بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٢

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: الدكتور سهيل زكار
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٢

١
٢
٣

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي (١)

احمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن يزيد بن المنادي ، أبو الحسين البغدادي

حدث عن جده محمد ، وأبي داود سليمان بن الأشعث وزكريا بن يحيى المروزي ، وأبي البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ، والعباس بن محمد الدوري ، ومحمد ابن أبي موسى الزرقي ، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ، وأبي العباس عيسى بن محمد بن عيسى المروزي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وكثيّر بن شهاب القزويني ، وأبي بكر عمر بن ابراهيم ، والحسن بن المتوكل ، والحسن بن العباس الرازي ، والعباس بن الفضل بن رشيد الطبرستاني ، وأبي الاحوص محمد بن الهيثم ، وأبي بكر أحمد ابن أبي العوام الرياحي ، وابراهيم بن عمر بن دنوقا ، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ، وأبي يوسف القلوسي ، وعيسى بن جعفر الوراق ، ومحمد بن اسحاق الصغاني ، وأبي سليمان عبد الله بن جرير الجواليقي ، وعبد العزيز بن محمد بن دينار ، وهرون بن علي بن الحكم المزوق ، وعلي بن داود ، والقاسم بن زكريا ، وسعدان بن نصر ، وغيرهم.

روى عنه أبو الحسن بن الصلت ، وأبو عمر بن حيوية ، ومحمد بن فارس الغوري ، وأبو ... وقدم طرسوس ، ثم عاد منها إلى بغداد سنة سبع وثلاثمائة ،

__________________

(١) بداية المجلدة الاولى من الثمانية مجلدات المحفوظة في مكتبة أحمد الثالث بطوب قبي سراي ـ استانبول ، ويرجح أنها ليست مجلدة التراجم الاولى بل سبقت بأجزاء ربما بلغ حجمها مجلدة.

٤

وله مصنفات كثيرة وقفت منها على كتاب الحافظ لمعارف حركات الشمس والقمر والنجوم واوصاف الافلاك والاقاليم وأسماء بلدانها (١) ، وعلى كتاب في الملاحم وسمه بكتاب ملاحم عابري الايام المقتص على محمد بن أبي العوام ، وعلى كتاب له في الوفيات ، وكتاب في خط المصحف ، وعلى كتاب وازع المتنازعين في معنى كلا عن التهاتر لما من غوامضها جلا ، ومن مصنفاته كتاب أفواج القراء. (٢ ـ و).

أخيرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال : أخبرنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن منصور بن قبيس قال : أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : أحمد بن جعفر ابن محمد بن عبيد الله بن يزيد أبو الحسين المعروف بابن المنادي ، سمع جده محمد بن عبيد الله ، ومحمد بن اسحاق الصغاني ، والعباس بن محمد الدوري ، وزكريا بن يحيى المروزي ، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ، وأبا البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ، وأبا داود السجستاني ، وعيسى بن جعفر الوراق ، وأبا يوسف القلوسي ، وخلقا كثيرا نحوهم وكان ثقة أمينا ثبتا ، صدوقا ، ورعا حجة فيما يرويه ، محصلا لما يحكيه ، صنف كتبا كثيرة ، وجمع علوما جمة ، ولم يسمع الناس من مصنفاته إلا أقلها.

وروى عنه المتقدمون كأبي (٢ ـ ظ) عمر بن حيوية ونحوه ، وآخر من حدث عنه محمد بن فارس الغوري.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزار قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ قال : حدثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قال : كان أبو الحسين بن المنادي صلب الدين خشنا شرس الأخلاق ، فلذلك لم تنتشر الرواية عنه قال : وقال لي أبو الحسن بن الصلت : كنا نمضي مع ابن قاج الوراق الى ابن

__________________

(١) من أشهر كتب الجغرافية وعلم الهيئة هو الان بحكم المفقود ، كما أن بقية كتبه على أهميتها هي جميعا بحكم المفقود.

٥

المنادي لنسمع منه ، فاذا وقفنا ببابه خرجت الينا جارية له وقالت : كم أنتم؟ فنخبرها بعددنا ، ويؤذن لنا في الدخول ، ويحدثنا ، فحضر معنا مرة انسان علوي وغلام له ، فلما استأذنا قالت الجارية : كم أنتم؟ فقلنا نحن ثلاثة عشر ، وما كنا حسبنا العلوي ولا غلامه في العدد ، فدخلنا عليه ، فلما رآنا خمسة عشر نفسا قال لنا : انصرفوا اليوم فلست أحدثكم ، فانصرفنا ، وظننا أنه عرض له شغل ، ثم عدنا اليه مجلسا ثانيا ، فصرفنا ولم يحدثنا ، فسألناه بعد عن السبب الذي أوجب ترك التحديث لنا؟ فقال : كنتم تذكرون عددكم في كل مرة للجارية وتصدقون ، ثم كذبتم في المرة الآخرة ، ومن كذب في هذا المقدار أيؤمن أن يكذب فيما هو أكثر منه؟! قال : فاعتذرنا اليه ، وقلنا : نحن نتحفظ فيما بعد ، فحدثنا ، أو كما قال. (٣ ـ و).

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الانصاري قال : أخبرنا علي بن أحمد قال : أخبرنا أحمد بن علي قال : حدثني عبد العزيز بن علي الوراق قال : ولد أبو الحسين بن المنادي لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول سنة ست وخمسين ومائتين ، وقال غيره : سنة سبع وخمسين (١).

كتب الينا أحمد بن أحمد البندنيجي أن منوجهر بن محمد أخبرهم قال : أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري قال : أنبأنا أبو عمر بن حيوية الخراز قال : قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن المنادي في الوفيات التي جمعها قال : وأبو القاسم عصام بن عتاب ابن عصام الكندي البزاز يوم الاثنين ، يعني من سنة سبع وثلاثمائة ، وهو اليوم الذي دخلت فيه الى مدينتنا من طرسوس.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر

__________________

(١) تاريخ بغداد : ٤ / ٦٩ ـ ٧٠ ، وقد لحق النص المطبوع بعض التصحيفات.

٦

الخطيب قال : حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال : توفي أبو الحسين بن المنادي يوم الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ، ودفن في مقبرة الخيزران (١).

أحمد بن جعفر بن محمد بن هرون بن محمد بن عبد الله

ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو العباس الهاشمي ، الملقب بالمعتمد على الله بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي (٣ ـ ظ) بن المنصور.

قدم حلب صحبة أبيه المتوكل سنة أربع ، وقيل ثلاث ، وأربعين ومائتين ، حين توجه الى دمشق وفي عودته منها.

وبويع له بالخلافة يوم الثلاثاء لاربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين ، وعقد العهد لاخيه أبي أحمد الموفق ، فغلب على أمره ، ومنعه من التصرف ، وحكم على جيشه حتى أنه كان لا يمكنه من الخروج الى موضع إلّا بأمره.

وخرج مرة الى ناحية الموصل ليمضي الى ابن طولون ، فرده منها ، ولم يبق له في الخلافة غير اسمها ، وكان سمحا جوادا فصيحا ، روى عنه وراقه الحضرمي بيتين من شعره.

أخبرنا تاج الامناء أحمد بن محمد بن الحسن ـ إذنا ـ قال : أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال : بويع له ـ يعني المعتمد على الله ـ بالخلافة يوم الثلاثاء لاربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين.

وكان قدم دمشق مع أبيه جعفر المتوكل (٢) ، فيما قرأته بخط عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر.

__________________

(١) تاريخ بغداد : ٤ / ٧٠.

(٢) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ـ لابن منظور ـ ط. دمشق ١٩٨٤ : ٣ / ٣٤.

٧

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ـ كتابه ـ قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : أحمد ـ أمير المؤمنين المعتمد على الله ـ جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن الرشيد ، ويكنى أبا العباس ، ولي الخلافة بعد المهتدي بالله ، وكان مولده بسر من رأى.

فأخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق قال : أخبرنا محمد بن أحمد المفيد قال : حدثنا أبو بشر الدولابي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن الازهر الكاتب قال : ولد أحمد بن جعفر المعتمد (٤ ـ و) على الله بسر من رأى سنة تسع وعشرين ومائتين وأمه أم ولد يقال لها فتيان ، رومية.

وقال الخطيب : أخبرني الازهري قال : أخبرنا أحمد بن ابراهيم قال : حدثنا ابراهيم بن محمد بن عرفة قال : كانت البيعة للمعتمد على الله ـ وهو أحمد بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بالله بن الرشيد بن المهدي بن المنصور بن محمد الكامل بن علي السجاد بن عبد الله ـ الحبر والبحر وترجمان القرآن ـ بن العباس ـ سيد العمومة ذي الرأي والمستسقى به ـ بن عبد المطلب ـ وهو شيبة الحمد ـ بن عمرو ـ وهو مطعم الثريد ، وبذلك سمي هاشما لهشمه الثريد ـ بن عبد مناف ، يوم الثلاثاء لاربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين (١).

وأنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب عن أبي غالب بن البناء قال : أخبرنا أبو غالب بن يسران ـ اجازة ـ قال : أخبرنا أبو الحسين المراعيشي ، وأبو العلاء الواسطي قالا : أخبرنا ابراهيم بن محمد بن عرفة ، وذكر ما ذكره أحمد بن ابراهيم ، وقال بعده : وركب يوم الاثنين الى دار العامة ، ثم مر على الجوسق (٢) ،

__________________

(١) تاريخ بغداد : ٤ / ٦٠ ـ ٦١.

(٢) قرية كبيرة من نواحي دجيل من أعمال بغداد. معجم البلدان.

٨

وحضره من أولاد الخلفاء : بنو الواثق ، وحمزة بن المعتز ، والعباس بن المستعين وبنو المنتصر بن المتوكل ، والعباس بن المعتصم ، وبعث بولد المهتدي وعياله الى مدينة السلام ، وقدم عبيد الله بن يحيى ، فخلع عليه ، وولي الوزارة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني ـ اذنا ـ قال : أخبرنا أبو الحسن الغساني قال : (٤ ـ ظ) أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال : حدثنا عمر بن حفص السدوسي قال : وبويع أحمد بن المتوكل ، المعتمد على الله ، يوم الثلاثاء لاربع عشرة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين ، وأمه أم ولد يقال لها فتيان ، وقدم المعتمد بغداد يوم السبت ارتفاع النهار لعشر خلون من جمادى الآخرة ، ونزل الشماسية (١) فأقام بها السبت والاحد والاثنين والثلاثاء ، ودخل يوم الاربعاء بغداد ، فعبرها مارا يريد الزعفرانية (٢) لحرب الصفار (٣) ، وكان يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة ، ولاربع عشرة في أذار ، سنة اثنتين وستين ومائتين ، فكانت الحرب بين أمير المؤمنين والصفار بسيب بني كوما يوم الاحد العاشر من رجب ، والتاسع من نيسان مع الظهر الى الليل سنة اثنتين وستين ومائتين.

قال أحمد بن علي : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال : أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق قال : حدثنا محمد بن أحمد بن البرّاء قال : وأقبل يعقوب بن الليث ـ يعني ـ الصفّار ، وخرج المعتمد إليه والتقى الجيشان وباصطربذ بين سيب بني كوما ودير العاقول (٤) ، فهزم يعقوب أقبح هزيمة ، وذلك في رجب يوم شعانين ؛ قال محمد بن أبي عون البلخي :

__________________

(١) في أعلى مدينة بغداد. معجم البلدان.

(٢) قرية قرب بغداد. معجم البلدان.

(٣) لمزيد من التفاصيل انظر تاريخ الطبرى ـ ط. دار المعارف : ٩ / ٥١٦ ـ ٥١٨. وحول الدولة الصفارية انظر كتابي تاريخ العرب والاسلام : ٣٤٥ ـ ٣٤٦.

(٤) على بعد خمسين ميلا من بغداد. مصادر الحاشية السابقة.

٩

لله ما يومنا يوم الشعانين

فضّ الإله به جيش الملاعين

(٥ ـ و)

وطار بالناكث الصفّار منشمر

كأنما بعده نسل السراحين (١)

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي قال : أخبرنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إذنا عن أبي القاسم علي بن أحمد البندار عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد قال : أخبرنا أبو بكر الصولي إجازة قال : حدثنا الحسين بن إسحاق قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحارث قال : بويع المعتمد على الله ، وهو أبو العباس أحمد بن جعفر المتوكل على الله ، وأمه أم ولد يقال لها فتيان في يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين ، وهو اليوم الذي مات فيه المهتدي ، ودعي له بالخلافة على المنبر يوم الجمعة لعشر بقين من رجب ، وقد قيل إن المهتدي بالله مات يوم الخميس بعد ما بويع المعتمد بيومين.

قال : وركب المعتمد يوم الاثنين لسبع بقين من رجب إلى دار العامّة ، وقعد لبني هاشم والناس فبايعوه ، فلما كان يوم الخميس لأربع ليال بقين من رجب ركب في الميدان إلى وادي إسحاق ، وخرج من الماء ، فركب وظهر للعامة من الوادي إلى الجوسق في شارع الحسنيّة ، ثم أمر أن يحدر عيال الواثق وولده إلى مدينة السلام ، ولما مات المهتدي بالله نودي على أخيه عبد الله بن الواثق ، وبذل لمن جاء به مال ، ثم ظهر أمره أنه هرب إلى يعقوب الصفار ، وأن يعقوب قبله أحسن قبول ، وأظهر إكرامه ، وكتب (٥ ـ ظ) المعتمد إلى يعقوب في حمله فلم يجب إلى ذلك.

وقال أبو بكر الصّولي : حدثنا عون بن محمد قال : قتل المهتدي يوم حارب الأتراك جماعة بيده ، ورأوا من شجاعته وبأسه ما لم يروه من أحد قط ، فلما صار

__________________

(١) السرحان هو الذئب ـ القاموس المحيط. انظر تاريخ بغداد : ٤ / ٦١. حيث تصحف الشعر الى حد التشويه.

١٠

في أيديهم أرادوه على الخلع فأبى ، وسمع الضجّة ، فقال : ما هذا؟ قيل جاءوا بأحمد بن المتوكل للخلافة ، فقال : أحمد هذا هو ابن فتيان؟ قالوا : نعم ، قال : ويل لهم ، فهلا أتوا بأبي عيسى أخيه ، فإنه كان أقرب لهم إلى الله عز اسمه ، وأنفع للمسلمين.

قال : وأوقع الأتراك البيعة لأحمد بن المتوكل على الله وسموه المعتمد ، وذلك في يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين ، ولم يخلع المهتدي نفسه فقتلوه ، وقيل مات من سهم وضربة كانابه ، وصلى عليه جعفر ابن عبد الواحد الهاشمي (١).

قال أبو بكر الصولي : وكان المعتمد جهيرا فصيحا صيّتا إذا خطب أسمع أقصى الناس ، وكان يمثّل بينه وبين المستعين بالسخاء فيقال : ما ولي لبني العباس أسخى منهما ، وكان جيد التدبير فهما بالأمور ، جليلا في قلوب الناس ، فلما جرى عليه ما جرى من تفويضه أمره ، وغلب على رأيه ، نقصت حاله عند الناس ؛ وكان يحب الشعر ويشتهيه ، ولم يكن له طبع يزنه به ، فكان ربما وقع له الموزون ، وربما لم يتزن فيغني المعنى في الشعر الذي هو عنه موزون ويعملون ألحانا عليه (٦ ـ و) فيرى أنه جيد لما غني فيه ، وليس كل مغن يفهم التقطيع والقسمة ، ولا يغني إلا بشعر صحيح.

قال الصولي : أنشدني عبد الله بن المعتز للمعتمد مما وزنه صحيح :

الحمد لله ربي

ملكت مالك قلبي

فصرت مولى لملكي

وصار مولى لحبي

قال : وهو القائل لما أكثر الناصر لدين الله نقله من مكان الى مكان :

__________________

(١) لمزيد من التفاصيل انظر تاريخ الطبري : ٩ / ٤٤٠ ـ ٤٦٩.

١١

ألفت التباعد والغربه

ففي كل يوم أطأ تربه

وفي كل يوم أرى حادثا

يؤدي إلى كبدي كربه

أمرّ الزمان لنا طعمه

فما لي ترى ساعة عذبه

قال : ومما قاله ، وأنشدنيه جماعة ، وبعض الناس ينحله الى غيره لما في نفوسهم مما كان يقع له في الوزن :

بليت بشادن كالبدر حسنا

يعذّبني بأنواع الجفاء

ولي عينان دمعهما غزير

ونومهما أعز من الوفاء

قال الصولي : وحكى عبد الله بن خرداذبه أنه رأى هذين البيتين بخط الحضرمي ورّاق المعتمد ، وقد كتب الحضرمي : أنشدنيهما المعتمد لنفسه.

قرأت في كتاب معجم الشعراء لأبي عبيد الله المرزباني : المعتمد على الله أبو العباس أحمد بن جعفر المتوكل على الله كان يقول (٦ ـ ظ) الشعر المكسور ، ويكتب له بالذهب ، ويغني فيه المغنون وذكر له هذين البيتين والأبيات التي قبلها (١).

أنبأنا ابن المقير عن ابن ناصر عن أبي القاسم البندار عن أبي أحمد المقرئ قال : أخبرنا الصولي ـ إجازة ـ قال : وكان المكتفي أخرج إلينا مدارج مكتوبة بالذهب ، فكان فيها من شعر المعتمد على الله الموزون :

طال والله عذابي

واهتمامي واكتئابي

لغزال من بني الأصفر

لا يعنيه ما بي

__________________

(١) وصلنا من معجم المزربقاني النصف الثاني فقط ، وقد نشر بعناية عبد الستار أحمد فراج.

١٢

أنا مغرى بهواه

وهو مغرى باجتنابي

فإذا ما قلت صلني

كان لا منه جوابي

قال الصولي : ووجدت أيضا من الموزون :

عجّل الحبّ بفرقه

فبقلبي منه حرقه

مالك بالحب رقي

وأنا أملك رقه

إنما يستروح الصبّ

إذا أظهر عشقه

وبعد هذا أبيات لا نظام لها.

وقال الصولي : حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال : طلب المعتمد ثلاثمائة دينار يصل بها عريب وقد حضرت مجلسه فلم يجدها ، فطلب مائتين فلم يجدها ، وكان قد أمر أن يطرح لها تكاء فأبت ، فكان يجعل تحت ركبتها أترجتان (١) من الأتراج الكبار (٧ ـ و) وربما قورتا ، وجعل فيها دنانير ؛ قال : فبلغني أنه لما لم يجد الدنانير قال شعرا :

أليس من العجائب أن مثلي

يرى ما قلّ ممتنعا عليه

وتؤخذ باسمه الدنيا جميعا

وما من ذاك شيء في يديه

إليه تحمل الأموال طرّا

ويمنع بعض ما يجبى إليه

قال الصولي : فكان المعتمد من أسمح الناس ، قال له القاسم بن زرزر المغني : يا سيدي إلى جانب ضيعتي ضيعة لا تصلح إلا بها تباع بسبعة آلاف دينار وما عندي من ثمنها إلا ألفي دينار ، فقال : أحضروني خمسة آلاف دينار ، فجيء بها ، فدفعها إليه فاشترى الضيعة ، فسأله بعد أيام عنها ، فعرفه شراءها ، فقال : ما أحب أن يكون لك فيها وزن ، ادفعوا إليه ألفي دينار مكان ألفيه ، فأخذها وانصرف.

__________________

(١) الحامض. القاموس.

١٣

وقال أبو بكر الصولي : حدثنا الحسن بن إسماعيل قال : جلس المعتمد يشرب يوم الأحد لإثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب بالحسني (١) على المسنّاة الشرقية على دجلة مع المغنين والمخنثين ، وأكل في ذلك اليوم من رؤوس الجداء ، واصطبح ، ثم تشكى في عشيته تلك ، فتعالج وبات وقيذا (٢) ، فمات في ليلته ، وأحضر المعتضد القضاة ووجوه الناس فنظروا إليه ، ثم حمل إلى سر من رأى ، ودفن بها ، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام ، وقيل : غير يوم ، وقيل : يوما ؛ وكان صوته الذي (٧ ـ ظ) شرب عليه يوم اصطبح في شعر أبي نواس :

يا كثير النوح في الدمن

لا عليها بل على السكن (٣)

قال : وكان عمره يوم مات خمسين سنة كاملة ، وكان أسنّ من الموفق بستة أشهر.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال : أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس ، ح.

وأخبرنا عمر بن طبرزد ـ إذنا ـ قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ـ إن لم يكن سماعا فإجازة ـ قال : أخبرنا أبو منصور بن عبد العزيز قال : أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال : أخبرنا عمر بن الحسن الأشناني قال : أخبرنا ابن أبي الدنيا قال : ومات المعتمد على الله ليلة الاثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين فجأة ببغداد ، وحمل إلى سر من رأى.

__________________

(١) قصر في دار الخلافة في بغداد منسوب الى الحسن بن سهل. معجم البلدان

(٢) الوقيذ : الثقيل والشديد المرض. القاموس ، ومن المرجح أن الصولي أودع أخباره في كتابه «الاوراق» الذي لم يصلنا كله.

(٣) ديوانه ـ ط. دار صادر بيروت : ٦٤٥.

١٤

قال الاشناني : فدفن بها ، فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام ؛ وكان أسمر رقيق اللون ، أعين ، خفيف ـ زاد الأشناني ـ العارضين ؛

وقالا : لطيف اللحية ، جميلا ، وميلاده سنة تسع وعشرين ومائتين في أولها ـ زاد ابن السمرقندي ـ ويكنى أبا العباس ، وأمه أم ولد يقال لها فتيان (١).

أحمد بن جعفر بن محمد البزاز البغدادي

أبو بكر الوزان الحلبي الخزيمي :

بغدادي نزل حلب وسكنها ، فنسب إليها ، حدث عن سوّار بن عبد الله (٨ ـ و) ابن سوار العنبري وأبي علي الحسن بن محمد البوسنجي ، وزيد بن أخرم ، ومجاهد بن موسى ، ويحيى بن محمد بن السكن ، وأبي جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ، وحميد بن زنجويه النّسائي ، ويعقوب الدورقي.

روى الحفاظ : أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحاكم ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ، ومحمد بن جعفر قاضي منبج ، وأبو حفص عمر بن علي العتكي الأنطاكي ، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد السراج ، المعروف بابن الطبيز ، وأبو بكر محمد بن عبد الله الأردبيلي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الأبزاري ومحمد بن عبد الله الأبهري ، وأبو المفضل محمد بن عبد الله بن البهلول الشيباني ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن عمر.

أخبرنا أبو روح عبد المعزّ بن محمد بن أبي الفضل الهروي ، وزينب بنت عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشعري في كتابيهما إلينا من هراة ونيسابور ،

__________________

(١) تاريخ بغداد : ٤ / ٦١ ـ ٦٢.

١٥

وأخبرنا عنهما سماعا ، أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قالا : أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي قال : أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر البزاز البغدادي بحلب قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال : حدثنا يعلى بن منصور : وقال أبو روح سهل بن منصور قال : حدثنا خالد بن موسى عن (٨ ـ ظ) منصور بن زاذان عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «حوضي عرضه كطوله كرانية (١) عدد نجوم السماء».

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال : أخبرنا أبو مسلم بن الإخوة قال : أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال : أخبرنا أبو طاهر الثقفي وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر الوزان البغدادي ، نزيل حلب بها ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن السّكن قال : حدثنا حبّان بن هلال قال : حدثنا مبارك بن فضالة عن عبد الله بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن أحبّكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون والمتفيهقون» قالوا : يا رسول الله قد علمنا ما الثرثارون والمتشدقون ، فما المتفيهقون؟ قال : «المتكبرون» (٢).

أنبأنا أبو حفص عمر بن قشام الحلبي عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني قال : أخبرنا أبو علي

__________________

(١) من الرنو وهو ادامة النظر ـ القاموس. انظر أيضا كنز العمال في سنن الاقوال والافعال : ١٤ / ٣٩١٤٣ ـ ٣٩١٤٥ ـ ٣٩١٧٠ ـ ٣٩١٨٠.

(٢) كنز العمال : ٣ / ٥١٩٩.

١٦

الحسن بن محمد قال : أخبرنا الحاكم أبو أحمد الحافظ قال : أبو بكر أحمد بن جعفر البزاز البغدادي ، سكن حلب ، مدينة من مدن الشام ، سمع سوار (٩ ـ و) بن عبد الله بن سوار العنبري ، وأبا جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.

وأخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن ـ إذنا ـ قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : أحمد بن جعفر بن محمد ، أبو بكر البزاز ، وقيل : الوزان ، سكن حلب ، وحدث بها (١).

أحمد بن جعفر مشكان المصيصي :

حدث عن عبد الله بن رماحس الرّمادي ؛ روى عنه أبو علي سعيد بن عثمان ابن السكن.

أحمد بن جعفر الارتاحي :

من أرتاح قرية كبيرة بين حلب والعمق ، وكان بها حصن مانع ، ولها ذكر في التاريخ.

حكى عن شيخ من الصالحين لقيه بأولاس (٢) ، حصن الزهاد.

حكى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم.

أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه إلينا (٣) منها قال : أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال : أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال : أخبرنا

__________________

(١) تاريخ بغداد : ٤ / ٦٢ ـ ٦٣.

(٢) حصن على ساحل بحر الشام من نواحي طرسوس ، فيه حصن يسمى حصن الزهاد. معجم البلدان.

(٣) أي من الرها ، وهي أورفا الحالية في تركية ليس بعيدا عن الحسكة السورية.

١٧

علي بن عبد العزيز قال : حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن جعفر الارتاحي قال : دخلت أولاس فاذا شيخ كبير ، فدنوت منه ، فقلت له : يا شيخ حدثني بشيء ينفعني الله عز وجل به ، قال : عليك بالجد ، فانه كان لي وردا أقرأ فيه جزوين من القرآن كل ليلة ، قال : فنمت عنه ، فنوديت من زاوية البيت : ان كنت تزعم حبي فلم جفوت يا هذا كتابي ، أو ما تدبرت ما فيه لك من لطيف عتابي (٩ ـ ظ) واذكاري ، ومواعظي ، وآلائي واعجازي؟! ثم أنشد :

إن كنت تزعم حبي

فلم جفوت كتابي

أما تدبرت ما في

ه من لطيف عتابي

***

١٨

ومن أفراد حرف الجيم في آباء الأحمدين

أحمد جناب بن المغيرة ، أبو الوليد المصيصي الحدثي ، وقيل : الحلبي.

حدث عن : عيسى بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي ، وخالد بن يزيد بن خالد ابن عبد الله القسري.

روى عنه : أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، وابنه عبد الله بن أحمد ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة الرازيان ، وجنيد ابن حكيم بن الجنيد الازدي ، وأبو أحمد بن عبدوس السراج ، وعباس بن محمد الدوري ، ومحمد بن طاهر بن أبي الدميك ، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز صاحب السابري ، وأبو بكر المروزي ، وأبو يعلى الموصلي ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وعثمان بن عبد الله الحافظ ، ومحمد بن ابراهيم البزاز ، ومحمد بن يعقوب بن الفرجي ، وعمر ابن شبة النميري ، ومحمد بن عيسى التميمي.

أخبرنا الاخوان أبو محمد عبد الرحمن وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان والاخوان أبو البركات سعيد وأبو الفضل عبد الواحد ابنا هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الاسديون الحلبيون ، وأبو الحجاج (١٠ ـ و) يوسف بن سوار بن عبيد السلمي البرجيني ، كلهم بحلب ، قالوا : أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن العجمي الحلبي بها قال : أخبرنا الرئيس أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان قال : أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب قال : أخبرنا أحمد بن عثمان الآدمي قال : حدثنا عباس الدوري قال : حدثنا أحمد

١٩

ابن جناب قال : حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عثمان بن حيان قال : سمعت أم الدرداء تقول : ان أحدهم يقول : اللهم ارزقني ، وقد علم أن الله عز وجل لا يمطر عليه دينارا ولا درهما ، وبعضهم من بعض ، فاذا أعطي أحدكم شيئا فليقبله ، فان كان ذا غناء عنه فليضعه في ذي الحاجة من إخوانه ، وإن كان إليه محتاجا فليستعن به على حاجته ولا يرد على الله عز وجل رزقه الذي رزقه.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال : أخبرنا أبو الفتح ناصر بن محمد قال : أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال : أخبرنا أحمد ابن محمد بن النعمان ، وابراهيم بن منصور سبط بحروية قالا : أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي قال : أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال : حدثنا أحمد بن جناب الحلبي قال : حدثنا عيسى ـ يعني ـ ابن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود» (١).

وذكر أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب الجرح والتعديل قال : أحمد بن جناب بن المغيرة المصيصي أبو الوليد روى عن عيسى بن يونس روى عنه أبي وأبو زرعة ، سئل أبي عنه فقال صدوق (٢). أخبرنا بذلك الخطيب أبو البركات بن هاشم إذنا عن أبي طاهر الخضر بن الفضل المعروف برجل عن أبي عمرو بن مندة قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم (١٠ ـ ظ) أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : أخبرني محمد بن أحمد

__________________

(١) انظر كنز العمال : ٦ / ١٧٣١٧.

(٢) الجرح والتعديل : ٢ / ٤٥.

٢٠