بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٧

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٧

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: الدكتور سهيل زكار
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

١
٢

حرف الخاء (١)

خاقان المفلحي

خادم الرشيد ، له ذكر وغناء في الجهاد ، وكان مرابطا بطرسوس وإليه تنسب دار خاقان بطرسوس ، وهي دار الإمارة وفيها دفن عبد الله المأمون حين مات (٢).

ذكر من اسمه خالد

خالد بن برمك الاصغر :

ويسمى عبد العزيز بن برمك الأكبر ، ويسمى عبد الله بن يشتاسف بن جاماس ، أبو العباس وأبو عون وأمه بنت ملك الصغانيان.

حدّث عن عبد الحميد بين يحيى الكاتب ، روى عنه ابنه يحيى بن خالد البرمكي وقدم وهو صبي مع أبيه برمك الى رصافة هشام بن عبد الملك حين قدم أبوه على هشام ، ونشأ بها مع ولد هشام ، وقدم حلب صحبة المهدي حين قدمها وأغزاه المهدي الصائفة مع ابنه هارون في سنة ثلاث وستين ومائة ، وقلد كتابة هارون وتدبير أمر عسكره ابنه يحيى بن خالد ، وكان خالد بن برمك أحد العشرين الذين اختارهم الشيعة لإقامة دعوة بني العباس بعد النقباء الاثني عشر. (٣٣٦ ـ ظ)

قرأت في «كتاب أخبار البرامكة» تأليف أبي حفص عمرو بن الأزرق الكرماني (٣) قال : وحدثني سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك ، وكان يحمل الحديث عنه قال : حدثتني رضوى حاضنة أبي أن خالد بن برمك كان يبيت مع مسلمة في لحاف واحد وهما صبيان ، وأنه نشأ معه في موضع واحد. قال سعيد : وكان مسلمة أبي لا يولد له فوصف له برمك دواء فتعالج به فولدت له ، فكانوا يسموني البرمكي على عهد هشام.

__________________

(١) جاءت بداية حرف الخاء مع نهاية الجزء السادس حيث بقي منه أربع ورقات ، وقد آثرت الحاقها ببداية الجزء السابع لاشتماله على تراجم حرف الخاء.

(٢) المشهور أن المأمون دفن في محراب جامع طرسوس.

(٣) هو بحكم المفقود.

٣

قال ابن الأرزق : حدثني شيخ قديم قال : وكان برمك واقفا بباب هشام فمر به محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فأعجبه ما رأى من هيئته فسأل عنه فأخبر بقرابته من النبي صلّى الله عليه وسلم فقال لابنه خالد بن برمك : يا بني إن هؤلاء أهل بيت النبي وهم ورثته وأحق بخلافته والأمر صائر إليهم فإن قدرت يا بني أن يكون لك في ذلك أثر تنال به دينا ودنيا فافعل ، قال : فحفظ خالد ذلك عنه وعمل عليه عند خروجه في الدعوة ، وكان خالد بن برمك أحد العشرين الذين اختارهم الشيعة لإقامة الدعوة بعد النقباء الاثني عشر.

قال أبو حفص بن الأزرق : سار برمك ـ يعني ـ من عند هشام بن عبد الملك حتى قدم جرجان ، فنزل على يزيد بن البراء وأعلمه ما صار إليه من الخليفة وزوج ابنه خالد بن برمك من أم خالد بنت يزيد ، وكان خالد أحب ولده إليه ، وكان يقول فيما ذكر المشايخ عنه : به يجبر الله ولدي وأهل بيتي (٣٣٧ ـ ظ)

قال ابن الأزرق : وحدثني عمرو بن بحر الجاحظ قال : حدثني ثمامة بن أشرس قال : كان أصحابنا يقولون : لم يكونوا يرون لجليس خالد بن برمك دارا إلا وخالد بناها له ، ولا ضيعة إلا وخالد ابتاعها له ، ولا ولدا الا وخالد وهب له أمه ، ولا دابة الا وخالد وهبها له إما من نتاجه أو غير نتاجه.

قال وحدثني بشر بن حرب بن يزيد الطالقاني ، وغيره من مشايخ الدعوة أنهم كانوا يسمون خالد بن برمك أمين آل محمد.

قال : وحدثني بشر بن فاستك شيخ من أهل الباميان (١) عن علي بن عصمة قال : كان يقال : ما من أحد من أهل خراسان إلا ولخالد بن برمك عليه منّة ، وذاك أنه قسط الخراج عليها وأحسن فيه الى أهلها.

قال ابن الأزرق : وكان خالد بن برمك سمع من أبيه ذلك القول في محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، وحفظ عنه وبحث عن الأمور بعد أبيه حتى انكشفت له فكاتب الإمام وراسله ، وكانت رسل الإمام تأتيه وأمره ونهيه يرد عليه ، وصير من الدعاة الذين يتلون النقباء فكان اسمه في كتاب الدعوة فيهم مع نظرائه من الدعاة

__________________

(١) بلدة وكورة في الجبال بين بلخ وهراة وغزنة. معجم البلدان.

٤

حتى حدث من أمر البرامكة في أيام الرشيد ما حدث ، فأسقطه منه أبو عصمه وغيره من الشيعة تقربا الى الرشيد بذلك ، فهو يوجد في خواص الكتب.

قال ابن الأزرق : فحدثني أبو يحيى الخليل الشيعي قال : قدم عبد الملك بن يزيد وخالد بن برمك على الإمام (١) فقال لعبد الملك : نعم العون أنت لنا فأنت أبو عون ، وأنت يا خالد فانك (٣٣٨ ـ و) ستصير وزيرا لولد العباس ، فأنت أبو العباس ، فهو الذي كناهما.

قال : فكان خالد بن برمك يختلف فيما بين جرجان وطبرستان والري وتيك النواحي ، فيدعو لبني هاشم ويظهر أن اختلافه في التجارة فيجلب معه الدواب والرقيق إلى تلك الكور ، على خوف شديد ومخاطرة عظيمة لم يكن يظن بأحد هذا الرأي فضلا عن الدعاء إليه إلّا أتى عليه وعلى أهل بيته.

قال : وقد أخذ خالد في ذلك غير مرة فتأنّي واحتال حتى تخلص.

وقال ابن الأزرق ـ بعد ذكر البيعة لأبي العباس السفاح : وأدني خالد بن برمك إلى الإمام أبي العباس وهو في محمل من الجراحة التي كانت به ، فظن أبو العباس أنه من العرب ، لما رأى من فصاحته وهيئته ، فقال : ممن الرجل؟ فقال :

مولاك يا أمير المؤمنين ، قال : ممن أنت رحمك الله؟ قال أنا من العجم ، قال : فمن أنت منهم؟ قال : أنا خالد بن برمك ، ووصف له حالهم التي كانت بخراسان قبل الإسلام ، وأن الله هداهم بهم أهل البيت ، وأنه في محبتهم والتشيع لهم كما قال الكميت :

ومالي إلّا آل أحمد شيعة

ومالي إلّا مشيع الحق مشعب (٢)

قال : فأعجب به أبو العباس قال : وأقر أبو العباس خالد بن برمك على مكان يتولى في العسكر من الغنائم ، ثم جعل ديوان الخراج وديوان الجند إليه.

قال : ولما صار الديوانان إلى خالد بن برمك حسن فيهما مذهبه وكثر حامد ، وعلى يديه جرت قطيعة العكي وقطيعة أبي حميد وقطائع كثيرة غير ذلك (٣٣٨ ـ ظ)

__________________

(١) أي ابراهيم الامام ، فهو أول من حمل هذا اللقب من العباسيين.

(٢) الروضة المختارة ـ شرح القصائد الهاشميات للكميت بن زيد الأسدي ـ ط. بيروت ١٩٧٢ : ٢٨ ، وفيه : ومالي إلّا مشعب الحق مشعب.

٥

قال : وكانت الدفاتر في ديوان الجند صحفا مدرجة ، فجعلها خالد بن برمك دفاتر فهو أول من فعل ذلك وأول من جعل ديوان الجند على ما هو عليه اليوم.

قال : وحسن خالد بن برمك عند أبي العباس وجل قدره عنده ، ووضعه في موضع المشاورة في الأمور ، وحل محل الوزير.

أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي في كتابه عن زاهر بن طاهر الشحامي قال : أنبأنا أبو القاسم البندار عن أبي أحمد القارئ قال : أخبرنا أبو بكر الصولي ـ اجازة ـ أن الإمام أبا العباس السفاح لما استخلف أدخل عليه خالد بن برمك فبايعه وتكلم فأعجبته فصاحته ، فظنه من العرب قال : ممن الرجل؟

قال مولاك يا أمير المؤمنين ، قال : فمن أنت يرحمك الله؟ قال : من العجم ، أنا خالد بن برمك ، وأبي وأهلي في موالاتكم والجهاد عنكم كما قال الكميت :

فما لي إلّا آل أحمد شيعة

ومالي إلّا مشعب الحق مشعب

فأعجب به أبو العباس وجعله بعد ذلك خليفة لأبي الجهم عبد الله بن عطيه بن عبد الله بن كيسان على ديوان الخراج وديوان الجند ، فحسن أثره وما زالت الحال تترامى به إلى أن صار وزيرا.

عدنا إلى ما ذكره ابن الأزرق ، قال : ودفع أبو العباس إلى خالد بن برمك ابنته ريطة بنت أبي العباس فأرضعتها زوجة خالد وربتها ، وأرضعت أم سلمة زوج أبي العباس أمير المؤمنين أم يحيى بنت خالد بلبان ابنتها ريطة.

قال : وحدثني اسحاق بن ابراهيم عن هارون (٣٣٩ ـ و) بن ديزويه قال :

دخل خالد يوما على أبي العباس فقال له : يا ابن برمك أما رضيت حتى استعبدتني؟

قال : ففزع خالد لذلك ، قال : وكيف يا أمير المؤمنين بل أنا عبدك فضحك أبو العباس ، وقال : ريطة بنت أمير المؤمنين وأم يحيى بنت خالد : تبيتان في فراش واحد فاتعارّ من الليل فأجدهما قد تكشفتا فأمد اللحاف عليهما ، قال : فقبل يده وتشكر ذلك له.

قال ابن الأزرق : وقال له أبو العباس يوما ، وخرج على الناس يوما وأحب ان يعرفهم مكانه منه : يا خالد ما أحد أخص بأمير المؤمنين منك ، أنت معي ، وأهلك مع أهلي ، وولدك مع ولدي ، فشكره ودعا له.

٦

قال : فلم يزل خالد مع أبي العباس أمير المؤمنين على تلك الحال حتى مضى أمير المؤمنين أبو العباس.

قال : واستخلف المنصور فأقر خالدا على حاله ومرتبته وعلى ديوان الخراج ، وكان به معجبا ، فمكث بذلك عدة سنين ، ثم غلب عليه أبو أيوب المورياني فثقل على أبي أيوب مكان خالد ، وأحب أن يخلو بأبي جعفر ، فكان لا يألو ما حمّل أبا جعفر عليه الى أن أتيهم انتقاض فارس وغلبة الأكراد عليها ، فأعظم أبو جعفر ذلك وأمر أبا أيوب بارتياد رجل يصلح لها ، فقال : قد أصبته يا أمير المؤمنين ، قال : ومن هو؟ قال : خالد بن برمك ، قال : صدقت هولها ، فعقد له على فارس فشخص اليها فافتتحها ، وجلا الاكراد عنها ، وصلحت فارس على يدي خالد ، وأقام بها سنين ودخل اليه وجوه الناس وأشرافهم من الأمصار (٣٣٩ ـ ظ) وامتدحه الشعراء فوصلهم وحباهم وصرفهم راضين ، فحمدوه في سائر الأمصار ، وشاع ذكره بالسماحة وسعى أبو أيوب المورياني بخالد الى أبي جعفر فقال له : قد اقتطع خالد من خراجك ثلاثة آلاف ألف درهم ، ووصل بها الناس ، فأغضبه عليه ، فصرف خالدا عن فارس ، فلما قدم عليه ألزمه بعض ذلك المال ، فدعا به بعد أن باع في أداء ذلك المال الدواب والرقيق والمتاع فلما دخل عليه قال : أخذت مالي واجترأت علي وفرقته في الناس فقال له خالد : كل ما قال أمير المؤمنين فقد صدق ، غير أني يا أمير المؤمنين اقتصرت على أرزاقي ونظرت الى معونتي من أمير المؤمنين وما تفضل به عليّ فصرفته الى أشراف الناس وتفضلت به عليهم لأنه لم يكن شكري يحيط بنعم أمير المؤمنين علي فجمعت الى شكري شكر هؤلاء ، وذلك كله لأمير المؤمنين ان جعل السبيل اليه وأعانني عليه ، فسره ذلك ، قال : صدقت وأحسنت أقر الله عينك يا خالد قد زينتا وزينت نفسك لنا ، فأنت في حل مما جرى على يدك من أموالنا ، وقد رضيت عنك ، وعظم في عينه بعد ذلك.

قال ابن الأزرق : وذكر علي بن الفرج ، وكان الفرج أبوه لأبي أيوب ، ثم صار لأبي جعفر قال : لم يكن أبو أيوب يأمن ناحية خالد بن برمك وان يرده أبو جعفر الى كتابته وديوان الخراج ، فكان يحتال عليه ، وكان مما احتال به أن دس الى بعض الجهابذة مالا عظيما وقال له : اذا سألك أمير المؤمنين على هذا المال فقل له

٧

انه استودعنيه (٣٤٠ ـ و) خالد بن برمك ، قال : ثم دس من رفع الى أبي جعفر في ذلك.

قال : فدعا أبو جعفر بالنصراني فسأله فقال : نعم عندي مال لخالد بن برمك استودعنيه ، قال : فبعث أبو جعفر الى خالد فأحضره وسأله عن ذلك المال فحلف أنه لم يجمع مالا قط ولا ادخره ولا رأى النصراني قط ، ولا عرفه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ترسل الى الجهبذ وأكون في موضعي حيث يراني فان عرفني فقد صدق علي وان لم يعرفني فقد أظهر الله براءتي. قال : فبعث أبو جعفر الى النصراني فقال :

أصدق أمير المؤمنين عن هذا المال ، قال : يا أمير المؤمنين المال لخالد ، وما قلت إلّا حقا ، قال : أفتعرف خالدا ان رأيته؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين أعرفه ان رأيته فالتفت أبو جعفر الى خالد فقال : قد أظهر الله براءتك ، وهذا مال أصبناه بسببك ، ثم قال للنصراني : هذا الجالس خالد فكيف لم تعرفه؟ قال : الأمان يا أمير المؤمنين فآمنه فأخبره بالقصة فأمره أبو جعفر بحمل المال الى بيت المال ، وكان بعد ذلك لا يقبل في خالد قولا من أحد وازداد به ثقة وتقديما.

قرأت في كتاب الوزراء لابن عبدوس الجهشياري قال : وأغزى المهدي هارون ابنه الصائفة في سنة ثلاث وستين ومائة وأنفذ معه خالد بن برمك ، وقلد كتابته وتدبير أمر عسكره يحيى بن خالد ففتح عليهم وحسن أثر يحيى فيما قام وأحمد فعله فيه وتدبيره (١). (٣٤٠ ـ ظ).

أنبأنا أبو روح الهروي في كتابه قال : أخبرنا زاهر بن طاهر ـ اذنا ـ قال : أخبرنا أبو القاسم البندار ـ كتابة ـ عن أبي أحمد القارئ قال : أخبرنا أبو بكر الصولي اجازة ـ قال : مات خالد بن برمك في جمادى الأولى سنة خمس وستين ومائة وهو ابن خمس وسبعين ، مولده سنة تسعين (٢) (٣٤١ ـ و).

__________________

(١) الوزراء والكتاب لابن عبدوس الجهشياري ـ ط. القاهرة ١٩٣٨ : ١٠٩.

(٢) نهاية الجزء السادس حسب التقسيم القائم.

٨

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي (١)

خالد بن الحارث بن أبي خالد :

قيس بن خلدة بن مخلّد ، وقد قيل مخلّد بن عامر بن زريقي بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء ابن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد ـ واسمه دراء ـ بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الانصاري ، هكذا نقلت نسبه من خط الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي وقال : وفي صلة نسب قحطان كلام ليس هذا موضعه.

شهد خالد العقبة وبدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه وقتل بها. (٣ ـ و). (٢)

قرأت بخط الوزير أبي القاسم بن المغربي قال : أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمارة النسابة ، المعروف بابن القداح ، مولى بني ظفر ، من الأوس في كتابه الذي صنفه لنسب الأوس والخزرج : كان أبو خالد أحمد بن قيس هذا بدريا عقبيا ، وابناه :

__________________

(١) بداية المجلدة الخامسة من مجلدات مكتبة أحمد الثالث.

(٢) جاء على صفحة الغلاف :

آ ـ نوبة فقير عفو الله تعالى محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحنفي عفا الله عنهم أجمعين بالقاهرة المحروسة في سنة ست وخمسين وثمانمائة أحسن الله عاقبتها في خير آمين في يوم الاربعاء تاسع عشر ربيع الآخر.

ب ـ الحمد لله وبه أكتفي من عوادي الدهر ، في نوبة أقل عبيد الله وأفقرهم وأحقرهم محمد بن أحمد بن أينال العلائي الدوادار الحنفي عامله ربه بخفي لطفه الجلي والخفي.

ج ـ الحمد لله على نعمه ، انهاه قراءة ونسخا داعيا لمالكه بطول البقاء ودوام الارتقاء محمد بن محمد بن فهد القاسمي الكر بها سنة ٨٦٩.

٩

خالد ومحلد صحبا النبي صلى الله عليه وسلم ، وحضرا صفين فقتلا يومئذ ، وأمهما أميمة ، امرأة من بني زريق من قومهما فقالت :

أعيني جودا بدمع سرب

على فتية من خيار العرب

وما ضرهم غير حين النفوس

أي أميري قريش غلب (٣ ـ ظ)

خالد بن الحباب :

أبو الحباب ، نزيل حماة ، بلدة من العواصم قد ذكرناها في مقدمة الكتاب (١) حدث عن سليمان التيمي ، روى عنه أبو القاسم عبد الواحد بن شعيب الجبلي ، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن غيلان قال : أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال : حدثني أحمد بن محمد بن مؤمل قال : حدثنا عبد الواحد بن شعيب الجبلي بجبلة قال : حدثني خالد بن حباب قال : حدثنا سليمان عن أبي عثمان عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احتج آدم وموسى ، فقال موسى أنت آدم الذي خلقك الله تعالى بيده ، وأسجد لك ملائكته عملت الخطيئة التي أخرجتك من الجنة؟ قال آدم : أنت موسى ، الذي اصطفاك الله برسالته وأنزل عليك التوراة وكلمك تكليما ، فبكم خطيئتي سبقت خلقي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى (٢). (٤ ـ و).

خالد بن الحصين السكسكي :

شهد صفين مع معاوية ، وشهد على كتاب الحكمين بينه وبين علي في ما ذكره زيد بن حسن ، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة علقمة بن يزيد فيما يأتي في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) انظر الجزء الاول : ١١٩ ـ ١٥٠.

(٢) انظره في كنز العمال : ١ / ٥٤٨.

١٠

خالد بن حيان بن الاعين :

الحضرمي المصري قدم حلب أو بعض أعمالها مع صالح بن علي بن عبد الله بن العباس غازيا ، خرج معه من مصر وكان من وجوه أهل مصر وأعيانهم.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل القاضي قال : أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ـ اجازة ـ عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي قال : حدثني علي بن الحسن بن حديد قال : حدثنا عبيد الله بن سعيد عن أبيه قال : حدثني عمرو بن بحري الشيباني ، أن صالح بن علي الهاشمي لما خرج من مصر الى الشام خرج بنفر من وجوه أهل مصر ، منهم معاوية بن عبد الرحمن بن مخرم الخولاني ، وخالد بن حيان بن الأعين الحضرمي ، وشرحبيل بن مذيلغة الكلبي ، وعوف بن سليمان الحضرمي ، وعمرو بن الحارث الفقيه (١). (٤ ـ ظ).

خالد بن رباح :

أبو رويحة الحبشي ، مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، أخو بلال بن رباح ، له صحبة ولا رواية له ، استعمله عمر رضي الله عنه على الأردن ، وقيل انه كان بحلب ومات بها. (٥ ـ و).

أخبرنا أبو ابراهيم شعبان بن ابراهيم بن أبي طالب الحمصي وأبو حميد محمود ابن حميد بن خضير الداريان بداريا قالا : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ، قال : أخبرنا الشيخ الأمين أبو محمد هبة الله أحمد بن محمد بن الأكفاني قال : أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني من لفظه قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن طوق الطبراني ـ قراءة عليه بداريا ـ قال : أخبرنا أبو علي عبد الجبار بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم الخولاني قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر قال : حدثنا أبو أسامة الحلبي

__________________

(١) كتاب الولاة للكندي : ١٠٥.

١١

قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو سعد عن عدي بن عبد الرحمن أن بلالا رضي الله عنه مات بحلب فدفن عند باب الاربعين ، وقد قيل ان الذي بحلب قبر خالد بن رباح أخو بلال والله أعلم. (١) (٦ ـ و).

خالد بن الريان المحاربي :

مولاهم ، كان على حرس عبد الملك بن مروان ، وابنيه الوليد وسليمان ، وكان مع سليمان بدابق ، فلما توفي سليمان وولي عمر بن عبد العزيز عزله وولى عمرو بن مهاجر ، وكان حين توفي سليمان جاء هو ورجاء بن حيوة الى عمر بن عبد العزيز بدابق فقالا له : قم حتى جلس على المنبر ، فخطب ، فلما فرغ أخذ خالد بن الريان أشراف الناس فشرط عليهم أن يسمعوا ويطيعوا له.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل ـ كتابة ـ قال : أخبرنا أبو المكارم محمد ابن أحمد اللبان ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا محمد بن الحسن بن قنيبة قال : حدثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى قال : حدثني أبي عن جدي قال : كان عمر بن عبد العزيز ينهى سليمان بن عبد الملك عن قتل الحرورية ، ويقول ضمنهم الحبوس حتى يحدثوا توبة ، فأتي سليمان بحروري مستقتل فقال له سليمان : هيه قال : ايه نزع لحييك يا فاسق بن الفاسق ، فقال سليمان : عليّ بعمر بن عبد العزيز فلما أتاه عمر عاود سليمان الحروري ، فقال : ما ذا تقول؟ قال : وما ذا أقول يا فاسق بن الفاسق ، فقال سليمان لعمر : ما ذا ترى عليه يا أبا حفص؟ فسكت عمر ، فقال عزمت عليك لتخبرني ما ذا ترى عليه؟ قال : أرى عليه أن تشتمه كما شتمك وتشتم أباه كما شتم أباك.

قال سليمان : ليس إلّا فأمر به فضربت عنقه وقام سليمان وخرج (٦ ـ ظ) عمر فأدركه خالد بن الريان ، صاحب حرس سليمان ، فقال : يا أبا حفص تقول لأمير المؤمنين : ما أرى عليه إلّا أن تشتمه كما شتمك وتشتم أباه كما شتم أباك ، والله لقد كنت متوقعا أن يأمرني بضرب عنقك ، قال : ولو أمرك فعلته؟ قال : أي والله

__________________

(١) تاريخ داريا للقاضي عبد الجبار الخولاني ـ ط. دمشق. ١٩٥ : ٣. تاريخ دمشق لابن عساكر : ٥ / ٢١٣ ـ ظ.

١٢

لو أمرني فعلت ، فلما أفضت الخلافة الى عمر جاء خالد بن الريان فقام مقام صاحب الحرس ، وكان قبل ذلك على حرس الوليد وعبد الملك ، فنظر اليه عمر فقال : يا خالد ضع هذا السيف عنك وقال : اللهم اني قد وضعت لك خالد بن الريان فلا ترفعه أبدا ، ثم نظر في وجوه الحرس ، فدعا عمرو بن مهاجر الأنصاري ، فقال : يا عمرو والله لتعلمن أنه ما بيني وبينك قرابة إلّا قرابة الاسلام ، ولكن قد سمعتك تكثر تلاوة القرآن ورأيتك تصلي في موضع تظن أن لا يراك أحد ، فرأيتك تحسن الصلاة.

وأنت رجل من الأنصار ، خذ هذا السيف فقد وليتك حرسي (٧ ـ و).

خالد بن زيد بن كليب :

ابن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار ، وقيل خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن جشم بن غنم بن مالك بن النجار ، وهو تيم الله بن ثعلبة بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ، وأمه هند بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر ، أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، نزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ، وشهد معه بدرا والعقبة وأحدا ، والمشاهد كلها ، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه ، وكان على مقدمته ، وقيل انما شهد معه يوم النهر ، وغزا مع يزيد بن معاوية في حياة أبيه معاوية في سنة اثنتين وخمسين القسطنطينية ومات بها في تلك الغزاة.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيّ بن كعب ، وأبي هريرة رضي الله عنهما ، روى عنه البراء بن عازب وأبو أمامة وجابر بن سمرة ، وعبد الله بن زيد الخطمي ، والمقدام بن معدى كرب وعطاء بن يزيد الليثي ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبو عبد الرحمن الحبلى ، وعامر بن سعد بن أبي وقاص ، وعاصم بن سفيان ، وطلحة بن نافع الواسطي وعمر بن ثابت الأنصاري وعلقمة بن قيس ، والأسود بن يزيد ، والأصبغ بن نباتة ، وأبو سورة ابن أخي أبي أيوب ، وأبورهم ،

١٣

وأبو عمران والقرثع ، وأبو صرمة ، وكان أبو أيوب معدودا في أهل الصفة (١).

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال : أخبرنا (٧ ـ ظ) (٢) أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قال : حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم الشافعي قال : حدثنا محمد بن يونس قال : حدثنا حسين بن حسن الاشقر قال : حدثنا قيس بن الربيع عن سعد بن طريف عن الأصبع بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم على الصراط ، قال : فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كممر البرق. (٣).

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة قال : أخبرنا أسعد بن أبي سعيد بن روح قال : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوز جانية ، قال : أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال : أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال : حدثنا أحمد بن محمد بن مهدي المروزي ببغداد قال : حدثنا علي بن خشرمه قال : حدثنا الفضل بن موسى السيناني عن عبد الله بن كيسان قال : حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال : خرج أبو بكر رضي الله عنه بالهاجرة ، فسمع بذلك عمر فخرج ، فاذا هو بأبي بكر ، فقال يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال : أخرجني والله ما أجد في بطني من حلق (٤) الجوع ، فقال : وأنا والله ما أخرجني غيره ، فبينما هما كذلك اذا خرج عليهما النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما أخرجكما هذه الساعة؟ فقالا : أخرجنا والله ما نجد في بطوننا من حلق الجوع ، فقال صلى الله عليه وسلم : وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره فقاموا فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب (٨ ـ و) الأنصاري وكان أبو أيوب قد ذخر لرسول الله صلى الله عليه

__________________

(١) فقراء المسلمين في المدينة كانت ـ كما قيل ـ لهم صفة في المسجد يجلسون عليها.

(٢) كرر «قال أخبرنا» بالاصل.

(٣) انظره في كنز العمال : ١٢ / ٣٤٢٠٩.

(٤) حلق الجوع : صادقه وشدته. النهاية لابن الاثير.

١٤

وسلم طعاما أو لبنا فأبطأ يومئذ فلم يأت لحينه ، فأطمعه أهله وانطلق الى نخل يعمل فيه فلما أتوا باب أبي أيوب خرجت امرأته فقالت : مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين أبو أيوب؟ قالت : يأتيك يا رسول الله الساعة ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصر به أبو أيوب وهو يعمل في نخل له فجاء يشتد حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال مرحبا بنبي الله ومن معه ، فقال : يا رسول الله ليس بالحين الذي كنت تجيئني فيه ، فرده فجاء الى عزق النخل فقطعه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أردت الى هذا؟ فقال : يا رسول الله أحببت أن تأكل من رطبه وبسره وتمره وتذنوبه (١) ، ولأذبحن لك مع هذا ، فقال : إن ذبحت فلا تذبحن ذات در فأخذ عناقا (٢) له أوجديا فذبحه ، وقال لامرأته اخبزي وأطبخ أنا ، فأنت أعلم بالخبز ، فعمد إلى نصف الجدي فطبخه وشوى نصفه ، فلما أدرك الطعام وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجدي فوضعه على رغيف ، وقال : يا أبا أيوب أبلغ هذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام ، فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم : خبز ولحم وبسر وتمر ورطب ، ودمعت عيناه ، ثم قال : هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ، فكبر ذلك على (٨ ـ ظ) أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أصبتم مثل هذا وضربتم بأيديكم فقولوا : بسم الله وبركة الله ، فإذا شبعتم فقولوا : الحمد لله الذي أشبعنا وأروانا وأنعم وأفضل فإن هذا كفاف بهذا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي إليه أحد معروفا إلّا أحب أن يجازيه ، فقال لأبي أيوب ائتنا غدا ، فلم يسمع فقال له عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تأتيه : فلما أتاه أعطاه وليدة ، فقال يا أبا أيوب استوص بهذه خيرا فإنا لم نر إلّا خيرا ما دامت عندنا ، فلما جاء بها أبو أيوب قال : ما أجد لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا خير من أن أعتقها فأعتقها.

__________________

(١) ذنبت البسرة تذنيبا : وكتت من ذنبها. القاموس.

(٢) العناق هنا السخلة وهي الانثى من أولاد المعز. النهاية لابن الاثير.

١٥

لم يروه عن عبد الله بن كيسان إلّا الفضل بن موسى (١).

أخبرنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي الحسيني قال : أخبره عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الله بن أبي جراده قال : أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد بن الجلي قال : حدثني أبي قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير القاضي المنبجي قال : حدثنا الحسن بن علي قال : حدثنا الحسين بن الحكيم قال : حدثنا الحسن بن الحسين قال : حدثنا علي بن الحسين العبدي عن الأعمش بن ابراهيم عن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري بعد ما انصرف مع علي عليه السلام من صفين فقلنا : يا أبا أيوب إن الله جلّ وعز أكرمك بنبيه إذ أوصى الى راحلته فبركت (٩ ـ و) على بابك ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا لك فضيلة من الله فضلك بها ، أخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب عليه السلام فقال أبو أيوب : فإني أقسم لكما بالله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معي في هذا البيت الذي أنتما فيه وعلي عن يمينه وأنا عن يساره ، وأنس بن مالك قائم بين يديه إذ تحرك الباب فقال البني صلى الله عليه وسلم : انظر من بالباب ، فخرج أنس فنظر فقال : يا رسول الله هذا عمار ، فقال : افتح لعمار الطيب المطيب ففتح أنس فدخل عمار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرحب به ثم قال : يا عمار إنه سيكون من بعدي في أمتي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم حتى يقتل بعضهم بعضا ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني ، يعني عليا عليه السلام فإن سلك الناس واديا وعلي واديا فاسلك وادي علي ، وخل عن الناس ، إن عليا لا يزول عن هدى ولا يدلك ردى ، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عز وجل (٢).

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر قال : حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي ـ إذنا ـ قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي

__________________

(١) المعجم الصغير : ١ / ٦٧ ـ ٦٩.

(٢) انظر كنز العمال : ١١ / ٣٢٩٧٢.

١٦

دارم قال : حدثنا اسحاق بن يحيى بن محمد بن بشر بن سليم الدهقان قال : حدثنا أبو محمد القاسم بن خليفة قال : أخبرنا ابن عمروس عن يحيى بن يعلى عن محمد ابن عبد الله بن أبي رافع عن عون بن عبد الله (٩ ـ ظ) بن أبي رافع عن أبيه عبيد الله ـ وكان كاتب علي عليه السلام ـ عن تسميه من شهد مع أمير المؤمنين من قريش والأنصار ومهاجري العرب والتابعين الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ـ وأبناء أهل بدر من بني هاشم وعبد مناف ، فذكر جماعة ، وقال : أبو أيوب خالد بن زيد بدري ، وهو الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ، وهو كان على مقدمة عليّ يوم صفين ، وهو الذي خاصم الخوارج يوم النهروان (١) ، وهو الذي قال لمعاوية حين سبّ عليا : كف يا معاوية عن سب علي في الناس ، فقال معاوية : ما أقدر على ذلك منهم ، فقال أبو أيوب : والله لا أسكن أرضا أسمع فيها سب علي ، فخرج إلى ساحل البحر حتى مات رحمه الله.

أنبأنا أبو الحسن بن المقير قال : كتب إلينا الفضل بن سهل الحلبي قال : أنبأنا أبو بكر الخطيب قال : أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : أخبرنا ابن خميرويه قال : أخبرنا أبو علي بن إدريس قال : حدثنا ابن عمار قال : حدثنا اسماعيل ـ يعني ـ ابن عليهّ عن شعبة قال : قلت للحكم بن عتيبة : شهد أبو أيوب مع علي صفين؟ قال : لا ، ولكن شهد معه قتال أهل النهر (٢).

كذا قال الحكم ، والصحيح أنه شهدها مع علي رضي الله عنه ، وأكثر الحفاظ والأئمة على ذلك.

أخبرنا أبو الفضل المرجا بن أبي الحسن بن هبة الله الواسطي قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن محمد الكتاني الواسطي قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن طاهر بن حمد البغدادي قال : حدثنا أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي (١٠ ـ و) قال : أخبرنا الحسين بن عمرو بن عمران الضراب قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال : حدثنا محمد بن

__________________

(١) المعركة الاولى والاعظم التي خاضها الامام علي ضد الخرارج بزعامة عبد الله بن وهب الراسبي.

(٢) تاريخ بغداد : ١ / ١٥٣.

١٧

عبد الله بن نمير قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش عن أبي حسان ـ والصواب أبي ظبيان ـ قال : غزا أبو أيوب الروم فمرض فلما حضر قال : إذا أنا مت فاحملوني فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم ، وسأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو لا حالي هذا ما حدثتكموه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة (١).

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : أخبرنا ابن الفضل قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا يعقوب ابن سفيان قال : حدثنا صفوان بن صالح قال : حدثنا الوليد قال : حدثنا ابن جابر أن أبا أيوب لم يقعد عن الغزو في زمان عمر وعثمان ومعاوية ، وأنه توفي في غزاة يزيد ابن معاوية القسطنطينية.

قال الوليد : فحدثني شيخ من أهل فلسطين أنه رأى بنية بيضاء دون حائط القسطنطينيه فقالوا قبر أبي أيوب الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتيت تلك البنية ، فرأيت قبره في تلك البنية وعليه قنديل معلق بسلسلة (٢).

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال : أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد الوكيل بقراءتي عليه ، ح.

وأخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء قال : أخبرنا مسعود بن الحصين قالا : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن البسري قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري قال : أخبرنا أبو علي الصفار قال : حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي قال : حدثنا (١٠ ـ ظ) أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ قال : حدثنا حيوة وابن لهيعة قالا : سمعنا يزيد ابن أبي حبيب يقول : حدثني أبو عمران أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول : إن الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها ، ويعمل المحقرات حتى يأتي الله وقد أحطن به ، وقال الوكيل : وقد أحيط به ، وإن الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها حتى يأتي الله آمنا.

__________________

(١) انظره في كنز العمال : ١ / ٢٥٩ ، ١٤٣٥.

(٢) تاريخ بغداد : ١ / ١٥٤.

١٨

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عمر بن اللبان قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ابن الحسن الحدّاد قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال : فأما أسامي أهل الصفة فقد رأيت لبعض المتأخرين تتبعا لذكرهم وجمعهم على حروف المعجم وذكر منهم جماعة ، ثم قال : وذكر خالد بن زيد أبا أيوب الأنصاري ، أهل الصفة من قبل محمد بن جرير ، وأبو أيوب هو صاحب الدار المشهور ، والذي نزل عليه العلم المنشور رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة الى أن بني المسجد والحجرة ، وداره اليوم أيضا بالمدينة مذكورة استغنى عن الصفة ونزولها ، شهد بدرا والعقبة ، لا من أهل الصفة ، توفي بالقسطنطينية ودفن في أصل سورها.

وقال : أخبرنا أبو نعيم قال : حدثنا فاروق الخطابي قال : حدثنا زياد بن الخليل قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال : حدثنا محمد بن فليح قال : حدثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري (١١ ـ و) في تسمية من شهد العقبة أبو أيوب خالد بن زيد (١).

أنبأنا علي بن المفضل المقدسي عن أبي القاسم بن بشكوال قال : أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد إجازة قالا أخبرنا أبو عمر النمري قال : أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال : أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال في كتاب الحروف : ذكر من اسمه خالد من الصحابة ، وهم جماعة ، منهم : أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن جشم بن غنم بن مالك بن النجار ، هكذا حدثني بنسبه محمد بن أبي عوانة الحراني قال : حدثنا سليمان بن يوسف قال : حدثنا سعيد بن بزيع عن محمد بن اسحاق قال : ومن السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة الثانية : أبو أيوب خالد بن زيد ، وشهد بدرا ، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله حين هاجر الى المدينة : فأقام في منزله حتى بنى مسجده ومساكنه ، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهده كلها ، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم

__________________

(١) حلية الاولياء لابي نعيم ـ ط. القاهرة ١٩٣٢ : ١ / ٣٦١.

١٩

بينه وبين مصعب بن عمير ، وشهد بعد ذلك مع علي بن أبي طالب الجمل وصفين ، ثم سكن دمشق ، فلم يزل يغزو الروم حتى قبض في غزوة غزاها مع يزيد بن معاوية ، ودفن في أصل حصن القسطنطينية سنة اثنتين وخمسين ، وقد شهد فتح مصر.

وروى عنه من الصحابة جماعة منهم : المقدام بن معد يكرب والبراء بن عازب وجابر بن سمرة وأبو أمامة ، وعبد الله بن يزيد الخطمي.

وقد روى أبو أيوب عن رسول الله (١١ ـ ظ) صلى الله عليه وسلم حديثا.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري ـ كتابه إلينا من مكة ـ قال : أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال : أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن ثابت قال : أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال : خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة ، أبو أيوب الأنصاري النجاري ، من بني غنم بن مالك بن النجار ، غلبت عليه كنيته ، أمه هند بنت سعد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر ، شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد ، وعليه نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه من بني عمرو بن عوف ، حين قدم المدينة مهاجرا من مكة ، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة ، وبنى مساكنه ، ثم انتقل صلى الله عليه وسلم الى مسكنه ، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير.

قال أبو عمر : حدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا ابن وضاح قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا يونس بن محمد عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي رهم السماعي أن أبا أيوب الأنصاري حدثه قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا الاسفل وكنت في الغرفة فأهريق (١٢ ـ و) ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة نتبع الماء شفقة أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق ، فقلت : يا رسول الله إنه ليس ينبغي ـ أن نكون فوقك ، انتقل الى الغرفة ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمتاعه أن ينتقل ، ومتاعه قليل ، وذكر تمام الحديث.

٢٠