موسوعة النحو والصرف والإعراب

موسوعة النحو والصرف والإعراب

المؤلف:


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٢

١
٢

٣
٤

المقدّمة

ما زلنا ندرّس النحو العربيّ ، بمصطلحاته وأبوابه وتفريعاته ، كما كان يدرّس منذ أكثر من ألف سنة في مساجد البصرة والكوفة وبغداد. ورغم كثرة المحاولات التي رامت إلى تبسيطه وتيسيره ، لتجعله أقرب تناولا بالنسبة إلى طلاب اليوم ، فإنّ هذه المحاولات ظلّت حبرا على ورق ، إذ لم يتسنّ لها مجمع لغويّ ، أو حكومة عربيّة تخرجها من حيّز التنظير إلى التطبيق العمليّ.

والنحو العربيّ بات صعبا على طلابنا ، يتعلّمونه ، وكأنّه فرض ثقيل واجب عليهم مع كثير من التبرّم والنفور. وقد وجدت أنّه ، إن لم يقبل العرب ، حتى الآن ، أيّ محاولة لتبسيط النحو وتيسيره ، فهم ، ولا شك ، يرحّبون بأيّ محاولة تسهّل البحث في مسائله ، والعودة إلى مصطلحاته وأبوابه ، كلّما استغلق عليهم أمر من أموره. والواقع أنّني سبقت ببعض المحاولات في هذا المجال ، لكنّ كتابي هذا أكثر شموليّة وتبسيطا من هذه المحاولات. ومما شجّعني على وضعه ما لا حظته من شدّة إقبال الطلاب على كتابي «معجم الإعراب والإملاء» (١) الذي تناولت فيه مسائل الإعراب والإملاء بشكل معجميّ أيضا.

أمّا تسمية كتابي بـ «موسوعة النحو والصرف والإعراب» ، ففيها بعض التجوّز والتضييق لمفهوم «الموسوعة» ، فمن المعروف أنّ الموسوعة في علم من العلوم تضمّ ، إلى جانب ما تضمّه من مسائل هذا العلم ومصطلحاته ، أعلام هذا العلم مع نبذة عن حياتهم وأبحاثهم ومؤلّفاتهم.

والواقع أنني ، عند ما بدأت بتقميش كتابي هذا ، وضعت أسماء الأعلام ضمن موادّه ، لكنّني فوجئت بالكثرة الكاثرة من النحويّين العرب على امتداد تاريخيّ يزيد على الألف سنة ، ووجدت أن طالب المعرفة يستطيع الرجوع إلى الموسوعات العامّة ، أو إلى كتب الأعلام ، إن أراد معرفة

__________________

(١) صدر عن دار العلم للملايين. بيروت. الطبعة الأولى ١٩٨٣ م ، والطبعة الثانية المنقحة ١٩٨٥ م.

٥

سيرة أو أبحاث نحويّ من النحويّين. وعليه ، عدلت عن إثبات أعلام النحو ضمن مواد «موسوعتي».

وأمّا منهجيّتي في تبويب المواد ، فتتلخّص بما يلي :

١ ـ إثبات المصطلح وفق نطقه ، لا جذره ، مراعيا الصورة الإملائيّة للّفظ ، فكلمة «التضمين» مثلا صنّفت ، حسب ترتيب أحرفها (ت ض م ي ن) ، وكلمة «لكنّ» صنّفت دون مراعاة حرف الألف الذي ينطق به فيها دون أن يكتب.

٢ ـ اعتبار الهمزة ، مهما كان كرسيّها ، والألف الممدودة (آ) ، والألف المقصورة معادلات للألف.

٣ ـ عدم فكّ الإدغام ، فكلمة «لكنّ» بوّبت وكأنّ النون فيها غير مشدّدة ، وكلمة «كلّ» جاءت قبل «كلا».

٤ ـ المعادلة بين التاء المربوطة والتاء المبسوطة.

٥ ـ إذا كان المصطلح مركّبا تركيبا إضافيا أو نعتيّا ، فإنني صنّفته بحسب صدره (الكلمة الأولى منه) ، لذلك وضعت المصطلح «اسم الصوت» مثلا قبل «أسماء الإشارة» ، لأنّ كلمة «اسم» تأتي قبل «أسماء» في تصنيفي.

٦ ـ إذا كان هناك عدة مصطلحات بالحروف نفسها ، فإنّني قدّمت الحرف المكسور ، فالمضموم ، فالمفتوح ، فالساكن. وعليه ، جاءت كلمة «إنّ» قبل «أنّ» ، وهذه قبل «أن».

وبديهيّ القول إنّ «موسوعتي» هذه لم «تسع» كل ما يتضمّنه النحو والصّرف العربيّين من مسائل وتفصيلات وآراء مختلفة ، ولو وسعت هذه الأمور ، لجاءت في عدّة مجلّدات ، على أنّ من يريد التوسّع بمسائل الحروف في اللغة العربيّة يمكنه الرجوع إلى كتابي «موسوعة الحروف في اللغة العربية» الصادر عن دار الجيل. وبعد ، لا غاية لي فيه سوى خدمة طلاب العربيّة ، فإن وفّقت فالخير قصدت ، وإلّا ، حسبي أنّني حاولت ، والله من وراء القصد.

المؤلف

كفرعقا ـ الكورة ـ ١٥ / ٥ / ٨٨

٦

باب الهمزة (١)

الألف :

تأتي :

١ ـ ضميرا متّصلا في الأفعال مبنيّا على السكون ، في محل رفع فاعل إذا كان الفعل مبنيا للمعلوم ، نحو : «الولدان يطالعان» ، («يطالعان» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والألف ضمير متصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل ، وجملة «يطالعان» في محل رفع خبر «الولدان») ، وفي محل رفع نائب فاعل إذا كان الفعل للمجهول ، نحو : «المجتهدان

__________________

(١) أغلب الظن أن الألف كانت تطلق في الأصل على ما يسمّى اليوم همزة ، لا على ما ندعوه اليوم الفتحة الطويلة أو المشبّعة ، كما في نحو : «قال» ، وأنّ الفتحة الطويلة أو ألف المد ، لم يكن لها ، كبقية الحركات القصيرة والطويلة ، علامة كتابيّة. ويدعم ظنّنا أمران :

١ ـ إن قيم الأصوات العربية ، يعبّر عنها دائما بصدر أسمائها ، فالاسم «جيم» مثلا يعبّر صدره ، وهو : ب ، عن الصوت : ب ، وكذلك الاسم «ألف» يعبر صدره صوتيا عمّا سمّي أخيرا الهمزة (ء).

٢ ـ إن الرمز الأول للأبجديّة العربيّة ، حسب الترتيب القديم : أبجد ، هوز ، حطي .. ، هو الألف رسما ولكنه الهمزة نطقا ، وعند ما وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي رموز الفتح والضم والكسر والتسكين ، (هي غير نقاط أبي الأسود الدؤلي الدالة على الحركات) ، استعمل الألف للدلالة على علامة المد ، أو الفتحة المشبعة ، فأصبحت الألف ، والحالة هذه ، تدل على ما يسمّى بالهمزة ، وعلى الفتحة الطويلة في الوقت نفسه ، ممّا اضطرّه لابتكار علامة مميّزة للهمزة ، هي شكل رأس عين صغيرة ، (وذلك لقرب مخرج الهمزة من مخرج العين ، على ما يروى).

وبناء عليه ، نرى أنّ الأصح قراءة الحرف الأول من الألفباء ، همزة لا ألفا ، وذلك لسببين هما :

١ ـ إن كان الحرف الأوّل ألفا ، لا يبقى هناك رمز للهمزة في الألفباء العربية.

٢ ـ إن الألف ، رمز إليها بالعلامة (ا) ، وبما أنه يستحيل البدء بها ، أو نطقها منفردة ، ألصقت باللام ، وأصبحت لام ألف (لا) ، وليس في العربية صوت منفرد يرمز إليه بـ «لا».

وعليه لا نرى فائدة في تسمية اللغويّين الألف ألفا ليّنة ، والهمزة ألفا يابسة. كل ما هنالك ألف وهمزة ، والهمزة هذه قسمان : همزة قطع وهي التي ينطق بها أينما وقعت ، وهمزة وصل وهي التي لا ينطق بها إلا إذا وقعت في أول الكلام. وعند ما نقول همزة بالإطلاق في معجمنا هذا فإننا نعني همزة القطع.

٧

كوفئا». (الألف في «كوفئا» في محل رفع نائب فاعل).

٢ ـ إشارة إلى المثنّى ، وذلك في كل فعل ذكر فاعله المثنّى بعده ، نحو قول عبيد الله ابن قيس الرقيات :

تولّى قتال المارقين بنفسه

وقد أسلماه مبعد وحميم

(الألف في «أسلماه» إشارة إلى المثنّى ولا تعرب) (١).

٣ ـ علامة لنصب الأسماء الستّة ، نحو : «شاهدت أباك» («أباك» : مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستّة).

٤ ـ علامة لرفع الاسم المثنّى ، نحو : «الولدان نشيطان».

٥ ـ حرفا لا يعرب ، وذلك : أ ـ للفصل بين نون النسوة ونون التوكيد ، نحو : «الطالبات يكتبنانّ» («الطالبات» : مبتدأ مرفوع بالضمّة.

«يكتبنانّ» : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث ، والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، والنون المشدّدة حرف توكيد مبني على الكسر لا محلّ له من الإعراب ، وجملة «يكتبنانّ» في محل رفع خبر المبتدأ).

ب ـ في الاسم المنوّن المنصوب الموقوف عليه ، نحو : «فعلت حسنا».

ج ـ لإشباع حرف الروي المفتوح ، وتسمّى ألف الإطلاق ، نحو قول ابن زيدون

غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا

بأن نغصّ ، فقال الدهر : آمينا

(الألف في «آمينا» ألف إطلاق والأصل : آمين).

د ـ لإشباع حرف مفتوح في الضرورة الشعرية ، نحو قول الشاعر :

أعوذ بالله من العقراب

الشائلات عقد الأذناب

(الألف في «العقراب» للإشباع ، والأصل : العقرب).

ه ـ في النّدبة ، نحو : «وامعتصماه» (الألف في «معتصماه»).

و ـ في النداء ، نحو : «يا أمّتا». (الألف في «أمّتا»).

ز ـ بدلا من نون التوكيد ، نحو الآية : (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً

__________________

(١) ومنهم من جعل الألف هنا ضميرا مبنيا في محل رفع فاعل ، وجعل «مبعد» بدلا منها. ومنهم من أعرب «مبعد» مبتدأ مؤخرا ، وجملة «أسلماه» خبرا مقدّما ، ومنهم من ذهب غير ذلك ، حتى إنّ ابن هشام أوصل التقديرات في الفعل الذي اتصلت به ألف التثنية أو واو الجماعة ، في لغة ما سمّي بلغة «أكلوني البراغيث» إلى أحد عشر تقديرا (انظر كتابه : مغني اللبيب. تحقيق مازن المبارك وغيره. دار الفكر. بيروت. لا. ت. ج ١ ص ٤٠٥ ـ ٤٠٦).

٨

مِنَ الصَّاغِرِينَ) (يوسف : ٣٢). (الألف في «ليكونا» بدل من نون التوكيد المحذوفة ، ويمكن كتابتها نونا : ليكونن).

ح ـ لتفريق واو الجماعة التي في الفعل الماضي ، نحو : «الطلاب نجحوا» ، أو في المضارع المنصوب أو المجزوم ، نحو : «الطلاب لم يتكاسلوا فلن يرسبوا» ، أو في الأمر ، نحو : «دافعوا عن وطنكم» ، عن واو جمع المذكر السالم ، نحو : «حضر فلاحو الحقل» ، وعن واو الأسماء الستّة المرفوعة ، نحو : «جاء أبو زيد» ، وعن واو العلّة في الفعل المضارع ، نحو : «الحق يعلو» ، وعن واو «أولو» (بمعنى أصحاب) المضافة ، نحو : «جاء أولو الأرض».

ط ـ في الاسم المؤنّث ، وتسمّى ألف التأنيث (المقصورة أو الممدودة) ، نحو : «صحراء ، ليلى».

ي ـ في الاسم المنسوب ، وتسمّى ألف النسب ، نحو ألف «نفسانيّ».

الهمزة :

أ ـ همزة الاستفهام :

حرف مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب. وهي أصل أدوات الاستفهام.

ولهذا خصّت بأحكام منها :

١ ـ جواز حذفها سواء تقدّمت على «أم» كقول عمر بن أبي ربيعة :

فو الله ما أدري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم بثمان؟

(أراد : أبسبع) ، أو لم تتقدّمها ، كقول الكميت :

طربت وما شوقا إلى البيض أطرب

ولا لعبا مني ، وذو الشيب يلعب؟

(يريد : أذو الشيب يلعب).

٢ ـ أنها ترد لطلب التصوّر ، (وهو تعيين المفرد ، ويكون الجواب بالتعيين) ، نحو : «أزيد نجح أم سعيد؟» ، ولطلب التصديق (وهو تعيين النسبة ويكون الجواب بنعم أو لا) ، نحو : «أنجح زيد؟» (١). أما بقية أدوات الاستفهام فمختصّة بطلب التصوّر ، إلّا «هل» فهي مختصّة بطلب التصديق.

٣ ـ أنها تدخل على الإثبات كالأمثلة السابقة ، وعلى النفي نحو الآية : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ؟) (الانشراح : ١).

٤ ـ تمام تصديرها ، فهي لا تذكر بعد «أم» التي للإضراب كما ذكر غيرها (٢) ، وتتقدّم على حرف العطف ، نحو الآية : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا) (الأعراف : ١٨٥) والآية : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) (يوسف : ١٠٩) ، والآية : (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) (يونس : ٥١).

__________________

(١) لاحظ أنها تدخل على الجمل الاسمية والفعلية.

(٢) فلا تقل : «أنجح زيد أم أرسب؟» بل : «أم هل رسب؟».

٩

أما أخواتها فتتأخّر عن حروف العطف ، نحو الآية : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ؟) (آل عمران : ١٠١) والآية : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ؟) (التكوير : ٢٦) ، والآية : (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ؟) (الأنعام : ٩٥) ، والآية : (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) (الأحقاف : ٣٥) ، والآية : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ؟) (الأنعام : ٨١) والآية (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ؟) (النساء : ٨٨).

وتخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي إلى معان منها :

١ ـ التسوية ، وذلك بعد كلمة «سواء» ، أو «ما أبالي» ، أو «ما أدري» ، أو «سيّان» ، أو «ليت شعري» أو ما بمعناها ، وفي هذه الحالة تؤوّل الجملة بعدها بمصدر ، نحو الآية : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) (المنافقون : ٦).

٢ ـ الإنكار التوبيخي ، فتقتضي أنّ ما بعدها واقع وأنّ فاعله ملوم عليه ، نحو الآية : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ؟) (الصافات : ٩٥).

٣ ـ الإنكار الإبطالي ، فتقتضي أنّ ما بعدها ـ إذا أزيل الاستفهام ـ غير واقع ، نحو الآية : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً؟) (الإسراء : ٤٠).

٤ ـ التقرير ، ومعناه حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقرّ عندك ثبوته أو نفيه ، وفي هذه الحالة ، يلي الهمزة الشيء الذي تقرّره ، نحو : «أضربت أخاك؟» ونحو : «أأخاك ضربت؟».

٥ ـ التهكّم ، نحو الآية : (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا؟) (هود : ٨٧).

٦ ـ الأمر ، نحو الآية : (أَأَسْلَمْتُمْ؟) (آل عمران : ٢٠) ، أي : أسلموا.

٧ ـ التعجّب ، نحو الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (الفرقان : ٤٥).

٨ ـ الاستبطاء ، نحو الآية : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ؟) (الحديد : ١٦).

ب ـ همزة النداء : حرف لنداء القريب ، مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب ، نحو : «أزيد أسرع» («أزيد» : الهمزة حرف نداء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. «زيد» : منادى مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. «أسرع» : فعل أمر مبنيّ على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وجملة «أسرع» لا محل لها من الإعراب).

ج ـ همزة التسوية : حرف مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب ، يدخل على جملة يصحّ حلول المصدر محلّها ، وذلك بعد

١٠

كلمة «سواء» ، نحو الآية : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (البقرة : ٦) ، أو بعد كلمة «سيّان» نحو : «سيّان عندي أنجحت أم رسبت» ، أو «ما أبالي» ، أو «ما أدري» ، أو «ليت شعري» ، أو ما بمعناها.

وتعرب الآية السابقة كالتالي :

«سواء» : خبر مقدّم مرفوع بالضمّة.

«عليهم» : على : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، متعلق بالخبر «سواء» ، «هم» ضمير متّصل مبني على السكون في محل جرّ بحرف الجر.

«أأنذرتهم» : الهمزة حرف تسوية مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب.

«أنذرتهم» : فعل ماض مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك. والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

«هم» : ضمير متصل مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل من «أأنذرتهم» أي : إنذارك في محل رفع مبتدأ مؤخّر.

«أم» : حرف عطف مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب.

«لم» : حرف جزم مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب.

«تنذرهم» : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. «هم» : ضمير متّصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل من «لم تنذرهم» ، معطوف على المصدر السابق في محل رفع.

«لا» : حرف نفي مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب.

«يؤمنون» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل.

د ـ الهمزة الفعليّة (إ) : تأتي الهمزة المكسورة فعل أمر من «وأى» بمعنى «وعد» ، وتعرب فعل أمر مبنيّا على حذف حرف العلة من آخره. ومنه هذا البيت اللّغز :

إنّ هند المليحة الحسناء

وأي من أضمرت لخلّ وفاء

«إنّ» : أصلها : إينّ. الهمزة فعل أمر مبنيّ على حذف النون لاتصاله بياء المخاطبة المحذوفة لالتقاء الساكنين. وياء المخاطبة المحذوفة ، ضمير متصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل. والنون حرف توكيد مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب.

«هند» : منادى بحرف النداء المحذوف «يا» ، مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف.

«المليحة» : نعت «هند» ، مرفوع بالضمّة

١١

(تبع متبوعه لفظا).

«الحسناء ، نعت ثان منصوب بالفتحة (تبع متبوعه محلا) وجملة : يا هند المليحة الحسناء اعتراضيّة لا محل لها من الإعراب.

«وأي» : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وهو مضاف.

«من» : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

«أضمرت» : فعل ماض مبنيّ على الفتح الظاهر. والتاء حرف للتأنيث مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب. وفاعل «أضمرت» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :

هي : «لخلّ» : اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، متعلق بالفعل «أضمرت». «خل» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة.

«وفاء» : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة «أضمرت» لا محلّ لها من الإعراب لأنها صلة لموصول. وجملة «إن ... وأي من ...» ابتدائيّة لا محل لها من الإعراب.

ه ـ همزة التعدية أو النقل : هي التي تدخل على الفعل اللازم فتصيّره متعدّيا ، نحو : «جلس الطفل ـ أجلست الطفل».

و ـ همزة القطع أو الفصل : هي الهمزة التي تقع في أوّل الكلمة ، وينطق بها في الابتداء والوصل ، وذلك بخلاف همزة الوصل التي لا تنطق إلّا إذا وقعت في ابتداء الكلام. وترسم رأس عين صغيرة (ء) (١) مع كرسيّ لها هي الألف (٢). أمّا أهمّ مواضعها ، فما يلي :

١ ـ في ماضي الفعل الرباعي وأمره ومصدره ، نحو : «أكرم أباك إكراما حسنا كما أكرمك وأنت صغير» ، و «أعرب هذه الجملة إعرابا مفصّلا كما أعربتها في الأسبوع الماضي».

٢ ـ في كلّ فعل مضارع ، نحو : «أنا أدرس دروسي جيّدا وأستغفر ربي كلّ يوم».

٣ ـ في الحروف المبدوءة بهمزة ، نحو : «إنّ ، أنّ ، ألا ، أما».

٤ ـ في صيغتي التعجّب والتفضيل ، نحو : «ما أكرم سميرا» ، و «منير أجمل من أخيه».

__________________

(١) لم يكن للعرب ، في بداءة الأمر ، حرف يرمز إلى الهمزة ، إذ كانوا يرمزون إليها ، باعتبارها وحدة صوتية أساسيّة في الكلمة ، بنقطة كبيرة أو بنقطتين ، وبلون يخالف لون المداد. ولما جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي ، لا حظ قرب مخرج الهمزة في النطق ، من مخرج العين ، فرمز إليها برأس العين (ء).

(٢) تكتب همزة القطع فوق الألف إن كانت مفتوحة أو مضمومة ، نحو : «أب» «أم» ، وتحت الألف إن كانت مكسورة ، نحو : «إنّ».

١٢

٥ ـ في كل اسم يبتدئ بهمزة مفردا كان أو جمعا ، ما لم يكن مصدرا لفعل خماسيّ أو سداسيّ ، أو من الأسماء التي وردت سماعيّة بهمزة وصل ، نحو : «أبطال الأمّة عند أمير تلك الأرض».

ز ـ همزة الوصل : هي همزة ابتدائيّة تكتب وتقرأ إن وقعت في أوّل الكلام ، وتكتب ولا تقرأ إن وقعت في وسطه (أي إذا كانت مسبوقة بحرف أو بكلمة) ، نحو : «هاجم القائد المدينة واستولى عليها».

وهي تكتب بصورة الألف الطويلة وحسب ، أو بصورة الألف وفوقها صاد صغيرة : أ(١) ، وذلك إذا وقعت في درج الكلام. أما إذا وقعت في ابتدائه ، فتكتب مع الألف بشكل (ء). ومنهم من يكتبها مع الألف بشكل (ء) دائما سواء كانت في أول الكلام أم في درجه ، ومنهم من لا يكتبها مطلقا.

وتقع همزة الوصل في المواضع التالية :

١ ـ في «أل» التعريف ، نحو : «الولد ، الخريف». وقد شذّت همزة «أل» في «ألبتّة» ، إذا اعتبرت همزة قطع. كذلك تصبح همزة الوصل في لفظ الجلالة «الله» همزة قطع إذا سبقت بـ «يا» التي للنداء.

٢ ـ في أول فعل الأمر من الثلاثي ، نحو : «اكتب فرضك ، وادرس درسك».

٣ ـ في أول ماضي الفعل الخماسي والسداسي ، وأمرهما ، ومصدرهما ، نحو : «انتفع المتعلّم بعلمه انتفاعا كبيرا ، واستغفر ربّه استغفارا حسنا ، فانتفع أنت مثله واستغفر ربّك أيضا».

٤ ـ في الأسماء التالية : ابن ، ابنة ، ابنم (٢) ، امرؤ ، امرأة ، اسم ، اثنان ، اثنتان ، اثنين (٣) ، اثنتين ، اسم ، است ، ايمن (٤) ، ايم (٥).

وتحذف همزة الوصل كتابة ونطقا في المواضع الآتية :

١ ـ إذا دخلت اللام على الأسماء المعرّفة بـ «أل» ، نحو : «للمواطن حقوق».

٢ ـ إذا دخلت الواو أو الفاء على فعل يبتدئ بهمزة وصل بعدها همزة ساكنة ، نحو : فأت ، وأتمن» ، والأصل : فائت ، وإئتمن.

٣ ـ بعد همزة الاستفهام ، نحو : «أبنك هذا؟ ، أسمك سالم؟ ، أستعلمت عن

__________________

(١) وذلك للدلالة على الوصل ، فكأن هذا الرمز (الصاد الصغيرة) يدل دلالة فعل الأمر «صل».

(٢) لغة في «ابن».

(٣) أما إذا دخلتها «أل» التعريف ، وكانت علما على اليوم الثاني من الأسبوع فإن همزتها تصبح همزة قطع ، نحو : «زرتك نهار الإثنين».

(٤) اسم وضع للقسم ، نحو : «ايمن الله» أي : «ايمن الله قسمي».

(٥) أي «ايمن» وتستعمل استعمالها.

١٣

الحادثة؟» (١). والأصل : أإبنك هذا؟ أإسمك سالم؟ أإستعلمت عن الحادثة؟

٤ ـ من كلمة «اسم» وذلك في البسملة فقط ، نحو : «بسم الله الرحمن الرحيم».

٥ ـ من كلمة «ابن» إذا جاءت صفة (٢) بين علمين (٣) ولم تقع في أول السطر كتابة (٤) ، نحو : «عمرو بن هند قائد شجاع». أو إذا جاءت بعد حرف النداء (٥) ، نحو : «يا بن الأفاضل أقبل». ويشترط لحذف الألف من «ابن» أن يكون ثاني العلمين والد الأوّل ، وألّا تكون مثنّاة أو مجموعة.

٦ ـ من الفعل إذا دخلت عليه أحد أحرف المضارعة ، نحو : «استخبر يستخبر» وتتحوّل همزة الوصل إلى همزة قطع في :

١ ـ اسم العلم المنقول من لفظ مبدوء بهمزة وصل ، نحو : «الإثنين» علم على اليوم الثاني من الأسبوع ، ونحو : «أل» علم على الأداة الخاصّة بالتعريف أو غيره ، ونحو : «إنشراح» علم على امرأة.

٢ ـ في النّداء ، نحو : «يا ألذي نجح» ، و «يا ألصّاحب بن عبّاد». أمّا همزة لفظ الجلالة «الله» ، فالأصح تحويلها إلى همزة قطع عند النداء ، نحو : «يا ألله» ، ويجوز اعتبارها همزة وصل ، فتحذف مع ألفها نطقا وكتابة معا ، وتحذف ألف «يا» نطقا فقط ، نحو : «يالله».

ح ـ همزة السّلب : هي التي تدخل على الفعل فتنقل معناه إلى ضدّه ، نحو : «أشكيت زيدا» ، أي : أزلت شكايته ، و «أعجمت الكتاب» ، أي أزلت عجمته» ، و «أقسط زيد» ، أي : أزال عنه القسوط (الجور).

آ ـ (المدّة):

حرف لنداء البعيد ، أو ما في حكمه كالنائم والسّاهي ، مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب ، نحو : «آ سعيد» («سعيد» : منادى مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف).

__________________

(١) أما إذا دخلت همزة الاستفهام على اسم معرّف بـ «أل» ، فيستعاض عن همزة الاستفهام بعلامة مد ، توضع فوق همزة الوصل ، نحو : «آلمعلم الذي جاء؟».

(٢) أما إذا لم تكن صفة ، أي إذا جاءت خبرا أو عطف بيان ، فإن همزتها تثبت ، نحو : «إن خالدا ابن الوليد».

(٣) يقصد هنا العلم المفرد ، نحو : «خالد بن الوليد قائد شجاع» ، والعلم المركّب ، نحو : «جاء سعيد بن عبد الله» ، والكنية ، نحو : «عمر بن أبي ربيعة شاعر مشهور بالغزل» ، واللقب ، نحو : «هاشم بن زين العابدين رجل فارس».

(٤) إذا وقعت كلمة «ابن» في أول السطر ، فإن همزتها تثبت ولو كانت بين علمين.

(٥) والحذف هنا جائز غير واجب. وتحذف همزة «ابنة» أيضا بعد حرف النداء. ومن العلماء من يعاملها معاملة «ابن» في غير النداء أيضا.

١٤

آب :

اسم الشهر الثامن من السنة السريانيّة.

يعرب إعراب «أسبوع». راجع : أسبوع. وهو غير ممنوع من الصرف بخلاف سائر أشهر السنة السريانيّة.

أب :

انظر : الأسماء الستّة. ولهذه الكلمة في النداء عشر لغات إذا كانت مضافة إلى ياء المتكلّم ، وهي : يا أب ، يا أبي ، يا أبي ، يا أبا ، يا أب ، يا أب ، يا أبت ، يا أبت ، يا أبت ، يا أبتا.

الإباحة :

ترديد الأمر بين شيئين يجوز الجمع بينهما ، كما يجوز الخلوّ منهما جميعا ، بخلاف التخيير أو التسوية ، فإنّه يعيّن أحدهما. والإباحة من معاني «أو» و «إمّا». راجعهما.

أباديد :

جمع لا مفرد له من لفظه ، بمعنى متفرّقين ، يعرب حسب موقعه في الجملة ، فهو حال منصوبة بالفتحة في نحو : «تفرّق الطلاب أباديد» ، وهو صفة منصوبة بالفتحة في نحو : «شاهدت طيرا أباديد».

إبّان :

بمعنى «حين» ، ظرف زمان منصوب بالفتحة ، يضاف إلى المفرد ، نحو : «زرت بغداد إبّان الصيف» ، وإلى الجملة الاسميّة ، نحو : «زرت بغداد إبّان الحرب مستعرة» ، وإلى الجملة الفعلية ، نحو : «زرت بغداد إبّان استعرت الحرب».

إبّانئذ :

لفظ مركّب من «إبّان» و «إذ». تعرب إعراب «آنئذ». انظر : آنئذ.

أبت ـ أبت :

أصلها : يا أبي. تعرب منادى منصوبا بالفتحة لأنها مضافة ، والتاء عوض من الياء المحذوفة التي هي ضمير متصل مبنيّ على السكون في محل جر بالإضافة.

أبتا :

أصلها : يا أبي. تعرب إعراب «أبت».

انظر أبت.

أبتاه :

مثل «أبتا». انظر : أبتا. والهاء حرف للسكت مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

١٥

ابتدأ :

تأتي :

١ ـ فعلا ماضيا ناقصا إذا كانت بمعنى «شرع» ، بشرط أن يأتي خبرها جملة فعلية فعلها مضارع غير مقترن بـ «أن» ، نحو : «ابتدأ المطر ينهمر» («ابتدأ» : فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر. «المطر» : اسم «ابتدأ» مرفوع بالضمّة. «ينهمر» : فعل مضارع مرفوع بالضمة. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. وجملة «ينهمر» في محل نصب خبر «ابتدأ»). وانظر : كاد وأخواتها (٣).

٢ ـ فعلا تامّا في غير الحالة الأولى ، نحو : «ابتدأ المهرجان» («المهرجان» : فاعل «ابتدأ» مرفوع بالضمة).

ابتداء :

تعرب في نحو : «سأزورك ابتداء من غد» مفعولا مطلقا منصوبا بالفتحة.

الابتداء :

هو عامل الرفع في المبتدأ حسب البصريّين. ويعني أيضا ابتداء الزمان والمكان ، وهذا المعنى من معاني حروف الجرّ : متى ، من ، مذ ، منذ. والابتداء أيضا ، وقوع الاسم في أوّل الكلام مجرّدا من العوامل اللفظية غير الزائدة أو شبهها. انظر : المبتدأ.

الابتدائيّة :

راجع : الجملة الابتدائيّة. في «الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب».

الابتذال :

تعبير نقدي رائج توصم به حالة المعنى ، أو اللفظ ، أو حالة المضمون الأدبيّ والفكري ، أو الأسلوب والشكل ، عندما يتداول بكثرة فيفقد لذلك جدّته وطرافته.

أبتع :

لفظ لتقوية التوكيد ممنوع من الصرف ، يأتي بعد لفظ «أجمع» ، وتأتي «أجمع» بعد «كل» ، ويعرب توكيدا مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا حسب موقع مؤكّده في الجملة ، نحو : «جاء الطلاب كلّهم أجمع أبتع» («كلّهم» : توكيد «الطلاب» مرفوع بالضمة وهو مضاف ، «هم» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. «أجمع» : توكيد «الطلاب» مرفوع بالضمة ، «أبتع» : توكيد «الطلاب» مرفوع بالضمّة) ، ونحو : «شاهدت الطلاب كلّهم أجمع أبتع» ، ونحو : «مررت بالطلاب كلّهم أجمع أبتع».

أبتعون :

جمع «أبتع» ، لفظ لتقوية التوكيد ، يأتي

١٦

بعد لفظ «أجمعون» ، وتأتي «أجمعون» بعد

أبد :

بمعنى «دهر» ، وتعرب ظرف زمان منصوبا بالفتحة ، وتلازم الإضافة إلى اسم من لفظها أو من معناها ، نحو : «لا أسرق أبد الدهر ـ أبد الأبد ـ أبد أبد ـ أبد أبيد ـ أبد الآباد ـ أبد الأبدية ـ أبد الآبدين» ، وفي نحو : «لا أسرق الأبد الأبيد» نعرب «الأبيد» صفة للظرف «الأبد» منصوبة بالفتحة الظاهرة. وقد تأتي اسما فتعرب حسب موقعها في الجملة ، نحو : «سأحبّك إلى أبد الدهر» («أبد» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة).

أبدا :

ظرف لاستغراق المستقبل ، منصوب بالفتحة ، ومنوّن دائما ولا يضاف ، ويستعمل مع النفي ، نحو الآية : (إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها) (المائدة : ٢٤) ومع الإثبات ، نحو الآية : (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) (١) (الجن : ٢٣) ، ولا يسبقه الفعل الماضي ، إلا إذا كان ممتدا إلى المستقبل ، نحو الآية : (وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة : ٤).

الإبدال :

١ ـ تعريفه : هو جعل مطلق حرف مكان حرف آخر. ومعنى ذلك أنّ الإبدال أعمّ من الإعلال ، فكل إعلال بالقلب هو «إبدال» ، وليس كل إبدال إعلالا. فالإعلال والإبدال يجتمعان في نحو : «صام» ، وأصلها «صوم» ، على حين ينفرد الإبدال في نحو : «اصطنع» وأصلها «اصتنع» ، فأبدلت «الطاء» من «التاء». والإبدال يجري غالبا على قواعد قياسيّة.

٢ ـ أنواعه : الإبدال نوعان :

أ ـ الإبدال الصّرفيّ : هو أن تقيم مكان حروف معيّنة حروفا أخرى بغية تيسير اللّفظ وتسهيله ، أو الوصول بالكلمة إلى الهيئة التي يشيع استعمالها ، كإبدال الواو ألفا في نحو : «صام» (أصلها : صوم) ، أو كإبدال الطاء من التاء في «اصطنع» (أصلها : اصتنع).

وحروف الإبدال الصرفيّ التي يبدل بعضها من بعض ، تسعة عند بعض النحاة وهي : الهاء ، الدال ، الهمزة ، التاء ، الميم ، الواو ، الطاء ، الياء ، الألف. (وهي تجمع في قولك : «هدأت موطيا (موطيا اسم فاعل من

__________________

(١) وفي هذه الحالة ، أي في الإثبات ، تعرب مفعولا مطلقا.

١٧

«أوطأت» أي جعلت وطيئا). وهي عند غيرهم اثنا عشر حرفا يجمعها قولك : «طال يوم أنجدته».

ب ـ الإبدال اللّغويّ : هو أوسع من الإبدال الصّرفي ، بحيث يشمل حروفا لا يشملها الإبدال الأوّل. وهو يكون بين لفظتين متناسبتين في المعنى ، مختلفتين في حرف واحد من حروفهما ، بشرط أن يكون الحرفان المختلفان متناسبين في المخرج ، نحو : نعق ونهق ، سقر وصقر ، طنّ ودنّ ، الشّازب والشاسب (اليابس). فإذا تأمّلنا المثلين الأوّلين : نعق ونهق ، نجد أنهما متقاربان في المعنى (فكل منهما يعني إخراج الصوت المستكره) ، ومختلفان في حرف من حروفهما (العين والهاء) ، إلّا أنّ هذين الحرفين متناسبان في المخرج ، فإنّ مخرجهما الحلق.

ويشترط بعضهم في هذا النوع من الإبدال ثلاثة شروط : أولها قرب مخارج الحروف المتعاقبة ، وثانيها الترادف أو شبهه ، وثالثها وحدة القبيلة التي يدور في لسانها اللفظان المبدلان.

إبدال الألف ـ إبدال التاء ـ إبدال الهمزة ـ إبدال الياء :

انظر : قلب الألف ، قلب التاء ، قلب الهمزة ، قلب الياء.

الإبدال الصّرفيّ ـ الإبدال اللّغويّ :

انظر : الإبدال (٢)

أبصع :

مثل «أبتع». راجع : أبتع.

أبصعون :

مثل «أبتعون». راجع : أبتعون.

الإبطال :

هو ، في النحو ، إلغاء العمل ، أو إسقاط الحكم وإلغاؤه ، كإبطال عمل «إنّ» إذا دخلت عليها «ما» الكافّة. ويبطل عمل أخوات «ليس» في بعض المواضع. راجع «ما» و «لا» الحجازيّتين ، و «إن» و «لات» ، وراجع «الإضراب الإبطاليّ» في «الإضراب».

ابن :

إذا وقعت بين اسمين علمين بقصد الإخبار ، كتبت بالألف وأعربت خبرا ، نحو : «زيد ابن ثابت» ونحو : «إنّ زيدا ابن ثابت». وإذا لم تقع موقع الخبر وكانت بين اسمين علمين ثانيهما والد الثاني ولم تثنّ ولم تجمع ، تحذف ألفها (إذا لم تأت في أول السطر) ، وتعرب نعتا للاسم الذي قبلها أو

١٨

عطف بيان عليه ، أو بدلا منه ، نحو : «جاء زيد بن ثابت» ونحو : «شاهدت سمير بن سعيد» (١). وفي باقي حالاتها تعرب حسب موقعها في الجملة ، نحو : «جاء ابن المعلّم» («ابن» : فاعل مرفوع بالضمة) ، ونحو : «شاهدت ابن أختي» («ابن» : مفعول به منصوب بالفتحة) ... إلخ. ويجوز بالعلم المنادى الموصوف بـ «ابن» الضّم والفتح» ، نحو : «يا خالد بن (٢) الوليد» ، ونحو : «يا خالد بن الوليد». وهمزة «ابن» همزة وصل.

وانظر جمع الكنية المصدّرة بـ «ابن» في «جمع ما صدره ذو أو ابن».

ابنة :

مثل «ابن» في الإعراب. انظر : ابن.

ابنم :

لغة في «ابن» وتعرب إعرابها ، وقيل إن ميمها زائدة للمبالغة ، تقول : «جاء ابنم» («ابنم» : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة) «وشاهدت ابنما» («ابنما» : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة) ، و «مررت بابنم» («ابنم» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة). ومنه قول حسّان بن ثابت :

ولدنا بني العنقاء وابني محرّق

فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما

(«ابنما» : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة).

وهمزة «ابنم» همزة وصل مثل «ابن».

ويلاحظ أن حركة النون في كلمة «ابنم» تتبع حركة الميم في جميع حالات الإعراب.

وبعضهم يبقي النون مفتوحة دائما. وعند إضافتها إلى ياء المتكلم يجوز إبقاء الميم وحذفها.

أبنية المبالغة :

انظر : صيغ المبالغة.

أبنية المصادر :

انظر المصدر (٢).

أبون :

جمع «أب» في بعض اللهجات العربيّة ، اسم ملحق بجمع المذكّر السالم ، يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالياء.

أبي :

تعرب منادى منصوبا في قولك : «أبي ساعدني» ، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على

__________________

(١) يحذف تنوين الاسم إذا جاءت بعده «ابن» محذوفة الألف.

(٢) يجوز في «ابن» الرفع اتباعا للفظ المنعوت «خالد».

والنصب اتباعا لمحله.

١٩

ما قبل الياء منع ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء وهو مضاف ، والياء فيها ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وانظر لغات «أب» إذا وقع منادى في «أب». وتعرب «أبي» في غير النّداء ، حسب موقعها في الجملة.

الإتباع :

هو إلحاق شيء بشيء آخر ، وهو أربعة أنواع :

١ ـ الإتباع الإعرابيّ : وهو إعطاء كلمة حكم كلمة سابقة من الإعراب.

والتوابع خمسة ، وهي : النعت ، والتوكيد ، والبدل ، وعطف النسق ، وعطف البيان.

٢ ـ إتباع الحروف : وهو إعطاء آخر حرف من الكلمة حركة الحرف الذي قبله ، كحركة الميم في «كافأتم» في قولك : «كافأتم المجتهد» ، وكحركة الدال في «مدّ البساط» ، وكحركة نون «ابنم» ، وراء «امرؤ». انظر : «ابنم» ، و «امرؤ».

٣ ـ الإتباع التوكيديّ : وهو أن تتبع الكلمة بكلمة أخرى ذات معنى على وزنها ورويّها ، نحو : «هنيئا مريئا». والغاية منه التوكيد اللفظي والمعنوي.

٤ ـ الإتباع التزيينيّ : وهو أن تتبع الكلمة بكلمة أخرى لا معنى لها ، وعلى وزنها ورويّها ، بهدف تزيين اللفظ وتقوية المعنى ، نحو : «كثير بثير» ، «حسن بسن». وهذا النوع سماعيّ لا يقاس عليه.

والإتباع ، في الصرف ، هو إعطاء الساكن حركة ما قبله في جمع المؤنّث السالم ، نحو : «ذروة ذروات» ؛ أو هو نقل حركة حرف العلّة إلى الساكن قبله ثم قلب حرف العلة ألفا ، نحو «مدار» في «مدور».

اتّخاذ الفعل من الاسم :

من معاني «فعّل» ، «تفعّل» ، و «افتعل» ، فانظرها.

اتّخذ :

تأتي :

١ ـ من أفعال التحويل بمعنى «صيّر» ، فتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، ولا تدخل على المصدر المؤوّل من «أنّ» واسمها وخبرها ، ولا على «أن» والفعل وفاعله ، نحو الآية : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) (النساء : ١٢٥) («إبراهيم» : مفعول به أول منصوب بالفتحة. «خليلا» : مفعول به ثان منصوب بالفتحة).

٢ ـ فعلا ينصب مفعولا به واحدا ، إذا جرّدت من معنى «صيّر» ، نحو : «اتخذ الكفّار

٢٠