ظلامة أبي طالب عليه السلام « تاريخ و دراسة »

السيد جعفر مرتضى العاملي

ظلامة أبي طالب عليه السلام « تاريخ و دراسة »

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: المركز الإسلامي للدّراسات
الطبعة: ١
الصفحات: ١٧٥

١

٢

٣

٤

الإهداء :

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله والصلاة والسلام علي محمد وآله.

أبا طالب يا صفوة الففضل والتقي

وغطريف مجد للذري للذري ارتقي

جهادك صان العلمُ والحلمُ والحجي

مزاياه مذ رواه بالنبل والتقي

به حفظ الله النبي محمداً

به نور دين الله في الكون أشرقا

فبوركت فذّاً أو حدياً لقد زكا

بمغناك غرس المركامات وأورقا

خلقت كما قد شاء ربك آية

الكمال به آياته فيك حققا

ونورك في أصلاب خير سلالة

من الأنبياء الأكرمين تألقا

تحدر في الأصلاب وهو شوامخ

وأرحام طهر ملؤها الصفو والنقا

لأن علياً نوره نور أحمد

معاً قبل خلق الخلق في العرش علقا

ومن عجب أن يجمعا منذ آدم

ومن قبل لا والله لم يتفرقا

ومذ ظهرت من ذلك النور شعبة

النبوة فيها فاز من كان أسبقا

وأشرق في صافي محياك باهر

إلي العرش والكرسي في مده ارتقي

فبوركت عرشاً للولاء وكعبة

بأستارها قلب الموالي تعلقا

مكة المكرمة ١٥ / ١٢ / ١٤٢١ هـ

٥
٦

تقديم وتوطئة :

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

وبعد ..

فإننا نشهد في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، والمقروءة ، هجمة شرسة على حقائق الدين ، وشرائعه ، وأحكامه ، وعلى حماته ، ورموزه ، وأعلامه ..

وقد ضاعف هؤلاء الجناة من هجماتهم التي تنضح بالحقد واللؤم ، وبالتعصب المقيت ، الذي لم يجدوا إلى إخفائه سبيلاً ، لأنهم يرون كيف أن الإسلام الحق المتمثل بأطروحة أهل البيت عليهم‌السلام ، ونهجهم القائم على التمسك بحبل ولايتهم ، والاعتقاد بإمامتهم ، يزيد تألقاً ، وسطوعاً ، وإشراقاً ، خصوصاً بعد سقوط حكم الشاه في إيران ، ثم ما سجَّله أبناء هذا النهج الأعزاء البررة ، من انتصارات على أعداء الإنسانية ، في كل اتجاه ، الأمر الذي زاد من قوة انطلاقة الإسلام في مختلف أرجاء المعمورة ، ليعمر القلوب بالهدى والنور ، ويغمرها بالمحبة والسلام ، ويأخذ بأزمَّتِها ليسلك بها سبل الحق ومناهجه ، ويقودها إلى فردوس

٧

الرضا الإلهي ومباهجه ..

وقد تكفلت فئات وجهات كثيرة ، بالسعي لإطفاء هذا النور ، نور الإسلام الحق ، بأفواههم : (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ... (١) و (المشركون) ، والمتعصبون ، والأذناب الحاقدون ..

وكانت لهم أساليبهم الماكرة ، وسبلهم اللاإنسانية المختلفة ، فقد تفننوا في اختراع وسائل الخداع ، والتزوير للحق ، والكيد لأهله ، على طريقة دس السم في الدسم ، فيما يثيرونه من أجواء ، وما يطرحونه من أفكار ، من خلال وسائل إعلامهم المرئية والمسموعة ، وما يبثونه عبرها من حوارات مصطنعة ، وفي مسلسلاتهم ، ومختلف برامجهم المشبوهة ، حتى الترفيهية ، فضلاً عما يزعمون أنها ثقافية منها ..

وأصبح كل همهم التسويق للباطل ، ولأهله بطريقة التجني والافتراء ، وتزوير الحقيقة ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً ..

فعرضت تلك القنوات ولا تزال تعرض أفلاماً ومسلسلات كثيرة ، فيها الكثير من الإفك والخيانة ، لن يكون آخرها المسلسل الذي بثته إحدى الفضائيات عن الحجاج ، ثم عن عمرو بن العاص ، حيث سعوا إلى إقناع الناس بأن للحجاج قيمته ومكانته ، وبأن عمرو بن العاص ، من عباد الله الصالحين ، وأوليائه المتقين ، حتى ليخيل إليك أنه يصلح لأن يكون وصياً ، إن لم يكن يصلح لأن يكون نبياً!! ..

__________________

(١) الأية ٨ من سورة الصف.

٨

ثم هم في الجانب الآخر يصورون أبا طالب ، شيخ الأبطح ، عليه‌السلام ، ومستودع الوصايا ، والذي تقول النصوص إنه من أوصياء النبي عيسى عليه‌السلام ، على أنه الرجل المصر على الشرك ، والعناد ، فلا يخضع للحق ، ولا يستجيب لنداء الله ، رغم أنه يعيش كل أجواء الإيمان ، ويرى الدلائل والمعجزات لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الواحدة تلو الأخرى.

وهو يعرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أكثر من كل أحد سواه ، لأنه كفله ورباه ، وأيده ، ورعاه ، ودافع عنه ونافح ، وجاهد في سبيل حفظه ، وحفظ دعوته ، وكافح ..

وحين وجه إلينا بعض الإخوة سؤالاً عن هذه المفارقات ، وحتّم علينا الواجب إجابته الصريحة والواضحة ، وإن كانت لأهل الإفك جارحة ، كان لا بد لنا في هذا البحث المقتضب ، من أن نقدم إلى القارئ الكريم طائفة من النصوص التاريخية التي توضح له الحقيقة ، وتزيل أية شبهة أو لبس ، سواء فيما يرتبط بتاريخ وسيرة عمرو بن العاص ، أم فيما يرتبط بتاريخ ، وسيرة ، وعظمة ، وحقيقة إيمان أبي طالب عليه‌السلام المظلوم والمفترى عليه ..

من أجل ذلك كان لا بد من تقديم فصل نعرض فيه بعض ما يدل على حقيقة عمرو بن العاص ..

ثم نعرض فصولاً تتحدث عن أبي طالب عليه‌السلام ، وعن جهاده ، وتضحياته ، وعن إيمانه ، وفضائله ..

فإلى ما يلي من فصول ومطالب :

٩
١٠

الفصل الأول :

هذا هو عمرو بن العاص

١١
١٢

بداية :

إن إعطاء لمحة عن عمرو بن العاص ، في تاريخه ، وفي ممارساته .. وفي العديد من شؤونه يفرض علينا عرض طائفة من النصوص ، مقتصرين من المصادر على أقل القليل ، رغم أن بالإمكان حشد العشرات بل المئات منها ..

وإنما آثرنا التخفيف من حجم المصادر ، لأننا اعتقدنا : أن ذلك لم يعد ضرورياً ، بعد أن أصبحت أجهزة الكومبيوتر قادرة على تقديم مقادير وافية وكافية منها ، لكل من أحب ذلك ..

فلا ضير إذن من إيكال أمر تكثيرها إلى القارئ ، الراغب في ذلك ، ما دام أن الباب قد أصبح مفتوحاً أمامه ، ولم يعد الاشتغال بتكثيرها يمثل أولوية ملحة ، بل ربما يكون الأولى هو الانصراف إلى ما هو أهم ، ونفعه أعم ..

ومهما يكن من أمر ، فإننا قد اخترنا للقارئ الكريم طائفة من النصوص قادرة على إعطائه الصورة التي رسمها لنا التاريخ بملامحها الواقعية ، التي يسعى أصحاب الأهواء إلى العبث بها ، واستبدالها بصورة تغاير الحقيقة ، ولا تعكس إلا خيالات وأوهاماً ، ولا تجد لها منطبقاً على

١٣

صعيد الواقع. بل هي مرفوضة جملة وتفصيلاً ، حتى على سبيل التقدير والافتراض ..

والذي اخترناه منها هو ما يلي :

عمرو يحتمي بعورته :

١ ـ إن هناك حادثة اشتهرت فيما بين عمرو بن العاص والإمام علي عليه‌السلام أيما اشتهار ، وهي حادثة مبارزته للإمام علي عليه‌السلام ، حيث إنه لم يجد وسيلة تنجيه من سيفه في واقعة صفين ، إلا كشف عورته ، ليصرف الإمام علياً عليه‌السلام عنه ، وينجو هو بنفسه ، والقضية معروفة ومشهورة .. (١)

وقد قال الوليد بن عقبة يرد على معاوية ، ويذكر كشف عمرو لسوأته :

يقول لنا معاوية بن حرب

أما فيكم لواتركم طلوب

يشد على أبي حسن علي

بأسمر لا تهجنه الكعوب

فيهتك مجمع اللبات منه

ونقع الحرب مطَّرد يؤوب

فقلت له : أتلعب يابن هند

كأنك بيننا رجل غريب

أتغرينا بحية بطن واد

إذا نهشت فليس لها طبيب

وما ضبع يدب ببطن واد

أتيح له به أسد مهيب

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٢٩٩ وص ٣١٢ / ٣١٥ والدرجات الرفيعة ص ١٢٠ وجمهرة خطب العرب ج ٢ ص ٩٣. وهذا الخبر قد ذكره كل من صنف في السير كتاباً.

١٤

بأضعف حيلة منا إذا ما

لقيناه ولقياه عجيب

سوى عمرو وقته خصيتاه

وكان لقلبه منه وجيب

كأن القوم لما عاينوه

خلال النقع ليس لهم قلوب

لعمرو أبي معاوية بن حرب

وما ظني ستلحقه العيوب

لقد ناداه في الهيجا علي

فأسمعه ولكن لا يجيب

فغضب عمرو ، وقال : إن كان الوليد صادقاً فليلق علياً ، أو فليقف حيث يسمع صوته. وقال عمرو :

يذكرني الوليد دعا علي

ونطق المرء يملؤه الوعيد

متى تذكر مشاهده قريش

يطر من خوفه القلب الشديد

فأما في اللقاء فأين منه

معاوية بن حرب والوليد

وعيرني الوليد لقاء ليث

إذا ما شد هابته الأسود

لقيت ولست أجهله علياً

وقد بُلَّت من العلق اللبود

فأطعنه ويطعنني خلاساً

وماذا بعد طعنته أريد

فرمها منه يابن أبي معيط

وأنت الفارس البطل النجيد

وأقسم لو سمعت ندا علي

لطار القلب وانتفخ الوريد

ولو لاقيته شقت جيوب

عليك ولطمت فيك الخدود .. (٢)

__________________

(١) راجع شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٣١٤ ـ ٣١٦ وصفين للمنقري ص ٤١٨ ، وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣٣٤ ، والمناقب للخوارزمي ص ٢٣٧ ، والغدير ج ٢ ص ١٦٠.

١٥

وراجع محاورة عمرو بن العاص ، ومعاوية حول هذه القضية أيضاً .. (١) فإنها محاورة طريفة ، ويا ليتهم يعرضونها ، ويعرضون سائر ما جرى بهذا الخصوص ، في مسلسلاتهم أيضاً!! ..

كشف العورات ينجي من الهلكات :

ومن المفارقات : أنه قد جرى لبسر بن أبي أرطأة مع الإمام علي عليه‌السلام في صفين ، نفس ما جرى لعمرو ، حيث حمى نفسه من سيف علي ، بكشف سوأته أيضاً .. (٢).

قال ابن عبد البر : «وللشعراء فيهما أشعار كثيرة مذكورة في موضعها من ذلك الكتاب .. (٣) منها فيما ذكره ابن الكلبي ، والمدائني ، قول الحارث بن نضر الخثعمي ، وكان عدواً لعمرو بن العاص ، وبسر بن أبي أرطأة :

أفي كل يوم فارس لك ينتهي

وعورته وسط العجاجة بادية

يكف لها عنه علي سنانه

ويضحك منها في الخلاء معاوية

بدت أمس من عمرو فقنع رأسه

وعورة بسر مثلها حذو حاذية

فقولا لعمرو ثم بسر : ألا انظرا

لنفسكما لا تلقيا الليث ثانية

ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما

هما كانتا والله للنفس واقية

ولولاهما لم تنجوا من سنانه

وتلك بما فيها عن العود ناهية

__________________

(١) المصدر السابق ج ٦ ص ٣١٧ عن الواقدي ، والبحار ج ٣٣ ص ٢٣١.

(٢) المصدر السابق ج ٦ ص ٣١٦ عن الإستيعاب ، والبحار ج ٣٣ ص ٢٣٠.

(٣) يعني كتاب ابن الكلبي في أخبار صفين.

١٦

متى تلقيا الخيل المغيرة صبحة

وفيها علي فاتركا الخيل ناحية

وكونا بعيداً حيث لا يبلغ القنا

نحوركما إن التجارب كافية .. (١)

الإمام علي عليه‌السلام يصف عمرواً :

ومن الواضح : أن الإمام علياً عليه‌السلام ، كان أعرف بعمرو بن العاص من كل أحد ، فضلاً عن هؤلاء المتحذلقين المغرضين ، وهو أصدق منهم قولاً فيه ، لأن له حاجزاً من دينه ، يمنعه من قول غير الحق ، أو التجني والحيف ، حتى على أعدائه ..

ونختار من النصوص التي روت لنا ما قاله فيه ، ما يلي :

١ ـ قال علي عليه‌السلام في جماعة ، منهم عمرو بن العاص :

«والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، ما أسلموا ، ولكن استسلموا ، وأسرُّوا الكفر فلما وجدوا أعواناً رجعوا إلى عداوتهم منا» .. (٢).

٢ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام واصفاً له :

«واعجباً لابن النابغة : يزعم لأهل الشام : أن فيَّ دعابة ، وأني امرؤ تلعابة ، أعافس وأمارس ، لقد قال باطلاً ، ونطق آثماً.

أما ـ وشر القول الكذب ـ إنه ليقول فيكذب ، ويعد فيخلف ، ويُسأل فيبخل ، ويسأل فَيُلْحِف ، ويخون العهد ، ويقطع الإلَّ.

فإذا كان عند الحرب ، فأي آمر وزاجر هو؟! ما لم تأخذ السيوف

__________________

(١) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٣١٦ و ٣١٧.

(٢) صفين لنصر بن مزاحم ص ٢١٥ ط المؤسسة العربية الحديثة.

١٧

مآخذها ، فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القوم سبته .. (١).

أما والله ، إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت ، وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة ..

وإنه لم يبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه أتيَّة ، ويرضخ له على ترك الدين رضيخة» .. (٢).

٣ ـ وحين قال عمرو للإمام علي عليه‌السلام في صفين : أتشبهنا بالكفار؟!

قال عليه‌السلام : «يابن النابغة ، ومتى لم تكن للكافرين ولياً ، وللمسلمين عدواً؟ وهل تشبه إلا أمك التي دفعت بك»؟! ..

فقام عمرو ، وقال : لا يجمع بيني وبينك بعد اليوم مجلس.

فقال الإمام علي عليه‌السلام : إني لأرجو الله أن يطهر مجلسي منك ، ومن أشباهك .. (٣).

سورة نزلت في عمرو بن العاص :

وروى يونس بن بكير ، عن أبي عبد الله الجعفي ، عن جابر ، عن

__________________

(١) السبة : الإست ، وفي ذلك تعريض بكشف عمرو لعورته في صفين.

(٢) نهج البلاغة شرح محمد عبده ج ١ ص ١٤٧ ط دار المعرفة ، بيروت ، لبنان.

(٣) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٧ ، وتاريخ ابن خلدون ق ٢ ج ٢ ص ١٧٥ ، وأمالي الطوسي ص ١٨٨ ، والبحار ج ٣٣ ص ٣١٧ ، ونهج السعادة للمحمودي ج ٢ ص ٢٧٥. وراجع : صفين للمنقري ص ٥٠٨.

١٨

محمد بن علي ، قال :

«كان القاسم ـ أي ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بلغ أن يركب الدابة ، ويسير على النجيبة ، فلما قبضه الله ، قال عمرو بن العاص : لقد أصبح أبتر.

فأنزل الله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ـ عوضاً يا محمد عن مصيبتك بالقاسم ـ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) .. (١).

عمرو بن العاص في كلام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وقد روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال عنه وعن معاوية :

«إذا رأيتموهما اجتمعا ففرقوا بينهما ، فإنهما لا يجتمعان على خير» .. (٢).

وروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه مر بعمرو بن العاص ، والوليد بن عقبة ، وهما يشربان ويغنيان ، في حمزة لما قتل ، بهذا البيت :

كم من حواري تلوح عظامه

درء الحروب بأن يجر فيقبرا

__________________

(١) راجع تفسير البرهان ج ٤ تفسير سورة الكوثر. ورويت هذه القضية بنحو آخر ، فيه : أن عمرواً قال : إني لأشنؤه. فقال أبو العاص : لا جرم لقد أصبح أبتراً. راجع : تفسير الميزان ج ٢٠ ص ٣٧٢ عن الزبير بن بكار ، وابن عساكر.

(٢) العقد الفريد ج ٤ ص ٣١٧ وصفين للمنقري ص ٢١٨ ، ونهج السعادة ج ٢ ص ٨٥ ، وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي لابن الدمشقي ج ٢ ص ٤٧.

١٩

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«اللهم العنهما ، واركسهما في الفتنة ركساً ، ودعهما إلى النار دعاً» .. (١).

وروى الهيثمي في تطهير الجنان : أن عمرو بن العاص صعد المنبر ، فوقع في علي عليه‌السلام ، ثم فعل مثله المغيرة بن شعبة ـ أي عند معاوية ـ والحسن عليه‌السلام حاضر.

فقيل للحسن عليه‌السلام : اصعد المنبر لترد عليهما. فامتنع ، إلا أن يعطوه عهداً أن يصدقوه إذا قال حقاً ، ويكذبوه إن قال باطلاً ، فأعطوه ذلك.

فصعد المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أنشدك الله يا عمرو ويا مغيرة ، أتعلمان أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعن السائق والقائد ، أحدهما فلان؟ ـ يعني معاوية ـ.

قالا : بلى.

ثم قال : يا معاوية ، ويا مغيرة ، ألم تعلما أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعن عمرواً بكل قافية قالها لعنة؟

__________________

(١٣) كتاب سليم بن قيس تحقيق محمد باقر الأنصاري ص ٢٧٨ ، والبحار ج ٢٠ ص ٧٦ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ١٣٨ ، وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٣٢ وفيه : عقبة بن أبي معيط ، وهو خطأ ، لأن عقبة قد قتل في حرب بدر ، قتله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صبراً.

٢٠