فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٣

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٣

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
الطبعة: ٤
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٣٢
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣

١
٢

٣
٤

الطبعة الرابعة

جميع الحقوق محفوظة للناشر

١٤٠٢ هـ ـ ١٩٨٢ م

٥
٦

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

أحمد اللّه تعالى على آلائه واشكره سبحانه على نعمائه واصلى واسلّم على النبى الاعظم محمّد الذي انقذنا من الجهالة وحيرة الضلالة وعلى اهل بيته الطاهرين أولى النهى والهداية الّذين من تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى ( أما بعد ) فهذا هو الجزء الثالث من كتابنا الموسوم ( بفضائل الخمسة من الصحاح الستة ) نقدمه الى القراء الكرام راجين منهم القبول والعفو عن الزلل والخطأ فإن الانسان محل السهو والنسيان واسأل اللّه التوفيق لما يحبّ ويرضى وأن يجعل عاقبة امرى خيرا انه أجود مسؤل واكرم من اعطى

المؤلف

٧
٨

باب

في عيش علي عليه السّلام واستقائه كل دلو بتمرة

ليقيت به النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٥٩ ] روى بسنده عن محمد ابن كعب القرظى إن عليا عليه السلام قال : لقد رأيتنى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإنى لأربط الحجر على بطنى من الجوع وإن صدقتى اليوم لأربعون الفا ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ٢٣ ) وقال ما لفظه : لم يرد بقوله أربعين الفا زكاة ماله وإنما أراد الوقوف التى جعلها صدقة كان الحاصل من دخلها صدقة هذا العدد فان أمير المؤمنين عليا عليه السلام لم يدّخر ما لا ( قال ) ودليله ما نذكره من كلام ابنه الحسن عليه السّلام فى مقتله إنه لم يترك إلا ستمائة درهم اشترى بها خادما ( انتهى ) وقد تقدم كلام ابنه الحسن عليه السلام بطرق متعددة فى باب علىّ عليه السلام يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فى ( ج ٢ ص ٣٥٤ ) وبعض طرقه فى باب علىّ لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون فى ( ج ٢ ص ٢٤٧ ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٦٥ ] قال : وذكر عبد

٩

الرزاق عن الثورى عن أبى حيان التيمى عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السّلام على المنبر يقول : من يشترى منى سيفى هذا؟ فلو كان عندى ثمن أزار ما بعته فقام اليه رجل فقال : نسلفك ثمن أزار ( قال ) قال عبد الرزاق : وكانت بيده الدنيا كلها إلا ما كان من الشام ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج ٦ ص ١٦٥ ) عن أبى رجاء وقال : خرج على عليه السلام بسيف له إلى السوق فقال : لو كان عندى ثمن أزار لم أبعه ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٩ ) عن على بن الأرقم عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السلام يعرض سيفا له فى رحبة الكوفة ويقول : من يشترى منى سيفى هذا؟ واللّه لقد جلوت به غير مرة عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ولو أن عندى ثمن أزار ما بعته ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ١ ص ٨٣ ) وقال فيه : لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الرهون ] فى باب الرجل يستسقى كل دلو بتمرة ، روى بسنده عن ابن عباس قال : أصاب نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم خصاصة فبلغ ذلك عليا عليه السلام فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليقيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستسقى له سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة فخيره اليهودى من تمره سبع عشرة عجوة فجاء بها إلى نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج ٦ ص ١١٩ ) وقال فى آخره : فقال : من أين هذا يا أبا الحسن؟ قال : بلغنى ما بك من الخصاصة يا نبى اللّه فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما قال : فحملك على هذا حب اللّه ورسوله؟ قال على عليه السّلام : نعم يا نبى اللّه ، فقال نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : واللّه ما من عبد يحب اللّه ورسوله إلا الفقر أسرع اليه من جرية السيل على وجهه ، من

١٠

أحب اللّه ورسوله فليعد تجفافا (١) وإنما يعنى الصبر ، انتهى ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٣ ص ٣٢١ ) على نحو رواية البيهقى وقال : فليعد للبلاء تجفافا.

[ كنز العمال ج ٤ ص ٤٢ ] قال : عن أبى قلابة عن على عليه السلام قال : لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى بعض طرق المدينة بالهاجرة فقلت : بأبى أنت وأمى ما أخرجك هذه الساعة؟ قال : وصل يا على الجوع إلي ، فقلت : بأبى أنت وأمى هل أنت منتظرى حتى آتيك؟ قال : فجلس فى ظل حائط فأتيت رجلا بالمدينة له ودى قد غرسه فقلت : هل أنت معطى استسقى كل جرة بتمرة لا تعطنى حشفة ولا ندرة؟ قال : أعطيك من غير صنيع عندى ، فجعلت كلما استقيت جرة وضع تمرة حتى اجتمع قبضة من تمر ، فقلت : هل أنت واهب لى صرة من كراث يعنى قبضة؟ فأعطانى فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو جالس فبسط طرف ثوبه فألقيته عليه فأكل ثم قال : أشبعت جوعى أشبع اللّه جوعك ، قال : أخرجه الحافظ أبو الفتح بن أبى الفوارس فى الأفراد ، ( أقول ) الودى بالياء المشددة هو صغار النخل قبل أن يحمل.

[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٣٢ ] قال : وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتاها يوما فقال : أين ابناى يعنى حسنا وحسينا؟ قالت : قلت : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ نذوقه ، فقال علىّ : أذهب

__________________

١ ـ الذى قاله ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( جفف ) : عليه تجفاف هو شئ من سلاح يترك على الفرس بقيه الأذى وقد يلبسه الإنسان أيضا وجمعه تجافيف ، وقال أيضا بمادة ( تجف ) : وفى الحديث ( أعد للفقر تجفافا ) التجفاف ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح ، وفرس مجفف عليه تجفاف والجمع التجافيف والتاء فيه زائدة.

١١

بهما فانى أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ ، فذهب بهما إلى فلان اليهودى فتوجه اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان فى مسربة (١) بين أيديهما فضل من تمر فقال : يا علىّ ألا تقلب ابنىّ قبل أن يشتد الحر عليهما؟ قال : فقال على عليه السلام : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ فلو جلست يا رسول اللّه حتى أجمع لفاطمة تمرات ، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام ينزع لليهودى كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شئ من تمر فجعله فى حجزته ثم أقبل ، فحمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أحدهما وحمل على عليه السّلام الآخر ، قال : أخرجه الدولابى فى الذرية الطاهرة فى مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة عليها السلام.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٣٥ ] روى بسنده عن مجاهد قال : قال على عليه السلام : جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل فى عوالى المدينة فاذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداى ، ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت : بكفى هكذا بين يديها وبسط إسماعيل ـ يعنى الراوى ـ يديه وجمعهما فعدت لى ست عشرة تمرة فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرته فأكل معى ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ١ ص ٧٠ وص ٧١ ) قال فى الأول : فذهبت بالتمر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال لى خيرا ودعا لى ، وقال فى الثانى : ثم جئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بملء كفى فأكل بعسه وأكلت بعضه ( أنتهى ) ، ورواه غيرهما أيضا من أئمة الحديث.

_________________

١ ـ المسربة : المرعى.

١٢

باب

في زهد علي عليه السّلام

( أقول ) قد تقدم فى باب على عليه السّلام أول من أسلم ( ج ١ ص ١٧٨ ) وغيره من أبواب متعددة قول سعد بن أبى وقاص فى على عليه السلام : ألم يكن أول من أسلم ، ألم يكن أول من صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ألم يكن أزهد الناس ، ألم يكن أعلم الناس ( الخ ) وقد تقدم أيضا فى باب على عليه السّلام يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ( ج ٢ ص ٣٥٤ ) قول الحسن بن على عليهما السلام فى أبيه بطرق متعددة ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ( الخ ) فهذان الحديثان مما دل على زهده عليه السلام ، بل وإنه أزهد الناس ، واليك باقى ما ورد فى هذا المعنى مما ظفرت به على العجالة.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٨٠ ] روى بسنده عن على بن ربيعة الوالبى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : جاءه ابن النباج فقال : يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء

١٣

فقال : اللّه أكبر فقام متوكئا على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال :

هذا جناى وخياره فيه

وكل جان يده إلى فيه

يابن النباج عليّ بأشياع الكوفة ، قال : فنودى فى الناس فأعطى جميع ما فى بيت مال المسلمين وهو يقول : يا صفراء ويا بيضاء غرّى غيرى ها وها حتى ما بقى منه دينار ولا درهم ، ثم أمره بنضحه وصلى فيه ركعتين ، وروى

أيضا فى ( ص ٨١ ) بسنده عن مجمع التيمى قال : كان على عليه السلام يكنس بيت المال ويصلى فيه يتخذه مسجدا رجاء أن يشهد له يوم القيامة ، ( أقول ) وذكرهما على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج ٥ ص ٧٥٠ ) فى الشرح وقال : أخرجهما أحمد ـ يعنى ابن حنبل.

[ الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٣١ ] قال : وعن عبد اللّه بن أبى نجا إن عليا أتى يوم البصرة بذهب وفضة فقال : ابيضى واصفرى وغرى غيرى أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك ، فشق قوله ذلك على الناس ، فذكر ذلك له فأذن للناس فذخلوا عليه ، قال : إن خليلى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يا عليّ إنك ستقدم على اللّه وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين ، ثم جمع يده إلى عنقه يريهم الإقماح ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٦٥ ] روى بسنده عن عنترة الشيبانى قال : كان على عليه السلام يأخذ فى الجزية والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعمل يده حتى يأخذ من أهل الأبر والمال والخيوط والحبال ثم يقسمه بين الناس ، وكان لا يدع فى بيت المال مالا يبيت فيه حتى يقسمه إلا أن يغلبه فيه شغل فيصبح اليه ، وكان يقول : يا دنيا لا تغرينى غرى غيرى وينشد :

١٤

هذا جناى وخياره فيه

وكل جان يده إلى فيه

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٧٨ ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن زرير أنه قال : دخلت على علىّ بن أبى طالب عليه السلام يوم الأضحى فقرب الينا حريرة (١) فقلت : أصلحك اللّه لو قربت الينا من هذا البط ـ يعنى الوز ـ فان اللّه عز وجل قد أكثر الخير ، فقال : يابن زرير إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا يحل للخليفة من مال اللّه إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدى الناس.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٧١ ] روى بسنده عن عمار بن ياسر يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إن اللّه تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى اللّه تعالى منها هى زينة الأبرار عند للّه عز وجل ، الزهد فى الدنيا فجعلك لا ترزأ (٢) من الدنيا شيئا ولا ترزأ الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ٢٣ ) وزاد فى آخره : فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فاما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك فى دارك ورفقاؤك فى قصرك ، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق على اللّه أن يوقفهم موقف الكذابين ( انتهى ) ورواه غيرهما أيضا.

[ حلية الأولياء أيضا ج ١ ص ٨١ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن

____________________

١ ) ـ الحريرة : بالحاء المفتوحة ثم الراء بعدها الياء المثناة التحتانية بعدها الراء ثم الهاء ـ دقيق يطبخ بلبن أو دسم. ( المنجد )

٢ ـ لا ترزأ : بالراء ثم الزاى بعدها الهمزة ـ أى لا تصيب.

١٥

شريك عن جده عن على بن أبى طالب عليه السلام إنه أتى بفالوذج (١) فوضع قدامه فقال : إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره أن أعوّد نفسى ما لم تعتده.

[ حلية الأولياء أيضا ج ١ ص ٨٢ ] روى بسنده عن زيد بن وهب قال : قدم على على عليه السّلام وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له الجعد بن نعجة فعاتب عليا عليه السلام فى لبوسه فقال على عليه السلام : ما لك وللبوسى؟ إن لبوسى أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدى بى المسلم ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٣٤ ) وقال : أخرجه أحمد وصاحب الصفوة.

[ أسد الغابة لابن الأثير الجزرى ج ٤ ص ٢٤ ] روى بسنده عن أبى نعيم قال : سمعت سفيان يقول : ما بنى على عليه السلام لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتى بحبوته من المدينة فى جراب.

[ أسد الغابة أيضا ج ٤ ص ٢٤ ] روى بسنده عن أبى بحر عن شيخ لهم قال : رأيت على علىّ عليه السلام أزارا غليظا قال : اشتريته بخمسة دراهم فمن أراد أربحنى فيه درهما بعته. قال : ورأيت معه دراهم مصرورة فقال : هذه بقية نفقتنا من ينبع.

[ أسد الغابة أيضا ج ٤ ص ٢٤ ] روى بسنده عن أبى النوار بياع الكرابيس قال : أتانى على بن أبى طالب عليه السلام ومعه غلام له فاشترى منى قميصى كرابيس فقال لغلامه : إختر أيهما شئت فأخذ أحدهما وأخذ علىّ عليه السلام الآخر فلبسه ثم مد يده فقال : إقطع الذى يفضل من قدر يدى فقطعه ولبسه وذهب.

___________________

١ ـ الفالوذج : بالفاء بعدها الألف ثم اللام والواو ثم الذال للمعجمة بعدها الجيم حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل ، فارسية. ( المنجد )

١٦

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٦٥ ] روى بسنده عن أبجر ابن جرموز عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السّلام يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريتان متزرا بالواحدة مترديا بالأخرى وإزاره إلى نصف الساق وهو يطوف فى الأسواق ومعه درة يأمرهم بتقوى اللّه وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان ، وروى أيضا فى الصفحة المذكورة عن عطاء قال : رأيت على على عليه السلام قميص كرابيس غير غسيل ( قال ) وعن أبى قيس الأودى قال : أدركت الناس وهم ثلاث طبقات ، أهل دين يحبون عليا عليه السلام ، وأهل دنيا يحبون معاوية ، وخوارج.

[ كنز العمال ٢ ص ١٦١ ] قال : عن أبى جعفر قال : أكل علىّ عليه السلام من تمر دقل ثم شرب عليه الماء ثم ضرب على بطنه وقال : من أدخله بطنه في النار فأبعده اللّه ثم تمثل : فانك مهما تعط بطنك سؤله وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا قال : أخرجه العسكرى.

[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٩ ] قال : عن عمرو بن قيس قال : رئى على على عليه السلام إزار مرقوع فقيل له فقال : يقتدى به المؤمن ويخشع به القلب ( قال ) أخرجه هناد وأبو نعيم فى حليته.

[ كنز العمال ج ٦ ص ٤١٠ ] قال : عن أبى مطر قال : خرجت من المسجد فاذا رجل ينادى خلفى إرفع إزارك فانه أتقى لربك وأنقى لثوبك وخذ من رأسك إن كنت مسلما ، فاذا هو على عليه السلام ومعه الدرة فانتهى إلى سوق الإبل فقال : بيعوا ولا تحلفوا فان اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة ثم أتى صاحب التمر فاذا خادم تبكى فقال : ما شأنك؟ فقالت : باعنى هذا تمرا بدرهم فأبى مولاى أن يقبله ، فقال : خذه وأعطها درهمها فانه ليس لها أمر فكأنه أبى فقلت : ألا تدرى

١٧

من هذا؟ قال : لا ، قلت : علىّ أمير المؤمنين عليه السّلام فصب تمره وأعطاها درهمها وقال : أحب أن ترضى عنى يا أمير المؤمنين قال : ما أرضانى عنك إذا وفيتهم ، ثم مر مجتازا بأصحاب التمر فقال : أطعموا المسكين يربو كسبكم ، ثم مر مجتازا حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال : لا يباع فى سوقنا طافى ، ثم أتى دار بزاز وهى سوق الكرابيس فقال : يا شيخ أحسن بيعى فى قميص بثلاثة دراهم فلما عرفه لم يشتر منه شيئا ، ثم أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرسغين إلى الكعب ، فجاء صاحب النوب فقيل له : إن ابنك باع من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم قال : فهلا أخذت منه بدرهمين فأخذ الدرهم ثم جاء به إلى على عليه السلام فقال : أمسك هذا الدرهم قال : ما شأنه؟ قال : كان قميصنا ثمن درهمين باعك ابنى بثلاثة دراهم ، قال : باعنى برضاى وأخذت برضاه ، ( قال ) أخرجه ابن راهويه وأحمد فى الزهد وعبد بن حميد وأبو يعلى والبيهقى وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٤١٠ ] قال : عن زيد بن وهب قال : خرج علينا على عليه السلام وعليه رداء وإزار قد وثقه بخرقة فقيل له : فقال : إنما ألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لى من الزهو وخيرا لى فى صلاتى وسنة للمؤمنين ( قال ) أخرجه ابن المبارك.

[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٢٩ ] قال : وعن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ كيف أنت إذا زهد الناس فى الآخرة ورغبوا فى الدنيا ، وأكلوا التراث أكلا لما ، وأحبوا المال حبا جما ، واتخذوا دين اللّه دغلا ، ومال اللّه دولا ، قلت : أتركهم وما اختاروا وأختار اللّه ورسوله والدار الآخرة ، وأصبر على مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بك إن شاء اللّه تعالى ، قال : صدقت اللهم افعل ذلك به ( قال ) أخرجه الحافظ الثقفى فى الأربعين.

[ الرياض النضرة أيضا ج ٢ ص ٢٣٠ ] قال : وعن ابن عباس

١٨

قال : اشترى على بن أبى طالب عليه السلام قميصا بثلاثة دراهم وهو خليفة وقطع كمه من موضع الرسغين وقال : الحمد للّه الذى هذا من رياشه ( قال ) أخرجه السلفى.

[ الرياض النضرة أيضا ج ٢ ص ٢٣٠ ] قال : وعن على بن ربيعة قال : كان لعلى عليه السلام امرأتان فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم ، وإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم.

[ ذخائر العقبى ص ٩٣ ] قال : عن أبى الحمراء قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم فى علمه وإلى نوح فى فهمه وإلى ابراهيم فى حلمه وإلى يحيى بن زكريا فى زهده وإلى موسى فى بطشه فلينظر إلى على بن أبى طالب عليه السلام ( قال ) أخرجه أبو الخير الحاكمى.

١٩

باب

في ورع علي عليه السّلام وعدله وعصمته

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٨٢ ] روى بسنده عن عبد الملك ابن عمير يقول : حدثنى رجل من ثقيف إن عليا عليه السّلام استعمله على عكبرا قال : ولم يكن السواد يسكنه المصلون وقال لى : إذا كان عند الظهر فرح إلي فرحت اليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسنى عنه دونه ، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بظبية (١) فقلت فى نفسى : لقد أمننى حتى يخرج إلي جوهرا ولا أدرى ما فيها فاذا عليها خاتم فكسر الخاتم فاذا فيها سويق فأخرج منها فصب فى القدح فصب عليه ماء فشرب وسقانى فلم أصبر فقلت : يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك؟ قال : أما واللّه ما أختم عليه بخلا عليه ولكنى أبتاع قدر ما يكفينى فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره ، وإنما حفظى لذلك وأكره أن أدخل بطنى إلا طيبا ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ، ص ٢٣٥ ) وقال : أخرجه فى

___________________

١ ـ الظبية : جراب صغير من جلد ظبى عليه شعره.

٢٠