بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٦

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٦

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: الدكتور سهيل زكار
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٨

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقى (١)

الحسين بن عبدالله الخادم :

مولى! الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي ، رابط بعين زربة مدة مديدة ، وروى فيها عن مولاه الحسن بن عرفه.

روى عنه أبو عمر ولاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسي.

أنبأنا أبو نصر بن هبة الله قال : أخبرنا علي بن الحسن قال : أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني قال : حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال : أخبرنا أبو العباس الفضل بن سهل بن محمد الصفار المروزي قال : حدثنا أبو عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسى قال : حدثنا حسين بن عبد الله الخادم مولى الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي بعين زربة ، وكان مرابطا بها نحوا من نيف وعشرين سنة ، قال حدثنا الحسن بن عرفة قال : قدم عبد الله بن المبارك البصرة فدخلت عليه فسألته أن يحدثني فأبى ، وقال : أنت صبي. قال الحسن بن عرفة : فأتيت حماد بن زيد فقلت : يا أبا اسماعيل دخلت على ابن البارك فأبى أن يحدثني فقال : يا جارية هات خفي وطيلساني ، وخرج معي يتوكأ على يدي حتى دخلنا على ابن المبارك فجلس معه على السرير فتحدثا ساعة ، ثم قال له حماد : يا أبا

__________________

(١) ترتيب هذا المجلد هو الرابع بين مجلدات مكتبة أحمد الثالث. وجاء على صفحة الغلاف :

آ ـ نوبة فقير عفو الله تعالى محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحنفي عفا الله عنهم اجمعين بالقاهرة المحروسة في سنة ست وخمسين وثمانمائة. أحسن الله عاقبتهما في خير آمين ، في يوم الاربعاء ، تاسع عشر ربيع الاخر.

ب ـ الحمد لله على نعمه ، انها خيرا وسخاء ، داعيا لمالكه بطول البقاء ودوام الارتقاء ، محمد وعمر بن فهد القاسمي المكي بها سنة ٨٦٩.

٣

عبدالرحمن ألا تحدث هذا الغلام؟ فقال ابن المبارك : يا أبا اسماعيل هو صبي لا يفقه ما يحمله ، قال حماد : حدثه يا أبا عبد الرحمن ، فلعله والله أن يكون آخر من يحدث عنك في الدنيا ، قال الحسن بن عرفه : رحم الله حمادا ما كان أحسن فراسته ، أنا آخر (٢ ـ ـ و) من حدث عن ابن المبارك ، وذكر تمام الحكاية.

الحسين بن عبدالله الصيرفي :

سمع بحلب محمد بن حماد الدوري ، روي عنه أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم الحافظ.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبدالله الدمشقى قال : أخبرنا الإمام أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي ـ قراءة عليه وأنا أسمع بأصبهان ـ قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف ، قال : أخبرنا أبو عبدالله الحافظ قال : حدثني الحسين بن عبد الله الصيرفي قال : حدثني محمد بن حماد الدوري بحلب قال : أخبرني أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست قال : حدثنا حجاج ابن الشاعر قال : اجتمع أحمد بن حنبل ، ويحيي بن معين ، وعلي بن المديني في جماعة منهم ، اجتمعوا فتذاكروا أجود الأسانيد الجياد ، فقال رجل منهم : أجود الأسانيد سعد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عامر أخي أم سلمة عن أم سلمة. وقال علي ابن المديني : أجود الأسانيد ابن عون عن محمد عن عبيدة عن علي. وقال : أبو عبد الله الزهري عن سالم عن أبيه. وقال يحيي : الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله ، فقال له إنسان : الأعمش مثل الزهري؟ فقال : برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري ، الزهري يري القرض والاجارة ، وكان يعمل لبني أمية ، وذكر الأعمش فمدحه ، فقال : فقير صبور مجانب للسلطان ، وذكر علمه بالقرآن وورعه (١)

__________________

(١) الزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري (٥١ ـ ١٢٤ ه‍) امام الائمة وسيد كبير من اوائل التابعين ، شيخ ابن اسحاق ومالك الاوزاعي ، عد بمثابة المستشار التاريخي للخلافة الاموية. انظره حوله مقدمة كتاب المغازي بتحقيقي والاعمش هو سليمان بن مهران (٦١ ـ ١٤٨ ه‍) تابعي مشهور بعلوم القرآن والحديث والفرائض ، قبل فيه : لم ير السلاطين والملوك والاغنياء في مجلس أحقر منهم في مجلس الاعمش ، مع شدة حاجته وفقره. الاعلام للزركلي.

٤

الحسين بن عبد الله الانطاكي :

حدث (١).

روى عنه أبو عمرو محمد بن علي بن الحسن بن الخليل القطان.

الحسين بن عبد الله الارتاحي :

من قرية بين أنطاكية وحلب يقال لها أرتاح بالقرب من ثغر حارم ، وهي قرية جامعة ، وكان بها حصن مانع.

روي عن عبد الله بن خبيق الانطاكي.

روي عنه عم أبي أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ يعقوب.

قرأت في أمالي أبي نعيم الاصبهاني : حدثنا أبي رحمه الله قال : قرأت في كتاب يعقوب أخي جدي حديثا ، قال : حدثنا الحسين بن عبد الله الارتاحي قال : حدثنا عبد الله بن خبيق ، قال : حدثنا يوسف بن أسباط قال : جاء رجل الي استاذنا سفيان الثوري فقال : إني أريد أن آتي الشام فأقيم في بعض حصونها فأعبد ربي فيه؟ فقال له سفيان : أوصيك بوصية ، اذا أتيت الشام واتخذت فيها مائة صديق فاترك تسعة وتسعين وكن في الواحد شاكا.

الحسين بن عبد الله البغراسي :

من أهل بغراس حصن مذكور بالقرب من أنطاكية وقد ذكرناه في ديباجة كتابنا هذا (٢). روي عن أبي بحر عبد العزيز بن قرة الثغري التميمي ، روي عنه القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكي.

ذكر من اسم أبيه عبد الرحمن ممن اسمه الحسين

الحسين بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن محمد بن الحسين الكرابيسي :

ابن علي (٣ ـ و) أبو عبد الله بن العجمي الحلبي كان أبوه عبد الرحمن بن

__________________

(١) فراغ بالاصل.

(٢) انظر الجزء الاول ص ١٥١ ـ ١٥٢.

٥

طاهر من أهل نيسابور فاتنقل الي حلب ، وأمام بها وعرف بالعجمي ، وولد له بها أولاد ثلاثة : طاهر والحسين هذا ، والحسن ، فأما الحسين وطاهر فلا عقب لهما والعقب من ولده الحسن ، وكان أبو عبد الله الحسين من ذوي الزهد والدين والورع وكان يميل الي عقيدة الحنابلة وترك التأويل في أحاديث الصفات وحملها علي ظاهرها ويطعن علي أبي الحسن الاشعري.

رحل الي مصر ولقي بها وبغيرها جماعة من العلماء وحدث بحلب عن الحافظ الشهيد أبي القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين الرميلي المقدسي وأبي أحمد حامد بن يوسف التفليسي البرزندي.

روي عنه أحمد بن أحمد الدندنقاني ، وعلي بن مرشد بن علي بن منقذ الكناني وأبو نصر بن ظفر بن أبي محمد القباني المحتسب الحلبي. وله أشعار في الزهد والحكمة فيها لين ، ووقفت له علي مجموع بخطه يتضمن فوائد ووفاءات وتواريخ.

أخبرنا تاج الدين أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي قال : أخبرنا أبي أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن اسماعيل القرطبي قال : أخبرنا أبو نصر عبد الصمد بن ظفر بن أبي محمد الحلبي بها سنة تسع وستين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام الأجل أبو عبدالله الحسين بن عبد الرحمن بن طاهر النيسابوري قال : أخبرنا الشيخ الحافظ أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين المقدسي قال : أخبرنا ابراهيم بن عمر البرمكي البغدادي قال : أخبرنا أبو عبدالله عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن (٣ ـ ظ) الحسين الآجري (١).

نقلت من خط علي بن مرشد بن علي بن منقذ الشيزري قال : حدثني الشيخ أبو عبد الله الحسين بن طاهر بن العجمي الزاهد الفقيه العالم بحلب قال : قرأت علي مقبرة بجبل الطور في أرض بيت المقدس بيتا وهو في شهر ربيع الاول وهو :

أري كل انسان يعلل نفسه

اذا ما مضي عام سلامة قابل

__________________

(١) تبع هذا فراغ مقداره اربعة اسطر.

٦

قلت : فمني كان ذلك؟ قال : سنة اثنتين وتسعين ، وهي السنة التي أخذ فيها الافرنج لعنهم الله ، بيت المقدس ، يوم الجمعة سادس وعشرين شهر رمضان من شماليها وشرقيها من برج يقال له برج الطوسي فأجازها كما أنشدني :

تسوفني نفسي ستعمل صالحا

وأعلم أن السوف لا شك قاتلي

فلله قوم فكروا فتيقظوا

ومالوا علي اللذات ميلة قافل

رجال اذا هموا أثاروا وقبلوا

متون مطاياهم صدور المنازل

تزود من الدنيا فانك راحل

ولا تغترر منها بعذب المناهل

فكل نعيم لا محالة زائل

وكل نعيم زال ليس بطائل

شاهدت في جزء بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن أبي جرادة أثبت (٤ ـ و) ذكر جماعة من شيوخ حلب وحالهم قال : الشيخان الفقيهان : أبو محمد طاهر وأبو عبد الله الحسين فذكر مولد طاهر ووفاته ، ثم قال : ومولد أخيه الحسين في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، وتوفي يوم عرفة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة رويا عن الفقيه أبي حامد التفليسي وغيره ، ولهما رحلة الي مصر ، ولقيا جماعة من العلماء بها وبغيرها.

هكذا وقع بخط أبي المكارم عن الفقيه أبي حامد التفليسي ، وهو وهم ، وانما هو أبو أحمد حامد بن يوسف ، وذكره في عدة مواضع في هذا الخبر علي الوهم ، وكأنه علق الجزء من خاطره لبعض المحدثين بدمشق ، فوهم في كنية التفليسي ، ولم يعرف اسمه واشتبه عليه اسم أبيه بكنيته ، والله أعلم.

بلغني أن ختلغ آبه (١) أمير حلب اعتقل الشيخ أبا عبد الله بن العجي وابن أخيه أبا طالب عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن بقلعة حلب بسعاية بعض الشيعة بحلب ، ونقلوا اليه عنهما أن المجن الفوعي (٢) أودع عندهما وديعة ، وكان ختلغ قد تتبع جماعة من الحلبيين وصادرهم ظلما وعدوانا ، وكان الشيخ أبو عبد

__________________

(١) انظر حوله كتاب زبدة الحلب : ٢ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨.

(٢) انظر حوله عندما كان مقدما لاحداث حلب ثم مصرعه كتابي مدخل الي تاريخ الحروب الصليبية : ٢٤٣ ـ ٢٤٤.

٧

الله لا يأكل طعاما إلا بملح يقدمه علي طعامه ، عملا بالسنة ، قالوا : فثقبت كعاب الشيخ أبي طالب ابن أخيه ، وأحضر في ذلك اليوم لهما طعام ، فقال الشيخ أبو عبد الله لغلامه ما أتيتني بملح؟ فقال : لا ، فامتنع عن الاكل الي أن يأتيه بالملح ، فقال له ابن أخيه أبو طالب : ما يشغلك ما نحن فيه عن طلب الملح في هذا الوقت فقال له (٤ ـ ظ) أبو عبد الله : ما بقيت أقعد عندك ، ولبس ثوبه ورداءه وجلس ، قالوا : فضحك أبو طالب وقال : ان تركوك ، قال : فلم يستتم كلامه حتي جاء رسول خلطبا (١) وأخرج أبا عبد الله من الاعتقال وترك أبا طالب علي حاله.

وسمعت عمي أبا غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة يقول : حدثني الخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم قال : كان صاحب حلب قد اعتقل أبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العجمي وعمه الشيخ أبا عبدالله ابن عبد الرحمن بقلعة حلب ، فرأي أبو عبد الله ابن أخيه أبا طالب قليل الصبر كثير التململ ضيق الصدر ، فقال له : يا أبا طالب تصبر أو أخليك وأنزل؟ فقال له : ان تركوك فانزل فما مضي الا هنيئة واذا برسول صاحب حلب قد جاء وأخرج الشيخ أبا عبدالله من الاعتقال ، وترك أبا طالب مكانه.

سألت أبا بكر أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن العجمي الحلبي عن وفاة عم جده أبي عبد الله بن العجمي ، فقال : توفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بحلب.

ثم وقع إلي بالقاهرة تاريخ لمحمد بن علي العظيمي بخطه فنقلت منه في حوادث سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، وأنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره عنه قال : مات الشيخ الإمام أبو عبدالله بن العجمي رحمه الله الدين الزاهد (٢) ورثيته.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه في حوادث سنة أربع وثلاثين وخمسمائة قال : وفي ثالث (٥ ـ و) ذي الحجة توفي الشيخ أبو عبد الله الزاهد بن العجمي رحمه الله ، حدثني من حضره قال : جئت افتقده وهو في آخر قوته ، فقلت كيف تجدك؟ وأومأ إلي ايماء ، فما شككت أنه تلك الساعة يموت

__________________

(١) هو نفسه ختلغ آبه.

(٢) هذا الخبر ليس في تاريخ العظيمي المطبوع.

٨

فقال : امضوا فعلي مهلة الي بعد غد ، وكلا قد عطس ثلاث عطسات كل عطسة ليوم فكان الامر كما ذكره رحمه الله.

الحسين بن عبد الرحمن بن مروان :

أبو عبد الله الأسدي وقيل فيه الازدي ، القاضي الصابوني الأنطاكي وهو والد أبي عبد الله الحسين بن الحسين قاضي الثغور الذي قدمنا ذكره ، ووالد عبيد الله بن الحسين قاضي أنطاكية ، وولي هذا القضاء أيضا ، وحدث بحلب عن أحمد ابن عبد الله بن محمد الكندي ، وروي عن عبد الله بن الحسين العقيلي ، روي عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي ومحمد بن جعفر بن أبي الزبير المنبجي.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة ، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي وابنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن القاضي ، ومحمد بن أحمد الطرسوسي قالوا : أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر ابن الموصول الحلبي قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال : حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي قال : أخبرنا أبو عبيد الله بن أبي نمير القطبي الحلبي قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن صالح السبيعي (٥ ـ ظ) الحلبي الحافظ قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الصابوني القاضي الانطاكي بحلب ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الكندي قال : حدثنا ابراهيم بن الجراح عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن عبد الملك ابن عمير عن عطية القرظي قال : عرضت علي النبي صلي الله عليه وسلم يوم قريظة فقال : انظروا فان كان أنبت فاضربوا عنقه فوجدوني لم أنبت ، فخلا سبيلي (١).

قرأت في ديوان شعر العباس بن الوليد الخياط أبي الفضل المصيصي ، من نسخة رثة سيرها إلي القاضي أبو محمد بن الخشاب قال فيه : وله في القاضي الصابوني الاعور يمدحه :

__________________

(١) انظر مغازي الزهري : ٨١ ـ ٨٣.

٩

قاض علي الثغر من بني أسد

قد مات حساده من الحسد

لا يشمت البخل بالسماح ولا

تراه والمنكرات في بلد

تري يد الجور من قضيته

بالعدل مقطوعة من العضد

هكذا قال في الشعر من بني أسد بفتح السين ولعله رآه مكتوب في نسبته الأسدي فظنه أسد بتحريك السين ، والصحيح أنه أزدي ، ويقال فيه الأسدي وأزدي بسكون السين وبالزاي جميعا والله أعلم (١).

والازد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن الغطريف ابن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك ابن الازد أيضا. وأكثر ما ينسب ولد الازد بن عمران بالسين الساكنة ، وهم رهط المهلب بن أبي صفرة ، وفي الازد أيضا بطن أسديون يقال لهم بنو أسد ، بتحريك السين ، وهو أسد بن شريك ـ بضم الشين ـ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم ، ولهم خطة بالبصرة ، يقال لها خطة بني أسد ، وليس بالبصرة خطة لبني أسد بن خزيمة (٢) ، وفي الازد : أسد بن الحارث بن العتيك بن ازد بن عمران ، فيحتمل أن يكون القاضي الصابوني منهم ، فيقال فيه : الأزدي والأسدي والاسدي ، والله أعلم.

وقد روي أبو حفص العتكي عن أبيه عبيد الله بن الحسين فقال : أخبرنا عبيد الله بن الحسين القاضي الازدي ، وهو أخو الحسين بن الحسين ، وسيأتي ذلك في ترجمة عبيد الله بن الحسين ان شاء الله تعالي. (٦ ـ و).

الحسين بن عبد الرحمن :

أبو علي قاضي حلب ، روي عنه النسائي ، وقال : ثقة ويحتمل أن يكون القاضي الصابوني ، وكناه أبا علي ، والله أعلم.

الحسين بن عبد الرحمن الحلبي :

روي عن أبيه ، روي عنه محمد بن أحمد الكوفي.

__________________

(١) انظر كتاب الايناس في علم الانساب للوزير المغربي ـ ط. الرياض ١٩٨٠ : ٥٧.

(٢) الايناس : ٧٧.

١٠

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن ـ فيما اذن لنا في روايته عنه ـ قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال : أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين العسكري قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : حدثني محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي بمصر قال : أخبرنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي الحسن بن أبي العصام العدوي قال : حدثنا أبو العباس عيسي بن عبد الرحيم قال : حدثني علي وابن محمد ـ هو ابن حيون ـ قال : حدثني محمد بن أحمد الكوفي قال : حدثني الحسين بن عبد الرحمن الحلبي عن أبيه قال : أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة سموا له من أهل البصرة ، فجمعوا ، فأبصرهم طفيلي فقال : ما اجتمع هؤلاء إلا لصنيع ، فانسل فدخل وسطهم ، ومضي بهم الموكلون حتي انتهوا بهم إلي زورق أعدلهم فدخلوا الزورق ، فقال الطفيلي : هي نزهة ، فدخل معهم الزورق ، فلم يك بأسرع بأن قيد القوم وقيد معهم الطفيلي ، فقال الطفيلي : بلغ تطفيلي إلي القيود ، ثم سير بهم إلي بغداد ، فدخلوا علي المأمون فجعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا فيأمر بضرب رقابهم حتي وصل (٦ ـ ظ) إلي الطفيلي وقد استوفوا عدة القوم ، فقال للموكلين بهم : ما هذا؟ فقالوا والله ما ندري ، غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به ، فقال المأمون : ما قصتك ويلك؟ فقال يا أمير المؤمنين امرأته طالق ان كان يعرف من أقوالهم شيئا ولا يعرف إلا الله ومحمد النبي صلي الله عليه وسلم ، وإنما أنا رجل رأيتهم مجتمعين فظننت صنيعا يغدون إليه ، فضحك المأمون وقال : يؤدب.

وكان ابراهيم بن المهدي قائما علي رأس المأمون فقال يا أمير المؤمنين قلت لي : أدبه ، أحدثك بحديث عجيب عن نفسي ، فقال : قل يا ابراهيم ، قال يا أمير المؤمنين خرجت من عندك يوما في سكك بغداد متطربا حتي انتهيت إلي موضع سماه فشممت يا أمير المؤمنين من جناح أبا زير قدورا قد فاح طيبها ، فتاقت نفسي إليها وإلي طيب ريحها ، فوفقت علي خياط وقلت له : لمن هذه الدار؟ فقال : لرجل من التجار من البزازين ، قلت ما اسمه؟ قال : فلان بن فلان فرميت بطرفي الي الجناح فإذا في بعضه شباك فأنظر إلي كف قد خرج من الشباك قابضا علي بعضه ومعصم

١١

فشغلني يا أمير المؤمنين الكف والمعصم عن رائحة القدور فبقيت باهتا ساعة ثم أدركني ذهني ، فقلت للخياط : هو ممن يشرب النبيذ؟ قال : نعم وأحسب عنده اليوم دعوة ، وليس ينادم إلا تجارا مثله مستورين فإني لكذلك إذا قبل رجلان نبيلان راكبان من رأس الدرب ، قال الخياط : هؤلاء منادموه ، فقلت ما أسماؤهما (٧ ـ و) وما كناهما؟ فقال : فلان وفلان ، وأخبرني بكناهما ، فحركت دابتي وداخلتهما ، وقلت جعلت فداكما قد استبطأ كما أبو فلان أعزه الله ، وسايرتهما حتى أتينا الى الباب ، فأجلّاني وقدماني فدخلت ، ودخلا فلما رآني معهما صاحب المنزل لم يشك أني منهما بسبيل أو قادم قدمت عليهما من موضع ، فرحب وأجلسني في أفضل موضع ، فجيء يا أمير المؤمنين بمائدة ، وعليها خبز نظيف وأتينا بتلك الألوان فكان طعمها أطيب من ريحها ، فقلت في نفسي هذه الالوان قد أكلتها ، بقيت الكف أصل الى صاحبتها ، ثم رفع الطعام وجيء بالوضوء ، ثم صرنا إلى منزل المنادمة فإذا أشكل منزل يا أمير المؤمنين ، وجعل صاحب المنزل يلاطفني ويقبل علي بالحديث وجعلوا لا يشكون أن ذلك منه لي عن معرفة متقدمة ، وإنما ذلك الفعل كان منه لما ظن أني منهما بسبيل حتى إذا شربنا أقداحا خرجت علينا جارية يا أمير المؤمنين كأنها غصن بان يتثنى ، فأقبلت تمشي فسلمت غير خجلة ، وثنيت لها وسادة فجلست وأتي بعود فوضع في حجرها فجسته فاستبنت في جسها حذقها ثم اندفعت تغني :

توهمهما طرفي فأصبح خدها

وفيه مكان الوهم من نظري أثر

فصافحها قلبي فآلم كفها

فمن مئتن قلبي في أناملها عفر

فهيجت يا أمير المؤمنين بلابلي فطربت لحسن شعرها وحذقها ثم اندفعت تغني :

أشرت إليها هل عرفت مودتي

فردت بطرف العين إني على العهد

(٧ ـ ظ)

فحدت عن الإظهار عمدا لسرها

وحادت عن الإظهار أيضا على عمد

١٢

فصحت : السلاح يا أمير المؤمنين وجاءني من الطرب مالم أملك نفسي ، ثم اندفعت تغني الصوت الثالث :

أليس عجيبا أن بيتا يضمني

واياك لا نخلو ولا نتكلم

سوى أعين تشكو الهوى بجفونها

وتقطيع أنفاس على الناي تضرم

إشارة أفواه وغمز حواجب

وتكسير أجفان وكف تسلم

فحسدتها يا أمير المؤمنين على حذقها واصابتها معنى الشعر أنها لم تخرج من الفن الذي ابتدأت فيه فقلت : بقي عليك يا جارية ، فضربت بعودها الارض وقالت : متى كنتم تحضرون مجلسكم البغضاء؟ فندمت على ما كان مني ورأيت القوم كأنهم قد يغيروا لي ، فقلت : ليس ثم عود؟ قالوا : بلى والله يا سيدنا ، فأتيت بعود وأصلحت من شأني ما أردت ثم اندفعت أغني :

ما للمنازل لا تجيب حزينا

أصممن أم قدم المدى فبلينا

روحوا العشية روحة مذكورة

إن متن متن وإن حيين حيينا

فما استتممت يا أمر المؤمنين حتى خرجت الجارية فأكبت على رجلي فقبلتهما وتقول : معذرة يا سيدي والله ما سمعت من يغني هذا الصوت مثلك أحدا ، وقام مولاها وجميع من كان حاضرا فصنعوا كصنيعها ، وطرب القوم واستحثوا الشراب فشربوا بالكاسات والطاسات ، ثم اندفعت أغني (٨ ـ و) :

أفي الله أن تمسين لا تذكرينني

وقد سحمت (١) عيناي من ذكرك الدما

الى الله أشكو بخلها وسماحتى

إذا عسل مني وتبدل علقما

فردي مصاب القلب أنت قتلته

ولا تتركيه ذاهب القلب مضرما

الى الله أشكو أنها أجنبية

وأني بها ما عشت بالود مغرما

فجاءنا من طرب القوم يا أمير المؤمنين شيء خشيت أن يخرجوا من عقولهم فأمسكت ساعة حتى هدأوا مما كانوا فيه من الطرب ، ثم اندفعوا في الشرب بالصراحيات صرفا على ذلك الطرب فاندفعت أغني الصوت الثالث.

__________________

(١) السحم : الدم تغمس فيه أيدي المتحالفين. القاموس.

١٣

هذا محبك مطوى على كمده

حري مدامعه تجري على جسده

له يد تسأل الرحمن راحة

مما به ويد أخرى على كبده

يا من رأى أسفا مستهترا أسفا

كانت منيته في عينه ويده

فجعلت الجارية تصيح : هذا والله الغناء يا سيدي ، وسكر القوم وخرجوا من عقولهم ، وكان صاحب المنزل جيد الشرب ، حسن المعرفة ، فأمر غلمانه مع غلمانهم بحفظهم وصرفهم الى منازلهم ، وخلوت معه فشربنا أقداحا ثم قال لي : يا سيدي ذهب ما كان من أيامي ضائعا إذ كنت لا أعرفك ، فمن أنت يا مولاي؟ فلم يزل يلج علي حتى أخبرته ، فقام يقبل رأسي وقال : يا سيدي وأنا أعجب يكون هذا الادب الا من مثلك واذا إني مع الخلافة وأنا لا أشعر ، ثم سائلني عن قصتي وكيف حملت نفسي على ما فعلت ، فأخبرته خبر الطعام ، وخبر الكف والمعصم ، فقلت : أما الطعام فقد نلت منه حاجتي ، فقال : والكف والمعصم ، ثم قال : يا فلانة ، لجارية له ، قولي لفلانة تنزل فجعل (٨ ـ ظ) ينزل لي واحدة واحدة فأنظر الى كفها ومعصمها ، فأقول : ليس هي ، قال : والله ما بقي غير أختي وأمي والله لانزلهما إليك ، فعجبت من كرمه وسعة صدره ، فقلت : جعلت فداك إبدأ باختك قبل الامام فعسى أن تكون هي ، فقال : صدقت فنزلت فلما رأيت كفها ومعصمها قلت : هي ذه ، فأمر غلمانه فصاروا الى عشرة مشايخ من جلة جيرانه في ذلك الوقت ، فأحضروا ، ثم أمر ببدرتين فيهما عشرون ألف درهم ، وقال للمشايخ : هذه أختي فلانه أشهدكم أني قد زوجتها من سيدي ابراهيم بن المهدي وأمهرتها عنه عشرة آلاف درهم ، فرضيت وقبلت النكاح ودفع إليها البدرة ، وفرق البدرة الاخرى على المشايخ ، ثم قال لهم : اعذروا فهذا ما حضر على الحال ، فقبضوها ، ونهضوا ، ثم قال يا سيدي أمهد لك بعض البيوت تنام مع أهلك فأحشمني والله ما رأيت من سعة صدره ، وكرم خيمه (١) ، فقلت : بل أحضر عمارية وأحملها الى منزلي ، فقال ما شئت ، فأحضرت عمارية فحملتها ، وصرت بها الى منزلي فوحقك يا أمير المؤمنين لقد حمل إليّ جهازها ما ضاقت به بعض بيوتنا ، فاولدتها هذا القائم على رأس سيدي أمير المؤمنين ، فعجب المأمون من كرم ذلك الرجل وسعة صدره وقال : لله أبوه ما سمعت مثله قط ، ثم أطلق الرجل الطفيلي

__________________

(١) الخيم : السجية والطبيعة. القاموس.

١٤

واجازه جائزة سنية وأمر ابراهيم بإحضار الرجل ، فكان من خواص المأمون وأهل صحبته (١) (٩ ـ و).

الحسين بن عبد الواحد بن محمد بن عبد القادر القنسريني :

أبو عبد الله المقرئ النحوي ، كان مقرئا مجيدا نحويا ، وكان مقيما بحلب يفيد علم القراءات والعربية. قرأ على أبي الحسن أحمد بن رضوان وعبيد الله بن الليث.

قرأ عليه أبو المجد عبيد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة ، وجد جدي أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة ، وصنف لجد جدي كتابا مفيدا في القراءات السبعة ، سماه بالتهذيب وكتبه له بخطه ، وهو الآن عندي ، وقرأ عليه النحو أبو الفرج سعيد بن علي بن محمد بن السلالي بحلب في سنة ثلاثين وأربعمائة ، فقد توفي بعد ذلك.

وأخبرنا بكتابه المسمى بالتهذيب شيخنا أبو اليمن الكندي في الاجازة قال : كتب إلينا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال : أخبرنا أبي أبو المجد عبد الله قال : أخبرنا أبو عبد الله القنسريني.

أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله ابن عمي عبد الصمد قال : سمعت جدي عبد الصمد بن عبد الله ، ح.

قال عبد الواحد : وسمعت أبا الفتح يحيى ابن عم أبي أبي غانم محمد بن هبة الله قال : سمعت أبا غانم ، قالا : كان القاضي أبو الفضل عبد الله بن أحمد يقرأ على الشيخ أبي عبد الله القنسريني فمضى الى منزله ليلة ليقرأ عليه وكانت ليلة مطيرة ، فصادف الشيخ أبا عبد الله يقرأ القرآن ، وكان يقرأ قراءة طيبة ، فوقف بالباب يسمع قراءته ويلتذ بحسن قراءته وطيب صوته ، والمطر ينزل على رأسه ، ولم ير أن يقطع عليه قراءته حتى مضى أكثر الليل ، وسكت أبو عبد الله فطرق الباب ،

__________________

(١) الحكاية كاملة في مروج الذهب للمسعودي ـ ط. القاهرة ١٩٥٨ : ٤ / ٩ ـ ١٤ ، ولا توجد ترجمة للحلبي في تاريخ ابن عساكر ولا في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.

١٥

ففتح له فرآه مبتل الثياب ، فسأله عن حاله ، فأخبره بالصورة ، فعظم ذلك عليه ، وقال له : كنت دخلت عليّ وكنت أقرأ لك الى الصباح.

قال عماي : وسافر أبو عبد الله القنسريني الى العراق فحضر بعض الشيوخ القراء ببغداد وأصحابه يقرءون عليه فجلس في أخريات الناس ، فحين رأوه ازدروه واستبشعوا زيه ، وأبو عبد الله ساكت ، فلما فرغ أصحابه تقدم أبو عبد الله ، وطلب أن يقرأ عليه شيئا ، فقال له : اقرأ على بعض الطلبه الى أن تجود ، ثم اقرأ عليّ ، فقال أشتهي أن أقرأ عليك خمسا ، فلم ير الشيخ أن يكسر خاطره ، فأذن له ، فلما قرأ ، قال له : من أين تكون؟ قال : من الشام ، قال له : لعلك أبو عبد الله القنسريني؟ قال : نعم فقام له الشيخ وأكرمه وأجلسه الى جانبه ، وقال أنا أحق بالقراءة عليك ، قال هذا أو معناه ، قلت : وأظن هذا الشيخ المقرئ هو أبو الحسن ابن رضوان ، والله أعلم.

الحسين بن عبيد الله :

ابن الحسين بن ابراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين الاصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو علي بن أبي أحمد العلوي النصيبي ، أبوه شريف مذكور من أعيان الشرفاء ، وقد الى حلب على أميرها سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان.

ذكره الحسين بن جعفر بن خداع النسابة في «كتاب المعقبين من ولد الحسن والحسين عليهما السلام» وقال : إنه وفد على سيف الدولة بن أبي الهيجاء بن حمدان الى حلب ، وقتل معه في انهزامه في غزاة المصيبة ، وذكر أن أمه أم ولد.

وغزاة المصيبة كانت في سنة .... وأربعين وثلاثمائة (١).

ذكر من اسم أبيه عبيد ممن اسمه الحسين (٩ ـ ظ)

الحسين بن عبيد الهمذاني :

حدث بطرسوس عن عبد الحميد بن عصام الجرجاني. روى عنه محمد بن

__________________

(١) فراغ بالاصل ، وكانت الغزاة التي نجا فيها سيف الدولة بكل صعوبة سنة ٣٣٩ ه‍ انظر زبدة الحلب : ١ / ١٢١.

١٦

أيوب بن المعافى العكبري ، ويقع في بعض الاصول الحسن بن عبيد ، والحسين هو الصحيح.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد ، فيما أذن لنا في روايته عنه ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال : أخبرنا الشيخ أبو اسحاق ابراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق قال : حدثنا محمد بن أيوب بن المعافى العكبري قال : حدثنا الحسين بن عبيد الهمذاني بطرسوس قال : حدثنا عبد الحميد بن عصام الجرجاني قال : حدثنا محمد بن يوسف الفيريابي قال : حدثنا سفيان الثوري عن سفيان بن عيينه عن ابن ابي نجيح أنه سئل عن السياحين قال هم الصائمون.

الحسين بن عبيد المصيصي :

حدث عن عتيق بن عبد الرحمن الاذني. روى عنه عبد الرحمن بن أبي نصر أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي ، وقرأته بخطه ، قال : قرأت على أبي الحسن أحمد بن حمزة بن الموازيني بدمشق : أخبركم جدك أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي المعبر ، إجازة ، قال : أخبرنا الحافظ عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني ، إجازة ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال : حدثنا الحسين بن عبيد المصيصي قال : حدثنا عتيق بن عبد الرحمن (١٠ ـ و) الاسدي قال : حدثنا أحمد بن حرب الطائي قال كنا عند سفيان ابن عينية فحدثنا حتى ضجر ، ثم ألقى الكتاب ، فقال : قوموا عني ، فقام اليه رجل فقال : أتضجر والله إن أحدنا ليهم بالحج من أقصى خراسان ، فإذا ذكرك حج ، ولولاك ما حج ، فأخذ الكتاب وأنشأ يقول :

خلت الديار فسدت غير مسود

ومن الشقاء تفردي بالسؤدد

١٧

ذكر من اسم ابيه على ممن اسمه الحسين

الحسين بن علي بن الحسين بن علي :

أبو علي المروزي ، حدث بحلب عن محمود بن والان. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي الحلبي.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وأبو محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان الاسدي وولده أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن القاضي ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الطرسوسي الحلبيون قالوا : أخبرنا الشيخ الامين أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال : أخبرنا الشيخ. بو الحسن علي ابن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة قال : حدثني الشيخ أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل الجلي الحلبي بحلب ، قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عبد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير العابد الحلبي بحلب ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين السبيعي بحلب قال : حدثنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن علي المروزي بحلب قال : حدثنا أبو حامد محمود بن والان قال : حدثنا علي بن حجر بن اياس (١٠ ـ ظ) السعدي قال : حدثنا يوسف بن زياد قال : أخبرنا عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم عن الأعرج عن أبي هريرة قال : خضت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم السوق ، فقعد على البزازين فاشترى سراويلا بأربعة دراهم ، قال : وكان لاهل السوق رجل يزن بينهم الدراهم يقال له فلان الوزان فجيء ليزن ثمن السراويل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «أتزن وأرجح» ، فقال الرجل : إن هذا القول ما سمعته من أحد من الناس ، فمن هذا الرجل؟ قال أبو هريرة : قلت حسبك من الزهق (١) والجفاء في جنبك أن لا تعرف نبيك صلى الله عليه وسلم ، فقال الرجل : أهذا رسول الله؟ وألقى الميزان ووثب الى يد رسول الله يأخذها ويقبلها ، فجذبها رسول الله وقال : إنما يفعل هذه الاعاجم بملوكها فإني لست بملك إنما أنا رجل منكم ، ثم جلس فاتزن الدراهم وأرجح كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرفنا تناولت السراويل من رسول الله لا حملها عنه فمنعني وقال : صاحب الشيء أحق بحمله إلا أن يكون ضعيفا يعجز فيعينه أخوه المسلم ، قلت : يا رسول

__________________

(١) أي حسبك من الهلاك ، النهاية لابن الاثير.

١٨

الله وإنك لتلبس السراويل؟ قال : نعم بالليل والنهار ، في السفر والحضر ، قال يوسف : وشككت في قولي : ومع أهلي فإني أمرت بالتستر فلم أجد ثوبا أستر من السراويل (١).

الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان :

ابن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد (١٠ ـ و) التغلبي أبو العشائر الحمداني ، وتمام نسبه مذكور في ترجمة أبي فراس.

أمير فارس مشهور شاعر مجيد كان بحلب في خدمة ابن عمه سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان ، وولاه أنطاكية روى عنه أبو بكر الخالدي وفيه يقول أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان من قصيدته الرائية التي يذكر فيها مآثر قومه من بني حمدان :

ومنا الحسين القرم شبه جده

حمى نفسه والجيش للجيش غامر (٢)

قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه في تفسير هذا البيت وذلك أنه كبسه عسكر الاخشيد مع يانس المؤنسي وهو منصرف من أنطاكية من الميدان ، وأصابته نشابة في وجهه أخرج نصلها بعد أيام ، فلم يزل يضرب في أوساطهم بالسيف حتى تخلص ، وأسر بعد ذلك في دلوك (٣) ، وكان له في بلد الروم أجمل أثر وأشرف فعل في اكرام الأسارى.

قال ابن خالويه : سار سيف الدولة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة الى بلد يانس بن شمشقيق (٤) لما بلغه حلفه للملك على لقائه وحمل معه الزواريق مخلعة حتى عقدها على أرسناس (٥) ، وخلف بدلوك أبا العشائر الحسين بن علي بن الحسين

__________________

(١) انظر كنز العمال : ٤ / ٩٩٦١.

(٢) ديوانه : ٣٨.

(٣) بليدة من نواحي حلب بالعواصم. معجم البلدان.

(٤) من مشاهير القادة البيزنطيين من أصل أرمني ، تسلم عرش الامبراطورية وحكم من ٩٦٩ الى ٩٧٦ ورسم اسمه بالحروف اللاتينيه johnTzimisces.

(٥) اسم نهر في بلاد الروم يوصف ببرودد الماء. معجم البلدان.

١٩

ابن حمدان ورسم له الزول على حصن عرنداس (١) وبناءه ، وخلف الأمير أبا فراس ورسم له بناء حصن البرزمان (٢) ، فكلاهما يستعد حتى خرج لاون البطريق في جموع أبيه وسبق الخبر الى أبي العشائر فخرج (١١ ـ ظ) طمعا فيه ليسابق أبا فراس اليه ، ولقيه فوجده في عدد عظيم وانكشف عن أبي العشائر أصحابه ، وثبت يقاتل حتى أسر وضرب وجها من الارمن يعرف بأبي الاسد فقتله ، وبلغ أبا فراس الخبر فنفر في أربعمائة فارس من العرب سوى العجم وأتبعه الى مرعش (٣) فلم يلحقه ، فكتب اليه في قصيدة :

أأبا العشائر ان أسرت فطالما

أسرت لك البيض الرقاق رجالا

لما أجلت المهر فوق رؤوسهم

نسجت له حمر الشعور عقالا

يا من اذا حمل الحصان على الوجى

قال اتخذ حبك التريك بغالا

ألا دعوت أخاك وهو مصاقب

يكفي العظيم ويحمل الاثقالا

ألا دعوت أبا فراس انه

ممن اذا طلب الممنّع نالا

وردت بعيد الفوت أرضك خيله

سرعا كأمثال القطا أرسالا (٤)

قرأت في جزء أحضره إليّ الحافظ عماد الدين أبو القاسم علي بن الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن يتضمن سيرة سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان وأخباره ، تأليف أبي الحسن علي بن الحسين الزراد الديلمي ذكر في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة قال : وسار أبو العشائر الحسين بن علي بن حمدان من حلب الى مرعى وسلمها إليهم وسار أبو العشائر الحسين بن علي بن حمدان من حلب الى مرعش وسلممها إليهم وبعض غلمانه ، فلم يشعر إلا بالروم قد أقبلوا عليه فركب فرسه وركب أصحابه فطردهم الروم ، وكان (١٢ ـ و) أبو العشائر قد ثمل من الخمر فغلبه السكر ، فسقط عن الفرس ، فأدركه الروم فأسروه وحملوه الى قسطنطينية.

__________________

(١) لم اقف على تعريف له ، انظر زبدة الحلب : ١ / ١٢٦.

(٢) قلعة من العواصم من نواحي حلب. معجم البلدان.

(٣) مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم. معجم البلدان.

(٤) ديوانه : ١٦٥ ـ مع فوارق.

٢٠