تاج العروس - ج ٢٠

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ٢٠

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧

١
٢

٣
٤

باب الواو

فصل الغين المعجمة مع الواو والياء

[غبى] : ي الغَبْيَةُ : المَطْرَةُ غيرُ الكثيرَةِ ؛ وفي الصِّحاح : ليسَتْ بالكثيرَةِ ، وهي فَوْقَ البَغْشَةِ.

أَو هي الدُّفْعَةُ الشَّديدَةُ مِن المَطَرِ.

وأَيْضا : الصَّبُّ الكَثيرُ مِن الماءِ ؛ وأَيْضا مِن السِّياطِ.

قالَ ابنُ سِيدَه : وأُراهُ على التَّشْبيهِ بغَبَيات المَطَرِ ، قالَ الراجزُ :

إِنَّ دَواءَ الطامِحاتِ السَّحْلُ

السَّوْطُ والرَّشاءُ ثم الحبْلُ

وغبَياتٌ بَيْنَهُنَّ هَطْلُ (١)

وفي الصِّحاح : ... بَيْنَهُنَّ وَبْلٌ.

والغَبْيَةُ من التُّرابِ : ما سَطَعَ من غُبارِه ؛ قالَ الأعْشى :

إذا حالَ من دُونها غَبْيةٌ

من التُّرْبِ فانْجال سِرْبالُها (٢)

كالغِباءِ ، ككِساءِ ، كذا فى النُّسخِ والصَّوابُ بالفَتْح ، وهو شَبِيهٌ بالغَبَرةِ تكونُ في السَّماءِ.

وقيلَ : الغِباءُ هو التُّرابُ الذي يُسَدُّ به فَمُ البِئْرِ على الغَطاءِ.

وشجرةٌ غَبْياءُ : مُلْتَفَّةٌ ؛ وغُصْنٌ أَغْبَى كذلك. والتَّغْبِيَةُ : السَّتْرُ. يقالُ : غَباهُ عن الشي‌ءِ أَي سَتَرَهُ.

وأَيْضا : تَقْصيرُ الشَّعَرِ. يقالُ : غَبَّى شَعَرَهُ إذا قَصَّر منه ؛ لُغَةٌ لعبْدِ القَيْسِ ، وقد تكلَّم بها غيرُهُم.

قالَ ابنُ سِيدَه : وإِنَّما قَضَيْنا بأنَّ أَلِفَها ياءٌ لأنَّها لامٌ واللَّامٌ ياءٌ أَكْثَر منها واواً.

وقيلَ : تَغْبِيَةُ الشَّعَر : اسْتِئْصالُهُ بالمرَّةِ.

وجاؤُوا ) على غَبْيَةِ الشمسِ : أَي غَيْبَتها.

قال ابنُ سِيدَه : أُراهُ على القَلْبِ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

أَغْبَتِ السَّماءُ فهي مُغْبِيَة : أَمْطَرَتْ مَطَرا ليسَ بالكَثيرِ.

والغَبْيَةُ : الجَرْيُ الذي يَجِي‌ءُ بعْدَ الجَرْيِ الأوَّل على التَّشْبِيهِ.

وقالَ أَبو عبيدِ : الغَبْيَةُ كالزَّبْيَةِ (٤) في السَّيْر.

وحَفَرَ مُغَبَّاةً : أَي مُغَطَّاة.

ودَفَنَ لي فلانٌ مُغَبَّاةً ثم حَمَلَني عليها ، وذلك إذا أَلْقاكَ في مَكْرِ أَخْفَاهُ.

وحكَى الأصْمعي عن بعضِهم : الحُمَّى في أُصُولِ النَّخْلِ ، وشَرٌّ الغَبَياتِ غَبْيَة النَّبْل (٥).

وغَبَّى البِئْرَ : غَطَّى رأْسَها ثم جَعَلَ فَوْقَها تُرابا.

والمُغَبَّاةُ : المُغَوَّاةُ زِنَةً ومَعْنَى.

والأغْباءُ : الأغْبِياءُ جَمْعُ غَبِيِّ ، كيَتِيمِ وأيْتامِ ؛ عن ابنِ الأثير.

__________________

(١) اللسان والأخير في الصحاح وفيه «بينهن» وبل».

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٦٠ واللسان والتهذيب.

(٣) في القاموس : «وجاءَ».

(٤) في اللسان : «كالوثبة». والأصل كالصحاح.

(٥) الأصل والتهذيب وفى اللسان : غبية التبل.

٥

[غبى] : وغَبَى* الشَّي‌ءَ وغَبِيَ عنه ، كرَضِيَ ، وكذا غَبِيَ عليه الشَّي‌ءَ ، غَباً ، مَقْصورٌ ، وغَباوَةً : لم يَفْطِنْ له ولم يَعْرِفه ، فهو ) غَبِيٍّ ، على فَعِيلٍ ، قلِيلُ الفِطْنةِ.

وفي التّهْذيبِ : لم يَفْطَنْ للخِبِّ ونحوِهِ.

وغَبِيَ الشَّي‌ءُ منه : خَفِيَ عنه فلم يَعْرِفه.

وفيه غَبْوَةٌ ، بالفَتْح ، وغُبُوَّةٌ ، بالضمِّ مُشدّد الواوِ ، وغُبِيٌّ ، كصُلِيٍّ ، وهذه عن الفرّاء : أَي غَفْلَةٌ ، قيلَ : ومنه الغَبِيُّ بمعْنَى الغافِل. والغَبِيُّ من الواوِ كما صرَّحَ به الجَوْهرِي وغيرُهُ ، فأَمَّا أَبُو عليٍّ فاشْتَقّه من : شَجَرَة غَبْياءُ كأنَّ جهْلَه غَطَّى منه ما وَضَحَ إلى غيرِهِ.

والغَباءُ ، كسَحابٍ : الخَفاءُ من الأرضِ وما خَفِيَ عنك.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

تَغابَى عنه : تَغافَلَ.

وادْخُلْ في الناسِ فإِنَّه أَغْبَى لك : أَي أَخْفَى.

وهو ذُو غَباوَةٍ : تَخْفَى عليه الأُمورُ.

وهم الأَغْبياءُ جَمْعُ غبِيٍّ.

والغباءُ : التُّرابُ يُجْعَلُ فوْقَ الشي‌ءِ ليُوارِيَه عنك.

وغَبْيَةُ ذي طَرِيفٍ : مَوْضِعٌ.

[غتى] : ي الغَاتِيَةُ : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِي والجماعَةُ.

وهي المرْأَةُ البَلْهاءُ ، وهي الحَمْقاءُ ، عن ابنِ الأَعْرابي.

[غثو] : والغُثاءُ ، كغُرابٍ وزُنَّارٍ : القَمشُ ، والزَّبَدُ والقَذَرُ والهالِكُ ، والبالِي ، وفي بعضٍ النُّسخِ : والهالِكُ البالِي ، وهو نصُّ الزجَّاج ، من وَرَقِ الشجرِ المُخالِطِ زبَدِ (٢) السَّيْلِ إذا جَرَى.

وقالَ الجَوْهرِي : الغُثَاءُ والغُثَّاءُ : ما يَحْمِلُه السَّيْلُ من القُماشِ ، والجمْعُ الأَغْثاءُ ، ا ه. وقولُه تعالى : (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) (٣) ، أَي جَفَّفَه حتى صَيَّره هَشِيماً جافَّا كالغُثاءِ الذي تَراهُ فوْقَ السَّيْل ، وقيلَ : مَعْناهُ أَخْرَج المَرْعَى أَحْوَى أَي أَخْضَر فجعَلَه غُثاءً أَي يابِساً بعدَ ذلكَ.

ويقالُ : ما لَهُ غُثاءٌ وعَمَلُه هَباءٌ وسَعْيُه جَفاءٌ.

وقد غَثَا الوادِي يَغْثُو غَثْواً : إذا كَثُرَ فيه البَعَرُ والوَرَقُ والقَصَبُ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

غَثا اللحْمُ غَثْواً : فَسَدَ من هُزالِهِ ، عن ابنِ القطَّاع.

[غثى] : ي وغَثَى يَغْثِي غَثْياً ، أَي غَثَا الوادِي ، واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ ، ولذا أَتَى بواوِ العَطْفِ ، ولكنَّ مُقْتَضَى اصْطِلاحِه في هذا الكتاب أَن يقولَ في مِثْل هذا المَوْضِع : كغَثَى غَثْياً ، وهذه اللغَةُ ذَكَرَها ابنُ جنِّي ، فهَمْزَةُ الغُثاءِ على هذا مُنْقَلِبَة عن ياءٍ ، وسَهَّلَه ابنُ جنِّي ، بأَن جَمَعَ بَيْنه وبينَ غَثَيانِ المَعِدَةِ لمَا يَعْلُوها من الرُّطُوبَةِ ونحوِها ، فهو مُشَبَّه بغثاءِ الوادِي ، والمَعْروفُ عنْدَ أَهْلِ اللغَةِ غَثا الوادِي يَغْثُو.

وغَثَى السَّيْلُ المَرْبَعَ ) ، كذا في النسخِ بالموحَّدَةِ والصَّحِيحُ المَرْتَعَ بالفَوْقِية كما هو نَصُّ الصِّحاح ، جَمَعَ بَعْضَهُ إِلى بعضٍ ، وأَذْهَبَ حَلاوتَهُ. هنا ذَكَرَه ابنُ سِيدَه.

وأمَّا الجَوْهرِي فذَكَرَه بالواوِ فقالَ : غَثَا السَّيْلُ المَرْتَع يَغْثُوه غَثْواً ، كأَغْثَى ، وفي الصِّحاح : وأغْثاهُ مِثْلُه.

وغَثَى الكَلامَ يَغْثِيهِ ، من حَدِّ رَمَى ، وغَثِيَه يَغْثَاهُ ، مِن حَدِّ رَضِيَ ، غَثْياً : خَلَطَهُ مع بَعْضِه على التَّشْبيهِ بغَثَى السَّيْل.

وغَثَى المالَ والنَّاسَ : خَبَطَهُمْ مع بعضٍ وضَرَبَ فيهم.

وغَثَتِ النَّفْسُ تَغْثِي غَثْياً ، بالفَتْحِ ، وغَثَياناً بالتحرِيكِ : إِذا خَبُثَتْ وجاشَتْ أَو اضْطَرَبَتْ حتى تَكادَ تَتَقَيَّأ من خلطٍ يَنْصبُّ إِلى فمِ المعِدَةِ وقالَ بعضُهم : الغَثَيان : هو تحلُّب الفمِ فرُبَّما كانَ منه القَي‌ءُ.

__________________

(*) كذا وبالقاموس : غبا.

(١) في القاموس : وهو غَبِيٌّ.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة : لِزِبَدِ.

(٣) الأعلى الآية ٥.

(٤) في القاموس : الَمْرتَعَ

٦

وغَثَتِ السَّماءُ بالسَّحابِ تَغْثِي : غَيَّمَتْ ، أَو بَدَأَتْ تغيَّمُ.

وغَثِيَتِ الأرْضُ بالنَّباتِ ، كرَضِيَ : إذا كَثُرَ فيها ، أَو بَدَأَتْ به.

والأَغْثَى : الأسَدُ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

غَثِيَتِ النَّفْسُ ، كرَضِيَ ، تَغْثَى غَثَى : لُغَةٌ في غَثَتْ تَغْثِي ، عن الليْثِ.

قال الأزْهري : هذه مولَّدةٌ ، وكلامُ العَرَبِ غَثَتْ نَفْسُه تَغْثِي.

وغَثِيَ شَعرُه غَثَى : تلبَّدَ ، هكذا ذَكَرَه ابنُ القطَّاع ، وقد مَرَّ هذا في عَثَى بالعَيْن المُهْمَلةِ فلعلَّهما لُغتانِ.

وغُثَاءُ الناسِ : أَرْذالُهم وسقطُهم.

[غدو] : والغُدْوَةُ ، بالضَّمِّ : البُكْرةُ. وغُدْوَةٌ ، من يَوْم بعَيْنِهِ ، غَيْرُ مُجْراة : عَلَمٌ للوَقْتِ.

وقالَ الجَوْهرِي : يقال : أَتَيْته غُدْوَةَ يا هذا ، غَيْرُ مَصْروفَةٍ لأَنَّها مَعْرفةٌ ، مثْلُ سَحَر إِلَّا أَنَّها من الظّروفِ المُتَمكِّنَةِ ، تقولُ : سِرْ على فَرَسِكَ غُدْوَةَ وغُدْوَةً وغُدْوَةُ ، وغُدْوَةٌ فما نُوِّنَ مِن هذا فهو نَكِرَةٌ ، وما لم يُنوَّنْ فهو مَعْرفةٌ.

وقال أَبو حيَّان في الارْتِشافِ : والمَشْهورُ أَنَّ مَنْعَ صَرْف غُدْوَة وبُكْرَة للعِلْميةِ الجِنْسِيَّة كأُسامَة فيَسْتَوِيان في كوْنِهما أُرِيدَ بهما أنَّهما مِن يَوْم مُعَيَّن ، أَو لم يُرَد بهما التَّعْيِينِ فتقولُ : إِذا قَصَدْت التَّعْمِيم : غُدْوَة وَقْت نَشَاطِ ، وإذا قَصدْتَ التَّعْيِين : لأَسِيرَنَّ الليْلَةَ إلى غُدْوة ، وبُكْرَة في ذلك ، كغُدْوَة.

وقال الزجَّاج : إذا أَردْتُ بُكْرَة يَوْمِك وغُدْوَة يَوْمِك لم تَصْرِفْهما ، وإذا كانَا نَكِرَتَيْن صَرَفْتهما ، وإذا مُنِعا الصَّرْف فهل ذلكَ لِعِلْمِيَّتِه بالجِنْس كأُسامَة ، أَو لِعِلْمِيَّة أَنَّه يُرادُ بهما الوَقْتُ المُعَيَّن مِن يَوْم مُعَيَّن؟.

وقد وسَّعَ الكَلامَ فيه عبدُ القادِرِ البَغْدادِي في حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ.

أَو الغُدْوَةُ : ما بينَ صَلاةِ الفَجْرِ ، وفي الصِّحاح : صَلاة الغَدَاةِ ، وفي المِصْباح : صَلاةِ الصُّبْح ، وطُلوعِ الشَّمسِ ، والجَمْعُ غُدًى كمُدْيَةٍ ومُدًى.

كالغَداةِ ، يقالُ : آتِيكَ غَداةَ غَدٍ.

وفي المِصْباح : الغَداةُ الضّحْوَةُ ، وهي مُؤنَّثَة.

قالَ ابنُ الأنْبارِي : ولم يُسْمَع تَذْكِيرها ، ولو حَمَلَها حامِلٌ على مَعْنى أَوَّل النَّهارِ جازَ له التَّذْكِير ، وقولُه تعالى : (بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ) (١) ، أي بَعْدَ صلاةِ الفَجْرِ وصَلاةِ العَصْر ، وقيلَ : يَعْني بهما دَوامَ عِبادَتِهم.

قالَ ابنُ هِشام في شَرْح الكَعْبيةِ : أَصْلُ الغُداةِ غَدَوَة بالتحْريك لقَوْلهم في جمعِها غَدَوَاتٌ ، أَي فقُلِبَتِ الواوُ ألِفاً لتَحَركِها وانْفِتاح ما قَبْلها. وقَرَأَ ابنُ عامِرٍ وأَبو عبدِ الرحمنِ السّلمِيِ بالغَدَوةِ والعَشيِّ ، وقراءَةُ العامَّةِ (بِالْغَداةِ) ، قالَ أَبو عبيدٍ : نَراهُما قَرآ كذلكَ إتباعاً للخطِّ لأنَّها رُسِمَتْ في جميعِ المَصاحِف بالواوِ كالصَّلاةِ والزَّكاةِ وليسَ في إثباتِهم الواو في الكِتابَةِ دَليلٌ على أَنَّها القِراءَةُ ، لأنَّهم قد كَتَبُوا الصَّلاةَ والزَّكاةَ بالواوِ ولَفْظَهما على تَرْكِها ، فكَذلكَ الغَدَاةَ على هذا وَجَدْنا أَلْفاظَ العَرَبِ.

وقالَ ابنُ النحَّاس : وحقُّ باب غُدْوَة أَنْ يكونَ مَعْرفةً إِلَّا أَنَّه يجوزُ أَن تُنَكَّر كما ننكَّرُ الأسْماءُ والأعْلامُ.

والغَدِيَّةُ ، كغَنِيَّةٍ ، عن ابنِ الأعرابي قالَ : هي لُغَةٌ في الغَدْوَةِ كضَحِيَّة لُغَة في ضَحْوة ، ج غَدَواتٌ ، محرَّكةً ، هو جَمْعُ غَدَاةٍ كقَطاةٍ وقَطَواتٍ ، نقلَهُ الجَوْهرِي ، وغَدِيَّاتٌ هو جَمْعُ غَدِيَّةٍ ، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي في نوادِرِه :

أَلا لَيْتَ حَظِّي من زِيارَة أُمَّيَهْ

غَدِيَّاتُ قَيْظٍ أَو عَشِيَّاتُ أَشْتِيَهْ (٢)

قال : كأنَّ قائِلَ هذا مُشْتاقاً إلى زِيارَةِ أُمِّه فتمَنَّى أَن يَجْعَل اللهُ زِيارَتَها نَهار الصَّيْف أَو لَيالِي الشِّتاءِ لطُولِ كلِّ منهما حتى يَتَملَّى برُؤْيتِها ، والهاءُ في أُمِّيَه للسَّكْت.

وغَدايا : هو أَيْضاً جَمْعُ غَدِيَّة على قوْلِ ابنِ الأعْرابي ،

__________________

(١) الأنعام الآية. ٥٢

(٢) اللسان.

٧

فإذا كانَ كذا فهو على القِياسِ ، والأصْلُ فيه غَدَايو عمل به كما تقدَّمَ في عَشَايا خمْسَة أَعْمالٍ فرَاجِعْه.

ومنهم مَنْ قالَ : هو جَمْعُ غدْوَةٍ ، وقد أَنْكَرَه ابنُ هِشَامٍ في شَرْح الكَعْبيةِ وقالَ : يأبَى هذا أَمْران فذَكَرَهما ، وحاصِلُ أَحَدهما : أنَّ الغَدَايا إِذا جُعِلَت جَمْعاً لغدْوَةٍ كان القِياسُ غَدَاوَى بإثباتِ الواوِ.

وقالَ محشيه البَغْدادِي : ويأْباهُ أَمْرٌ ثالثٌ أَيْضاً : وهو كَوْنُ غدْوَة ثلاثِيَّا ومُفْرَد فَعائِل لا بدَّ أَن يكونَ على أَرْبعةِ أَحْرُف ثالِثُها حَرْفُ لينٍ غير تاءِ التَّأْنيثِ لأنَّها في حُكْم الكلمةِ المُسْتَقلةِ.

وغُدُوٌّ : جَمْعُ غَدْوةٍ بحذْفِ الهاءِ ، وفي المُحْكم : جَمْعُ غَدَاةِ نادِرٌ ، ففي الكَلامِ نشْرٌ ولفٌّ غيرُ مرتَّبِ.

وقالَ الجَوْهرِي : قولُه تعالى : (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) (١) أَي بالغَدَواتِ فعبَّر بالفعْلِ عن الوَقْت كما يقالُ : أَتَيْتُكَ طُلوعَ الشمسِ أَي وَقْتِ طُلوعِ الشمسِ.

أَو لا يقالُ غَدايا إِلَّا مَعَ عَشَايا ، قالَ الجَوْهرِي : قوْلُهم : إِنِّي لآتِيه بالغَدَايا والعَشَايا ، هو لازْدِواجِ الكَلامِ كما قالوا : هَنَأَني الطَّعامُ ومَرَأَني ، وإنَّما هو أَمْرَأَني ، انتَهَى.

* قُلْت : فهذا إيماءٌ إلى القوْلِ المَشْهورِ فإنَّهم قالوا لا تُجْمَعُ الغَداةُ على غَدايا ، وإنَّما هو للازْدِواجِ ، وهذا عنْدَ مَنْ لم يُثْبِت الغَدِيَّة ، وبهذا سَقَطَ اعْتِراضُ الشَّهاب في شرْح الدَّرَّةِ على المصنَّفِ ، والجوْهرِي اقْتَصَرَ على الغداةِ ولم يَذْكُر الغَدِيَّة فذَكَرَ الازْدِواجَ ، والمصنَّفُ جَمَعَ بينَ الأقوالِ فاحْتاجَ إلى أن يُشيرَ إليه. وقالَ أبو حيَّان في تَذْكرتِه ما نَصّه : يزيلون اللّفْظَ عمَّا هو به أَوْلى لأجْلِ التّوافقِ والازْدِواجِ نحْو : «أَنْفِق بلالاً» ، ولا تَخْشَ من ذي العَرْشِ إِقْلالاً ، وارْجَعَنَّ مأْزُورَات غَيْر مأْجُورَات ، وليسَ من ذلك إِنِّي لآتِيه بالغَدَايا والعَشَايا ، لأنَّ الغَدَايا ليسَ جَمْع غَدَاةٍ وإنَّما هو جَمْعُ غَدِيَّة بمعْنَى غَدَاةٍ.

* قُلْت : فهذا كلّه تأْييدٌ لمَا ذَهَبَ إليه ابنُ الأعْرابي ، وقد وسَّع الكَلامَ فيه البَغْدادي في حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ. وغَدا عليه غَدْواً ، بالفَتْح كما في المُحْكم ، وغُدُوَّا ، كسُمُوِّ كما في الصِّحاح والمُحْكم ، وغُدْوَةً ، بالضَّم ، وكَذلكَ اغْتَدَى : أَي بَكَّرَ ، ومنه قولُه تعالى : (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) (٢) ، وقولُه تعالى : (أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ) (٣) ، وقولُ الشاعِرِ :

وقد أَغْتَدِي والطَّيْر في وكناتِها

وتقدَّمَ الكَلامُ على غَدْوَةٍ قرِيباً.

وفي المِصْباح : غَدا غُدُوَّا ، من بابِ قَعَدَ ، ذَهَبَ غدْوَةً ، هذا أَصْلُه ، ثم كَثُرَ حتى اسْتُعْمِل في الذَّهابِ والانْطِلاقِ أَيّ وَقْتٍ كانَ ، ومنه الحديثُ : «واغْد يا إبْلِيس» أي انْطَلِقْ.

وغادَاهُ مُغادَاةً : باكَرَهُ ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

وفي الصِّحاح : غادَاهُ غَدَا عليه.

والغَدُ : أَصْلُه غَدْوٌ ، حذَفُوا الواوَ بِلا عِوَضٍ ، قالَ لبيدٌ أَو ذو الرُّمَّة :

وما النَّاسُ إِلَّا كالدِّيارِ وأَهْلِها

بها يومَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ (٤)

فجاءَ به على أصْلِه ، كما في الصِّحاح.

وفي النَّهايَةِ : الغَدْوُ أَصْلُ الغَدِ ، وهو اليَوْمُ الذي يأْتِي بعْدَ يَوْمِك ، فحذِفَتْ لامُه ولم يُسْتَعْملْ تامَّا إِلَّا في الشِّعْرِ ، ومنه قولُ عبدِ المطَّلبِ في قصَّةِ الفِيل :

لا يَغْلِبَنَّ صَليبُهُم

ومِحالُهُمْ غَدْواً مِحالَكْ (٥)

__________________

(١) الأعراف ٢٠٥ والرعد ١٥ والنور ٣٦٠

(٢) سبأ الآية. ١٢

(٣) القلم الآية. ٢٢

(٤) البيت للبيد ، ديوانه ط بيروت ص ٨٨ وللسان والتهذيب والصحاح منسوباً للبيد ، وعجزه في المقابيس ٤ / ٤١٥ بدون نسبة.

(٥) سيرة ابن هشام ١ / ٥٢ وقبله :

لا هم إن العبد يمنع رحله فامنع جلالك

وبعده :

إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك

وزاد الهلبيي في الررض والأنف :

وانصر على آل الصليب

وعابديه اليوم آلك

والشاهد في اللسان. وأنظر الطبري.

٨

قالَ : ولم يُرِدْ عبدُ المطَّلب الغَدَ بعَيْنِه ، وإنَّما أَرادَ القريبَ من الزَّمانِ ، انتَهَى.

وفي المُحْكم : يقالُ غَدَا غَدُك وغَدا غَدْوُكَ ، ناقصٌ وتامٌّ ، ومنه ما قَدَّمْت لغَدٍ ، بِلا واوٍ ، فإِذا صَرَفُوها قالوا : غَدَوْتُ أَغْدو غَدْواً وغُدُوَّا ، فأَعادُوا الواوَ.

وفي المِصْباح : الغَدُ اليومُ الذي بعْدَ يومِك على أَثرِهِ ثم توسَّعُوا فيه حتى أُطْلِق على البَعِيدِ المُتَرقَّبِ ، وأَصْلُه غِدْوٌ كفِلْسٍ لكن حُذِفَتِ اللامُ وجُعِلت الدالُ حَرْف إِعْراب ، قالَ الشاعرُ :

لا تَعْلُواها وادْلُواها دَلْواً

إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاه غَدْوَا (١)

وهو ، أي المَنْسوب إلى الغَدِ ، غَدِيُّ ، على الأصْلِ ، وإن شِئْتَ غَدَوِيٌّ بإثْباتِ الواوِ.

والغادِيَةُ : السَّحابَةُ تَنْشَأُ غُدْوَةً ، وفي الصِّحاح : صَباحاً.

أَو مَطْرَةُ الغَداةِ ، هذا قولُ اللّحْياني.

وقيلَ لابْنةِ الخُسِّ : ما أَحْسَنُ شي‌ء؟ قالت : أَثرُ غادِيَةٍ في إثرِ سارِيَةٍ في مَثياء (٢) رابيَةٍ ، والجَمْعُ الغَوادِي ، ومنه قولُ الشاعِرِ :

من قبل أن تَرْشَفَ شمْسُ الضُّحَى

رِيقَ الغَوادِي من ثغورِ الأقَاحِ

والغَداءُ ، كسَحابٍ : طَعامُ الغُدْوَةِ.

وفي الصِّحاح : الطّعامُ بعَيْنِه ، وهو خِلافُ العَشاءِ ، ج أَغْدِيَةٌ.

وتَغَدَّى أَكَلَ أَوَّلَ النَّهارِ ، كغَدِيَ ، كرَضِيَ ، غداءً ، وهذه عن ابن القطَّاع.

وغَدَّيْتُه تَغْدِيَةً : أَطْعَمْتُه في ذلكَ الوقْتِ ، فهو غَدْيانُ ، وهي غَدْيا ، وأَصْلُها الواوُ لكن قُلِبَتْ اسْتِحْساناً لا عن قوّةِ علَّةٍ ، كما في المُحْكم. قال الجَوْهرِي : إذا قيلَ لكَ ادْنُ فتَغَدَّ ، قلتَ : ما بي من تَغَدَّ ولا تَعَشَّ ، ولا تَقُل ما بي غَدَاءٌ ولا عَشاءٌ ، لأنَّه الطَّعامُ بعَيْنِه.

وأَبو الغادِيَةِ : يَسارُ بنُ سَبُعٍ الجهنيُّ صَحابيُّ بايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو قاتِلُ عمَّار بن ياسِرِ ، رضي‌الله‌عنهما ، مَذْكُور في تاريخِ دِمَشْق.

وفي الصَّحابةِ : أَبو الغادِيَةَ المُزَنِي ، قيلَ هو غَيْرُ الأوّل ، وقيلَ : هو مُخْتَلف في اسْمِه.

والغادِي : الأسَدُ لغُدوِّه على الصَّيْد.

والغَدَّاءُ بنُ كَعْبٍ بنِ بهوشِ بنِ عامرِ بنِ غنمة بنِ ثَعْلَبَة ابنِ تيمِ اللهِ ، مُشدَّدٌ ، وهو جَدُّ عَمْرِو بنِ عرْوَةَ الشاعِرِ.

وما تَرَكَ مِن أبيهِ مَغْدًى ولا مَراحاً وَمَغْداةً ولا مَراحَةٌ ، أَي شَبَهاً ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

والغَدَوِيُّ ، كَعَربِيٍّ : كلُّ ما في بُطونِ الحَوامِلِ من الإبِلِ والشاءِ ، عن أبي عُبيدَةَ ، أَو خاصٌّ بالشَّاءِ ، كذا هو في لغَةِ النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أَو هو أَنْ يُباعَ البَعيرُ أَو غيرُهُ بما يَضْربُ الفَحْلُ ، أَو أَنْ تُباعَ الشَّاةُ بما نَزَا بِه الكَبْشُ.

وفي الصِّحاح : أَنْ يُباعَ الشي‌ءُ بما نَزَا به الكَبْشُ ذلكَ العامَ ، قالَ الفَرَزْدَق :

ومُهورُ نِسْوتِهِمْ إذا ما أَنْكَحوا

غَدَوِيٌّ كلّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ (٣)

قالَ : مَنْسوبٌ إلى غَدٍ كأَنَّهم يمنونه فيقولونَ : تَضَعُ إِبلُنا فنُعْطِيك غَداً.

وفي النهايَةِ في حديثِ يَزِيد بنِ مُرَّة : نُهِي عن الغَدَوِيِّ ، وهو كلُّ ما في بُطونِ الحَوامِلِ ، كانَ الرَّجلُ يَشْتري بالجَمَلِ أَو العَنْز أو الدَّراهمِ ما في بُطونِ الحَوامِلِ ، وهو غَرَرٌ فنُهِي عنه ، انتَهَى ، وقَال الشاعِرُ :

أَعْطَيْت كَبْشاً وارِمَ الطِّحالِ

__________________

(١) اللسان وفيه : «لا تغلواها» وفي المصباح : «لا تقلواها».

(٢) في اللسان : ميثاء.

(٣) ديوانه : ٧٢٩ اللسان والتهذيب والصحاح ، ويروى : «غذوي».

٩

بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصالِ

وعاجِلاتِ آجلِ السِّخَالِ

في حلَقِ الأَرْحامِ ذِي الأَقْفالِ (١)

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

الغُدَى ، كهُدَى : جَمْعُ غُدْوَةٍ ، ومنه قولُ الشاعِر :

بالغُدَى والأَصائِلِ

ونقلَ شيْخُنا في الغَدْوَة الفَتْح والكَسْر ، فهو مُثَلَّثٌ ، قالَ : والفَتْح مَشْهورٌ والكَسْر قَليلٌ أَو مُنْكرٌ.

وقالَ ابنُ الأَثير : الغَدْوَةُ ، بالفَتْح ، المرَّةُ من الغُدُوِّ ، وهو سَيْرُ أَوَّلِ النَّهارِ ، ويُقابِلُها الرَّوْحَة ويُسَمَّى السُّحُور غَدَاء لأنَّه للصَّائم بمنْزِلَتِه للمُفْطِرِ ، ومنه تَغَدَّى في رَمَضانَ أَي تَسَحَّرَ.

والغَداءُ : رَعْيُ الإِبِلِ في أوَّلِ النَّهارِ ، وقد تَغَدَّتْ ، عن أَبي حنيفَةَ.

وهو ابنُ غَداتَيْنِ : أي ابنُ يَوْمَيْن.

وارْكَبْ إليه غُدَيَّة ، كسُمَيَّة ، تَصْغِيرُ غَداةٍ.

وامْرأَةٌ غَدْيانَةٌ عَشْيانَةٌ (٢) ، نقلَهُ الزَّمَخْشري.

وأَتَيْته غُدَيَّانات ، على غيرِ قِياسٍ ، كعُشَيَّانات ، حَكَاهُما سِيْبَوَيْه ، وقالَ : هُما تَصْغيرٌ شاذٌّ.

وغادِيَةُ بنْتُ قَزَعَةَ ، امْرأَةٌ من بَنِي دُبَيْرٍ.

وأبو الغادِي : الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهِ رَوَى عنه الحاكِم.

وأَبو السيَّار غادِي بنُ سندٍ (٣) كتَبَ عنه السَّلفِي.

[غذو] : وكالغَذِيِّ ، كغَنِيِّ ، والغَذَوِيِّ ، محرَّكةٌ ، في الكلِّ ممَّا ذُكِرَ من المَعانِي ، أَي من عِنْدَ قوْلِه والغَدَوِيّ كعَرَبيِّ إلى آخِرِه. وهنا ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُهُ مِن الأئِمَّة.

قالَ ابنُ الأعرابي : الغَذَوِيُّ البَهْمُ الذي يُغْذَى ، قالَ : وأَخْبَرني أعرابيٌّ من بَلْهُجَيْم أَنَّ الغَذَوِيَّ الحَمَلُ أَو الجَدْيُ لا يُغَذَّى بلَبَنِ أُمِّه ، بل يُعاجَى بلَبَنِ غيرِها أَو بشي‌ءٍ آخرٍ ، وروى بَيْت الفَرَزْدق بمعْجمةٍ.

وفي الصِّحاح : قالَ خَلَف الأَحْمر : غَذِيُّ المالِ وغَذَوِيُّه : صِغارُه كالسِّخالِ ونحْوِها. ويقالُ : الغَذَوِيُّ أن يُباعَ بنِتاج ما نَزَا به الكَبْشُ ذلكَ العامَ ، وأَنْشَدَ بَيْتَ الفَرَزْدق.

والغَذِيُّ ، كغنِيِّ : السَّخْلَةُ ، ج غِذاءٌ ، كفَصِيل وفِصالٍ ، ومنه قولُ عُمَر ، رضي‌الله‌عنه : «احْتَسِبْ (٤) عليهم بالغِذاءِ» ، كما في الصِّحاح ، أَي قالَهُ لعامِلِ الصَّدَقاتِ.

وقالَ ابنُ فارِسَ : غَذِيُّ المالِ صِغارُه كالسِّخالِ ونحْوها.

قالَ صاحِبُ المِصْباح : فعلى هذا يكونُ الغَذِيُّ مِن الإبِلِ والبَقَرِ والغَنَم ، قالَ : ويقالُ : غَذِيُّ المالِ وغَذَوِيُّه ، ثم نَقَلَ قولَ أَعْرابيٍّ مِن بَلْهُجَيم الذي ذَكَرَه الجَوْهري ، وقالَ : فعلى هذا الغَذَوِيُّ غَيْر الغَذِيِّ ، وعليه كَلام الأزْهرِي.

قالَ ابنُ فارِسَ : وقد يَتَوهَّمُ المُتَوَهِّم أنَّ الغَذَوِيَّ من الغَذِيِّ ، وهو السَّخْلَةُ. وكَلامُ العَرَبِ المَعْرُوف عِنْدهم أَوْلى مِن مَقايِيسِ المُولّدِين.

والغِذاءُ ، ككِساءٍ : ما به نَماءُ الجِسْمِ وقِوامُه.

وفي الصِّحاح والمِصْباح : ما يُغْتَذَى به مِن الطَّعامِ والشَّرابِ ، يقالُ : غَذاهُ ، أَي الصَّبيَّ ، باللَّبَنِ غَذْواً ، بالفَتْح ، رَبَّاهُ به وغَذَّاهُ تَغْذِيَةً ، مُبالغَةً ، واسْتَعْمل أَيُّوبُ بنُ عبايَةَ الغِذاءَ في سَقْي النَّخْل فقالَ :

فجاءَتْ يَداً مَعَ حُسْنِ الغِذَا

إذ غَرْسُ قوْمٍ طَوِيلٌ قَصِيرُ (٥)

__________________

(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٢) في الأساس : غديانة وعشيانة.

(٣) في التبصير ٣ / ١٠٣٨ : أُسيد.

(٤) في الصحاح : «أمحتسبُ» وصوب ابن بري عبارة الأصل.

(٥) اللسان برواية : «قوم قصيرٌ طويلٌ».

١٠

واغْتَذَى وتَغَذَّى ، مُطاوِعَانِ ، والغَذا ، مَقْصورَةٌ ، كذا هو في النُّسخِ بالألِفِ والصَّوابُ رَسْمه بالياءِ ، بَوْلُ الجَمَلِ ، وقد غَذاهُ وغَذَا به يَغْذُوه غَذْواً : قَطَعَهُ ، كغَذَّاهُ تَغْذِيَةً.

وغَذَا البَوْلُ نَفْسُه : انْقَطَعَ ، كما في الصّحاح.

وفي المُحْكم : يَغْذُو غَذْواً وغَذَواناً : سَالَ ، فهو لازِمٌ متعدٍّ.

وقالَ ابنُ القطَّاع : هو مِن الأضْدادِ.

وغَذَا الفَرَسُ يَغْذُو غَذْواً وغَذَواناً : أَسْرَعَ ، نقلَهُ الجَوْهرِي.

وفي المُحْكم : مَرَّ مَرَّا سَرِيعاً.

وغَذَا العِرْقُ يَغْذُو غَذْواً : سَالَ دَماً ، وقيلَ : كلُّ ما سَالَ فقد غَذَا ماءً أَو دَماً أَو عَرَقاً ، كَغَذَّى تَغْذِيَةً في العِرْقِ ، عن الجَوْهرِي.

والغَذَوانُ ، محرَّكةَ : الفَرَسُ النَّشِيطُ المُسْرِعُ ، أَو الذي يغذي ) ببَوْله إذا جَرَى ، وبهما فُسِّر قولُ الشاعِرِ :

وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّريدِ كأَنَّه

أَخُو الحَرْبِ فَوْقَ القارِح الغَذَوانِ (٢)

ورُوي بيتُ امْرى‌ءِ القَيْسِ :

كَتَيْسِ ظِباءِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ (٣)

وفُسِّرَ بالمُسْرِعِ.

والغَذَوانُ مِن الرِّجالِ : السَّلِيطُ الفاحِشُ ، وهي بهاءٍ.

قالَ الفرَّاءُ : امرأَةٌ غَذَوانَةٌ فاحِشَةٌ.

والغَذَوانُ : اسمُ ماءٍ (٤) بينَ البَصْرَةِ والمَدِينَةِ ، كأَنَّهُ مُثَنَّى غذا ، وضَبَطَه نَصْر بالفَتْح.

واسْتَغْذاهُ : صَرَعَهُ فشَدَّ صَرْعَهُ.

والغاذِيَةُ : عِرْقٌ سُمِّيَت به لأنَّها تَغْذو دَماً.

وهو غاذِي مالِ : أَي مُصْلِحُه وسائِسُه ، كأَنَّه يَغْذُوه أَي يُرَبِّيه.

والتَّغْذِيَةُ : التَّرْبِيَةُ ، التَّثْقِيلُ للمُبالغَةِ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

غَذَا الجُرْحُ يَغْذُو : دَامَ سَيَلانُه.

وغَذَّى الكَلْبُ ببَوْلِه يُغَذَّي : أَلْقاهُ دَفْعَةً دَفْعَةً.

والغاذِي : الجُرْحُ لا يَرْقأُ.

وفلانٌ خَيْرُه يتَغَذَّى كلَّ يَوْمٍ : أَي يَنْمُو (٥) ويَزِيدُ.

والنارُ تُغَذَّى بالحَطَبِ.

وغذوا ) بِلبانِ الكرم ، والثلاثَةُ مِن المجازِ.

وغُذَيٌّ ، كسُمَيٍّ : تَصْغيرُ الغَذِيِّ للسَّخْلَةِ عن خَلَفِ الأحْمر وقيلَ غُذَيّي بَهْمٍ لَقَبُ رجُلٍ ، عن شَمِرٍ وغُذَيُّ جد أبي هالَةَ زَوْج خَدِيجَة والغاذِيَةُ من الصَّبيِّ الرَّمَّاعَةُ ما دامَتْ رَطْبَةً ، فإذا صَلُبَتْ وصارَتْ عَظْماً فهي يافُوخٌ ، والجَمْعُ الغَواذِي ، عن أَبي زيْدٍ.

والمغذيَةُ والمغذاةُ : من أَسْماءِ بئْرِ زَمْزَم.

والغَيْذَاءُ ) ، فَيْعَلٌ مِن غَذَا يَغْذُو إذا سَالَ ، اسْمٌ للسَّحابِ ، جاءَ ذِكْرُه في الحديثِ.

قالَ الزَّمَخْشري : ولم أُسْمَعْ بفَيْعَلٍ في مُعْتَل اللامِ غَيْر هذا والكَيْهاء (٨) للناقَةِ الضَّخْمَةِ.

[غذي] : ي غَذَيْتُه غِذاءً : مِثْلُ غَذَوْتُه غِذاءً ، أَي رَبَّيْته ، عَرَفَه ابنُ سِيدَه ، ولم يَعْرِفْه الجَوْهرِي فأَنْكَرَه ، ونَصّه : غَذَوْتُ الصَّبيَّ باللَّبَنِ فاغْتَذَى ، أَي رَبَّيْته به ، ولا يقالُ غَذَيْته ، بالياءِ.

[غرو] : وغَرَا السَّمَنُ قَلْبَهُ يَغْرُوه غَرْواً : لَزِقَ به وغَطَّاه ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

وغَرَا الجِلْدَ يَغْرُوه غَرْواً : ألْصَقَهُ بالغِراءِ.

__________________

(١) في اللسان : «يغذو».

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٧١ برواية «العدوان» ، وصدره :

مكرٍّ مفرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معاً

وعجزه في اللسان والتهذيب ومعجم البلدان : «غذوان».

(٤) في القاموس : بالرفع منونة ، والكسر ظاهر.

(٥) في الأساس «غذذ» : ينمى ويزيد.

(٦) في الأساس «غذذ» : وغدي.

(٧) في النهاية «غيذ» والغَيْذَى.

(٨) في الفائق ٢ / ٢١٦ الكيهاة ، بمعنى الكهاة.

١١

وقَوْسٌ مَغْرُوَّةٌ ومَغْرِيَّةٌ أَيْضاً حَكَاها ابنُ السِّكِّيت ، كما في الصِّحاح.

قالَ ابنُ سِيدَه : بُنِيَتِ الأخيرَةُ على غَرَيْت ، وإلا فأصْلُه الواو.

وغَرِيَ به ، كرَضِيَ غَراً ، مَقْصورٌ ، عن أبي الخطَّاب ، وغِراءً ، ككِساءٍ ، وضَبَطَه في المُحْكم كسَحابٍ ، وجَعَلَه الجَوْهرِي اسْماً ، أُولِعَ به ولَزِمَه من حيثُ لا يَحْملُه عليه حامِلٌ ، فهو غَرٍ بِهِ مَنْقوصٌ ، كأُغْرِيَ به وغُرِّيَ ، مضمُومَتَيْنِ ، الأخيرَةُ مُشدَّدَة (١) ، كما هو نَصُّ المُحْكم.

وغَرِيَ الغَدِيرُ : بَرَدَ ماؤُه ، هكذا في سائِرِ النسخِ والصَّوابُ : غَرِيَ العِدُّ بَرَدَ ، كما هو نَصُّ المُحْكم ، وأَنْشَدَ لِعَمْرِو بنِ كُلْثوم :

كأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتُونُ عِدِّ

تُصَفِّقُه الرِّياحُ إذا غَرِينا (٢)

وأَغْراهُ به ، لا غَيْر ، أَي لا يقالُ فيه غَراهُ به ، والاسْمُ الغَرْوَى : أَي ولَّعُه به فهو مُغْرًى به ، ومنه إغْراءُ الكَلْبِ بالصَّيْدِ.

ومِن المجازِ : أغْرَى بَيْنَهم العَداوَةَ والبَغْضاءَ ، والاسْمُ الغَراةُ ، كما في الصِّحاح ، أي أَلْقاها كأَنَّه أَلْزَقَها بهم.

والغَرَا ، كالعَصَا ، ما طُلِيَ به ، عن شَمِرٍ ، أَو لُصِّقَ به ، كما في الصِّحاح ، وهو مَعْمولٌ من الجُلُودِ ، كما في المِصْباح.

أَو شي‌ءٌ يُسْتَخْرَجُ من السَّمَكِ ، كالغِراءِ ، ككِساءِ ، إذا فَتَحْته قَصَرْت ، وإذا كَسَرْته مَدَدْتَ.

قالَ شَمِرٌ : الغِراءُ ، مَمْدودٌ ، الطّلاءُ الذي يُطْلَى به ، ويقالُ : إِنَّه الغَرا بفَتْح الغَيْن مَقْصورٌ.

وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : قوْمٌ يَفْتحونَ الغَرَاء فيَقْصُرُونَه وليسَتْ بالجَيِّدَةِ. والغَرَا : ولَدُ البَقَرةِ ، وخَصَّ بعضٌ بالوَحْشِيَّةِ ، تَثْنِيَتُه غَرَوانِ ، والجَمْعُ أَغْراءٌ ، ويُرْسَمُ بالألِفِ.

ويقالُ للحُوارِ أَوَّل ما يُولَدُ : غَراً أَيْضاً.

وقيلَ : هو الوَلَدُ الرَّطْبُ جِدّاً.

وقيلَ : كُلُّ مَوْلودٍ غَراً حتى يَشْتَدَّ لَحْمه.

يقالُ : أيُكلِّمُني وهو غَراً.

والغَرَا : المَهْزُولُ جِدًّا ، على التَّشْبيهِ.

كالغَراةِ ، ومنه الحديثُ : «لا تَذْبَحُوه غَرَاةً حتى يَكْبَرَ» ج أغْراءٌ.

والغَرَا : الحُسْنُ ، ومنه الغَرِيُّ ، كَغَنِيٍّ : الحَسَنُ الوَجْهِ مِنَّا ، والحَسَنُ مِن غيرِنا.

والغَرِيُّ : البِناءُ الجَيِّدُ الحَسَنُ.

ومنه الغَرِيَّانِ : وهُما بِناءان مَشْهورانِ بالكوفةِ عنْدَ الثَّوِيَّة حيثُ قَبْر أَمِيرِ المُؤْمِنِين عليّ ، رضي‌الله‌عنه ، زَعَمُوا أنَّهما بَناهُما بعضُ مُلوكِ الحِيرَةِ ، قالَهُ نَصْر ، وفيهما يقولُ الشاعِرُ :

لو كانَ شي‌ءٌ لَهُ أَلَّا يَبِيدَ على

طُولِ الزَّمانِ لَمَا بادَ الغَريَّانِ (٣)

وقالَ الجَوْهرِي : هُما بِناءانِ طَوِيلانِ يقالُ هُما قَبْرا مالِكٍ وعَقِيلٍ نَدِيمَي جَذيمَةَ الأبْرش ، وسُمَّيا غَريَّيْن لأنَّ النُّعْمانَ بن المُنْذرِ كانَ يُغَرِّيهما بدَمِ مَنْ يَقْتُله إذا خَرَجَ في يَوْم بُؤْسِه ، فسِياقُ الجَوْهرِي يَقْتَضِي أنَّهما سُمِّيا بالتَّغْرِيَةِ وهو الإلْصاقُ.

وسِياقُ المصنِّف أنَّه مِن الحُسْنِ.

ولا غَرْوَ ولا غَرْوَى ، وعلى الأوَّل اقْتَصَرَ الجَوْهرِي ، أَي لا عَجَبَ.

وفي الصِّحاح : أَي ليسَ بعَجَبٍ.

ورجلٌ غِراءٌ ، ككِساءٍ : لا دابَّةَ له ، ومنه قولُ أَبي نُخَيْلة السَّعْدي :

__________________

(١) في القاموس بالتخفيف.

(٢) من معلقته ، مختار الشعر الجاهلي ٢ / ٣٧٢ برواية :

كأن متونهن متون غدر

تصفقها الرياح إذا جرينا

والمثبت كرواية اللسان.

(٣) معجم البلدان : «الغربان» ونسبه لمعن بن زائدة. وفي اللسان بدون نسبة.

١٢

بَلْ لَفَظَتْ كلَّ غِراءٍ معصم (١)

وغارَى بينَ الشيئينِ غِراءً : وَالَى ، حكَاهُ أَبو عبيدٍ عن خالِدِ بنِ كُلْثوم ، ومنه قولُ كثيِّرٍ :

إذا قُلتُ : أَسْلُو فاضَتِ العَيْنُ بالبُكى

غِراءً ومَدَّتها مَدامِعُ حُفَّلُ (٢)

قالَ : وقالَ أَبو عُبيدَةَ : هي فاعَلَت من غَرِيت بالشي‌ءِ أَغْرَى به ، كذا في الصِّحاح.

وغارَى فُلاناً يُغارِيه مُغارَاةً وغِراءً : لاجَّهُ ، عن أَبي الهَيْثمِ وأَنْكَرَ غَرِيَ بِه غِرَاءً.

والتَّغْرِيَةُ : التَّطْلِيَةُ. يقالُ : مَطْلِيٌّ مُغَرَّى ، بالتَّشْديدِ.

والغُراوَى ، كالرُّغامَى : الرَّغْوَةُ ، ج غَراوي ، بالفَتْح ، وكأَنَّه مَقْلوبٌ منه ، فإنَّه تقدَّمَ له الرَّغاوى الرَّغْوَة وجَمْعُه بالفَتْح.

وغَرِيَّةٌ ، كغَنِيَّةِ : ع بحَوْرَانَ (٣).

وأَيْضاً : مَوْضِعٌ قُرْبَ فيد بَيْنهما مَسافَةُ يَوْم ، وثم ماءٌ يقالُ له غمر غَرِيَّة ، ويقالُ هو بالزَّاي.

وغَرِيَّةٌ ، كسُمَيَّة : ماءٌ لغَنِيٍّ قُرْبَ جَبَلَة وهو أَغْزَرُ ماءٍ لهم.

وغُرَيٌّ ، كسُمَيٍّ : ماءٌ قُرْبَ أجأَ لطَيِّى‌ءٍ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

الغَرِيُّ ، كغَنِيٍّ : صِبْغٌ أَحْمَر كأنَّه يُغْرِي قالَ الشاعِرُ :

كأنَّما جَبِينُه غَرِيُّ

وأَيْضاً : اسْمُ صَنَمٍ كانَ يُطْلَى به ويُذْبَح عليه. ومَشْهَدُ الغَرِيّ : بالعِرَاقِ.

والغَرِيَّانِ : خَيَالانِ مِن أَخْيِلَةِ حمَى فَيْد يَطَؤُهُما طَرِيقُ الحاجِّ بَيْنهما وبينَ فَيْد سِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً ، ومنه قولُ خطام المُجاشِعِيّ :

أَهَلْ عَرَفْتَ الدارَ بالغَرِيَّيْنْ

وصالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ (٤)

والغَرِيُّ ، كغَنِيٍّ : موضِعٌ ، ومنه قولُ الشاعِرِ :

وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيِّ تُؤَانُ (٥)

أَرادَ : تُؤَامُ فأَبْدَلَ.

والغَرْوُ : مَوْضِعٌ آخَرُ.

وفي المَثَلِ : أَدْرِكْنِي ولو بأَحَدِ المَغْرُوَّيْنِ ، أَي بأَحَدِ السَّهْمَيْن.

وقالَ ثَعْلبٌ : أَدْرِكْني بسَهْمٍ أَو برُمْحٍ ، كذا في الصِّحاحِ ، والقَوْلُ الأوَّل هو الذي ذَكَرَه أَبو عليٍّ في البصريات.

ويقالُ أَيْضاً : أَنْزِلْني ولو بأَحَدِ المَغْرُوَّيْن ، أَي بأَحَدِ السَّهْمَيْن ، وأَصْلُه أَنَّ رجُلاً رَكِبَ بَعِيراً فَتَقَحَّمَ به فاسْتغاثَ بصاحِبٍ له معه سَهْمانِ فقالَ ذلكَ.

والغَرَا : الغِرْسُ يَنْزلُ مع الصَّبيّ.

وغَرَيْت السَّهْمَ : مثْلُ غَرَوْته.

وغِرْيان ، بالكسْر أَو بالفَتْح : كُورَةٌ بالمَغْرِبِ مِن أَعْمالِ طَرَابُلُس ينْبتُ بها الزَّعْفران ، منها : عبدُ الرحمنِ بنُ أَحمدَ ابنِ محمدِ بنِ أَبي القاسِمِ الغَرْيانيُّ أَحَدُ الفُضَلاءِ بتُونس ، وكانَ أَبوهُ قاضِياً بطَرَابُلُس ، قالَهُ الحافِظُ.

ونفيسُ بنُ عبدِ الرحمنِ الغَرَوِيُّ سَمِعَ ابنَ قدامَةَ ،

__________________

(١) اللسان وفيه : «معظم» بدل : «معصم».

(٢) ديوانه ص ٢٥٥ واللسان والصحاح والتهذيب والتكملة قال الصاغاني : والبيت مغير الاول ، والآخر مداخل ، والرواية :

إذا قيل : مهلاً غارت العين بالبكا

غراء ومدتها مدامع بهلُ

وقبله :

محاجرها السفلى نهال فريغة

وأرجاؤها العليا حواشك حفلُ

(٣) في ياقوت : قرية من أعمال زرع من نواحي حوران.

(٤) الصحاح واللسان وبينهما :

لم يبق من آي بها بحلين

غير حُطام ورماد كنفين

والتكملة ، قال الصاغاني : والمشطور الثاني لخطام الريح والمشطور الاول ليس في رجزه ، وإنما هو للكميت ، والرواية : هل تعرف المنزل.

(٥) اللسان وصدره :

أغرك يا موصول منها ثمالةُ

١٣

وكأَنَّه مَنْسوبٌ إلى الغَرِي الذي بالكُوفَةِ.

وغَرِيَ فلانٌ : إذا تَمادَى في غَضَبِه.

وغَرَوْت : أَي عجبْتُ ، نقَلَهُما الجَوْهرِي.

وأَغْرى اللهُ تعالى الشَّي‌ءَ : حَسَّنَه ، عن ابنِ القطَّاع.

[غزو] : وغَزَاهُ غَزْواً بالفَتْح : أَرادَهُ وطَلَبَه.

وغَزَاهُ غَزْواً : قَصَدَهُ ، كغَازَهُ غَوْزاً ، كاغْتَزَاهُ : أَي قَصَدَهُ ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

وغَزَا العَدُوَّ يَغْزُوهم : سارَ إلى قِتالِهم وانْتِهابِهِم.

وقالَ الرَّاغبُ : خَرَجَ إلى مُحاربَتِهم غَزْواً ، بالفَتْح ، وغَزَواناً ، بالتحْرِيكِ وقيلَ بالفَتْح عن سِيْبَوَيْه ، وغَزاوَةً ، كشقَاوَةٍ ، وأَكْثَرُ ما تَأْتي الفَعالَةُ مَصْدراً إذا كانتْ لغيرِ المُتَعدِّي ، فأَمَّا الغَزاوَةُ ففِعْلُها مُتَعَدٍّ ، فكأَنَّها إنَّما جاءَتْ على : غَزُوَ الرجلُ : جادَ غَزْوُه ، وقَضُوَ جادَ قَضاؤُهُ ، وكما أنَّ قوْلَهم : ما أَضْرَبَ زيْداً كأَنَّه على : ضَرُبَ زَيْد : جادَ ضَرْبُه ، قالَ ثَعْلبٌ : ضَرُبَتْ يَدُهُ جادَ ضَرْبُها.

وهو غازٍ ، ج غُزًّى ، كسابِقٍ وسُبَّقٍ ، ومنه قولُه تعالى : (أَوْ كانُوا غُزًّى) (١) ، وغُزِيٌّ ، كدُلِيٍّ على فعُولٍ.

والغَزِيُّ ، كغَنِيٍّ : اسْمُ جَمْعٍ ، وجعَلَهُ الجَوْهرِي جَمْعاً كقاطِنٍ وقَطِينٍ وحاجٍّ وحَجِيجٍ.

وأَغْزاهُ : حَمَلَه عليه ، أَي على الغَزْوِ.

وفي الصَّحاح : جَهَّزَهُ للغَزْوِ ، كغَزَّاهُ بالتَّشْديدِ.

وأَغْزَاهُ ، أَمْهَلَهُ وأَخَّرَ ما لَهُ عليه من الدَّيْنِ ، نقلَهُ الجَوْهرِي.

وأَغْزَتِ النَّاقَةُ : عَسُرَ لِقاحُها فهي مُغْزٍ ، نقلَهُ الأزْهرِي والجَوْهرِي.

وأَغْزَتِ المرأَةُ : غَزَا بَعْلُها ، فهي مُغْزِيَةٌ ، نقلَهُ الأزْهري والجَوْهرِي.

ومنه حديثُ عُمَر : «لا يزالُ أَحدُكم كاسِراً وِسادَهُ عنْدَ مُغْزِيَةٍ». ومَغْزَى الكَلام : مَقْصِدُهُ ، وعرفْتُ ما يُغْزَى من هذا الكَلام : أَي ما يُرادُ ، نقلَهُ الجَوْهرِي ، وهو مِن عزا الشي‌ءَ إذا قَصَدَه.

والمَغازِي : مَناقِبُ الغُزاةِ ، ومنه قولُهم : هذا كتابُ المَغازِي ، قيلَ : إِنَّه لا واحِدَ له ، وقيلَ : واحِدُ مَغْزاةٌ أَو مَغْزًى.

وناقَةٌ مُغْزِيَةٌ ، كمُحْسِنَةٍ : زادَتْ على السّنَةِ شهْراً أَو نَحْوَه في الحَمْلِ ، كذا في المُحْكم.

وقالَ الأُموي : هي التي جازَتِ السَّنَة ولم تَلِدْ مِثْل المِدْراجِ ، كذا في الصِّحاح.

وقالَ الأزْهري : هي التي جازَتِ الحَقَّ ولم تَلِدْ ، قالَ : وحَقُّها الوَقْت الذي ضُرِبَتْ فيه.

وغَزْوِي كذا : أَي قَصْدِي كذا.

وغَزْوانُ : مَحَلَّةٌ بهَراة.

وأَيْضاً : جَبَلٌ بالطَّائِفِ.

وفي التَّكْمِلةِ : الجَبَلُ الذي على ظَهْرِهِ مدِينَةِ الطائِفِ.

وغَزْوانُ : اسْمُ رجُلٍ ) ، وهو غَزْوانُ بنُ جَريرٍ ، تابِعِيٍّ عن عليٍّ ، ثقَةٌ.

وسَمَّوْا غَازِيَةَ ، مُخَفَّفاً ، وغَزِيَّةَ ، كغَنِيَّة ، وغُزَيَّةَ ، كسُمَيَّةَ ، وغُزَيَّ ، مِثْلُ سُمَيٍّ.

أَمَّا مِن الأَوَّل : فالحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ غازِيَةَ الواسِطِيُّ رَوَى عن خالِهِ أَحمدَ بنِ الطيِّبِ الطحَّانِ.

ومِن الثَّاني : غَزِيَّةُ بنُ الحارِثِ الأنْصارِيُّ ، وغَزِيَّةُ بنُ عَمْرِو بنِ عطيَّةَ الأنْصاريُّ صَحابيَّانِ ، وأَبو غزِيَّة الأنْصارِيُّ صَحابيٌّ أَيْضاً رَوَى عنه ابْنُه غَزِيَّةُ يُعَدُّ في الشامِيِّين.

ومِن الثَّالثِ : ابنُ غُزَيَّةَ : مِن شُعَراءِ هُذَيْل ، وغُزَيَّةَ بنْتُ دُودَانَ أُمُّ شريكٍ من بَني صَعْصَعَة بنِ عامِرٍ ، وهي التي (وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ) صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقالُ : اسْمُها غُزَيْلَةُ ، وغُزَيَّةُ بنْتُ الحارِثِ ، أُمُّ قدامَةَ بنِ مَظْعُون وإخْوتِه.

ومِن الرَّابعِ : عَمْرُو بنُ غُزَيٍّ رَوَى عن عمِّه علْباءَ بنِ

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية ١٥٦.

(٢) في القاموس بالرفع ، والكسر ظاهر.

١٤

أَحْمَدَ (١) عن عليٍّ.

وابنُ غَزْوٍ ، كدَلْوٍ : مُحَدِّثٌ ، هو عبدُ الرحمنِ بنُ غَزْوٍ ، ذَكَرَه الصَّاغاني.

وربيعَةُ بنُ الغازي ، ويقالُ : هو ربيعَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الغازِي الجرشيُّ الدِّمَشْقيُّ تابعيٌّ على الصَّحِيحِ ، وقد اخْتُلِف في صُحُبتِه ، رَوَى عن عائِشَة وسعدٍ ، وعنه ابْنُه أَبو هِشامٍ الغازِي وعطيَّةُ بنُ قَيْسٍ ، وكان يُفْتي الناسَ زَمَنَ مُعاوِيَةَ ، قتِلَ بمرْجِ الرَّاهط سَنَة ٦٤ ، وهو جَدُّ هِشامِ بنِ الغازِي ، وقد نزلَ صَيْداءَ من ولدِه أَبو اللَّيْث محمدُ بنُ عبدِ الوهَابِ بنِ غاز رَوَى عنه ابنُ جميعٍ الصَّيْداوِي.

واغْتَزَى بفُلانٍ : اخْتَصَّ به من بينِ أَصْحابِهِ ، كاغتز به ، قالَ الشاعرُ :

قد يُغْتَزَى الهِبْرانُ بالتَّجَرُّمِ

التَّجَرُّمُ هنا : ادِّعاءُ الجُرْم.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

الغَزاةُ ، كحَصاةٍ : اسْمٌ مِن غَزَوْت العَدُوَّ.

قالَ ثَعْلبٌ : إذا قيلَ غَزاةٌ فهو عَمَلُ سَنَةٍ ، وإذا قيلَ غَزْوَةٌ فهي المَرَّةُ الواحِدَةُ من الغَزْوِ ، ولا يَطَّردُ.

وقالوا : رجُلٌ مَغْزِيٌّ ، والوَجْهُ في هذا النَّحْوِ الواوُ ، والأُخْرى عَرَبِيَّة كَثِيرَةٌ.

والنِّسْبَةُ إلى الغَزْوِ : غَزْوِيٌّ ، كما في نسخِ الصِّحاحِ أَي بالفَتْح (٢).

وقالَ ابنُ سِيدَه : غَزَوِيٌّ ، بالتَّحْرِيكِ ، قالَ : وهوَ مِن نادِرِ مَعْدُول النُّسَبِ.

وغَزا إليه غَزْواً : قَصَدَهُ.

والمَغازِي : مَواضِعُ الغَزْوِ ، واحِدُها مَغْزاةٌ.

ومَغازِي رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، غَزَواتُه.

والغِزْوَةُ ، بالكَسْرِ : الطلبَةُ. وجَمْعُ الغازِي : غُزاةٌ ، كقاضٍ وقُضاةٍ ، وغُزَّاءٌ ، كفاسِقٍ وفُسَّاقٍ ، نقلَهُما الجوْهَرِي ، وأَنْشَدَ لتأَبَّط شرًّا :

فيَوْماً بغُزَّاءٍ ويوماً بسُرْيةِ

ويوماً بخَشْخاشٍ مِنَ الرَّجْلِ هَيْضَلِ (٣)

وأَتانٌ مُغْزِيةٌ : متَأَخَّرةُ النَّتاجِ ثم تُنْتَج ، نقلَهُ الجَوْهرِي ، وأَنْشَدَ الأزْهرِي لرُؤبَة (٤) :

رَباعٌ أَقبُّ البَطْنِ جأب مُطَرّد

بلَحْيَيْهِ صَكُّ المُغْزياتِ الرّواكلِ (٥)

والإِغْزاءُ والمُغْزى : نتائجُ (٦) الصَّيْفِ ، عن ابنِ الأَعرابِي ، وهو مَذْمومٌ وحُوارُه ضَعِيفٌ أَبَداً.

والمُغْزى مِن الغَنَمِ : الذي يَتَأخَّرُ وِلادُها بعدَ الغَنَمِ بشَهْرٍ أَو شَهْرين لأنَّها حَمَلَت بآخَرَة.

وبَنُو غَزِيَّة ، كغَنِيَّةٍ : قَبِيلَةٌ من طَيِّي‌ءٍ ، وأَيْضاً : مِن هوازن ، ومنهم دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة ، وهو القائِلُ :

وهل أَنا إلَّا من غَزِيَّة إن غَوَتْ

غَوَيْتُ وإن تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ (٧)

وعَمْرُو بنُ شَمِرِ بنِ غَزِيَّةَ الغَزَوِيُّ كانَ مع يَزِيد بنِ أَبي سُفْيان بالشامِ.

والغَزَواتُ ، محرَّكةٌ : جَمْعُ غَزْوةٍ كشَهْوةٍ وشَهَواتٍ.

والغَزَّاءُ ، ككَتَّان : الكَثيرُ الغَزْوِ ، واشْتَهَرَ به أَبو محمدٍ غنامُ بنُ عبدِ اللهِ العَنْبريُّ المحدِّثُ.

وأَبو الحُسَيْن إبراهيمُ بنُ شعيبٍ الطَّبري الغازِي رَوَى عنه الحاكِمُ.

وبَنُو غازِي : بَطْنٌ مِن العَلويِّين في رِيفِ مِصْر وإليهم نُسِبَتْ زَاوِيَةُ غازِي بالبحيرةِ.

وغَزْوانُ : جَبَلٌ بالمَغْربِ ، أَو قبيلَةٌ نُسِبُوا إليه.

__________________

(١) في التبصير ٣ / ٩٤٠ : «أحمر».

(٢) في الصحاح بالتحريك ، ضبط حركات. وبالتحريك أيضاً في التهذيب والمقاييس.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) كذا وهو خطأ ، والصواب لذي الرمة كما في التهذيب.

(٥) ديوان ذي الرمة ص ٤٩٩ واللسان والتهذيب.

(٦) في اللسان : «نتاج» كالتهذيب.

(٧) اللسان والصحاح.

١٥

وسُلَيْمانُ بنُ غُزّى ، بضمِّ الغَيْن وتَشْديدِ الزَّاي والياء مُخَفَّفة : فَقِيهٌ شافِعِيٌّ سَمِعَ مع الذهبيِّ.

وأَحمدُ بنُ غُزَّى بنِ عَرَبيِّ بنِ غُزَّى بنِ جميلٍ المَوْصِليُّ ذكَرَه ابنُ سُلَيْم.

وغِزْويت ، بالكسْرِ : مَوْضِعٌ مَرَّ له الإيماءُ في عزو.

وغُزَيَّةُ ، كسُمَيَّة : مَوْضِعٌ قُرْبَ فَيْد ، ويُرْوَى كغَنِيَّةٍ ، ويُرْوَى أَيْضاً بالراءِ ، كلُّ ذلكَ ذكَرَه نصْر.

والغازِيَةُ : جماعَةُ الغُزاةِ.

وغزِيُّ بنُ فريجٍ مُقدمُ سِنْبس في البحيرَةِ مِن أعْمالِ مِصْر ذكَرَه المَقْريزي.

ودَرْبُ الغزيةِ : إحْدى مَحلَّاتِ مِصْر ، حَرَسَها اللهُ.

[غسو] : وغَسَا اللَّيلُ يَغْسُو غَسْواً ، بالفَتْح ، وفي الصِّحاح والمُحْكم : غُسُوًّا ) كسُمُوٍّ ، أَظْلَمَ ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لابنِ أَحْمر :

فلما غَسَا لَيْلِي وأَيْقَنْتُ أَنَّها

هي الأُرَبى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى (٢)

كأَغْسَى : والغَساةُ : البَلَحةُ الصَّغِيرَةُ.

وقالَ أبو حنيفَةَ : الغَسا البَلَحُ فعمَّ به ، وذَكَرَه الجَوْهرِي بالعَيْن وتقدَّمَ ، ج غَساً ، كحَصَاةٍ وحَصاً ، وغَسَياتٌ ، محرَّكةً ، هكذا في التكْملَةِ عن الدِّينَورِي ، أَو غَسَواتٌ ، كما هو نَصُّ المُحْكم.

والغَسْوَةُ : النَّبِقَةُ ، ج غَسْوٌ بحذْفِ الهاءِ ، ويُرْوَى بالشِّيْنِ أَيْضاً كما سَيَأْتي.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

غَسا الليْلُ يَغْسَى ، كأَبى يَأبَى ، حَكَاهُ ابنُ جنِّي قالَ لأنَّهم شَبَّهوا أَلِفَه بهَمْزةِ قَرَأَ يقْرأُ وهَدَأَ يَهْدأُ.

وأَغْسَيْت يا رَجُل : وذلكَ إذا دَخَلَ عليه المَغْرِبُ أَو بُعَيْده.

وأَغْسِ من اللّيْل : أَي لا تَسِرْ أَوَّله حتى يَذْهبَ غُسُوُّه ، كأَفْحَم عَلَيْك اللّيْل ، أَي لا تَسِرْ حتى تَذْهبَ فَحْمَتُه.

وشيخٌ غاسٍ : قد طالَ عُمْرُه ، عن اللَّيْث ، والمَعْروفُ بالعَيْن.

والغاسِي : أَوَّلُ ما يخرُجُ من التَّمْرِ فيكونُ كأَبْعارِ الفِصالِ.

[غسى] : ي غَسِيَ اللّيْلُ ، كرَضِيَ ، يَغْسَى غَسًى : إذا أَظْلَمَ ، والشِّيْن لُغَةٌ فيه.

وأَغْساهُ اللّيْل : أَلْبَسَهُ ظَلامَهُ ، نقلَه الصَّاغاني.

[غشي] : ي غُشِيَ عليه ، كعُنِيَ ، غَشْيَةً وغَشْياً ، بالفَتْح ، وضمَّه لُغَة عن صاحِبِ المِصْباحِ ، وغَشَياناً ، محرَّكةً : أُغْمِيَ عليه ، فهو مَغْشِيٌّ عليه ، نقلَهُ الجَوْهرِي.

ومنه قولُه تعالى : (يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) (٣).

والاسْمُ الغَشْيَةُ ، بالفَتْح ، وجعَلَهُ الجوْهري مَصْدراً ، وجعَلَهُ صاحِبُ المِصْباح للمَرّةِ. ويقالُ : إنَّ الغَشْيَ تَعَطلُ القُوَى المُحَرِّكة والأوْردةِ الحسَّاسَةِ لضعْفِ القَلبِ بسَبَبِ وَجَعٍ شَديدٍ أَو برْدٍ أَو جُوعٍ مُغْرِطٍ ، وفرَّقُوا بَيْنه وبينَ الإغْماء بوُجُوهٍ يَأْتي ذِكْرُها.

وقوْلُه تعالى : (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ) وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ ) أَي أَغْماءٌ ، جَمْعُ غاشِيَةٍ. والأغْماءُ : هي الأغْشاءُ. وزَعَمَ الخَليلُ وسِيْبَوَيْه أَنَّ الواوَ (٥) عِوَضٌ عن ياءٍ لأنَّ غَواشٍ لا تَنْصَرِفُ وأَصْلُها غَواشِيَ ، حُذِفَت الضمَّةُ لثِقَلِها على الياءِ وعُوِّضَت التَّنْوينِ.

وعلى بَصَرِه وقَلْبِه ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على البَصَر ، غَشْوَةٌ وغِشاوَةٌ ، مُثَلَّثَتَيْنِ ، التَّثلِيثُ في غَشْوَةٍ ذَكَرَه الجَوْهرِي ، وفي غِشاوَةٍ ، ذَكَرَه ابنُ سِيدَه ، وغاشِيَةٌ وغُشْيَةٌ وغُشايَةٌ ، مضْمُومتينِ ، وغِشايَةٌ ، بالكسْرِ : أَي غِطاءٌ. ومنه قولُه تعالى : (وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً) (٦).

__________________

(١) وهي عبارة القاموس.

(٢) اللسان والصحاح والتهذيب.

(٣) سورة محمد ، الآية ٢٠.

(٤) سورة الأعراف ، الآية ٤١.

(٥) في اللسان : النون.

(٦) سورة البقرة ، الآية ٧.

١٦

الغِشاوَةُ : ما يُغْشَى به الشي‌ءُ.

وقالَ الأزْهرِي : ما غَشِيَ القَلْبُ من الطَّبَع.

وقُرِى‌ءَ : غَشْوة ، وكأَنَّه رُدَّ إلى الأصْلِ لأنَّ المَصادِرَ كُلَّها تُردُّ إلى فَعْلة ، والقِراءَةُ الجَيِّدَةُ غِشاوَةٌ ، وكلُّ ما اشْتَمَل على شي‌ءٍ فمَبْنيٌّ على فِعالَةٍ كعِمامَةٍ وعِصابَةٍ ، وكذا الصِّناعاتُ لاشْتِمالِها على ما فيها كالخِياطَةِ والقِصارَةِ.

وقد غَشَّى اللهُ على بَصَرِه تَغْشِيَةٍ ، وأَغْشَى : أَي غَطَّى ، ومنه قولُه تعالى : (فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (١).

وغَشِيَهُ الأَمْرُ ، كرَضِيَ ، يَغْشَى غشَاوَةً ، وتَغَشَّاهُ : أَتاهُ إتيانَ ما قد غَشِيَه أَي سَتَرَه.

وأَغْشَيْتُه إِيَّاهُ وغَشَّيْتُه ، ومنه قولُه تعالى : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) (٢) ، وقُرِى‌ءَ : يُغَشِّي ، وفي الأنْفالِ : يُغَشِّيكُمُ ) ، وقُرِى‌ءَ : يُغَشِّيكم ويَغْشَاكُم.

وقولُه تعالى : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) (٤) ، وقولُه تعالى : (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) (٥).

والغاشِيَةُ : القِيَامَةُ لأنَّها تَغْشَى الخَلْق فتعمُّ. وبه فُسِّر قولُه تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) (٦) ، وفي الصِّحاح : لأنَّها تَغْشَى بإفْزاعِها.

وقيلَ : النَّارُ لأنَّها تَغْشى وُجُوه الكُفَّار.

والغاشِيَةُ : قميصُ القَلْبِ ، وهو جِلْدٌ غُشِّيَ به ، فإذا خُلِعَ منه ماتَ صاحِبُه.

وأَيْضاً : جِلْدٌ أُلْبِسَ جَفْنَ السيَّفِ من أَسْفَلِ شارِبِهِ إلى أَنْ يَبْلغَ نَعْلَه (٧).

وغاشِيَةُ السيَّفِ : ما يَتغَشَّى قوائِمَهُ من الأسْفارِ ، وفي المُحْكم : مِن الأسْفانِ ، قالَ جَعْفرُ بنُ عُلْبةِ الحارِثيُّ :

نُقاسِمُهُم أَسْيافَنا شَرَّ قِسْمَةٍ

ففِينا غَواشِيها وفيهم صُدُورُها

والغاشِيَةُ : داءٌ يأْخُذُ في الجوْفِ ، عن الأصْمَعِي ، ومنه قولُهم : رَماهُ اللهُ بالغاشِيَةِ ، قالَ الَّراجِزُ :

في بَطْنِه غاشِيَةٌ تُتَمِّمُهْ (٨)

أَي تُهْلِكُه.

والغاشِيَةُ : السُّؤَّالُ ، جَمْعُ سائِلٍ ، يَأْتُونَكَ مُسْتَجْدِينَ.

وأَيْضاً : الزُّوَّارُ ، والأَصْدِقاءُ يَنْتابُونَكَ ويَقْصدُونَكَ.

والغاشِيَةُ : حديدَةٌ فَوْقَ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ ، نقلَهُ الجَوْهرِي.

قال الأزْهرِي : وهي الدامِغَةُ.

وغِشاءُ القَلْبِ ، بالكَسْرِ ، وكذا غِشاءُ السَّرْجِ والسيَّفِ وغيرِهِ : ما يغشاه ) ويُغَطِّيه ، فغِشاءُ القَلْبِ : قَمِيصُه الذي تقدَّمَ ذِكْرُه ، وغِشاءُ السَّرْجِ : ما يُغَطَّى به مِن جلْدٍ وغيرِهِ ، وغِشاءُ السيفِ : غِلافُهُ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

الغاشِيَةُ مِن العَذابِ : العُقُوبَةُ المُجَلَّلَةُ.

والغِشاوَةُ ، بالكسْرِ : جلْدَةُ القَلْبِ.

وغَشِيَ الليْلُ ، كرَضِيَ : أَظْلَمَ ، ومنه قولُه تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) (١٠) ، وأَغْشَى كَذلكَ.

والغاشِيَةُ : الداهِيَةُ.

وغَشْيَةُ الحُمَّى : لمتُها.

وغَشْيَةُ المَوْتِ : هو ما يَنُوبُ الإنْسانَ ممَّا يُغْشَى فَهْمُه.

[غشو] : والغَشْواءُ : فَرَسٌ م مَعْرُوفٌ لحسَّانِ بنِ سَلَمَةَ ، صفَةٌ غَالِبَةٌ.

__________________

(١) سورة يس ، الآية ٩.

(٢) سورة الأعراف ، الآية ٥٤ ، وسورة الرعد ، الآية ٣.

(٣) سورة الأنفال ، الآية ١١.

(٤) سورة طه ، الآية ٧٨.

(٥) سورة النجم ، الآية ١٦.

(٦) سورة الغاشية ، الآية الأولى.

(٧) في القاموس : «إلى نعله» مجرورة ، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى النصب.

(٨) اللسان والتهذيب.

(٩) في القاموس : ما تَغَشَّاهُ.

(١٠) سورة الليل ، الآية الأولى.

١٧

والغَشْواءُ مِن المَعْزِ : التي يَغْشَى (١) وَجْهَهَا بَياضٌ.

وفي الصِّحاح : عَنْزٌ غشْواءُ بَيِّنةُ الغَشا.

وفَرَسٌ أَغْشَى كَذلكَ ، وهو ما ابْيَضَّ رأْسَه مِن بَيْنِ جَسَدِه مثْل الأرْخَمِ ، كما في الصِّحاح.

وفي المُحْكم : الذي غَشِيَتْ غُرَّتُه وجْهَه واتَّسَعَتْ.

والغَشْوُ : النَّبْقُ.

وفي المُحْكم : الغَشْوَةُ السِّدْرَة ، قالَ الشاعِرُ :

غَدَوْتُ لغَشْوَةٍ في رأْسِ نِيقٍ

وتقدَّمَ للمصنِّفِ قرِيباً.

وغَشِيَهُ بالسَّوْطِ ، كرَضِيَه : ضَرَبَهُ به.

وغَشِيَ فُلاناً يَغْشاهُ : إذا أَتاهُ.

وفي الصِّحاح : غَشِيَهُ غِشْياناً : جاءَهُ ، وأَغْشَاهُ إِيَّاه غَيْره ، كغَشَاهُ يَغْشُوهُ ، من حَدِّ دَعَا.

وغَشِيَ فُلانَةَ يَغْشَاها : جامَعَها كُنِّي به عنه ، كما كُنِّي بالإتيانِ والمَصْدَر الغِشْيَان.

واسْتَغْشَى ثَوْبَهُ ، كما في التّهذِيبِ ، واسْتَغْشَى به ، كما في الصِّحاح ، إذا تَغَطَّى به ، زادَ في المُحْكَم ، كَيْلَا يَسْمَع ولا يَرَى ، ومنه قولُه تعالى : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) (٢) ، الآية ، قيلَ : إنَّ طائِفَةً من المُنافِقِين قالت : إذا أَغْلَقْنا الأَبْوابَ وأَرْخَيْنا السُّتُورَ واسْتَغْشَيْنا ثِيابَنا وثَنَيْنا صُدُورَنا على عَداوَةِ محمدٍ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كيفَ يَعْلمُ بنا؟ فنَزَلَت هذه الآيةُ.

وقال الرَّاغبُ : (اسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ) أَي جَعَلُوها غِشاوَةً على أَسْماعِهِم ، وذلكَ عِبارَةً عنِ الامْتِناعِ مِن الإصْغاءِ ، وقيلَ : هو كِنايَةٌ عن العَدْوِ ، كقوْلِهم : شَمَّرَ ذَيْلَه وأَلْقَى ثَوْبَه.

وغُشَيٌّ كسُمَيٍّ : ع ، عن ابنِ سِيدَه.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

تَغَشَّى المرْأَةَ : عَلاها وتَجَلَّلَها ، وهو كنايَةٌ عن الجِماعِ. وغَشَيْته سَيْفاً أَو سوطاً ، كقَوْلِكَ كسَوْته سَيْفاً أَو عَمّمْته سَيْفاً.

[غضى] : ي الغُضاةُ : شجرةٌ م مَعْروفَةٌ ، ج : الغَضَى.

قالَ ثَعْلبٌ : يُكْتَبُ بالألِفِ.

قالَ ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرِي لِمَ ذلكَ.

وقالَ أَبُو حنيفَةَ : وقد تكونُ الغَضاةُ جَمْعاً ، وأَنْشَدَ :

لَنا الجَبَلانِ من أَزمانِ عادٍ

ومُجْتَمَعُ الآلأَةِ والغَضاتِ

والغَضَى : من نَباتِ الرَّمْل له هَدَب كالأَرْطَى ، ومنه ذِئْبُ غَضاً ، هكذا هو في نسخِ الصِّحاح ، وعنْدَنا في النسخِ بالياءِ ، وجد بخطِّ أَبي زكريا ذِئْبُ الغَضَى.

وأَخْبَثُ الذِّئابِ ذِئبُ الغَضَى لأنَّه لا يُباشِرُ الناسَ إلَّا إذا أَرَادَ أَن يُغيرَ ، يَعْنُونَ بالغَضَى هنا الخَمَر ، وقيلَ : الشَّجَر.

وأرضٌ غَضْياءُ ، بالمدِّ : أَي كثيرَتُهُ ، نقلَهُ الجَوْهرِي.

وبَعيرٌ غاضٍ : يَأْكُلُهُ.

وإِبِلٌ غَاضِيَةٌ وغَواضٍ ، كما في الصِّحاحِ والتَّهذيبِ.

وبَعيرٌ غَضٍ ، مَنْقوصٌ : اشْتَكَى بَطْنَهُ مِن أَكْلِها ، كذا في النسخِ والصَّوابُ مِن أَكْلِه ، وفي المُحْكم : يَشْتكِي عنه (٣).

وإِبِلٌ غَضِيَةٌ وغَضَايا ، مِثَالُ رَمِثَهٍ ورَمَاثا ، كما في الصِّحاح ، وقد غَضِيَتْ غَضًى ، كذا في المُحْكم.

والغَضْياءُ ، مَمْدُودٌ : مُجْتَمَعُها ، أَي الغَضَى ، ومَنْبِتُها ، أَنَّثَ الضَّمِير هنا نَظَراً إلى أَنَّ الغَضَى جَمْعٌ ، ويُقْصَرُ ، لم يَذْكُر ابنُ سِيدَه إلّا المَدَّ.

وغَضْيا ، كسَلْمَى ، مَعْرفةٌ مَقْصورٌ ، مِائةٌ من الإِبِلِ ، مِثْلُ هُنَيْدَةَ (٤) ، لا تَنْصَرِفانِ ، قالَهُ ابنُ الأَعْرابي.

وقالَ ابنُ السِّكِّيت : شُبِّهَتْ عِنْدِي بمَنابِتِ الغَضَى ، قالَ الشاعِرُ :

__________________

(١) في القاموس : تَغَشَّى.

(٢) سورة هود ، الآية ٥.

(٣) يعنى عن أكل الغضى.

(٤) بالأصل : «هنيدة لها» خدفنا «لها» موافقة لما في اللسان والتكملة.

١٨

ومُسْتَبْدِلٍ مِن بَعْدِ غَضْبَا صُرَيْمَة

فَأَحْرِ به من طُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا (١)

قَالَ الأَزْهرِي : أَرادَ وأَحْرِيَنْ فجعَلَ النونَ ألفاً ساكِنَةً.

وقالَ أَبو عَمْرٍو : الغَضْيَا مِائَةَ ، هكذا أَوْرَدَه بالألِفِ واللامِ.

وغَضْيانُ : ع بينَ وادِي القُرَى والشَّامِ ، ظاهِرُ المصنِّفِ أَنَّه بالفَتْح (٢) ، وضَبَطَه ابنُ سِيدَه ونَصْر ، بالضمِّ ، وهو الصَّوابُ ، قال الشَّاعِرُ :

عَيْن بغَضْبانَ ثَجُوجَ العُنَيُبِ (٣)

وقد تقدَّمَ في عنب.

والغاضِيَةُ : المُظْلِمَةُ مِن اللَّيَالي.

والغاضِيَةُ : المُضِيئَةُ من النِّيرانِ ، ضِدٌّ ، هكذا هو في الصِّحاحِ ولا يظهرُ ذلكَ عنْدَ التأَمّل.

وقالَ الأزْهرِي : لَيْلةٌ غاضِيَةٌ شَديدَةُ الظُّلْمَةِ.

والغاضِيَةُ : العَظِيمَةُ مِن النِّيرانِ.

قالَ الأزْهرِي : أُخِذَتْ من نارِ الغَضَى ، وهو مِن أَجْودِ الوَقُودِ.

وفي المِصْباح : الغَضَى شَجَرٌ وخَشَبُه مِن أَصْلَبِ الخَشَبِ ، ولهذا يكونُ في فحمِه صَلابَةٌ ، وأَنْشَدَنا شيوخُنا في الاسْتِخدامِ :

فسقى الغضى والساكنيه وإن هم

شبوه بين جوانحي وضلوعي

أَعادَ ضَمِيرَ شبوه إلى الغَضَى ، وأَرادَ به نارَهُ إذ هو مِن أَجْودِ الوَقُودِ.

وتغَاضَى عنه : أَي تَغافَلَ مِثْلُ تَغابَى عنه ، نقلَهُ الأَزْهرِي.

والغَضَى : أرضٌ لبَني كِلابِ كانتْ بها وَقْعَةٌ ، عن نَصْر. وذُو الغَضَى : وادٍ بنَجْدٍ ، عن نَصْر.

والغَضَى : الغَيْضَةُ ، وقيلَ : الخَمَرُ ، وهو ما وَارَاكَ مِن الشَّجَرِ ، ومنه قولُهم : أَخْبَثُ من ذِئْبِ الغَضَى ، كما تقدَّمَ.

وأَهْلُ الغَضَى : أَهْلُ نَجْدٍ لكَثْرَتِه هناكَ ، قالتْ أمُّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة :

لَيْتَ سِماكِيَّا يَطِيرُ رَبابُه

يُقادُ إلى أَهْلِ الغَضَى بزِمامِ

وقالتْ أَيْضاً :

رأَيْتُ لهم سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهُمْ

وأَهْلُ الغَضَى قومٌ عليَّ كِرام (٤)

وذِئابُ الغَضَى : بَنُو كَعْبِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ شُبِّهُوا بتِلْكَ الذِّئابِ لخُبْثِهم.

وأَغْضَى : أَدْنَى الجُفُونَ ، كما في الصِّحاح.

وفي المُحْكم : أَطْبَقَ جَفْنَيْه على حَدَقتِه.

وفي المِصْباح : أَغْضَى عَيْنَه قارَبَ بينَ جَفْنَيْها ، ثم اسْتُعْمِل في الحلْمِ فقيلَ : أَغْضَى على القَذَى إذا أَمْسَك عفْواً عنه.

وفي المُحْكم : أَغْضَى على قَذَى صَبَرَ على أَذَى.

وأَغْضَى على الشَّي‌ءِ : سَكَتَ ، وهو مِن ذلكَ.

وأَغْضَى اللّيْلُ : أَظْلَمَ فهو غاضٍ ، على غيرِ قياسٍ ، ومُغْضٍ ، على القِياسِ ، إلَّا أنَّها قَلِيلةٌ ، قالَهُ الجَوْهرِي وصاحِبُ المِصْباح.

أَو أَغْضَى الليْلُ : أَلْبَسَ ظَلامَهُ كلَّ شي‌ءٍ ، عن ابنِ سِيدَه.

كغَضا يَغْضُو فيهما ، أَي في إظْلامِ الليْلِ والسّكوتِ.

يقالُ : غَضَا الليْل. وقد وُجِدَ هذا أَيْضَاً في بعضِ نسخِ الصِّحاحِ ، ولكنَّ الذي بخطِّ الجَوْهري : أَغْضَى ، وغَضا الصلاح بعد ذلك ، وغَضَوْتُ على الشي‌ءِ : سَكَتُّ.

__________________

(١) اللسان ، والتهذيب والتكملة وفيهما : ومستخلف ، بدل : ومستبدل.

(٢) ومثله في ياقوت واللسان ، وفي التكملة بالضم.

(٣) اللسان وياقوت وفيهما «عبناً» وفي ياقوت : «سحوح العنب».

(٤) البيتان في اللسان.

١٩

وأَغْضَى عنه طَرْفَهُ : إِذا سَدَّهُ أَو صَدَّهُ ، كذا في المُحْكم ، وهُما مُتَقَارِبانِ.

والغَضْيانَةُ : الجماعَةُ مِن الإِبِلِ الكِرامِ ، نقلَهُ الأزْهرِي عن أبي عَمْرٍو.

وشي‌ءٌ غاضٍ : حَسَنُ الغُضُوِّ ، كسُمُوِّ ، أَي جامٌّ وافِرٌ.

ورجُلٌ غاضٍ : كاسٍ طاعِمٌ مَكْفِيٌّ. وقد غَضَا يَغْضُو ، كذا في المُحْكم.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

إِبِلٌ غَضَوِيَّةٌ ، بالتَّحريكِ : مَنْسوبَةٌ إلى الغَضَى.

ولَيْلٌ غاضٍ : مُظْلمٌ ، مِن أَغْضَى ، أَنْشَدَ الجَوْهرِي لرُؤْبَة :

يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوازِ لَيْلٍ غاضِ (١)

وغَضَى الرجلُ : أَطْبَقَ جَفْنَيْه على حَدَقَتِهِ ، لُغَةٌ في أَغْضَى ، نقلَه ابنُ سِيدَه.

وغَضَى يَغْضَى ، كسَعَى يَسْعَى ، لُغَةٌ فيه ، ومنه قولُ الزّمخشري في الأساسِ : الكرِيمُ رُبَّما يغضى ) وبينَ جَفْنَيْه نارُ الغَضَى.

والغُضُوُّ ، كسُمُوٍّ : شدَّةُ ظَلامِ الليْلِ.

وأَيْضاً : أَكْلُ الغَضَى.

وغَضِيَتِ الأرضُ ، كرَضِيَ : كَثُرَ فيها الغَضَى ، الثلاثَةُ عن ابنِ القطَّاع.

والغَضْياءُ : الأرْضُ الغَلِيظَةُ.

ورجلٌ غَضِيٌّ عن الخَنَا ، كغَنِيٍّ : يجوزُ كوْنه مِن غَضَا ، وكَوْنه مِن أَغْضَى ، كعَذابٍ أَلِيمٍ ، وضَرْبٍ وَجِيعٍ ، والأوَّلُ أَجْودُ ، ومنه قولُ الطِّرمَّاح :

غَضِيٌّ عن الفَحْشاءِ يَقْصُرُ طَرْفَه (٣)

نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

[غطى] : ي غَطَى الشَّبابُ ، كرَمَى ، يَغْطِي غَطْياً ، بالفَتْح ويُضَمُّ ، وضَبَطَه ابنُ سِيدَه غَطِيَّا ، كعُتِيٍّ ، ومِثْلُه في كتابِ ابن القطَّاع والصَّاغاني ، امْتَلأَ.

وفي الصِّحاح : قالَ الفرَّاء : وإذا امْتَلأَ الرَّجلُ شَباباً قيلَ : غَطَى يَغْطِي غَطْياً وغُطِيَّا بالفَتْح والضمِّ والتَّشْديدِ (٤) ، وأَنْشَدَ :

يَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَى فيه الشَّبابُ معاً

وأَخْطَأَتْه عُيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ (٥)

وغَطَتِ النَّاقَةُ غَطْياً : ذَهَبَتْ في سَيْرِها وانْبَسَطَتْ.

وغَطَى اللَّيلُ يَغْطِي ويَغْطُو : أَظْلَمَ ، يائيَّةٌ واوِيَّةٌ.

وغَطَتِ الشَّجَرَةُ : طالَتْ أَغْصانُها وانْبَسَطَتْ على الأرضِ فأَلْبَسَتْ ما حَوْلَها ، فهي غاطِيَةٌ ، كأَغْطَتْ فهي غاطِيَةٌ أَيْضاً على خِلافِ القِياسِ.

وغَطَى اللَّيلُ فُلاناً : أَلْبَسَهُ ظُلْمَتَهُ ، يَتَعدَّى ولا يَتَعَدَّى ، كغَطَّاهُ بالتَّشْديدِ.

وغَطَى الشَّي‌ءَ غَطْياً وغَطَّى عليه : إذا سَتَرَهُ وعَلَاهُ ، وقالَ حسَّانُ بنُ ثابِتٍ :

رُبَّ حِلْمٍ أَضاعَهُ عَدَمُ المال

وجَهْلٍ غَطَّى عليه النَّعِيمُ (٦)

__________________

(١) ديوانه ص ٨٣ والصحاح واللسان وبعده

نضو قداح النابل النواضي

كأنما ينضخن بالخضخاض

ورواية الشاهد في التهذيب :

يخرجن من أعجاز ليل غاضى

(٢) في الأساس : أغضى.

(٣) اللسان وعجزه :

وإن هو لاقى غارة لم يهلل

(٤) قوله : «والتشديد» ليس في نسخة الصحاح المتداول ، وقد نبه عليه مصحح المطبوعة المصرية ، وضبطت اللفظتان في الصحاح : غَطْياً ، وغُطِياً ، ضبط حركات ، والمثبت يوافق ضبط التكملة ، عن الفراء ، والتهذيب نقلاً عن أبي عبيدة.

(٥) اللسان منسوباً لرجل من قيس ، برواية : «والحسدُ» بدل : «والحسده» وصوبها ابن بري ، والمثبت كرواية والصحاح وهي مذكورة في اللسان أيضاً. وفي التكملة كرواية الصحاح قال الصاغاني : والرواية : والحسدُ ، والقافية مرفوعة وبعده :

ساجي العيون غضيض الطرف تحسبه

يوماً إذا ما مشى في لينه أودُ

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٢٢٥ واللسان والتهذيب.

٢٠