تاج العروس - ج ٢

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ٢

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٠٣

١
٢

 «فَصْلُ الرَّاءِ المُهْمَلةِ»

[رأب] : رَأَبَ إِذا أَصلح ، ورَأَبَ الصَّدْعَ والإنَاءَ كمَنَعَ يَرْأَبُهُ رَأْباً : أَصْلَحَه ، وشَعَبَه ، كارْتَأَبَهُ كذا في النسخ ، وفي أُخرى كأَرْأَبَهُ (١) وقيل : رأَّبَهُ بالتَّشْدِيدِ ، قال الشاعر :

يَرْأَبُ الصَّدْعَ والثَّأَى بِرَصِينٍ

مِنْ سَجَايَا (٢) آرَائِهِ ويَغِيرُ

الثَّأَى : الفَسَادُ ، أَي يُصْلِحُه وقال الفرزدق :

وَإِنِّيَ مِنْ قَوْمٍ بِهِمْ تُتَّقَى العِدا

وَرَأبُ الثَّأَى والجَانِبُ المُتَخَوَّفُ

وهُو مِرْأَبُ ، كمِنْبَرٍ ، والمِرْأَب : المِشْعَبُ (٣) ، ورَجُلٌ مِرْأبٌ وَرآبٌ* كشدِّادٍ إذا كان يَشْعَبُ صُدُوعَ الأَقْدَاحِ ويُصْلِحُ بَيْنَ القَوْمِ ، أو يُصْلِحُ رَأْبَ الأَشْياءِ ، وقَوْمٌ مَرَائِيبُ ، قال الطِّرِمَّاحُ يمدح قوماً :

نُصُرٌ لِلذَّلِيلِ في نَدْوَةِ الحَـ

ـيِّ مَرَائِيبُ لِلثَّأَى المُنْهَاضِ

ورَأَبَ بَيْنَهُمْ يَرْأَبُ : أَصْلَح ما بينهم ، وكلُّ ما أَصْلَحْتَه فقد رَأَبْتَهُ ، ومنه قولُهم : اللهُمَّ ارْأَبْ بَيْنَهُمْ ، أَي أَصْلِحْ ، وكُلُّ صَدْعٍ لأَمْتَهُ فقَد رَأَبْتَه.

ورَأَبَتِ الأَرْضُ إِذَا نَبَتَتْ رَطْبَتُهَا بَعْدَ الجَزِّ.

والرُّؤْبَةُ بالضَّمِّ : القِطْعَةُ مِنَ الخَشَبِ الَّتِي يُرْأَبُ بِهَا الإِنَاءُ أَي يُشْعَبُ ويُصْلَحُ ويُسَدُّ بها ثُلْمَةُ الجَفْنَةِ ، وقَدْ وَرَدَ في دعَاءٍ لبَعْضِ الأَكَابِرِ : اللهُمَّ ارْأَبْ حَالَنَا. وهو مجازٌ ، وعن أَبي حاتم أَنه سَمِعَ من يقول : رَبْ ، وهي لُغَةٌ جَيِّدَةٌ ، كَسَلْ واسْأَل ، قِيلَ : وبِه سُمِّي أَبُو الجَحَّافِ رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ بنِ رُؤْبَةَ بنِ لَبِيدِ بنِ صَخْر بنِ كثيفِ بنِ عميرَةَ بنِ حُنَيِّ بنِ رَبِيعَةَ بنِ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ التَّمِيمِيُّ ، عَلَى أَصَحِّ الأَقْوَالِ ، وبه جَزَمَ الشيخ أَبو حَيَّانَ في شرح التسهيل ، واقتصر عليه الجوهريّ ، وأَبو العباس ثعلبٌ في الفصيح ، وفي التهذيب : رُؤْبَةُ بن العَجَّاجِ مهموزٌ ، وسيأْتي في روب.

والرُّؤْبَةُ : الرُّقْعَةُ التي يُرْقَعُ بها الرَّحْلٌ إِذا كُسِرَ ، والرُّؤْبَةُ ، مَهْمُوزَةً : ما تُسَدُّ به الثُّلْمَةُ ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ :

لَعَمْرِي لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً

ومِنْ أَيْنَ إِنْ لَمْ يَرْأَبِ الله تُرْأَب(٤)

قال يعقوب : هو مثلُ : لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً. قال : وخَيْدَعُ هي امرأَةٌ ، وهي أُمُّ يَرْبُوعٍ ، يَقُول : مِن أَين تُسَدُّ تلك الثُّلْمَةُ إِنْ لم يَسُدَّها الله ، والجَمْعُ رِئَابٌ ، قال أُمَيَّةُ يَصِفُ السَّماءَ :

سَرَاةُ صَلَايَةٍ خَلْقَاءَ صِيغَتْ

تُزِلُّ الشَّمْسَ لَيْسَ لَهَا رِئَابُ(٥)

أَي صُدُوعٌ وهو مهموزٌ ، وفي «التهذيب» الرُّؤْبَةُ : الخَشَبَةُ التي تَرْأَبُ (٦) بها المُشَقَّرَ (٧) ، وهو القَدَحَ الكَبِيرُ من الخَشَبِ ، والرُّؤْبَةُ : القِطْعَةُ من الحَجَرِ تُرْأَبُ بها البُرْمَةُ وتُصْلَحُ بِها ، وسيأْتي بعضُ معانِي الرُّؤْبَةِ في روب ، ومن المجاز قولُهُم : هُوَ أُرْبَةُ عَقْدِ الإخَاءِ ، ورُؤْبَةُ صَدْعِ الصَّفَاء.

والرَّأْبُ : الجَمْعُ والشَّدُّ ، ورَأَبَ الشَّيْ‌ءَ : جَمَعهُ وشَدَّهُ

__________________

(١) في القاموس : كارتأبه وبهامشه عن نسخة ثانية كأرأبه.

(٢) عن اللسان ، وبالأصل «سحاتا» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله من سحاتا كذا بخطه فلتحرر».

(٣) جمهرة ابن حزم : عميرة.

(٨) (*) بالقاموس : ورَآَّبٌ.

(٤) اللسان: ابن خيدع ، وبهامشه:«قوله لعمري البيت هكذا في الأصل ، وقوله بعده قال يعقوب هو مثل لقد خلى ابن خيدع الخ في الأصل أيضا».

(٥) وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله رئاب قال في التكلمة متعقبا الجوهري : والرواية ليس لها إياب أي ليس للشمس رجوع إذا زالت عن السماء للغروب لملاسة السماء».

(٦) اللسان : يُرأبُ.

(٧) عن اللسان ، وبالأصل «المسعر».

٣

بِرِفْقٍ ، وفي حديث عائشةَ تَصِفُ أَبَاهَا «يَرْأَب (١) شَعْبَهَا» وفي حديثِهَا الآخر «رَأَبَ الثَّأَى» أَيْ أَصْلَحَ الفَاسِدَ وجَبَرَ الوَهْنَ ، وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ لعائشةَ رضي‌الله‌عنهما «لَا يُرْأَبُ بِهِنَّ إِن صُدِع» وقال كعب بن زهير (٢) :

طَعَنَّا طَعْنةً حَمْرَاءَ فِيهِمْ

حَرَامٌ رَأْبُهَا حَتَّى المَمَاتِ

والرَّأْبُ : السَّبْعُونَ مِنَ الإِبِلِ ، ومن المجاز الرَّأْبُ : بمَعْنَى السَّيِّد الضَّخْم ، يقالُ : فيهم ثَلَاثُونَ رَأْباً يَرْأَبُونَ أَمْرَهُمْ ، ومن المجازِ قولُهُمْ : كَفَى بِفُلَانٍ رَأْباً لِأَمْرِكَ ، أَي رَائِباً ، وهو وَصْفٌ بالمَصْدَرِ ، كذا في الأَساس.

والمُرْتَأَبُ : المُغْتَفَرُ نقله الصاغانيّ : وفي نسخة المعتفن.

ومن المجاز : هُوَ رِئَابُ بَنِي فُلَانٍ ، ككِتَابٍ هَارُونُ بنُ رِئَابٍ الصَّحَابِيُّ البَدْرِيُّ هكذا في النسخِ وهذا خطأٌ والصوابُ «وككتاب ، وهَارُونُ (٣) بنُ رِئَابٍ مَشْهُور ، ورِئَاب ابنُ حُنَيْفٍ الصَّحَابِيُّ البَدْرِيُّ» وذلك لأَنَّ هارونَ بنَ رِئَابٍ ليس بصَحَابِيٍّ بل هو من طَبَقَةِ التابعينَ تَمِيمِيٌّ ، كُنْيَتُهُ أَبُو الحسنِ أَو أَبو بَكْرٍ بَصْرِيٌّ عابِدٌ ، وأَخَوَاهُ : اليَمَانُ بنُ رِئَابٍ من أَئِمَّةِ الخَوَارِجِ ، وعَلِيُّ بنُ رِئَابٍ من أَئِمَّةِ الرَّوَافِضِ ، وكانُوا مُتَعَادِينَ كُلُّهُمْ ، وهَارُونُ رَوَى له مُسْلِمٌ وأَحمَد (٤) والنَّسَائِيُّ ، وأَمَّا رِئَابُ بنُ حُنَيْفِ بنِ رِئَابٍ فهو أَنْصَارِيٌّ بَدْرِيٌّ واسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ ، نقله الغسَّانِيُّ عنِ العَدَوِيِّ ، فتأْمل ذلك ، ورِئَابُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُحَدِّثُ عن أَبِي رجاءٍ ، وعنه مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ ، ورِئابُ بن النُّعْمَانِ بن سِنَانٍ جَدُّ جَابِرِ بنِ عبدِ الله الأَنْصَارِيّ السَّلَمِيّ الصَّحَابِيّ رضي‌الله‌عنه ، ورِئَابٌ المُزَنِيُّ جَدُّ أَبِي مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ ورِئَابٌ جَدُّ أُمِّ المُؤْمِنِينَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشِ ، رضي‌الله‌عنهم ورِئَابُ بنُ مُهَشِّم بن سَعيدٍ القُرَشِيّ السَّهْمِيّ له صُحْبَةٌ.

[ربب] : الرَّبُّ هُوَ الله عَزَّ وجَلَّ ، وهو رَبُّ كلِّ شي‌ءٍ ، أَي مالِكُه ، له الرُّبُوبِيَّةُ على جَمِيعِ الخَلْقِ ، لا شَرِيكَ له ، وهو رَبُّ الأَرْبَابِ ، ومَالِك المُلوكِ والأَمْلَاكِ ، قال أَبو منصور : والرَّبُّ يُطْلَقُ في اللُّغَة على المَالِكِ ، والسَّيِّدِ ، والمُدَبِّرِ ، والمُرَبِّي ، والمُتَمِّمِ وبالَّلامِ لَا يُطْلَقُ لِغَيْرِ الله عَزَّ وجَلَّ وفي نسخة : على غَيْرِ الله عزوجل إِلّا بالإِضافَةِ ، أَي إِذا أُطْلِقَ على غَيْرِهِ أُضِيفَ فقِيلَ : رَبُّ كَذَا ، قال : ويقالُ : الرَّبُّ ، لِغَيْرِ الله وقد قَالُوه في الجَاهِلِيَّةِ لِلْمَلِكِ ، قال الحَارِثُ بنُ حِلِّزَةَ :

وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يَوْ

مِ الحِيارَيْنِ وَالبَلَاءُ بَلاءُ (٥)

ورَبٌّ بِلَا لَامٍ قَدْ يُخَفَّفُ ، نقلها الصاغانيّ عن ابن الأَنْبَارِيّ ، وأَنشد المُفضّل :

وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ

رَبٌ غَيْرُ مَنْ يُعْطِي الحُظُوظَ ويَرْزُقُ (٦)

كذا في لسان العرب وغيرِه من الأُمَّهَاتِ ، فقولُ شيخِنَا : هذا التخفيفُ مما كَثُرَ فيه الاضْطِرَابُ إِلى أَنْ قالَ : فإِنّ هذا التعبيرَ غيرُ معتادٍ ولا معروفٍ بين اللغويينَ ولا مُصْطَلَحٍ عليه بينَ الصَّرْفِيِّينَ ، مَحَلُّ نَظَرٍ.

والاسْمُ الرِّبَابَةُ بالكَسْرِ قال :

يَا عِنْدُ أَسْقَاكِ بِلَا حِسَابَهُ

سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ

والرُّبُوبِيَّةُ ، بالضَّمِّ كالرِّبَابَةِ : وعِلْمٌ رَبُوبِيٌّ بالفَتْحِ نِسْبَةٌ إِلى الرَّبِّ علَى غَيْرِ قِيَاسِ وحكى أَحمد بن يحيى لَا وَرَبْيِكَ مُخَفَّفَةً ، لا أَفْعَلُ ، أَي لَا وَرَبِّكَ ، أُبْدِلَ البَاءَ يَاءً للتَّضْعِيفِ ورَبُّ كُلِّ شيْ‌ءٍ : مَالِكُهُ ومُسْتَحِقُّهُ ، أَوْ صَاحِبُهُ يقال : فلانٌ رَبُّ هَذَا الشي‌ءِ ، أَي مِلْكُه لَهُ ، وكُلَّ مَنْ مَلَكَ شَيْئًا فهو رَبُّهُ ، يقال : هُوَ رَبُّ الدَّابَّةِ ، ورَبُّ الدَّارِ ، وفُلَانَةُ

__________________

(١) عن النهاية وبالأصل «رأب».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وقال كعب الخ ليس لكعب على قافية التاء شي‌ء وإنما هو لكعب بن الحرث المرادي اه من التكملة».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «الظاهر أن المصنف سها في قوله الصحابي البدري وكذا الشارح غلط في زيادة الواو في قوله والصواب وككتاب لأنها صيرت المتن غير منتظم.

(٤) بالأصل «وأبو أحمد».

(٥) عن اللسان ، وبالأصل «الحوارين» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله الحوارين كذا بخطه والصواب الحيارين بالياء. قال في اللسان : والحياران موضع واستشهد بهذا البيت واستشهد به أيضا صاحب الكشاف»

(٦) في اللسان : «الأقوال» بدل «الأقوام» وهو خطأ.

٤

رَبَّةُ البَيْتِ (١) ، وهُنَّ رَبَّاتُ الحِجَالِ ، وفي حديث أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا ، ورَبَّهَا (٢) أَرادَ به المَوْلَى والسَّيِّدَ يَعْنِي أَنَّ الأَمَةَ تلِدُ لِسَيِّدِهَا وَلَداً فَيَكُونُ كالمَوْلَى لَهَا لأَنَّه في الحَسَبِ كَأَبِيهِ ، أَرَادَ أَنَّ السَّبْيَ يَكْثُرُ والنِّعْمَةَ تَظْهَرُ في النَّاسِ فَتَكْثُرُ السَّرارِي ، وفي حديث إِجَابة الدَّعْوَةِ (٣) «اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ» أَي صَاحِبَهَا ، وقيلَ المُتَمِّمَ لَهَا والزَّائِدَ في أَهْلِهَا والعَمَلِ بها والإِجَابَةِ لَهَا ، وفي حديث أَبي هريرةَ «لَا يَقُلِ المَمْلُوكُ لِسَيِّدِهِ : رَبِّي» كَرِهَ أَنْ يَجْعَلَ مَالِكَهُ رَبًّا [له] (٤) لِمُشَارَكَةِ اللهِ في الرُّبُوبيَّة (٥) فَأَمَّا قوله تعالَى (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) (٦) فَإِنَّهُ خَاطَبَهُمْ عَلَى المُتَعَارَفِ عِنْدَهُمْ ، وعلى ما كانُوا يُسَمُّونَهُمْ به ، وفي ضَالَّةِ الإِبِلِ «حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا» فإِن البَهَائِمَ غَيْرَ مُتَعَبّدَةٍ وَلَا مُخَاطَبَةٍ ، فهي بمَنْزِلَةِ الأَمْوَالِ التي (٧) تَجُوزُ إِضَافَةُ مالِكِها إِليها ، وقولُه تعالى (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً). فَادْخُلِي فِي عَبْدِي (٨) فِيمَنْ قَرَأَ به ، مَعْنَاهُ ـ والله أَعْلَمْ ـ ارْجِعِي إِلى صَاحِبِكِ الذي خَرَجْتِ مِنْهُ ، فادخُلِي فيهِ ، وقال عزوجل (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ) (٩) قال الزجاج : إِنَّ العَزِيزَ صَاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوَاي ، قال : ويَجُوزُ أَنْ يكونَ : الله رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ، ج أَرْبَابٌ ورُبُوبٌ.

والرَّبَّانِيُّ : العَالِمُ المُعَلِّمُ الذي يَغْذُو النَّاسَ بصِغَارِ العُلُومِ (١٠) قبلَ كِبَارِهَا ، وقال مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ بنُ الحَنَفِيَّةِ لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الله بنُ عَبَّاسٍ «اليوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ» ، ورُوِي عن عَلِيٍّ أَنَّه قَالَ «النَّاسُ ثَلاثَةٌ : عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتباعُ كُلِّ نَاعِقٍ» والرَّبَّانِيُّ : العَالِمُ الرَّاسِخُ في العِلْمِ والدِّينِ ، أَو العَالِمُ العَامِلُ المُعَلِّمُ ، أَو العالِي الدَّرَجَةِ في العِلْمِ ، وقيلَ : الرَّبَّانِيُّ : المُتَأَلِّهُ العَارِفُ باللهِ عَزَّ وجَلَ. ومُوَفّقُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العَلَاءِ الرَّبَّانِيُّ المُقْرِئ كانَ شَيْخاً للصُّوفِيّةِ ببَعْلَبَكَّ لَقِيَه الذَّهَبِيُّ.

والرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ : الحَبْرُ بكَسْرِ الحَاء وفَتْحِها ، ورَبُّ العِلْمِ ويقالُ : الرَّبَّانِيّ : الذي يَعْبُدُ الرَّبَّ ، قال شيخُنَا : ويوجدُ في نُسخ غريبةٍ قديمةٍ بعد قوله «الحَبْرُ» ما نَصَّه : مَنْسُوبٌ إِلَى الرَّبَّانِ ، وفَعْلَانُ يُبْنَى مِنْ فَعِلَ مَكْسورِ العَيْنِ كَثِيراً كعَطْشَانَ وسَكْرَانَ ، ومِنْ فَعَلَ مَفْتُوحِ العَيْن قَلِيلاً كنَعْسَانَ ، إلى هنا ، أَوْ هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى الرَّبِّ ، أَي اللهِ تعالَى بزيادَةِ الأَلِف والنونِ للمُبَالَغَةِ ، [في النسب] (١١) وقال سيبويه : زادُوا أَلفاً ونُوناً في الرَّبَّانِيِّ إِذا أَرَادُوا تَخْصِيصاً بعِلْمِ الرَّبِّ دُونَ غَيْرِه ، كأَنَّ مَعْنَاهُ صاحبُ عِلْمِ بالرَّبِّ دونَ غيرِه من العُلُومِ ، والرَّبَّانِيُّ* كقولِهِم إِلهِيٌّ ، ونُونُه كلِحْيَانِيّ وشَعْرَانِيّ ورَقَبَانِيّ إذا خصَّ بِطُولِ اللِّحْيَةِ وكَثْرَةِ الشَّعْرِ وغِلَظِ الرَّقَبَةِ ، فإِذا نَسَبُوا إلى الشَّعِر قالوا : شَعِريُّ ، وإلى الرَّقَبَةِ قالُوا رَقَبِيٌّ و [إِلى اللّحْيَة] (١١) لِحْيِىّ ، والرِّبِّيُّ المنسوب إِلى الرَّبّ ، والرَّبَّانِيُّ : الموصوف بعِلْمِ الرَّبِّ ، وفي التنزيل (كُونُوا رَبّانِيِّينَ) (١٢) قال زِرُّ بنُ عَبْدِ اللهِ : أَي حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ ، قال أَبو عُبيدٍ : سمعتُ رجلاً عالِماً بالكُتُب يقولُ : الرَّبَّانِيُّونَ : العُلَمَاءُ بالحَلَالِ والحَرَام ، والأَمْرِ والنَّهْي ، قال : والأَحْبَارُ : أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِأَنْبَاءِ الأُمَمِ ، ومَا (١٣) كَانَ ويَكُونُ ، أَوْ هُوَ لَفْظَةٌ سِرْيَانِيَّةٌ أَوْ عِبْرَانِيَّةٌ ، قاله أَبو عُبَيْد ، وزَعَمَ أَنَّ العَربَ لا تعرفُ الرَّبَّانِيِّينَ وإِنَّما عَرَفَهَا الفُقَهَاءُ وأَهْلُ العِلْمِ.

وَطَالَتْ مَرَبَّتُهُ النَّاسَ ورِبَابَتُه ، بالكَسْرِ أَي مَمْلَكَتُهُ قال عَلْقَمَة بنُ عَبَدَة :

وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبَابَتِي

وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رُبُوب(١٤)

ويُرْوى : رَبُوبُ ، بالفَتْحِ ، قال ابن منظور : وعِنْدِي أَنَّه

__________________

(١) اللسان : وفلان رب البيت.

(٢) النهاية : ربها أو ربتها.

(٣) النهاية : إجابة المؤذن.

(٤) زيادة عن النهاية.

(٥) عن النهاية : وبالأصل «الربية».

(٦) سورة يوسف الآية ٤٢.

(٧) في النهاية : التي يجوز إضافة مالكيها إليها وجعلهم أربابا لها.

(٨) سورة الفجر الآيتان ٢٨ ـ ٢٩. ورواية حفص «فِي عِبادِي».

(٩) سورة يوسف الآية ٢٣.

(١٠) اللسان : العلم.

(١١) زيادة عن اللسان.

(*) بالقاموس : فالرَّبَّانِيّ.

(١٢) سورة آل عمران الآية ٧٩.

(١٣) اللسان : وبما.

(١٤) اللسان وبهامشه : قوله وكنت امرأ الخ كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف وقال الصاغاني : والرواية وأنت امرؤ يخاطب الشاعر الحارث بن جبلة ، ثم قال والرواية المشهورة : أمانتي بدل ربابتي».

٥

اسمٌ للجَمْع. وإِنَّه مَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبُوبَةِ أَي مَمْلُوكٌ والعِبَادُ مَرْبُوبُونَ لِلّه عَزَّ وجَلَّ ، أَي مَمْلُوكُونَ.

ورَبَّهُ يَرُبُّه كان له رَبّاً.

وتَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرْضَ : ادَّعَى أَنَّهُ رَبُّهُمَا.

ورَبَّ النَّاسَ يَرُبُّهُمْ : جَمَعَ ، ورَبَّ السَّحَابُ المَطَرَ يَرُبُّهُ ، أَي يَجْمَعُهُ ويُنَمِّيهِ ، وفُلَانٌ مَرَبٌّ ، أَي مَجْمَعٌ يَرُبُّ النَّاسَ ويَجْمَعُهُم.

ومن المجاز : رَبَّ المَعْرُوفَ والصَّنِيعَةَ والنِّعْمَةَ يَرُبُّهَا رَبًّا وَرِبَاباً ورِبَابَةً ـ حَكَاهُمَا اللِّحْيَانيّ ـ ورَبَّبَهَا : نَمَّاهَا وزَادَ هَا وأَتَمَّهَا وأَصْلَحَهَا.

ورَبَّ بالمَكَانِ : لَزِمَ (١) قال :

رَبَّ بِأَرْضٍ لَا تَخَطَّاهَا الحُمُرْ

ومَرَبُّ الإِبِلِ : حَيْثُ لَزِمَتْهُ. ورَبَّ بالمَكَانِ ، قال ابن دريد : أَقَامَ به ، كَأَرَبَّ ، في الكُلِّ ، يقال أَرَبّتِ الإِبِلُ بمكَانِ كَذَا : لَزِمَتْهُ وأَقَامَتْ به ، فهي إِبِلٌ مَرَابُّ : لَوَازِمُ ، وأَرَبَّ فلانٌ بالمكان وأَلَبَّ ، إِرْبَاباً وإِلْبَاباً ، إِذا أَقَامَ به فلم يَبْرَحْهُ ، وفي الحديث «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى مُبْطِرٍ وفَقْرٍ مُرِبٍّ» قال ابنُ الأَثِير : أَوْ قَالَ «مُلِبٍّ» أَي لَازِم غَيْرِ مُفَارِقٍ ، من أَرَبَّ بالمَكَانِ وأَلَبَّ إِذا أَقَامَ به ولَزِمَه ، وكُلُّ لازمٍ شَيْئاً مُرِبٌّ.

وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ : دَامَتْ. ومن المجاز : أَرَبَّتِ السَّحَابَةُ : دَامَ مَطَرُهَا.

وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ : لَزِمَتِ الفَحْلَ وأَحَبَّتْهُ.

وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا : لَزِمَتْ (٢) ، وأَرَبَّتْ بالفَحْلِ : لَزِمَتْهُ وأَحَبَّتْهُ ، وهِي مُرِبُّ ، كذلك ، هذه رِوَايَةُ أَبِي عُبَيْدٍ عن أَبي زيد.

ورَبَّ الأَمْرَ يَرُبُّهُ رَبًّا ورِبَابَةً : أَصْلَحَهُ ومَتَّنَهُ ، أَنشد ابن الأَنباريّ :

يرُبُّ الذي يَأْتِي مِنَ العُرْفِ إِنَّهُ

إِذَا سُئلَ المَعْرُوفَ زَادَ وتَمَّمَا

ومن المجاز : رَبَّ الدُّهْنَ : طَيَّبهُ وأَجَادَهُ ، كَرَبَّبَه ، وقال اللِّحْيَانيّ : رَبَبْتُ الدُّهْنَ : غَذَوْتُهُ باليَاسَمِينِ أَو بَعْضِ الرَّيَاحِينِ ، ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ ، إِذا رُبِّبَ الحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ.

ورَبَّ القَوْمَ : سَاسَهُمْ ، أَي كان فَوْقَهُمْ ، وقال أَبو نصر : هو مِن الرُّبُوبِيَّةِ وفي حديث ابن عبّاس مع ابن الزُّبير «لأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ» أَي يَكُونُونَ عَلَيَّ أُمَرَاءَ وسَادَةً مُتَقَدِّمِينَ ، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ فإِنَّهُمْ إِلى ابنِ عبّاسٍ [في النَّسَبِ] (٣) أَقْرَبُ من ابنِ الزُّبَيْرِ.

وَرَبَّ الشَّيْ‌ءَ : مَلَكَهُ قال ابن الأَنْبَاريّ : الرَّبُّ يَنْقَسِمُ على ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ ، يَكُونُ الرَّبُّ : المَالِكَ ، ويكونُ الرَّبُّ : السَّيِّدَ المُطَاعَ ، ويكُونُ الرَّبُّ : المُصْلِحَ ، وقولُ صَفْوَان [بن أمية] (٣) : «لأَنْ يَرُبَّنِي فُلَانٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي فُلَانٌ» أَي سَيِّدٌ يَمْلِكُنِي.

ورَبَّ فلانٌ نِحْيَهُ أَيِ الزِّقَّ يَرُّبُّهُ رَبًّا بالفَتْحِ ويُضَمُّ : رَبَّاهُ بالرُّبِّ أَي جَعَلَ فيه الرُّبَّ ومَتَّنَه به ، وهُوَ نِحْيٌ مَرْبُوبٌ قال :

سَلالَهَا في أَدِيمٍ غَيْرِ مَرْبُوبِ

أَي غيرِ مُصْلَحٍ ، وفي لسان العرب : رَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ ، والحُبَّ بالقِيرِ والقَارِ أَرُبُّهُ رَبَّا (٤) أَي مَتَّنْتُهُ وقيلَ : رَبَبْتُه : دَهَنْتُهُ وأَصْلَحْتُه ، قال عَمْرُو بن شَأْسٍ يخَاطِبُ امْرَأَته ، وكانت تُؤْذِي ابْنَهُ عِرَاراً :

وإِنَّ عِرَاراً إِنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍ

فَإِنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِبِ العَمَمْ

فَإِنْ كُنْتِ مِنّي أَوْ تُرِيدِينَ صُحْبَتِي

فكُونِي له كالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الأَدَمْ

أَرَادَ بالأَدَمِ النِّحْيَ ، يقولُ لزوجته : كُونِي لولدِي عِرَارٍ كسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِيَ بِرُبِّ التَّمْرِ ، لأَنَّ النِّحْيَ إِذَا أُصْلِحَ بالرُّبِّ طابتْ رَائِحَتُه ، ومَنَعَ السمنَ [مِنْ غير] (٥) أَنْ يَفْسُدَ طَعْمُهُ أَو رِيحُه.

ورَبَّ وَلَدَهُ والصَّبِيَّ يَرُبُّهُ رَبًّا : رَبَّاهُ أَي أَحْسَنَ القِيام

__________________

(١) في اللسان : وربّ بالمكان ، وأربَّ : لزمه.

(٢) اللسان : لزمته وأحبته.

(٣) زيادة عن النهاية واللسان.

(٤) اللسان : رَبَّاً ورُبَّاً ، وربَّبْتُه.

(٥) زيادة عن اللسان.

٦

عليه وَوَلِيَهُ حَتَّى أَدْرَكَ أَي فارَقَ الطُّفُولِيَّةَ ، كانَ ابنَه أَو لمْ يَكُنْ كَرَبَّبَه تَرْبِيباً ، وتَرِبَّةً ، كتَحِلّةٍ عن اللحْيَانيّ وارْتَبَّه ، وتَرَبَّبَهُ ورَبَّاهُ تَرْبِيَةً على تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيضاً ، وأَنشد اللحْيَانيّ :

تُرَبِّبُهُ مِنْ آلِ دُودانَ شَلَّةٌ

تَرِبَّةَ أُمٍّ لَا تُضِيعُ سِخَالَهَا (١)

ورَبْرَبَ الرَّجُلُ إِذَا رَبَّى يَتِيماً ، عن أَبي عمرو.

وفي الحديث «لَكَ نِعْمَةٌ تَرُبُّهَا ، أَي تَحْفَظُهَا وتُرَاعِيهَا وتُرَبِّيَها كَمَا يُرَبِّي الرجلُ وَلَدَه ، وفي حديث ابنِ ذِي يَزَن :

أُسْدٌ تُرَبِّبُ في الغَيْضَاتِ أَشْبَالا

أَي تُرَبِّي ، وهو أَبْلَغُ منه ، ومن تَرُبُّ (٢) ، بالتَّكْرِيرِ. وقال حسان بن ثابت :

ولأَنْتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنَا

يَوْمَ الخُرُوجِ بَسَاحَةِ القَصْرِ

مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ صَافِيةٍ

مِمَّا تَرَبَّبَ حَائِرُ البَحْرِ

يَعْنِي الدُّرَّةَ التي يُرَبِّيهَا الصَّدَفُ في قَعْرِ المَاء وزَعَمَ ابنُ دريد أَنَّ رَبِبْته كسَمِعَ (٣) لغةٌ فيه قال : وكذلك كلُّ طِفْلٍ مِنَ الحيوان غيرِ الإنسان ، وكان ينشد هذا البيت :

كَانَ لَنَا وهْوَ فَلُوٌّ نِرْبَبُهْ

كَسَرَ حرفَ المُضَارَعَةِ ليُعْلَمَ أَن ثَانِيَ الفِعْلِ المَاضِي مكسورٌ ، كما ذهب إِليه سيبويهِ في هذا النحو ، قال : وهي لغة هُذَيْلٍ في هذا الضَّرْبِ من الفِعْلِ ، قلتُ : وهو قولُ دُكَيْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيِّ وآخِرُه :

مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطِيرُ زَغَبُهْ

ومن المجاز : الصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ وَرَبِيبٌ وكذلك الفرسُ (٤).

ومن المجاز أَيضاً : ربت المرأَةُ صَبِيَّهَا : ضَرَبَتْ على جَنْبِهِ قليلاً حتى يَنَامَ ، كذا في الأَسَاس (٥) والمَرْبُوبُ المُرَبَّى ، وقولُ سلامةَ بنِ جَنْدَلٍ :

مِنْ كُلِّ حَتٍّ إِذَا ما ابْتَلَّ مَلْبَدُه

صافِي الأَدِيمِ أَسِيلِ الخَدِّ يَعْبُوبِ

لَيْسَ بأَسْفَى وَلَا أَقْنَى ولا سَغِلٍ

يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ

يجوزُ أَن يكونَ أَراد بمَرْبُوب الصَّبِيَّ ، وأَن يكونَ أَرادَ به الفَرَسَ ، كذا في لسان العرب.

وعن اللِّحْيَانيِّ : رَبَّت الشَّاةُ تَرُبُّ رَبًّا إِذا وَضَعَتْ وقيل : إذا عَلِقَتْ ، وقيل : لا فِعْلَ لِلرُّبَّى ، وسيأْتي بيانها ، وإِنما فرَّقَ المُصنِّفَ مَادَّةً وَاحِدَة في مواضعَ شَتَّى ، كما هو صنيعُه. وقال شيخنا عند قوله : ورَبَّ : جَمَعَ وأَقَامَ ، إِلى آخر العبارة : أَطْلَقَ المصنفُ في الفِعْلِ ، فاقتضى أَنَّ المضارعَ مضمومه سواءٌ كان متعدِّياً ، كرَبَّهُ بمعَانِيه ، أَو كان لازماً كَرَبَّ إِذَا أَقَامَ كَأَرَبَّ ، كما أَطلق بعضُ الصرفيين أَنه يقال من بَابَيْ قَتَل وضَرَبَ مُطْلَقاً سواءٌ كان لازماً أَو متعدياً ، والصوابُ في هذا الفِعْل إِجراؤُه على القواعد الصَّرفيّة ، فالمتعدِّي منه كَرَبَّه : جَمَعَه ، أَو رَبَّاه مضمومُ المضارع على القياس ، واللازِمُ منه كَرَبَّ بالمَكَانِ إِذا أَقام مكسورٌ على القياس ، وما عداه كلّه تخليطٌ من المصنف وغيرِه ، أه.

والرَّبيبُ : المَرْبُوبُ والرَّبِيبُ : المُعاهَدُ ، والرَّبِيبُ : المَلِكُ وبهما فُسِّرَ قَولُ امرى‌ء القيس :

فَمَا قَاتَلُوا عَنْ رَبِّهِمْ ورَبِيبِهِمْ

ولا آذَنُوا جَاراً فَيَظْعَنَ سَالِمَا (٦)

أَيِ المَلِكِ (٧) : وقيلَ ، المُعَاهَدِ.

والرَّبِيبُ : ابنُ امْرأَةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِهِ ، كالرَّبُوبِ ، وهو بمعنى مَرْبُوبٍ ، ويقال (٨) لنفس الرجل : رَابٌّ.

والرَّبِيبُ أَيضاً زَوْجُ الأُمِّ لَهَا وَلَدٌ من غيرِه ، ويقال لامرأَةِ

__________________

(١) بالأصل : «يربيه ... يضيع سخالها» وما أثبتناه عن اللسان.

(٢) عن اللسان ؛ وبالأصل» ومن يربب».

(٣) في نسخة ثانية من القاموس «كعلم».

(٤) في الأساس : فرس مربوب : مصنوع.

(٥) كذا بالأصل ، ووردت العبارة في الأساس ـ باختلاف ـ في مادة «ربت».

(٦) بالأصل «فنطعن» وما أثبتناه عن اللسان.

(٧) اللسان : أي ملكهم.

(٨) اللسان : ويقال للرجل نفسه.

٧

الرجل إِذا كان له ولدٌ من غيرها رَبِيبَة ، وذلك مَعْنَى رَابَّةٍ كالرَّابِّ ، قال أَبو الحَسَنِ الرُّمّانِيُّ : هو كالشَّهِيدِ والشَّاهِدِ ، والخَبِيرِ والخَابِرِ ، وفي الحَديث «الرَّابُّ كَافِلٌ» وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتِيمِ ، وهو اسمُ فاعلٍ من رَبَّهُ يَرُبُّهُ ، أَي تَكَفَّلَ بأَمْرِه (١) ، وقال مَعْنُ بن أَوْسٍ يذكر امرأَتَه وذَكَرَ أَرْضاً لَهَا :

فَإِنَّ بِهَا جَارَيْنِ لَنْ يَغْدِرَا بِهَا

رَبِيبَ النَّبِيِّ وابْنَ خَيْرِ الخَلَائِفِ (٢)

يَعْنِي عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ ، وهو ابنُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعَاصِمَ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، وأَبُوهُ أَبُو سَلَمَةَ ، وهو رَبِيبُ النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والأُنْثَى رَبِيبَةٌ ، وقال أَحْمَدُ بن يحيى : القَوْم الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَرِبَّاءُ النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كأَنَّه جَمْعُ رَبِيبٍ ، فعيلٌ بمعنى فاعِل.

والرَّبِيبُ : جَدُّ الحُسَينِ بنِ إِبراهيمَ المُحَدِّث ، عن إِسحاقَ البَرْمَكِيِّ ، وعبدِ الوَهّابِ الأَنْمَاطِيِّ.

* وفَاتَهُ أَبو مَنْصُورٍ عبدُ الله بنُ عبدِ السلامِ الأَزَجِيُّ ، لَقَبُه رَبِيبُ الدَّوْلَةِ ، عن أَبي القاسِمِ بنِ بَيَّان ، وعبدُ الله بنُ عبد الأَحَدِ بنِ الرَّبِيبِ المُؤَدِّب ، عن السِّلَفِيّ ، وكان صالحاً يُزَارُ ماتَ سنة ٦٢١ وابن الرَّبِيبِ المُؤَرِّخ ، وداوودُ بن مُلاعب ، يُعْرَفُ بابنِ الرَّبِيبِ أَحَدُ مَنِ انتهى إِليه عُلُوُّ الإِسْنَادِ بعد السِّتمائة.

والرِّبَابَةُ بالكَسْرِ : العَهْدُ والمِيثَاقُ ، قال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ :

وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبَابَتِي

وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رَبُوب(٢)

كالرِّبَابِ بالكَسْرِ أَيضاً ، قال ابن بَرِّيّ ، قال أَبو عليٍّ الفارسي : أَرِبَّةٌ : جَمْعُ رِبَابٍ ، وهو العَهْدُ ، قال أَبو ذؤيب يَذْكُرُ حُمُراً :

تَوَصَّلُ بالرُّكْبَانِ حِيناً وتُؤْلِفُ ال

جِوَارَ ويُعْطِيهَا الأَمَانَ رِبَابُهَا

والرِّبَابُ : العَهْدُ الذي يَأْخُذُه صاحِبُهَا من الناسِ لإِجَارتِهَا ، وقال شمرٌ : الرِّبَابُ في بَيْتِ أَبي ذُؤيب جمع رَبٍّ ، وقال غيرُه : يقولُ : إِذَا أَجَارَ المُجِيرُ هذِهِ الحُمُر (٣) أَعْطى صَاحِبَهَا قِدْحاً لِيَعْلَمُوا أَنَّهَا قد أُجِيرَتْ فلا يُتَعَرَّضُ لَهَا ، كأَنَّهُ ذَهَبَ بالرِّبَابِ إِلى رِبَابَةِ سِهَامِ المَيْسِرِ. والرِّبابَةُ بالكَسْرِ جَمَاعَةُ السِّهَامِ أَو خَيْطٌ تُشَدُّ به السِّهَامُ أَوْ خِرْقَةٌ أَو جِلْدَةٌ تُشَدُّ أَو تُجْمَعُ فِيهَا السَهام أَو هي السُّلْفَةُ التي تُجْعَلُ فيها القِدَاحُ ، شَبِيهَةٌ بالكِنَانَةِ يكونُ فيها السِّهَامُ ، وقيل : هي شَبِيهَةٌ بالكِنَانَةِ تُجْمَعُ (٤) فيها سِهَامُ المَيْسِرِ قال أَبو ذُؤيب يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ :

وكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكَأَنَّهُ

يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِدَاحِ ويَصْدَعُ

وقيلَ : هي سُلْفَةٌ ، بالضَّمِّ ، هي جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ يُعْصَبُ بها ، أَي تُلَفُّ عَلَى يَدِ الرَّجُلِ الحُرْضَةِ وهو (٥) مُخْرِجُ القِدَاحِ أَي قِدَاحِ المَيْسِر (٥) ، وإنما يفعلون ذلك لِئَلاً وفي بعض النسخ لِكَيْلَا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ له في صاحِبه هَوىً.

والرَّبِيبَةُ : الحَاضِنَةُ قال ثعلب : لأَنها تُصْلِحُ الشَّيْ‌ءَ وتَقُومُ به وتَجْمَعه. والرَّبِيبَةُ : بِنْتُ الزَّوْجَةِ قال الأَزهريّ : رَبِيبَةُ الرَّجُل : بِنْتُ امْرَأَتِه مِنْ غَيْرِه ، وفي حديث ابن عباس «إنَّمَا الشَّرْطُ فِي الرَّبَائِبِ» يُرِيدُ بَنَاتِ الزَّوْجَاتِ من غيرِ أَزْوَاجِهِنَّ الذينَ معهنَّ ، وقد تَقَدَّمَ طَرَفٌ من الكلام في الرَّبِيبِ.

والرَّبِيبَةُ : الشَّاةُ التي تُرَبَّى في البَيْتِ للَبَنِهَا ، وغَنَمٌ رَبائِب : تُرْبَطُ قَرِيباً مِنَ البُيُوتِ وتُعْلَفُ لَا تُسَامُ ، وهي التي ذَكَرَ إِبراهيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّهُ لَا صَدَقَةَ فِيهَا ، قال ابنُ الأَثير في حديث النَّخَعِيِّ «لَيْس فِي الرَّبَائِبِ صَدَقَةٌ» الرَّبَائِبُ : [الغنم] (٦) التي تكونُ في البَيْتِ وليستْ بسائمةٍ ، واحدَتُهَا رَبِيبَةٌ بمعنى مَرْبُوبَة لأَنَّ صَاحبَهَا يَرُبُّهَا ، وفي حديث عائشة «كان لنا جِيرانٌ مِن الأَنصارِ لهم ربَائِبُ ، وكانوا (٧) يَبْعَثُونَ إلينا مرن أَلْبَانِهَا».

__________________

(١) اللسان : أي أنه يكفل بأمره.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وكنت قال في التكملة والرواية وأنت امرؤ يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة بن أبي شمر الغساني والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي» وقد مرّ البيت والتعليق في المادة.

(٣) اللسان : أنه قد أُجير.

(٤) اللسان : يُجمع.

(٥) في اللسان : وهو الذي تدفع إليه الأيسار للقداح.

(٦) زيادة عن النهاية.

(٧) النهاية : فكانوا.

٨

والرَّبَّةُ : كَعْبَةٌ (١) كانت بنَجْرانَ لِمَذْحِج وبَنِي الحارث بن كَعْب ، والرَّبَّةُ : هي اللَّاتُ ، في حديث عُرْوَةَ بنِ مسعُودٍ الثَّقَفِيِّ لما أَسْلَمَ وَعَادَ إِلى قومِه دَخَلَ مَنزلَه فأَنْكَرَ قَوْمُه دُخُولَه قَبْلَ أَن يَأْتِيَ الرَّبَّةَ ، يَعْنِي اللَّاتَ ، وهي الصَّخْرَةُ التي كانت تَعْبُدُهَا ثَقِيفٌ بالطَّائِفِ ، وفي حديث وَفْدِ ثَقِيفٍ «كَانَ لَهُم بيْتٌ يُسَمُّونَهُ الرَّبَّةَ يُضَاهُونَ بَيْتَ اللهِ ، فلَمَّا أَسْلَمُوا هَدَمَهُ المُغِيرَةُ».

والرَّبَّةُ : الدَّارُ الضَّخْمَةُ يقال : دَارٌ رَبَّةٌ أَي ضَخْمَةٌ ، قال حسّان بن ثابت :

وَفِي كُلِّ دَارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ

وأَوْسِيَّةٍ لِي في ذَرَاهُنَّ وَالِدُ

والرِّبَّةُ بالكَسْر : نَبَاتٌ أَو اسمٌ لِعِدَّةٍ مِنَ النَّبَاتِ لا تَهيجُ (٢) في الصَّيْفِ تَبْقَى خُضْرَتُهَا شِتَاءً وصَيْفاً ، ومِنْهَا الحُلَّبُ ، والرُّخَامَى والمَكْرُ والعَلْقَى ، يقالُ (٣) لِكُلِّهَا رِبَّةٌ ، أَو هي بَقْلَةٌ نَاعِمَةٌ ، وجَمْعُهَا رِبَبٌ ، كذا في التهذيب ، وقيلَ : هو كُلُّ ما أَخْضَرَّ في القَيْظِ من جمع ضُرُوبِ النَّبَاتِ ، وقيلَ : هِيَ من ضُرُوبِ الشَّجَرِ أَو النَّبْتِ ، فَلَمْ يُحَدَّ ، قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ :

أَمْسَى بِوَهْبَينِ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِهِ

مِنْ ذِي الفَوَارِسِ يَدْعُو أَنْفَهُ الرِّبَبُ

والرِّبَّةُ : شَجَرَةٌ ، أَو هِيَ شَجَرَةُ الخَرُّوبِ والرِّبَّةُ (٤) : الجَمَاعَةُ الكَثِيرَةُ ج أَرِبَّةٌ أَو الرِّبَّةُ (٥) عَشَرَةُ آلَافٍ أَوْ نَحْوُهَا ، والجَمْعُ رِبَابٌ ويُضَمُّ ، عن ابن الأَنباريّ. والرُّبَّةُ بالضَّمِّ : الفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ ، قِيلَ : هِيَ عَشَرَةُ آلَافٍ ، قال يُونُسُ : رَبَّةٌ ورِبَابٌ كجَفْرَةٍ وجِفَارٍ. وقال خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ : الرُّبَّةُ : الخَيْرُ اللَّازِمُ ، وقال «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك رُبَّةَ عَيْشٍ مُبَارَكٍ ، فقِيلَ لَهُ : ومَا رُبَّتُهُ (٥) قال : كَثْرَةُ العَيْشِ وطَثْرَتُهُ. والمَطَرُ يَرُبُّ النَّبَاتَ والثَّرَى ويُنَمِّيه.

والمَرَبُّ بالفَتحِ : الأَرْضُ الكَثِيرةُ الرِّبَّةِ ، وهو النَّباتُ ، أَو التي لا يَزَالُ بها ثَرىً ، قال ذو الرُّمَّة :

خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍ

مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ الرَّوَائِسُ

كالمِرْبَابِ ، بالكَسْرِ ، والمَرَبَّةُ والمَرْبُوبَةُ ، وقيل : المِرْبَابُ من الأَرضِينَ : التي كَثُرَ نَبَاتُهَا ونَاسُهَا ، وكُلُّ ذلك من الجَمْع والمَرَبُّ : المَحَلُّ وَمَكَانُ الإِقَامَةِ والاجتماع.

والتَّرَبُّبُ : الاجتمَاعُ.

والمَرَبُّ : الرَّجُلُ يَجْمَعُ النَّاسَ ويَرُبُّهُمْ.

وفي لسان العرب : «وَمَكَانٌ مَرَبُّ ، بالفتح ، أَي مَجْمَعُ الناسَ ، قال ذو الرمَّة :

بِأَوَّلَ ما هاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ

بِأَجْرَعَ مِحْلَالٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ (٦)

والرُّبَّى كحُبْلَى : الشَّاةُ إِذَا وَلَدَتْ ، وإذَا ماتَ وَلَدُهَا أَيضاً فهي رُبَّى ، وقِيلَ : رِبَابَهَا : ما بَيْنَهَا وبَيْنَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ وِلَادَتهَا ، وقِيلَ : شَهْرَيْنِ وقال الِّلحْيَانيّ : الرُّبَّى : هِيَ الحَدِيثَةُ النِّتاجِ ، من غير أَنْ يَحُدَّ وقْتاً ، وقيل : هي التي يَتْبَعُهَا ولدُهَا ، وفي حديث عُمَرَ رضي‌الله‌عنه «لَا تَأْخُذِ الأَكُولَةَ وَلَا الرُّبَّى وَلَا المَاخِضَ» قال ابن الأَثِير : هي التي تُرَبَّى في البَيْتِ [من الغنم] (٧) لأَجْلِ اللَّبَنِ ، وقيل : هي القَرِيبَةُ العَهْدِ بالوِلَادَةِ ، وفي الحديث أيضاً «مَا بَقِيَ في غَنَمِي إِلَّا فَحْلٌ أَوْ شَاةٌ رُبَّى» وقيلَ : الرُّبَّى مِنَ المَعْزِ ، والرَّغُوُثُ مِنَ الضَّأْنِ ، قاله أَبو زيد ، وقال غيرُه : من المَعْزِ والضَّأْنِ جميعاً ، ورُبَّمَا جاءَ في الإبِلِ أَيضاً ، قال الأَصمعيّ : أَنْشَدَنَا مُنْتَجِعُ بنُ نَبْهَانَ :

حَنِينَ أُمِّ البَوِّ فِي رِبَابِهَا

والرُّبَّى : الإِحْسَانُ والنِّعْمَةُ نقله الصاغَانِيّ والرُّبَّى : الحَاجَةُ يقال : لِي عندَ فُلَانٍ رُبَّى ، وعن أَبي عمرو : الرُّبَّى :

__________________

(١) في القاموس : لعبة ، وفي نسخة ثانية من القاموس ، كعبة ، أشار إلى هذا بهامش المطبوعة المصرية.

(٢) عن اللسان ، وبالأصل «يهيج».

(٣) في اللسان : يقال لها كلها.

(٤) في اللسان : الأرِبَّة من الجماعات واحدتها رَبَّة.

(٥) في اللسان : الرُّبَّة.

(٦) بالأصل «مخلل» وما أثبتناه عن اللسان ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله مخلل كذا بخطه بالخاء والذي في اللسان في مادة جرع ومادة حل‌ل محلل بالحاء فراجعه».

(٧) زيادة عن النهاية.

٩

الرَّابَّة والرُّبَّى : العُقْدَةُ المُحْكَمَةُ يقال في المثل «إنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَكَ فَأَرْخِ مِنْ رُبَّى أَزْرِكَ» يقولُ : إِنْ عَوَّلْتَ عَلَيَّ فَدَعْنِي أَتْعَبْ ، واسْتَرْخِ أَنْتَ واسْتَرِحْ ج أَي جَمْعُ الرُّبَّى من المَعْزِ والضَّأْنِ رُبَابٌ بالضَّمِّ وهو نادِرٌ قاله ابنُ الأَثِير وغيرُه تَقُولُ : أَعْنُزٌ رُبَابٌ ، قال سيبويه : قَالُوا : رُبَّى ورُبَابٌ ، حَذَفُوا أَلِفَ التأْنيثِ وَبَنَوْهُ على هذا البِنَاءِ ، كما أَلْقَوُا الهَاءَ مِنْ جَفْرَةٍ فقالُوا : جِفَارٌ إِلَّا أَنَّهُمْ ضَمُّوا أَوَّلَ هَذَا ، كما قالوا : ظِئْرٌ وظُؤَارٌ ورِخْلٌ ورُخَالٌ ، والمَصْدَرُ رِبَابٌ كَكِتَابٍ ، وفي حديث شُرَيْحٍ «إنَّ الشَّاةَ تُحْلَبُ فِي رِبَابِهَا» وحَكَى اللِّحْيَانيُّ : غَنَمٌ رِبَابٌ ، بالكَسْرِ ، قال : وهي قَلِيلَةٌ ، كذا في لسان العرب ، وأَشَارَ له شيخُنَا ، وفي حديث المُغِيرَةِ «حَمْلُهَا رِبَابٌ» رِبَابُ المَرْأَةِ : حِدْثَانُ وِلَادَتِهَا ، وقيل : هو ما بَيْنَ أَنْ تَضَعَ إِلى أَنْ يَأْتِيَ عليها شَهْرَانِ ، وقِيل : عِشْرُونَ يَوْماً ، يُرِيدُ أَنَّهَا تَحْمِلُ بعدَ أَنْ تَلِدَ بيَسِيرٍ ، وذلك مَذْمُومٌ في النِّسَاءِ ، وإِنَّمَا يُحْمَدُ أَنْ لا تَحْمِلَ بعد الوَضْعِ حتَّى يَتِمَّ رَضَاعُ وَلَدِهَا.

والإِرْبَابُ بالكَسْرِ : الدُّنُوُّ من كُلِّ شيْ‌ءٍ.

والرَّبَابُ بالفَتْحِ : السَّحَابُ الأَبْيَضُ وقيل : هو السَّحَابُ المُتَعَلِّقُ الذي تَرَاهُ كأَنَّهُ دُونَ السحابِ ، قال ابن بَرِّيّ : وهذا القولُ هو المعروفُ ، وقد يكونُ أَبْيضَ ، وقد يكون أَسودَ واحدتُهُ بهاءٍ ومثلُهُ في المُخْتَار ، وفي حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أَنَّهُ نَظَرَ في اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْرِيَ بِهِ إِلَى قَصْرِ مِثْلَ الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ» قال أَبو عُبَيْد : الرَّبَابَةُ بالفَتْحِ : السَّحَابَةُ التي قد رَكِبَ بعضُها بعضاً وجَمْعُهَا : رَبَابٌ ، وبها سُمِّيَتِ المَرْأَةُ الرَّبَابَ قال الشاعر :

سَقَى دَارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِهَا النَّوَى

مُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبَابِ ثَخِينُ

وفي حديث ابن الزبيرِ «أَحْدَقَ بِكُمْ رَبَابُهُ» قال الأَصمعيّ : أَحْسَنُ بيتٍ قالته العرب في وصف الرَّبَابِ قولُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسانَ ، عَلَى ما ذَكَرَه الأَصمعيُّ في نِسْبَةِ البيتِ إِليه ، قال ابن بَرِّيّ : ورَأَيْتُ مَنْ يَنْسُبُه لِعُرْوَةَ بن جَلْهَمَةَ (١) المَازِنِيِّ :

إِذَا اللهُ لَمْ يُسْقِ إِلَّا الكِرَامَ

فَأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ

أَجَشَّ مُلِثّاً غَزِيرَ السَّحَابِ

هَزِيزَ الصَّلَاصِلِ والأَزْمَلِ

تُكَرْكِرُهُ خَضْخَضَاتُ الجَنُوبِ

وتُفْرِغُه (٢) هَزَّةُ الشَّمْأَلِ

كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّحَابِ

نعَامٌ تَعَلَّقَ بِالأَرْجُلِ

والرَّبَابُ : ع بمَكَّةَ بالقُرْبِ من بِئْرِ مَيْمُونٍ ، والرَّبَابُ أَيضاً : جَبَلٌ بين المَدِينَةِ وفَيْدٍ على طريقٍ كان يُسْلَكُ قديماً يُذْكَرُ مَعَهُ جَبَلٌ آخرُ يقال له : خَوْلَة ، وهما عن يَمينِ الطريقِ ويَسَارِه والرَّبَابُ مُحَدِّثٌ يَرْوِي عن ابن عَبّاس ، وعنه تَمِيمُ ابن جُدَير ، ذَكَرَه البُخَارِيّ ، ورَبَابٌ عن مَكْحُولٍ الشاميِّ وعنه أَيوبُ بنُ موسى.

والرَّبَابُ : آلَةُ لَهْوٍ لَهَا أَوْتَارٌ يُضْرَبُ بِهَا ، ومَمْدُودُ بنُ عبدِ اللهِ الوَاسِطِيّ الرَّبَابِيّ يُضْرَبُ بِه المَثَلُ في مَعْرِفَةِ المُوسِيقى بالرَّبَابِ مَاتَ ببغدَادَ في ذِي القَعْدَة سنة ٦٣٨.

والرَّبَابُ وأُمُّ الرَّبَابِ من أَسمائِهِنَّ ، منهنَّ الرَّبَابُ بنتُ امْرِى‌ءِ القَيْسِ بنِ عَدِيِّ بنِ أَوْسِ بنِ جابِرِ بنِ كعبِ بنِ عُلَيْمٍ (٣) الكَلْبِيّ ، أُمُّ سُكَيْنَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ ، وفيها يقولُ سَيِّدُنا الحُسَيْنُ رضي‌الله‌عنه :

لَعَمْرُكَ إِنَّنِي لأُحِبُّ أَرْضاً

تَحُلُّ بِهَا سُكَيْنَةُ والرَّبَابُ

أُحِبُّهُمَا وأَبْذُلُ بَعْدُ مَالِي

ولَيْسَ لِلَائِمٍ فِيهِمْ عِتَابُ

وقال أيضاً :

أُحِبُّ لِحُبِّهَا زَيْداً جَمِيعاً

ونَتْلَةَ كُلَّهَا وبَنِي الرَّبَابِ

وأَخْوَالاً لَهَا مِنْ آلِ لأْمٍ

أُحِبُّهُمُ وطُرَّ بَنِي جَنَابِ

__________________

(١) قوله عروة بن جلهمة صوابه زهير بن عروة بن جلهمة المعروف بالسَّكب ، ترجم له في الأغاني.

(٢) بالأصل «وتفزعه» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله وتفزعه كذا بخطه ولعله وتفرغه من أفرغت الماء إذا صببته فليحرر» وما أثبتناه عن اللسان.

(٣) في جمهرة ابن حزم : عَليم.

١٠

والرَّبَابُ هذه بِنْتُ أُنَيْفِ بنِ حَارِثَةَ بنِ لأْمٍ الطَّائِيِّ ، وهي أُمُّ الأَحْوَصِ ، وعُرْوَةَ بنِ عمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحارِثِ بنِ حِصْنِ بنِ ضَمْضَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ ، وبها يُعْرَفُونَ ، وَرَبَابُ بِنْتُ ضليعٍ عن عَمِّهَا سَلْمَانَ بنِ رَبِيعَةَ ، وَرَبَابُ عن سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ ، وعنها حَفِيدُهَا عُثْمَانُ بنِ حَكِيمٍ وربَابُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ أُمُّ البَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ ، وأَنشدَ شيخُنَا رحمه‌الله تعالى :

عَشِقْتُ وَلَا أَقُولُ لِمَنْ لِأَنِّي

أَخَافُ عَلَيْهِ مِنْ أَلَمِ العَذَابِ

وكُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُشْفَى فُؤَادِي

بِرِيقٍ مِنْ ثَنَايَاهُ العِذَابِ

فَأَشْقَانِي هَوَاهُ وَمَا شَفَانِي

وعَذَّبَنِي بِأَنْوَاعِ العَذَابِ

وغَادَرَ أَدْمُعِي مِنْ فَوْقِ خَدِّي

تَسِيلُ لِغَدْرِهِ سَيْلَ الرَّبَابِ

وَمَا ذَنْبِي سِوَى أَنْ هِمْتُ فِيهِ

كَمَنْ قَدْ هَامَ قِدْماً في الرَّبَابِ

بِذِكْرَاهُ أَرَى طَرَبِي ارْتِيَاحاً

وَمَا طَرَبِي بِرَنَّاتِ الرَّبَابِ

ورَوْضَاتُ بَنِي عُقَيْلٍ يُسَمَّيْنَ الرَّبَابَ

والرُّبَابُ كغُرَابٍ : ع ، وهو أَرْضٌ بينَ دِيَارِ بنِي عامرٍ وبَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ.

وكذا أَبُو الرُّبَابِ المُحَدِّثُ الرَّاوِي عن مَعْقَلِ بنِ يَسَارٍ المُزَنِيِّ ، رضي‌الله‌عنه ، قالَ الحافظُ : جَوَّزَ عَبْدُ الغَنِيِّ أَنْ يَكُونَ هو أَبُو الرُّبَابِ مُطَرِّف بنُ مالِكٍ الذي يَرْوِي عن أَبي الدَّرْدَاءِ ، وعنه الأَمِيرُ أَيضاً أَبُو الرُّبَابِ ، رَوَى عنه أَبُو سَعِيدٍ مُوسَى المَهْدِيُّ.

والرِّبَابُ بالكَسْرِ : العُشُورُ (١) مَجَازاً والرِّبَابُ جَمْعُ ربَّةٍ (٢) بِالكَسْرِ ، وقد تَقَدَّمَ والرِّبَابُ : الأَصحابُ.

والرِّبَابُ : أَحْيَاءُ ضَبَّةَ وهُمْ تَيْمٌ وعَدِيٌّ وعُكْلٌ ، وقِيلَ : تَيْمٌ وَعِدِيٌّ وعَوْفٌ وثَوْرٌ وأَشْيَبُ ، وضَبَّةُ عَمُّهُمْ ، سُموا بذلكَ لِتَفَرُّقِهِمْ لأَنَّ الرُّبَّةَ الفِرْقَةُ (٣) ، ولذلك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرِّبَابِ قُلْتَ رُبِّيُّ ، فَرُدَّ إِلَى وَاحِدِه ، وهُوَ رُبَّةٌ ، لِأَنَّكَ إِذا نسبتَ الشي‌ءَ إِلى الجَمْعِ رَدَدْتَهُ إِلى الوَاحِدِ ، كما تقولُ في المَسَاجِدِ : مَسْجِدِيٌّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ (٤) سَمَّيْت به رَجُلاً فلا تَرُدُّه إِلى الوَاحِدِ ، كمَا تَقُولُ في أَنْمَارٍ : أَنمَارِيٌّ ، وفي كِلَاب كِلَابِيٌّ ، وهذا قولُ سيبويهِ ، وقال أَبو عبيدةَ سُمُّوا رِبَاباً لِتَرَابِّهِم أَي تَعَاهُدِهِم وتَحَالُفِهم على تَمِيمٍ ، وقال الأَصمعيّ : سُمُّوا بذلك لِأَنَّهُمْ أَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ فِي رُبٍّ وتَعَاقَدُوا وتَحَالَفُوا عَلَيْه ، وقال ثعلبٌ : سُمُّوا رِبَاباً بِكَسْر الرَّاءِ لِأَنَّهُمْ تَرَبَّبُوا أَي تَجَمَّعُوا رِبَّةً رِبَّةً ، وهمْ خَمْسُ قَبَائِل تَجَمَّعُوا فَصَارُوا يَداً وَاحِدَةً ، ضَبَّةُ وثَوْرٌ وعُكْلٌ وتَيْمٌ وعَدِيٌّ (٥) ، كذا في لسان العرب وقِيلَ لِأَنَّهُم اجْتَمَعُوا كرِبَابِ القِدَاحِ ، والوَاحِدَةُ رِبَابَةٌ ، قالَه البَلَاذُرِيُّ.

والرَّبَبُ مُحَرَّكَةَ : المَاءُ الكثيرُ المُجْتَمِعُ ، وقيل : العَذْبُ ، قال الراجز :

والبُرَّةُ السَّمْرَاءُ والمَاءُ الرَّبَبْ (٦)

وهو أَيْضاً ما رَبَّبَهُ الطِّينُ ، عن ثعلب وأَنشد :

فِي رَبَبِ الطِّينِ ومَاءٍ حَائِرِ

وأَخَذَهُ أَيِ الشَّيْ‌ءَ بِرُبَّانِهِ بِالضَّمِّ ، ويُفْتَحُ : أَيْ أَوَّله وفي بعض النُّسَخِ بأَوَّلِهِ أَوْ جَمِيعَه ولم يَتْرُكْ منه شَيْئاً ، ويقال : افْعلْ ذلك الأَمْرَ بِرُبَّانِهِ أَيْ بِحِدْثَانِهِ وطَرَائِهِ (٧) وجِدَّتِهِ ومنه قِيلَ : شَاةٌ رُبَّى ، ورُبَّانُ الشَّبَابِ : أَوَّلُهُ ، قال ابنُ أَحْمَرَ :

وإِنَّمَا العَيْشُ بِرُبِّانِهِ

وأَنْتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُعْتَصِرْ

__________________

(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله العشور أي الجماعات المركب كل جماعة منها من عشرة آلاف التي هي معنى الربة فعلى هذا يكون قول المصنف وجمع ربة عطف تفسير للعشور كما في الأوقيانوس» وأنشد ابن بري بيت أبي ذؤيب :

توصل بالركبان حينا وتؤلف الـ

ـجوار وتغشيها الأمانَ ربابها

(٢) القاموس : رَبَّة.

(٣) في جمهرة ابن حزم : سموا بالرباب لأنهم تحالفوا مع بني عمهم ضبة على بني عمهم تميم بن مرّ فغمسوا أيديهم في رُبّ ، ثم خرجت عنهم ضبة.

(٤) اللسان : تكون.

(٥) في جمهرة ابن حزم : تيم وعدي وعوف وثور وأشيب ، وانظر الحاشية قبل السابقة.

(٦) اللسان : والبُرَّةَ .. والماءَ بالنصب.

(٧) اللسان : وطراءته.

١١

وقولُ الشَّاعر :

خَلِيلُ خَوْدٍ غَرَّهَا شَبَابُهُ

أَعْجَبَهَا إِذْ كَثُرَتْ رِبَابُهُ

عَنْ أَبِي عمْرٍو : الرُّبَّى : أَوَّلُ الشَّبَابِ ، يقالُ أَتَيْتُهُ فِي رُبَّى شَبَابِهِ ورِبَّان شَبَابِهِ ، ورِبَابِ شَبَابِهِ ، قال أَبُو عبيدٍ : الرُّبَّانُ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ : حِدْثَانُه.

وفي الصّحَاح : رُبَّ ورُبَّتَ* ورُبَّمَا ورُبَّتَمَا بِضَمِّهِنَّ مُشَدَّدَاتٍ ومُخفَّفَاتٍ وبِفَتْحِهنَّ كذلكَ ، ورُبٌ بِضَمَّتَيْنِ مُخَفَّفَةً ، ورُبْ كَمُذْ (١) قال شيخُنَا : حَاصِلُ ما ذَكَرَه المُؤَلِّفُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لُغَةً ، وهو قُصُورٌ ظاهِرٌ ، فقد قال شيخُ الإِسلام زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ في شَرْحِ المُنْفَرِجَةِ الكَبيرِ له ما نَصُّهُ : في رُبَّ سَبْعُونَ لُغَةً ضَمُّ الراءِ وفتحُهَا مع تَشْدِيدِ البَاءِ وتَخْفِيفِهَا مفتوحةً في الضَّمِّ والفَتْحِ ، ومضمومةً في الضَّمِّ ، كُلٌّ مِنَ السِّتَّةِ مع تَاءِ التأْنِيثِ ساكنةً أَو مفتوحةً أَو مضمومةً أَو مَعَ مَا ، أَو مَعَهُمَا بأَحْوَالِ التَّاءِ ، أَو مجردةً منهما ، فذلك ثَمَانٍ وأَرْبَعُونَ ، وضَمُّهَا وَفَتْحُهَا مع إِسْكَانِ البَاءِ ، كُلٌّ منهما مع التَّاءِ مفتوحةً أَو مضمومةً ، أَو مع مَا ، أَو مَعَهُمَا بحالَتَيِ التاءِ ، أَو مجردةً ، فذلك اثْنَتَا عَشْرَةَ ، ورُبت ، بضم الراءِ وفتحها مع إِسْكَانِ الباءِ أَو فَتْحِهَا أَو ضَمِّهَا ، مُخَفَّفَةً أَو مُشَدَّدَةً في الأَخيرتَيْنِ ، فذلك عشرة ، حَرْفٌ خَافِضٌ على الصواب ، وهو المختارُ عند الجمهور خلافاً للكوفِيِّينَ والأَخْفَشِ ومَنْ وَافَقَهُمْ لَا يَقَعُ إِلَّا عَلَى نَكِرَةٍ وقال ابن جِنِّي : أَدْخَلُوا رُبَّ على المُضْمَرِ وهو على نِهَايَةِ الاختصاصِ وجَازَ دُخُولُهَا عَلَى المَعْرِفَةِ في هذا المَوْضِعِ لِمُضَارَعَتِهَا النَّكِرَةَ بِأَنَّهَا أُضْمِرَتْ عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ، ومن أَجْلِ ذلك احتاجت إِلى تَفْسِيرٍ (٢) ، وحَكَى الكوفيونَ مُطَابَقَةَ الضَّمِيرِ للتَّمْيِيزِ : رُبَّهُ رَجُلاً قَدْ رَأَيْتَ ، ورُبَّهُمَا رَجُلَيْنِ ، ورُبَّهُمْ رِجَالاً ، ورُبَّهُنَّ نِسَاءً ، فَمَنْ وَحَّدَ قَالَ : إِنَّهُ كِنَايَةٌ عن مَجْهُولٍ ، ومَنْ لم يُوَحِّدْ ، قالَ : إِنَّهُ رَدُّ كَلَامٍ ، كَأَنَّهُ قِيل لهُ : مَا لَكَ جَوَارٍ ، قالَ (٣) : رُبَّهُنَّ جَوَارٍ قَدْ مَلَكْتُ ، وقال أَبُو الهَيْثَم : العَرَبُ تَزِيدُ في رُبَّ هاءً ، وتجعلُ الهاءَ اسماً مجهولاً لا يُعْرَفُ ، ويَبْطُلُ معها عَمَلُ رُبَّ فلا تخفض (٤) بها ما بَعْدَ الهاءِ ، وإِذَا فَرَقْتَ بين كم التي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشَيْ‌ءٍ بَطَلَ عنها عَمَلُهَا. وأَنشد :

كَائِنْ رَأَيْتَ وَهَايَا صَدْعِ أَعْظُمِهِ

وَرُبَّه عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ (٥)

نَصَبَ عَطِباً مِنْ أَجْلِ الهَاءِ المَجْهُولَةِ وقولُه : رُبَّهُ رَجُلاً ، ورُبَّهَا امْرَأَةً أَضْمَرَتْ فيها العَرَبُ على غير تقدم ذِكر. [ثم] (٦) أَلْزَمَتْهُ التَفْسِيرَ ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّحَ ما أَوقعت به الالتباسَ ، ففسره (٧) بِذكرِ النوعِ الذي هو قولهم : رَجُلاً وامْرَأَةً ، كذا في لسان العرب ، أَو اسمٌ وهو مذهب الكوفيينَ والأَخفشِ في أَحَدِ قَوْلَيهِ ، ووافقهم جماعةٌ ، قال شيخُنَا : وهو قول مردودٌ تعرَّضَ لإِبطاله ابنُ مالك في التسهيل وشرحه ، وأَبْطَلَه الشيخ أَبو حَيَّانَ في الشرح ، وابن هشام في المُغْنِي وغيرُهم وقِيل : كَلمة تَقلِيلٍ دائماً ، خلافاً للبعض ، أو في أَكثرِ الأَوقاتِ ، خلافاً لقومٍ أَو تَكْثِيرٍ دائماً ، قاله ابن دُرُسْتَوَيْهِ ، أَو لَهُمَا ، في التهذيب : قال النحويونَ رُبَّ مِنْ حُرُوفِ المَعَاني ، والفَرْقُ بَيْنَها وبينَ كَمْ أَن رُبَّ للتقليل وكمْ وُضِعَت للتكثيرِ إِذا لم يُرَدْ بها الاستفهام ، وكلاهُمَا يقع على النَّكِرَاتِ فيخفضها ، قال أَبو حاتمٍ : من الخطإ قول العَامَّةِ : رُبَّمَا رَأَيْتهُ كَثِيراً ، ورُبَّمَا إِنَّمَا وُضِعَتْ للتقليل ، وقال غيرهُ : رُبَّ ورَبَّ ورُبَّةَ كلمة تقليل يُجَرُّ بها (٨) فيقال : رُبّ رجلٍ قائمٌ [ورَبّ رجُلٍ] وتدخل عليها (٩) التاءُ فيقال : رُبَّتَ رَجل وَرَبَّتَ رَجلٍ وقال الجوهريّ : وتدخل عليه ما ليمكن أَن يتكلم بالفعل بعده فيقال : رُبَّمَا ، وفي

__________________

(*) بالقاموس : ورُبَّةَ.

(١) بهامش القاموس : «بدله في نسخة المؤلف هكذا : ورَبَّ ورُبَّةُ ورَبَّتْ ويخفف الكل ورُبُّ ورُب كمُدْ ورُبَّما ورَبَّما ورُبَّتُما ورَبَّتَما ويخفف الكل حرف خافض».

وقوله : «وفي الصحاح» فالعبارة في الصحاح ورب حرف خافض لا يقع إلا على نكرة ، يشدد ويخفف وقد تدخل عليه التاء فيقال رُبّت وتدخل عليه ما ... وقد تدخل عليه الهاء فيقال رُبَّه.

(٢) في اللسان : احتاجت إلى التفسير بالنكرة المنصوبة نحو رجلاً وامرأة ، ولو كان هذا المضمر كسائر المضمرات لما احتاجت إلى تفسيره.

(٣) اللسان : فقال

(٤) اللسان : يخفض.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله م العطب أي من العطب فحذف النون تخفيفاً وينشد في كتب النحو : وربه عطباً أنقذت من عطبه.»

(٦) زيادة عن اللسان.

(٧) اللسان : ففسروه.

(٨) عن اللسان ، وبالأصل «ويخبر بها».

(٩) اللسان : عليه.

١٢

التنزيل العزيز (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) (١) وبعضهم يقول : رَبما بالفَتْحِ وكذلك رُبَّتَمَا وَرَبَّتَمَا وربما (٢) وربما والتقليل في ذلك (٢) أَكثرُ في كلامهم ، ولذلك إِذا حَقَّرَ (٣) سيبويه رُبَّ من قوله تعالى (رُبَما يَوَدُّ) رَدَّهُ إِلى الأَصْلِ ، فقال : رُبَيْبٌ ، قال اللِّحْيانيّ ، قَرَأَ الكسائيّ وأَصحابُ عبدِ الله والحَسَن رُبَّمَا يَوَدُّ بالتثقيل ، وقرأَ عاصمٌ وأَهل المدينة وزِرُّ بن حُبَيْشٍ (رُبَما يَوَدُّ) بالتخفيف ، قال الزّجّاج : مَنْ قَالَ إِنَّ رُبَّ يُعْنَى بها التَّكْثِيرُ ، فهو ضِدُّ مَا تَعْرِفهُ العَرَب ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَلِمَ جَازَتْ رُبَّ في قوله [تعالى] (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) ورُبَّ للتقليل ، فالجَوَابُ في هذا أَنَّ العربَ خوطِبت بما تَعْلَمُه في التهديد ، والرجل يَتَهَدَّدُ (٤) الرجلَ فيقول : سَتَنْدَم عَلَى فِعْلِكَ ، وهو لا يشكُّ في أَنه يَنْدَم ، ويقول : رُبَّمَا نَدِمَ الإنسانُ من مثلِ ما صَنَعْت ، وهو يعلمُ أَن الإِنسانَ يندمُ كثيراً ، قال الأَزهريّ : والفَرْقُ بين رُبَّمَا ورُبَّ أَنَّ رُبَّ لا يَلِيهِ غيرُ الاسمِ ، وَأَمَّا رُبَّمَا فإِنه زِيدَت مَا مَع رُبَّ لِيَلِيَهَا الفِعْلُ ، تقولُ رُبَّ رجُلٍ جَاءَنِي ورُبَّمَا جَاءَنِي زَيْدٌ ، ورُبَّ يَوْمٍ بَكَّرْتُ فيه ، ورُبَّ خَمْرَةٍ شَرِبْتُهَا ، وتقول : رُبَّمَا جَاءَنِي فلانٌ ورُبَّمَا حَضَرَنِي زَيْدٌ ، وأَكْثَرُ ما يَلِيهِ الماضي ، ولا يَليه مِن الغابرِ إِلَّا مَا كانَ مُسْتَيْقَناً ، كقوله [تعالى] (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) وَوَعْدُ (٥) اللهِ حَقٌّ ، كَأَنَّه قد كان ، فهو بمعنى ما مَضَى ، وإِن كان لفظُه مُسْتَقْبَلاً ، وقد تَلِي رُبَّمَا الأَسْمَاءُ وكذلك رُبَّتَمَا وقال الكسائيُّ : يَلْزَمُ (٦) مَنْ خَفَّفَ فأَلْقَى أَحدَ البَاءَيْنِ أَن يقولَ : رُبْ رَجُلٍ ، فَيُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدَوَاتِ ، كما تقول : لِمَ صَنَعْتَ؟ ولِمْ صَنَعْتَ؟ (٧) وقالَ : أَظُنُّهُمْ إِنَّمَا امْتَنَعُوا مِنْ جَزْمِ البَاءِ لكَثْرَةِ دُخُولِ التاءِ فيها في قولهم : رُبَّتَ رَجُلٍ ورُبَتَ رَجُلٍ ، يريدُ الكسائِيّ : أَن تَاءَ التأْنِيثِ لا يكونُ ما قَبْلَهَا إِلا مفتوحاً أَو في نِيَّةِ الفَتْحِ ، فَلَمَّا كانت تاءُ التأْنِيثِ تدخلُهَا كثيراً امتنعوا من إِسْكَانِ ما قَبلَ هاءِ التأْنِيثِ فآثَروا (٨) النَّصْبَ ، يعنِي بالنَّصْبِ الفَتْحَ ، قال اللِّحْيَانيُّ : وقال لي الكسائيّ : إِنْ سَمِعْتَ بالجَزْمِ يَوْماً فَقَدْ أَخْبَرْتُكَ ، يُرِيدُ : إِنْ سَمِعْتَ أَحَداً يقولُ : رُبْ رَجُلٍ فَلَا تُنْكِرْهُ ، فَإِنَّهُ وَجْهُ القِيَاسِ ، قال اللِّحْيَانيّ : ولَمْ يَقْرَأْ أَحَدٌ رَبَّمَا ، بالفَتْحِ ، وَلَا رَبَمَا ، كذا في لسان العرب أَوْ فِي مَوْضِع المُبَاهَاةِ والافْتِخَارِ دونَ غيره للتَّكْثِيرِ ، كما ذَهب إِليه جماعةٌ من النحويينَ أَوْ لمْ تُوضَعْ لتقليلٍ ولا تكثيرٍ بل يُسْتَفَادَانِ من سِيَاقِ الكلام خِلَافاً للبَعْضِ وقد حَرَّرَهُ البَدْرُ الدَّمَامِينِيُّ في التُّحفة ، كما أَشار إِليه شيخُنا ، وقال ابن السَّرَّاج : النحويّونَ كالمُجْمِعِينَ على أَنّ رُبَّ جوابٌ.

واسْمُ جُمَادَى الأُولَى عند العرب رُبَّى ورُبٌّ ، واسم جمادى الآخِرَةِ رُبَّى ورُبَّةُ عن كُرَاع واسمُ ذِي القَعْدَةِ رُبَّةُ ، بِضَمِّهِنَّ (٩) وإِنَّمَا كَانُوا يسمونَهَا بذلك في الجَاهِليّة ، وضَبَطَه أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ بالنُّونِ ، وقال هو اسمٌ لجُمَادَى الآخِرَةِ وخَطَّأَهُ ابنُ الأَنْبَارِيّ وأَبُو الطيّبِ وأَبُو القَاسِم الزَّجّاجِيّ ، كما سيأْتِي في ر ن ن.

والرَّابَّةُ : امْرَأَةُ الأَب ، وفي حديثِ مُجَاهِدٍ «كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةَ رَابِّهِ» يَعْنِي امْرَأَةَ زَوْجِ أُمِّهِ لأَنَّه كان يُرَبِّيهِ (١٠) ، وقد تقدَّم ما يتعلّق به من الكَلَام.

والرُّبُّ بالضَّمِّ : هو ما يُطْبَخُ من التَّمْرِ (١١) ، والرُّبُّ : الطِّلَاءُ الخَاثِرُ ، وقِيلَ هو دِبْسٌ ، أَي سُلَافَةُ خُثَارَةِ كُلِّ تَمْرَةٍ بعدَ اعْتِصَارِهَا والطَّبْخِ والجَمْعُ : الرُّبُوبُ والرِّبَابُ ، ومنه : سِقَاءٌ مَرْبُوبٌ إِذَا رَبَبْتَهُ أَي جَعَلْتَ فيه الرُّبَّ وأَصْلَحْتَه به ، وقال ابن دُريد : ثُفْلُ السَّمْنِ والزَّيْتِ ، الأَسْوَدُ ، وأَنشد :

كَشَائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ

وفي صِفةِ ابنِ عباسٍ «كَأَنَّ عَلَى صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مِسْكٍ أَوْ عَنْبَر. إِذا وُصِفَ الإِنْسَانُ بحُسْنِ الخُلُقِ قِيلَ هُوَ السَّمْنُ لَا يَخُمُّ.

والحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ قَنَانٍ الرُّبِّيُّ : مُحَدِّثٌ (١٢)

__________________

(١) سورة الحجر الآية ٣.

(٢) العبارة في اللسان : ورُبَتَما ورَبَتَما والتثقيل في كل ذلك.

(٣) اللسان : صغّر.

(٤) عن اللسان ، وبالأصل «يهدد».

(٥) ضبط المطبوعة الكويتية : «وَوَعَدُ» تصحيف.

(٦) ضبط المطبوعة الكويتية : «يَلَزَمُ» تصحيف.

(٧) بعدها في اللسان : وبأَيَّمَ جئتَ؟ وبأَيَّمَ جئتَ؟ وما أشبه ذلك.

(٨) اللسان : وآثروا.

(٩) في نسخة ثانية من القاموس : وذو القعدة : رُبّةُ بضمتين.

(١٠) في المقاييس ، الرابّ الذي يقوم على أمر الربيب ، وربيب الرجل ابن امرأته.

(١١) اللسان : الثمر.

(١٢) في إحدى نسخ القاموس : نسبة إلى الرُّبّ.

١٣

بَغْدَادِيٌّ مُكْثِرٌ صَادِقٌ سَمِعَ الأُرْمَوِيَّ ، ومَاتَ بَعْدَ ابنِ مُلَاعِب كَأَنَّهُ نِسْبَةٌ إِلى الرُّبِّ وفي نسخة : إِلى بَيْعِهِ.

والمُرَبَّبَاتُ الأَنْبِجَاتُ أَي المَعْمُولَاتُ بالرُّبِّ كالمُعَسَّلِ المَعْمُولِ بالعَسَلِ ، وكذلك : المُرَبَّيَاتُ إِلَّا أَنَّهَا مِنَ التَّرْبِيَةِ ، يقالُ زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ.

والرُّبَّانُ بالضَّمِّ مِنَ الكَوْكَبِ : مُعْظَمُهُ ، ورَئِيسُ المَلَّاحِينَ في البَحْرِ : كالرُّبَّانِيِّ بالضمِّ منسوباً ، عن شَمِرٍ ، وأَنشدَ للعجاج :

صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانِيُّ

وقَالُوا : ذَرْهُ برُبَّانٍ والرُّبَّانُ رُكْنٌ ضَخْمٌ مِنْ أَرْكَانِ أَجَإ لِطَيِّى‌ءِ (١) ، نَقَلَه الصاغانيّ.

والرُّبَّانُ كَرُمَّانٍ عن الأَصمعيّ والرَّبَّانُ مِثْلُ شَدَّادٍ (٢) عن أَبي عُبَيْدة : الجَمَاعَةُ.

وكَشَدَّاد : أَحْمَدُ بنُ مُوسَى الفَقِيهُ (٣) أَبُو بَكْرِ بنُ المِصْرِيِّ بن الرَّبَّابِ ماتَ بعدَ الثلاثمائة ، وأَبُو الحَسَنِ هكذا في النسخ ، والصوابُ : أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يَعْقُوبَ الصَّيْرَفِيُّ بن الرَّبَّابِ رَاوِي مَسَائِلِ عبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ عن ابن ثابتٍ الصَّيْرَفِيّ.

والرَّبَّابِيَّةُ : ماءٌ باليَمَامَةِ نَقَلَه الصاغانيّ ، وقَيَّدَهُ بالضَّمِّ.

وارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حَتَّى يَكُونَ رُبًّا يُؤْتَدَمُ به ، عن أَبِي حَنِيفَةَ.

والمَرْأَةُ تَرْتَبُّ الشَّعَرَ ، قالَ الأَعْشى :

حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنَامِلِ تَرْتَبُّ

سُخَاماً تَكُفُّهُ بخِلَالِ

وهُوَ من الإِصلَاحِ والجَمْعِ.

والمُرْتَبُّ : المُنْعِمُ وصاحِبُ النِّعْمَةِ ، و: المُنْعَمُ عَلَيْهِ أَيضاً ، وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ رَجَزُ رؤبةَ :

ورَغْبَتِي فِي وَصْلِكُمْ وحَطْبِي

فِي حَبْلِكُمْ لَا أَثْتَلِي وَرَغْبِي

إِلَيْكَ فَارْبُبْ نِعْمَةَ المُرْتَبِّ

والرِّبِّيُّ بالكسر واحدُ الرِّبِّيِّين ، وهُمُ الأُلوف من الناسِ قاله الفراءُ ، وقال أَبو العباس أَحمدُ بن يحيى : قال الأَخْفَش : الرِّبِّيُّونَ منسوبونَ إِلى الرَّبِّ ، قال أَبو العبَّاس : يَنْبَغِي أَن تُفْتَحَ الراءُ على قوله ، قال : وهو على قول الفَرّاءِ من الرِّبَّةِ وهي الجَمَاعَة ، وقال الزجّاج رُبِّيُّونَ بكَسْرِ الرَّاءِ وضمها ، وهم الجَمَاعَة الكثيرَة ، وقيلَ : الرِّبِّيُّونَ : العُلماءُ الأَتْقِيَاءُ الصُّبُر ، وكِلَا القولينِ حَسَنٌ جَمِيلٌ ، وقال أَبو العباس : الرَّبَّانِيُّونَ : الأُلوف ، والرَّبَّانِيُّونَ : العُلَمَاءُ ، وقد تقدَّم ، وقرأَ الحَسَن : رُبِّيُّونَ ، بضَمِّ الراءِ ، وقَرَأَ ابن عباس رَبِّيُّونَ بفَتْحِ الرَّاءِ ، كذا في اللسان.

قلت : ونَقَلَهُ ابن الأَنباريِّ أَيضاً وقال : وعَلَى قِرَاءَة الحَسَنِ نُسِبُوا إِلى الرُّبَّةِ ، والرُّبَّةُ : عَشَرَة آلافٍ.

والرَّبْرَبُ : القَطِيع من بَقَرِ الوَحْشِ وقيل : من الظِّبَاءِ ، ولا وَاحِدَ له ، قال :

بِأَحْسَنَ مِنْ لَيْلَى وَلَا أُمَّ شَادنٍ

غَضِيضَةَ طَرْفٍ رُعْتَهَا وَسْطَ رَبْرَبِ(٤)

وقال كُرَاع : الرَّبْرَبُ : جَمَاعَةُ البَقَرِ ما كَانَ دُونَ العَشَرَةِ.

والأَرِبَّة : أَهْلُ المِيثَاقِ والعَهْدِ ، قال أَبو ذُؤيب :

كَانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهَزٌ وغَرَّهُمُ

عَقْدُ الجِوَارِ وكَانُوا مَعْشَراً غُدُرَا

قال ابن بَرِّيّ : يكُونُ التقديرُ ذَوِي أَرِبَّتهِمْ (٥) ، وبَهْزٌ : حَيٌّ مِنْ سُلَيْمٍ :

* ومِمَّا بَقِيَ عليه :

الحُوَيْرِثُ بنُ الرَّبَابِ كسَحَابٍ ، عن عُمَر ، وإِدريس بن سَلْمَانَ بنِ أَبِي الرَّبَابِ شَيْخٌ لابنِ جَوْصَا.

ورَبَّانُ كَكَتَّانٍ لَقَبُ الحَافِي بنِ قُضَاعَةَ.

__________________

(١) وهو رُبان الشباب (كما في معجم البلدان) ثم ذكره في ريان قال : وهو جبل في ديار طيى‌ء

(٢) في نسخة ثانية من القاموس : وككتان اسم جماعة.

(٣) في نسخة ثانية من القاموس : وكشداد ابن الفقيه.

(٤) في المطبوعة المصرية «رعنها» وما أثبتناه يوافق اللسان.

(٥) اللسان ، وبهامشه هنا : «قوله : التقدير ذوي الخ أي داع لهذا التقدير مع صحة الحمل بدونه».

١٤

وَرَبَّانُ أَيضاً هو عِلَافٌ وإِليهِ تُنسَبُ الرِّحَالُ العِلَافِيّةُ ، وكذلكَ رَبَّانُ بنُ حاضِرِ بنِ عامرٍ ، وسيأْتِي في رب‌ن.

[رتب] : رَتَبَ الشي‌ءُ يَرْتُبُ رُتُوباً : ثَبَتَ ودَامَ ولمْ يَتَحَرّك ، كتَرتَّب ، وعَيْشٌ رَاتِبٌ : ثَابِتٌ دَائِمٌ ، وأَمْرٌ راتِبٌ أَي دَارٌّ ثَابِتٌ ، قالَ ابن جِنِّي : يقال : مَا زِلْتُ عَلَى هَذَا رَاتِباً ورَاتِماً أَي مُقِيماً ، قال : فالظاهرُ من أَمْرِ هذه الميمِ أَن تكونَ بَدَلاً من البَاءِ ، لأَنَّهُ لم يُسْمَع في هذا المَحَلِّ (١) : رَتَمَ مثل رَتَبَ ، قال : ويحتمل (٢) المِيمُ عِنْدِي في هذا أَن يكونَ (٢) أَصْلاً غيرَ بَدَلٍ من الرَّتِيمَةِ ، وسيأْتي ذِكرُهَا وَرَتَّبْتُهُ أَنَا تَرْتِيباً : أَثْبَتُّهُ.

والتُّرْتَبُ كَقُنْفُذ وجُنْدَبٍ : الشَّيْ‌ءُ المُقِيمُ الثَّابِتُ وأَمْرٌ تُرْتَبٌ عَلَى تُفْعَل بضمِّ التَّاءِ وفَتْحِ العَيْنِ أَي ثَابِتٌ ، قال زِيَادَةُ بنُ زَيْدٍ العُذْرِيُّ ، وهو ابنُ أُخْتِ هُدْبَةَ :

مَلَكْنَا ولَمْ نُمْلَكْ وقُدْنَا ولَمْ نُقَدْ

وكَانَ لَنَا حَقًّا عَلَى الناسِ تُرْتَبَا

قَالَ الصَّرْفِيُّونَ : تَاءُ تُرْتَبٍ الأُولَى زَائِدَةٌ ، لأَنَّه ليس في الأُصولِ مثلُ جُعْفَرِ ، والاشتقاقُ يَشْهَدُ به ، لأَنه من الشْي‌ءِ الرَّاتِبِ.

والتُرْتَبُ كجُنْدَب : الأَبَدُ ، والعَبْدُ السُّوءُ (٣) يَتَوَارَثُهُ ثَلَاثَةٌ ، لِثَبَاتِهِ في الرِّقِّ وإِقَامَتِه فيه. والتُرْتَبُ : التُّرَابُ (٤) لثَبَاتِهِ وطولِ بقائِه ، الأَخِيرَتَانِ عن ثعلب ويُضَمُّ أَي التاءُ الثانيةُ ، كذا ضَبطه في اللسان في معنى الأُولَى من الأَخيرتين وكذَا قولُهُمْ جَاءُوا تُرْتُباً وكذا قولُ العُذْرِيِّ على الرِّوَايَةِ المشهورةِ في الكتب :

وكَانَ لَنَا فَضْلٌ عَلَى النَّاسِ تُرْتُبَا

أَيْ جَمِيعاً والصحيحُ في الرِّوَايَةِ «حَقَّا عَلَى النَّاسِ» والصَّوَابُ في الإِعْرَابِ «فَضْلاً» (٥). واتَّخَذَ (٦) فُلَانٌ تُرْتُبَّة كَطُرْطُبَّةٍ أَيْ شِبْهَ طَرِيقٍ نَقَله الصاغانيّ يَطْؤُهُ.

والرُّتْبَةُ بالضَّمِّ ، والمَرْتَبَةُ : المَنْزِلَةُ عندَ المُلُوكِ ونَحْوِها ، وفي الحديث «مَنْ مَاتَ عَلى مَرْتَبَةٍ من هذه المَراتِبِ بُعِثَ عليْهَا» المَرْتَبَة : المَنْزِلَةُ الرَّفِيعَةُ أَرَادَ بها الغَزْوَ والحَجَّ ونَحْوَهُمَا من العِبَادَاتِ الشَّاقَّةِ ، وهي مَفْعَلَةٌ من رَتَبَ إِذا انْتَصَبَ قائماً ، والمَراتِبُ : جَمْعُهَا ، قال الأَصمعيّ : والمَرْتَبَة : المَرْقَبةُ ، وهي أَعْلَى الجَبَلِ ، وقال الخليل : المَرَاتِبُ في الجَبَلِ والصَّحَارِي ، وهي الأَعْلامُ التي تُرَتَّبُ فيها العُيُونُ والرُّقَبَاءُ وفي حديث حُذَيْفَةَ يَوْمَ الدَّارِ «أَمَا إِنه سَيَكُونُ لَهَا وَقَفَاتٌ ومَرَاتِبُ فَمَنْ مَاتَ في (٧) وَقَفَاتِهَا خَيْرٌ مِمَّنْ مَاتَ فِي مَرَاتِبِهَا» المَرَاتِبُ : مَضَايِقُ الأَوْدِيَةِ في حُزُونَةٍ ، ومنَ المَجَازِ : لَهُ مَرْتَبَةٌ عِنْدَ السُّلْطَانِ أَي (٨) مَنْزِلَةٌ ، وهُوَ مِنْ أَهْلِ المَرَاتِبِ ، وهو في أَعْلَى الرُّتَبِ.

والرتب ، مُحركة : الشِّدَّةُ والانْتِصَابُ (٩) و* رَتَبَ الرَّجُلُ يَرْتُبُ رَتْباً : انْتَصَبَ ، وفي حديثِ لُقْمَانَ بنِ عَادٍ : «رَتَبَ رُتوبَ الكَعْبِ في المَقامِ الصَّعْبِ» أَي انْتَصَبَ كَمَا يَنْتَصِبُ الكَعْبُ إِذا رَمَيْتَهُ ، ورَتَبَ الكَعْبُ رُتُوباً : انْتَصَبَ وثَبَتَ وقد أَرْتَبَ الرَّجُلُ إِذا انْتَصَبَ قائماً ، فهو رَاتِبٌ ، عَزَاهُ في «التهذيب» لابنِ الأَعْرَابيّ ، وأَنشد :

وإِذَا يَهُبُّ مِنَ المَنَامِ رَأَيْتَهُ

كَرُتُوبِ كَعْبِ السَّاقِ لَيْسَ بِزُمَّلِ

وصَفَهُ بالشَّهَامَةِ وحِدَّةِ النَّفْسِ ، يقولُ : هُوَ أَبَداً مُسْتَيْقِظٌ مُنْتَصِبٌ ، وأَرْتَبَ الغُلَامُ الكَعْبَ إِرْتَاباً : أَثْبَتَهُ ، وفي حديث ابن الزُّبيرِ «كَانَ يُصَلِّي في المَسْجِدِ الحَرَامِ وأَحْجَارُ المَنْجَنِيقِ تَمُرُّ عَلَى أُذُنِهِ وَمَا يَلْتَفِتُ كَأَنَّهُ كَعْبٌ رَاتِبٌ».

والرَّتَبُ : مَا أَشْرَفَ مِنَ الأَرْضِ كالبَرْزَخِ ، يقالُ : رَتَبَةٌ ورَتَبٌ كَدَرَجَةٍ ودَرَجٍ والرَّتَبُ : الصُّخُور المُتَقَارِبَةُ وبَعْضُهَا أَرْفَعُ مِنْ بَعْضٍ واحِدَتُهَا : رَتَبَةٌ ، وحُكِيَتْ عن يَعْقُوبَ بِضَمِّ

__________________

(١) اللسان : هذا الموضع.

(٢) اللسان : وتحتمل ... تكون.

(٣) في اللسان : التُّرْتَبُ : بضم التاءين العبد السوء وقبله ذكر : التُّرْتَبُ : العبد.

(٤) في التكملة الترتب بضم التاءين كالعبد السوء ثم ورد فيها : والترتب الأبد ، والترتب بمعنى الجميع بفتح التاء الثانية فيهما.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «أفاده في التكملة وقال ومعناه كان ما ذكرت من ساقب آبائي من قبل فضلاً ترتباً لنا على غيرنا».

(٦) عن القاموس ، وبالأصل «وأخذ».

(٧) عن النهاية ، وبالأصل «على».

(٨) في الأساس : ومنزلة.

(٩) في القاموس : والانصباب.

(١٠) (*) بالقاموس : واو العطف واحدة [وقد].

١٥

الرَّاءِ وفَتْحِ التَّاءِ والرَّتَبُ : عَتَبُ الدَّرَجِ ، والرَّتَبُ : غِلَظُ العَيْشِ وَشِدَّتُهُ ، قال ذو الرُّمَّة يَصِف الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ.

تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَهُ

تَرَوُّحُ البَرْدِ مَا فِي عَيْشِه رَتَبُ

أَيْ تَقَيَّظَ هذا الثَّوْرُ الرَّمْلَ (١) ، والخِلفَةُ : النَّباتُ الذي يَكُونُ فِي أَدْبَارِ القَيْظِ ومَا فِي عَيْشِهِ رَتَبٌ أَي هو في لِينٍ مِنَ العَيْشِ ، وَمَا في عَيْشِهِ رَتَبٌ وَلَا عَتَبٌ أَي ليسَ فيه غِلَظٌ وَلَا شِدَّةٌ أَيْ هُوَ أَمْلَسُ ، وَمَا فِي هذَا الأَمْرِ رَتَبٌ وَلَا عَتَبٌ أَي عَنَاءٌ وشِدَّةٌ (٢) ، وفِي التهذيب : أَي هُوَ سَهْلٌ مُسْتَقِيمٌ ، وقالَ أَبُو مَنْصُورٍ (٣) هو بمعنَى النَّصَبِ والتَّعَبِ ، وكذلك المَرْتَبَةُ ، وكُلُّ مقامٍ شديدٍ : مَرْتَبَةٌ ؛ قال الشمَّاخ :

ومَرْتَبَةٍ لَا يُسْتَقَالُ بِهَا الرَّدَى

تَلَاقَى بها حِلْمِي عنِ الجَهْلِ حاجِزُ

والرَّتَبُ : الفَوْتُ بَيْنَ الخِنْصِرِ والبِنْصِرِ ، عن ابن دريد وكذا لِكَ بَيْنَ البِنْصِرِ والوُسْطَى وقِيلَ : ما بَيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى ، وقد يُسَكَّن والمعروفُ في الأَولِ : البُصْمُ ، وفي الثانِي : العَتَبُ ، قالَهُ الصاغانيّ والرَّتَبُ : أَنْ تَجْعَلَ أَرْبَعَ أَصَابِعِكَ مَضْمُومَةً كالبَرْزَخِ ، نقله الليث.

الرَّتْبَاءُ : النَّاقَةُ المُنْتَصِبَةُ في سَيْرِهَا ، عن ابن الأَعْرَابِيّ.

وأَرْتَبَ الرَّجُلُ إِرْتَاباً إِذَا سَأَلَ بَعْدَ غِنًى ، حَكَاه ابن الأَعْرَابِي أَيضاً ، كذا في التهذيب.

وبَابُ المَرَاتِبِ بِبَغْدَادَ ، نُسِبَ إِليه المُحَدِّثونَ.

والرَّتْبُ بِفَتْحٍ فَسُكونٍ : قَرْيَةٌ قُرْبَ سِجِلْمَاسَةَ.

[رجب] : رَجِبَ الرَّجُل كَفَرِحَ رَجَباً : فَزِعَ ، ورَجِبَ رَجَباً : اسْتَحْيَا ، كَرَجَبَ يَرْجُبُ كَنَصَرَ قال :

فَغَيْرُكَ يَسْتَحْيِي وغَيْرُكَ يَرْجُبُ

ورَجِبَ فلاناً : هَابَهُ وعَظَّمَهُ ، كَرَجَبَهُ يَرْجُبُهُ رَجْباً ورُجُوباً ، ورَجَّبَهُ تَرْجِيباً ، وتَرَجَّبَهُ وأَرْجَبَهُ فهو مَرْجُوبٌ ومُرَجَّبٌ وأَنشد :

أَحْمَدُ رَبِّي فَرَقاً وأَرْجُبُهْ

أَي أُعَظِّمُه ، ومِنْهُ سُمِّيَ رَجَبٌ ، لِتَعْظِيمِهِمْ إِيَّاهُ في الجَاهِلِيَّةِ عَنِ القِتَالِ فيهِ ، وَلَا يَسْتَحِلُّونَ القِتَالَ فيهِ ، وفي الحديث «رَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وشَعْبَانَ» قولُه بين جُمَادَى وشعبانَ تَأْكِيدٌ (٤) للشَّأْنِ وإِيضاحٌ ، لأَنهُم كانوا يُؤَخِّرُونَه من شهرٍ إِلى شهرٍ ، فيتحولُ عن موضعِه الذي يَخْتَصُّ به ، فَبَيَّنَ لهُم أَنه الشهرُ الذي بين جُمَادَى وشعبانَ ، لَامَا كانُوا يُسَمُّونَه على حِسَابِ النَّسِى‌ءِ ، وإِنما قيلَ : رَجَبُ مُضَرَ ، وأَضَافَهُ (٥) إِليهم ، لأَنَّهُمْ كَانُوا أَشَدَّ تَعْظِيماً له من غيرِهم ، وكَأَنَّهُم اخْتَصُّوا به ، وقد ذَكَرَ له بعضُ العلماءِ سَبْعَةَ عَشَرَ اسْماً ، كذا نقلَه شيخُنا عن لَطَائِفِ المَعَارِفِ فِيمَا للمَوَاسِمِ من الوَظَائِفِ ، تأْلِيف الحافِظ عبدِ الرحمنِ بنِ رَجَبٍ الحَنْبَلِيِّ ، ثم وقَفْتُ على هذا التأْليفِ ونقلتُ منه المطلوبَ ، ج أَرْجَابٌ ورُجُوبٌ ورِجَابٌ ورَجَبَاتٌ ، مُحَرَّكَةٌ تقول : هَذَا رَجَبٌ ، فإِذا ضَمُّوا له شَعْبَانَ قالُوا : رَجَبَانِ.

والتَّرْجِيبُ : التَّعْظِيمُ ، وإِنَّ فُلاناً لَمُرَجَّبٌ ومِنْهُ التَّرْجِيبُ أَي ذَبْحُ النَّسَائِكِ فيهِ (٦) وفي الحديث : «هَلْ تَدْرُونَ ما العِتيرَةُ؟» هِيَ التي يُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ ، كانُوا يَذْبَحُونَ في شهرِ رَجبٍ ذَبِيحَةً ويَنْسُبُونَهَا إِليهِ ، يقالُ : هذِه أَيَّامُ تَرْجيبٍ وتَعْتَارٍ ، وكانَتِ العَرَبُ تُرَجِّبُ ، وكان ذلك لهم نُسُكاً ، أَو ذَبَائِحَ في رَجَبٍ ، وعن أَبي عَمْرٍو : الرَّاجِبُ : المُعَظِّمُ لِسَيِّدِه.

والتَّرْجِيبُ : أَنْ يُبْنَى تَحْتَ النَّخْلَةِ ، إِذا مَالَتْ وكانَتْ كَرِيمَةً عليهِ ، دُكَّانٌ تَعْتَمِدُ هيَ عَلَيْهِ لِضَعْفِهَا.

والرُّجْبَةُ بالضَّمِّ اسْمُ ذلكَ الدُّكَّانِ والجَمْعُ رُجَبٌ مِثْلُ رُكْبَةٍ ورُكَب ، ويقالُ : التَّرْجِيبُ : أَنْ تُدْعَمَ الشَّجَرَةُ إِذا كَثُرَ حَمْلُهَا ، لِئَلَّا تَنْكَسِرَ (٧) أَغْصَانُهَا ، وفي التهذيب : الرُّجْبَةُ والرُّجْمَةُ : أَنْ تُعْمَدَ النَّخْلَةُ الكَرِيمَةُ إِذَا خِيفَ عَلَيْهَا أَنْ تَقَعَ ، لِطُولِهَا وكَثْرَةِ حَمْلِهَا بِبِنَاءٍ مِنْ حِجَارَةٍ تُرَجَّبُ (٨) بِهَا ، أَيْ تُعْمَدُ به (٨) ويَكُونُ تَرْجِيبُهَا أَنْ يُجْعَلَ حَوْلَ النَّخْلَةِ شَوْكٌ لِئَلَّا يَرْقَى

__________________

(١) زيد في اللسان : حتى هزّ خلفته.

(٢) في الأساس : وما في أمره رَتَب ولا عَتَب إذا كان سهلاً مستقيماً.

(٣) في المصرية : «أبو منصو» تصحيف.

(٤) في اللسان : تأكيد للبيان وإيضاح له.

(٥) اللسان : إضافة.

(٦) في اللسان : ومنه ترجيب العتيرة ، وهو ذبحها في رجب.

(٧) اللسان : تتكسر.

(٨) عن اللسان ، وبالأصل : يرجب بها أي يعمد.

١٦

فِيهَا رَاقٍ فَيَجْنِيَ ثَمَرَهَا ، وعن الأَصمعيّ : الرُّجْمَةُ (١) البَناءُ مِنَ الصَّخْرِ تُعْمَدُ بِهِ النَّخْلَةُ (٢) ، بِخَشَبَةٍ ذَاتِ شُعْبَتَيْنِ. وهِيَ نَخْلَةٌ رُجَبِيَّةٌ كَعُمَرِيَّةٍ ، وتُشَدَّدُ جِيمُهُ : بُنِيَ تَحْتَهَا رُجْبَةٌ ، كِلَاهُمَا نَسَبٌ نَادِرٌ عَلَى خِلَافِ القِيَاسِ ، والتَّثْقِيلُ أَذْهَبُ في الشُّذُوذِ وقال سُوَيْدُ بنُ صامتٍ :

ولَيْسَتْ بِسَنْهَاءٍ وَلَا رُجَّبِيَّةٍ

ولكِنْ عَرَايَا في السِّنِينَ الجَوائِحِ

يَصِفُ نَخْلَةً بالجَوْدَةِ وأَنَّهَا لَيْسَ فيها سَنْهَاءُ. [والسَّنْهَاءُ] (٣) التي أَصَابَتْهَا السَّنَةُ ، وقِيلَ : هِيَ التي تَحْمِلُ سَنَةً وتَتْرُكُ أُخْرَى أَو تَرْجِيبُهَا : ضَمُّ أَعْذَاقِهَا ، إِلى سَعَفَاتِهَا ، وشَدُّهَا بالخُوصِ لِئَلَّا تَنْفُضَهَا (٤) الرِّيحُ ، أَو التَّرْجِيبُ : وَضْعُ الشَّوْكِ حَوْلَهَا أَيِ الأَعْذَاقِ لِئَلَّا يَصِلَ إِلَيْهَا آكِلٌ فَلَا تُسْرَقَ ، وذلكَ إِذا كانَتْ غَرِيبَةً ظَرِيفَةً ، تقول : رَجَّبْتُهَا تَرْجِيباً ، ومنْهُ قَوْلُ الحُبَابِ بنِ المُنْذِرِ يَوْمَ السَّقِيفَةِ : أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ قال يَعْقُوبُ : التَّرْجِيبُ هنَا إِرْفَادُ النَّخْلَةِ مِنْ جَانِبٍ لِيَمْنَعَهَا مِنَ السُّقُوطِ ، أَيْ إِنَّ لِي عَشِيرَةً تُعَضِّدُنِي وتَمْنَعُنِي وتُرْفِدُنِي ، والعُذَيْقُ تَصْغِيرُ عَذْقٍ بالفَتْحِ : النَّخْلَةُ وقِيل : أَرَادَ بالتَّرْجِيبِ : التَّعْظِيمَ ، ورَجَّبَ فلانٌ مَوْلَاهُ أَيْ عَظَّمَهُ ، وقَوْلُ سَلَامَةَ بنِ جَنْدَلٍ :

والعادِياتُ أَسابيُّ الدماءِ بها

كَأَنَّ أَعْنَاقَهَا أَنْصَابُ تَرْجِيبِ

فَإِنَّهُ شَبَّهَ أَعْنَاقَ الخَيْلِ بالنَّخْلِ المُرَجَّبِ ، وقيل : شَبَّهَ أَعْنَاقَهَا بالحِجَارَةِ التي تُذْبَحُ عليها النَّسَائِكُ ، قال : وهَذَا يَدُلُّ على صِحَّةِ قولِ مَنْ جَعَلَ التَّرْجِيبَ دَعْماً لِلنَّخْلَةِ.

والتَّرْجِيبُ فِي الكَرْمِ : أَنْ تُسَوَّى سُرُوغُهُ ويُوضَعَ مَوَاضِعَهُ مِنَ الدِّعَمِ والقِلَالِ.

ورَجَبَ العُودُ : خَرَجَ مُنْفَرِداً. وعن أَبي (٥) العَمَيْثَلِ : رَجَبَ فُلَاناً بقَوْلٍ سَيِّى‌ءٍ ورَجَمَهُ بِهِ بمَعْنَى : صَكَّهُ.

والرُّجْبُ بِالضَّمِّ : مَا بَيْنَ الضِّلَعِ والقَصِّ ، وبِهَاءٍ : بِنَاءٌ يُصَادُ بِهَا (٦) الصَّيْدُ كالذِّئْبِ وغَيْرِه ، يُوضَعُ فيهِ لَحْمٌ ويُشَدُّ بِخَيْطٍ ، فإِذا جَذَبَهُ سَقَطَ عليهِ الرُّجْبَةُ.

والأَرْجَابُ الأَمْعَاءُ لَا وَاحِدَ لَهَا عندَ أَبِي عُبيدٍ أَو الوَاحِدُ رَجَبٌ ، مُحَرَّكَةً ، عن كُرَاع ، أَو رُجْبٌ كقُفْلٍ ، وقال ابنُ حَمْدَوَيْهِ : الوَاحِدُ رِجْبٌ ، بكَسْرٍ فَسُكُونٍ.

والرَّوَاجِبُ : مَفَاصِلُ أُصُولِ الأَصَابعِ التي تَلِي الأَنَامِلَ ، أَوْ بَوَاطِنُ مَفَاصِلِهَا أَي أُصُولِ الأَصَابِع أَوْ هي قَصَبُ الأَصَابِعِ ، أَوْ هي مَفَاصِلُهَا أَي الأَصَابِع ، ثُمَّ البَرَاجِمُ ثُمَّ الأَشَاجِعُ اللَّاتِي تَلِي (٧) الكَفَّ أَو هي ظُهُورُ السُّلَامَيَاتِ ، أَوْ هي ما بَيْنَ البَرَاحِمِ مِن السُّلَامَيَاتِ قال ابنُ الأَعْرَابيّ : البَرَاجِمُ : المُشَنَّجَاتُ في مَفاصِلِ الأَصَابِعِ ، وفي كلِّ إِصْبَعَ ثَلَاثُ بُرْجُمَاتٍ إِلَّا الإِبْهَامَ أَو هي المَفَاصِلُ (٨) التي تَلِي الأَنَامِلَ وفي الحديث «أَلَا تُنَقُّونَ رَوَاجِبَكُمْ» هي ما بَيْنَ عُقَدِ الأَصَابِعِ مِنْ دَاخِلٍ وَاحِدَتُهَا رَاجِبَةٌ ، وقال كُرَاع : وَاحِدَتُهَا رُجْبَةٌ بالضَّمِّ ، قال الأَزهَريّ ولا أَدْرِي كَيْفَ ذلك ، لأَنَّ فُعْلَة لَا تُكَسَّرُ على فَوَاعِلَ ، وعن الليثِ رَاجِبَةُ الطَّائِرِ : الإِصْبَعُ التي تَلِي الدَّائِرَةَ مِن الجَانِبَيْنِ الوَحْشِيَّيْنِ مِن الرِّجْلَينِ ، وقال صَخْرُ الغَيِّ :

تَمَلَّى بِهَا طُولَ الحَيَاةِ فَقَرْنُهُ

لَهُ حَيَدٌ أَشْرَافُهَا كالرَّوَاجِبِ

شَبَّهَ مَا نَتَأَ مِنْ قَرْنِهِ بِمَا نَتَأَ مِنْ أَصُولِ الأَصَابعِ إِذا ضُمَّتِ الكَفُّ والرَّوَاجِبُ مِنَ الحِمَارِ : عُرُوقُ مخَارجِ صَوْتِهِ ، عنِ ابن الأَعرابيّ وأَنشد :

طَوَى بَطْنَهُ طُولُ الطِّرَادِ فَأَصْبَحَتْ

تَقَلْقَلُ مِنْ طُولِ الطِّرَادِ رَوَاجِبُهْ

* ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

__________________

(١) عن اللسان ، وبالأصل «الرجبة».

(٢) لم يتم السياق ، وتمام المعنى في اللسان : والرجبة أن تعمد النخلة بخشبة ..

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) اللسان : ينفضها.

(٥) عن اللسان ، وبالأصل : «ابن العميثل».

(٦) الصحاح : بناء يُبنى يصاد به الذئب وغيره.

(٧) الصحاح : يلين.

(٨) اللسان : مفاصل أصول الأصابع.

١٧

الرَّجَبُ مُحَرَّكَةً : العِفَّةُ.

ورَجَبٌ : مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ.

[رحب] : الرُّحْبُ ، بالضَّمِّ : ع لِهُذَيْلٍ وضَبَطَه الصاغانيّ بالفَتْحِ من غيرِ لامٍ (١).

ورُحَابُ كغُرَابٍ : ع بحَوْرَانَ نقلَه الصاغانيّ أَيضاً (٢).

وَرَحُبَ الشي‌ءُ كَكَرُمَ وسَمِعَ الأَخِيرُ حكاه الصاغانيّ رُحْباً بالضَّمِّ ورَحَابَةً ورَحَباً مُحَرَّكَةً ، نقله الصاغانيّ فَهُوَ رَحْبٌ ورَحِيبٌ ورُحَابٌ بالضَّمِّ : اتَّسَعَ ، كَأَرْحَبَ ، وأَرْحَبَهُ : وَسَّعَهُ قال الحَجَّاجُ حِينَ قَتَلَ ابْنَ القِرِّيَّةِ ، أَرْحِبْ يَا غُلَامُ جُرْحَهُ.

ويقالُ لِلْخَيْلِ : أَرْحِبْ وأَرْحِبِي ، وهُمَا زَجْرَان لِلْفَرَسِ ، أَي تَوَسَّعِي وتَبَاعَدِي وتَنَحَّيْ قَال الكُمَيْتُ بنُ مَعْرُوفٍ :

نُعَلِّمُهَا هَبِي وهَلاً وأَرْحِبْ(٣)

وَفِي أَبْيَاتِنَا وَلَنَا افتُلِينَا

وامْرَأَةٌ رُحَابٌ وقِدْرٌ رُحَابٌ بالضَّمِّ أَي وَاسِعَةٌ وقالُوا : رَحُبَتْ عَلَيْكَ ، وطُلَّتْ ، أَي رَحُبَتْ عليكَ البِلَادُ ، وقال أَبُو إِسحاقَ : أَيِ اتَّسَعَتْ وأَصَابَهَا الطَّلُّ ، وفي حديثِ ابن زِمْل (٤) «عَلَى طَرِيقٍ رَحْبٍ» أَيْ وَاسِعٍ. وَرَجُلٌ رَحْبُ الصَّدْرِ ، ورُحْبُ الصَّدْرِ ، وَرَحِيبُ الجَوْفِ : وَاسِعُهُمَا ، ومن المجاز : فلَانٌ رَحِيبُ الصَّدْرِ أَي وَاسِعُهُ ، ورَحْبُ الذِّرَاعِ (٥) أَي واسِعُ القُوَّةِ عندَ الشَّدَائِدِ ، ورَحْبُ الذِّرَاعِ والبَاعِ ورحِيبُهُمَا أَي سَخِيٌّ.

وَرَحُبَتِ الدَّارُ وأَرْحَبَتْ بمعنًى ، أَيِ اتَّسَعَتْ.

والرَّحْبُ بالفَتْحِ والرَّحِيبُ : الشَّيْ‌ءُ الوَاسِعُ ، تقولُ منه : بَلَدٌ رَحْبٌ وأَرْضٌ رَحْبَةٌ. ومن المجاز قولُهم : هذا أَمْرٌ إِنْ تَرَحَّبَتْ (٦) مَوَارِدُهُ فَقَدْ تَضَايَقَتْ مَصَادِرُهُ.

وقولهم في تَحِيَّةِ الوَارِدِ : أَهْلاً ومَرْحَباً وسَهْلاً قال العَسْكَرِيُّ : أَوَّلُ مَنْ قَالَ مَرْحَباً : سَيْفُ بنُ ذِي يَزَنَ أَيْ صَادَفْتَ وفي الصَّحَاحِ : أَتَيْتَ سَعَةً وأَتَيْتَ أَهْلاً ، فَاسْتأْنِسْ وَلَا تَسْتَوْحِشْ وقال شَمِرٌ : سَمِعْتُ ابنَ الأَعرابيّ يقول : مَرْحَبَكَ اللهُ ومَسْهَلَكَ ، ومَرْحَباً بِكَ اللهُ ومَسْهَلاً بِكَ اللهُ ، وتقولُ العرب : لَا مَرْحَباً بِكَ ، أَي لَا رَحُبَتْ عَلَيْكَ بِلَادُكَ ، قال : وهي من المَصَادِرِ التي تَقَعُ في الدُّعَاءِ للرَّجُلِ ، وَعَلَيْهِ (٧) ، نحو : سَقْياً وَرَعْياً ، وجَدْعاً وَعَقْراً ، يُرِيدُونَ سَقَاكَ الله وَرَعَاكَ الله ، وقال الفرّاءُ : معناهُ رَحَّبَ اللهُ بِكَ مَرْحَباً ، كأَنَّهُ وُضِعَ مَوْضِعَ التَّرْحِيبِ ، وقال الليثُ مَعْنَى قَوْلِ العَرَبِ مَرْحَباً : انْزِلْ فِي الرَّحْبِ والسَّعَةِ وأَقِمْ فَلَكَ عِنْدَنَا ذلكَ ، وسُئلَ الخَلِيلُ عن نَصْبِ مَرْحَباً فقَالَ : فيه كَمِينُ الفِعْلِ ، أُرِيدَ (٨) : بِهِ انْزِلْ أَوْ أَقِمْ فَنُصِبَ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ ، فلمَّا عُرِفَ مَعْنَاهُ المُرَادُ به أُمِيتَ الفِعْلُ ، قال الأَزهريّ : وقال غيرُه في قولِهِم : مَرْحَباً : أَتَيْتَ أَوْ لَقِيتَ رُحْباً وَسَعَةً لا ضِيقاً ، وكذلك إِذا قالَ : سَهْلاً أَرَادَ نَزَلْتَ بَلَداً سَهْلاً لا حَزْناً غَلِيظاً.

ورَحَّبَ به تَرْحِيباً : دَعَاهُ إِلى الرَّحْبِ والسَّعَةِ ، ورَحَّبَ به : قال له مَرْحَباً ، وفي الحديثِ «قالَ لِخُزَيْمَةَ بنِ حُكَيمٍ (٩) مَرْحَباً» أَي لَقِيتَ رَحْباً وسَعَةً ، وقيلَ مَعْنَاهُ رَحَّبَ الله بِكَ مَرْحَباً ، فَجَعَلَ المَرْحَبَ مَوْضِعَ التَّرْحِيبِ.

ورَحَبَةُ المَكَانِ كالمَسْجِدِ والدَّارِ بالتَّحْرِيكِ وتُسَكَّنُ : سَاحَتُهُ ومُتَّسَعُهُ وكان عليٌّ رضي‌الله‌عنه يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ في رَحَبَةِ مَسْجِدِ الكُوفَةِ ، وهي صَحْنُهُ ، وعن الأَزْهَرِيّ : قالَ الفرّاءُ : يقالُ للصَّحْرَاءِ بَيْنَ أَفْنِيَةِ القَوْمِ والمَسْجِدِ رَحَبَةٌ وَرَحْبَةٌ ، وسُمِّيَتِ الرَّحَبَةُ رَحَبَةً لِسَعَتِهَا بِمَا رَحُبَتْ ، أَي بما اتَّسَعَتْ ، يقالُ : مَنْزِلٌ رَحِيبٌ ورَحْبٌ ، وذَهَبَ أَيضاً إِلى أَنَّه يقالُ : بَلَدٌ رَحْبٌ وبِلَادٌ رَحْبَةٌ ، كما يقال : بَلَدٌ سَهْلٌ وبِلَادٌ

__________________

(١) في معجم البلدان رحب بدون لام مضبوط بالضم موضع في بلاد هذيل قال ساعدة بن جؤية : فرُحْبٌ فأعلام القروط فكافرٌ.

(٢) في معجم البلدان رحاب بالضم من عمل حوران ، قال كثير :

سيأتي أمير المؤمنين ودونه

رُحاب وأنهار البضيع وجاسم

(٣) بالأصل «وأرحبى» وما أثبتناه عن الصحاح.

(٤) عن النهاية ، وبالأصل «ابن زميل».

(٥) في النهاية : ومنه حديث ابن عوف : «قلدوا أمركم رحب الذراع» أي ..

(٦) في الأساس : تراحبت.

(٧) بالأصل «للرجل عليه» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله للرجل عليه كذا بخطه والصواب : «وعليه» كما أثبتناه عن اللسان.

(٨) اللسان : أراد.

(٩) في القاموس والنهاية : حَكِيم.

١٨

سَهْلَةٌ ، وقَدْ رَحُبَتْ تَرْحُبُ ، ورَحُبَ يَرْحُبُ رُحْبَاً ورَحَابَةً ، ورَحِبَتْ رَحَباً ، قال الأَزهريّ : وأَرْحَبَتْ لُغَةٌ بذلك المَعْنَى ، وقولُ اللهِ عَزَّ وجَلّ (ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) (١) أَي عَلَى رُحْبِهَا وسَعَتِهَا ، وأَرْضٌ رَحِيبَة : وَاسِعَةٌ.

والرَّحْبَةُ ، بالوَجْهَيْنِ ، مِنَ الوَادِي : مَسِيلُ مَائِهِ مِنْ جَانِبَيْهِ فيهِ ، جَمْعهُ رِحَابٌ ، وهي مَوَاضِعُ مُتَوَاطِئَةٌ يَسْتَنْقِعُ المَاءُ فِيهَا ، وهي أَسْرَعُ الأَرْضِ نَبَاتاً ، تَكُونُ عندَ مُنْتَهَى الوَادِي وفي وسَطِه ، وقد تكونُ في المَكَانِ المُشْرِفِ يَسْتَنْقِع فيها المَاءُ وما حوْلَها مُشْرِفٌ عليها ، ولا تَكُونُ الرِّحَابُ في الرَّمْلِ ، وتكونُ في بُطُونِ الأَرْضِ وفي ظَواهِرِها.

والرَّحَبَةُ مِنَ الثُّمَامِ كغُرابٍ : مُجْتَمَعُهُ وَمَنْبَتُه.

والرَّحَبَةُ بالتَّحْرِيكِ : مَوْضِعُ العِنَب ، بمَنْزِلةِ الجَرِينِ للتَّمْرِ ، وقالَ أَبو حنيفة : الرَّحَبَةُ والرَّحْبَة ، والتَّثْقِيلُ أَكْثَرُ : الأَرْضُ الوَاسِعَةُ المِنْبَاتُ المِحْلَالُ ، ج رِحَابٌ ورَحَبٌ ورَحَبَاتٌ ، مُحَرَّكَتَيْنِ ، ويُسَكَّنَانِ قال سيبويه : رَحَبَةٌ ورِحَابٌ كرَقَبَةٍ ورِقَابٍ ، وعن ابن الأَعرابيّ : الرَّحَبَةُ : مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرْضِ ، وجَمْعُهَا : رُحَبٌ مِثْلُ قَرْيَةٍ وقُرًى ، قال الأَزهريّ : وهَذَا يَجِي‌ءُ شَاذًّا ، في باب النَّاقِصِ فأَمَّا السَّالمُ فَمَا سَمِعْتُ فَعْلَةً جُمِعَتْ عَلَى فُعَلٍ ، قال : وابْنُ الأَعْرَابِيِّ ثِقَةٌ لا يَقُولُ إِلَّا ما قَدْ سَمِعَهُ. كذا في لسان العرب.

ويُحْكَى عن نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ رَحُبَكُمُ الدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ أَيِ ابن الكِرْمَانِيّ كَكَرُمَ أَي وَسِعَكُمْ فَعَدَّى فَعُلَ ، وهو شَاذٌّ لِأنَّ فَعُلَ لَيْسَتْ مُتَعَدِّيَةً عند النَّحويينَ إِلَّا أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الفَارِسيَّ حَكَى عن هُذَيْلٍ القَبِيلَةِ المَعْهُودَةِ تَعْدِيَتَهَا أَي إِذا كانتْ قابلةً للتَّعَدي بمعناها كقوله :

وَلَمْ تَبْصُرِ العَيْنُ فِيهَا كِلَابَا

وقال أَئِمَّةُ الصَّرْفِ : لَمْ يَأْتِ فَعُلَ بضَم العَيْنِ مُتَعَدِّياً إِلَّا كَلِمَةٌ واحِدَةٌ رَوَاهَا الخَلِيلُ وهي قولُهم : رَحُبَتْكَ الدَّارُ ، وحَمَلَه السَّعْدُ في شَرْحِ العِزِّى على الحَذْفِ والإِيصالِ ، أَيْ رَحُبَتْ بِكُمُ الدَّارُ ، وقال شيخُنَا : نَقَلَ الجَلَالُ السَّيُوطِيُّ عن الفارِسيّ : رَحُبَ اللهُ جَوْفَهُ أَيْ وَسَّعَهُ ، وفي الصِّحَاحِ : لَم يَجِي‌ء في الصَّحِيحِ فَعُلَ بضَمِّ العَيْنِ مُتَعَدِّياً غَيْرَ هَذَا ، وأَمَّا المُعْتَلُّ فقدِ اخْتَلَفُوا فيه قال الكسائيّ : أَصْلُ قُلْتُهُ قَوُلْتُهُ ، وقال سيبويه : لَا يَجُوزُ ذلكَ لأَنَّه يَتَعَدَّى (٢) ، وليْسَ كذلك : طُلْتُه ، أَلَا تَرَى أَنك تقولُ : طَوِيلٌ ، وعنِ الأَزهريّ : قال الليث : هذه كلمةٌ شاذَّةٌ على فَعُلَ مُجَاوِزٍ : وفَعُلَ لا يَكُونُ مجاوزاً أَبداً قال الأَزهريّ : وَرَحُبَتْكَ لَا يَجُوزُ عند النحويينَ ، ونَصْرٌ ليس بحُجَّةٍ.

والرُّحْبَى كَحُبْلَى : أَعْرَضُ ضِلَعٍ في الصَّدْرِ ، وإنَّمَا يكونُ النّاحِزُ (٣) في الرُّحْبَيَيْنِ.

والرُّحْبَى : سِمَةٌ تَسِمُ بها العَرَبُ في جَنْبِ البَعِيرِ ، والرُّحْبَيَانِ الضِّلَعَانِ اللَّتَانِ تَلِيَانِ الإِبْطَيْنِ في أَعْلَى الأَضْلَاعِ ، أَو الرُّحْبَى : مَرْجِعُ المِرْفَقَيْنِ وهُمَا رُحْبَيَانِ ، والرُّحَيْبَاءُ (٤) منَ الفَرَسِ أَعْلَى الكَشْحَيْنِ ، وهُمَا رُحَيْبَاوَانِ ، عن ابن دريد ، أَوْ هي أَي الرُّحْبَى مَنْبِضُ القَلْبِ مِنَ الدَّوابِّ والإِنْسَانِ ، أَي مكانُ نَبْضِ قَلْبِهِ وخَفَقَانِهِ ، قاله الأَزْهريّ : وقيلَ : الرُّحْبَى ما بَيْنَ مَغْرِزِ العُنُقِ إِلى مُنْقَطَعِ الشَّرَاسِيفِ ، وقيل : هي ما بينَ ضِلَعَيْ أَصْلِ العُنُقِ إِلى مَرْجِعِ الكَتِفِ.

والرُّحْبَةُ بالضَّمِّ : مَاءَةٌ بِأَجَإِ أَحَدِ جَبَلَيْ طَيِّ‌ءٍ وبِئْرٌ في ذي ذَرَوَانَ من أَرْضِ مَكَّةَ زِيدَتْ شَرَفاً بِوَادِي جَبَلِ شَمَنْصِيرٍ ، يَأْتِي بَيَانُه.

والرُّحْبَةُ : ة حِذَاءَ القَادِسِيَّةِ ، وَوَادٍ قُرْبَ صَنْعَاء اليمن و: ناحِيَةٌ بَيْنَ المَدِينَةِ والشِّأْمِ قُرْبَ وَادِي القُرَى و: ع بِنَاحِيَةِ اللَّجَاةِ (٥).

وبِالفَتْحِ : رَحْبَةُ مَالِكِ بنِ طَوْقٍ مَدِينَةٌ أَحْدَثَهَا مَالِكٌ عَلَى شاطِى‌ءِ الفُرَاتِ ، ورَحْبَةُ : ة بِدِمَشْقَ ، ورَحْبَةُ : مَحَلَّةٌ بها أيضاً ، ورَحْبَةُ : مَحَلَّةٌ بالكُوفَةِ تُعْرَفُ برَحْبَةِ خُنَيْسٍ (٦) ورَحْبَةُ ع ببغدادَ تُعْرَفُ بِرَحْبَةِ يَعْقُوبَ منسوبةٌ إلى يعقوبَ بنِ داوودَ وَزِيرِ المَهْدِيِّ ، ورَحْبَةُ : وادٍ يَسِيلُ في الثَّلَبُوتِ وقد تَقَدَّم في «ثلب» أَنَّه وادٍ أَو أَرضٌ ، ورَحْبَةُ : ع بالبادِيَةِ ، ورَحْبَةُ : ة باليَمَامَةِ تُعْرَفُ بِرَحْبَةِ الهَدَّار ، وصَحَرَاءُ بها أَيضاً

__________________

(١) سورة التوبة الآية ١١٨.

(٢) كذا بالأصل والصحاح ، وفي اللسان عن الصحاح : لا يتعدى.

(٣) عن اللسان ، وبالأصل «الناصر».

(٤) بالأصل ، «والرحبيان» وما أثبتناه عن اللسان.

(٥) في معجم البلدان : في طرف اللجاة من أعمال صلخد. قرية.

(٦) وهو خنيس بن سعد أخو النعمان بن سعد.

١٩

فيها مياهٌ وقُرًى ، والنِّسْبَةُ إليها في الكُلِّ رَحَبِيٌّ ، مُحَرَّكَةً.

وبَنُو رَحْبَةَ بنِ زُرْعَةَ بنِ الأَصْغَرِ بنِ سَبَإِ : بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ إِليه نُسِبَ حَرِيزُ بنُ عُثْمَانَ المعدودُ في الطَّبَقَةِ الخَامِسَةِ من طَبَقَاتِ الحُفَّاظِ ، قاله شيخُنَا.

ورُحَابَةُ كقُمَامَةٍ : ع وفي لسان العرب : أُطُمٌ بالمَدِينَةِ معروفٌ.

والرِّحابُ كَكِتَابِ : اسْمُ ، ناحِيَةٍ بِأَذْرَبِيجَانَ ودَرَبَنْدَ ، وَأَكْثَرُ أَرْمِينِيَةَ يَشْمَلُهَا هذا الاسمُ ، نقله الصَّاغَانيّ.

بَنُو رَحَبٍ مُحَرَّكَةً : بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ من قَبَائِلِ اليَمَنِ.

وأَرْحَبُ : قَبِيلَةٌ مِنْهُم أَي هَمْدَانَ ، قال الكُميت :

يَقُولُونَ لَمْ يُورَثْ ولَوْ لَا تُرَاثُهُ

لقَد شَرِكَتْ فِيهِ بَكِيلٌ وأَرْحَبُ

وقرأْتُ في كتاب الأَنْسَابِ للبَلَاذُرِيّ ما نَصُّه : أَخْبَرَنيِ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَعْرابيُّ الرَّاوِيَةُ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَلْبِيِّ قال : من قَبَائِلِ حَضْرَمَوْتَ : مَرْحَبٌ وجُعْشُمٌ ، وهم الجَعَاشِمَةُ ، وَوَائِلٌ وأَنْسَى قال بعضُهم :

وَجَدِّي الأَنْسَوِيُّ أَخُو المَعَالِي

وخَالِي المَرْحَبِيُّ أَبُو لَهِيعَهْ

ويَزِيدُ بنُ قَيْسٍ ، وعَمْرُو بنُ سَلَمَةَ ، ومَالِكُ بنُ كَعْبٍ الأَرْحَبِيُّونَ مِنْ عُمَّالِ سَيِّدِنا عليٍّ رضي‌الله‌عنه أَوْ فَحْلٌ كذا قاله الأَزهريّ ، وقال : رُبَّمَا تُنْسَبُ إِليه النَّجَائِبُ لِأَنَّهَا من نَسْلِهِ ، وقال الليثُ : أَرْحَبُ : حَيٌّ أَو مَكَانٌ وفي المعجم : أَنَّهُ مِخْلَافٌ باليَمَنِ يُسَمَّى بقَبِيلَةٍ كَبِيرَةٍ منْ هَمْدَانَ ، واسْمُ أَرْحَبَ : مُرَّةُ بن ذُعَامِ (١) بنِ مالكِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ صَعْبِ بنِ دُومَانَ بنِ بَكِيلِ بنِ جُشَمَ بنِ خَيْرَانَ بنِ نَوْفِ (٢) بنِ هَمْدَانَ ومِنْهُ (٣) النَّجَائبُ الأَرْحَبِيَّاتُ وفي «كِفَايَةِ المُتَحَفِّظ» : الأَرْحَبِيَّةُ : إِبِلٌ كَرِيمَةٌ مَنْسُوبَةٌ إِلى بَنِي أَرْحَبَ مِنْ بَنِي هَمْدَانَ ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهريُّ ، ونَقَلَهُ الشريفُ الغَرْنَاطِيُّ في شرح مَقْصُورَةِ حازِمٍ ، وفي المعجم : أَرْحَبُ : بَلَدٌ على ساحِلِ البَحْرِ بَيْنَهُ وبَيْنَ ظَفَارِ نحوُ عَشَرَةِ فَرَاسخَ.

والرَّحِيبُ كأَمِيرٍ : الأَكُولُ ورَجُلٌ رَحِيبُ الجَوْفِ : أَكُولٌ ، نقله السَّيُوطِيّ.

ورَحَائِبُ التُّخُومِ ، ويوجدُ في بعض النسخ : النُّجُومِ ، وهو غَلَطٌ أَي سَعَةُ أَقْطَارِ الأَرْضِ. وسموا رَحْباً. ومُرَحَّباً كَمُعَظَّم ومَرْحَباً ك مَقْعَدٍ ، وقال الجوهريّ : أَبُو مَرْحَبٍ : كُنْيَةُ الظِّلِّ ، وبه فُسِّرَ قَوْلُ النَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ :

وَبَعْضُ الأَخْلَاءِ عِنْدَ البَلا

ءِ والرُّزْءِ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ

وكَيْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ

خَلَالَتُهُ كَأَبِي مَرْحَبِ

وهو أَيضاً كُنْيَةُ عُرْقُوبٍ صاحِبِ المَوَاعِيدِ الكَاذِبَةِ.

ومَرْحَبٌ كَمَقْعَدٍ : فَرَسُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدٍ الحَنَفِيِّ ومَرْحَبٌ : صَنَمٌ كَانَ بِحَضَرْمَوْت اليَمَن وذُو مَرْحَبٍ : رَبِيعَةُ بنُ مَعْدِ * يكَرِبَ ، كَانَ سَادنَهُ أَيْ حَافِظَه.

ومِرْحَبٌ اليَهُودِيَّ كَمِنبَرٍ : الذي قَتَلَه سَيِّدُنَا عَلِيُّ رضي‌الله‌عنه يَوْمَ خَيْبَرْ.

وَرُحَيِّبٌ مُصَغَّراً : مَوْضِعٌ (٤) في قَوْلِ كُثَيّر :

وذَكَرْتُ عَزَّةَ إِذْ تُصَاقِبُ دَارُها

بِرُحَيِّبٍ فأُرَيْنةٍ (٥) فنُخَالِ

كذا في المعجم.

ورُحْبَى ، كحُبْلَى (٦) : مَوْضِعٌ آخَرُ ، وهذه عن الصاغانيّ.

[ردب] : الرَّدْبُ : الطَّرِيقُ الذي لا يَنْفُذُ عن ابن الأَعْرَابيّ ، وقيلَ إِنّه مَقْلُوبُ دَرْبٍ ، وليس بِثَبَتٍ.

والإِرْدَبُّ كَقِرْشَبٍّ : مِكْيَالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ مِصْرَ ، وفي المصباح : الإِرْدَبُّ بالكَسْرِ : كَيْلٌ معرُوفٌ بِمِصْرَ نَقَلَه الأَزهريُّ وابن فارسٍ والجَوْهَريُّ ، أَوْ يَضُمُّ أَرْبَعَةً وعِشْرِينَ صَاعاً بصَاعِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أَرْبَعَةٌ وسِتُّونَ مَناً بِمَنَا بَلَدِنَا ، والقَنْقَلُ : نِصْفُ الإِرْدَبِّ ، كَذَا حَدَّدَهُ الأَزهريُّ ، وقال الشيخُ

__________________

(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله ذعام كذا بخطه بالذال المعجمة ولعله دعام بالمهملة قال المجد في مادة دعم وككتاب اسم ومادة ذعم مهملة في القاموس وفي جمهرة ابن حزم دعام.

(٢) عن جمهرة ابن حزم وبالأصل : ضيران بن نون.

(٣) الضمير عائد إلى المكان.

(٧) (*) بالقاموس : مَعْدِى.

(٤) معجم البلدان موضع من نواحي المدينة.

(٥) معجم البلدان : فأرابن.

(٦) في معجم البلدان : رحبى بضم أوله وفتح ثانيه بوزن شُعَبَى.

٢٠