مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي

مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

المؤلف:

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٧

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ لِلَّهَ الَّذِي اِخْتَارَ لأًولَيْائِه الشَهَادَةَ

وَخَتَمَ لَهُمْ بَالْسَعَادَةَ ، وَالصَلاةُ وَالسَلامُ عَلى

خَيْرِ البَرِيَّةَ مُحَمْد وَآلِهِ الأطْهَار عليهم‌السلام

وَاللَّعْنٌ الدَائِمُ عَلَى أَعْدَائِهِمْ أَجْمَعِيِن.

قَاْلَ رَسُوْلُ اللَّهِ (ص) :

إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام حَرَارَةً فِيْ قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لاتَبْرَدُ أَبَدَاً.

١

هذا محرم

المنهج الأوّل

فار تنور مقلتي فسالا

فغطى السهل موجه والجبالا

وطفت فوقه سفينة وجدي

تحمل الهمّ والأسى اشكالا

عصفت في شراعها وهو نار

عاصفات الضنى صباً وشمالا

فهي تجري بمزبل غير ماج

ترسل الحزن والأسى ارسالا

فسمعت الضوضاء من كل فجّ

كل لحن يهيج الأعوالا

قلت ماذا عرى اميم فقالت

جاء عاشور فستهل الهلالا

قلت ماذا على فيه فقالت

ويك جدّد لحزنه سربالا

لا ارى كربلا يسكنها اليوم

سوى من يرى السرور محالا

سمّيت كربلا كي لا يروم

الكرب منها الى سواها ارتحالا

فاتخذها للحزن داراً وإلاّ

فارتحل لا كفيت داءً عضالا

من عذيري من معشر تخذوا

اللّهو شعاراّ ولقبوه كمالا

سمعوا ناعي الحسين فقاموا

مثل من للصلاة قاموا كُسالا

٢

من هل المحرم اهلاله

گلبي الحزن والهم چساله

خوفي على ابن امي او رجاله

مهو احسين ماعندي بداله

على كل چاسر اظلاله

او برض كربلا ناخت ارحاله

جسمي رعيد الخوف شاله

حزينه او تجي الحزني اچماله

هلت الشيعه بالحزن يهلال عاشور

نصبت مياتم للعزيّه او تلطم اصدور

اهلال المحرّم اشو فك كاسف اللون

لابس سوادك ليش گلّي اشصار بالكون

ون الهلال اوگال سيد الرسل محزون

او كل العوالم محزنه والدين مقهور

شهر عاشور على الاسلام هلهل

او دمع زينب على الوجنات هلهل

الشيعة احزنت وابن ازياد هلهل

ابچتل احسين بن حامي الحميّه

المعزى في هذه العَشرَحبيب الله محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحبيبه وحبيب الله الحسين عليه‌السلام ولده وثمرة قلبه وكان يقول فيه : حسين منّي وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، ابغض الله من أبغضه ، حسين سبط من الأسباط ، الحسن والحسين ريحانتاي وسيدا شباب اهل الجنة والى غير ذلك من الأحاديث.

٣

والمعزّى أيضا ً أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي كان يقول : الحسن والحسين عيناي فادفع عنهما بيميني.

والمعزّاة الثكلى فاطمة البتول ثم أولادها المعصومون فالذي يدعي ولاءأهل البيت ومودّتهم التي أمر الله بها عليه أن يظهر حبّه وعلائم ودّه في هذه العشرة بمساعدته ومواساته لفاطمة الزهراء في عزاء ولدها الحسين عليه‌السلام مأتمه على ان فاطمة بلاشك لتساعده من يساعدها في الدنيا والآخرة كما روى مرسلاً ان رجلاً من بلاد بلخ في نواحي ايران هذا الرجل البلخي تزوج بأبنة عم له وكان ذلك في آخر ذي الحجة الحرام فلم تمضي على زواجه بضع ليالي واذا بشهر المحرم قد اقبل ومناديه ينادي :

هذا المحرم قد وافتك صارخة

مما استحلوا به ايامه الحُرُم

ومن الصدف ان زوجته كان على سطح دارها في مثل هذه الليلة وقت الغروب اذ حانت منها التفاتة الى السماء فنظرت هلال المحرّم كاسف اللون متغيّر الهيئة وانه على غير هيئته في ساير الشهور فسألت بعض الجيران ما اسم هذا الشهر فقيل لها هذا شهر المحرم الذي قتل فيه الحسين عليه‌السلام بنو أمية عطشاناً وقتلوا رجاله وذبحوا اطفاله ويسروا حريمه من بلد الى بلد من كربلا الى الكوفة ومنها الى الشام ومن مجلس الى مجلس ، فلما سمعت الامرأة لطمت جبينها وبكت

٤

ونزلت من السطح وا اماماه واحسيناه وا ذبيحاه وا مظلوماه. وكانت متجلبيبة جلباب الفرح مرتدية ثياب العرس متزيّنة فنزعت ثياب الأفراح ولبست ثياباً سوداء وجلست في ناحية من المنزل بتكي وتندب قتلى الطفوف فبينما هي كذلك واذا بزوجها قد اقبل ففتحت له الباب وبمجرد ان نظر اليها ارتبك وذعر من حالتها وهيئتها فسألها قائلاً يابنت العم ما دهاك فهل ابوك مات قالت اعظم قال امك ماتت قالت اعظم اخوك مات قالت اعظم قال اذاً ما الذي حدث اخبريني فقد قطّعتي نياط قلبي ، قالت لقد كان من امري كذا وكذا واني اريد منك يابن العم ان تأذن لي بالمضي الى المأتم كل يوم فقال : لك ذلك فجعلت كل يوم تمضي الى المأتم وتجلس للعزاء على الحسين عليه‌السلام ومواسات فاطمة عليها‌السلام. وفي خلال ايام العَشَرة طرق زوجها ضيوف فقال : يا بنت العم لا تذهبي اليوم الى التعزية لكي تصنعي لنا طعاماً فقد طرقنا ضيوف هذا اليوم فقالت سمعاً وطاعة لله ولك يا بن العم ، غير اني اطلب منك ان امضي الى المأتم قليلاً واعود مسرعة الى البيت فان قلبي لا يدعني ان اترك يوماً من ايام العشرة لا اذهب فيهالى المأتم فأذن بالمضي الى التعزية سويعة. فمضت الى المأتم وبدأت القارئة بذكر الطفوف شعراً ونثراً والإمرأة تبكي وبلغ بها حب الحسين عليه‌السلام انها لم

٥

تشعر بالوقت الاّ والمؤذن على المنارة ينادي أشهد أن محمّداً رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذلك وقت الظهر فأحسّت بحلول الوقت ومجيء زوجها واضيافه الى المنزل فقالت : واخجلتاه من زوجي واضيافه ثم قامت مسرعة ووجّهت وجهها الى جهة كربلا منادية ادركني يا غريب ادركني يا غريب الزهراء «اي خلّصني كم غضب زوجي». وجائت الى منزلها واذا بأمرأة جالسة وبين يديها اربع قدور مركبة يفوح منها رائحة المسك والعنبر وهي توقد تحتهنّ ناراً فسلمت عليها وقبلت يديها وقالت : من انتِ ايتها المحسنة فلقد صنعتي معي معروفاً لا استطيع مقابلته وجزائه فحنّت تلك الإمرأة وأنت وبكت وقالت : انا ام من مضيت الى مأتمه يا هذه انت جئتي لمساعدتي ومواساتي في مأتم ولدي المظلوم وانا جئت الى مساعدتك ومامن احد ساعدنا الاّ ساعدناه ولسان الحال :

أنا ام الشهيد المات عطشان

ودوّرعَزَابني وين ما چان

جسمه تريب او لاله اچفان

او تلعب عليه الخيل ميدان

انه الوالده المذبوح ابنها

او طول الدهر ما فل حزنها

مصيبة او يشيب الطفل منها

سبعين جثه ابدور چنها

اريد انشد الكبان عنها

بالمرعنه محد دفنها

او زينب حد الحادي ابعظمها

تحن والنياق اتحن لحنها

وبينما هي كذلك واذا بالمرأة الجليلة قد غابت عن بصرها ثم جاء زوجها ومعه ضيوفه فوضعت لهم الطعام فلما ذاقوا طعمه

٦

وانتشقوا رائحته سألوا زوجها قائلين من الذي عمل هذا الطعام فاننا لم نأكل الذّ وائهى واطيب رائحة منه ، فقال لهم ان زوجتي صنعته ، قالوا : فأسألها ولما سألها واخبرته بالخبر واخبر اضيافه بكوا لذكر الحسين عليه‌السلام والزهراء عليها‌السلام :

كل البلا بمحرّم ياليتهلاكان هلاً

وبه بنات محمّد حملت على الأكوارثكلى

هلال الكدر والأحزان هلّيت

اودمه عين الموالي بيك هلّيت

يشهر النوح للاسلام هلّيت

لاتظهر او تفرح بيك اميّة

الشيعة تحزن ابعاشور منهال

او دمعها يشبه الطوفان منهال

اخبرني يالدفنت السبط منهال

اترابه او جمع اعظامه الرميّة

عسى عاشور شهر الحزن لاجه

بحر دم كربلا واديه لاجه

الخوات احسين بالطف غدت لاجه

يساره ومشن للطاغي هديّة

زينب ليش منداره اوعلمها

هاشم عامره او يخفج علمها

بس ما هل المحرّم علمها

گلبها تنهضم بالغاضريّة

٧

هذا المحرّم

المنهج الثاني

ما انتظار الدمع الاّ يستهلاّ

او ما تنظر عاشوراء هلاّ

هلّ عاشور فقم جددّ به

مأتم الحزن ودع شرباً وأكلا

كيف لا تحزن في شهر به

اصبحت آل رسول الله قتلى

كيف لا تحزن في شهر به

اصبحت فاطمة الزهراء ثكلى

كيف لا تحزن في شهر به

البس الإسلام ذلاً ليس يبلى

كيف لا تحزن في شهر به

رأس خير الخلق في رمح معلى

واذا عاينت اهليه ترى

نواباً فيها رزايا الناس تسلى

من قتيل وسّدته البزل حلساً

وقتيل وسّدته البيد رملا

ياريت لن اهلال عاشور

لابيّن اولا لاح اله نور

بيه انهدم لهل المجد سور

مياتم حزن منصوبه بالدور

والشيعة تبچي ابگلب مجمور

على بن النبي واصحابه البدور

٨

الگوضوا دونه او باعوا انحور

او چسبوا اجنان او حور واقصور

او عگبهم بگه والچبد مفطور

عليهم او دمع العين منثور

حتى گضى والنحر منحور

او راسه ابعالي اسنان مشهور

اوسبا يه اعيا له راحت اتدور

من ذايب دليل الدمع منهل

على ابن امي الذي للخلگ منهل

انخمش گلبي ابشهر عاشور منهل

اهلال اگشر يهل وادم عليه

قال الريان بن شبيب : دخلت على الإمام الرضا عليه‌السلام في اوّل يوم من المحرّم فقال لي : يابن شبيب أصائم انت فقلت لا يابن رسول الله فقال عليه‌السلام : إن هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا ربه فقال «رَبِي هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرْيَّةٌ طَيِّبَةٌ إِنَكَ سَمِيعُ الدُعَاء» فاستجاب الله تعالى له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب

«أنا لله يبشرك بيحيى». فمن صام هذا اليوم ثم دعى استجاب الله له كما استجاب لزكريا يابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان اهل الجاهليّة يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها لقد قتلوا فيهذا الشهر ذريّته وسبوا نسائه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك يابن شبيب ان كنت باكياً لشيء فابك على الحسين عليه‌السلام فانه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عسر رجل مالهم في

٩

الأرض شبيه ولقد بكت السموات السبع والأضون السبع لقتله ولقد نزل الى الأرض أربعة الاف ملك لنصرته فلم يأذن لهم فهم شعث غبر الى ان يقوم القائم فيكونون من انصاره وشعارهم «بالثارات الحسين عليه‌السلام». يابن شبيب لقد حدثني أبي عن جدّه أنّه لما قتل جدّي الحسين عليه‌السلام امطرت السماء دماً احمر يابن شبيب ان بكيت على الحسين عليه‌السلام ثم تسيل دموعك على خديك غفر الله لك ذنوبك. يابن شبيب ان سرّك ان تسكن الغرف المبنيّة في الجنّة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلعن قتلة الحسين. يابنشبيب ان سرّك ان تلقى الله ولاذنب عليك فزر الحسين عليه‌السلام يابن شبيب ان سرّك ان يكون لك من الثواب مثل من استشهد مع الحسين عليه‌السلام فقل متى ذكرته «باليتني كنتُ معكم فافوز فوزاً عظيماً». وروى أيضاً انه عليه‌السلام قال للريّان يابن شبيب ان سرّك ان تكون معنا في الدرجات العلى «فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا».

وكان الإمام الصادق عليه‌السلام اذا حلّ هذا الشهرلايرى ضاحكاً فاذا كان اليوم الآخر كان يوم مصبية وكان يدخل عليه الشعراء فيستنشدهم الأشعار الرثائيّة ويبكي عند انشادهم كما كان يأمرهم ان ينشدوا ، دخل عليه ابو هارون المكفوف فاستنشده شعراً في الحسين عليه‌السلام فلمّا قال :

يامريم نوحي على مولاكِ

وعلى الحسين الأسعدي ببكاكِ

فبكى الإمام عليه‌السلام وقال : انشدني كما تنشدون بالرقّة والرنّة وضرب

١٠

ستراً بينه وبين منهاج البكاء في فجائع كربلاء الهاشميّات ، فقال ابو هارون :

امرر على قبر الحسين

وقل لأعظمه الزكية

مالذّ عيش بعد

رضك بالجياد الإعوجيّة

فبكى الصادق عليه‌السلام حتى كاد يغشى عليه من شدة البكاء وتعالى الصراخ من الفاطميّات وكل من كان حاضراً فلا تسمع الاّمناد واحسيناه.

وقيل للصادق عليه‌السلام : سيدي جعلت فداك ان الميت يجلسون له بالنياحة بعد موته او قتله واراكم تجلسون انتم وشيعتكم من اوّل الشهر بالمأتم والعزاء على الحسين عليه‌السلام فقال عليه‌السلام : يا هذا اذا هلّ هلال المحرّم نشرت الملائكة ثوب الحسين عليه‌السلام وهو مخرّق من ضرب السيوف وملطّخ بالدماء فنراه نحن وشيعتنا بالبصيرة لا بالبصر فنتفجر دموعاً. وغاب بعض اصحاب الصادق عليه‌السلام عنه ليلة من الليالي فسأله عن غيابه وكان ذلك الرجل منصرفاً الى تعزية الحسين عليه‌السلام عند بعض اصحابه فقال عليه‌السلام : اين كنت البارحة قال : في شغل بدا لي ولم يذكر له مأتم الحسين عليه‌السلام اشفاقاً عليه. قال عليه‌السلام : كنت في مجلس الحسين عليه‌السلام فخشى الرجل ان يقول لا قال : نعم ، قال عليه‌السلام : هل عثرت بشيء في الباب عندما اردت الخروج ، قال : نعم عثرت بثوب ، قال عليه‌السلام : ذلك الثوب ثوبي وربّ الكعبة ، فبهت الرجل

١١

وقال : سيدي كيف تجلس في الباب وانت ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأشرف من على البسيطة ولم لا تتصدّر المجلس ، فان لكم صدور المجالس ، قال عليه‌السلام : كيف اتصدّر فيمجلس وجدي رسول الله وابي أمير المؤمنين وأمي فاطمة في صدر المجلس. ثم بكى الإمام عليه‌السلام وبكى من كان حاضراً وقال عليه‌السلام : رحم الله تلك المجالس التي يحيى فيها امرنا ، اما اني لأحبّها. نعم يحبّون المجالس ويجلسون بها ولو كشف لكم لرأيتموهملابسين ثياب الحزن والأسى خصوصاً فاطمة عليها‌السلام ، ولسان الحال :

انا الوالده والگلب لهفان

ودوّر عزا ابني وين ما چان

جسمه اطريح اولاله اچفان

اوراسه تعلى ابراس السنان

وين اليواسيني ابدمعته

على ابني الذي حزّوا رگبته

او ظلّت ثلث تيّام جثته

اويلاه على ابني الماحضرته

ولا نايحه الناحت اوى اخته

وين اليعزّيني يشييعه

على احسين وصحابه ورضيعه

وبن والده عين الطليعه

ابو فاضل اچفوفه گطيعه

مطروح نايم على الشريعه

١٢

هذا المحرّم

المنهج الثالث

هل المحرّم فاستهل مكبّراً

وانثر به درر الدموع على الثرى

وانظر بغرّته الهلال اذا انجلى

مسترجعاً متفجعاً متفكّرا

واخلع شعار الصبر منك وزر من

خلع السقام عليك ثوباً اصفرا

فثياب ذي الأشجان اليقها

به ما كان من حمر الثياب موزّرا

شهر بحكم الدهر فيه تحكّمت

شرّ الكلاب السود في اسد الثرى

لله اي مصيبة نزلت به

بكت السماء له نجيعاً احمرا

خطب دهى الإسلام عند وقوعه

لبست عليه حدادها أم القرى

اوماترى الحرم الشريف تكاد من

زفراته الجمرات ان تستسعّرا

وابا قبيس في حشاه تصاعدت

قبساتُ وجدٍ حرّها يصلى حرا

علم الحطيم به فحطم الأسى

ودرى الصقا بمصابه فتكدّرا

واستشعر منه المشاعر بالبلا

وعفا محسرها جوى وتحسّرا

قتل الحسين فيالها من نكبةٍ

اضحى لها الإسلام منهدم الذرى

١٣

ياليت لن لاهل الهلال

او لا بيه ضعنّه من الوطن شال

بس ما وصلنا الكربلا مال

علينه الفزع واتغير الحال

اولزموا علينا الماي بالحال

او هاجت هلي اوگومي اعلى النذال

وبيومهم تتضارب امثال

اشبيدي الگدر گرّب والآجال

اوضّلوا ضحايه فوق الرمال

نزلنا كربلا بلشوم لاهل

غرب ملنا احد لاقوم لاهل

اهلالك ريت يا عاشور لاهل

هليت ابچتل گومي عليّه

قال سبحانه وتعالى :

«أنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً في كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وقاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةَ كَما يُقاتِلُونَكُمْ كافَّةَ وَاْعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقين»

صَدَقَ اللهُ العَلِيُ العَظِيمْ

ان عدة الشهور ، اي شهور السنة في حكم الله وتقديره اثنا عشر شهراً وانماتعبد الله المسلين ان يجعلوا سنتهم على اثنى عشر شهرا ليوافق عدد الأهلة (منها أربعة حرم) وهي رجب الذي بين جمادي وشعبان الملقّب بالاصم ، وذوالقعدة ، وذو الحجّة ، ومحرّم. فهذه الأشهر الأربعة كانت محترمة في الجاهلية وفي الاسلام لايوقعون فيها قتالا واذا تنافسوا بينهم جعلوا عدة من الأشهر غيرها وحرّموا القتال فيها احتراما لها حتى لو انّ رجلا لقى قالتل

١٤

ابيه فيها لم يهجه لحرتها. حكى ان ضبة بن اركان كان له ابنان احدهما يسمّى سعد والثاني سعيد فخرجا الى سفر فهلكسعد ورجع سعيد فخرج ابوهما مفتّشا عن ابنه الهالك في الأشهر الحرم ومعه الحارث بن كعب فبينما هما ذات يوم سائران يتحدثان اذّمرّا بمكان فقال الحارث لقيت بهذا المكان شابا صفته كذا وكذا فقتلته وهذا سيفه ، قال ضبّة «الحديث ذو شجون» اي حديثك محزن فذهب قوله مثلا ثم ان ضبة قتل الحارث فلامه الناس على استحلال الأشهر الحرم فقال : «سبق السيف العذل» فهكذا كانوا يحترمون الأشهر الحرم. وفي البحار روى عن الرضا عليه‌السلام انه قال : ان المحرّم شهر كان اخل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه القتال فاستحلّت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرمتنا وسبيت فيه ذرارينا واضرمت النار في مضاربنا وانتهبت منها ثقلنا ولم ترع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه حرمة في أمرنا. ثم قال : إن يوم الحسين عليه‌السلام اقرح جفوننا واذلّ عزيزنا بارض كرب وبلا واورثنا الكرب والبلا الى يوم الإنقضاء فعلى مثل الحسين عليه‌السلام فليبكِ الباكون ، فان البكاء يحطّ الذنوب العظام.

وفيما ناجى موسى عليه‌السلام به ربّه قال : ياربّ بم فضّلت امة محمّد عليه‌السلام على سائر الأمم ، فقال تعالى : لعشرة خصال فقال موسى : وما تلك الخصال

١٥

التي يعلمونها ، قال تعالى : الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والجمعة والجماعة والقآن والعلم وعاشوراء ، قال موسى : وما عاشوراء ، قال : البكاء والتباكي على سبط محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمرثية والعزاء على مصيبته ، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان بكى او تباكى وتعزّى على سيط محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا وكانت له الجنّة خالدا فيها ، من أنفق من ماله في محبة ابن بنت نبيّه درهما او دينار الا وباركت له في دار الدنيا الدرهم بسبعين وكان منعّما في الجنة وغفرت له ذنوبه ، ياموسى وعزتي وجلالي مامن رجل من امتي أو أمة من امائي جرت من دموع عينيه قطرة واحدة الاّ وكتبت له اجر مائة شهيد.

وروى أن نوحا لمّا ركب السفينة طافت جميع الدنيا فلما مرّ بكربلا اخذه الموج وخاف نوح الغرق فدعى ربّه فنزل جبرئيل وقال : يا نوح في هذا الموضع يقتل الحسين عليه‌السلام سبط محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاتم الأنبياء ، فبكى نوح وقال : يا جبرائيل ومن قاتله ، قال : لعين اهل السموات والارض فلعنه نوح وسارت السفينه. وروى ان ابراهيم عليه‌السلام مرّ بكربلاء وهو راكب على فرسه فعثرت به الفرس فسقط الى الأرض وشجّ رأسه وسال دمه فاخذ ببالاستغفار وقال : الهي اي شيء حدث مني فنزل عليه جبرائيل وقال : يا ابراهيم ما حدث

١٦

منك ذنب ولكن هنا يقتل سبط خاتم النبييّن فسال دمك موافقة لدمه ، فبكى ابراهيم ثم قال : يا جبرائيل ومن القاتل له ، قال : لعين اهل السموات والارض ، فرفع ابراهيم عليه‌السلام يديه الى السماء وقال : اللهم العن قاتل الحسين.

وروى ان اسماعيل كانت اغنامه ترعى بشطّ الفرات فأخبره الراعي انها لاتشرب الماء من هذه المشرعة فسئل اسماعيل ربّه عن سبب ذلك فاوحى الله اليه سل غنمك فانها تجيبك عن سبب ذلك ، فقال لها اسماعيل : لم لا تشربين من هذا الماء ، فاجابته بلسان فصيح : قد بلغنا ان ولدك الحسين عليه‌السلام سبط محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقتل هنا عطشاناً فنحن لا نشرب من هذه المشرعة ، فبكى اسماعيل وسألها عن قاتله قالت : هو لعين اهل السموات والأرض ، فقال اسماعيل : اللّهم العن قاتل الحسين.

وروى ان سليمان بن داود عليه‌السلام كان يجلس على بساط ويسير في الهواء فمرّ ذات يوم بأرض كربلاء فادار الريح بساطه ثلاث دورات حتى خاف سليمان السقوط ثم سكنت الريح فنزل البساط في أرض كربلا ، فقال : ان هنا يقتل الحسين عليه‌السلام قال : ومن يكون الحسين ، قال سبط محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاتم الأنبياء ، فبكى سليمان ولعن قاتله فهبّت الريح وسار البساط.

١٧

وروى ان عيسى عليه‌السلام كان يسيح في البراري ومعه الحواريّون فمرّوا بكربلا فرؤا اسدا كاسرا قد اخذ الطريق فتقدم عيسى الى الاسد وقال له : لم جلست في هذا الطريق ولا تدعنا نمرّ فنطق الأسد بكلام فصيح وقال : اني لا ادعكم تمرون حتى تلعنوا يزيد ابن معاويه قاتل الحسين عليه‌السلام ، فقال عيسى عليه‌السلام ومن الحسين ، قال : هو سبط محمّد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأمي ، فبكى عيسى عليه‌السلام ومن معه ثم قال ومن يقتله قال لعين اهل السموات والأرض فلعنه عيسى ولعنه الحواريّون فتنحى الأسد عن طريقهم فساروا فبكى الحسين عليه‌السلام جميع الأنبياء وهو نور بساق العرش وبعد ولادته بكاه جدّه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وابوه علي عليه‌السلام وأمه فاطمة عليها‌السلام. وأمّا بعد قتله فقد بكته السماء والملائكة والشمس والقمر وتبكيه عيون المخبّين الى يوم القيامة :

تبكيك عيني لالأجل مثوبة

لكنما عيني لأجلك باكيه

لاطال عمري ان چان انا انساك

وانسه العطش چي فتت احشاك

وانسه اخوتك راحو فداياك

يلتندعي ابگلبك محبه

للحسين وولاده اوصحبه

يحگلك دم عينك تسچبه

امصابه نصب عينك تجربه

او تحرم لذيذ الماي شربه

١٨

مولد النور

المنهج الرابع

عدتك نجد فماذا انت مرتقب

يدنو اليك الحمى ام تنقل الهضب

ابعد ان بنت عنها بتَّ ترقبها

فاذهب فليس لك العتبى ولا العتب

لو كنت صادق دعوى الحب ما برحت

بك المطى ولا زمَّت بك النجب

اعراب بادية تبني بيوتهم

حيث العوامل ولاهندية القضب

لم يعد ملكهم باس ولا كرم

فلا عدو لهم يلفى ولا نشب

تجري على العكس نت قولي ضعونهم

ولو جرت مطلقا ما فاتك الأرب

فكلما قلت رفقا بالحشا عنفوا

فليت لو قلت بعدا بالسرى قربوا

يسنعذب القلب من تعذيبهم ابدا

كأنما كلما ان عَذَّبْوا عُذِبوا

يا منزلا بمحاني الطف لابرحت

سقيا السحائب منك البان والكثُب

كم قلت نجدا وما اعني سواك به

وعرب نجد ومن في ضمنك العرب

اني وان عنك عاقتني يدا قدر

ببين جسمي فقلبي منك مقترب

لاتحسبن كل دان منك ذا كلف

فالدار بالجنب لكنَّ الهوى جنب

١٩

اقائل اهل ودي ان هم عزبوا

عن ناظري اذ هم عن خاطري عزبوا

لا والهما ليس بعد الدار يشغلني

عنهم ولا محنة كلاّ ولا وصب

يا سائق الحرة الوجناء انحلها

طي السرى وطواها الأين والنصب

لسان الحال :

من نوه احسين المسير الكربلا

ياخذ اصحابه اوهله

صاح يا فارس بني عمر العله

او يا ربيع الممحله

گوموا ظعن الحرم شدوا امحامله

او جد مولي الراحله

ارد اسافر واگطع افجوج الفله

والسفر بيكم حله

اوصاح للعبّاس راعي المرجه

يا عضيدي او صد اله

گله محمل زينب اختك ياهوله

گله انا اتچفله

گله چا روح بيمينك عدله

بي عساها امهله

او خلها تطلع حتى تلفي العائله

والمسير انعجله

منلفاها اوشافته صاحت هله

منلفاها اوشافته صاحت هله

گلها گومي ابشيمتي يمدلّله

وامرچ انا اتمثّله

طلعت او رايته عليها امضلّله

او همها بوجوده انجله

بيده ركبها ولاهي اموجله

چي عليه امعوّله

اشلون طلعه ما بين المله

بالف حي متهلّله

او يوم بيه ردت تنوح او معوله

والمدامع هامله

٢٠