الاستغاثة - المقدمة

الاستغاثة - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٨٢

Description: E:book new (word)uplodkargahalestghash.185alestghash-01.93alestghash-01-00.11images1.gif

١

ترجمة المؤلف

(نسبه)

هو السيد أبو القاسم علي بن احمد بن موسى بن الامام محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام هكذا سرد نسبه الشيخ حسين بن عبد الوهاب المعاصر للسيدين الرضي والمرتضى في اواخر كتابه عيون المعجزات (المخطوط)

(اطراؤه في المعاجم)

اطراء الاعلام في المعاجم المؤلفة في ترامجم العلماء والمؤلفين واثنوا عليه ثناء جميلا.

قال الشيخ الطوسي في فهرسه : علي بن احمد الكوفي يكنى ابا القاسم كان اماميا مستقيم الطريقة وصنف كتبا كثيرة سديدة ، ثم اورد كتبه.

وقال ابن النديم في الفهرست (ص ٢٧٣) أبو القاسم علي بن احمد الكوفي من الامامية من افاضلهم وله من الكتب كتاب الاوصياء (الخ) وقال الميرزا عبد الله افندي المتوفي حدود سنة ١١٣٠ في رياض العلماء (مخطوط) وهذا السيد قد الف في زمان استقامة امره كتبا عديدة على طريقة الشيعة الامامية منها كتاب الاغاثة في بدع الثلاثة ، ويقال له كتاب الاستغاثة وكتاب البدع وكتاب البدع المحدثة ايضا (ثم قال) اعتمد الشيخ حسين بن عبد الوهاب وهو ابصر بحاله عليه وعلى كتابه والف كتابه عيون المعجزات تتميما لكتابه تثبيت المعجزات وكتبه جلها بل كلها معتبرة عند اصحابنا حيث كان في اول امره مستقيما محمود الطريقة وقد صنف كتبه في تلك الاوقات ولذا اعتمد علماؤنا المتقدمون على كثير منها إذا كان معدودا من جملة قدماء علماء الشيعة برهة من الزمان (انتهى)

٢

(أقول) كانه يشير بقوله (كان في اول امره مستقيما محمود الطريقة) الى ما ذكره بعض اصحاب المعاجم من انه غلا في آخر عمره واظهر بعض المقالات المضادة لمذهب الشيعة الامامية ، ولكن الذي اعتقده انه برئ من مثل هذه المذاهب الفاسدة ولذا لم يطعنه بذلك كثير من العلماء المتقدمين ، واحسب ان ذلك الطعن جاءه من بعض سماسرة بني امية الذين هم في عصره لا سيما بعدما اطلعوا على تأليفه (الاستغاثة في بدع الثلاثة) هذا الكتاب الذي ابان فيه فضائح القوم ومخازيهم وما ارتكبوه من الجرائم في غصبهم حقوق آل البيت النبوي عليهم السلام ، ولعمري لقد قلبوا الشريعة ظهرا لبطن ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، فماذا تنتظر من دعاة الضلال واولياء بني امية ان يقولوا في شأن من اصحوا بالحقيقة وكافح وجاهد في سبيل الدين واظهار كلمة الحق غير ان ينبزوه بكل شائنة ويصموه بكل عار وشنار مهما ساعدتهم الظروف ولكن ابى لله الا ان يتم نوره ولو كره الفاسقون.

وقال العلامة المحدث النوري (ج ٣ ص ٣٢٢) في الفائدة الثانية من خاتمة مستدرك الوسائل : كان اماميا مستقيما من اهل العلم والفضل والمؤلفات السديدة ، ثم أطرى كتابه (الاستغاثة في بدع الثلاثة) وقال هو في اسلوبه ووضعه ومطالبه من الكتب البديعة الكاشفة عن علو مقام فضل مؤلفه ولذا اعتمر عليه العلماء الاعلام مثل ابن شهر اشوب في مناقبه وفي معالمه اشارة الى ذلك ، والشيخ يونس البباضي في كتاب الصراط المستقيم بل وكلام العلامة الحلي رحمه الله يشير الى انه من الكتب المعروفة بين الامامية والقاضي في الصوارم المهرقة وغيرهم.

(مؤلفاته)

اورد النجاشي في الفهرس مؤلفات عديدة واليك اسماؤها كتاب

٣

الانبياء (١) كتاب الاوصياء (٢) كتاب البدع المحدثة (٣) كتاب التبديل والتحريف ، كتاب تحقيق اللسان في وجوه البيان ، كتبا الاستشهاد ، كتاب تحقيق ما الفه البلخي من المقالات ، كتاب منازل النظر والاختبار ، كتاب ادب النظر والتحقيق ، كتاب تناقض احكام المذاهب الفاسدة ، كتاب الاصول في تحقيق المقالات ، كتاب الابتداء كتاب التوحيد ، كتاب مختصر في فضل التوبة ، كتاب في تثبيت نبوة الانبياء كتاب مختصر في الامامة كتاب مختصر في الاركان الاربعة ، كتاب الفقه على ترتيب كتاب المزني ، كتاب الاداب ومكارم الاخلاق (٤) كتاب فساد اقاويل

__________________

(١) ذكره هو وحول عليه في بعض المباحث في (ص ٨٠) من كتاب الاستغاثة.

(٢) وقد ذكره ايضا وحول عليه في (ص ٨ وص ٢٢ وص ١١٦ من كتاب الاستغاثة.

(٣) وهو كتاب الا ستغاثة في بدع الثلاثة ، إذا قد يسمى بهذا الاسم ايضا كما ستعرف

(٤) قال العلامة المحدث النوري النجفي رحمه اله في خاتمة مستدرك الوسائل (ج ٣ ص ٣٢٤) كتاب الاداب ومكارم الاخلاق له ايضا وهو كتاب لطيف بديع في فنه ذكر فيه الاخلاق الحسنة والصفات الذميمة يبتدئ في كل خصلة بالاخبار المأثورة عن النبي والائمة عليهم السلام ثم يذكر كلمات الحكماء ويختصم بابيات رائفة انشدت فيها وقد عثرنا على نسخة عتيقة منه الا انها ناقصة في موضع منها ، وقال العلامة الخبير الميرزا عبد الله افندي في رياض العلماء بعد ان اورد ترجمة المؤلف واثنى عليه وعدد مؤلفاته (ما هذه عبارته) ومن مؤلفاته ايضا كتاب في الاداب وما كرم الاخلاق وهو كتاب جيد حسن رأيت نسخة عتيقة منه بقطيف ـ

٤

الاسماعيلية ، كتاب الرد على ارسطا طاليس. كتاب المسائل والجوابات. كتاب فساد قول البراهمة ، كتاب تناقض اقاويل المعتزلة ، كتاب الرد على محمد بن بحر الرمنى ، كتاب الفحس على مناهج الاعتبار ، كتاب الاستدلال في طلب الحق ، كتاب تثبيت المعجزات (١) كتاب الرد على من يقول ان

__________________

ـ بحرين وقد قال لي اوله انه الف كتبا كثيرة في العلوم والاداب والرسوم وعندنا ايضا منه نسخة (وقال) في موضع آخر وعندنا من كتبه كتاب الاخلاق حسن الفوائد

الكاتب

(١) قال العلامة المتتبه الميرزا عبد الله افندي في رياض العلماء : من مؤلفات هذا السيد كتاب تثبيت المعجزات في ذكر معجزات الانبياء جميعا ولا سيما نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وقد الف الشيخ حسين بن عبد الوهاب المعاصر للسيد المرتضى والرضي رحمهما الله تتميما لكتابه هذ كتابه المعروف بكتاب عيون المعجزات في ذكر معجزات فاطمة والائمة الاثنى عشر قال في آخره كنت حاولت ان اثبت في صدر هذا الكتبا البعض من معجزات سيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه واله الطاهرين الطيبين فوجدت كتابا الفه السيد أبو القاسم علي بن احمد بن موسى بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن ابي طالب عليهم السلام سماه تثبيت المعجزات وقد اوجب في صدر طريق النظر والاختبار والدليل والاعتبار كون معجزات الانبياء والاوصياء صلوات الله عليهم اجمعين بكلام بين وحجج واضحة ودلائل نيرة لا يرتاب فيها الا ضال غافل غوي ثم اتبعها المشهور من المعجزات لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ـ وذكر في آخرها ـ ان معجزات الائمة الطاهرة صلوات الله عليهم اجمعين زيادة تنساق في اثرها فلم أر شيئا في آخر كتابه هذا الذي سماه كتاب تثبيت المعجزات وتفصحت عن كتبه وتأليفاته التي عندي وعند اخواني المؤمنين احسن الله توفيقهم فلم ار كتابا اشتمل على معجزات الائمة ـ

٥

المعرفة من قبل الموجود كتاب ابطال مذهب داود بن علي الاصبهاني ، كتاب الرد على الزيدية كتاب تحقيق وجوه المعرفة. كتاب ما تفرد به امير المؤمنين عليه السلام من الفضائل ، كتاب الصلاة والتسليم على النبي امير المؤمنين صلوات الله عليهما والهما. كتاب الرسالة في تحقيق الدلالة ، كتاب الرد على اصحاب الاجتهاد في الاحكام. كتاب في الامامة. كتاب فساد الاختبار ، رسالة الى بعض الرؤساء. الرد على المثبتة. كتاب الراعي والمرعي. كتاب الدلائل والمعجزات. كتاب ماهية النفس. كتاب ميزان العقل. كتاب ابان حكم الغيبة. كتاب الرد على الاسماعلية في المعد كتاب تفسير القرآن يقال انه لم يتمه. كتاب في النفس (قال النجاشي في الفهرس) هذه جملة الكتب التي اخرجها ابنه أبو محمد (ثم قال) واخر ما صنف مناهج الاستدلال ان مما اورده النجاشي من مؤلفاته تعرف ان المترجم له اليد الطولى في مختلف الفنون وبرع فيها منتهى البراعة واتقنها غاية الاتقان

(نسبة الكتبا إليه)

قد عرفت تصريح جماعة من الاعلام بنسبة الكتاب إليه كالنجاشي والعلامة وابن شهر اشوب والبياضي والافندي والنوري وغيرهم ، ويلائم سند بعض اخباره طبقته ، ففي اول بدع الثاني (ص ٢٩) ما نصه (وفي مصحف امير المؤمنين عليه السلام برواية الائمة من ولده صلوات الله عليهم من المرفق ومن الكعبين حدثنا بذلك علي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن الحسين بن محبوب عن علي بن رئاب عن جعفر بن محمد عن آبائه صلوات الله عليهم ، الى تمام الخبر. وقال (ص ٨٣) في تحقيق ان المقتول في يوم الطف علي بن الحسين الاكبر أو الاصغر (ما لفظه) فمن كان من ولد الحسين

__________________

ـ الطاهرين صلوات علله عليهم وتفرد الكتاب بها فلما اعياني ذلك استخرت الله تعالى واستعنت به في تأليف شطر وافر من برامين الائمة الطاهرة عليهم السلام

الكاتب

٦

عليه السلام قائلا في الامامة بالنصوص يقول انه من ولد علي بن الحسين الاكبر وانه هو الباقي بعد ابيه وان المقتول هو الاصغر منهما وهو قولنا وبه نأخذ وعليه نعول (ثم نقل القول الاخر ونسبه الى الزيدية وطعن عليهم الى ان قال) وانما اكثر ما بينهم وبينه عليه السلام من الاباء على عصرنا هذا ما بين ستة آباء الى سبعة فذهب عنهم أو عن اكثرهم معرفة من هم من ولده من الاخوين) الى آخر ما ذكره وهذا لا يلائم الا الطبقة المذكورة وذكر الميرزا عبد الله افندي في رياض العلماء انه قال الحسين بن عبد الوهاب في موضع من كتابه عيون المعجزات الذي عرفت انه تتميما لكتاب المترجم تثبيت المعجزات (ما هذه عبارته) ومن كتاب الاستشهاد (الذي هو من مؤلفات المترجم كما عرفت) قال أبو القاسم علي بن احمد الكوفي رضي الله عنه اخبرنا جماعة من مشايخنا الذين خدموا بعض الائمة عليهم السلام عن قوم جلسوا لعلي بن محمد عليهما السلام الخ) فمن الغريب بعد ما ذكرناه لك نسبه كتاب (الاستغاثة) الى المحلقق ميثم بن علي البحراني صاحب شرح نهج البلاغة (المطبوع) المتوفي سنة ٦٧٩ كما صدر ذلك الاشتباه من العلامة المجلسي رحمه الله فانه قال في الفصل الاول من اول البحار (ما هذه عبارته) كتاب شرح نهج البلاغة وكتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة للحكيم المحقق العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني وقال في الفصل الثاني : والمحقق الثاني من اجلة العلماء ومشاهيرهم وكتاباه في غاية الاشتهار (انتهى) ولولا كلامه الاخير لاحتملنا كما في رياض العلماء ان يكون لابن ميثم ايضا كتاب سماه بالاستغاثة فان الاشتراك في اسامي الكتب امر غير عزيز ولكن الكتاب المتداول المعروف ليس من مؤلفاته قطعا لما عرفت (قال) المحقق المحدث يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين بعد نقل ترجمة ابن ميثم عن رسالة السلافة البهية في الترجمة الميثمية لشيخه العلامة سليمان البحراني وعد الكتاب المذكور من مؤلفاته وتوصيفه بانه لم يعمل مثله

٧

(ما لفظه) ثم ان ما ذكره شيخنا المذكور من نسبة (كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة) للشيخ المشار إليه غلط قد تبع فيه بعض من تقدمه ولكن رجع عنه اخيرا فيما وقفت عليه من كلامه وبذلك صرح تلميذه الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني رحمه الله وانما الكتاب المذكرو كما صرحا به لبعض قدماء الشيعة من اهل الكوفة وهو علي بن احمد أبو القاسم الكوفي والكتاب يسمى كتاب البدع المحدثة ذكره النجاشي في الفهرس من جملة كتبه ولكن اشتهر في السنة الناس تسميته بالاسم الاول ونسبته للشيخ ميثم ومن عرف سليقة الشيخ ميثم في التصنيف ولهجته واسلوبه في التأليف لا يخفى عليه ان الكتاب المذكور ليس جاريا على تلك اللهجة ولا خارجا من تلك اللهجة (انتهى) واغرب من جميع ذلك ان الفاضل المتبحر الشيخ عبد النبي الكاظمي رحمه الله في تكملة الرجال في ترجمة علي بن الحسين الاصغر عليه السلام قال (وفي كتاب الاستغاثة لبدع الثلاثة للشيخ ميثم البحراني قال وكان للحسين عليه السلام ابنان) ونقل بعض ما في الكتاب الى ما قبل العبارة التي نقلناها وهي قوله (وانما اكثر ما بينهم يعني السادات وبينه يعني الحسين عليه السلام من الاباء في عصرنا هذا ما بين ستة آباء أو سبعة (الخ) ولم يلتفت الى انه لا يمكن ان يكون بين من في عصر ابن ميثم من السادة وبينه عليه لاسلام ستة أو سبعة بحسب العادة فان بينهما قريبا من ستمائة سنة (ذكر ذلك كله العلامة المحدث محمد الحسين النوري النجفي المتوفي سنة ١٣٠٠ في خاتمة مستدرك الوسائل (ج ٣ ص ٣٢٥ وص ٣٢٤) ونقلناه عنه ملخصا ومهذبا.

وقال شيخنا العلامة الخيبر الحجة الشيخ آغابزرك الطهراني النجفي ادام الله وجوده ونفع في كتابه الدريعة الى تصانيف الشيعة) ج ٢ ص ٢٨) الاستغاثة في بدع الثلاثة الشريف ابي القاسم علي بن احمد الكوفي العلوي المتوفي سنة ٣٥٢. ذكره بهذا العنوان شيخنا العلامة النوري في اول خاتمة

٨

المستدرك عند ذكر ماخذه وبسط القول في اعتباره وتصريح المشايخ في كتبهم بنسبته إليه كما في عيون المعجزات والصراط المستقيم للبياضي ومعالم العلماء لابن شهر اشوب وغيرهم ، وقد يقال له الاغاثة في بدع الثلاثة ايضا كما انه عبر عنه النجاشي بالبدع المحدثة ولعله نظر الى بيان موضوع الكتاب ويروي مؤلفه عن علي بن ابراهيم القمي الذي هو من مشايخ الكليني فيظهر انه في طبقته ، وذكر في اواخر الكتاب ان السادة الحسينية في عصر ينتهون بستة آباء أو سبعة الى علي بن الحسين الاكبر الباقي بعد شهادة ابيه الحسين عليه السلام. فيظهر انه ليس تأليف الشيخ كمال الدين ميثم البحراني الذي توفى سنة ٦٧٩ كما ارخه الشيخ يوسف البحراني في كشكوله لتقدم علي بن ابراهيم على هذا التاريخ بكثير ، ولان الوسائط في عصر ابن ميثم تزيد على العدد المذكور جزما ولذا اعترض صاحب رياض العلماء على العلامة المجلسي في نسبة الكتاب الى ابن ميثم في اول البحار واعترض صاحب اللؤلؤة على الشيخ سليمان البحراني في نسبته الى ابن ميثم في السلافة البهية في الترجمة الميثمية ثم اعتذر عنه برجوعه عن قوله اخيرا ، ومع ذلك فالشيخ عبد النبي بن علي الكاظمي المتوفي سنة ١٢٥٦ وقع في هذا الوهم في ترجمة علي بن الحسين الاصغر من تكملة نقد الرجال ولعل منشأ تلك الاوهام قول صاحب مجمع البحرين في مادة (مثم) قم قال شيخنا في الذريعة ، توجد نسخة من الكتاب كتابتها سنة ٩٦٩ في الخزانة الرضوية ، ورايت نسخا عديدة في مكتبات العراق ، اوله (الحمد لله ذي الطول والامتنان والعزة والسطلن)

(موضوع الكتاب)

وإذا قد اثبتنا صحة هذا التأليف الى مؤلفه منتدح لنا من الاسترسال حول موضوع الكتاب الذي ضم الى جنبيه تعريفا صحيحا غما ارتكبه القوم من الجنايات على بقايا النبوة وما ناؤا به من البخس لحقوق العترة الطاهرة

٩

صلوات الله عليهم الذين هم عدل الكتاب بقول النبي صلى الله عليه واله وسلم (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي) والذين امر الله تعالى بمودتهم بقوله (قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وليس من البدع ان يتذمر هذا العلوي (صاحب الكتاب) الغيور عما جرى على سلفه الطاهر وهو يرى (والحق كما يرى) ان الذي ابتز منهم هو حقهم الثابت لهم غير ان عوامل الشره وتهمة الحاكمية وحب الرياسة الباطلة حدت بالحثالة من سماسرة المطامع والشهوات الى بخس هاتيك الحقوق واظطهاد اربابها ، وحبذا لو اقنعتهم الاثرة عن الاضطهاد لكن راقهم ان لايدعوا من اولئك نافخ ضرمة فلم يسمع ولم يشهد الا انة بين الحائط والباب وساقط على العتبة ولهبة على رتاج البيت وحنة من بين سياجه وملبب؟ يقاد الى رعاياه ومستضعفون لا يعدون ولا يفتقدون ان غابوا وان شهدوا حتى كأن اولئك الصدور هم الاذناب وانما خلقوا لان يكونوا اتباعا وهم الامراء والساسة والملوك والقادة لم ينتهزو نبي الاسلام (ص) فرصة الا واشار بذكرهم ونوره بمكانتهم ونص على خلافتهم في كل جمع ومحتشد ومحفل ومنتدى نعم هكذا تكون الحالة إذا استولت الذنابي وملك العبيد ، واذ تسللت الحقب ومضت الاعوام ولم يتسن للعلوي الناهض الانتصار لقومه برد الحقوق الى مواطنها جاء رافعا عقيرته بالدلالة على مواقعها الاصلية فلم يدع في قوس الجهاد منزعا الا واعطى للحق حقه وقديما ما قيل : اعط القوس باربها

(مشايخه في الرواية والراوون عنه)

قد عرفت انه يروي عن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي صاحب التفسير (انظر ص ٢٩) ويروي ايضا عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي (الذي هو من مشايخ الصدوق ابن بابويه) عن احمد بن الفضل عن محمد بن ابي عمير عن عبد الله بن سنان عن الامام الصادق عليه السلام ، انظر (ص ٩٠)

١٠

ويروي ايضا عن ابيه احمد بن موسى كما ذكره صاحب رياض العلماء فانه قال فيه (ما نصه) وكان لهذا السيد مشايخ عديدة كما يظهر من مطاوي مؤلفاته وغيرها ومنهم والده فانه قد يروى الحسين بن عبد الوهاب في كتابه عيون المعجزات عن ابي الغنائم احمد بن منصور المصري عن الرئيس ابي القاسم علي بن عبيد الله بن ابي نوح البصري عن يحيي الطويل عن الاديب ابي محمد عن ابي القاسم علي بن احمد الكوفي عن ابيه عن ابي هاشم داود ابن القاسم الجعفري وممن يروي عنه وتلمذ عليه ابنه أبو محمد وابو عمران الكرماني

(وفاته)

توفي المترجم بموضع يقال له كرمي من ناحية فسا وبين هذه الناحية وبين فسا خمسة فراسخ وبينها وبين شيراز نيف وعشرون فرسخا وكانت وفاته في جمادي الاولى (سنة ٣٥٢) وقبره بكرمي بقرب الخان والحمام اول ما يدخل كرمى من ناحية شيراز ، ذكر ذلك النجاشي في الفهرس (ص ١٨٩)

الكاتب

١١