تراثنا ـ العددان [ 93 و 94 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 93 و 94 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٦

وهو سهو ، إذ هو أبو القاسم أوّلا ، واسم جدّه الحسين ـ مصغّراً ـ لا الحسن ، فتدبّر.

وعنونه في الأمل(١) ونقل كلام الشيخ منتجب الدين ، وأظهر في الرياض(٢) ما هناك من تهافت بين الكلامين ؛ لأنّ الذي في معالم العلماء : أبو القاسم زيد بن الحسين (الحسن) البيهقي له حلية الأشراف ... ولابنه أبي الحسن فريد خراسان كتب ، منها : تلخيص مسائل الذريعة للمرتضى رضي الله عنه ... إلى آخره. ثمّ قال : «أقول : ظنّي أنّ ما في المعالم أظهر».

وعنونه في الخاتمة(٣) بـ : أبي القاسم البيهقي. وقد سلف لنا كلام تحت هذا العنوان.

وقال في الطبقات(٤) : «زيد بن الحسين البيهقي ، مؤلّف حلية الأشراف كما في معالم العلماء لابن شهرآشوب ، والصحيح : زيد بن محمّـد بن الحسين ...».

ثمّ قال : «وراجع : زيد بن الحسن بن محمّـد البيهقي»(٥).

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ١٢٢ برقم (٣٤٤).

(٢) رياض العلماء ٢ / ٣٥٨.

(٣) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢١(٣) / ١٠٢ ـ ١٠٣ ، ومثله ـ بل لعلّه عنه ـ في فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٤٤ [سلسلة ميراث حديث شيعة(١١)].

(٤) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١١٢.

ولاحظ : أمل الآمل ٢ / ١٢٢ برقم ٣٤٤ [الطبعة الحجرية : ٤٧٦].

وقال الميرزا عبـد الله أفندي في تعليقته على الأمل : ١٥٣ برقم ٣٤٤ ـ بعد عنوانه بـ : الشيخ أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمّـد البيهقي ـ ما نصّه : «وذكره ابن شهرآشوب ولكنّه بعنوان : أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي ... إلى آخره». وقد حكاه عن معالم العلماء : ٥١ ، فراجعهما.

وانظر : جامع الرواة ١ / ٣٤١ ، وتنقيح المقال ١ / ٤٦٢ ، وغيرهما.

(٥) إلاّ أنّ الحقّ هو المغايرة ، فلاحظ الطبقات صفحة : ١١٤ ، وقارن بصفحة : ١١٢.

  

٨١

وقال بعد ذلك(١) : «زيد بن محمّـد بن الحسين بن فندق ... هو العالم الجليل أبو القاسم البيهقي والد الشيخ المتكلّم فريد خراسان أبي الحسن عليّ بن زيد البيهقي ، وقد ذكر الولد تمام نسبه في أوّل تاريخه(٢) ، فلاحظ».

وعبّر عنه في المناقب بـ : أبي الحسن البيهقي ، ومراده صاحب الترجمة ، كما جزم بذلك شيخنا النوري في الخاتمة(٣) ، واحتمل شيخنا الطهراني في الثقات العيون(٤) أن يكون مراده الولد وقد ناوله كتاب والده(٥).

* زيد بن محمّـد بن الحسين بن فندق أبو القاسم البيهقي والد

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١١٣ ـ ١١٤.

(٢) انظر : تاريخ بيهقي : ٢.

(٣) قال في الإجازة الكبيرة : ٣٩٨ : «... ويظهر أنّه يروي عن الشيخ الفقيه أبي عبـد الله جعفر بن محمّـد الدوريستي وعن السيّد أبي الحسن عليّ بن محمّـد المتقدّم عن والده السيّد محمّـد بن جعفر وعن السيّد عليّ بن أبي طالب الحسيني أو الحسني عن السيّد أبي طالب يحيى بن الحسين ـ أو الحسن ـ بن هارون الحسيني الهروي وكان من أكابر علمائنا يروي عن أبي الحسين النحوي سنة خمس وثلاثمائة ، له كتاب الأمالي الذي ينقل عنه السيّد عليّ بن طاوس في مؤلّفاته ...».

(٤) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١١٤.

(٥) لاحظ : أمل الآمل ٢ / ١٢٢ برقم ٣٤٤ [الطبعة الحجرية : ٤٧٦] ، وجامع الرواة ١ / ٣٤١ ، وتنقيح المقال ١ / ٤٦٢ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٢٩ / ١٦٣ برقم (٨٧٥٦)]. وقال الميرزا عبـد الله أفندي في تعليقته على الأمل : ١٥٣ برقم ٣٤٤ ـ بعد عنوانه الشيخ أبا الحسين زيد بن الحسن بن محمّـد البيهقي ـ : «وذكره ابن شهرآشوب ولكنّه بعنوان : أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي ...» إلى آخره ولعلّه أخذه عن معالم العلماء : ٥١ ، فراجعهما.

  

٨٢

الشيخ المتكلّم فريد خراسان أبي الحسن عليّ بن زيد البيهقي (المتوفّى سنة ٥٦٥ هـ)(١). وقد توفّي والده في سلخ جمادى الأولى سنة ٥١٧ هـ.

وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب.

وقد سلف أنّا قلنا : إنّه قد ناوله كتاب حلية الأشراف ، وعبّر عنه في المناقب بـ : أبي الحسن البيهقي كما سلف ـ ومراده صاحب الترجمة ـ كما ذكره شيخنا الطّهراني في الطبقات(٢) ، وجزم بذلك الميرزا النّوري في الخاتمة(٣) ، وقال الأوّل : «ويحتمل أن يكون مراده الولد قد ناوله كتاب والده ...».

وله جملة مؤلفات منها : لباب اللباب ، وحدائق الحدائق ، ومفتاح باب الأُصول ...

والأقوى أنّه السالف ، بل هو عندنا كذلك قطعاً ، وقد كرّرناه حفظاً لحرمة نظر المشايخ قدّس الله أسرارهم ، فتأمّل.

* سعيد بن عبـد الله أبو عثمان الصعلوكي المعروف بـ : العيّار(٤).

__________________

(١) ذكر الولد نسبه في أوّل كتابه تاريخ بيهق : ٢ مفصّلا ، وجاء باختلاف كثير في معجم الأدباء ٥ / ٢٠٨.

(٢) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١١٤ ـ ١١٥.

(٣) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢١(٣) / ١٠٢ ـ ١٠٤.

(٤) أقول : كذا اسمه في المناقب ، والظاهر أنّه أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد أحمد ابن محمّـد بن نعيم النيسابوري الصوفي (٣٤٥ ـ ٤٥٧ هـ) ، وسمع صحيح البخاري عن جمع في مرو ونيسابور.

  

٨٣

عدّه في مقدّمة المناقب(١) من مشايخه من العامّة ، وأنّه صحّ إسناده به في رواية صحيح البخاري عنه عن أبي الهيثم(٢) الكشمينهي(٣) عن أبي عبـد الله محمّـد العزيري(٤) عن البخاري أبي عبـد الله محمّـد بن اسماعيل بن المغيرة (المتوفّى سنة ٢٥٦ هـ).

* سعيد بن هبة الله بن الحسن (الحسين) بن هبة الله بن الحسن الراوندي أبو الحسين (وقيل : أبو الحسن)(٥) ، وهو : قطب الدين المعروف بـ : قطب الراوندي ، ويقال له : قطب الدين أبو الحسين سعيد بن عبـد الله بن الحسين بن هبة الله (المتوفّى سنة ٥٧٣ هـ) ، وقبره في قم.

ترجمه ابن شهرآشوب في معالم العلماء(٦) وقال : «شيخي أبو الحسين ...». ثمّ عدّد مؤلّفاته.

وفي فهرست الشيخ منتجب الدين(٧) قال : «فقيه ، عين ، صالح ،

__________________

وله ترجمة في الإكمال ٦ / ٢٨٧ ، ولسان الميزان ٣ / ٣٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٨٦ ـ ٨٩ برقم (٣٩) ، ولا يعرف (عيّار) غيره ، كما لا تناسب بين طبقته مع طبقة شيخنا ، فتدبّر جيّداً.

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٦ [طبعة بيروت ١ / ١٩].

(٢) في بحار الأنوار : أبي ميثم ، وهو سهو.

(٣) في بحار الأنوار : الكشمهيني ، والصواب : الكشميهني.

(٤) في البحار : الفربري ، وهو الصواب ، وهو محمّـد بن يوسف (المتوفّى سنة ٣٢٠ هـ).

(٥) ذكره على الترديد في رياض العلماء ٧ / ١٠٢ ، وفي ٢ / ٤١٩ منه قال : أبو الحسن ، خاصّة.

(٦) معالم العلماء : ٥٥ برقم (٣٦٨).

(٧) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٨٧ ـ ٩٠ برقم (١٨٦) [طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٦٨].

  

٨٤

ثقة ، له تصانيف ...».

وقد عدّ جملة من مؤلّفاته وفصّل في ترجمته نسْبيّاً. ونقل عنه الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(١).

وقال في الرياض(٢) : «فاضل ، عالم ، متبحّر ، فقيه ، محدّث ، متكلّم ، بصير بالأخبار ، شاعر ، ويقال : إنّه رحمه‌الله كان تلميذ تلامذة شيخنا المفيد ، وقد يُنسب إلى جدّه كثيراً اختصاراً فيقال : سعيد بن هبة الله الراوندي ، فلا تظنّ المغايرة».

وفي المقابس(٣) : «الراوندي قطب الدين أبو الحسين (الحسن) سعيد ابن هبة الله شيخ السروي».

وقال شيخنا النوري في خاتمة المستدرك(٤) : «الشيخ الإمام ... العالم المتبحّر النقّاد والمفسّر الفقيه و (٥) المحدّث المحقّق صاحب المؤلّفات الرائقة النافعة الشائعة جملة منها ، وعثرنا عليها ؛ كالخرائج ، وقصص الأنبياء ، وفقه القرآن ، ولبّ اللباب ، والدعوات و..(٦).

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ١٢٥ ـ ١٢٦ برقم (٣٥٦).

(٢) رياض العلماء ٢ / ٤١٩ ، وله ترجمة مفصّلة هناك ، وقد ذكر مؤلّفاته ومشايخه وما قيل فيه إلى صفحة : ٤٣٧.

(٣) المقابس : ١١ [الطبعة الحجرية].

(٤) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٩ ـ ٤٩١ [الطبعة المحقّقة ٢١ (٣) / ٧٩ ـ ٩٠] ، وقد عدّه السادس عشر من مشايخ شيخنا المصنّف رحمهما‌الله ، وذكر جملة من أشعاره وقصصه ، ثمّ عدّ طرق روايته ومشايخه ، ومنه أخذ في الإجازة الكبيرة : ٣٩٣ ـ ٣٩٦ ، وعدّ له ثلاثاً وعشرين شيخاً ، وعنونه في مقدّمة بحار الأنوار ١/١١١ مقتصراً على الاسم ، وكذا في الفوائد الرضوية : ٥٦٩ ، والكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ ، وغيرهما.

(٥) لا توجد الواو هذه والتي سبقتها في الطبعة المحقّقة من المستدرك.

(٦) وبألفاظ مقاربة جدّاً في فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة للهمداني ـ تلميذ

  

٨٥

وبالجملة ؛ ففضائل القطب ومناقبه وترويجه للمذهب ـ بأنواع المؤلّفات المتعلّقة به ـ أظهر وأشهر من أن يذكر».

وعدّ له في الطبقات(١) عدّة مشايخ يناهزون العشرين روى عنهم في كتبه : الخرائج ، وقصص الأنبياء ، وفقه القرآن ، ولبّ اللباب ، والدعوات ، وغيرها(٢).

السبزواري = الحسين بن عليّ.

السجري (السجزي) = عبـد الأوّل بن عيسى.

السرخسي = محمّـد بن منصور.

السروي = شهرآشوب بن أبي نصر المازندراني.

السروي = عليّ بن شهرآشوب المازندراني.

السروي = الداعي بن عليّ.

السلامي = حسن البيهقي.

السلامي = محمّـد بن ناصر.

__________________

الميرزا النوري رحمهما‌الله ـ : ٤٣٨ ـ ٤٤١ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)] ثمّ عدّد له ـ تبعاً للمستدرك ـ نحواً من ثلاث وعشرين شيخاً.

(١) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٢٤.

(٢) لاحظ حول ترجمته ما جاء في ذيل فهرست الشيخ منتجب الدين من مصادر منها : تنقيح المقال ٢ / ٢١ الطبعة الحجرية ، الكنى والألقاب ٣ / ٦٢ ، منتهى المقال : ١٤٨ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٣ / ٣٤٨ برقم ١٣١٠] ، جامع الرواة ١ / ٣٦٤ ، رياض العلماء ٢ / ٤١٩ ـ ٤٣٧ ، الغدير ٥ / ٣٨٠ ، روضات الجنّات ٤ / ٥ ـ ٩ برقم ٣١٤ ، تكملة الرجال ١ / ٢٣٦ ، أعيان الشيعة ٣٥ / ١١٧ [طبعة بيروت ٩ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، وكذا فيه ٩ / ٢٣٩ ـ ٢٤١] ، لؤلؤة البحرين : ٣٠٤ ، المقابس : ١٤ [الطبعة الحجرية] ، وغيرها.

وجاء أيضاً في لسان الميزان ٣ / ٤٨ وغيره من مصادر العامّة.

  

٨٦

السوراوي = محمّـد نجيب الدين.

السيّد ضياء الدين الرّاوندي = فضل الله بن عليّ.

الشاشي = الهيثم بن كليب.

شمس الأئمّة = عبـد العزير بن أحمد.

الشوهاني = محمّـد بن الحسين.

شهاب الدين = أحمد بن محمّـد بن محمّـد.

* شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المحدّث المازندراني المعروف بـ : ابن كياكي(١) ، الجدّ الأكبر لشيخنا المصنّف طاب ثراهما.

قال عنه في أمل الآمل(٢) : «إنّه فاضل محدّث ، روى عنه ابنه عليّ

__________________

(١) الكيكة : البيضة ، وجمعها : كياكي ، حكاه في لسان العرب ١٠ / ٤٨١ عن ابن فارس ، ولاحظ : القاموس المحيط ٣ / ٣١٧ ، وتاج العروس ٧ / ١٧٢ ، وغيرهما.

أقول : الكلمة فارسية ، استعملت غالباً في مناطق طبرستان وجيلان ومازندران من إيران ولفترة زمنية محدودة ، وتأتي بمعنى الحاكم والملك والكبير ، ولها معان اُخر ، وقد أُطلقت على بعض الاعلام.

(٢) أمل الآمل ٢ / ١٣٣ برقم (٣٧٨) [تذكرة المتبحّرين ترجمة برقم ٨٥١] ، وحكاه عنه العلاّمة المامقاني رحمه‌الله في تنقيح المقال ٢ / ٨٩ [الطبعة الحجرية].

ثمّ قال : «قلت : وتصديق ذلك ما هو تحت نظري الآن من قوله في أبواب أحوال الإمام الباقر عليه‌السلام : أخبرني جدّي شهرآشوب والمنتهى بن كيابكي [الحسيني الكجي الجرجاني]بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيب ...» إلى آخره.

انظر : المناقب ٤ / ٢١٢.

وفي سفينة البحار ٤ / ٥٣٣ ـ عند تعداد مشايخ ابن شهرآشوب ـ قال : «ووالده الشيخ عليّ بن شهرآشوب العالم الفاضل الفقيه عن والده الفاضل المحدّث

  

٨٧

وابن ابنه محمّـد بن عليّ ...».

وبنصّه في الرياض(١) بإضافة قوله : «كما ذكره في مناقبه».

قال في خاتمة المستدرك(٢) : «السابع : جدّه الجليل شهرآشوب كما نصّ عليه في أوّل المناقب»(٣).

وجدّه هذا يروي عن شيخ الطائفة الطوسي رحمه‌الله كتبه ، ولعلّ هذا علوّاً في إسناد شيخنا المصنّف طاب ثراه إلى كتب الشيخ.

قال شيخنا الطّهراني في مصفّى المقال(٤) : «... ومن مشايخه جدّه شهرآشوب الذي يروي هو عن شيخ الطائفة ... وهذا سند عال يظهر من المناقب وغيره».

وقال في الثقات العيون في سادس القرون(٥) : «الشيخ المحدّث ...» ثمّ قال : «فالظاهر بقاؤه إلى هذه المائة ، وقد ذكرته في المائة الخامسة».

__________________

شهرآشوب ...».

وقال في مستدركها ٦ / ٩٠ في ترجمة حفيده : «وجدّه شهرآشوب شيخ فاضل محدّث جليل من تلاميذ الشيخ الطوسي رحمهم‌الله ...».

(١) رياض العلماء ٣ / ١٣ ـ ١٤ وأضاف : «أقول : هو ابن أبي نصر بن أبي الجيش السروي ، كذا عن ابن شهرآشوب عن جدّه في المناقب ، وهو يروي عن جماعة من العامّة والخاصّة ...» ثمّ عدّد بعضهم.

(٢) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٦ [الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١ (٣) / ٦٦] ، وأخذ منه العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، والإجازة الكبيرة : ٣٨٩ ، وغيرهما ، وبنصّه في فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة : ٤٣٤ [سلسلة ميراث حديث شيعة (١١)].

(٣) لاحظ ترجمته في : تنقيح المقال ٢ / ٨٩ [الطبعة الحجرية] ، طبقات أعلام الشيعة ٢ / ٩١ و٣ / ١٣٤ ، وموسوعة طبقات الفقهاء ٦ / ٢٨٥ ـ ٢٨٧ برقم (٢٣١٩) في ترجمة المصنّف رحمه‌الله ، وغيرها.

(٤) مصفّى المقال (عمود) : ٤١٥.

(٥) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٣٤.

  

٨٨

وقال ـ قبل ذلك ـ في النابس(١) : «ولعلّه بقي إلى المائة السادسة أيضاً مثل جمع من تلاميذ الطوسي».

وقال العلاّمة التستري(٢) : «... وروى عن الشيخ بواسطتين وبواسطة جدّه شهرآشوب وغيره عنه».

وقال العلاّمة المامقاني(٣) : «... ويروي عن الشيخ بواسطتين ، وربّما روى عنه بواسطة واحدة كما ذكره العلاّمة رحمه‌الله في إجازته الكبيرة لأولاد زهرة(٤) وغيره في غيرها كما صرّح به الحائري في المنتهى»(٥).

أقول :

روى المصنّف طاب ثراه عنه كتاب الفضائل لأبي المظفّر عبـد الملك السمعاني(٦) كما صرّح بذلك في مشيخة المناقب(٧).

وروى بواسطته عن أبي إسحاق الثعلبي كتابه نزهة القلوب(٨) كما قاله

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) : ٩١.

(٢) مقابس الأنوار : ١٢ [الطبعة الحجرية].

(٣) تنقيح المقال ٣ / ١٥٧ [الطبعة الحجرية].

(٤) لم نجد في الإجازة الكبيرة للعلاّمة لأولاد زهرة ، نعم وردت في الإجازة الكبيرة لبعض الأفاضل التي ذكرها العلاّمة المجلسي في بحاره ١٠٧ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، فراجع.

(٥) منتهى المقال : ٢٨٣ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٦ / ١٢٤ ـ ١٢٥ برقم (٢٧٦٨)]. وفي مستدرك السفينة ٦ / ٩٠ قال : «... وجدّه شهرآشوب شيخ فاضل محدّث جليل من تلامذة الشيخ الطوسي رحمهما‌الله».

(٦) لقد صرّح شيخنا الأميني في رسالته : نظرة تنقيب : ٤ [النسخة الخطّية] أنّ الصحيح كونه لأبي سعيد عبـد الكريم ، قال : «إذ من المتسالم عليه أنّ كتاب فضائل الصحابة لأبي سعد صاحب الأنساب (المتوفّى سنة ٥٦٢ هـ».

(٧) المناقب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٦].

(٨) كذا ، وقد صرّح شيخنا الأميني رحمه‌الله في نظرة تنقيب : ٥ [النسخة الخطّية] بأنّ الصحيح : فرحة القلوب ، كما سلف في ترجمة أحمد القطيعي.

  

٨٩

أيضاً في المناقب(١) ، وقد رواه أيضاً بواسطة القطيفي [كذا] ... وعن شهرآشوب عن القاضي أبي المحاسن الرؤياني(٢) عن أبي الحسين(٣) علي ابن مهدي المامطيري(٤) روى كتاب نزهة الأبصار كما صرّح بذلك في المشيخة(٥).

كما وقد روى كتب الشيخ الطوسي عنه ، وصرّح بذلك في مقدّمة المناقب أيضاً(٦) ، قال : «سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته»

__________________

(١) المناقب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٩] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٦.

(٢) هو عبـد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمّـد الطبري الآملي أبو المحاسن ، قالوا عنه : فخر الإسلام وشيخ الشافعية (٤١٥ ـ ٥٠١ هـ ، وقيل : قتل سنة ٥٠٢ هـ). كذا قيل ، الاّ أنّ هنا قد حصل نوع من الخلط ؛ إذ أنّ أبا الحسن الروياني له كتاب الجعفريات ، وقال عنه المصنّف رحمه‌الله : «إنّه عامّي» إلاّ أنّ شيخنا الطّهراني في الذريعة ٥ / ١١١ برقم ٤٥٩ قال : «هو الإمام عبـد الواحد بن اسماعيل بن أحمد بن محمّـد الروياني الشيعي المتستّر بالشافعية ...» الى آخره ، فعليه هو واحد ، وذاك القاضي شافعي له جملة مؤلّفات نقل عنه أصحابنا ، مثل كتاب البحر ، قتل بآمل محرّم سنة ٥٠٢ من قبل الباطنية.

انظر عنه : مرآة الجنان ٣ / ١٧١ ـ ١٧٢ ، طبقات الشافعية لابن شهبة ١ / ٢٨٧ ، مرآة الزمان ٨ / ١٨ البداية والنهاية ١٢ / ٢١٠ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٩٧ ، شذرات الذهب ٤ / ٤ والكنى والألقاب للقمي ١ / ١٥٢ ، وغيرها.

(٣) كذا في بعض طبعات المناقب ، إلاّ أنّ في النسخة الخطّية المعتمدة منه وكذا في بحار الأنوار : أبي الحسن.

(٤) المعروف بـ : ابن المهدي ، روى عنه في مستدرك الوسائل ١٨ / ٣١٦ ـ ٣١٧ حديث ٢٢٨٣٠.

كذا ، إلاّ أنّ الذي ترجمه المرحوم الشيخ ابن شهرآشوب في معالم العلماء : ١٠٦ برقم ٤٨٢ [في الطبعة الحيدرية : ٨١] هو : أبو الحسن عليّ بن مهدي المامطيري ، وقال : زيدي ؛ وذكر أنّ له كتاب : نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ، فراجع.

(٥) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٣٠].

(٦) المناقب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

  

٩٠

وروى عنه بإسناده كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والصدوق ومرويّاتهم.

هذا ؛ ولقد سمع من جدّه شهرآشوب من لفظه في صغره ـ كما ذكره للسيّد حيدر بن محمّـد بن زيد الحسيني الراوي عنه ـ حيث صرّح بذلك السيّد حيدر في إجازته المؤرّخة سنة ٦٢٩ هـ لتلميذه الشيخ حسن بن محمّـد بن يحيى.

وجاء في أوائل أسانيد كتاب سليم بن قيس الهلالي(١) هكذا(٢) :

«... وأخبرني(٣) الشيخ الفقيه أبو عبـد الله محمّـد بن عليّ بن شهرآشوب قراءة عليه بحلّة الجامعين في شهور سنة سبع وستّين وخمسمائة عن جدّه شهرآشوب عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمّـد بن الحسن الطوسي رضي‌الله‌عنه ...».

شيخ السادة = المجتبى بن الداعي.

شيخ همدان = الحسن بن أحمد بن الحسن.

* شيرويه بن شهردار الديلمي الهمذاني أبو شجاع الملقب بـ : الكيا صاحب كتاب الفردوس (٤٤٥ ـ ٥٠٩ هـ).

__________________

(١) كتاب سليم بن قيس : ٦٩ [الطبعة المحقّقة ٢ / ٥٥٦] ، وكذا نقل العبارة بنصّها في الكتاب ١ / ٣١٧ [من الطبعة المحقّقة].

(٢) كما أورده في بحار الأنوار ١ / ٧٧ ، ورياض العلماء ٥ / ١٢٥ ـ ١٢٦ ، وأشار له في الذريعة أيضاً ١٥ / ٩٥ تحت رقم (٦٢٦).

(٣) لعلّه القائل لـ : (أخبرني) هو ابن إدريس ، فلاحظ.

  

٩١

قال في المناقب(١) : «وأخبرني الكباشين وغير(٢) شهردار الديلمي بـ : الفردوس ...»(٣).

أقول :

هو كتاب فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرّج على كتاب الشهاب في الحديث لأبي الشجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو الهمداني الديلمي (المتوفّى سنة ٥٠٩ هـ) ، وشهردار هذا هو أبو منصور ولده (٤٨٣ ـ ٥٥٨ هـ) ، له أسانيد كتاب الفردوس وقد رتّبها ترتيباً حسناً في أربعة مجلّدات وسمّاه : مسند الفردوس.

صائن الدين = يحيى بن سعدون.

صاحب كتاب الاحتجاج = أحمد بن عليّ.

صاحب كتاب تجارب الأمم = أحمد بن محمّـد مسكويه.

صاحب كتاب تقييد المهمل = الحسين بن محمّـد الجيّاني.

صاحب كتاب تفسير روض الجنان = الحسين بن عليّ أبو الفتوح الرازي.

صاحب كتاب التنوير = محمّـد بن الحسن.

صاحب كتاب تهذيب الأخلاق = أحمد بن محمّـد بن مسكويه.

صاحب كتاب حلية الأشراف = زيد بن الحسين (الحسن).

__________________

(١) المناقب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١].

(٢) كذا في طبعات المناقب الأربع ، وفي النسخة الخطّية المعتمدة منه وبحار الأنوار : نمير.

(٣) لقد جاء سهواً في مشيخة المناقب ـ وعنه في بحار الأنوار ـ : الكباشين وغير شهردار الديلمي بالفردوسي والصواب ما أثبتناه.

  

٩٢

صاحب كتاب الخرائج والجرائح = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب الدرر والغرر = السيّد حيدر بن محمّـد.

صاحب كتاب الدعوات = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب دلائل النبوّة = الحسن بن عبـد الله.

صاحب كتاب روض الجنان = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب روضة الأحباب = محمّـد بن الحسن الفتّال.

صاحب كتاب روضة الواعظين = محمّـد بن الحسن.

صاحب كتاب زاد المسافر = الحسن بن أحمد.

صاحب كتاب شرح الشهاب = الحسين بن عليّ أبو الفتوح الرازي.

صاحب كتاب شفاء الصدور = محمّـد بن الحسن النقّاش.

صاحب كتاب غرر الحكم ودرر الكلم = عبـد الواحد بن محمّـد الآمدي.

صاحب كتاب فقه القرآن = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب قصص الأنبياء = سعيد بن هبة الله.

صاحب كتاب مجمع البيان = الفضل بن الحسن.

صاحب كتاب مراتب الأفعال = عبـد الجليل بن عيسى.

الصاعدي = محمّـد بن الفضل.

صدر الحفّاظ = الحسن بن أحمد.

 

٩٣

الصعلوكي = سعيد بن عبـد الله.

الصفّار = محمّـد بن أحمد.

الصفواني = محمّـد بن أحمد.

الصوابي (الصواني) = مسعود بن عليّ.

الطبرسي = أحمد بن عليّ.

الطبرسي = محمّـد بن الفضل.

الطرثيثي = أحمد بن عليّ.

الطوسي = أحمد بن محمّـد بن محمّـد.

ضياء الدين (السيّد) = الحسين بن عليّ.

ضياء الدين الراوندي = فضل الله بن عليّ.

* عبـد الأوّل بن عيسى السجزي (السجري)(١) الهروي أبو الوقت (٤٥٨ ـ ٥٥٣ هـ).

هو حفيد شعيب بن إبراهيم السجزي الهروي الماليني ، وقد سمع عن مشايخ كثيرين ، وحدّث في خراسان وإصبهان وكرمان وهمدان وبغداد و.. وتكاثر عليه الطلبة ، وانتهى إليه علوّ الإسناد ، ولذا روى عنه جمع كثير(٢).

__________________

(١) كذا في المناقب المطبوع ـ دون الخطّية ـ وفي بحار الأنوار : السنجري ، وما أثبت أظهر ، بل هو الصحيح.

(٢) كما ذكر ذلك في تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣١٥ وشذرات الذهب ٤ / ١٦٦ ـ وعبّر عنه : مسند الدنيا ـ ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٤ ، وغيرها ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٣ ـ ٣١١ برقم (٢٠٦) ، وفي ذيله عدّة مصادر لترجمته.

  

٩٤

ويعدّ من مشايخ شيخنا طاب ثراه من العامّة ، حيث روى عنه صحيح البخاري ـ كما صرّح في أوّل المناقب(١) ـ عن الداودي(٢) عن السرخسي(٣) عن الغريري(٤) عن صاحب الصحيح محمّـد بن إسماعيل البخاري.

للبحث صلة ...

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٦ ـ ٧ [طبعة بيروت ١ / ١٩].

(٢) هو أبو الحسن عبـد الرحمن بن محمّـد بن المظفّر الداودي البوشنجي ، ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وتوفّي سنة سبع وستين وأربعمائة ، وقد سمع سنة خمس وستّين وأربعمائة الصحيح ـ كما قاله الذهبي ـ وقيل : ٤٩٧ هـ.

انظر عنه : اللباب ١ / ٤٨٧ ، والمنتظم ٨ / ٢٩٦ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٢٧ ، وغيرها.

(٣) هو أبو محمّـد عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف السرخسي ، يقال له : خطيب سرخس ، مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، وتوفّي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

قال الذهبي : «سمع في سنة ستّ عشرة وثلاثمائة الصحيح من أبي عبد الله الفربري».

انظر عنه : سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ برقم (٣٦٣) ، وشذرات الذهب ٣ / ١٠٠ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ١٦١ ، وغيرها.

(٤) في المناقب المطبوع : الفزيري ، وفي الخطّية منه : الفريري .. وفي بحار الأنوار ١ / ٦٢ : الفربري ، وهو الصواب ، إذ هو أبو عبـد الله محمّـد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري (٢٣١ ـ ٣٢٠ هـ) راوي الجامع الصحيح عن البخاري ، سمعه منه مرّتين وقد أشرف على التسعين.

انظر عنه : الأنساب ٩ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٩٠ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٨٠ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٨٦ ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ١٠ ـ ١٣ برقم (٧) ، عن عدّة مصادر ، وغيرها.

  

٩٥

إنقاذ كتاب «الذريعة»

مما أُدرج فيه من الأخطاء

والتصرفات الشنيعة(١)

السيّد محمّـد رضا الحسينيّ الجلاليّ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الأمين وعلى الأئمّة حجج الله المعصومين من آله الطاهرين وعلى أصحابهم أولياء الله المجاهدين وعلى أوليائهم عباد الله المخلصين.

وبعد : فإنّ كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة تأليف العلاّمة الحجّة شيخنا الإمام محمّـد مُحسن الشهير بالشيخ آقا بُزُرگ الطهراني (١٢٩٣ ـ ١٣٨٩ هـ) هي الموسوعة الكبرى المعتمَدة لدى الباحثين والدارسين والعلماء والمحقّقين في العالم ، لمعرفة ما يمتّ إلى الشيعة والتشيّع من الآثار المكتوبة ، بالإضافة إلى جامعيّتها وسعة الرُقعة الزمنية التي غطّتها منذ طلوع شمس الإسلام وحتى عام (١٣٧٧ هـ) تمتازُ بأنّها رُصّفَتْ بيد أكبر خبير أمين ، وثقة عدل ، وعالم نحرير من أعلام الطائفة نفسها.

__________________

(١) أخذنا هذا المقال من صفحة (تراثيات) للكاتب على موقع kateban.com بعد أخذ الاذن من سماحته وهو موقع مكتبة العلامة المحقق السيّد عبـد العزيز الطباطبائي قدس‌سره بإدارة نجله السيد علي الطباطبائي حفظه الله.

  

٩٦

وليس قصدنا هُنا التعريف بالكتاب والمؤلّف ، فهما من الشُهرة والمعروفية بما لا يحتاج معهما إلى المزيد ، ولا تُضفي كلماتُ التمجيد على حقيقتهما وعظمتهما بشيء جديد ، ويكفي عن ذلك كلّه اعترافُ الخبراء من أهل الشرق والغرب لهما بما ليس عليه مزيد.

والمهمّ الذي قصدنا هُنا ذكره هو أنّ الشيخ مع ما كان عليه من العلم والمعرفة والخبرة في شؤون الطائفة وعلومها ودراساتها ، وبما له من قَدَم قديمة راسخة في هذا الفنّ ، ممّا تدلّ عليه ترجمته واتصالاته برجالات الطائفة منذُ أن انخرط في سلك طلاب العلم في مولده مدينة (طهران) عاصمة البلاد الإيرانية ، كان مهتمّا بهذا الفنّ ، حيث نجدُ في بواكير أعماله وآثاره مستنسَخات لبعض مؤلّفات القدماء وذلك قبل هجرته إلى العراق في سنة (١٣١٣ هـ).

وقد حطّ رحلَهُ في مدينة العلم النجف الأشرف ، واتصل مباشرةً بالعَلَم الفذّ المؤلّف الموسوعيّ الشيخ حسين النوريّ ، الذي كان من أعمدة التُراث الشيعيّ في عصره ، كما يستشفُّ ذلك من خاتمة كتابه العظيم مستدرك الوسائل وقد كان لهذا الاتّصال أثرُهُ العميقُ في ثقافة الشيخ الطهراني ، حيث فتحَ أمامَه الآفاقَ الواسعةَ ، اهتماماً وضرورات وتحسُّساً وتصميماً وعزماً على متابعة الأمر ، وملء الفراغاتِ المحسوسةَ والثغراتِ الملموسةَ ورأبِ الصدعِ وسدِّ الثغور حسبَ الإمكاناتِ المتوفّرةِ لديه ، طالتْ مدّةَ اتصاله بشيخه النوريّ حتى وفاة النوريّ في (١٣٢٠ هـ).

وقد اقترن ذلك بدخول الشيخ الطهراني في حلقات الدراسات العُليا عند مجتهدي العصرمن أمثال الفقيه السيّد محمّـد كاظم الطباطبائيّ اليزديّ والأصوليّ الشيخ محمّـد كاظم الخراسانيّ الآخوند ، وشيخ الشريعة

 

٩٧

الأصفهاني ، فبلغ رتبةً ساميةً من العلم أهّلتْهُ للقيام بالأعمال الكبرى ، وبعدَ وفاة أستاذه الخراساني في (١٣٢٩ هـ) شدّ الرحال وهاجر إلى سامراء ، وهناك ـ وفي نفس السنة ـ بدأ بتأليف كتاب الذريعة مع دخوله في حوزة درس المحقّق الفقيه النحرير الإمام المجاهد الشيخ الميرزا محمّـد تقي الشيرازي (ت ١٣٣٧ هـ) وبقي الشيخ الطهراني هناك مدرساً(١) ومحققاً وباحثاً ، واستمرّ في متابعة تأليف الذريعة حتى استنفد جهده في التتبّع والتنقير في مراكز العلم ومخازن الكتب الخاصّة والعامّة في مُدُن العراق ، وفي أسفاره الكثيرة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز في الحرمين الشريفين ، وإلى بلاد إيران حيث كنوز المخطوطات المكتظّة بالكتب ، واعتمد على المراسلات والمعلومات الشخصيّة من زملائه وتلامذته ، مع المسح الكامل والواسع لما تيسّر آنذاك من فهارس المكتبات والمخطوطات ، والكتب الخاصّة بهذا الشأن. وعند رجوعه إلى النجف قبل عام (١٣٥٥ هـ) بدأ العمل في طبع الكتاب في مطبعة خاصّة ، فطبع الجزءين الأوّل والثاني سنة (١٣٥٥ هـ) هناك ، وكان لظهور الكتاب دلالته الواضحة على مدى ما بذله من جهدِ وما قام به من تتبّع واسع ومثابرة مع التحقيق والضبط والتأكّد من المعلومات وتوثيقها. وكذلك الحال مع ظهور الجزء (الثالث عشر والرابع عشر) من الكتاب الذي أشرف على طبعهما المؤلفُ نفسُهُ ثمّ أوعز إلى العلامة الحجّة المحقّق السيّد محمّـد صادق بحر العلوم القيام بإتمامهما فطبعا في النجف على التوالي سنة (١٣٧٨ و١٣٨١ هـ).

فهذه الأجزاء التي طبعت على يد المؤلّف ؛ وبإشرافه المباشر ، هي

__________________

(١) أخبرني المرحوم السيد صادق بن السيد هاشم آل المجدّد الشيرازي أنه حضر عند الشيخ الطهراني كتاب (المطول) للتفتازاني هناك.

  

٩٨

نماذجُ من عمله العظيم بما فيه من الدلالات المذكورة.

لكن ـ ومع كلّ الأسف ـ اضطرّ المؤلّف إلى إيكال أمر طباعة الكتاب إلى أولاده الذين كانوا في طهران ، ليُطبع هُناك بعيداً عن إشراف المؤلّف نفسه ، فطُبع باقي الأجزاء هناك ، وبعمل (علينقي منزوي ، وأحمد منزوي).

ولو كانا يلتزمان بطبع ما جاء في نسخة الشيخ المؤلّف وما كتبه بخطه فقط ولم يتصرّفا فيه بالزيادة والنقصان ، لكانت خدمةً رائعةً للعلم والعلماء وللكِتاب.

ولكنّهما ـ مع كلّ الأسف ـ تجاوزا قواعدَ الأمانةِ المقرّرة والمعروفة عندَ من يقوم بمثل عملهما بالالتزام بالمراجعة والتصحيح المطبعيّ للكتب ، فلم يُحافظا على نصّ الشيخ ، وتدخّلا في عباراته بالزيادة والنقصان وأدرجا ما عَنّ لهُما من أنظار وآراء في متنِ الكتابِ من دُون تمييز وتعيين ، ولم يجعلا مثلَ ذلك في الهوامش كما هو المتعارف ُ لمراجعي الكتب ، وكذلك تصرّفا في إملاء الكتاب ونثره ، وغيّرا ما التزم به المؤلّف من ألقاب وأوصاف وتعاريفَ للمؤلّفين والأعلام ، مما لم يِرُقْ لهما ، ولم يلتزما بالأعراف والقوانين المتداولة في تحقيق أعمال الآخرين.

والشيخ المؤلّف الطهراني لم يتمكّنْ من صدّهما عن ذلك :

أوّلاً : لضعفهِ عن المُتابعة جِسمياً ، بعدَ أنْ تجاوزَ الثمانين من العمر ، مع بعده عن بلاد إيران حيث يطبع الكتاب.

وثانياً : إنّه كان يتغاضى عن ذلك ، هادفاً إلى إتمام طباعة الكتاب ، رغبةً في صدوره في عصره ، خوفاً من أداء التأخير إلى عدم طبع الكتاب.

 

٩٩

وثالثاً : إنّه كان يقفُ على أمر واقع لا حيلة لهُ في تغييره ، مع تأكيده المستمر على فصل ما يكتبه المصحّحون والطابعون عن المتون ، وجعلها في الهوامش ، لكن دون جدوى!

كما كان الشيخ يعترضُ على ما يراه من التجاوزات ، لكن الطابعين كانوا يَعِدُونه بالإصلاح والاستدراك ، ولا يَفُونَ!

وقد قامَ هو بإصلاح ما يراه في نسخته الخاصّة ، وأعدّ مستدركاً على جميع الكتاب يتلافى فيه بعضَ تلك الأمور.

كما كان يحثّ تلامذتَهُ ومن يعرفُ من الفُضلاء على القيام بما يجبُ من الإصلاح والاستدراك ، وكتبَ بذلك تصريحاً هذا نصّه :

بسم الله الرحمن الرحيم

قد شرعتُ في تأليف هذا الفهرس يومَ دَحْو الأرض ، الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة ١٣٢٩ لكنّه لم يكن مرتّبا إلاّ بالنسبة إلى الحرف الأوّل ، فشرعتُ في ترتيبه كذلك في هذه النسخة في أوائل سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف ، وقد كمل ترتيبُه كذلك في ستّة مجلّدات هذا المجلد أوّل الستّة ، وأبقيتُ البياضات للإلحاقات ، راجياً ممّن يلحقني أن يُلحق ما فاتَ منّي كاملا في محلّه ويتمّم هذا الكتاب بقدر وُسعه واطّلاعه ، ويجعل له خطبةً وديباجةً يذكرُ فيها اسمه الشريف إنْ شاء الله تعالى ، فإنّ روحي بذلك راضيةٌ ، وأنا على هذا العمل متشكّر ، نسأل الله حسنَ النيّةِ والعاقبةِ ، والمغفرةَ لي ولوالديّ ولمن شاركني في

 

١٠٠