أضواء على دعاء كميل

المؤلف:

عز الدين بحر العلوم


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

منها قد حكم بهذه الصفة على غير الكافر كالزاني ، وقاتل النفس ، وآكل الربا إلا ان من يتتبع موارد تلك الآيات يجد المبحوث عنه فيها هو : الكافر إضافة الى هذه الصفة الثانية ، فتكون صفة الخلود لدى النتيجة قد خص بها الكفار ، وعلى سبيل المثال ، فلنقف بين يدي الآية التالية ، وهي قوله تعالى :

( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) (١) .

وقد قيل فيها : أن الآية أخبرت عن خلود الزاني ، والقاتل للنفس المحترمة في النار كما يعطي ذلك قوله ( وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ) .

ولكن الصحيح هو عدم ورود الأَشكال المذكورة ، وذلك لأن الآية بظاهرها تحدثت عن فئتين ، أو فئة واحدة بجانبيها السلبي والايجابي . فبدأت بالذين لا يدعون مع الله إلۤهاً آخر ، ولا يتعرضون لقتل النفس المحترمة ، ولا يتعاطون عملية الزنا فعطفتهم على ما سبق من الآيات حيث كانت تتحدث عن الذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ، ولم يفتروا ، وعلى الذين يقولون ( رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ) ، وهؤلاء هم : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ) . وسياق الآيات هو مدحهم ، والتحدث عن محاسنهم .

وبعد ذلك بدأت في الأخبار عن ان من يفعل ذلك ، والاشارة في قوله « ذلك » الى ما سبق قريباً ، والمشار اليه من يتحلى بهذه

__________________

(١) سورة الفرقان : آية (٦٨) .

٣٨١
 &

الأوصاف وهي : من يدعو مع الله إلۤهاً آخر ، وما سبق قريباً وما لحق من الصفات فان لمثل هذا نار جهنم لانه يدعو مع الله إلۤهاً آخر ، ولاجل هذه الصفات المجتمعة فيه مع الشرك يضاعف له العذاب فالخلود للشرك ، والمضاعفة لهذه الصفات .

فلم تكن الآية قد أطلقت صفة الخلود على غير الكافر .

وبتعبير أوضح : يحمل قوله : ( وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ) على فعل جميع الثلاثة : الشرك ، والقتل ، والزنا . لأن الآيات في الحقيقة تنزه المؤمنين عما كان الكفار مبتلين به ، وهو الجميع دون البعض .

وهكذا الحال في بقية الآيات حيث فسر فيها العصيان ، أو اكتساب السيئة ، أو بقية الصفات بالكفر ، أو كان موردها الكافر . وتكون النتيجة هي أن الآيات كلها أطلق الخلود فيها على الكفار تصريحاً ، أو بقرينة المورد ، والسياق .

الجواب الثاني : أن يفسر الخلود فلا يراد به البقاء الى ما لا نهاية كما يظهر من لفظ « خلد » انه : دام ، وبقي . بل يراد به المكث الطويل أعم من المنقطع ، والمؤبد . وحينئذٍ فيفرق بين الاثنين بحسب القرائن ليعرف المؤبد من المنقطع .

والجواب الثالث : أن يقال : أن هذه الآيات الكريمة حيث تطلق الخلود على من يعص الله ، ورسوله ، أو على من يتعد حدوده ، أو من كسب السيئات ، وهكذا فإن ذلك بيان لطبع المعصية وأنها بحسب النظرة الأولى تقتضي ذلك ، ولكن تخصص كل هذه الآيات بقوله تعالى :

٣٨٢
 &

( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) (١) .

فيحمل الخلود لمن أشرك على ما لا نهاية لانه لا يغفر ان يشرك به وأما الخلود عند قتل النفس ، وما شاكل من الصفات المذكورة فإنه محمول على الاقتضاء ، ويلحقه الغفران لانه وعد بانه عز وجل يغفر غير الشرك لمن يشاء ، وكل هذه الصفات من غير الشرك . فتكون الآية المذكورة مفصلة بين المقامين الشرك ، وغيره .

« لجعلت النار كلها برداً وسلاماً وما كان لأحدٍ فيها مقراً ولا مقاماً » .

وقوله : « لجعلت النار » جواب لقوله : « لولا ما قضيت به من تعذيب جاحديك ، واخلاد معانديك » .

أي لولا ما سبق في علمك ، وقضائك من خلق النار ، وجعلها جزاءً لمن أشرك بك ، وجحدك لجعلت النار برداً ، وسلاماً ، وما كان لأحدٍ فيها مكان استقرار .

وقد سبق هذا الاستعمال أن جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى :

( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) (٢) .

والبرد : خلاف الحر . والسلام : كناية عن الراحة ، وعدم

__________________

(١) سورة النساء : آية (٤٨) .

(٢) سورة الأنبياء : آية (٦٩) .

٣٨٣
 &

الأذى ومنه سميت الجنة « دار السلام » أي : دار الراحة ، لعدم وجود أي أذىً ، ومزعج فيها بل فيها كل ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين . ولذا كانت دار دعة ، واطمئنان . أما كيف تكون النار برداً ، وسلاماً على الناس فهل ذلك بإبدال حقيقتها ، وجعلها كالجنة ، مثلاً ، أو أنها نار ، ولكنها فاقدة الحرارة ، والتأثير ؟

كل ذلك لم يظهر من الفقرة المذكورة كما جرى مثل هذا البحث في تفسير الآية المتقدمة في ابراهيم « عليه السلام » .

فقيل فيها « أن الله سبحانه أحدث فيها برداً بدلاً من شدة الحرارة التي فيها فلم تؤذه » .

وقيل فيها : إن الله حال بينه ، وبينها فلم تصل إليه .

وقيل فيها : غير هذين الوجهين . والمهم ان الله سبحانه قطع على نفسه أن يخلق ناراً ، وان يعذب فيها جاحديه ، ومنكريه ، ويؤدب فيها من البشر من يتعدى على حقوق الآخرين ، فينصف المظلوم بتأديب ظالمه ولولا ذلك لكان الكل يتنعمون بروح الله ورويحانه ، وهم خليط من ظالم ومظلوم . وحينئذٍ فمتى ينال الظالم جزاءه ، وهذا خلاف العدل وبعيد عن الانصاف . لذلك كانت جهنم حداً لكل ذلك .

« لكنك تقدست أسماؤك أقسمت أن تملأها من الكافرين من الجنة والناس أجمعين » .

قدس : طهر ، وتبارك . وتقدس : تطهر . والمراد وصف أسمائه بانها ، المطهرة ، والمباركة . وهذا نوع من التعظيم يمجد

٣٨٤
 &

الداعي به ربه ويمكن القسم منه تعالى في أن يملأ جهنم من الكافرين في الآية الكريمة : ( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) (١) .

يملأها من إبليس ، وشياطينه ، وكل من تبعه من الجن ، والإِنس .

ومن هذه الفقرة يأخذ الدعاء بتعرضه الى المطلب الثاني وهو اشتراك الجن ، والإِنس في الجزاء على ما يصدر من كلٍ منهم من الجرائم .

ومن هذا المنطلق لا بد لنا من التطرق الى حقيقة الجن ، وكيفية صدور الجرائم منهم ، وخلودهم في النار بعد ذلك كالإِنس فنقول :

الجن (٢) : من الجان (٢) والجان في اللغة هو : الساتر من قولك :

إذا جن الشيء أي : ستره .

والجن : مخلوق من مخلوقات الله مستور عن حواسنا كبشر ، وسمي بهذا الاسم لتواريه عن الأعين كما سمي الجنين جنيناً لهذا السبب لأنه متوارٍ عن الأنظار في بطن أمه .

وقد اختلفوا في حقيقته فقيل : كما عن الشيخ ابن سينا أنه :

حيوان هوائي يتشكل بأشكال مختلفة (٣) .

__________________

(١) سورة ص : آية (٨٤ ـ ٨٥) .

(٢) أقرب الموارد : مادة ( جنن ) .

(٣) أسرار العارفين : ص (١٤١) .

٣٨٥
 &

وقيل : أن الجن ليسوا أجساماً ، ولا جسمانية لهم ، بل هي موجودات مجردة مخالفة بالماهية للنفوس البشرية متعلقة بأجساد نارية وهوائية قادرة على التصرف في هذا العالم (١) .

والبحث عن الجن شأن بقية البحوث التي وقع النزاع فيها حيث ينتصر البعض لنفي وجود حقيقة الجن بينما يدلل الآخرون على وجودهم .

وعلى الأخص اذا كان موضوع النزاع كمثل موضوعنا ، والذي يكون البحث فيه عن وجودات ليست مرئية ، ومشاهدة للعين المجردة ، وحتى بكل وسائل التكبير لان القضية تعود لما وراء ما نعيش فيه من محيط .

والمهم : أن انكار حقيقة الجن لا مجال له بعد تصريح القرآن الكريم بوجودهم ، وبيان الكثير عن أحوالهم ، وان لم تتعرض الآيات الى إعطاء صورةٍ عن حقيقتهم باكثر من أنهم مخلوقون من النار ، وأن خلقهم كان قبل خلق الإِنسان جاء ذلك في قوله تعالى :

( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) (٢) .

« ونار السموم أي النار الحارة ، وقال عبد الله : هذه السموم جزء من سبعين جزء من السموم التي خرج منها الجان ، وهو مأخوذ من دخولها بلطف في مسام البدن ، ومنه السم القاتل يقال : سم

__________________

(١) اسرار العارفين : ص (١٤١) .

(٢) سورة الحجر : آية ٢٧ .

٣٨٦
 &

يومنا ، يسم سموماً اذا هبت له ريح السموم » (١) .

أما ان خلقهم كان قبل خلق الإِنسان فلانه تعالى أخبر في الآية السابقة قائلاً :

( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) (٢) .

والمراد بالإِنسان المخلوق هو آدم « عليه السلام » وبعدها أخبر أن الجان خلقناه من قبل ، أي قبل خلق آدم .

وقد تعرض القرآن الى صور عديدة تتعلق بالجن غير ما سبق من بيان حقيقتهم ـ فمثلاً ـ بالنسبة الى أنهم قادرون على الإِتيان بأعمال تستدعي كونهم يشعرون ، ويريدون ، ويعملون فقد قالت الآيات الكريمة تحكي قضاياً وقعت للجن مع النبي سليمان « عليه السلام » ( وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ) (٣) .

وقال تعالى : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ) (٤) .

__________________

(١) تفسير التبيان : المجلد (٦) في تفسيره لهذه الآية / مطبعة دار الأندلس / بيروت .

(٢) سورة الحجر : آية (٢٦) .

(٣) سورة الأنبياء : آية (٨٢) .

(٤) سورة سبأ : آية (١٢ ـ ١٣) .

٣٨٧
 &

وقال عز وجل : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) (١) .

( قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) (٢) .

وقد قال العفريت قولته هذه بعد أن طلب سليمان من أعوانه أن يؤتى له بعرش الملكة بلقيس .

( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) (٣) .

وكل هذه الأعمال تستدعي وجود طاقة عند الجن يتمكن بها من أعمالها للقيام بهذه الأمور المسبوقة بتفكير ، وارادة ، واقدام ، وما شاكل .

ويظهر من قوله تعالى في سورة الاحقاف : ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ) (٤) .

وهكذا قوله تعالى : ( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ) (٥) .

__________________

(١) سورة سبأ : آية (١٤) .

(٢) سورة النمل : آية (٣٩) .

(٣) سورة النمل : آية (٣٨) .

(٤) سورة الأحقاف : آية (١٨) .

(٥) سورة الأعراف : آية (٣٨) .

٣٨٨
 &

أي للجن تشكيلات تخصهم من حيث التنظيم الاجتماعي فهم أمم كأممٍ الأنس ، وان لهم قبائل كما يظهر من قوله عز وجل :

( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ) (١) .

ويظهر لنا من الآية الكريمة :

( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ ) (٢) .

إن قانون الرجولة ، والأنوثة يشملهم ففيهم الذكور ، وفي قبالهم الإِناث لان لهم ذرية كما تصرح الآية بذلك عندما تقول :

( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي ) (٣) .

أما أنهم يشتركون مع الأنس في كونهم يكلفون بالأحكام فيستفيد ذلك من قوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (٤) .

وأما من ناحية إيمانهم ، وفسقهم فان الآيات ذكرت أن منهم المؤمنين كما وأن فيهم غير المؤمنين ، ومنهم المسلمون ، وغير المسلمين قال تعالى :

__________________

(١) سورة الأعراف : آية (٢٧) .

(٢) سورة الجن : آية (٦) .

(٣) سورة الكهف : آية (٥٠) .

(٤) سورة الذاريات : آية (٥٦) .

٣٨٩
 &

( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ) (١) .

( وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ) (٢) .

( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَـٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ) (٣) .

( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) (٤) .

ويوصفون بالفسق كما جاء في قوله تعالى :

( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) (٥) .

« وأن تخلد فيها المعاندين » .

عاند الشيء : جانبه ، وفارقه ، وعارضه بالخلاف ، والعصيان .

وطبيعي : ان مثل هذا الشخص يخلد في النار لان معارضة الإِنسان بالخلاف ، والعصيان معناه : عدم توبته ، وتراجعه عن المخالفات التي أقدم عليها . وحينئذٍ فلو كان قد أدركه الموت ، وهو على هذه الحالة ، فلا تنفعه حينئذٍ شفاعة الشافعين .

وجزاؤه أن يبقى مخلداً في النار لو كان جرمه الشرك ، وإلا فبحسب المدة التي كان يستحقها نتيجة أعماله التي صدرت منه .

__________________

(١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤) سورة الجن : الآيات (١١ ، ١٣ ، ١٤ ، ١ ، ٢) .

(٥) سورة الكهف : آية (٥٠) .

٣٩٠
 &

« وأنت جل ثناؤك قلت مبتدئاً وتطولت بالإِنعام متكرماً أفمن كان مؤمناً كمن كان كافراً لا يستوون » .

ولا حاجة للتدليل على هذا الأمر فكيف يتساوى المؤمن والفاسق وعند أي نقطة يلتقيان . والخطان متعاكسان ؟ فخط المؤمن يتجه نحو الطريق المستقيم حيث يوصله الى رحاب الله ، وأمانه . وأما الفاسق فإن الخط الذي يسير عليه هو الخط المعوج المخالف لدين الله ، وتعاليمه المقدسة . واذاً فكيف يلتقي الخطان ؟

ومن هذا التنافي في المبدأ ، والاتجاه لا معنى لفرض جعل الجزاء لكلا هذين واحداً ، بل لا بد من التفريق بين الجزائين لينال المؤمن من روح الله ما يميزه عن المصير الذي يلقاه الفاسق من الخلود في نار جهنم لأنه معاند ، وعاصٍ .

وقد عرضت الآية الكريمة هذا المصير لكلٍ من المؤمن ، والفاسق فصنفت الجزاء المترتب على ما قدمه المؤمن في حياته ، وما قام به الفاسق من أعمال فقال تعالى في ذيل الآية الكريمة :

( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) (١) .

جنات المأوى نزلاً : لمن ؟ وبنص الآية هي لمن آمن ، وعمل

__________________

(١) سورة السجدة : آية (١٩ ـ ٢٠) .

٣٩١
 &

الصالحات ، وقد حصلوا عليها جزاءً على عملهم الصالح .

والنار مأوىً : ولمن ؟ إنها لمن فسق ، ولم يعمل الصالحات نتيجة الفسق ، وعدم الأخذ بما أملته الشريعة المقدسة ، واراده الله للبشر من التقيد بتعاليم الله ، والخروج من هذه الدنيا ، والقلب مفعم بالايمان لا الفسق ، والمخالفات .

١٧ ـ إلۤهي ، وسيدي فأسألك بالقدرة التي قدرتها ، وبالقضية التي حتمتها ، وحكمتها ، وغلبت من عليه أجريتها . أن تهب لي في هذه الليلة ، وفي هذه الساعة كل جرمٍ أجرمته ، وكل ذنب أذنبته ، وكل قبيح أسررته ، وكل جهلٍ عملته . كتمته أو أعلنته . أخفيته ، أو أظهرته ، وكل سيئة أمرت باثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني وجعلتهم شهوداً عليّ مع جوارحي ، وكنت أنت الرقيب عليّ من ورائهم ، والشاهد لما خفي عنهم ، وبرحمتك أخفيته ، وبفضلك سترته . وان توفر حظي من كل خير أنزلته ، أو إحسان فضلته ، أو برٍ نشرته ، أو رزقٍ بسطته ، أو ذنب تغفره ، أو خطأ تستره .

يا رب . يا رب . يا رب . يا إلۤهي وسيدي ومولاي ومالك رقي ، يا من بيده ناصيتى يا عليماً بضرّي ومسكنتي

٣٩٢
 &

يا خبيراً بفقري وفاقتي يا رب . يا رب . يا رب . أسألك بحقك ، وقدسك ، وأعظم صفاتك ، وأسمائك ، أن تجعل أوقاتي من الليل ، والنهار بذكرك معمورة ، وبخدمتك موصولة ، وأعمالي عندك مقبولة حتى تكون أعمالي ، وأورادي كلها ورداً واحداً ، وحالي في خدمتك سرمداً . يا سيّدي : يا من عليه معولي ، يا من إليه شكوت أحوالي . يا رب ، يا رب ، قوِّ على خدمتك جوارحي ، واشدد على العزيمة جوانحي ، وهب لي الجد في خشيتك ، والدوام في الاتصال بخدمتك حتى أسرح اليك في ميادين السابقين ، وأسرع اليك في البارزين ( المبادرين ) واشتاق الى قربك في المشتاقين ، وأدنو منك دنو المخلصين وأخافك مخافة الموقنين ، واجتمع في جوارك مع المؤمنين . اللهم : ومن ارادني بسوء فأرده ، ومن كادني فكده ، واجعلني من أحسن عبيدك نصيباً عندك ، وأقربهم منزلة منك ، وأخصهم زلفة لديك ، فإنه لا ينال ذلك إلا بفضلك ، وجدلي بجودك ، واعطف علي بمجدك ، واحفظني برحمتك ، واجعل لساني بذكرك لهجاً ، وقلبي بحبك متيماً ، ومُن علي بحسن إجابتك ، واقلني عثرتي ، واغفر زلتي ، فإنك قضيت على عبادك بعبادتك ، وأمرتهم

٣٩٣
 &

بدعائك ، وضمنت لهم الإِجابة . فاليك يا رب نصبت وجهي ، واليك يا رب مددت يدي ، فبعزتك استجب لي دعائي ، وبلغني مناي ولا تقطع من فضلك رجائي ، واكفني شر الجن والإِنس من أعدائي . يا سريع الرضا اغفر لمن لا يملك إلَّا الدعاء فإنك فعَّال لما تشاء .

يا من اسمه دواء ، وذكره شفاء ، وطاعته غنىً ، ارحم من رأس ماله الرجاء ، وسلاحه البكاء .

يا سابغ النعم ، يا دافع النقم ، يا نور المستوحشين في الظلم ، يا عالماً لا يعلم ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي ما أنت أهله . وصلى الله على رسوله ، والأئمة الميامين من آله ، وسلم تسليماً كثيراً .

ويختم الدعاء بهذا الفصل المسيرة الدعائية لذلك نلمح فقرات هذا الفصل توجه الداعي الى خلوص التوبة ، والبدء بصفحة جديدة في الحياة بعد فرض أن يكون الداعي قد حصل على امنيته من الغفران ، والصفح عما مضى من أعماله .

صفحة يعتبر الداعي نفسه فيها مغفور الذنب كأنه في اللحظات الأولى من السن الذي بلغ فيه فكان محطاً للتكاليف الشرعية . لذلك يتجه الى خالقه يطلب منه أن يساعده على السير قدماً في

٣٩٤
 &

مرحلته الجديدة من اداء الواجبات ، وترك المحرمات ، والتوفيق الى الجد في القيام بذلك من دون عودةٍ الى ذنب ، أو رجوع الى مخالفة .

وحيث يستدعي القيام بهذا الدور أن يكون محفوظاً من أبناء السوء ، ومن يتربصون بالبشر السوء لينزلوا بهم الى الحضيض ، لذلك فالدعاء يوجه الداعي أن يضرع الى الله ان يحفظه من هؤلاء الأعداء سواءً من الإِنس ، أو الجن .

وفي ذلك لمحة إلى أن البشر لا يسلم من عداوة الجن إضافة إلى ما يكن له أبناء نوعه من الإِنس من الخبث ، والعداء .

وفي ضمن هذا الفصل نرى الدعاء يذكر الداعي الى أن يحيط التفاتاً بنفسه لأنه محاط برقابة من الله عز وجل تحصي عليه أنفاسه وكل ما يصدر منه من خير ، أو شر . فكل ذلك مكتوب له في كتاب يقدم اليه يوم القيامة ليريه أعماله ، ونواياه في الدنيا . وعلى ضوء ذلك يحاسب حساباً عسيراً .

وفي الختام نرى الدعاء يوجهنا الى كيفية ختام الأعمال ، وإنهاء المحاورة ، والمناجاة مع الرب ـ كي يكون ختام الأعمال مسكاً ـ كما يقولون . فيعلمه الأدب الرفيع من طلب الرحمة لنبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي ما انفك عن تحمل المشاق في سبيل إعلاء كلمة الدين ، وإسعاد البشرية جمعاء ورداً للجميل . ومن ثم ، وبعد ذلك يوجهه أيضاً لطلب الرحمة لمن كانوا خلفاءه ، وامناءه على وحيه ، ومكملي شوط الرسالة آل بيته الميامين الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) .

٣٩٥
 &

« إلۤهي : وسيدي فأسألك بالقدرة التي قدرتها ، وبالقضية التي حتمتها ، وحكمتها ، وغلبت من عليه أجريتها ، أن تهب لي في هذه الليلة ، وفي هذه الساعة كل جرمٍ أجرمته » .

ويقسم الداعي على الله بقدرته العظيمة ، والتي لا يقف في قبالها أي شيء بل كل ما في الوجود خاضع لها .

تلك القدرة التي طالما عبر عنها القرآن الكريم : من أن الله اذا اراد شيئاً ، فلن يتخلف عنه مراده فهو مالك كل شيء في هذا الكون بسماواته ، وأراضيه ، فبقدرته أوجد كل شيء وبها يدبر الموجودات ، وبها أيضاً يُهلِك ، ويفني كل شيء .

ومعنى ( قدرتها ) أي أوجدتها . أي تلك القدرة التي أظهرتها وأنبتها للعيان ، فالله عز وجل قادر على الخلق ، وقد خلق ، وقادر على الموت ، والفناء ، وقد أمات ، وأفنى فكما كان قادراً فقد أظهر للكل قدرته .

أما القضية التي حتمها ، وحكمها حيث يقسم الداعي بها على ربه فقد قالوا : إنها قضية الموت ، والذي به قهر العباد حيث جعله نهاية لعمر الإِنسان ، والانتقال به الى الدار الآخرة ، فسبحان من قهر عباده بالموت ، وجعل منه حداً لغرور الإِنسان ، واستعلائه وجبروته .

ومن هنا يبدأ الداعي بفتح صفحة جديدة لحياته ، فهو يقسم على ربه بعد أن تضرع اليه ، وبعد أن شرح بلسان ملؤه التوسل

٣٩٦
 &

بعدم قدرته على بلاء الآخرة ، ويريد أن يتجاوز عن كل ما مضى ، ويغفر له كل شيء ليعود من جديد إنساناً في هذه الحياة يبدأ من نقطة الصفر بعيداً عن كل مخالفة ، وذنب . ذلك الإِنسان الذي يريده الله مثالاً للفرد المسلم يأمن منه كل أحد ، ويألف إليه كل من يعيش في هذه الدنيا .

والمراد بهذه الدنيا قيل : أنها ليلة الجمعة حيث ورد في أوقات قراءة دعائنا ـ المبحوث عنه ـ ( دعاء كميل ) أنه يقرأ في كل ليلة جمعة ، وفي ليلة النصف من شعبان .

إن الداعي يعاهد ربه بالصفقة الجديدة من ليلته تلك ، بل يترقى ليقول : وفي هذه الساعة ، فهي توبة خالصة تبدأ من حين قراءته الدعاء ، وتوطين نفسه على تهذيب النفس وعدم ارتكاب ما لا يرضي الرب ، وخير ما يقدم عليه من هذه الساعة ولقد بين الداعي ، وأظهر لربه ما تنطوي عليه سريرته ، وأراد منه ما ينتظره منه من لطفه ، وعطفه في أن يهب له كل جرم أجرمه ، وجاء به .

« وكل ذنب أذنبته ، وكل قبيح أسررته ، وكل جهلٍ عملته كتمته ، أو أعلنته أخفيته ، أو أظهرته » .

الجرم ، والذنب ، والقبيح المستعمل في هذه الفقرة كلها تعطي معنىً واحداً ، وهو المعصية ، والمخالفة . ويريد الدعاء أن يجمع كل هذه الالفاظ التي ترمز الى المخالفة ، فيجريها على لسان الداعي طلباً لعفوه تعالى ، ومغفرته .

ولكن الذي نلمحه في هذه الفقرات الثلاث هو أن الدعاء فرق

٣٩٧
 &

بينها فألحق ( بكل قبيح ) صدر منه قوله : ( اسررته ) بينما لم يلحق هذه الكلمة بالجرم ، والذنب .

والظاهر أن القبيح المقصود في هذه الفقرة هو الذنب نفسه ، ولكن المذنب قد لا يبالي بصدور بعض الذنوب منه لعدم كونها بشعة في نظره فنراه يكذب ، وأمام أعين الناس من غير مبالاة ولكنه ـ في الوقت نفسه ـ يلتفت الى قبح شرب الخمر فلا يشربه أمام الغير علناً ، بل يتكتم بذلك ، ويتخفى عن الغير لأنه مع اقدامه عليه يشعر بقبحه لذلك يريد الداعي من ربه العفو عن كل ما ظهر منه أمام الناس ، وما جاء به متخفياً ومتكتماً .

إلا أن الذي يظهر لي من سياق الدعاء أن المقصود بالقبيح المذكور هو ما يصدر من الإِنسان من قبيل الحسد ، والبغض ، والحرص على إيذاء المؤمنين ، والعجب ، وفساد العقيدة ، وما شاكل من الأمور القبيحة ، والتي يضمرها الإِنسان في نفسه متخفياً بها عن أعين الناس .

فالداعي في مقام طلب العفو من ربه عن الأعمال الجوارحية والجوانحية ، لأنه في صدد تصفيته الحساب مع ربه والخروج معافىً من كل سوء .

وأما قوله : « وكل جهلٍ عملتُه . كتمته ، أو أعلنته ، أخفيته ، أو أظهرته » فالمقصود بالجهل لغة هو : ( نقيض العلم ) .

ويريد الداعي ان يغفر له تلك الذنوب التي صدرت منه ، وهو غير عالمٍ بكونها من الذنوب التي يستحق عليها العقاب الشديد . أو كان يعلم أنها من الذنوب ، ولكن كان له فيها رأي خاص ـ فمثلاً ـ

٣٩٨
 &

كان يحسد الناس على ما منحهم الله من فضله ، أو كان يراعي في عمله ، أو كان العُجب يأخذ من نفسه مأخذاً ، وكان يعتبر ذلك لا مؤاخذة فيه باعتبار أن الذنوب هي التي تصدر من الجوارح . أما الأمور القلبية فلا شيء عليها سواءً كان في قيامه بهذه الأمور النفسية قد كتم ، أو أعلن ، أو أخفاه ، أو أظهر . وربما فرق بين الكتمان والإِخفاء ، أو الإِعلان والإِظهار ، بفروق بسيطة ولكن المهم هو المقابلة بين الذنوب التي يجهر بالإِتيان بها أمام أعين الناس ، أو يأتي بها بعيداً عنهم .

« وكل سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني ، وجعلتهم شهوداً علي مع جوارحي ، وكنت أنت الرقيب علي من ورائهم ، والشاهد لما خفي عنهم » .

وكما تضرع الداعي الى ربه ، فيما سبق من الدعاء ـ ان يهب له كل جرمٍ وكل ذنب ، وكل قبيح صدر منه كذلك هنا طلب من ربه أن يهب له كل سيئة عملها وصدرت منه ، والمطلوب منه في الجميع واحد وإنما الاختلاف في التعبير ـ كما قلنا ـ أن الداعي يريد أن يجمع كل عبارة ترمز الى الذنب ، والمخالفة .

ولكن الذي يظهر لنا من هذه الفقرات المذكورة في هذا المقطع على الخصوص هو تنبيه الدعاء الداعي الى ما يحيط بالإِنسان من رقابة دقيقة ، تضبط عليه كل ما يصدر منه من أعمال خارجية ، أو نوايا تخطر له وإن لم تأخذ مجراها الى حيز الوجود ، حيث يجمع الكل « أعمال الإِنسان ، ونواياه الجوارحية ، والجوانحية » .

٣٩٩
 &

ويتألف جهاز الرقابة هذا حسب التسلسل الظاهر من سياق الدعاء من :

١ ـ الكرام الكاتبون .

٢ ـ جوارح الإِنسان ، وأعضائه .

٣ ـ عين الله الساهرة .

١ ـ الكرام الكاتبون :

الكرام الكاتبون هم من أعضاء لجنة الرقابة على الإِنسان ، ويكون البحث عن الكرام الكاتبين في مرحلتين :

١ ـ من هم الكرام الكاتبون ؟

٢ ـ ما هي مهمتهم ؟

وللإِجابة على السؤال الأول نقول :

يطلق هذا الاسم على طائفتين من الملائكة خصصت الطائفة الأولى لضبط ما يصدر من الإِنسان من حسنات بينما كانت وظيفة الطائفة الثانية هي حفظ ما يصدر من الإِنسان من مخالفات .

ولا بد لاكمال البحث من معرفة حقيقة الكرام الكاتبين أن نعرف من هم الملائكة ، وما هي حقيقة الملك ليتضح لنا من هم أولئك الرقباء على الإِنسان ؟ بعد أن عرف الكرام الكاتبون بإنهم : من الملائكة .

الملائكة من هم ؟

ولسد الفراغ من هذه الجهة لم نر القرآن الكريم يتعرض الى

٤٠٠