمد عبد الرحمن : وأخبرنا الرئيس مسعود بن الحسن الثقفي ـ في كتابه ـ قال : أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي إذنا عن الدارقطني قال (٦ ـ و) أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة قال : حدثنا محمد بن عمرو بن حنان قال : قال حدثنا بقيّة قال : حدثنا أبو اسحاق القنّسريني قال : حدثنا فرات بن سليمان عن محمد بن علوان عن الحارث عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصل الدين الصلاة خلف كل برّ وفاجر ، والجهاد مع كل أمير ولك أجرك ، والصلاة على كل من مات من أهل القبلة (١).

__________________

(١) لم أجده بهذا اللفظ.

١٠

قال فيه الدارقطني : لا يثبت.

أبو اسحاق ابن شهرام :

الكاتب ويعرف بابن ظلوم المغنية الشهرامية ، واختلف في اسمه فقيل عبد الله ابن محمد بن شهرام ، وقيل محمد بن عبد الله بن شهرام ، وقد أشرنا الى ذلك فيما تقدم ، وقيل في جده شهران.

قدم حلب واختصه سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان لخدمته ، وأفضى إليه بأسراره وكان يسيره في رسائل الى ملك الروم ، ووزر بعده لابنه شريف ، وكان مدبر دولته.

وأمه ظلوم الشهرامية جارية أبيه ، وبه تعرف ، وكانت من المحسنات في الغناء ، وكان أبو اسحاق كاتبا مجيدا ، وشاعرا محسنا ، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه شيئا من شعره.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ـ اجازة ـ قال : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي قال : أخبرنا أبي المحسّن بن علي قال : حدثنا أبو القاسم بن معروف ، وذكر حكاية وقعت في مجلس سيف الدولة بحلب ، قال فيها : ثم استدعى ـ يعني ـ سيف الدولة أبا اسحاق بن شهرام المعروف بابن ظلوم المغنية ، وكان يكتب له ويترسل الى ملك الروم ، ويبعثه في صغير (٦ ـ ظ) أموره وكبيرها وذكر تمام الحكاية.

وقال التنوخي في موضع آخر : أبا اسحاق بن شهرام الكاتب ، وكان خصيصا به جدا ، يخدمه في أموره ، وينفذه في صغير أخباره وكبيرها.

قرأت على ظهر كتاب المعاني للفرّاء بخط أبي عبد الله بن خالويه مكتوبا بخط عقيل أبو بخط عمار ابني الحسين بن حماد الموصلي ، وكانا يقرآن بحلب على ابن خالويه صورته : قال ابن خالويه : حضر ذات يوم عندي أبو اسحاق بن شهرام ،

١١

وأبو العباس ابن كاتب البكتمري ، وأبو الحسن المعنوي ، فأنشد عمار بيتا على فص خاتمه وهو :

وكل مصيبات الزمان وجدتها

سوى فرقة الأحباب هينة الخطب

وسأل الجماعة إجازته ، فقال أبو اسحاق بن شهرام :

وكل مصيبات الزمان وجدتها

سوى فرقة الأحباب هينة الخطب

وقد قال لي قوم تبدل سواهم

لعلك تسلو إنما الحبّ كالحبّ

ومن لي بسلوى عنهم لو أطقتها

ولكن عذلي ليس يقبله قلبي

فيا حب لا تبخل عليّ بقبلة

ترد بها نفسي فيغبطني صحبي

فإني وبيت الله فيك معذب

الفؤاد عليل القلب مختلس اللب

ولي مثل قد قاله قبل شاعر

إذا ازددت منه زدت ضربا على ضرب

خرجت غداة النفر أعترض الدمى

فلم أرى أحلى منك في العين والقلب

فو الله ما أدري أحبّا رزقته

أم الحب أعمى مثل ما قيل في الحب

(٧ ـ و)

وقال أبو العباس بيتين وقال أبو الحسن المعنوي ثلاثة أبيات قد ذكرناها في ترجمتيهما ، وقد ذكرنا الحكاية بتمامها في ترجمة الحسين بن علي بن حماد الموصلي ، والد عمار المذكور فيما تقدم من هذا الكتاب.

وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.

أبو اسحاق الحنبلي :

قدم حلب علي أبي الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري الحلبي العابد ، وحكى عنه.

أبو اسحاق الأنطاكي :

روى عن أبي عبد الله الجوزجاني ، روى عنه أبو القاسم نصر بن منصور ، وعبد الله بن الحسين (٧ ـ ظ).

١٢

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أنبأنا الشريف أبو القاسم النسيب قال : حدثني أبو محمد الكتاني قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الوهاب الميداني قال : أخبرنا أبو العباس البردعي قال : حدثنا عبد الله بن الحسين عن أبي اسحاق الانطاكي قال : حدثني أبو عبد الله الجوزجاني ـ رفيق ابراهيم ـ قال : غزا ابراهيم بن أدهم في البحر ، فذكر الحكاية في موت ابراهيم ، وقد ذكرناها في ترجمته (١).

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي الحافظ قال : أنبأني أبو القاسم الظفري ، والآزجي ذاكر بن كامل ، ويحيى بن أسعد بن بوش عن أبي سعد بن الصيرفي عن أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ قال : أخبرنا المؤمل بن غدير التنوخي قال : حدثنا الحسن بن منصور الكندي قال : أخبرنا أبو القاسم نصر بن منصور الكندي قال : أخبرنا أبو القاسم نصر بن منصور قال : سمعت أبا اسحاق الأنطاكي يقول : لقي رجل رجلا فقال له : من أين جئت؟ قال من الطوس ، قال وأين تريد؟ قال : كوفة ، فهل لك من حاجة؟ قال : نعم تحمل الألف واللام من الطوس حتى تأتي بها كوفة.

أبو اسماعيل الطفرائي الكاتب :

واسمه الحسين بن محمد وقد قدمنا ذكره.

أبو الاسود الدؤلي :

واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان ، وهو أول من وضع علم النحو ، وقد قدمنا ذكره في حرف الظاء (٢) ، وذكرنا أنه شهد صفين مع (٨ ـ و) علي رضوان الله عليه.

نقلت من أخبار النحويين تأليف أبي بكر محمد بن عبد الملك التاريخي (٣) في ذكر أبي الأسود الدؤلي قال : وقد ولي أبو الأسود البصرة لابن عباس ، وشهد صفين

__________________

(١) لم يصلنا من كتاب البغية تراجم من اسمه ابراهيم ، كما أن مخطوطة ابن عساكر تبدأ بحرف الثاء من الكنى.

(٢) لم يصلنا حرف الظاء.

(٣) لم استطع الوقوف عليه.

١٣

مع علي عليه السلام ، وأصابه الفالج بالبصرة ، ومات بها ، وكان سعى بابن عباس رحمة الله عليه الى علي صلوات الله عليه حتى كان بينها في ذلك كلام.

ونقلت من خط روح بن محمد بن أحمد بن محمد بن اسحاق بن السني قال : وأخبرنا فيما كتبه لي الى والدي رحمه الله ، يعني جده أحمد بن السني قال : حدثنا أبو عثمان المازني أن أبا الأسود الدئلي تقدم الى زياد ، فرفع مجلسه ، فقال إن لي خصما ، فقال إنك لخصم ، اقعد فمن خصمك؟ قال : أم ولد لي ، أدع بها (١) ، فدعا بها فأجلسها ، قال أبو الأسود : حملته قبلها ووضعته قبلها ، قالت : حملته شهوة وحملته أنا كرها ، فقال : يا أبا الأسود ادفعه إليها فهي أحق به ، وتحول الى مجلسك وانصرفت المرأة ، وقام ابو الأسود ، ثم أقبل عليه فقال : يا أبا الأسود لو كان فيك فضل لاستعملناك قال : أللصراع يريدنا الأمير! قال : فأنشا أبو الأسود يقول :

زعم الأمير أبو المغيرة أنني

شيخ كبير قد دنوت من البلى

صدق الأمير أبو المغيرة ربما

نال المكارم من يدب على العصا

(٨ ـ ظ)

يا أبا المغيرة رب أمر فادح

فرجته باللب مني والدها (٢)

أبو أسيد بن ربيعة الانصاري :

شهد صفين مع علي رضي الله عنه ، وقيل إنه شهد في كتاب التحكيم بين علي ومعاوية (٩ ـ و).

أبو أسيد (٣) الفزاري الزاهد :

يقال بفتح الهمزة وضمها ، وكان من التابعين ، روى عنه عبد الله بن أبي زكريا ، وحكى عنه سعيد بن عبد العزيز ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وكان يقال إنه

__________________

(١) في الرواية بعض الاختصار أو السقط ، وقد اختلف أبو الاسود وزوجته حول حضانة ابن لهما.

(٢) لم ترد هذه الابيات في ديوان أبي الاسود المطبوع.

(٣) ضبطه ابن العديم «أبو أسيد» و «أبو أسيد» وكتب فوق اسم أسيد : معا

١٤

من الأبدال ، وغزا أرض الروم ، واجتاز بدابق في طريقه الى الغراة وقد ذكرنا في ترجمة عبد الله بن عبد الحليف أنه كان بأرض الروم مع عبد الله ويزيد بن الأسود (٩ ـ ظ).

أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله الدامغاني قال : أخبرنا أبي قال : أخبرنا أبو العز بن المختار بن المؤيد قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان قال : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : وحدثني يحيى بن عبد العزيز الجزري قال : حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد ـ فيما أظن ـ أن أبا أسيد شهد جنازة فمر بعتبة باب داره وإذا به قد أصلح فقال : ما نظرت الى هذا بنهار منذ ثمانية عشر سنة (١٠ ـ و).

أبو الأشعث الصنعاني :

اسمه شراحيل ، وقيل شرحبيل ، وقد تقدم ذكره في حرف الشين.

أبو الأعور السلمي :

اسمه عمرو بن سفيلن ، شهد صفين مع معاوية ، تقدم ذكره.

أبو الأعين الأنطاكي :

شاعر مجيد من أهل أنطاكية ، قرأت له أبياتا من الشعر بخط علي بن سنان الحلبي ، في مجموع من تعليقه :

لا وحلو الهوى ومر التجني

وبخط العذار في ورد خده

لأذيبن وجنتيه بلحظي

مثلما قد أذاب قلبي بصده

قال : وله :

الرجل المهذب ابن نفسه

أغناه فضل نفسه عن جنسه

كم بين من تكرمه لغيره

وبين من تكرمه لنفسه

قال : وله أيضا :

ربما يرجو الفتى نفع فتى

خوفه أولى به من أمله

رب من ترجو به دفع أذى

سوف يأتيك الأذى من قبله

١٥

أبو أمامة الباهلي :

صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه صدي بن عجلان ، شهد صفين مع علي رضي الله عنه ، تقدم ذكره.

أبو أمية السندي :

خصي عمر بن عبد العزيز ، رضي الله عنه ، واسمه عبد الرحمن ، تقدم ذكره (١٠ ـ ظ)

أبو أمية الخصي :

خادم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، غير الأول ، اسمه منصور ، قد تقدم ذكره.

أبو أمية الطرسوسي :

اسمه محمد بن إبراهيم ، تقدم ذكره.

أبو أيوب :

مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه ، شهد صفين مع علي رضي الله عنه وغيرها ، حكى عنه ، روى عنه علي بن مطرف.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي ـ إجازه إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال : أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال : كتب إليّ أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي : حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال : حدثنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا محمد بن موسى قال : حدثنا يونس بن أرقم قال : حدثنا محمد ابن المغيرة عن علي بن مطرف عن أبي أيوب مولى عثمان ، وكان انقطع مع علي وشهد معه المشاهد قال : جاء رجل إليه ، فقال : يا أمير المؤمنين أرأيت هذه الخطايا التي استوجب الناس بها من الله العقوبات أهي من الله أم من الناس؟ قال : خلقها من الله وعملها من الناس ، لا تسأل عنها أحدا غيري.

١٦

حرف الباء من الكنى

أبو البختري :

شهد وفاة عمر بن عبد العزيز ، رضي الله عنه بدير بن سمعان ، وحكى عنه ، روى عنه سفيان ، وليس بسعيد بن فيروز. (١١ ـ و)

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي قال : أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أبي جعفر محمد بن إبراهيم الدواتي قال : أخبرنا أبو منصور بن شكرويه قال حدثنا أبو الحسن علي ابن القاسم بن الحسن النجاد ـ املاء ـ قال : حدثنا يعقوب بن محمد بن صالح قال : حدثنا بكر بن أحمد بن سعدويه القطان العبدي قال : حدثنا نصر بن علي عن محمد بن يزيد عن سفيان عن أبي البختري قال : دخلنا على عمر بن عبد العزيز وهو يجود بنفسه ، فقلنا : يا أمير المؤمنين من توصي بأهلك؟ فقال : إذا نسبت الله فذكروني ، قال : فأعدنا ، فأعاد به ، ثم قال (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)(١) ، بنّي أحد رجلين : رجل أطاع الله فما كان الله ليضيعه ، ورجل عصى الله فما أبالي على أي جنب سقط.

قال الحافظ أبو القاسم : أظن أبا البخترى هذا مغراء العبدي ، والله أعلم.

أبو بدر الحلبي :

حدث عن عبد الله بن عبيد بن نمير روى عنه بكر بن خنيس.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : أخبرنا اسماعيل بن (١١ ـ ظ)

__________________

(١) سورة الاعراف ـ الآية : ١٩٦.

١٧

عبد الله بن مسعود قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثنا الهقل عن بكر بن خنيس عن أبي بدر الحلبي عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله ما الايمان؟ قال : السماحة ، قلت : فأي المسلمين أفضل؟ قال. من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وأعظم المسلمين في المسلمين من سأل عما لم يكن على المسلمين فحرم من أجل مسألته (١).

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن باز الموصلي ـ في كتابه ـ قال : أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال : أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال : أخبرنا أحمد بن عبدان قال : أخبرنا محمد بن سهل قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال : أبو بدر الحلبي ، روى عن عبد الله بن عبيد بن نمير ، روى عنه بكر بن خنيس (٢).

أبو بديل :

وعنبسة الوراق الأعرابي مولى أبي بديل.

أبو بردة بن عوف الأزدي :

شهد صفين مع علي رضي الله عنه ، وقد ذكرنا قوله يومئذ في ترجمة مخنف ابن سليم.

أبو بردة بن نيار :

شهد صفين مع علي رضي الله عنه.

__________________

(١) انظر كنز العمال : ٣ / ٨٤٠٣.

(٢) لا ترجمة له في المطبوع من التاريخ الكبير للبخاري.

١٨

ذكر من كنيته أبو البركات (١٢ ـ و)

أبو البركات بن خليفة بن العطار :

الحراني الأمين ، سكن حلب مدة طويلة ، ثم عاد الى حران وتوفي بها ، وكان أخوه قد مرض بحران ، فسمع بمرضه فسار من حلب الى حران عائدا له فبرأ أخوه يوم وصوله ، ومرض هو ومات.

وكان حدث بصحيح الامام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي ، وسمع سعد الخير بن محمد الأنصاري وأبا الفضل محمد بن ناصر السلامي ونظراءهم سمع منه شيخنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن تيمية خطيب حران ، وغيره ، أخبرني بذلك كله رفيقنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن شجانه الحراني.

أبو البركات بن عبد المحسن بن سعيد بن عمرو :

التنوخي المعري الأطروش ، شاعر مجيد من أهل معرة النعمان.

روى عنه شيئا من شعره القاضي أبو اليسر عبد الكريم بن عبد الغالب بن عبد الله المعري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحسين بن رواحة الأنصاري ـ اجازة ان لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن ابراهيم السّلفي ـ ونقلته أنا من خط السلفي ـ قال : أنشدني القاضي أبو اليسر عبد الكريم بن عبد الغالب بن عبد الله المعري بالاسكندرية قال : أنشدني أبو البركات بن عبد المحسن بن عمرو التنوخي لنفسه بالمعرة :

١٩

همّ الورى في العيد قطع ثيابهم

جددا وأكثر همنا الصابون (١٢ ـ ظ)

والبن والزيتون جل طعامنا

فيه وأين البن والزيتون

قرأت في بعض تعاليقي لأبي البركات بن عمرو الأطروش في نواب أبي مسلم :

مضى أبو مسلم حميدا

وجاره الله خير جار

وما علا موته علينا

براحة الناس من نزار

أبو البركات بن أبي جوزة المعري :

شاعر من شعراء معرة النعمان ، متوسط الشعر ، وهو من بني عمرو المعريين.

نقلت من خط أسامة بن مرشد بن منقد ، وأنبأنا به عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال : ومن شعراء الشام أبو البركات بن أبي جوزة ، وليس من المشهورين بجيد الشعر ، من شعره :

نثرت مقلتاي دمعا فريدا

حين بانوا عني فبت فريدا

يا أخلّائي ليس قلبي على البين

كما تعهدون قدما جليدا

شفّه وجده بكم فهو نضو (١)

مستهام لا يستطيع مزيدا

يا زمان اللوى سقتك الغوادي

والسواري ما كنت إلّا حميدا

يا مغاني الأحباب بدّلت منهم

سرب وحش دعج النواظر غيدا

أشبهوها سوالفا وعيونا

ونفارا وخالفوها خدودا (١٣ ـ و)

قال أسامة بن منقذ : ومن شعره :

ألمّ خيال من سليمي فسلما

وهيج لي داء من الوجد أقدما

وألهب في الأحشاء نار صبابة

أبى جمرها في الحب إلّا تضرما

على أنه لم يجر في القلب ذكرها

وان بعدت إلّا جرت أدمعي دما

وإني لذو وجد بها وصبابة

إليها وان لم تشف ما بى من الظما

__________________

(١) مجرد ، مهزول. القاموس.

٢٠