بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ١

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

بغية الطلب في تاريخ حلب - ج ١

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: الدكتور سهيل زكار
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٩١

١
٢
٣
٤

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

عرفت ابن العديم للمرة الاولى عام ١٩٦١ ، وكنت آنذاك طالبا في قسم التاريخ في جامعة دمشق ، وقد عرفته آنئذ من خلال كتابه «زبدة الحلب من تاريخ حلب» ثم مرت الايام فأوفدت لتحضير الدكتوراه في جامعة لندن ، وهناك جعلت موضوع أطروحتي البحث في تاريخ إمارة حلب خلال القرن الخامس للهجرة / الحادي عشر للميلاد ، ولدى شروعي بالعمل وجدت أن أهم مصادري المتوفرة هو كتاب «زبدة الحلب» ، وعدت الى هذا الكتاب فتعرفت من جديد على محتوياته ، وبدأت معرفتي بابن العديم تتأكد وتتأصل ، ومن خلال البحث عرفت من مقدمة محققه المرحوم الدكتور سامي الدهان له ، ان لابن العديم عددا من المؤلفات أهمها كتاب اسمه «بغية الطلب في تاريخ حلب» ، وقد تحدث الدكتور الدهان عن هذا الكتاب ونسخه الخطية وجاء في ثنايا هذا الحديث قوله : «ولن نفيض في وصف هذه النسخ هنا ، ولن نبسط طريقتنا في التعرف اليها وترتيبها ، وانما نحيل القارئ الى الجزء الاول من» «بغية الطلب» ، فنحن نطبعه في القاهرة المعزية ، ونصدره بدراسة مطولة يدرك معها القارئ سبب سرورنا ، ومبلغ سعادتنا في تسلمها جميعا في القرن الرابع عشر كما ذكرها السخاوي في القرن العاشر (ص : ٥٥).

وبحثت عن كتاب بغية الطلب في مكتبة المعهد فلم أجده ، وعجبت للأمر ،

٥

خاصة أن هذا حدث معي عام ١٩٦٧ ، أي بعد مرور ما يزيد على ست عشرة سنة على نشر المجلدة الاولى من كتاب زبدة الحلب.

وبعد بحث طويل تأكد لدي أن الكتاب لم ينشر ، ولم يدفع قط لمطبعة ، وهنا أخذت أبحث عنه فوجدت المرحوم الاستاذ الطباخ يذكره في كتابه «أعلام النبلاء» انما يبين بأمانة أنه لم يره انما سمع بوجوده في استانبول.

وتبعا لهذا يممت وجهي شطر استانبول ، وأخذت أبحث عن الكتاب وعن مصادر اضافية أعود اليها أثناء البحث في موضوع اطروحتي ، وفي استانبول عرفت بوجود عشر مجلدات من هذا الكتاب جميعها بخط المؤلف ، وهي موزعة على ثلاث مكتبات ، وتمكنت من الحصول على مصورة لهذه المجلدات.

وبعد عودتي الى لندن عرفت أن بين محتويات مكتبة المتحف البريطاني مجلدا من كتاب بغية الطلب ، وان المكتبة الوطنية في باريس تحوي أيضا واحدا من أجزاء الكتاب كما أن مكتبة المرحوم داود جلبي في الموصل فيها أحد أجزاء الكتاب ، ولدى البحث والمقارنة تبين لي بأن هذه الاجزاء ليست بخط المؤلف وان محتوياتها موجودة بين الاجزاء العشرة التي صورتها من مكتبات استانبول.

وفي لندن قرأت أجزاء كتاب بغية الطلب وتعرفت الى محتوياتها ، فأدركت مدى أهمية هذا الكتاب وأهمية محتوياته ليس كمصدر لتاريخ شمال بلاد الشام بل كمصدر أساسي لتاريخ بلاد الشام جنوبا وشمالا ثم تاريخ الاسلام بشكل عام ، وانه تبعا لهذا ينبغي نشره.

وبعد عودتي الى دمشق أخذت أخطط لنشر المجلدات العشرة الموجودة من كتاب البغية ، وتأكد لدي أنه لا يوجد في العالم غيرها ، ومعروف ان ابن العديم كان قد وضع خطة لكتابة مصنفه هذه في أربعين مجلدة ، انما لا ندري هل تمكن

٦

من كتابة مسودة هذه المجلدات جميعا ، أم أن المنية حالت بينه وبين ذلك ، ثم نحن لا ندري الآن ما ذا تحتل المجلدات الموجودة من حجم الكتاب الاصلي ، لانها في وضعها الحالي هي على غير الحال التي كانت عليه حين صنفها ابن العديم : «أوراقها مدشوته» وقد أخذ كل جزء من أجزائها مكانا غير مكانه ، ويعني هذا انها كانت قبل تسفيرها الاخير عبارة عن مجموعة من الاجزاء والاوراق ، وأن الذي تولى تسفيرها لم يكن من ذوي العلم والدراية ...

ليس في نيتي القيام بوصف هذه المجلدات العشر بشكل مسهب في هذا البحث بل أنني سأدع ذلك كله الى بحث متكامل أصنعه عن ابن العديم وعن كتابه بغية الطلب ، وسأقوم ـ بعونه تعالى ـ بالحاق هذا البحث بفهارس الكتاب العامة وذلك بعد ما أفرغ من نشره.

ومن حسن الحظ أن الموجود من كتاب بغية الطلب فيه المجلدة الاولى مع المجلدة الاخيرة منه ، وهذا سيمكننا من التعرف على الخطة العامة للكتاب ، وهي خطة اقتبسها ابن العديم من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر ، فقد أوقف ابن العديم المجلدة الاولى من الكتاب على الحديث ن فضائل شمالي بلاد الشام مع وصفها الجغرافي وأخيرا أخبار فتوحها على أيدي المسلمين ، وبعد ذلك أخذ يترجم لاعلام شمال بلاد الشام ممن ولد هناك أو مر أو سكن أو ... ، على حروف المعجم ولم يقتصر على أعلام حقب تاريخ الاسلام بل تناول أعلام ما قبل الاسلام مثل الفيلسوف أرسطو وسواه.

ويختلف عمل ابن العديم عن عمل «أستاذه» ابن عساكر ، كاختلاف مهنتيهما مع سيرة حياتهما ، فابن عساكر كان محدثا أولا وآخرا ، وابن العديم كان سياسيا وريث أسرة عريقة جمعت بين العلم والقضاء والحكم والسياسة والتجارة والنشاط الزراعي.

٧

بعد هذا كله أرى من الاحسن التعرف الى الملامح العامة لحياة ابن العديم ومن ثم نعود الى الحديث عن كتابه بغية الطلب.

ان مصدرنا الاول والاساسي عن حياة ابن العديم مع تاريخ أسرته هو كتاب بغية الطلب ، حيث ضمنه العديد من تراجم أفراد أسرته ، كما تحدث هنا وهناك عن نشاطات رجال أسرته في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للقسم الشمالي من بلاد الشام ، وبالاضافة الى هذا المصدر الاساسي نجد ياقوتا الحموي صديق ابن العديم يذكر انه اعتمد في ترجمته له على كتاب اسمه «الاخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة» ، وقال ياقوت : «أنا سألته جمعه فجمعه لي ، وكتبه في نحو أسبوع ، وهو عشرة كراريس».

وابن العديم هو الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله ... بن أبي جرادة ، وقد ولد في مدينة حلب في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة للهجرة وعندما بلغ السابغة من عمره حمل الى المكتب للدراسة ، وهناك ظهرت استعداداته مما بشر بنبوغه المبكر ، وقد كان نحيف البنية لذلك عني به أبوه عناية كبيرة ، فحدب على رعاية صحته ، وسهر على تربيته وتعليمه ، ونظرا لمنزلة والده ولما تمتعت به أسرته من مكانة نال ابن العديم حظه وافيا من معارف عصره الدينية والدنيوية ، ويروى بأن أباه حضه على اتقان قواعد الخط ، ذلك أنه ـ أي الاب ـ كان رديء الخط ، فأراد أن يجنب ابنه هذه الخلة ، ونجح في هذا المجال نجاحا كبيرا للغاية ، وقد وصف ياقوت اتقان ابن العديم لقواعد الخط العربي بقوله : «وأما خطه في التجويد والتحرير والضبط والتقييد فسواد ابن مقلة ، وبدر ذو كمال عند علي بن هلال» ، ويؤكد شهادة ياقوت هذه المجلدات العشرة من كتاب بغية الطلب التي وصلتنا بخط ابن العديم ، حيث نرى فيه واحدا من ألمع النساخ في تاريخ العربية وأكثرهم ضبطا وبراعة وأمانة ويقظة ودراية.

٨

وفي باب العناية في انشاء ابنه وتثقيفه صحب أحمد بن هبة الله ولده عمر في رحلاته وأسفاره ، حيث زار دمشق أكثر من مرة كما زار بيت المقدس ورحل الى العراق والحجاز.

وعندما بلغ سن الشباب وجد ابن العديم السبل أمامه كلها مفتوحة لمستقبل لامع ، وكان لمواهبه وثقافته وأسرته الفضل الأكبر في تحقيق نجاحاته ، وهنا يحسن التوقف قليلا للتعرف الى أسرة ابن العديم ، وذلك قبل متابعة الحديث عن مراحل حياته :

يعرف الجد الأعلى للصاحب كمال الدين باسم ابن أبي جرادة ، وكان صاحبا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ينتسب الى ربيعة من عقيل احدى كبريات قبائل عامر بن صعصعة العدنانية ، وكان يقطن مدينة البصرة ، وفي هذه المدينة عاش أولاد آل أبي جرادة وأحفادهم ، وفي مطلع القرن الثالث للهجرة قدم أحد أفراد أسرة أبي جرادة الى الشام في تجارة وكان اسمه موسى بن عيسى وحدث آنئذ أن ألم بالبصرة طاعون ، لهذا قرر موسى البقاء في الشام ، واستوطن مدينة حلب ، وفي هذه المدينة التي كانت عاصمة شمال بلاد الشام ، ومفتاح الطريق الى العراق وبلاد المشرق الاسلامي مع آسية الصغرى والأراضي البيزنطية ، فيها خلف موسى بن عيسى أسرة نمت مع الأيام عددا ومكانة وثروة وشهرة ، وتملكت هذه الأسرة الأملاك ، كما ساهمت في جميع ميادين الحياة في حلب من سياسة وعلم وقضاء وادارة وتجارة وغير ذلك ، وبهذا غدت أسرة آل أبي جرادة من أبرز أسر حلب ، وظلت هكذا حتى حل بحلب الدمار على أيدي جيوش هولاكو ، كما ظلت محتفظة باسمها ذاته طوال تاريخها ، انما في القرن الأخير من حياتها كسبت اسما اضافيا ، أخذ رويدا يعم في الاستعمال أكثر من الاسم الأصيل ، لكنه لم يلغه ، وكان الاسم الجديد هو «العديم» ، ونحن لا نملك تعليلا لسبب هذه التسمية ، فقد قال ياقوت : «سألته

٩

أولا لم لم سميتم ببني العديم؟ فقال : سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه وقال : هو اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون بهذا».

ودانت أسرة ابن أبي جرادة بالتشيع حسب مذهب الإمامية ، وظلت هكذا حتى بدأ التشيع بالانحسار في حلب ، وذلك منذ النصف الثاني للقرن الخامس / الحادي عشر ، وهذا وان كنا نعرف بالتحديد تاريخ أخذ هذه الأسرة بمذاهب السنة أمكننا أن نقدر ذلك ، بحكم سقوط سلطة الشيعة في حلب مع عصر السلطان السلجوقي ألب أرسلان (وهو أمر بحثته بالتفصيل في كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية) ونظرا لعلاقات أسرة آل أبي جرادة الخاصة مع سلطات حلب ، لابد أن الحال اقتضى المسايرة والتحول الى السنة ، ولربما حسب المذهب الحنفي.

وفي عودة نحو سيرة الصاحب كمال الدين نجدة يحدثنا بأن والده خطب له وزوجه مرتين ، فقد أخفق في الزواج الأول ، لذلك طلق زوجته وتزوج ثانية بابنة الشيخ الأجل بهاء الدين أبي القاسم عبد المجيد بن الحسن بن عبد الله ـ المعروف بالعجمي ، وكان شيخ أصحاب الشافعي ومن أعظم أهل حلب منزلة وقدرا وثروة ومكانة سياسية ودينية واجتماعية ، ومن زواجه الثاني رزق الصاحب كمال الدين أولاده ، ولم يمت والده حتى كان ابنه أحمد طفلا يدب على الأرض ، ويمكننا التعرف الى هذا الابن من خلال استعراضنا لكتاب بغية الطلب حيث سمع الكتاب على أبيه وقام بعد وفاة والده باستدراك بعض المواد التي حالت المنية بين والده وبين تدوينها في كتابه ، فمن المقرر أن ابن العديم مات دون أن يقوم باعادة النظر في مؤلفه «بغية الطلب» ، ولم يقم بتبييضه ، والذي وصلنا هو مسودة الكتاب ، انما نظرا لبراعة المؤلف وحسن طريقته وجودة خطه ، نرى أن مكانة الكتاب وأهميته هي هي ، ذلك أن أهمية الكتاب نابعة مما حواه من مواد تاريخية نهلها ابن العديم من وثائق ومصنفات غيبها الزمن عنا ، فابن العديم كان مصنفا ممتازا ولم يكن «مؤرخا»

١٠

حسب مصطلحات أيامنا هذه ، فهو قد جمع في كتابه المواد الاخبارية ونسقها ، لكنه لم يحاول تعليلها ومعالجتها كما يفعل الباحث في التاريخ في جامعات أيامنا هذه ...

ومنذ أن بلغ الصاحب كمال الدين سن الشباب أخذ يشارك في الحياة السياسية والعلمية لمدينة حلب ، فقد كان يحضر مجلس الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب ـ فيكرمه ويقربه ويقبل عليه أكثر من اقباله على غيره على الرغم من صغر سنه ، وفي ذي الحجة سنة ست عشرة وستمائة ولي ابن العديم أول عمل رسمي لقد ولي التدريس في مدرسة شاذبخت وكانت من أجل مدارس حلب وأرقاها ، كل «هذا وحلب أعمر ما كانت بالعلماء والمشايخ ، والفضلاء الرواسخ ، الا أنه رؤي أهلا لذلك دون غيره ، وتصدر ، وألقى الدرس بجنان قوي ، ولسان لوذعي ، فأبهر العالم وأعجب الناس» (ياقوت : ١٦ / ٤٤) ، ويبدو أنه تولى بعد هذه المدرسة التدريس بالمدرسة الحلاوية ، التي كانت أجل مدارس حلب ، وهي مدرسة ما زالت قائمة حتى الآن ، تعلو واحدا من جدارنها لوحة حجرية كتبها ابن العديم بخطه.

ومع مرور الأيام علت مكانة ابن العديم ، فسفر عن ملوك حلب الى ملوك الدول المجاورة في بلاد الشام والجزيرة وآسية الصغرى ، والى سلاطين القاهرة وخلفاء بغداد ، وكانت خزائن كتب ووثائق كل بلد زارها تحت تصرفه ، فنهل منها ما لم ينهله سواه ، وأودع جل ذلك في كتابه بغية الطلب ، ومن هذه الزاوية يمكن أن نرى أهمية هذا الكتاب ، ومن ناحية أخرى يمكننا أن نرى المدن الذي وصلت اليه خزائن المشرق العربي قبيل وقوع الطامة الكبرى على يد المغول بسنوات.

وفي كل مكان زاره ابن العديم كان يلقى الحفاوة من رجال السلطة ، وكان في الوقت نفسه يلتقي بالعلماء وشيوخ العصر فيأخذ عنهم ، ولقد أودع ما أخذه عن علماء عصره ، وما رآه من أحداث أو شارك به ، أودعه في كتابه بغية الطلب ، حتى غدا هذا الكتاب أشبه بمنجم للمعلومات لا ينضب معينه.

١١

وظل نجم ابن العديم يصعد في سماء السياسة في حلب وسواها حتى وصل الى مرتبة الوزير ، ولكن مشاغل السياسة والحياة العامة لم توقف العمل الفكري ولم تعطله ، وهكذا صنف ابن العديم عددا كبيرا من الكتب ، غلب على معظمها سمة التاريخ ، ولعل أشهر كتبه «كتاب زبدة الحلب من تاريخ حلب» و «كتاب الانصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري» ، وكتابنا الذي نتحدث عنه اليوم ، وقد طبع كتاب الزبدة في أجزاء ثلاثة في دمشق ، أما كتاب «الانصاف» فقد طبعت قطعة منه للمرة الأولى بحلب ثم أعيد طبعها في القاهرة ، وأقول قطعة ذلك أن الكتاب لم يصلنا كاملا بشكل مباشر.

وعند ما قلت بشكل مباشر أردت أن أقول بأن الكتاب وصلنا بشكل غير مباشر ، فواحد من أحفاد ابن العديم ممن عاش بعد جده في القاهرة ، صنف كتابا حول القاضي الفاضل دعاه باسم «سوق الفاضل في ترجمة القاضي الفاضل» ، وتوجد من هذا الكتاب نسخة خطية في مكتبة شيخ الاسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة ، وفي ثنايا الكتاب ورد في احدى رسائل القاضي الفاضل بيت من شعر المعري ، وأراد حفيد ابن العديم أن يعرف بالمعري ، فقال : قال جدي في كتابه الانصاف والتحري ، وأثبت نص الكتاب بكماله ، ويوجد هذا الكتاب مصورا على شرايط في معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة سابقا.

ويعود سبب انتقال ابن العديم الى القاهرة ، الى تعرض مدينة حلب الى الدمار سنة ٦٥٧ ه‍ على يد جيوش هولاكو ، وكان ابن العديم غادر مدينته الى دمشق ، ثم منها الى غزة فالقاهرة ، ويبدو أنه عاد بعد عين جالوت الى دمشق ، وربما أراد التوجه الى حلب ، أو توجه اليها فعلا ليعاين الدمار الذي لحقها ، وفي أثناء ذلك عرض عليه هولاكو منصب قاضي حلب ، فرفض ، وعاد الى القاهرة ، حيث أمضى بقية حياته ، وقد وافته منيته في مصر في العشرين من جمادى الأولى سنة ستمائة وستين للهجرة.

١٢

ان التشتت الذي لحق بابن العديم في سنوات حياته الأخيرة ، ثم ما آلت اليه الحال في بلاد الشام ، قد ترك أبعد الآثار على مكتبة ابن العديم مع مؤلفاته ، وخاصة كتابه «بغية الطلب» ، فاذا قبلنا فرضا بأن ابن العديم قد أنجز تسويد مؤلفه ، من المؤكد أنه لم يتمكن من تبييضه وبالتالي لم تقم أمام الكتاب الفرصة لنسخه وتداوله.

ان من يقرأ بعض المتبقي من كتاب «بغية الطلب» يدرك عظمة ابن العديم ، فيرى فيه أعظم مؤرخ أنجبته بلاد الشام بلا منازع ، وبلا شك علما بارزا للغاية بين أعلام فن التأريخ الاسلامي ، ومن هذا المنطلق رأيت من المتوجب العمل في سبيل تحقيق الكتاب ونشره ، وبالفعل فرغت عام ١٩٧٢ من تحقيق المجلدة الأولى من الكتاب وتوزيعه ضمن شروط تصون الكتاب وتبعده عن طرائق الوراقين في النشر ، فلم أوفق ، وكانت القضية بحاجة الى مساعدة من جهة حكومية أو غير حكومية ، ولقد رأيت في المبادرات التي تمت تجاه تاريخ ابن عساكر ما يشجع ، انما بعد اطلاعي على التجربة ، ملت نحو عدم طلب المساعدة الحكومية ، فأنا شخصيا أرى في التراث شيئا مقدسا ، انه يحوي النتاج الفكري لأمتي خلال أجيال وهذا النتاج جزء من الماضي ، ولا يجوز أن نطلب من الماضي أكثر من الماضي ، وانه لإثم عظيم أن يبعث بتراثنا ، وانه لكفر ما بعده كفر أن يلقي التراث المعاملة التي يلقاها الآن من الوراقين ومن أنصاف المتعلمين فالذي يحل بالتراث الآن على أيديهم أعظم شناعة من جريمة هولاكو وجنده.

ومرت الايام وشغلت بالأعمال الجامعية وباخراج عدد من الكتب لكن بقي كتاب البغية ماثلا أمامي يطالبني بنشره ، وسافرت الى المغرب وحملت الكتاب معي الى فاس حيث تابعت العمل في نسخه ، وبعد عودتي من المغرب شغلت مجددا في اخراج عدد من الكتب ، ومع حلول عيد الاضحى الماضي عقدت العزم مجددا على

١٣

تحريك محاولات نشره فتوجهت نحو الرئيس المناضل حافظ الاسد بالتمني عليه رعاية مشروع احياء هذا الكتاب ، وتحققت الأمنية ، ولا عجب في ذلك فالرئيس الاسد هو باعث أمجاد هذه الأمه والمحامي عن هويتها وتراثها وأصالتها والساعي بإيمان راسخ في سبيل وحدتها وتحرير أراضيها المغتصبة. فله شكري وعظيم امتناني وليكتب له الخلود خلود أمتنا العظيمة وتراثها ورسالتها التي هو راعيها وأمينها.

توجد مخطوطة المجلدة الأولى من كتاب «بغية الطلب» في خزانة جامع أيا صوفيا باستانبول وهي نسخة فريدة بالعالم ، لا نعرف بوجود نسخة أخرى عنها ، وجاءت هذه النسخة ـ كما سلفت الاشارة ـ بخط المؤلف ، وتحوي مائتين واحدى وعشرين ورقة من الكتاب ، ألحق بها بضع أوراق عليها ملاحظات وتمليكات كتبت بشكل أخص من قبل متملك النسخة الأخير في القرن التاسع للهجرة واسمه محمد بن محمد بن السابق الحموي الحنفي ، وسألحق نصوص هذه الملاحظات والتمليكات بهذه المقدمة.

ان النسخة التي بين أيدينا هي بلا شك تشكل المجلدة الأولى من كتاب بغية الطلب حسب خطة المؤلف ، وحسب الموجود بين أيدينا الآن ، وهذا أمر لا نستطيع تقريره بالنسبة للمجلدات الأخرى من الكتاب اللهم الا بالنسبة للمجلدة الثامنة من مجلدات مكتبة أحمد الثالث باستانبول ، حيث أعتقد أنها تحوي نص المجلد الأخير من الكتاب ، أي المجلدة الأربعين اذا صح خبر تصنيف ابن العديم لكتابه في أربعين مجلدة.

وقد وصلتنا نسخة المجلدة الأولى ناقصة الأول والآخر ، فقد من أولها جزء واحد فيه ما لا يقل عن عشر أوراق ، ولا بد أنه حوى خطبة الكتاب مع بداياته ، هذا

١٤

ومن الصعب تحديد كمية الأوراق الناقصة من آخر المجلدة ، انما يخيل لي أنها ليست كثيرة ، ربما تماثل ما نقص من المطلع تقريبا.

هذا ولم تكن مشكلة النقص هي المشكلة الوحيدة التي أصابت هذه المجلدة ، بل ـ كما سبق وأشرت ـ اضطربت أجزاء الكتاب وتداخلت الأوراق ، ولقد قمت باعادة ترتيب أوراق هذه المجلدة بشكل متيقن من صحته ، انما باستثناء ورقة واحدة لم أهتد الى مكانها لذلك ألحقتها بآخر الكتاب ، والذي مكنني من اعادة ترتيب الكتاب هو الترابط بين الموضوعات ، علما بأن ابن العديم لا يستخدم «الرقاص» في نهاية الصفحات ، يضاف الى ذلك أن ابن العديم سمع الكتاب من أولاده ، وتم السماع عبر عدة مجالس ، وكان من حسن الحظ أن قام المؤلف بتدوين تاريخ كل مجلس سماع ، ولقد مكن وجود التواريخ المتلاحقة من اعادة ترتيب الكتاب ، ويكفي هنا أن نضرب بعض الأمثلة على حالة الاضطراب التي كانت مسيطرة على الكتاب ، فالورقة رقم / ١ / الآن كانت من قبل تحمل رقم / ٤٧ / ورقم / ٢٧ / الآن كانت من قبل تحمل رقم / ٧٣ / والورقة رقم / ١٥٧ / كانت من قبل تحمل رقم / ١٠ / وهكذا ...

وعلى العموم وصلنا كتاب بغية الطلب بحالة لا بأس بها ، انما لا بد من أن نشير الى مسألة هامة ، وهي أنه برغم جودة خط ابن العديم وضبطه ، فقد كان من عادته الاقلال من استخدام التنقيط ، وهذا الحال عبارة عن مزلقة كبيرة تقود الى التصحيف ، ان لم يتم العمل بحذر شديد مع الاستعانة بالمصادر اللازمة.

لقد أنجزت تحقيق القسم الأعظم من مجلدات بغية الطلب ، وقمت أثناء عملي باعادة ترتيب أوراق كل جزء منها لأنها كانت «مدشوتة» وها أنا ذا أدفع بالمجلدة الأولى الى النشر وكلي أمل وعزم بأن ينجز العمل في أقل من عامين ان شاء الله تعالى وأعان ، فقد زالت الآن جميع العوائق في وجه النشر.

١٥

ان المنهج الذي اتبعته في تحقيق كتاب بغية الطلب ، استهدف أولا ضبط نصه ، واخراجه بالصورة التي ابتغاها مؤلفه ، مع الاقلال الى أكبر الحدود من الحواشي ، وفقط اثبات الضروري منها ، هذا ومن الملاحظ أن ابن العديم نهل جل مواد كتابه من مصادر متوفر بعضها وبعضها الآخر هو في حكم المفقود ، أو من المتعذر الوصول اليه ، ولقد قمت بتخريج النصوص التي تمكنت من الوقوف على أصولها ، ونبهت الى الفوارق ان وجدت ، ولقد تجلى لدي أثناء عمليات التخريج مدى دقة ابن العديم ، وعلو أمانته ، وخلصت الى نتيجة هامة مفادها أن «نقول ابن العديم» يمكن اتخاذها مرجعا للضبط والتصحيح ، ولا شك أن هذا يزيد من قيمة كتاب بغية الطلب وقيمة محتوياته.

ولقد ارتأيت في البداية القيام بالتعريف بأصحاب المصادر التي نقل منها ابن العديم ولكنني أقلعت عن ذلك ، كيما لا أثقل الحواشي وأتجنب عمليات التكرار ، ورأيت الاستعاضة عن ذلك أثناء وضع الفهارس العامة للكتاب ، بوضع فهرس على قاعدة ـ الببلوغرافيا ـ أوضح فيه مصادر ابن العديم بذكر اسم المؤلف وسنة وفاته ، مع اسم كتابه أو كتبه المنقول عنها مع موضوعات النصوص المنقولة ، وأخيرا أرقام الصفحات والمجلدات التي جاءت فيها بعد طباعة كتابة البغية ، وأملي كبير بأن يأتي هذا الفهرس كمفتاح عام للكتاب ، وأن يكون فيه بعض التجديد بالنسبة لأعمال تحقيق النصوص خاصة الطويلة منها (١).

__________________

(١) لقد الحق بالمجلدة الاولى من الكتاب بضع أوراق فيها ملاحظات وتمليكات ، ومعظم الملاحظات كتبت من قبل الجمال بن السابق الحموي ، الذي كان من أصحاب السخاوي ، وقد أتى على ذكره في كتابه الاعلان بالتوبيخ (ص : ١٤٤. من طبعة القدسي) ونظرا لاهمية هذه الملاحظات لانها ارتبطت بترجمة لابن العديم ثم لتعلقها بفن التاريخ ولانها حوت ترجمة قصيرة للشريف الادريسي صاحب نزهة المشتاق الذي زار حلب فترجم له الصاحب كمال الدين ابن العديم ، وقام ابن السابق بدوره بالاقتباس من هذه الترجمة كما هو مرجح ، يضاف الى هذا ان ابن السابق ذكر في ـ

١٦

كتب ابن السابق الحموي بخطه على الصفحة الأولى :

١ ـ نوبة جمال غفرانه تعالى محمد بن محمد بن السابق الحنفي عفا الله عنهم أجمعين ، بالقاهرة المحروسة في يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الآخر في سنة ست وخمسين وثمانمائة ، أحسن الله عاقبتها في خير آمين.

٢ ـ يقول كاتب هذه الأحرف فقير عفو الله تعالى محمد بن محمد بن محمد بن الحموي الحنفي عامله الله بلطفه الخفي : انه يروي تاريخ حلب للصاحب كمال الدين عمر بن أحمد المعروف بابن أبي جرادة وبابن العديم عن الشيخ تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي ، مؤرخ الديار المصرية ، عن ناصر الدين محمد الهواري الطبردار عن الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي عن مصنفه الصاحب كمال الدين بن العديم تغمدهم الله تعالى برحمته ورضوانه.

٣ ـ وجاء ايضا على الصفحة الثانية بخط ابن السابق :

١ ـ عمر بن أحمد بن أبي الفضل هبة الله بن أبي غانم محمد بن هبة الله بن قاضي حلب أبي الحسن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل.

__________________

احدى الملاحظات تلقيه الكتاب من المقريزي مؤرخ مصر الاسلامية. والمقريزي نهل من كتاب ابن العديم ما شاء له القدر ، لكن كما هي عادته لم يشر الى الكتاب ، فهو نادرا ما يشير الى مصادره ، وما يرد احيانا في نصوصه من ذكر لبعض المصادر ، ينبغي الا يلتبس على القارئ ، فالمصادر ليست مصادره ، بل مصادر صاحب النص المنقول عنه ، ووضح هذا الامر لدي أثناء عملي في كتاب «المقفى» للمقريزي الذي شرع في تصنيفه اواخر حياته ، وأراد ان يجعله مشابها لتاريخ دمشق وبحجمه ، لكن المنية لم تسعفه ، وعندي الان نسخة مصورة من هذا الكتاب فيها خمس مجلدات ، أربع منها بخط المقريزي وقد عملت في هذا الكتاب ، ونشرت بعض مواده ، وفي نيتي أن أنشر مزيدا من مواده قريبا فأعالج هذه المسألة بشكل أوفى.

لهذا كله رأيت مفيدا الحاق مقدمتي هذه بما دونه ابن السابق.

١٧

الصاحب العلامة ، رئيس الشام كمال الدين أبو القاسم الهواري العقيلي الحلبي ، المعروف بابن العديم.

ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة وتوفي سنة ستين وستمائة ، وسمع من أبيه ومن عمه أبي غانم محمد ، وابن طبرزد ، والافتخار ، والكندي ، وابن الحرستاني ، وسمع جماعة كثيرة بدمشق ، وحلب ، والقدس ، والحجاز ، والعراق ، وكان محدثا حافظا ، مؤرخا صادقا ، فقيها ، حنيفا ، مفتيا ، منشيا بليغا ، كاتبا مجودا ، درس وأفتى ، وصنف وترسل عن الملوك ، وكان رأسا في الخط المنسوب اليه بالنسخ والحواشي.

أطنب الحافظ شرف الدين الدمياطي في وصفه ، وقال : ولّي قضاء حلب خمسة من آبائه متتالية ، وله الخط البديع ، والخط الرفيع ، والتصانيف الرائقة ، منها تاريخ حلب ، أدركته المنية قبل إكمال تبييضه ، وروى عنه الدواداري وغيره ، ودفن بسفح المقطم بالقاهرة.

قال ياقوت : سألته لم سميتم ببني العديم؟ فقال : سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه ، وقال : هو اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون به ، ولم يكن في نساء أهلي من يعرف بهذا ، ولا أحسب الا أن جدّ جدي القاضي أبا الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة ـ مع ثروة واسعة ، ونعمة شاملة ـ كان يكثر في شعره من ذكر العدم ، وشكوى الزمان ، فان لم يكن هذا سببه ، فلا أدري ما سببه.

قال : ختمت القرآن ولي تسع سنين ، وقرأت بالعشر ولي عشر سنين ، ولم أكتب على أحد مشهور ، الا أن تاج الدين محمد بن أحمد بن البورنطي البغدادي ورد الينا الى حلب ، فكتبت عليه أياما قلائل ، لم يحصل منه فيها طائل ، وله كتاب «الدراري في ذكر الذراري» جمعه للملك الظاهر ، وقدمه اليه يوم ولد ولده

١٨

الملك العزيز ، وكتاب «ضوء الصباح في البحث على السماح» صنفه للملك الأشرف ، وكتاب «الأخبار المستفادة في ذكر بني أبن جرادة» وكتاب «في الخط وعلومه ووصف آدابه وطروسه وأقلامه» وكتاب «دفع التجري على أبي العلاء المعري» وكتاب «الإشعار بما للملوك من النوادر والأشعار».

وممن كتب اليه يسترفده سعد الدين منوجهر الموصلي ، وأمين الدين ياقوت المعروف بالعالم ومنوجهر ياقوت الكاتب الذي يضرب به المثل.

وكان في بعض سفراته يركب في محفة تشد له بين بغلين ، ويجلس فيها ويكتب ، وقدم الى مصر رسولا ، والى بغداد ، وكان اذا قدم مصر يلازمه أبو الحسين الجزار ، وله فيه مدائح.

٤ ـ وجاء على الصفحة الثالثة بخط ابن السابق أيضا :

١ ـ للادريسي :

اذا عرف الانسان أخبار من مضى

توهمته قد عاش من أول الدهر

وتحسبه قد عاش آخر دهره

الى الحشر إن أبقى الجميل مع الذكر

فقد عاش كل الدهر من كان عالما

كريما حليما فاغتنم أطول العمر

٢ ـ محمد بن محمد بن عبد الله بن ادريس بن يحيى بن علي بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن ادريس (بن ادريس) بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، الشريف الادريسي ، مؤلف كتاب رجّار ، الفرنجي صاحب صقلية ، وكان أديبا ، ظريفا ، شاعرا ، مغوى بعلم جغرافيا ، صنف لرجّار الكتاب المذكور ، ومن شعر الادريسي المذكور :

ليت شعري أين قبري

ضاع في الغربة عمري

لم أدع للعين ما تشتاق

في برّ وبحر

١٩

وخبرت الناس والأر

ض لدى خير وشر

لم أجد جارا ولا دارا

كما في طيّ صدري

فكأني لم أسر

ألا بميت أو بقفر

٣ ـ لأبي الخطاب محمد بن محمد بن أحمد البطائحي ـ روى شعره ابن النجار عن ثلاثة عنه :

يا راقد العين عيني فيك ساهرة

وفارغ القلب منك منك ملآن

إني أرى منك عذب الثغر عذبني

وأيقظ الجفن جفن منك وسنان

أخذ هذا المعنى شهاب الدين أحمد بن عبد الملك العزازي أحد من روى عنه الشيخ فتح الدين بن سيد الناس ، فقال في قصيدته التي أولها :

دمي بالحلال ذات الخال مطلول

وجيش صبري مهزول ومغلول

منها :

يا راقد العين عيني فيك ساهرة

وفارغ القلب قلبي منك مشغول

فغير القافية لا غير.

٥ ـ وجاء على الصفحة الرابعة بخط ابن السابق أيضا :

١ ـ فصل في فوائد التاريخ

منها واقعة رئيس الرؤساء مع اليهودي الذي أظهر كتابا ، زعم أنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أهل خبير ، وفيه شهادة جماعة من الصحابة ، منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فحمل الكتاب الى رئيس الرؤساء ، ووقع الناس في حيرة ، فعرضه على الحافظ أبي بكر خطيب بغداد ، فتأمله ثم ألقاه ، وقال : هذا مزوّر ، فقيل له : من أين لك كل ذلك؟ فقال : فيه

٢٠