الإيضاح

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري

الإيضاح

المؤلف:

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري


المحقق: السيد جلال الدين الحسيني الأرموي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
المطبعة: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٢٣

بسم الله الرّحمن الرّحيم

( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) (١) والحمد لله الّذي اصطفى محمّدا لرسالته ، وارتضاه لنفسه ، وائتمنه على وحيه ، وابتعثه نبيّا الى خلقه رحمة للعالمين ، يبشّر بالجنّة من أطاعه ، وينذر بالنّار من عصاه إعذارا وإنذارا ، وأنزل عليه كتابا عزيزا (٢) ( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (٣) احتجاجا على خلقه بتبليغ حجّته وأداء رسالته ، وإنفاذ حكمه وإقامة حدوده ، وتحليل حلاله وتحريم حرامه ، آمرا بطاعته ناهيا عن معصيته ، قد أكمل (٤) له دينه ، وهداه لرشده وبصّره من العمى ، وعصمه من الضّلالة والرّدى [ وأقامه على المحجّة البيضاء (٥) ] يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ : ( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً * وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً * رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) (٦) ويقول عزّ وجلّ : ( وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) (٧) وقال

__________________

(١) آية ١ سورة الانعام.

(٢) م : « عربيا » وهو مأخوذ من قوله تعالى ( وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ ) ( آية ٤١ سورة فصلت ).

(٣) آية ٤٢ سورة فصلت.

(٤) ح ج س مج مث : « أكمل الله ».

(٥) فى م فقط.

(٦) آية ١٦٣ و ١٦٤ و ١٦٥ سورة النساء.

(٧) آية ٥٥ سورة الانعام.

١

عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً ) (١) وقال عزّ وجلّ : ( قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي. ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ ) (٢) [ وقال : ( وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (٣) وقال : ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ) (٤) وقال : ( وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ ) (٥) ] وقال : ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (٦).

فبلّغ صلوات الله عليه وآله رسالات ربّه ، وصدع بأمره ، وصبر على حكمه واوذى فى جنبه ، وجاهد فى سبيله ، ونصح لامّته ، ورؤف بالمؤمنين ، وغلظ على الكافرين ؛ وعبد الله حتّى أتاه اليقين (٧) فصلى الله عليه وآله الطّيّبين الطّاهرين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وبلّغه أشرف محلّ المكرّمين [ آمين ربّ العالمين (٨) ].

__________________

(١) آية ١٠٥ سورة النساء.

(٢) آية ٥٧ سورة الانعام.

(٣) آية ٦٤ سورة النحل.

(٤) صدر آية ١٠ سورة الشورى.

(٥) آيات ١٥٥ و ١٥٦ و ١٥٧ سورة الانعام ؛ وليعلم أن الآيات الواقعة بين الحاصرتين لم تذكر فى نسخة م.

(٦) آية ٤٩ و ٥٠ سورة المائدة.

(٧) اشارة الى قول الله تعالى : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) ( وهو آخر آية من سورة الحجر ).

(٨) فى م فقط.

٢

امّا بعد

( الاختلاف والنظر )

فانّا نظرنا فيما اختلفت فيه الملّة (١) من أهل القبلة حتّى كفّر بعضهم بعضا وبرئ بعضهم من بعض وكلّهم ينتحل الحقّ ويدّعيه فوجدناهم فى ذلك صنفين لا غير ، فأحدهما المتّسمون (٢) بالجماعة المنتسبون الى السّنّة وهم فى ذلك مختلفون فى أهوائهم وأحكامهم وآرائهم ، وحلالهم وحرامهم ؛ وبعضهم فى ذلك راض ببعض يجيزون شهاداتهم ويصلّون خلفهم ويقبلون (٣) الاحاديث عنهم ويزكّونهم غير أنّهم قد أجمعوا على خلاف الصّنف الآخر وهم الشّيعة فلم يقبلوا شهاداتهم ولم يزكّوهم ولم يصلّوا خلفهم ولم يقبلوا الأحاديث عنهم.

التمييز بين الصنفين

فنظرنا فيما الصّنف الأوّل عليه مقيمون وبه متمسّكون وبه يدينون ؛ الّذي تسمّوا له بالجماعة وانتسبوا به الى السّنّة فوجدناهم يقولون (٤) : انّ الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيّه محمّدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وحلالهم وحرامهم ودمائهم ومواريثهم وفروجهم ورقّهم وسائر أحكامهم

__________________

(١) ح س ج مث مج : « أهل الملة ».

(٢) م : « المسمون ».

(٣) م : « ينقلون ».

(٤) قال العالم الربانى محمد بن مرتضى المعروف بالفيض القاسانى (ره) فى أوائل الاصل الاول من كتابه الاصول الاصيلة ( ص ٥ من النسخة المطبوعة ) وكذا فى أوائل الفصل العاشر من كتابه سفينة النجاة ( ص ١٠٣ من النسخة المطبوعة ) : « قال ابو محمد الفضل بن شاذان النيسابورى ( الى ان قال ) فى كتابه المسمى بالايضاح فى القوم المتسمين بالجماعة المنسوبين الى السنة : انا وجدناهم يقولون ( فساق الكلام الى قوله ) ويحرم بعضهم ما يحله بعض ».

٣

وأنّ رسول الله ـ صلعم ـ لم يكن يعرف ذلك او عرفه فلم يبيّنه لهم [ وتركهم فى عمى وشبهة (١) ] وأنّ الصّحابة (٢) من بعده وغيرهم من التّابعين استنبطوا ذلك (٣) برأيهم وأقاموا أحكاما (٤) سمّوها سنّة أجروا النّاس عليها ومنعوهم ان يجاوزوها الى غيرها ؛ وهم فيها مختلفون يحلّ بعضهم منها (٥) ما يحرّمه بعض ويحرّم بعضهم ما يحلّه بعض [ فمن خالفهم فيها وعابها فهو (٦) ] عندهم منسوب الى البدعة والهوى خارج من الجماعة والسّنّة غير مرضىّ ، ولا مقبول الشّهادة ولا مزكّى ولا يصلّى خلفه ؛ مدفوع عن كلّ خير ولا شيء عنده من الفضل ، والرّاضى بها منسوب الى السّنّة والجماعة ، مقبول الشّهادة غير مدفوع عن شيء من الفضل فهم للرّأى فى الدّين (٧) مستعملون (٨) ؛ فيه يحلّون ويحرّمون ، وينكحون ويفرّقون ، ويقتلون ويستحيون ، ويعتقون ويسترقّون ، ويعاقبون ويعفون ووجدناهم مع ما أجمعوا عليه من هذا القول مختلفين فى عمود التّوحيد.

أقاويل الجهميّة

فمنهم الجهميّة الّذين يقولون : انّ الله لا فى السّماء ولا فى الأرض ولا بينهما ،

__________________

(١) ما بين الحاصرتين فى م فقط وفيه بهذه العبارة : « وتركهم فى عمياء مشبهة ».

(٢) ح ج س مج مث وعبارة القاسانى المشار إليها « وأن أصحابه ».

(٣) هنا زيادة فى النسخ وهى : « من فروع الدين الحلال ( فى م : والحلال ) وجميع الاحكام من الصلاة وغيرها من أبواب الفرائض برأيهم ما لم يبعث الله به نبيه ( صلعم ) ولم يكن النبي يعرفه او عرفه فلم يخبرهم به حتى استخرجوه هم برأيهم » فكأنها نشأت من تكرار العبارة اشتباها وسهوا من الكتاب والنساخ ومأخذ التصحيح عبارة المحقق القاسانى (ره) فى الاصول الاصيلة ( ص ٥ ، س ١٥ ) وكذا عبارته فى سفينة النجاة ( ص ١٠٣ ؛ س ٨ ).

(٤) م : « واقامة الاحكام ».

(٥) ح ج س مج مث : « فيها ».

(٦) ح ج س مج مث : « فعائبها ».

(٧) ح : « بالدين » ج س مج مث : « للدين ».

(٨) م : « مقتدون » ج س مث مج : « متعملون ».

٤

ولا أين ولا حيث [ ولا حدّ (١) ] ولا طول ولا قصر ولا عرض ولا نهاية ويقولون : انّه هواء ، فهو عندهم داخل معهم فى كلّ شيء لا كدخول الشّيء فى الشّيء وخارج من (٢) كلّ شيء لا كخروج الشّيء من (٣) الشّيء فهو عندهم داخل فيهم وفى كلّ ذى روح (٤) على معناهم الّذي وصفوا وتوهّموا فيجب عليهم عند أنفسهم كما يوجبون على النّاس ان يعبدوا ما هو فيهم وما فى كلّ ذى روح من الهواء.

ولا يقرّون بمنكر ولا نكير ولا بعذاب القبر ولا بميزان ولا صراط ، ويقولون : اذا قمت تصلّى فلا تتوهّم شيئا ؛ فان توهّمت شيئا فقد كفرت ، ويقولون فى الجملة ليس كمثله شيء ثمّ يصفونه بصفة العدم وصفة لا شيء ، ويقولون : لا يزول ولا يتحرّك ولا يتكلّم ولا يأمر ولا ينهى [ انّما يخلق خلقا يتكلّم ويأمر وينهى (٥) ] فهو جلّ ثناؤه عندهم بمنزلة الموات (٦) ويزعمون أنّهم يكفرون بالذّي قال لموسى [ : انّى أنا ربّك (٧) فلا يعبدونه ، ولا يعبدون الّذي قال لموسى (٨) : ] انّى أنا الله ربّ العالمين ، [ والّذي قال لموسى : إنّني انا الله لا إله الاّ أنا فاعبدنى (٩) ] ويكفرون بعبادة الّذي كلّم (١٠) موسى تكليما (١١) ويقولون : ليس هو فوق كلّ شيء ولا هو تحت كلّ شيء ، ويقولون : بسطك يديك فى الدّعاء الى السّماء كبسطك ايّاهما الى الارض.

أقاويل المعتزلة

ومنهم المعتزلة الّذين يقولون فى التّوحيد وعذاب القبر والميزان والصّراط

__________________

(١) ليس فى م.

(٢ و ٣) ح : « عن » ( فى كلا الموضعين ).

(٤) ح ج س مج مث بزيادة « أو غير ذى روح ».

(٥) ما بين الحاصرتين ليس فى م.

(٦) م ج : « الموت ».

(٧) صدر آية ١٢ طه.

(٨) ما بين الحاصرتين ليس فى م.

(٩) ما بين الحاصرتين ليس فى ح ج س مج مث.

(١٠) م : « كلمه ».

(١١) مأخوذ من ذيل آية ١٦٤ سورة النساء.

٥

مثل قول الجهميّة ، ويقولون : انّ الله لم يقض ولم يقدّر علينا خيرا ولا شرّا ولا قضاء ولا قدرا ، ويقولون : انّ الجنّة والنّار لم تخلقا بعد ، ويقولون : ان شئنا زاد الله فى الخلق وان شئنا لم يزد لأنّ سبب النّشأ والولد (١) إلينا (٢) ؛ ان (٣) شئنا فعلنا وان لم نشأ لم نفعل ، ويقولون : انّ الله لم يخلق الشّرّ [ وانّه يكون ما لا يشاء الله وانّ الله لا يشاء الشّرّ (٤) ] ولا يشاء (٥) الاّ ما يحبّ فلزمهم (٦) [ ان يقولوا (٧) : ] انّ الله خلق الكلاب والخنازير وانّ الله يحبّهما ، أو يقولوا : انّ الله لم يشأهما ولم يخلقهما فيكونون بذلك قد صدّقوا المجوس فى قولهم ؛ تعالى الله عزّ وجلّ عمّا يقولون علوّا كبيرا.

أقاويل الجبريّة

ومنهم أهل الجبر (٨) الّذين يقولون : انّ الله عزّ وجلّ كلّفنا ما لا نطيق وان لم نفعله (٩) عذّبنا ، وانّما نحن بمنزلة الحجارة [ المنقولة (١٠) ] ان حرّكت تحرّكت وان لم تحرّك لم تتحرّك ، قالوا : وانّما قولنا : فعل الرّجل اذا زنى او سرق او قتل أو لاط ؛ بمنزلة قولك ؛ مات وعاش ، وليس هو مات وعاش وانّما اميت واعيش فهم (١١) يحملون ذنوبهم على ربّهم ويقولون : لم يكن الزّانى يستطيع ان لا يزنى ؛ وكذلك كلّ

__________________

(١) ج س مج مث : « لان سبب النسل والمناكح » وفى ح : « التناكح ».

(٢) كأنه بتقدير مثل « فوض » أو « سلم ».

(٣) ح ج س مج مث : « فان ».

(٤) ما بين الحاصرتين ليس فى م.

(٥) م : « ولا شيئا » وليس ببعيد ان يكون مصحف : « شاء » وتستقيم العبارة فى نسخة م هكذا : « ان الله لم يخلق الشر ولا شاء الا ما يحب ».

(٦) ح ج س مج مث : « فيلزمهم ».

(٧) ليس فى م.

(٨) ح : « ومنهم الاجبارية » ج س مج مث « ومنهم اهل الاجبار ».

(٩) ح ج س مج مث : « فان لم نفعل ».

(١٠) هذه الكلمة فى م فقط.

(١١) م : « وهم ».

٦

معصية ، ويزعمون [ أنّ كلّ شيء بخلاف قولهم فهو كفر (١) ] بالله العظيم.

أقاويل أصحاب الحديث (٢)

[ ومنهم أصحاب الحديث (٣) ] [ عامّة أصحاب الحديث مثل سفيان الثّورىّ و

__________________

(١) ح ج س مج مث : « أن من قال خلاف قولهم كافر ».

(٢) قال الشهرستانى فى الملل والنحل ( ص ٩٩ من طبعة ايران سنة ١٢٨٨ ) :

« أصحاب الحديث وهم أهل الحجاز وهم أصحاب مالك بن أنس وأصحاب محمد بن ادريس الشافعى وأصحاب سفيان الثورى وأصحاب أحمد بن حنبل وأصحاب داود بن على بن محمد الاصفهانى وانما سموا أصحاب الحديث لان عنايتهم بتحصيل الاحاديث ونقل الاخبار وبناء الاحكام على النصوص ، ولا يرجعون الى القياس الجلى والخفى ما وجدوا خبرا او أثرا وقد قال الشافعى ـ رضى الله عنه ـ : اذا وجدتم لى مذهبا ووجدتم على خلاف مذهبى خبرا فاعلموا أن مذهبى ذلك الخبر ، ومن أصحابه أبو ابراهيم اسماعيل بن يحيى المزنى ( الى آخر ما قال ) ».

والعنوان فى م فقط وليس فى سائر النسخ ؛ قال السيد مرتضى الرازى (ره) فى تبصرة العوام فى أوائل الباب الحادي عشر الّذي فى ذكر مقالات المشبهة والمجسمة ضمن ما قال : « ومشبهه زمان ما دو نوع اند يكى محمود نزد ايشان چنانكه خود را أهل سنت وجماعت وسلفى واصحاب حديث گويند وخصم ايشان را مشبهه ومجسمه ومجبره وحشويه خوانند ».

الى ان قال بعد أن ذكر أشياء كثيرة من عقائدهم المنكرة ما نصه ( انظر ص ٨٦ ـ ٧٥ من طبعة الاستاذ عباس اقبال وص ٣٨٥ من النسخة المنضمة لقصص العلماء المطبوعة سنة ١٣٠٩ ).

« وامثال اين خرافات بسيار گفته اند اگر خواهيم كه جمله را ياد كنيم به سالهاى دراز تمام نشود واين جمله مقالات قوميست كه خود را أصحاب حديث وأهل سنت وجماعت خوانند وهركه در اين خلاف كند او را أهل ضلالت گويند ».

(٣) ح ج س : « ومنهم العامة ».

٧

يزيد بن هارون وجرير بن عبد الله ووكيع بن الجرّاح (١) ] وأشباههم من العلماء الّذين

__________________

(١) ح ج س مج مث : ( بدلها ) « أصحاب يزيد ( ح : بريد ) بن هارون وجرير ( ح : حريز ) بن عبد الحميد وسفيان ووكيع ».

__________________

أقول : قد علم مما ذكر أن « أصحاب الحديث » من هم؟ ـ وعلم أيضا سنخ عقائدهم فان ما فى الكتاب أنموذج مما اعتقدوا به.

وقال الشيخ عبد الجليل الرازى القزوينى (ره) فى كتاب النقض ضمن ذكره المدارس التى بنيت فى الرى فى زمان سلطان ملك شاه وسلطان محمد ما نصه ( ص ٤٧ من النسخة المطبوعة ).

« ومدرسه فقيه على جاستى به كوى اصفهانيان كه خواجه ميرك فرموده است كه بدان تكلف مدرسه در هيچ طايفه نيست وسادات دارند ودر آنجا مجلس وعظ وختم قرآن ونماز بجماعت باشد نه در عهد سلطان سعيد ملك شاه فرمودند؟ در آن تاريخ كه سرهنگ ساوتكين جامع جديد مى كرد براى أصحاب حديث كه ايشان را در رى مسجد آدينه نبود ».

فيعلم من ذلك ان فى تلك الازمنة كانت لهم كثرة وشأن وشوكة.

فليعلم أن نسبة أمثال العقائد والاقوال المذكورة هنا الى أصحاب الحديث ذكرت فى كثير من الموارد فى كتاب النقض الا انا لا نذكر منه شيئا لنكتة لطيفة وهى ان صاحب النقض فى صدد ابطال عقائد مخالفيه كالفضل بن شاذان فى هذا الكتاب فيشبه ان يكون من قبيل اثبات الدعوى بنفسها ؛ فتفطن.

قال ابو الفتوح الرازى (ره) فى تفسير آية ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) ( من آية ١٦٣ سورة الاعراف ) ضمن بياناته بعد نقل حديث ( ج ٢ من الطبعة الاولى ص ٤٥٧ ) :

« اين خبر امام اصحاب الحديث ابو اسحاق احمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبى آورد در كتاب « العرائس فى المجالس » و « يواقيت التيجان فى قصص القرآن » ( الى ان قال ) هم

٨

يروون أنّ النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قال : لا تسبّوا الدّهر فانّ الله هو الدّهر (١) [ فهم

__________________

در اين كتاب آورد وهم در تفسيرش كه چون موسى (ع) بيفتاد بيهوش آن فرشتگان مى آمدند ولگد در او ميزدند ومى گفتند : يا ابن النساء الحيض أطمعت فى رؤية رب العزة ؛ اى پسر زنان حيض رسيده طمع داشتى تا خداى عزيز را ببينى؟! واين خبر اگرچه بنزد ما واهى وضعيف است چو از گفته مخالف است بر آوردم تا بر او حجت باشد ( تا آخر بيانات او ) »

وذكر ابو المحاسن الجرجانى (ره) فى تفسيره مثل ما ذكره ابو الفتوح (ره) فان شئت ان تراجعه فانظر تفسير الآية ( ج ٣ : ص ٢٤٧ ـ ص ٢٤٩ ).

أقول : نص عبارة الثعلبى فى كتاب العرائس فى الباب السادس عشر من ابواب المجلس الّذي عقده لبيان احوال موسى ( والباب معنون بعنوان : فى قصة ذهاب موسى الى الجبل لميقات ربه ) ضمن ما ذكره تحت عنوان « واختلف العلماء فى معرفة التجلى » هكذا ( انظر ص ١١٤ من النسخة المطبوعة بالمطبعة الحميدية المصرية سنة ١٣٢١ ) : « قال الواقدى : لما خر موسى صعقا قالت الملائكة : ما لابن عمران وسؤاله الرؤية؟! وفى بعض الكتب : ان ملائكة السماوات والارض أتوا موسى وهو مغشى عليه فجعلوا يلكزونه بأرجلهم ويقولون : يا ابن النساء الحيض أطمعت فى رؤية رب العزة؟! » وهذا أنموذج من عقائدهم.

__________________

(١) نقله السيوطى فى الجامع الصغير عن صحيح مسلم بهذه العبارة لكن المشهور بين الناس هكذا : « لا تسبوا الدهر فان الدهر هو الله » وهكذا نقله علم الهدى (ره) فى أماليه المعروف بغرر الفرائد ودرر القلائد ونص عبارته هكذا ( ج ١ ص ٤٦ ـ ٤٥ من طبعة احياء دار الكتب العربية بتحقيق محمد ابى الفضل ابراهيم ) : « تأويل خبر ـ روى عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ انه قال : لا تسبوا الدهر فان الدهر هو الله ؛ وقد ذكر قوم فى تأويل هذا الخبر أن المراد به لا تسبوا الدهر فانه لا فعل له وان الله مصرفه ومدبره ، فحذف من الكلام ذكر المصرف والمدبر وقال : هو الدهر. وفى هذا الخبر وجه هو أحسن من ذلك الّذي حكيناه.

وهو أن الملحدين ومن نفى الصانع من العرب كانوا ينسبون ما ينزل بهم من أفعال الله

٩

على معنى ما رووا انّ الله هو الدّهر (١) ] لا يعيبون (٢) ان يقولوا : يا دهر (٣) ارحمنا ، ويا دهر (٤) اغفر لنا ويا دهر (٥) ارزقنا ؛ يضاهون ما قالت اليهود : إنّهم يعبدون الله الّذي عزير ابنه ،

__________________

تعالى كالمرض والعافية والجدب والخصب والبقاء والفناء الى الدهر جهلا منهم بالصانع جلت عظمته ويذمون الدهر ويسبونه فى كثير من الاحوال من حيث اعتقدوا أنه الفاعل بهم هذه الافعال فنهاهم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ عن ذلك وقال لهم : لا تسبوا من فعل بكم هذه الافعال ممن تعتقدون أنه هو الدهر فان الله تعالى هو الفاعل لها وانما قال : ان الله هو الدهر من حيث نسبوا الى الدهر أفعال الله وقد حكى الله تعالى عنهم قولهم : ( ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ ) ( الجاثية : ٢٤ ) وقال لبيد :

فى قروم سادة من قومه

نظر الدهر إليهم فابتهل

اى دعا عليهم وقال عمرو بن قمئة ( فأورد سبعة أبيات منه وقال ).

وقال الاصمعى : ذم أعرابى رجلا فقال : هو أكثر ذنوبا من الدهر ( الى ان قال بعد الاستشهاد بأشعار أخر ).

وقال آخر

فاستأثر الدهر الغداة بهم

والدهر يرمينى وما أرسى

يا دهر قد أكثرت فجعتنا

بسراتنا ووقرت فى العظم

وقال بعد ان بين معنى « وقرت فى العظم » :

وكل هؤلاء الذين روينا أشعارهم نسبوا أفعال الله التى لا يشاركه فيها غيره الى الدهر فحسن وجه التأويل الّذي ذكرناه ».

أقول : يشبه مضمون هذه الابيات فى نسبة الحوادث الى الدهر قول من قال بالفارسية :

«روزگار است آنكه گه عزت دهد گه خوار دارد

چرخ بازيگر از اين بازيچه ها بسيار دارد»

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ليس فى م.

(٢) ح ج س مج مث : « لا يتهيبون ».

(٣ و ٤ و ٥) م ( فى الموارد الثلاثة ) : « يا دهرنا ».

١٠

والنّصارى الّذين قالوا : نعبد الله الّذي المسيح ابنه ، ويروون أنّ الله خلق الملائكة من شعر ذراعيه وصدره (١) ، [ ويروون أنّ الله خلق نفسه من عرق الخيل (٢) ] ويروون

__________________

(١) قال السيد مرتضى الرازى (ره) فى تبصرة العوام فى اوائل الباب الحادي عشر الّذي هو فى مقالات المشبهة والمجسمة ضمن ما قال ( ص ٣٨٣ من النسخة المنضمة فى الطبع لقصص العلماء المطبوع سنة ١٣٠٩ ).

« ومشبهه زمان ما دو نوع اند يكى محمود نزد ايشان چنانكه خود را اهل سنت وجماعت وسلفى وأصحاب حديث گويند وخصم ايشان را مشبهه ومجسمه ومجبره وحشويه خوانند ودر عصر ما مشبهه در اعتقاد يك فرقه اند ودر شرعيات هفت فرقه ( فخاض فى ذكر الفرق الى ان قال ) :

« بدان كه مشبهه خدا را جاى ومكان اثبات كنند ( الى ان قال ) وگويند عروه روايت كند از عبد الله بن عمرو بن العاص كه رسول گفت : خداى تعالى ملائكه را از موى سينه ودستهاى خود بيافريد ».

(٢) ما بين الحاصرتين ليس فى ح ج س مج مث بل هو فى م فقط ؛ قال السيد مرتضى الرازى (ره) فى أوائل الباب الحادي عشر من تبصرة العوام ضمن ذكر عقائد المشبهة :

« ديگر روايت كنند از ابو المهزم از ابو هريره كه رسول را پرسيدند كه خدا از چيست؟ گفت : از آب ليكن نه آب زمين ونه آب آسمان بلكه اسبى بيافريد واو را بدوانيد تا عرق كرد وخود را از آن عرق بيافريد تعالى الله عن ذلك ».

قال الناقد البصير جلال الدين عبد الرحمن السيوطى فى اوّل باب التوحيد من كتابه « اللئالي المصنوعة فى الاحاديث الموضوعة » ( وهذا الحديث اوّل حديث فى الكتاب )

« الحاكم نقلا عن الجوزقانى : أنبأنا اسماعيل بن محمد الشعرانى أخبرت عن محمد بن شجاع الثلجى أخبرنى حبان بن هلال عن حماد بن سلمة عن أبى المهزم عن أبى هريرة قال : قيل : يا رسول الله مم ربنا؟ ـ قال : من ماء مرور لا من أرض ولا من سماء خلق خيلا فأجراها فعرقت فخلق نفسه من ذلك العرق.

موضوع اتهم به محمد بن شجاع ولا يضع مثل هذا مسلم قلت : ولا عاقل ، قال الذهبى

١١

__________________

فى الميزان : ابن شجاع هذا كان فقيه العراق فى وقته ، وكان حنفيا صاحب تصانيف ، وكان من أصحاب بشر المريسى ، وكان ينتقص الامامين الشافعى وأحمد ، وكان من وصيته التى كتبها عند موته ولا يعطى من ثلثي الا من قال : القرآن مخلوق ، وقال ابن عدى : كان يضع أحاديث فى التشبيه ينسبها الى أصحاب الحديث مع كونه أتى من المكذب فهو من وضع الجهمية ليذكروه فى معرض الاحتجاج به على ان « نفسه » اسم لشيء من مخلوقاته فكذلك اضافة كلامه إليه من هذا القبيل اضافة ملك بل كلامه بالاولى قال : وعلى كل حال فما يعد مسلم هذا فى احاديث الصفات تعالى الله عن ذلك انتهى والله أعلم ».

وقال أيضا السيوطى فى اللئالى المصنوعة فى كتاب التوحيد بعد نقل حديث بعد ذلك عن أبى على الاهوازى ( ج ١ : ص ٢٨ ) :

قلت أخرجه ابن عساكر فى تاريخه : أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائى فى كتابه أنبأنا أبو على الاهوازى به وقال كتب أبو بكر الخطيب هذا عن الاهوازى متعجبا من نكارته وهو باطل وقال ابن عساكر فى الاول : هذا حديث منكر وفى اسناده غير واحد من المجهولين والاهوازى جمع أمثاله فى كتاب له فى الصفات سماه « كتاب البيان فى شرح عقود أهل الايمان » أودعه أحاديث منكرة كحديث : ان الله تعالى لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من ذلك العرق مما يجوز ان يروى ولا يحل ان يعتقد ، وكان مذهبه مذهب السالمية يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التى تقوى له رأيه وحديث اجراء الخيل موضوع وضعه بعض الزنادقة ليشنع به على أصحاب الحديث فى روايتهم المستحيل فقبله من لا عقل له ورواه وهو مما يقطع ببطلانه شرعا وعقلا ( انتهى ).

وقال فى كتاب تبيين المفترى : كان الاهوازى من اكذب الناس. وقال الذهبى فى الميزان : صنف الاهوازى كتابا فى الصفات لو لم يجمعه لكان خيرا له فانه أتى بموضوعات وفضائح وكان يحط على الاشعرى وجمع تأليفا فى ثلبه والله أعلم ».

أقول : ان أبا الفتوح أيضا على ما ببالى نقل الحديثين ( اى هذا الحديث وما قبله من ان الله خلق الملائكة من شعر ذراعيه وصدره فى تفسيره نقلا عن المشبهة وناسبا اياهما إليهم الا انى لا مجال لى ان أراجعه فمن اراد فليراجع.

١٢

انّ النّار لمّا استعرت وضع الله قدمه فيها فقالت : قطى قطى (١) أى حسبى حسبى (٢).

__________________

(١) قال ابن الاثير فى النهاية : « فيه : ذكر النار فقال : حتى بضع الجبار فيها قدمه فتقول : قط قط بمعنى حسب ، وتكرارها للتأكيد وهى ساكنة الطاء مخففة ، ورواه بعضهم فتقول : قطنى قطنى اى حسبى حسبى » قال ابن هشام فى مغنى اللبيب : قط على ثلاثة أوجه ( الى ان قال ) : الثانى ان تكون بمعنى حسب وهذه مفتوحة القاف ساكنة الطاء يقال : قطى وقطك وقط زيد درهم كما يقال : حسبى وحسبك وحسب زيد درهم الا أنها مبنية لانها موضوعة على حرفين وحسب معربة. والثالث أن تكون اسم فعل بمعنى يكفى فيقال : قطنى بنون الوقاية كما يقال : يكفينى ويجوز نون الوقاية على الوجه الثانى حفظا للبناء على السكون كما يجوز فى لدن ومن وعن لذلك » فعلم أن « قطى وقطى » ( بلا نون ) كما فى نسخ الكتاب و « قطنى وقطنى » مع نون الوقاية كما فى النهاية كلا الوجهين صحيحان.

ويناسب المقام ما نقله العلامة المجلسى فى باب نفى الجسم والصورة والتشبيه من المجلد الثانى من البحار عن تفسير العياشى بهذه العبارة ( ص ٩١ من طبعة امين الضرب ) :

« شى ـ عن جابر الجعفى قال قال محمد بن على : يا جابر ما أعظم فرية اهل الشام يزعمون ان الله تبارك وتعالى حيث صعد الى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس وقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تبارك وتعالى ان نتخذها مصلى ، يا جابر ان الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه ، تعالى عن صفة الواصفين وجل عن أوهام المتوهمين ، واحتجب عن عين الناظرين ولا يزول مع الزائلين ، ولا يأفل مع الآفلين ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ».

(٢) أورد السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى : « يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ( آية ٣٠ سورة ق ) » روايات مع أسنادها منها هذه الرواية « وأخرج أحمد والبخارى ومسلم والترمذي والنسائى وابن جرير وابن مردويه والبيهقى فى الاسماء والصفات عن أنس قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوى بعضها الى بعض وتقول : قط قط وعزتك وكرمك ( الحديث ) فمن أراد ان يلاحظ سائر الروايات فليراجع ذلك الكتاب ( ج ٦ ص ١٠٧ من النسخة المطبوعة ).

١٣

ويروون فى قول الله تعالى : ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) (١) ؛ أنّه أطلع أنملة خنصره (٢) ويروون عن النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أنّه قال : لا تسبّوا الرّيح فانّها من نفس الرّحمن (٣). ويروون أنّ رجلا جلس معتمدا على كفّيه من خلفه فقال له

__________________

(١) من آية ١٤٣ سورة الاعراف.

(٢) أورد السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير الآية أحاديث كثيرة فى هذا المضمون منها :

« وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى ـ حاتم وابن عدى فى الكامل وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقى فى كتاب الرؤية من طرق عن أنس بن مالك ان النبي (ص) قرأ هذه الآية فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ؛ قال : هكذا واشار باصبعيه ووضع طرف إبهامه على أنملة الخنصر ( وفى لفظ : على المفصل الاعلى من الخنصر ) فساخ الجبل وخر موسى صعقا ( وفى لفظ فساخ الجبل فى الارض فهو يهوى فيها الى يوم القيامة ) ». فمن أراد ان يلاحظ سائر الاحاديث أيضا فليراجع الدر المنثور ( ج ٣ ص ١١٩ ـ ١٢٠ ).

وقال أيضا السيوطى لكن فى اللئالي المصنوعة فى الاحاديث الموضوعة فى كتاب التوحيد ج ١ ص ٢٥ طبعة مصر ) :

« قال الطبرانى فى السنة : حدثنا العباس بن الفضل الاسقاطى حدثنا هريم بن عثمان الراسبى حدثنا عمر بن سعيد الأشج عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن انس عن النبي (ص) فى قوله : « فلما تجلى ربه للجبل قال تجلى له بخنصره ؛ أخرجه ابن مردويه ( الى آخر ما قال ) وذكر أيضا نظائر له هناك فمن أرادها فليراجع اللئالي المصنوعة ( ص ٢٥ ـ ٢٦ ج ١ ).

وقال السيد مرتضى الرازى (ره) فى تبصرة العوام فى اوائل الباب العاشر ضمن ذكر عقائد المجسمة : « وگويند : چون تجلى كرد به كوه طور سينا اندكى تجلى كرد ورسول صفت مى كرد وانگشت ابهام را زير انگشت كوچك نهاده واشارت مى كرد يعنى اين قدر تجلى كرد ».

(٣) قال السيد مرتضى الرازى (ره) فى تبصرة العوام فى اوائل الباب العاشر الّذي هو فى ذكر عقائد المجسمة بعد ما نقله بالنسبة الى تفسير آية فلما تجلى الآية : « وگويند ابو ـ هريرة از رسول روايت كرده است كه الايمان يمانى والحكمة يمانية وأجد نفس ربكم من

١٤

بعض علمائهم : لا تجلس هذه الجلسة فانّها جلسة ربّ العالمين (١) تعالى الله عمّا يقول الجاهلون علوّا كبيرا.

[ و (٢) رووا أنّ النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قال : رأيت ربّ العالمين فى قبّة حمراء ورأيته مرجّلا (٣) ؛ رواه عكرمة عن ابن عبّاس. ورووا أنّ الله عزّ وجلّ :

__________________

قبل اليمن يعنى ايمان يمانى است وحكمت يمانى ونفس پروردگار شما را مى يابم از قبيل يمن تعالى الله عن ذلك ».

قال ابن الاثير فى النهاية : « فيه : انى لاجد نفس الرحمن من قبل اليمن وفى رواية أجد نفس ربكم ؛ قيل : عنى به الانصار لان الله نفس بهم الكرب عن المؤمنين وهم يمانون لانهم من الازد ، وهو مستعار من نفس الهواء الّذي يرده التنفس الى الجوف فيبرد من حرارته او يعدلها ، او من نفس الريح الّذي يتنسمه فيستروح إليه ، أو من نفس الروضة وهو طيب روائحها فيتفرج به عنه ؛ يقال : أنت فى نفس من أمرك ، واعمل وانت فى نفس من عمرك اى فى سعة وفسحة قبل المرض والهرم ونحوهما ، ه‍ ومنه الحديث : لا تسبوا الريح فانها من نفس الرحمن ؛ يريد بها أنها تفرج الكرب وتنشئ السحاب وتنشر الغيث وو تذهب الجدب ؛ قال الازهرى : النفس فى هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقى من نفس ينفس تنفيسا او نفسا كما يقال : فرج يفرج تفريجا وفرجا كانه قال : أجد تنفيس ربكم من قبل اليمن وأن الريح من تنفيس الرحمن بها عن المكروبين قال العتبى : هجمت على واد خصيب وأهله مصفرة ألوانهم فسألتهم عن ذلك فقال شيخ منهم : ليس لنا ريح ».

(١) ح ج س مج مث : « ربك » أما الرواية فلم أرها فى موضع.

(٢) ما بين هذه الحاصرة والحاصرة الاخرى التى قبل قوله : « أقاويل المرجئة » الّذي نشير إليه أيضا فى موضعه بعد ذلك فى م فقط وليست كلمة منها مع طولها فى ح ج س مج مث.

(٣) عبارة النسخة كما فى المتن ؛ ونقل السيوطى فى اللئالي المصنوعة فى أواخر كتاب التوحيد نظائر له منها « وقال الطبرانى : حدثنا على بن سعيد الرازى حدثنا محمد بن حاتم المؤدب

١٥

يجيء عشيّة عرفة على جمل أحمر عليه رداء هشّ (١) ؛ رواه ابو صالح عن أبى هريرة ثمّ قال أبو صالح : وا فضيحتاه.

__________________

حدثنا القاسم بن مالك المزنى حدثنا سفيان بن زياد عن عمه سليم بن زياد قال : لقيت عكرمة مولى ابن عباس فقال : لا تبرح حتى أشهدك على هذا الرجل ابن لمعاذ بن عفراء فقال أخبرنى بما أخبرك أبوك عن قول رسول الله ( صلعم ) فقال : حدثنى أبى ان رسول الله ( صلعم ) حدثه أنه رأى رب العالمين عز وجل فى حظيرة من القدس فى صورة شاب عليه تاج يلتمع البصر قال سفيان بن زياد فلقيت عكرمة بعد فسألته الحديث فقال : نعم كذا حدثنى الا انه قال : رآه بفؤاده.

وقال الخطيب فى تاريخه : أنبأنا الحسين بن شجاع العوفى أنبأنا عمر بن جعفر بن محمد بن اسلم الجيلى حدثنا ابو حفص عمرو بن فيروز حدثنا عفان حدثنا عبد الصمد يعنى ابن كيسان عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي ( صلعم ) قال : رأيت ربى تعالى فى صورة شاب أمرد عليه حلة خضراء.

قال عفان : فسمعت حماد بن سلمة سئل عن هذا الحديث فقال : دعوه حدثنى قتادة وما فى البيت غيرى وغير آخر.

وقال الخطيب : أنبأنا على بن الحسين أنبأنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن اسماعيل الفارسى حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الخالق بن منصور قال : رأيت يحيى بن معين كأنه سحر نعيم بن حماد فى حديث أم الطفيل حديث الرؤية ويقول : ما كان ينبغى له ان يحدث بمثل هذا الحديث ( انتهى ) وهذا يشعر بأنه انما عاب عليه تحديثه به بين عامة الناس لان عقولهم لا تحتمل مثل هذا لا أنه اتهمه بوضعه ( وللكلام ذيل فمن أراده فليطلبه من هناك ).

أقول : من أراد نظائره فليراجع اللئالي المصنوعة وغيره من مظانه المبسوطة.

(١) هذا الحديث معروف ومذكور فى كثير من كتبهم بحيث صار كالمسلمات المفروغ عنها فالاولى ان نشير الى كليات من عقائدهم من الكتب التى هى مآخذ لذكر العقائد المسلمة

١٦

ورووا أنّ الله عزّ وجلّ فوق العرش له أطيط كأطيط الرّحل

__________________

بين أهل الحل والعقد والرد والقبول فنقول :

قال العلامة الحلى فى أوائل كشف الحق ونهج الصدق ما نصه ( ص ٢٨ احقاق الحق :

« البحث الثالث فى أنه تعالى ليس بجسم أطبق ـ العقلاء على ذلك الا أهل الظاهر كداود والحنابلة كلهم فانهم قالوا : ان الله تعالى جسم يجلس على العرش ويفضل عنه من كل جانب ستة أشبار بشبره ، وأنه ينزل فى كل ليلة جمعة على حمار وينادى الى الصباح : هل من تائب ، هل من مستغفر ، وحملوا آيات التشبيه على ظواهرها ، والسبب فى ذلك قلة تمييزهم وعدم تفطنهم بالمناقضات التى تلزمهم انكار الضروريات التى تبطل مقالتهم ( الى آخر كلامه ؛ فمن أراده فليراجع احقاق الحق للقاضى نور الله التسترى ص ٢٨ من طبعة ايران ) ».

وقال أيضا العلامة لكن فى منهاج الكرامة ( ص ٦ ـ ٧ ) :

« وقالت جماعة الحشوية والمشبهة : ان الله تعالى جسم له طول وعرض وعمق ، وانه يجوز عليه المصافحة ، وان الصالحين من المسلمين يعانقونه فى الدنيا ، وحكى الكعبى عن بعضهم أنه كان يجوز رؤيته فى الدنيا وأنه يزورهم ويزورونه وحكى عن داود الظاهرى أنه قال : اعفونى عن الفرج واللحية واسألونى عما وراء ذلك ، وقال : ان معبودهم له جسم ولحم ودم وله جوارح واعضاء كيد ورجل ولسان وعينين وأذنين ، وحكى أنه قال : هو أجوف من أعلاه الى صدره مصمت ما سوى ذلك وله شعر قطط حتى قالوا : اشتكت عيناه فعادته الملائكة ، وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه ، وأنه يفضل من العرش من كل جانب أربع أصابع. وذهب بعضهم الى أنه تعالى ينزل فى كل ليلة جمعة على شكل أمرد حسن الوجه راكبا على حمار حتى أن بعضهم ببغداد وضع على سطح داره معلفا يضع كل ليلة جمعة فيه شعيرا وتبنا لتجويز ان ينزل الله على حماره على ذلك السطح فيشتغل الحمار بالاكل ويشتغل الرب بالنداء ويقول : هل من تائب هل من مستغفر ؛ تعالى الله عن مثل

١٧

بالرّاكب (١) ؛ رواه أبو هريرة عن النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ورووا عنه عن

__________________

(١) قال أبو الحسن الاشعرى فى مقالات الاسلاميين تحت عنوان « اختلاف الناس فى التجسيم » ما نصه ( انظر ج ١ ص ٢٦١ ) :

« واختلف الناس فى حملة العرش ، ما الّذي تحمل؟ فقال قائلون : الحملة تحمل البارئ وانه اذا غضب ثقل على كواهلهم واذا رضى خف فيتبينون غضبه من رضاه ، وان العرش له أطيط اذا ثقل عليه كأطيط الرحل وقال بعضهم : ليس يثقل البارى ولا يخف ، ولا تحمله الحملة ولكن العرش هو الّذي يخف ويثقل وتحمله الحملة ( الى آخر ما قال ) ».

__________________

هذه العقائد الردية فى حقه تعالى.

وحكى عن بعض المنقطعين التاركين من شيوخ الحشوية أنه اجتاز عليه فى بعض الايام نقاط ومعه أمرد حسن الوجه قطط الشعر على الصفات التى يصفون ربهم بها فألح الشيخ بالنظر إليه وكرره وأكثر تصويبه إليه فتوهم فيه النفاط فجاء إليه ليلا فقال : أيها الشيخ رأيتك تلح بالنظر الى هذا الغلام وقد أتيتك به فان كان لك فيه نية فأنت الحاكم فحرد الشيخ عليه وقال : انما كررت النظر إليه لان مذهبى أن الله تعالى ينزل على صورة هذا الغلام فتوهمت أنه الله تعالى فقال له النفاط : ما أنا عليه من النفاطة أجود مما أنت عليه من الزهد مع هذه المقالة ».

وقال أبو الحسن الاشعرى فى مقالات الاسلاميين تحت عنوان « اختلاف الناس فى التجسيم » ضمن ذكر أقوالهم ما نصه ( ج ١ ص ٢٦١ ) :

« وقال أهل السنة وأصحاب الحديث ( الى ان قال ) وانه ينزل الى السماء الدنيا كما جاء فى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ».

فقال محمد محيى الدين عبد الحميد وهو الّذي طبع الكتاب بتحقيقه فى ذيل الصفحة مشيرا بقوله الى ما ذكره الاشعرى ما نصه :

« أخرج البخارى ومسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجة من حديث أبى هريرة عن

١٨

النّبيّ ـ (ص) ـ أنّه قال : رأيت ربّى فى روضة خضراء فرأيته جعدا

__________________

النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ انه قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول : من يدعونى فأستجيب له؟ من يسألنى فأعطيه؟ من يستغفرنى فأستغفر له؟ انظر الحديث رقم ١٣١٥ فى الجزء الثانى ص ٤٧ من سنن أبى داود بتحقيقنا ، وانظر أيضا موافقة صريح المعقول لابن تيمية ( ٢ / ١٦ وما بعدها بتحقيقنا ».

قال الشهرستانى فى كتاب الملل والنحل تحت عنوان « المشبهة » ضمن ما قال ( ص ٤٨ من طبعة ايران سنة ١٢٨٨ ) :

« غير أن جماعة من الشيعة الغالية وجماعة من أصحاب الحديث الحشوية صرحوا بالتشبيه ( الى أن قال ) وأما مشبهة الحشوية فحكى الاشعرى عن محمد بن عيسى انه حكى عن مضر وكهمش وأحمد الهجيمى أنهم أجازوا على ربهم الملامسة والمصافحة وأن المخلصين من المسلمين يعانقونه فى الدنيا والآخرة اذا بلغوا فى الرياضة والاجتهاد الى حد الاخلاص والاتحاد المحض وحكى الكعبى عن بعضهم أنه كان يجوز الرؤية فى الدنيا وان يزوروه ويزورهم وحكى عن داود الجواربى أنه قال : اعفونى عن الفرج واللحية واسألونى عما وراء ذلك ، وقال : ان معبوده جسم ولحم ودم وله جوارح وأعضاء من يد ورجل ورأس ولسان وعينين وأذنين ومع ذلك جسم لا كالاجسام ولحم لا كاللحوم ودم لا كالدماء وكذلك سائر الصفات وهو لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء ويحكى عنه أنه قال : هو أجوف من أعلاه الى صدره مصمت ما سوى ذلك وان له وقرة سوداء وله. شعر قطط.

وأما ما ورد فى التنزيل من الاستواء واليدين والوجه والجنب والمجيء والاتيان والفوقية وغير ذلك فأجروها على ظاهرها أعنى ما يفهم عند الاطلاق على الاجسام وكذلك ما ورد فى الاخبار من الصورة فى قوله عليه‌السلام : خلق الله آدم على صورة الرحمن وقوله : حتى يضع الجبار قدمه فى النار وقوله : قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن ، وقوله : خمر طينة آدم بيده أربعين صباحا وقوله : وضع يده ( أو كفه ) على كتفى فوجدت ( أو حتى وجدت ) برد أنامله بين ثديى ( أو على كتفى ) الى غير ذلك أجروها على ما يتعارف فى

١٩

قططا (١) ، ورووا عن أمّ الطّفيل امرأة أبىّ بن كعب عن النّبيّ ـ (ص) ـ أنّه قال :

__________________

صفات الاجسام وزادوا فى الاخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها الى النبي وأكثرها مقتبسة من اليهود فان التشبيه فيهم طباع حتى قالوا : اشتكت عيناه فعادته الملائكة ، وبكى على طوفان نوح عليه‌السلام حتى رمدت عيناه ، وان العرش ليأط من تحته كأطيط الرحل الجديد ، وانه ليفضل من كل جانب أربع أصابع ، وروت المشبهة عن النبي ـ ( صلعم ) أنه قال : لقينى ربى فصافحنى وكافحنى ووضع يده بين كتفى حتى وجدت برد أنامله فى صدرى ( الى آخر ما قال ) ».

أقول : لا يسع المقام أكثر من ذلك والا لنقلنا أضعاف ما ذكرنا.

__________________

(١) قال السيد المرتضى الرازى (ره) فى الباب الحادي عشر من كتابه المسمى بتبصرة ـ العوام ضمن ذكره عقائد المشبهة والمجسمة ما نصه : « وگويند : عكرمه روايت مى كند از ابن عباس واو از رسول كه گفت : رفتم نزد خدا در بهشت وخدا را ديدم بصورت جوانى مجعد موى وجامه زر پوشيده ».

أقول : كان ينبغى ان نذكر ما فى ذلك الباب من تبصرة العوام هنا فان فيه مطالب يشيد ملاحظتها بنيان ما نقله الفضل (ره) فى الكتاب الحاضر من أصحاب الحديث والحشوية الا انه منعنا من ذلك أمران ؛ أحدهما ان المذكور فى الباب المشار إليه كثير لا يسعه المقام والثانى انه باللغة الفارسية وكتابنا هذا بلسان عربى مبين فمن أراد التحقيق والتفصيل فليراجع الكتاب المشار إليه.

قال العلامة المجلسى (ره) فى كتاب التوحيد من بحار الانوار وهو المجلد الثانى منه ( انظر اوائل باب نفى الجسم والصورة والتشبيه ؛ ص ٩٠ طبعة امين الضرب ) :

« قال المحقق الدوانى : المشبهة منهم من قال : انه جسم حقيقة ثم افترقوا فقال بعضهم : انه مركب من لحم ودم ، وقال بعضهم : هو نور متلالئ كالسبيكة البيضاء طوله سبعة اشبار بشبر نفسه ، ومنهم من قال : انه على صورة انسان فمنهم من يقول : انه

٢٠