قائمة الکتاب
طلحة والزبير في مواجهة الإمام علي عليهالسلام
١١٩
إعدادات
تاريخ الشيعة بين المؤرخ والحقيقة
تاريخ الشيعة بين المؤرخ والحقيقة
تحمیل
الإسلامي من المزالق التي ارتكبوها وتصوير ذلك بالشكل الذي ينسجم مع الدولة الإسلامية والتاريخ الإسلامي الذي يراد إخراجه لجموع المسلمين. ودون الخوض في مداخل أخرىٰ للتاريخ الإسلامي ، وخصوصاً موقعيتي الجمل وصفين ، نطرح فقط سؤالا واحداً ندعو العقول أن تفكر فيه بمنطق إذا كان خروجهم لطلب دم عثمان وخصوصاً معاوية فما علاقته باستلام الحكم واستبداده به فيما بعد ؟
طلحة والزبير في مواجهة الإمام علي عليهالسلام
لقد أفرط المؤرخون في الحديث عن نقض طلحة والزبير لبيعة الإمام علي ، وذلك دون اللجوء إلىٰ التعمق في أسباب هذا الخروج. لكن الامام علي عليهالسلام نفسه قد عبر في مجموعة من خطبه عن موقفه من خروج الاثنين ، والأسباب التي دفعتهم ، وكذلك موقفهما الأول من البيعة فقال عليهالسلام : ( والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ، ولكنكم دعوتموني إليها ، وحملتوني عليها ، فلما أفضت إليَّ نظرت إلى كتاب الله ، وما وضع لنا وأمرنا بالحكم به فاتبعته ، وما استسن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فاقتديته ، فلم أحتج إلىٰ رأيكما ، ولا رأي غيركما ، ولا وقع حكم جهلته فاستشيركما ، وإخواني من المسلمين ... ) (١) وهنا يتجلىٰ خلاف ما ذهب إليه ابن كثير في كون الزبير وطلحة كانا مكرهين علىٰ البيعة ، وكذلك خلاف عدم الإجماع علىٰ بيعته فقد روى
______________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١١ / ٧.