العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

هذا حديث صحيح متفق عليه ، أخرجه البخارى ومسلم عن قتيبة عن الليث. فوقع لنا بدلا لهما عاليا.

وأخرجه مسلم أيضا عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده عن عقيل بن خالد عن الزهرى عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر ، فوقع لنا عاليا جدا ؛ فباعتبار العدد إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كأنى سمعته من صاحب مسلم. ولله الحمد والشكر.

٧٢٣ ـ إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بالسائب بن عبيد بن عبد بن يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى الشافعى ، أبو إسحاق المكى ، ابن عم الإمام الشافعى :

روى عن أبيه ، وجده لأمه محمد بن على بن شافع ، والحارث بن عمير ، وحماد بن زيد ، وداود بن عبد الرحمن العطار ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن رجاء المكى ، وعمرو بن يحيى السعيدى ، وأبى عرارة المليكى ، ومحمد بن حنظلة المخزومى.

روى عنه : مسلم ، خارج الصحيح ، وابن ماجة والنسائى عن رجل عنه ، ووثقه النسائى ، وأبو بكر بن أبى عاصم ، وبقى بن مخلد ، ومطين ، ويعقوب بن سفيان الفسوى. ووقع لنا حديثه عنه فى الأول من مشيخته عاليا. قال حرب بن إسماعيل الكرمانى : سمعت أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه ، وقال أبو حاتم : صدوق. وقال النسائى ، والدارقطنى ثقة. مات سنة سبع ، ويقال : سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

أخبرنا ابن الذهبى ، قال : أنا يحيى بن سعد ، أنا ابن اللتى حضورا وإجازة ، قال : أنا أبو حفص الحربى ، قال : أنا أبو غالب العطار ، قال : أنا أبو على بن شاذان ، قال : أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوى ، قال : أنا يعقوب بن سفيان ، قال : ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الشافعى المطلبى ، قال : سمعت أبى يحدث عن أبيه عن عمرو بن محمد

__________________

ـ الخطاب ـ وهو يسير فى ركب ، يحلف بأبيه ـ فقال : ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفا فليحلف بالله ، أو ليصمت».

وأخرجه مسلم فى صحيحه برقم (٤٢١٣) من طريق : قتيبة بن سعيد : حدثنا ليث ، (ح) وحدثنا محمد بن رمح (واللفظ له) ، أخبرنا الليث ، عن نافع ، عن عبد الله ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه أدرك عمر بن الخطاب فى ركب ، وعمر يحلف بأبيه ، فناداهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا إن الله عزوجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت».

٧٢٣ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ١٢٩).

١٦١

عن أبيه عن جده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما ، فمن كانت له حاجة بورق فليصرفها بالذهب ، ومن كانت له حاجة بذهب فليصرفها بورق ، والصرف هاء وهاء» (١).

[...](٢)

٧٢٤ ـ إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أبى بكر السمربائى ، يلقب بالعز ابن التقى ، ويعرف بابن الوجيه المصرى :

سمع من أبى الحسن على بن الصواف ، مسموعه من النسائى وفوته ، على القاضى جمال الدين بن السقطى ، وسمع من الحافظ الدمياطى ، وزينب بنت الإسعردى. وحدث.

روى لنا عنه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة. سمع منه منتقى من مسموعاته عن سنن النسائى ، بقراءة شيخنا الحافظ أبى الحسن الهيثمى ، فى مستهل الحجة سنة ثمان وستين وسبعمائة بالحرم الشريف بمكة. وبها مات فى هذه السنة. وكان أمين الحكم بالحسينية ظاهر القاهرة.

٧٢٥ ـ إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن أبى المجد اللخمى المصرى ، الشيخ جمال الدين ، المعروف بالأميوطى الشافعى :

نزيل مكة. ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة.

وسمع بالقاهرة على أبى العباس الحجار ، صحيح البخارى فى قدمته الثانية إليها ، وهى سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ، وعلى أبى الحسن على بن عمر الوانى ، صحيح مسلم ، عن المرسى ، والبكرى ، والبلدانية للسلفى عن سبط السلفى عن جده ، وعلى النجم عبد الله بن على بن عمر الصنهاجى : صحيح مسلم ، عن أحمد بن عبد الدايم ، وجامع الترمذى ـ خلا من أبواب الدعوات إلى آخره ـ عن القطب القسطلانى ، والغيلانيات

__________________

(١) أخرجه ابن ماجة فى سننه حديث رقم (٢٣٢٢) من طريق : أبو إسحاق الشافعى إبراهيم بن محمد بن العباس ، حدثنى أبى ، عن أبيه العباس بن عثمان بن شافع ، عن عمر بن محمد بن على بن أبى طالب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدينار بالدينار ، والدرهم بالدرهم ، لا فضل بينهما ، فمن كانت له حاجة بورق ، فليصرفها بذهب ، ومن كانت له حاجة بذهب ، فليصرفها بالورق ، والصرف هاء وهاء».

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٧٢٥ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ٨٧).

١٦٢

عن ابن مناقب وجماعة ، عن ابن طبرزد ، وعليه وعلى التقى محمد بن عبد الحميد المهلبى : الشفا للقاضى عياض ، عن التاج القسطلانى ، والسيرة لابن إسحاق : عن الشريف أبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحسنى عن ابن بيان الأنبارى ، عن والده عن الحبال ، وعلى الصنهاجى ، وقاضى القضاة بدر الدين بن جماعة ، صحيح البخارى ، وعلى ابن جماعة بمفرده سنن ابن ماجة ، وجامع الأصول لابن الأثير ، عن ابن أبى الدم عنه ، والشاطبية عن ابن الأزرق عن المؤلف.

وعلى أبى المحاسن يوسف بن عمر الختنى : معجم المنذرى ، خلا الجزء الحادى عشر ، والرابع عشر ، والثامن عشر ، عنه كذلك ، وعلى أبى الحسن على بن إسماعيل بن قريش : سنن الشافعى رضى الله عنه رواية المزى ، وعلى أبى النون يونس بن إبراهيم الدبوسى : اختلاف الحديث للشافعى عن ابن الجميزى إجازة ، والجزء الأول من القناعة لابن أبى الدنيا ، وأحاديث أبى أحمد الفرضى ، وأنا شيد شجاع بن على ، عن ابن المقير ، ومشيخته تخريج ابن أيبك ، وبعض السيرة الهشامية عن ابن المقير عن ابن ناصر عن الحبال ، وعلى الضياء موسى بن على الزرزارى : كتاب الحلية لابن نعيم عن النجيب الحرانى ، وعلى الحافظ أبى الفتح بن سيد الناس اليعمرى السيرة ، تأليفه ، وتسمى عيون الأثر ، وعلى الملك أسد الدين عبد القادر بن الملوك : السيرة لابن إسحاق ، وعلى جماعة سواهم بمصر ، وبدمشق سنة أربعين على الحافظ أبى الحجاج المزى ، الجزء الثانى عشر من كتاب الصيام للحسين بن الحسن المروزى ، دون ما فى آخره من حديث ابن المنذر عن ابن البخارى ، وعلى الحافظ أبى عبد الله الذهبى جزءا من تخريجه فيه عوالى مالك ، وآخره تفسير قوله تعالى : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ) [النساء : ١٤٨] ، وأجاز له أبو بكر ابن أحمد بن عبد الدايم ، وعيسى بن عبد الرحمن المطعم ، ويحيى بن سعيد ، والقاسم بن عساكر ، وأبو نصر بن الشيرازى. وآخرون من دمشق. وطلب العلم ، فأشتعل بالفقه والعربية والأصلين ، وبرع فى ذلك كثيرا.

وذكر لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، أنه أخذ الفقه عن الشيخ مجد الدين الزنكلونى ، شارح التنبيه ، والشيخ تاج الدين التبريزى ، ثم عن الشيخ كمال الدين النشائى ، وقرأ عليه كتابه جامع المختصرات وحفظه ، وعن الشيخ جمال الدين الإسنائى ولازمه كثيرا ، وقرأ عليه كثيرا من تصانيفه ، وأخذ أصول الدين عن الشيخ شهاب الدين ابن الميلق ، وصحبه وانتفع به ، وناب فى الحكم بالحسينية ظاهر القاهرة ، عن قاضى القضاة أبى البقاء السبكى ، ثم انتقل إلى مكة ، سنة سبعين وسبعمائة ، واستوطنها حتى مات. انتهى.

١٦٣

وكان ولى بمكة تدريس الحديث للأشرف صاحب مصر ، وتصدير البشير الجمدار ، ودرس أيضا كثيرا احتسابا ، وانتفع به الناس فى ذلك بالحرمين ، وأفتى وحدث فيهما بالكثير من مروياته ، وسمع منه مشايخنا الحفاظ : أبو الفضل العراقى ، وابنه أبو زرعة ، وخرج له مشيخة ، وأبو الحسن الهيثمى ، وشيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، ووالدى وغيرهم من أصحابنا وغيرهم ، وحضرت مجلس تحديثه بالحرم.

ووجدت بخط شيخنا ابن سكر ، سماعى عليه لشىء من آخر سنن النسائى ، رواية ابن السنى مع النشاورى وغيره ، بقراءة الشريف البنزرتى المقدم ذكره. وأجاز لى غير مرة ، منها لما عرضت عليه بعض محفوظاتى بمكة والمدينة ، وكان يتردد إليها ، وتزوج من أهلها.

وتوفى رحمه‌الله ، يوم الثلاثاء الثانى من شهر رجب سنة تسعين وسبعمائة ، ودفن بعد العصر بالمعلاة ، بقرب الفضيل بن عياض رضى الله عنه.

٧٢٦ ـ إبراهيم بن محمد بن على ، أبو النصر الفارسى الإسترابادى :

قدم إلى مكة فى سنة ست وستين وأربعمائة ، وصنع فيها ـ بمكة ـ وبظاهرها مآثر حسنة ، منها : أنه عمر المسجد الذى أحرمت منه عائشة رضى الله عنها بالتنعيم لما حجت ، وهو المسجد المعروف بمسجد الهليلجة ، بشجرة كانت فيه سقطت من سنين قريبة ، واسمه مكتوب بذلك فى حجر جدار المسجد الشامى. ونص المكتوب فى الحجر بعد البسملة : أمر بعمارة مسجد عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها ، بأمر منه ، الرئيس الأجل السيد فخر الرؤساء مغيث الحرمين ، أبو النصر إبراهيم بن محمد بن على ، عنه وعن أخيه الرئيس الأجل السيد ذى المحاسن أبى مسعود على بن محمد بن على ، تقبل الله عملهما وبلغهما فى الدارين أملهما وشكر سعيهما ، ولا قطع من الحرمين أثرهما ، وذلك فى رجب سنة ست وستين وأربعمائة. انتهى باختصار.

ومنها على ما ذكر صاحب المرآة نقلا عن محمد بن هلال الصابى : أن أبا النصر ورد إلى مكة سنة ست وستين وأربعمائة ، وصادف فى المسجد الحرام مواضع قد تهدمت ، فأطلق ثلاثين ألف دينار ، أنفق بعضها فيها. وأخذ الباقى الأمير محمد بن أبى هاشم ، وأجرى الماء من عرفات إلى مكة فى قنى كانت عملتها زبيدة ، ووجد البيت عريانا منذ سنين ، فكساه ثيابا بيضا من عمل الهند كانت معه كذلك. وفضض الميزاب ، وقال : لو

__________________

٧٢٦ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ٨٨).

١٦٤

أنى علمت إذا علمته ذهبا سلم لعملته ، وتصدق فى الحرمين بمال جزيل ، وأعطى فقراء مكة والمدين جراية لمدة سنة ، وقيل كان ذلك من سلطان شاه ، نذر لله أن يفعل ذلك فى مقابلة سلامة نظره بعد الكحل وإفلاته من الحبس ، وسلامة إخوته من الكحل. انتهى.

٧٢٧ ـ إبراهيم بن مسعود بن إبراهيم بن سعيد الإربلى القاهرى ، الشيخ برهان الدين ، المعروف بالمسرورى المقرى :

نزيل مكة ، وشيخ القراء بها ، ويعرف أيضا بابن الجابى.

ولد فى ذى القعدة سنة اثنتين وستين وستمائة بالقاهرة ، بخان مسرور منها ، ولذلك قيل له المسرورى.

وسمع من النجيب الحرانى : الجزء الأول والثانى من مشيخته تخريج الشريف عز الدين الحسينى ، فى سنة تسع وستين وستمائة.

وسمع فى سنة خمس وسبعين ، على القاضى عماد الدين على بن صالح ، المعروف بابن أبى عمامة المصرى : مسند الشافعى ، وحدث به عنه ، وحدث عن القاضى شمس الدين محمد بن العماد إبراهيم بن عبد الواحد المقدسى ، وأخذ القراءات عن جماعة منهم : الشطنوفى ، والتقى الصائغ وغيرهم ، وأتقنها قراءة عليه العلامة فخر الدين المصرى ، وجدى القاضى أبو الفضل النويرى ـ وسمع عليه المسند ـ وغيرهما من أعيان الحرمين وغيرهما. ذكره الذهبى ـ فيما وجدت بخطه ـ فى القراء على التقى الصائغ وقال : شيخ القراء بمكة.

وذكر ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور» : أنه تصدر للإقراء بالحرم الشريف النبوى ، وانتفع الناس به بعد إقامة طويلة بمكة ، وأن القاضى شرف الدين الأميوطى استنابه فى الإمامة والخطابة مدة غيبته فى القاهرة سنة اثنتين وأربعين ، قال : وكان قد كفّ فى آخر عمره فصبر واحتسب. انتهى.

توفى فى الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وسبعمائة بالمدينة النبوية ، ودفن بالبقيع.

كتبت وفاته ومولده وشيوخه فى القراءات ، وقراءة الفخر المصرى عليه ، من ذيل

__________________

٧٢٧ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ٨٩).

١٦٥

على طبقات القراء للحفاظ الذهبى ، من إملاء العفيف المطرى ، فى غالب ظنى.

٧٢٨ ـ إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب الحسينى أخو على بن موسى الرضا:

ذكره أبو الحسن العتيقى فى أمراء الموسم.

وذكر أنه حج بالناس فى سنة اثنتين ومائتين ، وهو أمير مكة للمأمون ، وأخوه على ابن موسى الرضا ، ولى عهد المأمون. انتهى.

ولا معارضة بين ما ذكره العتيقى من أن إبراهيم كان على مكة فى سنة اثنتين ومائتين ، وبين ما ذكر الأزرقى من أن ابن حنظلة كان على مكة فى سنة اثنتين ومائتين ، خليفة لحمدون بن على بن عيسى بن ماهان ، لإمكان أن يكون حمدون كان على مكة فى أول سنة اثنتين ومائتين ، وإبراهيم كان على مكة فى آخر هذه السنة. والله أعلم.

وابن حنظلة المشار إليه ، هو يزيد بن محمد بن حنظلة المخزومى ، أمير كان على مكة للجلودى ، ولحمدون السابق.

وذكر ابن حزم : أن إبراهيم بن موسى بن جعفر المشار إليه ، دخل مكة عنوة ، وقتل ابن حنظلة المذكور. انتهى بالمعنى.

وذكر ابن الأثير شيئا من خبره ؛ لأنه قال فى أخبار سنة مائتين : وفى هذه السنة ظهر إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد ، وكان بمكة ، فلما بلغه خبر أبى السرايا ، وما كان منه ، سار إلى اليمن ، وبها إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس عاملا للمأمون. فلما بلغه قرب إبراهيم من صنعاء ، سار منها نحو مكة ، وأتى المشاش (١) فعسكر بها ، واجتمع إليه جماعة أهل مكة هربوا من العلويين ، واستولى إبراهيم على اليمن ـ وكان يسمى الجزار لكثرة من قتل باليمن ـ وسبى وأخذ الأموال. انتهى.

وقال فى أخبار هذه السنة : «ذكر ما فعله إبراهيم بن موسى» : وفى هذه السنة وجّه

__________________

٧٢٨ ـ (١) المشاش : بالضم ، قال عرام : ويتصل بجبال عرفات جبال الطائف وفيها مياه كثيرة أوشال وعظائم قنى ، منها المشاش وهو الذى يجرى بعرفات ويتصل إلى مكة. انظر : معجم البلدان (المشاش).

١٦٦

إبراهيم بن موسى بن جعفر من اليمن رجلا من ولد عقيل بن أبى طالب فى خيل ليحج بالناس ، فسار العقيلى حتى أتى بستان ابن عامر ، فبلغه أن أبا إسحاق المعتصم ، قد حج فى جماعة من القواد ، فيهم حمدويه بن على بن عيسى بن ماهان ، وقد استعمله الحسن ابن سهل على اليمن ، فعلم العقيلى أنه لا يقوى بهم. فأقام ببستان ابن عامر ، فاجتازت به قافلة من الحاج ، ومعهم كسوة الكعبة وطيبها ، فأخذوا أموال التجار وكسوة الكعبة وطيبها ، وقدم الحاج مكة عراة منهوبين ، واستشار المعتصم أصحابه ، فقال الجلودى : أنا أكفيك ذلك ، فانتخب مائة رجل. وسار إلى العقيلى ، فصبحهم فقاتلهم فانهزموا وأسر أكثرهم ، وأخذ كسوة الكعبة وأموال التجار ، إلا ما كان مع من هرب قبل ذلك فرده ، وأخذ الأسارى ، فضرب كل واحد منهم عشرة أسواط ، وأطلقوا. فرجعوا إلى اليمن يستطعمون الناس ، فهلك أكثرهم فى الطريق. انتهى.

٧٢٩ ـ إبراهيم بن موسى المكى :

يروى عن يحيى بن سعيد الأنصارى.

روى عنه هشام بن عمار.

ذكره ابن حبان هكذا ، فى الطبقة الثالثة من الثقات.

٧٣٠ ـ إبراهيم بن ميسرة الطائفى :

نزيل مكة ، من الموالى.

روى عن أنس بن مالك ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن المسيب ، وطاوس ، وعطاء بن أبى رباح ، وعمرو بن شعيب ، ومجاهد ، ووهب بن عبد الله بن قارب الثقفى. وله صحبة ، وعن عمته ، عن امرأة لها صحبة.

روى عنه أيوب السختيانى ، وابن جريج ، وشعبة والسفيانان ، وعثمان بن الأسود ، ومعمر بن راشد ، وجماعة.

روى له الجماعة.

__________________

٧٣٠ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات خليفة ٢٨٢ ، تاريخ البخارى ١ / ٣٢٨ ، التاريخ الصغير ٢ / ٧ ـ ٢٩ ، ثقات ابن حبان ٣ / ١٤ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٣٣ ـ ١٣٤ ، تهذيب الكمال ٦٧ ، تهذيب التهذيب ١ / ١٧٢ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٢ ، شذرات الذهب ٢ / ١٤٦ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ١٢٣).

١٦٧

قال الحميدى عن سفيان بن عيينة : أخبرنى إبراهيم بن ميسرة : من لم تر عيناك والله مثله.

وقال حامد بن يحيى بن سفيان : كان من أوثق الناس وأصدقهم ، كان يحدث على اللفظ.

ووثقه أحمد وابن معين ، والعجلى والنسائى. ومات فى خلافة مروان بن محمد ، على ما قال ابن سعد.

وقال البخارى : مات قريبا من سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وجزم الذهبى فى العبر بوفاته سنة اثنتين وثلاثين ومائة بمكة.

وقال البخارى عن على بن المدينى : له نحو ستين حديثا أو أكثر.

٧٣١ ـ إبراهيم بن نافع المخزومى ، أبو إسحاق المكى :

سمع عطاء بن أبى رباح ، وعمرو بن دينار ، وعبد الله بن أبى نجيح وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبى حسين ، والحسن بن مسلم بن يناق ، وكثير بن كثير بن المطلب وغيرهم.

روى عنه : السفيانان ، وابن المبارك ، وابن مهدى ، وبشر بن السرى ، وخلاد بن يحيى ، وزيد بن الحباب ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن أبى كثير ، وأبو نعيم ، والفضل بن دكين ، وأبو عامر العقدى وغيرهم.

روى له الجماعة.

قال على بن المدينى عن ابن عيينة : كان حافظا. وقال عبد الرحمن بن مهدى : كان أوثق شيخ بمكة ، ووثقه أحمد ، ويحيى.

٧٣٢ ـ إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومى :

أمير مكة والمدينة والطائف.

ذكر ابن جرير الطبرى : أن هشام بن عبد الملك ، ولّى خاله إبراهيم بن هشام هذا ،

__________________

٧٣١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات خليفة ٢٨٤ ، التاريخ الكبير ١ / ٣٣٢ ، ٣٣٣ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٤٠ ، ١٤١ ، تهذيب الكمال ١٦٤ ، تذهيب التهذيب ١ / ٤٢ ـ ٤٣ ، الوافى بالوفيات ٦ / ١٥٢ ، تهذيب التهذيب ١ / ١٧٤ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢٣ ، وسير أعلام النبلاء ٧ / ٢٢).

١٦٨

مكة والمدينة والطائف ، بعد أن عزل عن ذلك عبد الواحد النصرى ، وأنه قدم المدينة يوم الجمعة لسبع عشرة مضت من جمادى الآخرة من سنة ست ومائة.

وفى هذه السنة : ولى ذلك وحج بالناس ، وهو على ولايته لذلك فى سنة سبع ومائة ، وفى سنة ثمان ومائة ، وفى سنة تسع ومائة ، وفى سنة عشر ومائة ، وفى سنة إحدى عشرة ومائة ، وهو على ولايته فى هذه السنين كلها.

وذكر ابن جرير : أنه عزل عن ذلك فى سنة أربع عشرة ومائة ، وأنه حج بالناس فى سنة خمس ومائة ، فأرسل إلى عطاء بن أبى رباح ، يقول له : متى أخطب بمكة؟. فقال : بعد الظهر قبل التروية بيوم. فخطب قبل الظهر وقال : أمرنى رسولى بهذا عن عطاء. فقال عطاء : ما أمرته إلا بعد الظهر ، فاستحيى إبراهيم يومئذ ، وعدوه منه جهلا.

وذكر ابن جرير : أنه فى سنة تسع ومائة ، خطب بمنى الغد من يوم النحر بعد الظهر ، فقال : سلونى فأنا ابن الوحيد ، لا تسألون أحدا أعلم منى. فقام إليه رجل من أهل العراق ، فسأله عن الأضحية أواجبة هى (أم مستحبة)؟ فما درى ما يقول ، فنزل.

وذكر ابن الأثير ما يوافق ما ذكره ابن جرير ، فى ولاية إبراهيم بن هشام وحجه بالناس ، وهو على ولايته فى السنين المذكورة ، وأنه حج بالناس فى سنة اثنتى عشرة على قول ، وفى سنة ثلاث عشرة على قول.

وذكر ما يقتضى أنه كان فى هاتين السنتين على ولايته. وذكر فى خطبته بمكة ومنى ما يوافق ما ذكره ابن جرير.

وقال العتيقى : وحج بالناس سنة خمس ومائة ، إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومى ، ثم قال : وأقام الحج للناس سنة سبع ومائة ، وثمان ومائة ، وتسع ومائة ، وعشر ومائة ، وإحدى عشرة ومائة ، وثنتى عشرة ومائة ، ست حجج ولاء ، إبراهيم بن هشام ابن إسماعيل ، وذكر ما يقتضى أن غيره حج بالناس فى سنة ثلاث عشرة ومائة.

وذكر الفاكهى ولايته لمكة وشيئا من خبره ؛ لأنه قال بعد ذكره لولاية أخيه محمد بن هشام : وكان من ولاة مكة أيضا ، أخوه إبراهيم بن هشام.

حدثنا محمد بن أبى عمر قال : ثنا سفيان عن ابن أبى حسين ، قال : لقينى طاوس ، فقال : ألا ينتهى هذا ـ يعنى إبراهيم بن هشام ـ عما يفعل؟ ، إن أول من جهر بالسلام أو بالتكبير عمر رضى الله عنه ، فأنكرت الأنصار ذلك ، فقال : أردت أن يكون إذنا.

١٦٩

وهو إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة.

حدثنا حسن بن حسين الأزدى أبو سعيد ، قال : ثنا محمد بن سهل ، قال : ثنا ابن الكلبى ، قال : قال عثمان بن أبى بكر بن عبيد الله بن حميد من بنى أسد بن عبد العزى لإبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام المخزومى عامل هشام على مكة ، وفاخره ، أو قضى عليه ، فى شىء ، فقال المخزومى : أنا ابن الوحيد ، فقال له عثمان : والله ما أنا بنافخ كير ، ولا ضارب علاة ، ولو نقبت قدماى لا نتثرت منهما بطحاء مكة ، فقال له إبراهيم بن هشام : قم ، فإنكم والله كنتم وحوشا فى الجاهلية ، وما استأنستم فى الإسلام. انتهى.

وقد تقدم فى ترجمة أخيه محمد بن هشام : أن الوليد بن يزيد بن عبد الملك الأموى ضربهما ضربا كثيرا ، وبعث بهما إلى يوسف بن عمر الثقفى بالكوفة ، فصادرهما وعذبهما عذابا شديدا ، مع خالد بن عبد الله القسرى ، حتى ماتوا جميعا فى يوم واحد ، فى المحرم سنة ست وعشرين ومائة.

٧٣٣ ـ إبراهيم بن ولخشى المصرى ، يكنى أبا إسحاق :

وجدت فى حجر قبره بالمعلاة : هذا قبر الأمير الأجل الأوحد ، الأمير ناصر الدين ، عمدة المسلمين ، شرف الخلافة ، عمدة الإمامة ، مقدم الأمراء ، عضد الملوك والسلاطين.

ثم عرفه بما ذكرنا. وفيه توفى بالحرم الشريف يوم الجمعة لتسع بقين من صفر من سنة ست وأربعين وخمسمائة.

٧٣٤ ـ إبراهيم بن يحيى بن محمد بن حمود بن أبى بكر بن مكى الصنهاجى ، برهان الدين ، أبو إسحاق :

نزيل مكة. هكذا نقلت نسبه من خطه ، وهو مخالف لما ذكره ابن طغريل ، فإنه نسبه فى بعض مسموعاته : إبراهيم بن محمد بن مكة بن أبى بكر بن حمود الصنهاجى المقرى.

هكذا وجدت بخطه فى سماع المذكور ، بقراءة ابن طغريل لبعض سنن النسائى. وذلك من أولها إلى أول وقت العشاء ، ومن باب : ما يفعل من صلى خمسا ، إلى باب النهى عن سبّ الأموات ، ومن زيارة القبور إلى كتاب المناسك.

وذلك على الزين أيوب بن نعمة الكحال ، والمجد محمد بن عمر بن محمد الأصفهانى حفيد العماد الكاتب ، خلا من أولها إلى أول وقت العشاء ، فلم يسمعه على حفيد العماد.

١٧٠

وسمع على أحمد بن هبة الله بن المقداد القيسى ، مسموعه على حفيد العماد ، وسمع مسموعه على الكحال ، خلا من أول السنن إلى باب الوضوء ، على أم محمد آمنة بنت الشيخ تقى الدين إبراهيم بن على الواسطى ، وذلك فى سنة ست وعشرين بدمشق.

ووجدت بخط شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، أنه سمع على أبى العباس الحجار ، صحيح البخارى بدمشق ، فى سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة وغيرها ، وذكر لى أنه سمعه على عيسى بن عبد الله الحجى بمكة ، وسمع على أبى عبد الله محمد بن جابر الوادى آشى : الموطأ ، والتيسير للدانى ، والاكتفا للكلاعى ، عن ابن الغماز عنه. وحدث.

سمع منه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، صحيح البخارى ، وسألته عنه ، فقال : كان رجلا صالحا خيرا ، أقام بمكة مدة طويلة ، وولد له بها أولاد.

وكان يسكن بدار العجلة ، وبها مات عن نحو تسعين سنة. انتهى. وتوفى ليلة التاسع من ذى الحجة سنة تسع وسبعين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة.

نقلت وفاته من خط شيخنا ابن سكر ، وقد أجاز لى مروياته فى استدعاء مؤرخ بالعشر الآخر من ذى القعدة سنة تسع وسبعين ، كتب عنه فيه شيخنا ابن سكر ، والاستدعاء أيضا بخطه.

أخبرنى أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى بن محمد الصنهاجى المكى ، وجماعة إذنا.

وقرأت على أبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق بالحرم الشريف ، قالوا : أنا أبو العباس أحمد بن أبى طالب الحجار.

وأخبرنى أبو الحسن على بن محمد بن أبى المجد الخطيب ، وأبو هريرة بن الحافظ الذهبى ، بقراءتى عليهما منفردين فى الرحلة الأولى بدمشق ، قالا : أخبرتنا وزيرة بنت عمر التنوخية ، قال شيخنا أبو هريرة وأنا حاضر ، زاد فقال : وأنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الدايم قراءة عليه ، وأنا حاضر فى الثالثة ، وعيسى بن عبد الرحمن به معالى المطعم فى الخامسة ، وأبو العباس الحجار ، قالوا : أنا الحسين بن المبارك بن الزبيدى ، قال : أنا أبو الوقت السجزى ، قال : أنا أبو الحسن الداوودى ، قال : أنا أبو محمد الحموى ، قال : أنا أبو عبد الله الفربرى ، قال : أنا أبو عبد الله البخارى :

[...](١)

__________________

٧٣٤ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٧١

٧٣٥ ـ إبراهيم بن يحيى بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس العباسى :

أمير مكة. وليها مع الطائف ، كما ذكر ابن جرير ، عام مات أبو جعفر المنصور بوصية منه ، ولا أدرى متى عزل عن ذلك ، إلا أن ابن جرير ، ذكر أن جعفر بن سليمان كان واليا على مكة والطائف ، فى سنة إحدى وستين ، وذلك يحتمل أن يكون عزل فيها أو فيما قبلها.

وذكر ابن جرير : أنه ولى المدينة فى سنة ست وستين ، وأنه حج بالناس ، وهو على المدينة فى سنة سبع وستين ، ثم توفى بالمدينة بعد قدومه إليها بأيام.

٧٣٦ ـ إبراهيم بن يزيد الأموى ، مولاهم ، أبو إسماعيل المكى الخوزى ـ بخاء معجمة وزاى ـ ولم يكن خوزيا ، وإنما سكن شعب الخوز بمكة ، فنسب إليه :

روى عن داود بن سابور ، وسعيد بن ميناء ، وطاوس بن كيسان وعطاء بن أبى رباح ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن شعيب ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، والزهرى ، وأبى الزبير المكى.

روى عنه سفيان الثورى ، وهو من أقرانه ، وعبد الرزاق بن همام ، ومروان بن معاوية الفزارى ، ومؤمل بن إسماعيل ، وغيرهم.

روى له الترمذى ، وابن ماجة. قال أحمد والنسائى : متروك الحديث.

وقال أبو أحمد بن عدى : وهو فى عداد من يكتب حديثه ، وإن كان قد نسب إلى الضعف.

قال الهيثم بن عدى : مات سنة خمسين ومائة.

قال ابن سعد : مات سنة إحدى وخمسين ومائة ، فكان يسكن شعب الخوز بمكة.

انتهى.

وذكر صاحب الكمال : أنه إبراهيم بن يزيد بن مردانبة المخزومى ، وهذا وهم ؛ لأنهما وإن وافق كل منهما الآخر فى اسمه ، واسم أبيه ، فبينهما فرق من وجوه ، منها : ابن مردانبة كوفى مولى لعمرو بن حريث ، يروى عن إسماعيل بن خالد ، ورقبة بن مسقلة. وعنه : أبو كريب ، وأبو سعيد الأشج ، وجماعة. ولم يرو له إلا النسائى فقط.

__________________

٧٣٥ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ١٤٨).

٧٣٦ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ١٤٧).

١٧٢

وقد جعلهما ترجمتين المزى فى التهذيب ، والحافظ الذهبى فى الكاشف ، ومختصر التهذيب ، وذكر أن الخوزى مولى لعمر بن عبد العزيز. وهذا كله يدل على افتراقهما.

٧٣٧ ـ إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدى ، أبو إسحاق الجوزجانى :

روى عن أحمد بن يونس ، وأحمد بن حنبل. وله عنه جزءان ، وجعفر بن عون وحجاج الأعور ، والحسن الأشيب ، وسعيد بن منصور ، وسليمان بن حرب ، وأبى عاصم النبيل ، وعبد الله بن بكر السهمى ، وجماعة.

روى عنه أبو داود ، والترمذى ، والنسائى ، ودحيم ، وابن جوصا ، وأبو زرعة الدمشقى ، وأبو زرعة الرازى ، وآخرون.

قال أبو بكر الخلال : إبراهيم بن يعقوب ، جليل جدا ، كان أحمد بن حنبل يكاتبه يكرمه إكراما تاما شديدا. وقال النسائى : ثقة. قال الدارقطنى : أقام بمكة مدة وبالبصرة مدة وبالرملة مدة. وكان من الحفاظ المصنفين والمخرجين الثقات. وذكره ابن حبان فى الثقات. وقال : كان حرورى المذهب ، ولم يكن بداعية إليه. وكان صلبا فى السنة ، حافظا للحديث ، إلا أنه من صلابته يتعدى طوره.

وقال ابن عدى : كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق ، فى التحامل على علىّ رضى الله عنه. انتهى.

وتوفى بدمشق سنة ست وخمسين ومائتين. قاله ابن يونس. وقيل : توفى يوم الجمعة مستهل القعدة سنة تسع وخمسين ومائتين. قاله أبو الدحداح.

٧٣٨ ـ إبراهيم بن يعقوب بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم الطبرى ، المكى ، أبو إسحاق ، يلقب بالبرهان :

سمع من ابن المقير سنن أبى داود ، والجزء الأول والثانى من عوالى طراد الزينبى عن شهدة عنه. وعلى شعيب بن يحيى الزعفرانى الأربعين البلدانية للسلفى ، وعلى ابن أبى حرمى ، صحيح البخارى ، وعلى أبى الحسن بن الحميزى الثقفيات وغير ذلك. وحدث.

سمع منه النجم بن عبد الحميد وغيره.

ولم أدر متى مات ، غير أنى رأيت رسم شهادته بخطه فى مكتوب يتضمن إذنا من قاضى مكة جمال الدين بن المحب الطبرى ، فى عمارة وقف بتاريخ يوم الجمعة لثمان بقين من

__________________

٧٣٧ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب ٣ / ٢٦٣).

١٧٣

ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وستمائة ، فيستفاد من هذا حياته فى هذا التاريخ.

وكان له أخ اسمه أحمد ، يلقب تقى الدين ، سمع معه كثيرا من مسموعاته ، ولم أدر من حاله سوى هذا.

وقد ترجمه المحب الطبرى فى بعض سماعاته على ما وجدت بخطه : بالفقيه.

٧٣٩ ـ أبزى. والد عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى :

ذكره محمد بن إسماعيل فى كتاب الوجدان ، ولا تصح له صحبة ولا رؤية ، ولابنه عبد الرحمن صحبة ورؤية.

ذكره هكذا ابن الأثير. ثم قال بعد أن ذكر حديثا اختلف فى كونه من روايته عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم أو من رواية ابنه عبد الرحمن عنه عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من رواية ابن مندة ، وأبى نعيم : ولا تصح لأبزى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواية ولا رؤية ، هذا كلام أبى نعيم.

ولقد أحسن فيما قال ، وأصاب الصواب رحمه‌الله. وأما أبو عمر فلم يذكر أبزى ، وإنما ذكر عبد الرحمن ؛ لأنه لم تصح عنده صحبة أبزى. والله أعلم. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم وأبو عمر انتهى.

٧٤٠ ـ أحيحة بن أمية بن خلف الجمحى :

أخو صفوان بن أمية ، مذكور فى المؤلفة قلوبهم.

ذكره هكذا ، ابن عبد البر ، وذكره ابن الأثير. وقال بعد أن ذكر كلام ابن عبد البر : وقال أبو موسى فيما استدركه على ابن مندة : قال عبدان : لم تبلغنا له رواية ، إلا أنه ذكر اسمه. وقال ـ يعنى عبدان ـ : ثنا أحمد بن سيار ، قال : ثنا يحيى بن سليمان الجعفى أبو سعيد ، قال : ثنا عبد الله بن الأجلح عن أبيه بن بشير بن تيم وغيره : وقالوا فى تسمية المؤلفة قلوبهم : منهم أحيحة بن أمية بن خلف. انتهى.

* * *

من اسمه إدريس

٧٤١ ـ إدريس بن إسحاق بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم الطبرى ، شمس الدين أبو المعالى ، بن القاضى فخر الدين المكى :

يروى عن ابن البنا ، ولم أدر متى مات ، إلا أنه كان حيا فى سنة خمس وأربعين وستمائة.

__________________

٧٤٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٠ ، الإصابة ترجمة ٥٤ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣).

١٧٤

ذكره المحب الطبرى فى «التعريف بمشيخة الحرم الشريف» الذى خرّجه للملك المظفر صاحب اليمن ، رحمهما‌الله تعالى.

٧٤٢ ـ إدريس بن غانم بن مفرج العبدرى الشيبى ، أبو غانم المكى :

شيخ الحجبة فاتح الكعبة ، كان واليا لذلك فى سنة سبع وخمسين وستمائة ، كما ذكر سنجر الدوادارى فى طبقة سماعه على العفيف منصور بن منصور ، لأربعينه التى خرجها له ابن مسدى.

٧٤٣ ـ إدريس بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسنى أمير مكة :

ولى إمراتها نحو سبع عشرة سنة ، شريكا لابن أخيه أبى نمى فى أكثر هذه المدة ، وانفرد بها فيها وقتا يسيرا ، كما سيأتى بيانه ، وجرى بينهما فى ذلك أمور سبق ذكرها فى ترجمة أبى نمى. ونشير إليها هنا. فمن ذلك : أن أبا نمى أخذ مكة فى سنة أربع وخمسين وستمائة ، لما راح إدريس إلى أخيه راجح بن قتادة ، ثم جاء هو وراجح إلى مكة ، وأصلح راجح بين أبى نمى وإدريس.

ومن ذلك : أن فى سنة سبع وستين وستمائة ، وقع بين أبى نمى وعمه إدريس خلف ، فأخرج أبو نمى إدريس من مكة. فجمع إدريس وحشد وقصد مكة ، ثم اصطلحا.

ومن ذلك : أن فى سنة تسع وستين وستمائة ، وقع بين إدريس وأبى نمى خلف ، استظهر فيه إدريس على أبى نمى ، وتوجه أبو نمى إلى ينبع ، واستنجد بصاحبها ، وجمع وحشد وقصد مكة ، والتقيا وتحاربا ، وظفر أبو نمى بإدريس ، فألقاه عن جواده ونزل إليه وحزّ رأسه.

ووجدت بخط الميورقى ، ما يقتضى أن قتل أبى نمى لإدريس فى آخر ربيع الآخر أو فى جمادى الأولى سنة تسع وستين وستمائة ؛ لأنه ذكر أن فى ربيع الأول سنة تسع وستين ، قتل ولد لأبى نمى ، وطرد أبوه ، وبعد قتله بأربعين يوما ، قتل أبو نمى عمه إدريس. انتهى.

ووجه الدلالة من هذا ، أن ولد أبى نمى ، إن كان قتل فى العشر الآخر من ربيع الأول ، كان قتل إدريس فى جمادى الأولى ، وإن كان فى العشر الأول منه ، كان قتله فى ربيع الآخر ، وهذا هو الظاهر. والله أعلم.

وذكر ابن محفوظ ، أن الحرب الذى قتل فيه إدريس ، كان بخليص (١) بعد أن استبد

__________________

٧٤٢ ـ انظر ترجمته فى : (المنهل الصافى ٢ / ٢٨٦).

٧٤٣ ـ انظر ترجمته فى : (المنهل الصافى ٢ / ٢٨٧).

(١) خليص : حصن بين مكة والمدينة. انظر : معجم البلدان (خليص).

١٧٥

دون أبى نمى بإمرة مكة أربعين يوما. وذكر أن أول ولايتهما بمكة ، أنهما أخذا مكة من غانم بن راجح ، بقتال لم يقتل بينهم فيه إلا ثلاثة أنفس. وذلك فى سنة اثنتين وخمسين وستمائة. وأقاما بها إلى الخامس والعشرين من ذى القعدة من هذه السنة ، ثم أخرجهما منها ابن برطاس بعد قتال جرى بينهم ، ثم أخذها إدريس ، وأبو نمى من ابن برطاس بعد قتال جرى بينهم فى سنة ثلاث وخمسين ، ولم يبين ابن محفوظ الشهر الذى أخرج إدريس وأبو نمى ، ابن برطاس فيه من مكة ، وهو فى المحرم من سنة ثلاث وخمسين ، على ما ذكره الميورقى ، وذكر أن فى هذا الحرب ، سفكت الدماء بالحجر من المسجد الحرام.

ووجدت بخط الميورقى ما يقتضى أن إدريس وأبا نمى ، وليا مكة مشتركين ، نحو أربع عشرة سنة ، مع المودة والمصاهرة ؛ لأنه قال فى أخبار سنة تسع وستين وستمائة : قتل أبو نمى عمه إدريس بعد نحو أربع عشرة سنة ، فى مصاهرة وولاية أمر مكة معا فى صحبة ومودة. انتهى.

٧٤٤ ـ الأرقم بن أبى الأرقم ـ واسمه عبد مناف ـ بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى (١) أحد السابقين ، يكنى أبا عبد الله :

قال الزبير بن بكار بعد ذكره له : صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم متغيبا فى داره بمكة ، وكان من المهاجرين ، وشهد بدرا. انتهى.

وقال ابن عبد البر : كان من المهاجرين الأولين ، قديم الإسلام ، قيل إنه كان سبع الإسلام سابع سبعة. وقيل : أسلم بعد عشرة أنفس ، وقال بعد ذلك ؛ وهو صاحب حلف الفضول. روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث. انتهى.

وقال ابن الأثير : أسلم قديما ، قيل : كان ثانى عشر. وقال بعد وصفه بأنه من السابقين الأولين : وشهد بدرا ، ونفله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منها سيفا ، واستعمله على الصدقات.

__________________

٧٤٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٣ ، سيرة ابن هشام ١ / ٢٨٧ ، المغازى ١٠٣ ، الأسامى والكنى ٣٠٦ ، الإصابة ترجمة ٤٧٣ ، أسد الغابة ترجمة ٧٠ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٢٤٢ ، المعجم الكبير ١ / ٣٠٦ ، مشاهير علماء الأمصار ٣١ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٧ ، المعين فى طبقات المحدثين ١٩ ، الوافى بالوفيات ٨ / ٣٦٣ ، المنتخب من ذيل الطبرى ٥١٩ ، البدء والتاريخ ٥ / ١٠١ ، طبقات خليفة ٢١ ، التاريخ الكبير ٢ / ٤٦ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٠٩ ، ٣١٠ ، الاستبصار ١١٧ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٢١٣ ، العبر ١ / ٦١ ، شذرات الذهب ١ / ٦١).

(١) قال فى الاستيعاب : اسمه : أبى الأرقم عبد مناف بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى القرشى المخزومى.

١٧٦

وذكر ابن الأثير وابن عبد البر : استخفى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى داره بمكة ، مع من أسلم من أصحابه ، حتى بلغوا أربعين نفسا ، ثم خرجوا منها وفيهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وهو آخرهم إسلاما فى داره. وهذه الدار عند الصفا ، وهى مشهورة إلى الآن عند الناس ، ولكنها غير مشهورة بالأرقم ، وإنما اشتهرت بالخيزران ، لأنها صارت إليها.

وقد اختلف فى وفاته فقيل : مات يوم مات الصديق رضى الله عنهما.

وقيل : سنة خمس وخمسين ، وهو ابن بضع وثمانين سنة بالمدينة ، وصلّى عليه سعد بن أبى وقاص رضى الله عنهما.

وكان مروان بن الحكم والى المدينة ، أراد الصلاة عليه ، فعورض فى ذلك. ذكر هذين القولين ابن عبد البر ، وابن الأثير ثالثا : وهو أنه توفى سنة ثلاث وخمسين ، وهو ابن بضع وثمانين سنة. وقدم هذا القول على القول بأنه توفى سنة خمس وخمسين ، ثم حكى بعد ذلك القول بوفاته ، يوم مات الصديق. قال : والأول أصح. ودفن بالبقيع. انتهى.

والقول بوفاته يوم مات الصديق ، ذكره ابن عبد البر عن محمد بن إسحاق السراج. وذكره أبو نعيم أيضا ، والله أعلم بالصواب. له حديث فى النهى عن تخطى رقاب الناس بعد خروج الإمام يوم الجمعة.

أخرجه ابن الأثير من المسند ، وذكر له حديثا آخر فى تفضيل الصلاة بمسجد المدينة على غيره ، إلا المسجد الحرام.

وفى قول ابن عبد البر : وهو صاحب حلف الفضول نظر ؛ لأن الرجل الذى ظلم ، ووقع الحلف بمنع الظلم عنه ، كان غريبا من زبيد (٢) ، والرجل الذى كان الحلف فى داره هو ابن جدعان ، والرجل الذى قام فى الحلف ودعا الناس إليه ، وهو الزبير بن عبد المطلب ، وله فى ذلك أشعار. فبأى هذه الاعتبارات يكون الأرقم صاحب حلف الفضول ، اللهم إلا أن يكون لكثرة إعانته للزبير فى إبرام الحلف ، وفى نسبته إليه بهذا الاعتبار بعد. والله أعلم.

٧٤٥ ـ أرغون بن عبد الله الناصرى ، الأمير سيف الدين ،

المعروف بالنائب ؛ لأنه كان نائب السلطنة بمصر ، عن ابن مولاه الناصر محمد بن قلاوون.

__________________

(٢) زبيد : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، ثم ياء مثناة من تحت ، اسم واد به مدينة يقال لها : الحصيب ثم غلب عليها اسم الوادى فلا تعرف إلا به ، وهى مدينة مشهورة باليمن.

١٧٧

تردد إلى مكة للحج مرات ، منها : فى سنة ست عشرة ، وفى سنة عشرين ، وفى سنة ست وعشرين.

وسمع بمكة على الرضى الطبرى ، وبمصر من الحجار ووزيرة ، وهو الذى استقدمها إليها فى سنة خمس عشرة وسبعمائة ، وكان يكتب خطا حسنا ، وله إلمام بالعلم ، وأذن له فى الفتوى والتدريس ، وكان محبا لأهل العلم محسنا إليهم ، ابتنى بمكة مدرسة للحنفية بدار العجلة ووقف عليها وقفا ، هو الآن مضاف لقاضى الحنفية بالقاهرة ، وجعل مدرسها يوسف بن الحسن الحنفى المكى. ودرس بها مدة سنين ، ثم استولى عليها الأشراف أولاد راجح بن أبى نمى ، وهى إلى الآن بأيديهم.

وتوفى أرغون فى شهر ربيع الأول ، سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة بحلب. وكان ولى نيابتها بعد رجوعه من الحجاز فى سنة عشرين ، عند تغير ابن مولاه عليه. وكانت نيابته عنه للسلطنة بالقاهرة ، فى مستهل جمادى الأولى سنة اثنتى عشرة وسبعمائة. وولاه ابن أستاذه الملك الناصر دواداريته فى سلطنته الثانية. وكان حسن الشكالة فصيحا شجاعا كريما. ويقال: إنه فى مدة نيابته للسلطنة بمصر ، لم يسفك فيها دما ولا قطع سارقا.

٧٤٦ ـ أزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب الزهرى :

قال ابن عبد البر : هو عمّ عبد الرحمن بن عوف ، وهو أحد الذين نصبوا أعلام الحرم زمان عمر بن الخطاب رضى الله عنه. وقال : وقد روى عن أزهر هذا ، أبو الطفيل حديثه : إن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أعطى السقاية العباس يوم الفتح ، وأن العباس كان يليها فى الجاهلية دون أبى طالب ، قال : وهو والد عبد الرحمن بن أزهر الذى روى عنه ابن شهاب الزهرى.

وقال : قال ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله : لما ولى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، بعث أربعة من قريش ، فنصبوا أنصاب الحرم : مخرمة بن نوفل ، وأزهر بن عبد عوف ، وسعيد بن يربوع ، وحويطب بن عبد العزى. انتهى.

وذكر الذهبى : أن له ابنين هاجرا إلى الحبشة ، ومات بها أحدهما. وهم الذين أسلموا يوم الفتح.

__________________

٧٤٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧ ، أسد الغابة ترجمة ٧٧ ، الإصابة ٨٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٢ ، الوافى بالوفيات ٨ / ٣٧١ ، التاريخ الصغير ١٢٤ ، جامع الرواة ١ / ٧٨ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٥٦ ، دائرة معارف الأعلمى ٤ / ١٨٩ ، تنقيح المقال ٦٤٢).

١٧٨

٧٤٧ ـ أزهر بن القاسم الراسبى أبو بكر البصرى :

نزيل مكة. روى عن هشام الدستوائى ، والحارث بن عبيد الإيادى ، والمثنى ابن سعيد ، وزكريا بن إسحاق المكى ، وغيرهم.

روى عنه : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، ومحمود بن غيلان المروزى ، وغيرهم.

روى له أبو داود والنسائى ، وابن ماجة.

قال عبد الله بن أحمد : سألت عنه أبى فقال : بصرى ، سكن مكة. وكان ثقة ، ووثقه النسائى. وقال أبو حاتم : شيخ يكتب حديثه ولا يحتج له.

وذكره ابن حبان فى الثقات. وقال : كان يخطئ.

٧٤٨ ـ أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل ـ وقيل ابن شرحبيل ، قاله ابن إسحاق ، وخالفه الناس فى ذلك ـ الكلبى ، أبو محمد. ويقال أبو زيد ، وأبو يزيد ، وأبو حارثة ، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقال له : الحب ابن الحب :

كان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأخذه ، والحسن بن على ، فيقول : «اللهم أحبهما فإنى أحبهما»(١) أو كما قال ، كذا فى صحيح البخارى.

__________________

٧٤٧ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ٣١٤).

٧٤٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢١ ، مسند أحمد ٥ / ١٩٩ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٦١ ـ ٧٢ ، التاريخ لابن معين ٢٢ ، طبقات خليفة ٦ / ٢٩٧ ، تاريخ خليفة ١ / ٢٢٦ ، التاريخ الكبير ٢ / ٢٠ ، تاريخ الفسوى ١ / ٣٠٤ ، الجرح والتعديل ٢ / ٢٨٣ ، معجم الطبرانى الكبير ١ / ١٢٠ ، ١٤٤ ، الاستبصار ٣٤ ، ٨٧ ، ابن عساكر ٢ / ٣٤١ ، تهذيب الكمال ٧٨ ، تذهيب التهذيب ١ / ٥٠ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٢٧٠ ، العبر ١ / ٥٩ ، تهذيب التهذيب ١ / ٢٠٨ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢٦ ، تهذيب ابن عساكر ٢ / ٣٤٩ ، ٤٠٢).

(١) أخرجه البخارى فى صحيحه كتاب المناقب حديث رقم (٣٧٣٦) من طريق : موسى ابن إسماعيل ، حدثنا معتمر ، قال : سمعت أبى ، حدثنا أبو عثمان ، عن أسامة بن زيد رضى الله عنهما حدث عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول : «اللهم أحبهما فإنى أحبهما». وقال نعيم عن ابن المبارك : أخبرنا معمر ، عن الزهرى ، أخبرنى مولى لأسامة بن زيد أن الحجاج بن أيمن بن أم أيمن وكان أيمن ابن أم أيمن أخا أسامة لأمه وهو رجل من الأنصار فرآه ابن عمر لم يتم ركوعه ولا سجوده فقال أعد.

والترمذى فى سننه كتاب المناقب (٣٧٦٩). وأحمد فى المسند مسند الأنصار حديث رقم (٢١٣٢١).

١٧٩

وفى الصحيحين من حديث ابن عمر رضى الله عنهما ، قصة حديث تأمير النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم أسامة بن زيد (٢) ، على البعث الذى بعثه ، وطعن الناس فى إمارته. وفيها : وإن هذا ـ يعنى أسامة ـ لمن أحب الناس إلىّ.

وفى رواية لمسلم : وأوصيكم به ، فإنه من صالحيكم (٣).

وفى الترمذى : أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أراد أن ينحى مخاط أسامة ، وذلك من حديث عائشة رضى الله عنها ـ بإسناد حسنه الترمذى ، ويروى من حديثها ـ قالت : عثر اسامة بسكة الباب فشج فى وجهه ، فقال لى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أميطى عنه ، فكأنى تقذرته. فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمصه ثم يمجه ، قال : ولو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى ينفقه. وهذا الحديث أخرجه ابن الأثير مسندا إلى عائشة رضى الله عنها ، وهو فى مسند ابن حنبل بمعناه مختصرا (٤).

ويروى أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أخّر الإفاضة من عرفة من أجل أسامة بن زيد ينتظره. ذكر هذا الخبر ابن سعد بإسناده إلى عروة بن الزبير أطول من هذا.

__________________

(٢) أخرجه البخارى فى صحيحه كتاب المغازى حديث رقم (٤٢٥٠) من طريق : مسدد ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا سفيان بن سعيد ، حدثنا عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر رضى الله عنهما ، قال : أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أسامة على قوم فطعنوا فى إمارته فقال : «إن تطعنوا فى إمارته فقد طعنتم فى إمارة أبيه من قبله ، وايم الله لقد كان خليقا للإمارة وإن كان من أحب الناس إلى وإن هذا لمن أحب الناس إلى بعده».

وأخرجه الترمذى فى سننه كتاب المناقب حديث رقم (٣٨١٦) ، وأحمد فى المسند مسند المكثرين من الصحابة حديث رقم (٤٦٨٧).

(٣) أخرجه مسلم فى صحيحه كتاب فضائل الصحابة حديث رقم (٢٤٢٦) من طريق : أبو كريب محمد بن العلاء ، حدثنا أبو أسامة ، عن عمر ـ يعنى ابن حمزة ـ عن سالم ، عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال وهو على المنبر : إن تطعنوا فى إمارته يريد أسامة بن زيد فقد طعنتم فى إمارة أبيه من قبله وايم الله إن كان لخليقا لها وايم الله إن كان لأحب الناس إلى وايم الله إن هذا لها لخليق يريد أسامة بن زيد وايم الله إن كان لأحبهم إلى من بعده فأوصيكم به فإنه من صالحيكم».

(٤) أخرجه أحمد فى المسند باقى مسند الأنصار حديث رقم (٢٥٣٣٣) من طريق : حجاج ، قال أخبرنا شريك ، عن العباس بن ذريح ، عن البهى ، عن عائشة أن أسامة بن زيد عثر بأسكفة أو عتبة الباب فشج فى جبهته فقال لى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أميطى عنه أو نحى عنه الأذى». قالت : فتقذرته. قالت : فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمصه ثم يمجه وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه».

١٨٠