الشيخ عبد الله المامقاني
المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-383-6
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٦٠
الأساطين (١).
وأمّا البرقي ؛ ففي كون المراد به هو أحمد بن محمّد بن خالد البرقي (٢) ، أو أبوه : محمّد (٣) ، وجهان ؛ جزم بأوّلهما بعض الأواخر (٤) ، معلّلا بأنّ الابن هو صاحب الكتاب ، وجزم آخر بالثاني ؛ معلّلا بأنّ كثرة نقله في الكتاب عن كتاب سعد بن سعد الأشعري يوهم ذلك ، كما يظهر من ترجمة سعد (٥).
وعبارة منتهى المقال (٦) عند ذكر الرموز لا تعيّن شيئا منهما ، إذ لم يذكر إلاّ
__________________
(١) للشيخ عبد النبي الجزائري في كتابه حاوي الأقوال ١/١١٣ ـ ١١٥ تحت عنوان : العاشر (من فوائده) ، وقال : .. أمره مشتبه .. وله تحقيق رشيق هناك ، فراجعه.
ولاحظ : سماء المقال ١/٩ ـ ٦٥ (المقصد الأوّل) حيث له ترجمة مفصّلة.
(٢) وهي التي جاءت ترجمته مفصّلا في تنقيح المقال ٧/٢٧٣ ـ ٢٩٤ برقم ١٤٦٣ [الطبعة المحققة].
(٣) ذكرت للأب ترجمة مختصرة في خاتمة مقباس الهداية ٤/٧٣ ـ ٧٤ برقم ٦٦ ـ مع جملة مصادر ، وقد ترجمه في تنقيح المقال ٣/١١٣ ـ ١١٤ [الطبعة الحجرية] ، وانظر : مصفّى المقال : ٤٠٥ ـ ٤٠٦.
(٤) لعلّ المقصود به هو : السيد بحر العلوم في رجاله ؛ الفوائد الرجالية ٤/١٥٦ ـ ١٥٧ الفائدة (٣٣) ، فراجع.
(٥) تنقيح المقال ٢/١٣ ـ ١٤ (من الطبعة الحجرية). ولاحظ ما أورده المصنف في خاتمة مقباس الهداية ٤/٧٣ برقم ٦٦ حيث جزم أنّ كتاب الرجال للأب دون الابن.
(٦) منتهى المقال : ٤ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١/٧].
أنّ كتاب البرقي (قي) ولم يعيّن أنّ الكتاب للأب أو الابن (١) ، والأمر سهل بعد وثاقة كليهما (٢).
* * *
__________________
(١) الظاهر أنّه لأحمد بن محمّد بن خالد القمي المتوفّى سنة ٣٧٤ ه ، وقد يرمز له نادرا (قل) ، كما أفاده في معجم الرموز والإشارات : ١٥٩ ، وقال الميرزا في الوسيط (من النسخة الخطية عندنا) : .. وللبرقي : (قي) ؛ فإن احتيج إلى الإشارة إلى أبوابه فبمثل ما تقدّم لرجال الشيخ ، لكن بعد (قي).
(٢) أدرج جمع من المتأخّرين جماعة ـ غير ما مرّ ـ ممّن صنّف من المتأخّرين ـ كما صنعه السيّد الأعرجي الكاظمي في عدّته ١/٤٨ ـ وذكروا منهم : ابن شهر آشوب ، وابن طاوس ، وابن داود ، والعلاّمة ، وجماعة من متأخر المتأخّرين كالتفريشي ، والأسترآبادي ، والقهپائي .. وغيرهم.
الفائدة الثانية عشرة
إنّه ربّما استعملت عبارات في طيّ هذا الفنّ ينبغي تفسيرها ، وقد فسّرنا جملة وافية منها في مقباس الهداية (*) ، وبقيت عدّة منها لم تذكر هناك.
فمنها :
شرطة الخميس
قال في تاج العروس مازجا بالقاموس (١) : الشّرطة ـ بالضمّ ـ ما اشترطت ، يقال : خذ شرطتك ، نقله الصاغاني ، والشرطة : واحد الشرط ـ كصرد ـ وهم أوّل كتيبة من الجيش تشهد الحرب وتتهيّأ للموت ، وهم نخبة السلطان من الجند .. إلى أن قال : والشرطة ـ أيضا ـ طائفة من أعوان الولاة معروفة ، ومنه الحديث : «الشرط كلاب النار» ، وهو شرطي ـ أيضا ـ في المفرد ، كتركي ،
__________________
(*) قد تعرّضنا لها في المقام الخامس من الفصل السادس. [منه (قدّس سرّه)].
انظر : مقباس الهداية ٣/٩ ـ ٥٤ [الطبعة المحقّقة الاولى].
وقد استوفينا ذكر ما ذكره المصنّف قدّس سرّه هنا في مستدركاتنا على المقباس ، حيث لم نر ثمة وجها للتبعيض. ومن شاء فليلا حظها هناك ، انظر : ٦/٢٦٢ ـ ٢٦٩ مستدرك (٢١٣) [الطبعة المحقّقة الاولى].
(١) تاج العروس ٥/١٦٧ ، ومثله في القاموس المحيط ٢/٣٦٨.
وجهني .. أي بسكون الراء وفتحها ، هكذا في المحكم (١) ، وكأنّ الأخير نظر إلى مفرده شرطة ـ كرطبة ـ ، وهي لغة قليلة.
وفي الأساس (٢) ، والمصباح (٣) ، ما يدلّ على أنّ الصواب في النسب إلى الشرطة : شرطي ـ بالضّم وتسكين الراء ـ ردّا إلى واحده ، والتحريك خطأ ؛ لأنّه نسب إلى الشرط (٤) الذي هو جمع .. إلى أن قال : وإنّما سمّوا بذلك ؛ لأنّهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها [اللاعداء] ، قاله الأصمعي ، وقال أبو عبيدة : لأنّهم أعدّوا .. انتهى (٥).
__________________
(١) المحكم في اللغة ٨/١٤ ، قال : والشرطة في السلطان من العلامة والإعداد .. إلى أن قال : والجمع : شرط.
(٢) أساس اللغة : ٣٢٦ (دار صادر).
(٣) المصباح المنير ١/٤٢١.
وقال الكلباسي في رسائله ٣/٣٦ ـ ٣٧ (رسالة في أبي داود) بعد نقل عبارة المصباح : أقول : إنّ مقتضى عبارة المصباح أنّ الشرط يستعمل تارة في مقدمة الجيش ـ وهو معروف ـ واخرى في نفس الجيش ، وثالثة في بعض أعوان السلطان ..
ومقتضى عبارة المجمع إنّ الشرط يستعمل تارة ـ زيادة على المعاني الثلاث ـ في أول الكتيبة .. أي طائفة من الجيش تحضر الحرب. ثمّ قال : ولا يصح قول التفرشي في النقد [٣/١٥٢ برقم (٤٢٤)] : إنّ الشرط طائفة من الجيش ، بل هي مقدمة الجيش لا مطلق الطائفة منه.
(٤) كذا ، ولعلّه : شرطي ـ بالسكون ـ ردا إلى واحده ، وفي المصباح : والشرط ـ على لفظ الجمع ـ أعوان السلطان.
(٥) أي كلام تاج العروس.
وقيل (١) : إنّهم سمّوا بذلك ؛ لأنّهم يهيّأون أنفسهم لدفع الخصم ، من الشّرط بمعنى التهيؤ (٢).
وقال في النهاية الأثيريّة (٣) : الخميس : الجيش ، سمّي به ؛ لأنّه مقسوم خمسة
__________________
وفي الاقتضاب ١/١٥٩ ـ تحت عنوان كاتب الشرطة ـ قال : .. وإنّما اشتقّ له اسم الشرطة من زيّه ، وكان من زيّ أصحاب الشرطة نصب الأعلام على مجالس الشرطة ، والأشراط هي الأعلام ، ومنه قيل : أشراط الساعة .. أي علاماتها ودلائلها. ومنه سمّي الشرط : شرطا ؛ لأنّ لهم زيّا يعرفون به.
(١) قاله الوحيد البهبهاني رحمه اللّه في تعليقته على منهج المقال : ٢١٤ ، وزاد عليه ـ أيضا ـ : وشرطة الخميس أعيانه ، من الشرطة وهي العلامة ؛ لأنّهم لهم علامة يعرفون بها.
وقال في القاموس المحيط ٢/٣٦٨ : .. وطائفة من أعوان الولاة ؛ سمّوا بذلك ؛ لأنّهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها ، ومثله قال الزمخشري في الفائق ٢/٢٣٨ : يقال أشرط نفسه لكذا : إذا أعلمها له وأعدّها .. فحذف المفعول ، وللشرطة : نخبة الجيش التي تشهد الواقعة أوّلا ... سمّوا بذلك ؛ لأنّهم يشرطون أنفسهم للهلكة.
(٢) قاله الطريحي في مجمع البحرين ٤/٦٧ ، وحكاه عن المجمع في سفينة البحار ٤/٤١٨.
وفي مجمع البحرين ٤/٢٥٧ قال ـ أيضا ـ : والشرط ـ بالسكون والفتح ـ الجند ... وصاحب الشرط ؛ يعني الحاكم.
قال في لسان العرب ٩/٢٠٣ : وأشراط الشيء : أوائله ، ومنه أشراط الساعة.
(٣) النهاية لابن الأثير ٢/٧٩. وقال الجزري في النهاية ٢/٢١٣ ـ وحكاه العلاّمة المجلسي في بيانه في بحار الأنوار ٤٢/١٥١ ـ : شرط السلطان : نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيره من جنده ، ثمّ قال : الشرطة : أول طائفة من الجيش تشهد الواقعة.
أقسام : المقدّمة ، والساق ، والميمنة ، والميسرة ، والقلب (١).
وقيل : لأنّه تخمّس فيه الغنائم. والشّرطة : أوّل طائفة من الجيش تشهد الواقعة. انتهى (٢).
وقيل : سمّوا به ؛ لأنّهم يشترطون على الإمام ، كما اشترط علي عليه السلام الجنّة لهؤلاء (٣).
__________________
(١) إلى هنا جاء في بيان العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٤٢/١٥٢.
ونقل العلاّمة المجلسي رحمه اللّه عن والده التقي في تهذيب الأخبار ١٠/٢٤٠ ذيل حديث ٨٢ : إنّ الشرط هم الأقوياء الذين يتقدمون الجيش ، فهم أخص من المقدمة ، كأنّهم شرطوا أن لا يرجعوا حتّى يفتحوا أو يقتلوا.
(٢) حكاه ـ أيضا ـ في مجمع البحرين ٤/٦٧.
(٣) أقول : شرطة الخميس : منصب من مبتدعات العرب ـ على حد قول العلاّمة الأميني في غديره ٢/٧١. وقال الكلبي في كتاب جمهرة النسب : ٤٣٨ [٢/١٤٥ طبعة دمشق] ، في عفاق ابن المسيح بن بشر بن أسماء : .. كان على شرطة الخميس مع علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه .. ثمّ قال : وكانوا يعرضون يوم الخميس ، أو يجمعون يوم الخميس .. وعليه ؛ فلا يكون المراد من الخميس : الجيش.
وقال أبو جعفر البغدادي في كتابه المحبر : ٣٧٣ ـ ٣٧٧ تحت عنوان : أصحاب شرط الخلفاء : أوّل من اتخذ صاحب شرط عثمان بن عفان ، وكان على شرطه عبد اللّه بن قنفذ التيمي من قريش على العدوي [كذا] وما أشبهها ، ولا يسار بين يديه بحربة ولا جماعة للشرط ، وكان صاحب شرط علي بن أبي طالب [عليه السلام] : معقل بن قيس الرياحي ، وصاحب شرط معاوية .. إلى آخره ، وعدّد شرط خلفاء بني امية وبني العباس.
وقد كانت شرطة الخميس في زمان أمير المؤمنين عليه السلام خمسة آلاف رجل ، أو ستّة آلاف (١).
وقد قيل للأصبغ بن نباتة (٢) ـ الذي هو من الشّرطة ـ : كيف سمّيتم شرطة الخميس يا أصبغ؟
فقال : إنّا ضمنّا له ـ أي لأمير المؤمنين عليه السلام ـ الذبح ، وضمن لنا الفتح (٣).
__________________
(١) كما قال في بحار الأنوار ٤٢/١٥١ حديث ١٨ ، حيث رواه عن رجال الكشي : ٦ [ذيل حديث ١٠] ، وفيه : رجلا أنصاره عليه السلام.
وحكي عن ابن مسعود ـ كما في بحار الأنوار ٤٢/١٥١ ـ قوله : وتشرط شرطة للموت : لا يرجعون إلاّ غالبين.
وانظر ما جاء في الصحاح ٢/٣٦٨ ، وتاج العروس ٤/١٣٩ ـ ١٤٠ ، ولسان العرب ٩/٢٠٢ ـ ٢٠٣ ، والنهاية ٢/٢١٣ ، وسفينة البحار ٦/٨٥ عنه .. وغيرها.
(٢) كما جاء في الاختصاص : ٦٥ ، وحكاه عنه في بحار الأنوار ٤٢/١٨٠ ـ ١٨١ حديث ٣٧ ، ومجمع البحرين ٤/٢٥٨ ، وسفينة البحار ٤/٤١٨ ، وقد جاء بلفظه في اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) : ١٠٣ برقم ١٦٥.
(٣) جاء في كتاب صفين لنصر بن مزاحم : ٤٠٦ : .. فقام إليه الأصبغ بن نباتة التميمي ، فقال : يا أمير المؤمنين! إنك جعلتني على شرطة الخميس ، وقدّمتني في الثقة دون الناس ..
وروى في بحار الأنوار ٣٢/٥١٢ ، وعن الاختصاص : ٦٠ (طبعة النجف الأشرف) ، وعنه في بحار الأنوار ٣٤/٢٨٠ برقم (١٠٢٣) : الأصبغ بن نباتة كان من شرطة الخميس وكان فاضلا.
انظر : مستدرك مقباس الهداية ٦/١٥٥ ـ ١٥٩ [الطبعة المحقّقة الاولى].
وفي البحار (١) عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «كانوا شرطة الخميس ستّة آلاف رجل (٢) أنصاره عليه السلام».
محمّد بن الحسين (٣) ، عن محمّد بن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، قال : قال علي بن الحكم : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الذين قال لهم : «تشرّطوا ، فإنّي (٤) أشارطكم على الجنّة ، ولستم (٥) أشارطكم على ذهب ولا فضّة ، إنّ نبيّنا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال لأصحابه (٦) : «تشرطوا فإنّي لست أشارطكم إلاّ على الجنة» (٧) ، [وهم :] سلمان الفارسي ، والمقداد ، وأبو ذرّ الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وأبو سنان (٨) و [أبو] عمرو الأنصاريان ، وسهل البدري (٩) ، وعثمان بن حنيف الأنصاري ، وجابر بن
__________________
(١) بحار الأنوار ٣٤/٢٧١ [الحجرية ٨/٧٢٥] ، وقد رواه عن الاختصاص : ٢ (المقدمة) عن أبي عبد اللّه عليه السلام .. ومثله في رجال البرقي : ٣ ، وحكاه في تكملة الرجال ١/٤٩٤ عن بحار الأنوار.
(٢) إلى هنا نصّ عليه البرقي في رجاله : ٣.
(٣) لا زال الكلام للاختصاص : ٢ ـ ٣ .. وعنه في بحار الأنوار ، وعن الأخير في تكملة الرجال ١/٤٩٤ ـ ٤٩٥.
(٤) في الاختصاص : فإنا .. وكذا في التكملة.
(٥) كذا ، والظاهر : ولست .. وهو الذي جاء في الاختصاص والتكملة.
(٦) في رجال البرقي هنا زيادة : فيما مضى.
(٧) إلى هنا نقله البرقي في رجاله : ٣.
(٨) كذا ، وفي المصدر : وأبو ساسان .. وهو الصواب.
(٩) في الاختصاص : بدري ـ بدون ألف ولام ـ.
عبد اللّه الأنصاري.
وفي البحار (١) ـ أيضا ـ عن جعفر بن الحسين ، عن محمّد بن جعفر المؤدب ، قال : .. قال أمير المؤمنين عليه السلام لعبد اللّه بن يحيى (٢) : «أ بشر يا (٣) بن يحيى (٤)! فأنت وأبوك (٥) من شرطة الخميس (٦) ، سماّكم اللّه به في السماء» (٧).
__________________
(١) بحار الأنوار ٣٤/٢٧٤ و ٤٢/١٥١ حديث ١٨ عن الكشي ، وجاء في الاختصاص : ٦ ، ورجال العلاّمة الحلّي رحمه اللّه : ١٠٤ ، وقد أخذها الجدّ من اختيار معرفة الرجال : ٤ [المحقّقة : ٦ برقم (١٠)].
(٢) كذا في الاختصاص ، وفي بحار الأنوار : بن نجي ، ولعلّه تصحيف ، وفي بحار الأنوار زيادة هنا : الحضرمي ، يوم الجمل ..
(٣) لا توجد : (يا) في رجال الكشي.
(٤) في بحار الأنوار : يابن نجي ، ولعلّه تصحيف.
(٥) في رجال الكشي والبرقي : فإنك وأباك ..
(٦) في رجال الكشي والبرقي وبحار الأنوار زيادة هنا : «.. حقا ، ثمّ قال : لقد أخبرني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس ، واللّه سماّكم : شرطة الخميس على لسان نبيه صلّى اللّه عليه وآله» ..
انظر : رجال البرقي : ٣ ـ ٤.
(٧) ثمّ قال في بحار الأنوار : وذكر أنّ شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف.
وقريب منه ما حكاه في منتهى المقال : ١٩٥ [الطبعة المحقّقة ٤/٢٥٤ ـ ٢٥٥ برقم (١٨١٧)] ، وسفينة البحار ٤/٢٩٩ ، والكل أخذه من اختيار معرفة الرجال : ٦ برقم ١٠ ، ولاحظ : تعليقة الوحيد على منهج المقال : ٢١٤ (الطبعة الحجرية).
وفيه (١) أيضا : كان الأصبغ بن نباتة من شرطة الخميس ، وكان فاضلا (٢).
وعن أبي الجارود (٣) ، قال : قلت للأصبغ بن نباتة : ما كان منزلة هذا الرجل ـ يعني أمير المؤمنين عليه السلام ـ فيكم؟ فقال : ما أدري ما تقول؟! إلاّ أنّ سيوفنا كانت على عواتقنا ، فمن أومى إليه (٤) ضربناه بها (٥) ..
__________________
(١) بحار الأنوار ٣٢/٥١٢ ، و ٣٤/٢٨٠ برقم (١٠٢٣) ، وقد رواه عن الاختصاص : ٦٥ [طبعة النجف : ٦٠].
وقد حكاه الكاظمي عن الأوّل في تكملة الرجال ١/٤٩٥.
(٢) جاء في وقعة صفين لنصر بن مزاحم : ٤٠٦ ـ في حديث ـ : .. فقام إليه الأصبغ بن نباتة التميمي ، فقال : يا أمير المؤمنين! إنك جعلتني على شرطة الخميس ، وقدّمتني في الثقة دون الناس ، وإنك اليوم لا تفقد لي صبرا ولا نصرا .. إلى آخره ممّا يظهر منه أنّه كان المقدم من الشرطة .. وهو أهل لذلك.
وانظر : ترجمته في تنقيح المقال ١/١٥٠ الحجرية [١١/١٢٧ ـ ١٤٠ برقم (٢٥٩٣) من الطبعة المحقّقة] ، ومنتهى المقال : ٦٠ [الطبعة المحقّقة ٢/١٠٢ ـ ١٠٤ برقم (٤٠١)] .. وغيرهما.
(٣) كما في الاختصاص : ٦٥ باختلاف يسير.
أقول : وجاءت هذه الرواية ـ أيضا ـ في رجال الكشي : ١٠٣ برقم ١٦٥ ، عن الأصبغ نفسه ـ ولم يذكر أبا الجارود ـ قال : قلت له : كيف سمّيتم شرطة الخميس يا أصبغ!؟ قال : إنّا ضمنّا له الذبح وضمن لنا الفتح .. يعني أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه).
(٤) في المصدر : إلينا ، وما هنا جاء في رجال الكشي ، وفي الاختصاص : ومن أومأ إليه ..
(٥) لا توجد (بها) في الاختصاص ، كما لم يذكر ما جاء بعده فيه ، ومنه يظهر أنّ المصنف قدّس سرّه رواه عن رجال الكشي. وإلى هنا تمّ كلام الكشي هنا من حديث ١٦٤.
وكان يقول لنا : «تشرّطوا .. تشرّطوا (١) فو اللّه! ما اشتراطكم لذهب ولا فضّة (٢) ، ولا (٣) اشتراطكم إلاّ للموت ، إنّ قوما من قبلكم في بني إسرائيل تشارطوا فيما (٤) بينهم فما مات أحد منهم حتّى كان نبي قومه ، أو نبي قريته (٥) .. وإنّكم لبمنزلتهم غير أنّكم لستم أنبياء (٦)».
وفي هذا ونحوه من الأخبار دلالة على مدح عظيم لشرطة الخميس ، بل يأتي
__________________
(١) لم ترد : تشرطوا ـ التالية ـ في رجال الكشي حديث ٥.
(٢) ومثله جاء في رجال البرقي : ٣ ، وفيه : «تشرطوا ؛ فإنّما أشارطكم على الجنة ، ولست أشارطكم على ذهب ولا فضة إنّ نبيّنا (صلّى اللّه عليه وآله) قال لأصحابه فيما مضى : «تشرطوا ؛ فإني لست أشارطكم إلاّ على الجنة».
وقريب منها ما رواه البرقي في رجاله : ٤ بإسناده : .. عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن جعفر ، عن أحمد بن عبد اللّه ، قال : قال علي بن الحكم : أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) الذين قال لهم : «تشرطوا ؛ فإني أشارطكم على الجنة ولستم [كذا] أشارطكم على ذهب وفضة».
(٣) في المصدرين : وما ، بدلا من : ولا ، وهو الظاهر.
(٤) لا توجد : فيما ، في رجال الكشي.
(٥) في بحار الأنوار والكشي زيادة : أو نبي نفسه.
(٦) في رجال الكشي : بأنبياء. أقول : إلى هنا جاء في اختيار معرفة الرجال : ٥ برقم ٨ ، باختلاف يسير أشرنا لبعضه .. وعنه في بحار الأنوار ٤٢/١٥٠ ـ ١٥١ باختلاف يسير أيضا.
وعلّق عليه المرحوم الدربندي في رجاله : ٦٦ (من النسخة الخطية) بقوله : ودلالته على التوثيق في غاية الوضوح.
إن شاء اللّه تعالى في ترجمة عبد اللّه بن يحيى الحضرمي (١) نقل استفادة المولى الوحيد (٢) من بعض هذه الأخبار عدالة عبد اللّه ، وأبيه يحيى.
وقد روى (٣) جعفر بن الحسين ، عن محمّد بن جعفر المؤدّب أنّ في لأركان من التابعين : عبد اللّه بن يحيى ، وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال له : «أبشر يابن يحيى! (٤) ، فأنت وأبوك من شرطة الخميس ، سماّكم اللّه به في السماء» (٥).
وعدّ في خبر (٦) من جملة شرطة الخميس : سلمان الفارسي ، والمقداد ، وأبا ذرّ
__________________
(١) تنقيح المقال ٢/٢٢٣ [الطبعة الحجرية] ، ولاحظ : منتهى المقال : ١٩٥ [الطبعة المحقّقة : ٤/٢٥٤ ـ ٢٥٥ برقم (١٨١٧)] ، وسفينة البحار ١/٦٩٥ الحجرية [الحروفية ٤/٤١٨] ، ورجال البرقي : ٣ و ٤ ، ورجال الكشي : ٦ برقم ١٠ ، وريحانة الأدب ٢/٣٠٤ .. وغيرها. وفي الخلاصة : ١٩٢ : الجرحي.
(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال : ٢١٤ .. وتابعه عليه جمع ، فراجع.
(٣) هذه الرواية هي التي سلفت مع مصادرها الآن ولا وجه لتكرارها.
(٤) حكى في بحار الأنوار عن الاختصاص : يابن نجي ، وهو تصحيف ، وقد سلف.
(٥) قاله العلاّمة في الخلاصة : ١٠٤ برقم ٨ باختلاف ، وفيه : «واللّه سماّكم في السماء : شرطة الخميس على لسان نبيه محمّد صلّى اللّه عليه وآله».
(٦) جاء في رجال البرقي : ٤. والمهم في هذه اللفظة البحث في أنّ من وسم بها ، هل يكون أمارة على توثيقه أو مدحه ..؟ بكل قائل ، والأخير هو الأصح ؛ لأنّه القدر المتيقن في المقام ، وذلك للأخبار المستفيضة ، بل في حد التواتر ـ على حدّ قول الدربندي في كتابه القواميس : ٦٦ ـ خطي ـ
الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وأبا سنان وعمرو الأنصاريين (١) ، وسهل البدري وعثمان ابني حنيف الأنصاري (٢) ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري (٣).
__________________
في مدح المتصف بها والثناء عليه.
ولذا ذهب هو رحمه اللّه في رجاله : ٦٠ إلى قوله : ثمّ لا يخفى عليك أنّ الأخبار الواردة في شأن المتصفين بكونهم شرطة الخميس ممّا يفيد عدالتهم ، بل شيئا فوق العدالة ، كما لا يخفى على المتدبر في فقه تلك الأخبار ، بل يمكن أن يقال : إنّ شأن هؤلاء لا ينقص عن شأن جمع من السفراء والوكلاء.
(١) في رجال البرقي : وأبو سنان وأبو عمرة و..
(٢) في رجال البرقي : وسهل وعثمان ابنا حنيف الأنصاريان.
(٣) قد عدّ من شرطة الخميس ـ بل لعلّه من رؤوساءهم ـ ؛ الأصبغ ابن نباتة ؛ حيث يخاطب أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : يا أمير المؤمنين! إنّك جعلتني على شرطة الخميس وقدّمتني في الثقة دون الناس ، وإنك اليوم .. إلى آخره.
أقول : منهم : ثعلبة بن عمرو بن محض أبو عمرة الأنصاري.
ومنهم : نعيم بن دجاجة ؛ وله قصة أوردها الثقفي في الغارات ١/٧١ ـ حكاه عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٣٤/٣١٥ ـ ٣١٧ برقم ١٠٩٣ ـ ، فراجعها.
ومنهم : عبد اللّه بن أسيد الكندي ؛ وكان من شرطة الخميس ، كما في بحار الأنوار ٥٣/١٠٨ عن الاختصاص.
ومنهم : أبو يحيى حكيم بن سعيد الحنفي ؛ كان من شرطة الخميس ، قاله البرقي في رجاله : ٤ ، وكذا ابن داود رحمه اللّه في رجاله : ٤٠٧ برقم ٩٧ ، والعلاّمة في الخلاصة : ١٩٢ ، وفي رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه : ٣٨ برقم (٥) [طبعة النجف الأشرف ، وفي طبعة جماعة المدرسين : ٦١ برقم ٥١٤] : حكيم بن سعيد .. يكنّى : أبا يحيى [وفي طبعة
__________________
جماعة المدرسين : أبا تحيى]! وجاء بعنوان : حكم بن سعد أبو يحيى الحنفي .. وعدّ من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام ..
كما وقد ذكر ابن الأثير في اسد الغابة ٥/١٥٧ : أبو جحيفة وهب بن عبد اللّه السوائي ، وقال : إنّه كان على شرطة علي بن أبي طالب عليه السلام.
وذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب ٢/٢٦ برقم ٢٤٢ : ثعلبة بن يزيد الحماني (بن مرثد الجماني) من شرطة الخميس.
ومنهم : قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ؛ فعن الطبري في تاريخه ٦/٩١ ، وابن كثير في تاريخه أيضا ٨/١٤ كلاهما عن الزهري أنّه قال : جعل علي [عليه السلام] قيس بن سعد على مقدمة أهل العراق إلى قبل أذربايجان وعلى أرضها ، وشرطة الخميس التي ابتدعتها العرب كانوا أربعين ألفا بايعوا عليا [عليه السلام] على الموت.
بل يظهر ممّا رواه الكشي في رجاله : ١١٠ برقم ١٧٧ ، وعنه العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في بحاره ٤٤/٦١ ـ ٦٢ حديث ١٠ ، بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام يقول : «دخل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس على معاوية ..»أنّه من رؤسائهم.
وحكى الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة أنّ أنس بن مالك كان يقول : كان قيس بن سعد من النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بمنزلة الشرط من الأمير ..
وانظر : مرآة العقول ٤/٧٩ ، والرسائل الرجالية للكلباسي ٣/٣٣ ـ ٣٧ (رسالة في أبي داود) ، وكذا كلام التقي المجلسي الذي نقله ولده في كتاب تهذيب الأخبار ١٠/٢٤٠ ذيل حديث ٨٢.
وروى في بحار الأنوار ٣٤/٢٧٢ عن الاختصاص : ٢ قوله : وكان من شرطة الخميس أبو الرضي [كذا ، والظاهر : الرضا] عبد اللّه بن يحيى [والظاهر : نجي ، كما في ـ
__________________
تهذيب التهذيب ٦/٥٥] الحضرمي ، وسليم بن قيس الهلالي ، وعبيدة السلماني المرادي عربي.
وعدّ القهپائي في مجمع الرجال ٧/١٣٢ جمعا من شرطة الخميس ، منهم : يحيى الحضرمي وابنه عبد اللّه ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وحكيم بن سعد الحنفي ، والأصبغ بن نباتة ، وبشر بن عمر الهمداني.
تنبيهان
الأوّل : يظهر من الروايات أنّ شرطة الخميس غير الحرس ، ألا ترى إلى ما ذكره ابن شهر آشوب في المناقب : .. أقبل رجل من باب الفيل عليه ثياب بيض ، فجاء الحرس وشرطة الخميس ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام ..
ولذا كان شرطة السلطان : نخبة أصحابه الذين يقدّمهم على غيرهم من جنده ، كما سلف عن النهاية الأثيرية ، وبحار الأنوار ، والسفينة : أنّ الشرطة أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة.
وعليه ؛ فهو معنى خاص أخصّ من الحرس والجند و..
الثاني : يظهر من بعض الروايات النهي عن كون الرجل شرطيا ، بل سيق مساق العشّار ومدمن الخمر .. ففي الخبر العلوي الذي رواه في الخصال ١/١٤٦ ـ وحكاه عنه في بحار الأنوار ٧٥/٣٤٢ حديث ٣٠ ، وجاء في ٧٧/٣٩٩ حديث ٢٢ ، و ٧٩/٢٥٢ حديث ٩ ـ وفيه : «يا نوف! إياك أن تكون عشّارا ، أو شاعرا ، أو شرطيا ، أو عريفا ، أو صاحب عرطبة ـ أي طنبور ـ ..»إلى آخره.
وفي الرواية النبوية أنّه : «لا يدخل الجنة ..»وعبّر عنه ب : القلاع ، كما جاء في الخصال ٢/٥٤ ، وحكاه عنه في بحار الأنوار ٧٥/٣٤٣ حديث ٣١ و ٣٢.
__________________
وقريب منه في نهج البلاغة : ٤٨٦ برقم ١٠ ـ طبعة صبحي صالح ـ وحكاه عنه في بحار الأنوار ٧٦/٣٥٩ حديث ٢٨ ، وقد فسّر (القلاع) ـ في رواية النوادر ـ ب : الذي يسعى بالناس عند السلطان ليهلكهم .. كما جاء في بحار الأنوار ٨/١٩٩ ، و ٧٦/٣٥١.
وجاء ذمّ الشرطي أيضا في حديث المناهي الذي رواه في الخصال وغيره ، وأورده في بحار الأنوار ٥/١٠ و ٢٧٨ ، و ٨/١٣٢ ، و ٧٢/١٩٢ ، و ٧٩/١٣٠ ، ولاحظ ما جاء في بحار الأنوار ١٣/٣٧٨.
أقول : والذي ظهر لي من مجموع هذه الروايات وغيرها أنّ المراد ب (الشرطي) و (القلاع) معنى آخر مغاير لما أوردناه أولا ، ولعلّ إليه يشير هذا الخبر الشريف الذي أورده الكشي في رجاله : ٥ برقم ٩ (صفحة : ٤ من الطبعة الأولى) ، والمجلسي في بحاره ٤٢/١٥١ حديث ١٧ ، بسنده : .. عن بشر بن عمرو الهمداني ، قال : مرّ بنا أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : «البثوا [في رجال الكشي : اكتتبوا] في هذه الشرطة ، فو اللّه لا تلي [خ. ل : لا غنى] بعدهم إلاّ شرطة النار إلاّ من عمل بمثل أعمالهم ..».
والشاهد على هذا ما يظهر من رواية حبابة الوالبية ـ المروية في اصول الكافي ١/٣٤٦ حديث ٣ ـ : أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يمشي أحيانا في السوق مع شرطة الخميس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومثله في الحديث السابع في الكافي ٤/١٨١ ـ ١٨٣ ، وكذا فيه ٧/٣٧١ ـ ٣٧٣ ، وكذا في من لا يحضره الفقيه ٣/٢٤ .. وغيرها حيث يظهر منها أنّه عليه السلام كان يستعين بهم في إجراء حدود اللّه وأحكام الشريعة الغراء ، ولذا جاء في بعض الروايات ـ كما في باب زيادات القضاء من التهذيب ـ : «يا قنبر! ادع لي شرطة الخميس ..». كما في التهذيب ٦/٣١٦ حديث ٨٧٥.
ولاحظ : بحار الأنوار ٤٠/٢٥٩ حديث ٣٠ ، عن الإرشاد.
كما أنّهم كان لهم دور كبير في الحروب ؛ فقد روي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام
__________________
ندب الناس عندما أغاروا على نواحي السواد ، فانتدب لذلك شرطة الخميس.
لاحظ : كتاب الجمل في عدّة موارد ، منها في صفحة : ٤٠٧ ، ودعائم الإسلام ١/٣٧٢ .. وغيرها.
قال في تاريخ دمشق ١٣/٢٦٢ ، بإسناده : .. بايع أهل العراق الحسن بن علي [عليهما السلام] فسار حتى نزل المدائن ، وبعث قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري على المقدمة ـ وهم اثنا عشر ألفا ـ وكانوا يسمّون : شرطة الخميس .. ولاحظ منه ٤٩/٤٢٨ ، قال : وكانوا يبايعون للموت.
وعلى كل ؛ فهو منصب خاص في برهة خاصة تحت ضوابط معينة يمكن استكشافها من دراسة من وسم من الأصحاب بهذه الصفة ، إذ كانوا الخلّص من أصحاب علي عليه السلام وخيرتهم.
انظر : عن شرطة الخميس ـ غير ما مرّ ـ :
الغارات للثقفي ٢/٤٨٩ ، تفسير فرات الكوفي : ١٩١ ، اختيار معرفة الرجال ١/٢٤ ـ ٢٥ ، ١٦١ و ٣٢١ ، ٢/٧٠٨ ، الرسائل الرجالية (رسالة في أبي داود) للكلباسي ٣/٣٣ ـ ٣٧ ، بل غالب كتب الرجال ، كما في تكملة الرجال للكاظمي ١/٤٩٤ ـ ٤٩٥ باب الشرطاء ، خير الرجال : ١٣٩ ـ ١٤٠ (من النسخة الخطية عندنا) ، الغدير ٢/١٠٣ ، أعيان الشيعة ١/١٩ (الهامش) ..
ولاحظ : بحار الأنوار ١٤/١١ ـ ١٢ ، و ٢٥/١٧٦ ، و ٣٢/٥١١ ، و ٣٨/٦٠ .. وغيرها.
وكذا جاء في كتب العامة ؛ كالطبقات الكبرى ٦/٥٢ ـ ٥٣ ، وسير أعلام النبلاء ٣/٢١٣ ، وتهذيب التهذيب ٦/٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، وتاريخ الطبري ٤/١٢٥ ، وفهرست النديم : ٢٢٣ .. وغيرها.
ومنها :
الحواريّون (١) :
وهم جماعة ورد النّص في حقّهم بهذه اللفظة ؛ فقد روى الكشي (٢) ، عن محمّد ابن قولويه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن علي بن سليمان بن داود الرازي ، عن علي ابن أسباط بن سالم (٣) ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمّد بن عبد اللّه [رسول اللّه] صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الذين لم ينقضوا العهد ، ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان ، والمقداد ، وأبو ذرّ [الغفاري ، قال :].
ثمّ ينادي المنادي : أين حواري علي بن أبي طالب (ع) وصي رسول اللّه (ص)؟ فيقوم عمرو بن الخثعمي (٤) ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثم
__________________
(١) أقول : هذه اللفظة ستأتي قريبا مكررة بنفس الحديث مع إضافات ، والمفروض حذفها هنا لو لا أمانة التحقيق ، لذا نحيل تحقيقها إلى هناك ، ولعلّه غفل طاب ثراه عن ذلك ، أو سها الناسخ مع بعثرة المسودات فكرّرها ، وحيث كان فيها زيادة لذا نحقّقها هناك ، فلاحظ.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٩ ـ ١٠ برقم (٢٠) [رجال الكشي : ٧] ، وحكاه في سفينة البحار ٢/٤٩٤ ـ ٤٩٥ باختلاف يسير ، وسيأتي.
(٣) الإسناد في تكملة الرجال ٢/٥٣٤ يختلف عمّا هنا مجملا ، وفيه زيادة هنا : (عن أبيه).
(٤) كذا ، والصحيح : عمرو بن الحمق الخزاعي ، كما في المصدر ، والتكملة ... وغيرهما.
[بن يحيى] التّمار ـ مولى بني أسد ـ ، واويس القرني.
[قال :] ثمّ ينادي المنادي : أين حواري الحسن [بن علي بن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله] (ع) (١)؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني ، وحذيفة بن أسيد الغفاري.
[قال :] ثمّ ينادي المنادي : أين حواري الحسين؟ [بن علي (ع)]؟ فيقوم كلّ من استشهد معه ، ولم يتخلّف عنه.
[قال :] ثمّ ينادي المنادي : أين حواري علي بن الحسين (ع)؟ فيقوم جبر (٢) ابن مطعم ، ويحيى ابن أمّ الطويل ، وأبو خالد الكابلي ، وسعيد بن المسيّب.
[قال :] ثمّ ينادي المنادي : أين حواري محمّد بن علي (ع) [وحواري جعفر ابن محمّد (ع)]؟ فيقوم عبد اللّه بن شريك العادي (٣) [وزرارة بن أعين ، وبريد ابن معاوية العجلي ، ومحمّد بن مسلم ، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي] (٤) ، وعبد اللّه بن أبي يعفور ، وعامر بن عبد اللّه بن خداعة (٥) ، وحجر بن زائدة ،
__________________
(١) في المصدر : حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمّد بن عبد اللّه (عليهم السلام) ..
(٢) كذا ، والصحيح : جبير ، انظر ترجمته في تنقيح المقال ١/٢٠٨ [من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١٤/٢٥٧ ـ ٢٦٤ (برقم ٣٦٦٩ ـ ٣٦٧٠)].
(٣) كذا ، والصحيح : العامري ، انظر ترجمته في تنقيح المقال ٢/١٨٩ (من الطبعة الحجرية).
(٤) ما بين المعقوفين زيد من المصدر ، وستأتي الرواية تامة.
(٥) كذا ، والصحيح : جذاعة ، لاحظ ترجمته في تنقيح المقال ٢/١١٦ (من الطبعة الحجرية). وقال في ترجمة : عامر بن جذاعة [٢/١١٤] ـ بعد ضبطه لجذاعة ـ : .. وضبطه
وحمران بن أعين ..
[قال :] .. ثمّ ينادي المنادي سائر الشيعة مع سائر الأئمّة عليهم السلام» (١).
__________________
العلاّمة تارة كذلك ، واخرى في الإيضاح بالدال المهملة ، ثمّ قال : وأمّا ما في بعض النسخ من كتابته بالخاء المعجمة والدال المهملة فغلط.
(١) انظر ترجمة : المقداد بن الأسود ، في تكملة الرجال ٢/٥٣٣ ـ ٥٣٥ ، حيث ذكر الرواية هذه كلا وناقشها هناك.
وسيرجع المصنف قدّس سرّه فيكرّر المصطلح ويذكر الرواية كاملة مع ذيلها ، فلاحظ.