مشكل إعراب القرآن

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني

مشكل إعراب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني


المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣

مشكل إعراب سورة

«الانشقاق»

٢٥٠١ ـ قد تقدم (١) القول فيما يرتفع بعد «إذا» نحو : (إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ) ـ ١ ـ (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) ـ ٣ ـ ، أنه يرتفع على إضمار فعل عند البصريين ، وعلى الابتداء عند الكوفيين ، [ابتداء وخبر]. والعامل في «إذا» «اذكر» ، وقيل : العامل «انشقت» ، وقيل : العامل (فَمُلاٰقِيهِ) ـ ٦ ـ ، وجواب «إذا» «أذنت» على تقدير زيادة الواو ، وقيل : الجواب محذوف ، ومثله : «إذا» الثانية ، [وقيل (٢) : جوابها (أَلْقَتْ) ـ ٤ ـ على حذف الواو ، وقيل : الجواب مضمر ، وقيل : الجواب «أذنت» الثانية] ؛ على حذف الواو. وإنما تحتاج «إذا» إلى جواب إذا كانت للشرط ، فإن عمل فيها ما قبلها لم تحتج إلى جواب ، ولم تكن للشرط.

٢٥٠٢ ـ قوله تعالى : (فَمُلاٰقِيهِ ـ ٦ ـ رفع على إضمار «فأنت» ، ابتداء وخبر.

٢٥٠٣ ـ قوله تعالى : (وَأَمّٰا مَنْ أُوتِيَ كِتٰابَهُ) ـ ١٠ ـ في الموضعين ؛ (٣)

__________________

(١) تقدم في فقرة(٢٤٣٩)سورة (وَالْمُرْسَلاٰتِ) .

(٢) في(ح) : «قيل» بغير واو.

(٣) أي هنا وفي الآية : ٧.

٧٦١

«من» رفع بالابتداء ، والفاء وما بعدها الخبر.

٢٥٠٤ ـ قوله تعالى : (مَسْرُوراً) ـ ٩ ـ حال من المضمر في «ينقلب».

٢٥٠٥ ـ قوله تعالى : (ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) ـ ١٤ ـ «أَنْ» سدّت مسدّ المفعولين ل‍ «ظَنَّ».

٢٥٠٦ ـ قوله تعالى : (فَمٰا لَهُمْ) ـ ٢٠ ـ «ما» استفهام ابتداء ، و «لهم» الخبر ، و «لاٰ يُؤْمِنُونَ» حال من الهاء والميم ؛ والعامل فيه معنى الاستفهام الذي تعلّقت به اللام في «لَهُمْ».

٢٥٠٧ ـ قوله تعالى : (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) ـ ٢٥ ـ «الَّذِينَ» نصب على الاستثناء من الهاء والميم في «فبشّرهم». وقيل : «الذين» استثناء ليس من الأول.

٧٦٢

مشكل إعراب سورة

«البروج»

٢٥٠٨ ـ قوله تعالى : (وَالسَّمٰاءِ ذٰاتِ الْبُرُوجِ) ـ ١ ـ جوابه (قُتِلَ أَصْحٰابُ الْأُخْدُودِ) ـ ٤ ـ ، أي يقتل (١). وقيل : جوابه (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) ـ ١٢ ـ. وقيل : الجواب محذوف.

٢٥٠٩ ـ قوله تعالى : (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) ـ ٢ ـ «الموعود» نعت ل‍ «اليوم» ، وثمّ ضمير محذوف ، به تتم الصفة ، تقديره : الموعود به ؛ ولو لا ذلك ما صحّت الصفة ؛ إذ لا ضمير يعود على الموصوف من صفته.

٢٥١٠ ـ قوله تعالى : (اَلنّٰارِ ذٰاتِ الْوَقُودِ) ـ ٥ ـ «النار» بدل من «الأخدود» ، وهو بدل الاشتمال. وقال الكوفيون : هو مخفوض على الجوار. وقال بعض الكوفيين : هو بدل ، ولكن تقديره : قتل أصحاب الأخدود نارها ، ثم صارت الألف واللام بدلا من الضمير. وقدّره بعض البصريين : قتل أصحاب الأخدود النار التي فيها.

٢٥١١ ـ قوله تعالى : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) ـ ١٥ ـ من خفضه (٢) جعله نعتا ل‍ «الْعَرْشِ» ، وقيل : لا يجوز أن يكون نعتا ل‍ «الْعَرْشِ» ؛ لأنه من صفات

__________________

(١) في(ق ، د ، ظ ، ك) : «لقتل».

(٢) قرأ بخفض الدال من «المجيد» حمزة والكسائي وخلف ، وقرأ الباقون برفعها. النشر ٣٨٢/٢ ؛ والتيسير ص ٢٢١ ؛ والإتحاف ص ٤٣٦.

٧٦٣

اللّه جل ذكره ، وإنما هو نعت ل‍ «الرب» في قوله : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) ـ ١٢ ـ ومن رفعه جعله نعتا ل‍ «ذو» ، أو خبرا بعد خبر (١).

٢٥١٢ ـ قوله تعالى : (فَعّٰالٌ لِمٰا يُرِيدُ) ـ ١٦ ـ رفع على إضمار «هو» ، أو [على]أنّه خبر بعد خبر ، أو على البدل ممّا قبله ، من «ذو العرش».

٢٥١٣ ـ قوله تعالى : (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ) ـ ١٨ ـ بدل من «الجنود» في موضع خفض ، أو في موضع نصب على «أعني». ولا ينصرفان من أجل التعريف والعجمة في «فرعون» ، والتأنيث في «ثمود» والتعريف ؛ إذ هو اسم للقبيلة.

٢٥١٤ ـ قوله تعالى : (مَحْفُوظٍ) ـ ٢٢ ـ من رفعه (٢) جعله نعتا للقرآن. ومن خفضه جعله نعتا ل‍ «اللوح».

__________________

(١) الكشف ٣٦٩/٢ ؛ والبيان ٥٠٥/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٩٦/١٩.

(٢) الرفع قراءة نافع. والباقون بخفض الظاء. التيسير ص ٢٢١ ؛ والنشر ٣٨٢/٢ ؛ وانظر : الكشف ٣٦٩/٢.

٧٦٤

مشكل إعراب سورة

«والطارق»

٢٥١٥ ـ قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّٰا عَلَيْهٰا) ـ ٤ ـ [من قرأ بتخفيف] «لمّا» جعل «ما» زائدة ، و «إن» مخففة من الثقيلة ؛ ارتفع ما بعدها لنقصها ، وهي جواب القسم ، كأنه قال : إنّ كلّ نفس لعليها حافظ ، وتصحيحه : إنّه لعلى كل نفس حافظ ، ف‍ «حٰافِظٌ» مبتدأ ، ولعليها الخبر ، والجملة خبر «كل» ، ودخلت اللام ولزمت للفرق بين «إن» الخفيفة من الثقيلة ، وبين «إن» بمعنى «ما» نافية. ومن شدد (١) «لمّا» جعل «لمّا» بمعنى «إلاّ» و «إن» بمعنى «ما» ، تقديره : ما كلّ نفس إلاّ عليها حافظ. حكى سيبويه (٢) : نشدتك اللّه (٣) لمّا فعلت ، أي إلاّ فعلت (٤).

٢٥١٦ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرٰائِرُ) ـ ٩ ـ «يَوْمَ» ظرف ، والعامل فيه «لقادر» ولا يعمل فيه «على رجعه» ؛ لأنّك[كنت]تفرق بين الصلة والموصول بخبر «إنّ» ، وهذا على قول[من قال] : «رَجْعِهِ» بمعنى : بعثه

__________________

(١) التشديد قراءة ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، وأبي جعفر. وقرأ باقي العشرة بالتخفيف. النشر ٢٨٠/٢ ؛ والتيسير ص ٢٢١ ؛ والإتحاف ص ٤٣٦.

(٢) الكتاب ٤٥٥/١.

(٣) في(ق ، د ، ك) : «نشدتك باللّه».

(٤) راجع الفقرة(١١٦٠ و ١٨٢٣) ، وانظر : الكشف ٣٦٩/٢ ، والبيان ٥٠٧/٢ ، وتفسير القرطبي ٣/٢٠.

٧٦٥

وإحيائه بعد موته. ومن قال : «رجعه» [بمعنى] : ردّه الماء في الإحليل ، أو قال : ردّ الشيخ إلى أحواله من النطفة إلى الشيخ ، أو قال : على حبس الماء ، فلا يخرج من الإحليل ، نصب «يوما» بفعل مضمر ، أي : اذكر يوم تبلى السرائر. ولا يعمل فيه «لقادر» ؛ لأنّه لم يرد أنه يقدر على رد الماء في الإحليل وغير ذلك يوم القيامة ؛ وإنما أخبر بذلك أنه يقدر عليه في الدنيا ، لو شاء ذلك.

٧٦٦

مشكل إعراب سورة

«الأعلى»

٢٥١٧ ـ قوله تعالى : (فَجَعَلَهُ غُثٰاءً أَحْوىٰ) ـ ٥ ـ «الهاء» و «غثاء» مفعولان ل‍ «جعل» ؛ لأنّه بمعنى «صيّر» ، و «أَحْوىٰ» نعت ل‍ «الغثاء» ؛ بمعنى أسود. وقيل : «أَحْوىٰ» حال من المرعى ، بمعنى أخضر ، أي أخرج المرعى في حال خضرته فجعله غثاء ، و «الغثاء» الهشيم ، كغثاء السيل.

٢٥١٨ ـ قوله تعالى : (فَلاٰ تَنْسىٰ) ـ ٦ ـ «لا» بمعنى ليس ، وهو خبر ، وليس هو بنهي ؛ إذ لا يجوز أن ينهى الإنسان عن النسيان ، لأنه ليس باختياره.

٢٥١٩ ـ قوله تعالى : (إِلاّٰ مٰا شٰاءَ اللّٰهُ) ـ ٧ ـ «ما» في موضع نصب على الاستثناء ، أي لست (١) تنسى إلاّ ما شاء اللّه أن يرفع تلاوته وينسخه بغير بدل. وقيل : «تنسى» بمعنى تترك ، فيكون المعنى : إلا ما شاء اللّه أن يأمرك بتركه[فتتركه] ، وقيل : معنى ذلك : إلا ما شاء اللّه ، وليس يشاء [للّه]أن تنسى منه شيئا ، فهو بمنزلة قوله (٢) في «هود» في الموضعين :

__________________

(١) في الأصل : «ليس».

(٢) في الأصل : «شيئا». وقيل : (إلا ما شاء اللّه)استثناء ، وكذلك قوله».

٧٦٧

خٰالِدِينَ فِيهٰا مٰا دٰامَتِ السَّمٰاوٰاتُ وَالْأَرْضُ إِلاّٰ مٰا شٰاءَ رَبُّكَ)(١) (٢) ، قيل معناه : إلا ما شاء اللّه. وليس يشاء جلّ ذكره ترك شيء من الخلود ؛ لتقدّم مشيئته لهم بالخلود. [وفيها أقوال كثيرة غير هذا ، قد أفردناها (٣) وبينّاها في كتاب مفرد. وقيل : (إِلاّٰ مٰا شٰاءَ اللّٰهُ) استثناء من (فَجَعَلَهُ غُثٰاءً أَحْوىٰ) ـ ٥ ـ].

__________________

(١) في الأصل : «اللّه».

(٢) سورة هود : الآية ١٠٧.

(٣) في(ح) : «غير هذا ، فزدناها» وهو تحريف.

٧٦٨

مشكل إعراب سورة

«الغاشية»

٢٥٢٠ ـ قوله تعالى : (خٰاشِعَةٌ) ـ ٢ ـ خبر «وُجُوهٌ» ، وذلك الخشوع في الآخرة.

٢٥٢١ ـ قوله تعالى : (عٰامِلَةٌ) ـ ٣ ـ رفع على إضمار «هي» ؛ وذلك في الدنيا ، فتقف على هذا التأويل على «خٰاشِعَةٌ». ويجوز أن تكون «عٰامِلَةٌ» خبرا بعد خبر عن «الوجوه» ، فيكون العامل (١) في «النار» ؛ لمّا لم تعمل في الدنيا أعملها اللّه في النار ؛ وهو قول الحسن وقتادة (٢) ، ولا تقف على هذا على «خٰاشِعَةٌ».

٢٥٢٢ ـ قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاعِمَةٌ) ـ ٨ ـ ابتداء وخبر ، و «رٰاضِيَةٌ» (٣) خبر ثان ، أو على إضمار «هي».

٢٥٢٣ ـ قوله تعالى : (إِلاّٰ مَنْ تَوَلّٰى) ـ ٢٣ ـ [«من»]في موضع نصب على الاستثناء المنقطع. وقيل : هو استثناء من الجنس ، على إضمار بعد (فَذَكِّرْ) ـ ٢١ ـ ، أي : فذكّر عبادي إلاّ من تولّى ، أو على إضمار بعد «مذكّر» ، أي : إنما أنت مذكّر الناس إلا من تولّى. وقيل : «من» في موضع

__________________

(١) في الأصل : «الفعل» وأثبت ما جاء في : (ح ، ك ، ظ).

(٢) انظر : تفسير القرطبي ٢٧/٢٠ ؛ والبحر المحيط ٤٦٢/٨.

(٣) في الأصل : «ناصبة» وهي في الآية : ٣ من هذه السورة.

٧٦٩

خفض على البدل من الهاء والميم في «عليهم».

٢٥٢٤ ـ قوله تعالى : (إِنَّ إِلَيْنٰا إِيٰابَهُمْ) ـ ٢٥ ـ قرأه أبو جعفر (١) «إيّابهم» بتشديد الياء ، وفيه بعد ؛ لأنه مصدر : آب يئوب إيابا ، وأصل الياء واو ، ولكن قلبت ياء لانكسار ما قبلها ، وكان يلزم من شدّد أن يقول : إوّابهم ؛ لأنّه من الواو ، أو يقول : إيوابهم ، فيبدل من أول المشدّد ياء ، كما قالوا : ديوان ، وأصله دوّان.

__________________

(١) وقرأ الباقون بتخفيف الياء. النشر ٣٨٣/٢ ؛ والإتحاف ص ٤٣٨ ، وانظر : المحتسب ٣٥٧/٢.

٧٧٠

مشكل إعراب سورة

«والفجر»

٢٥٢٥ ـ قوله تعالى : (بِعٰادٍ) ـ ٦ ـ (إِرَمَ) ـ ٧ ـ «إرم» في موضع خفض على النعت ل‍ «عاد» أو على البدل. ومعنى «إرم» : القديمة. ومن جعل «إِرَمَ» مدينة ، قدّر في الكلام حذفا تقديره : بمدينة عاد إرم ، وقيل تقديره : بعاد صاحبة إرم ، و «إِرَمَ» مدينة (١) معرفة على هذا القول ، فلذلك لم تنصرف ، وانصرف «عاد» لأنّه مذكر خفيف. وقيل : إن «إِرَمَ» مدينة عظيمة موجودة في هذا الوقت ، وقيل : هي الاسكندريّة ، وقيل : [هي] دمشق.

٢٥٢٦ ـ قوله تعالى : (صَفًّا صَفًّا) ـ ٢٢ ـ حال.

٢٥٢٧ ـ قوله تعالى : (وَثَمُودَ الَّذِينَ) ـ ٩ ـ لم ينصرف لأنّه اسم للقبيلة ، وهو معرفة ، وموضعه خفض على العطف على «عاد» ، و «الذين» في موضع خفض على النعت ل‍ «ثَمُودَ» ، أو في موضع نصب على «أعني» ، أو في موضع رفع على «هم».

٢٥٢٨ ـ قوله تعالى : (وَلاٰ تَحَاضُّونَ عَلىٰ طَعٰامِ) (٢) ـ ١٨ ـ مفعول

__________________

(١) (ظ ، ق ، د ، ك) : «مؤنثة».

(٢) في المصحف «تحاضون» بإثبات الألف بعد الحاء ، وهي قراءة أبي جعفر والكوفيين. كما قرأ بالياء «يحضون» أبو عمرو ويعقوب سوى الزبيري عن روح. ـ

٧٧١

«يحضّون» محذوف ، تقديره : ولا يحضّون الناس أو أنفسهم ونحوه على طعام المسكين. ومن قرأ «تحاضّون» لم يقدّر حذف مفعول ، إنما هو : تتحاضّون فيما بينكم على الخير ، لا يتعدّى.

٢٥٢٩ ـ قوله تعالى : (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) ـ ٢٣ ـ «بجهنم» في موضع رفع مفعول[لما]لم يسمّ فاعله. وقيل : المصدر مضمر : «جيئة» ، وهو المفعول لما لم يسمّ فاعله (١). ويجوز أن يكون المفعول[لما لم يسمّ فاعله] (٢) «يَوْمَئِذٍ».

٢٥٣٠ ـ قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ) ـ ٢٣ ـ بدل من الأول ، وقيل : العامل فيه «يَتَذَكَّرُ».

٢٥٣١ ـ قوله تعالى : (وَأَنّٰى لَهُ الذِّكْرىٰ) ـ ٢٣ ـ «الذِّكْرىٰ» رفع بالابتداء ، و «أَنّٰى» الخبر.

__________________

ـ وقرأ الباقون بالخطاب ومعهم الزبيري عن روح. النشر ٣٨٢/٢ ؛ والإتحاف ص ٤٣٨ ، وانظر : الكشف ٣٧٢/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢٦١/٣ ؛ وتفسير القرطبي ٥٢/٢٠.

(١) في الأصل : «وهو اسم ما لم يسم فاعله».

(٢) زيادة في الأصل.

٧٧٢

مشكل إعراب سورة

«البلد»

٢٥٣٢ ـ قوله تعالى : (لاٰ أُقْسِمُ بِهٰذَا الْبَلَدِ) ـ ١ ـ «لاٰ» زائدة. وقيل : هي بمعنى «ألا». وقيل : «لا» غير زائدة ، وهي رد لكلام قبله. [و] «الْبَلَدِ» نعت ل‍ «هذا» ، أو بدل ، أو عطف بيان.

٢٥٣٣ ـ قوله تعالى : (أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ) ـ ٥ ـ «أن» سدّت مسدّ مفعولين ل‍ «حسب» ، ومثله : (أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) ـ ٧ ـ ، وأصل «يَرَهُ» : يرأه ، فخففت الهمزة ، وحذفت الألف للجزم.

٢٥٣٤ ـ قوله تعالى : (وَمٰا أَدْرٰاكَ مَا الْعَقَبَةُ) ـ ١٢ ـ (فَكُّ رَقَبَةٍ ـ ١٣ ـ «فكّ» بدل من «العقبة» ، أو على إضمار : هي فك ، ابتداء وخبر. قد تقدم الكلام على نظير «وَمٰا أَدْرٰاكَ» في «الحاقة» (١) وغيرها.

٢٥٣٥ ـ قوله تعالى : (يَتِيماً) ـ ١٥ ـ نصب ب‍ «إِطْعٰامٌ» ، «أَوْ مِسْكِيناً» عطف عليه.

__________________

(١) انظر فقرة(٢٣٢٠).

٧٧٣

مشكل إعراب سورة

«والشمس»

٢٥٣٦ ـ قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا) ـ ٩ ـ في «زكّى» ضمير «من» وبه تتم الصلة ، أي : [من]زكّى نفسه بالعمل الصالح. (وَقَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا) ـ ١٠ ـ أي : [من]أخفى نفسه بالعمل السيئ.

وقيل إنّ في «زكّاها» و «دسّاها» ضميرا (١) يعود على اللّه جلّ ذكره ، أي : قد أفلح من زكّاه اللّه ، وقد خاب من خذله اللّه ؛ وهذا يبعد ؛ إذ لا ضمير يعود على «من» من صلته ، وإنما يعود الضمير على اسم اللّه جلّ ذكره ، ولكن إن جعلت «من» اسما للنفس ، وأنّثت على المعنى ، فقلت : زكّاها ودسّاها ، جاز ؛ لأنّ الهاء والألف تعودان على «من» حينئذ ، فيصلح الكلام ، كأنه في التقدير : قد أفلحت النفس التي زكّاها اللّه ، وقد خابت (٢) النفس التي خذلها اللّه تعالى وأخفاها.

ومعنى «دَسّٰاهٰا» : أخفاها بالعمل السيّئ. أو تكون «من» بمعنى الفرقة أو الطائفة أو الجماعة ، فتعود الهاء في «زَكّٰاهٰا» و «دَسّٰاهٰا» على «من» ، ويحسن الكلام بأن يكون الضمير في [«زَكّٰاهٰا» و] «دَسّٰاهٰا» للّه ، جلّ ذكره. وأصل «دَسّٰاهٰا» : من دسّسها ، من دسست الشيء إذا أخفيته ، فأبدلوا من السين

__________________

(١) في الأصل : «ما» وفي(ح ، ظ ، ق ، ك) : «ضمير» وأثبت ما جاء في(د).

(٢) في الأصل : «خذلت».

٧٧٤

الآخرة ياء ، وقلبت ألفا ؛ لتحركها (١) وانفتاح ما قبلها.

٢٥٣٧ ـ قوله تعالى : (نٰاقَةَ اللّٰهِ) ـ ١٣ ـ نصب على الإغراء ، أي : احذروا ناقة اللّه. و «سقياها» (٢) [في موضع نصب]عطف على «ناقة اللّه».

٢٥٣٨ ـ قوله تعالى : (فَسَوّٰاهٰا) ـ ١٤ ـ الهاء تعود على «الدّمدمة» ، ودلّ على ذلك قوله تعالى : «فدمدم عليهم» ، أي : سوّى بينهم في العقوبة.

٢٥٣٩ ـ قوله تعالى : (وَلاٰ يَخٰافُ عُقْبٰاهٰا) ـ ١٥ ـ من قرأ بالفاء (٣) ، فالفعل للّه ، جلّ ذكره. ومن قرأ بالواو فالفعل للعاقر ، أي : إذا انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها ، [أي انبعث في هذه الحال] (٤). ويجوز أن يكون من قرأه بالواو جعل الفعل للّه تعالى ، كالفاء.

__________________

(١) في الأصل : «لحركتها».

(٢) في الأصل : «واحذروا سقياها».

(٣) قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر «فلا» بالفاء ، وقرأ الباقون بالواو. النشر ٣٨٤/٢ ؛ والتيسير ص ٢٢٣ ؛ والإتحاف ص ٤٤٠.

(٤) زيادة في الأصل.

٧٧٥

مشكل إعراب سورة

«والليل»

٢٥٤٠ ـ قوله تعالى : (وَمٰا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثىٰ) ـ ٣ ـ «ما» و «خلق» (١) مصدر ، أي : وخلق الذكر والأنثى ، [إنّ سعيكم لشتّى] (٢). وقيل : «مٰا» بمعنى «من» [التي لم يعقل ؛ تقول العرب : سبحان ما سبّح الرعد بحمده] ؛ (٣) أقسم اللّه جلّ ذكره بنفسه. وقيل : «ما» بمعنى الذي. وأجاز الفرّاء (٤) خفض «الذكر والأنثى» على البدل من «ما» ، جعلها بمعنى الذي.

٢٥٤١ ـ قوله تعالى : (فَأَمّٰا مَنْ أَعْطىٰ) ـ ٥ ـ «مَنْ» رفع بالابتداء ، و (فَسَنُيَسِّرُهُ) ـ ٧ ـ الخبر ، وهو شرط وجوابه ، ومثله (وَأَمّٰا مَنْ بَخِلَ) ـ ٨ ـ.

٢٥٤٢ ـ قوله تعالى : (وَمٰا يُغْنِي عَنْهُ مٰالُهُ) ـ ١١ ـ. «مٰا» في موضع نصب ب‍ «يُغْنِي» ، وهي استفهام عمل فيه ما بعده. ويجوز أن تكون «ما» نافية حرفا ، ويحذف مفعول «يغني» ، أي وليس يغني عنه ماله شيئا إذا هلك.

٢٥٤٣ ـ قوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنٰا لَلْهُدىٰ) ـ ١٢ ـ «للهدى» اسم «إنّ» ، و «علينا» الخبر ، ومثله : (وَإِنَّ لَنٰا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولىٰ) ـ ١٣ ـ. ولام التأكيد تدخل على الابتداء ، وعلى اسم «إنّ» إذا تأخر ، وعلى

__________________

(١) في سائر النسخ : «ما والفعل».

(٢) زيادة في الأصل.

(٣) زيادة في الأصل ، وفي هامشه كلمة متممة غير واضحة.

(٤) معاني القرآن ٢٧٠/٣.

٧٧٦

خبر «إنّ» ، إلا أن يكون ماضيا أو يكون ظرفا يلي «إنّ» ، وعلى الظرف إذا وقع موقع الخبر ، وإن لم يكن خبرا ، وكان الخبر بعده ، نحو : لزيد قائم ، وإنّ في الدار لزيدا ، وإنّ زيدا لقائم ، وإنّ زيدا ليقوم ، ولفي الدار ، ولأبوه منطلق ، وإنّ زيدا لفي الدار قائم ، [ولقائم. فإن قدّمت «لقائم» على «في الدار» لم تدخل اللام في الظرف ؛ لمجيئك باللام في الخبر. وإذا تأخر الخبر جاز دخول اللام فيهما ، لأن الظرف ملغى] (١).

٢٥٤٤ ـ قوله تعالى : (إِلاَّ ابْتِغٰاءَ وَجْهِ رَبِّهِ) ـ ٢٠ ـ «ابتغاء» نصب على الاستثناء المنقطع. وأجاز الفراء (٢) الرفع في «ابتغاء» على البدل من موضع «من نعمة» ، وهو بعيد.

٢٥٤٥ ـ [قوله تعالى : (إِنَّ سَعْيَكُمْ) ـ ٤ ـ هو جواب القسم].

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) معاني القرآن ٢٧٣/٣.

٧٧٧

مشكل إعراب سورة

«والضحى»

٢٥٤٦ ـ قوله تعالى : (مٰا وَدَّعَكَ رَبُّكَ) ـ ٣ ـ [«مٰا»] جواب القسم.

٢٥٤٧ ـ قوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً) ـ ٦ ـ «الكاف» و «يَتِيماً» مفعولان ل‍ «يجد». ومثله : (وَوَجَدَكَ ضَالاًّ) ـ ٧ ـ (وَوَجَدَكَ عٰائِلاً) ـ ٨ ـ

٢٥٤٨ ـ قوله تعالى : (وَمٰا قَلىٰ) ـ ٣ ـ المفعول محذوف ، أي : وما قلاك ، أي[و]ما أبغضك. ولا تستعمل «ودّع» إلا بالتشديد ، ولا يقال «ودع». قال سيبويه : استغنوا (١) عنه ب‍ «ترك».

٢٥٤٩ ـ قوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاٰ تَقْهَرْ) ـ ٩ ـ «اليتيم» نصب ب‍ «تقهر» ، وحقّه التأخير بعد الفاء ، وتقديره : مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم ، ومثله وَأَمَّا السّٰائِلَ فَلاٰ تَنْهَرْ. ولو كان مع «تَقْهَرْ» [و «تَنْهَرْ»]هاء لكان الاختيار في «اليتيم» و «السائل» الرفع ، ويجوز أيضا النصب ؛ ولا يجوز مع حذف الهاء إلا النصب. و «اليتيم» و «السائل» اسمان يدلان على الجنس.

٢٥٥٠ ـ قوله تعالى : (وَأَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ـ ١١ ـ الباء متعلقة ب‍ «حدّث» (٢) ، وتقديرها أن تكون بعده ، والتقدير : مهما يكن من شيء فحدّث بنعمة ربّك.

__________________

(١) أي العرب ، استغنوا عن «ودع» و «وذر» ب‍ «ترك» ، وعن اسم فاعلهما ب‍ «تارك» ، وعن اسم مفعولهما ب‍ «متروك» ، وعن مصدرهما ب‍ «الترك».

(٢) في الأصل : «بحذف» وهو تحريف.

٧٧٨

٢٥٥١ ـ قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) ـ ٥ ـ المفعول الثاني محذوف ، كما (١) تحذفه من «أعطيتك» و «كسوتك» ، فيقتصر على مفعول واحد ، وتضمر الآخر ، والتقدير : أعطيتك ما تريد فترضى.

__________________

(١) في سائر النسخ «كما تقول : أعطيتك ، وتسكت ، والتقدير : يعطيك ما تريد فترضى».

٧٧٩

مشكل إعراب سورة

«ألم نشرح»

٢٥٥٢ ـ قوله عزّ وجلّ : (أَلَمْ نَشْرَحْ) ـ ١ ـ الألف في «ألم» نقلت الكلام من النفي إلى الإيجاب ، [أي قد شرحت لك صدرك ، وفعلت وفعلت] (١).

__________________

(١) زيادة في الأصل.

٧٨٠