فتوح البلدان

أبوالحسن البلاذري

فتوح البلدان

المؤلف:

أبوالحسن البلاذري


المحقق: لجنة تحقيق التراث
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٩

قالوا : وانصرف سعد بعد جلولاء إلى المدائن فصير بها جمعا ، ثم مضى إلى ناحية الحيرة وكانت وقعة جلولاء فى آخر سنة ست عشرة ، قالوا : فأسلم جميل بن بصيهرى دهقان الفلاليج والنهرين وبسطام بن نرسى دهقان بابل وخطرنية والرفيل دهقان العال وفيروز دهقان نهر الملك وكوثى وغيرهم من الدهاقين ، فلم يعرض لهم عمر بن الخطاب ولم يخرج الأرض من أيديهم. وأزال الجزية عن رقابهم.

وحدثني أبو مسعود الكوفي عن عوانة عن أبيه ، قال : وجه سعد بن أبى وقاص هاشم بن عتبة بن أبى وقاص ومعه الأشعث بن قيس الكندي فمر بالراذانات وأتى دقوقا وخانيجار فغلب على ما هناك وفتح جميع كورة بأجرمى ونفذ إلى نحو سن بارما وبوازيج الملك إلى حد شهر زور.

حدثني الحسين بن الأسود ، قال : حدثني يحيى بن آدم ، قال : أخبرنا ابن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب ، قال : كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبى وقاص حين فتح السواد : أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن الناس سألوك أن تقسم بينهم ما أفاء الله عليهم ، فإذا أتاك كتابي فانظر ما أجلب عليه أهل العسكر بخيلهم وركابهم من مال أو كراع فأقسمه بينهم بعد الخمس واترك الأرض والأنهار لعمالها ليكون ذلك فى إعطيات المسلمين فإنك إن قسمتها بين من حضر لم يكن لمن يبقى بعدهم شيء.

وحدثني الحسين ، قال : حدثنا وكيع عن فضيل بن غزوان عن عبد الله ابن حازم ، قال : سألت مجاهدا عن أرض السواد ، فقال : لا نشتري ولا تباع ، قال : نقول لأنها فتحت عنوة ولم تقسم فهي لجميع المسلمين.

وحدثني الوليد بن صالح عن الواقدي عن ابن أبى سيرة عن صالح بن كيسان عن سليمان بن يسار ، قال : أقر عمر بن الخطاب السواد لمن فى أصلاب

٢٦١

الرجال وأرحام النساء وجعلهم ذمة تؤخذ منهم الجزية ومن أرضهم الخراج وهم ذمة لأرق عليهم ، قال سليمان : وكان الوليد بن عبد الملك أراد أن يجعل أهل السواد فيئا فأخبرته بما كان من عمر فى ذلك فورعه الله عنهم.

حدثني الحسين بن الأسود ، قال : حدثنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن حارثة بن مضرب : أن عمر بن الخطاب أراد قسمة السواد بين المسلمين فأمر يحصلوا فوجد الرجل منهم نصيبه ثلاثة من الفلاحين فشاور أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى ذلك ، فقال على : دعهم يكونوا مادة للسلمين ، فبعث عثمان بن حنيف الأنصارى فوضع عليه ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثنى عشر.

حدثنا أبو نصر التمار ، قال : حدثنا شريك عن الأجلح عن حبيب بن أبى ثابت عن ثعلبة بن يزيد عن على ، قال : لو لا أن يضرب بعضكم وجوه بعض لقسمت السواد بينكم.

حدثني الحسين بن الأسود ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال : ليس لأهل السواد عهد وإنما نزلوا على الحكم.

حدثنا الحسين ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثني صلب الزبيدي عن محمد بن قيس الأسدى عن الشعبي أنه سئل عن أهل السواد ألهم عهد ، فقال : لم يكن لهم عهد فلما رضى منهم بالخراج صار لهم عهد.

حدثنا الحسين عن يحيى بن آدم عن شريك عن جابر عن عامر أنه قال : ليس لأهل السواد عهد.

حدثنا عمرو الناقد ، قال : حدثنا ابن وهب المصري ، قال : حدثنا مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه ، قال : كان للمهاجرين مجلس فى المسجد فكان عمر يجلس معهم فيه ويحدثهم عما ينتهى إليه من أمر الآفاق فقال يوما : ما أدرى

٢٦٢

كيف اصنع بالمجوس فوثب عبد الرحمن بن عوف ، فقال : أشهد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : سنوا بهم سنة أهل الكتاب.

حدثنا محمد بن الصباح البزاز ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا إسماعيل ابن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم ، قال : كانت بجيلة ربع الناس يوم القادسية وكان عمر جعل لهم ربع السواد ، فلما وفد عليه جرير ، قال : لو لا أنى قاسم مسئول لكنت على ما جعلت لكم وأنى أرى الناس قد كثروا فردوا ذلك عليهم ففعل وفعلوا ، فأجازه عمر بثمانين دينارا قال : فقالت امرأة من بجيلة يقال لها أم كرز : أن أبى هلك وسهمه ثابت فى السواد وأنى لن أسلم ، فقال : لها يا أم كرز أن قومك قد أجابوا فقالت له ما أنا بمسلمة أو تحملني على ناقة ذلول عليها قطيفة حمراء وتملأ يدي ذهبا ففعل عمر ذلك.

وحدثني الحسين ، قال : حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس عن جرير ، قال : كان عمر أعطى بجيلة ربع السواد فأخذوه ثلاث سنين ، قال قيس : ووفد جرير بن عبد الله على عمر مع عمار بن ياسر ، فقال عمر : لو لا أنى قاسم مسئول لتركتكم على ما كنتم عليه ، ولكنى أرى أن تردوه ففعلوا فأجازه بثمانين دينارا الحسن بن عثمان الزيادي ، قال : حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل عن قيس قال : أعطى عمر جرير بن عبد الله أربعمائة دينار.

حدثني حميد بن الربيع عن يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح ، قال صالح عمر بجيلة من ربع السواد على أن فرض لهم فى الفين من العطاء.

وحدثني الوليد بن صالح عن الواقدي عن عبد الحميد بن جعفر عن جرير ابن يزيد بن جرير بن عبد الله عن أبيه عن جده أن عمر جعل له ولقومه ربع ما غلبوا عليه من السواد فلما جمعت غنائم جلولاء طلب ربعه فكتب سعد إلى عمر يعلمه ذلك ، فكتب عمر إن شاء جرير أن يكون إنما قاتل

٢٦٣

وقومه على جعل كجعل المؤلفة قلوبهم فأعطوهم جعلهم وإن كانوا إنما قاتلوا لله واحتسبوا ما عنده فهم من المسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ، فقال جرير صدق أمير المؤمنين وبر لا حاجة لنا بالربع.

حدثني الحسين ، قال : حدثنا يحيى بن آدم عن عبد السلام بن حرب عن معمر عن على بن الحكم عن إبراهيم النخعي ، قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ، فقال : إنى قد أسلمت فارفع عن أرضى الخراج ، قال : أن أرضك أخذت عنوة.

حدثنا خلف بن هشام البزار ، قال : حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن ابراهيم التيمي ، قال : لما افتتح عمر السواد قالوا له أقسمه بيننا فإنا فتحناه عنوة بسيوفنا فأبى ، وقال : فما لمن جاء بعدكم من المسلمين وأخاف إن قسمته أن تتفاسدوا بينكم فى المياه ، قال : فأقر أهل السواد فى أرضهم وضرب على رؤسهم الجزية وعلى أرضهم الطسق ولم تقسم بينهم.

وحدثني القاسم بن سلام ، قال : حدثنا إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن الشعبي أن عمر بن الخطاب بعث عثمان بن حنيف الأنصارى يمسح السواد فوجده ستة وثلاثين ألف ألف جريب فوضع على كل جريب درهما وقفيزا قال القاسم : وبلغني أن ذلك القفيز كان مكوكا لهم يدعى الشابر فان قال يحيى ابن آدم : هو المختوم الحجاجى.

حدثني عمرو الناقد ، قال : حدثنا أبو معاوية عن الشيبانى عن محمد بن عبد الله الثقفي ، قال : وضع عمر على السواد على كل جريب عامر أو غامر يبلغه الماء درهما وقفيزا وعلى جريب الرطبة خمسة دراهم وخمسة أقفزة ، وعلى جريب الشجر عشرة دراهم وعشرة أقفزة ، ولم يذكر النخل ، وعلى رؤس الرجال ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثنى عشر.

٢٦٤

وحدثنا القاسم بن سلام ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أبى مجلز لاحق بن حميد أن عمر بن الخطاب بعث عمار بن ياسر على صلاة أهل الكوفة وجيوشهم ، وعبد الله ابن مسعود على قضائهم وبيت مالهم ، وعثمان بن حنيف على مساحة الأرض وفرض لهم كل يوم شاة بينهم شطرها وسواقطها لعمار والشطر الآخر بين هذين فمسح عثمان بن حنيف الأرض فجعل على جريب النخل عشرة دراهم وعلى جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب القصب ستة دراهم وعلى جريب البر أربعة دراهم وعلى جريب الشعير درهمين ، وكتب بذلك إلى عمر رحمه‌الله فأجازه.

حدثنا الحسين بن الأسود ، قال حدثنا يحيى بن آدم عن مندل العنزي عن الأعمش عن ابراهيم عن عمرو بن ميمون ، قال : بعث عمر بن الخطاب حذيفة ابن اليمان على ما وراء دجلة وبعث عثمان بن حنيف على مادون دجلة فوضعا على كل جريب قفيزا ودرهما.

حدثنا الحسين ، قال : حدثنا يحيى بن آدم عن مندل عن أبى إسحاق الشيبانى عن محمد بن عبد الله الثقفي ، قال كتب المغيرة بن شعبة وهو على السواد أن قبلنا أصنافا من الغلة لها مزيد على الحنطة والشعير فذكر الماش والكروم والرطبة والسماسم ، قال : فوضع عليها ثمانية ثمانية وألغى النخل.

وحدثنا خلف البزار ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش وحدثني الحسين ابن الأسود عن يحيى بن آدم عن أبى بكر ، قال : أخبرنى أبو سعيد البقال عن العيزار ابن حريث ، قال : وضع عمر بن الخطاب على جريب الحبطة درهمين وجريبين وعلى جريب الشعير درهما وجريبا وعلى كل غامر يطق زرعه على الجريبين درهما.

٢٦٥

وحدثنا خلف البزار عن أبى بكر بن عياش عن أبى سعيد عن العيزار ابن حريث ، قال : وضع عمر على جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب الرطبة عشرة دراهم وعلى جريب القطن خمسة دراهم وعلى النخلة من الفارسي درهما وعلى الدفلتين درهما.

حدثني عمرو الناقد ، قال : حدثنا حفص بن غياث عن ابن أبى عروبة عن قتادة عن أبى مجلز أن عمر وضع على جريب النخل ثمانية دراهم.

وحدثنا الحسين بن الأسود ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال حدثنا عبد الرحمن بن سليمان عن السرى بن إسماعيل عن الشعبي ، قال : بعث عمر ابن الخطاب عثمان بن حنيف فوضع على أهل السواد لجريب الرطبة خمسة دراهم ولجريب الكرم عشرة دراهم ، ولم يجعل على ما عمل تحته شيئا.

وحدثني الوليد بن صالح عن الواقدي عن ابن أبى سبرة عن ابن رفاعة قال عمر بن عبد العزيز. كان خراج السواد على عهد عمر بن الخطاب مائة ألف ألف درهم ، فلما كان الحجاج صار إلى أربعين ألف ألف درهم.

وحدثنا الوليد عن الواقدي عن عبد الله بن عبد العزيز عن أيوب بن أبى أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه ، قال : ختم عثمان بن حنيف فى رقاب خمسمائة ألف وخمسين ألف علج وبلغ الخراج فى ولايته مائة ألف ألف درهم.

وحدثني الوليد بن صالح ، قال : حدثنا يونس بن أرقم المالكي ، قال حدثني يحيى بن أبى الأشعث الكندي عن مصعب بن يزيد أبى زيد الأنصارى عن أبيه ، قال : بعثني على بن أبى طالب على ما سقى الفرات ، فذكر رساتيق وقرى فسمى نهر الملك ، وكوثى ، وبهرسير ، والرومقان ، ونهرجوبر ، ونهر درقيط والبهقباذات ، وأمرنى أن أضع على كل جريب زرع غليظ البر درهما ونصفا وصاعا من طعام ، وعلى كل جريب وسط درهما ، وعلى كل جريب

٢٦٦

من البر رقيق الزرع ثلثي درهم وعلى الشعير نصف ذلك ، وأمرنى أن أضع على البساتين التي تجمع النخل والشجر على كل جريب عشرة دراهم ، وعلى جريب الكرم إذا أتت عليه ثلاث سنين ودخل فى الرابعة وأطعم عشرة دراهم ، وأن ألغى كل نخل شاذ عن القرى يأكله من مربه ، وأن لا أضع على الخضراوات شيئا المقاثى ، والحبوب ، والسماسم ، والقطن ، وأمرنى أن أضع على الدهاقين الذين يركبون البراذين ويتختمون بالذهب على الرجل ثمانية وأربعين درهما وعلى أوسطهم من التجار على رأس كل رجل أربعة وعشرين درهما فى السنة وأن أضع على الأكرة وسائر من بقي منهم على الرجل اثنى عشر درهما.

حدثني حميد بن الربيع عن يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح ، قال : قلت للحسن ما هذه الطسوق المختلفة ، فقال : كل قد وضع حالا بعد حال على قدر قرب الأرضين والفرض من الأسواق وبعدها قال ، وقال يحيى بن آدم : وأما مقاسمة السواء فإن الناس سألوها السلطان فى آخر خلافة المنصور فقبض قبل أن تقاسموا ثم أمر المهدى بها فقوسموا فيها دون عقبة حلوان.

وحدثني عبد الله بن صالح العجلى عن عبثر أبى زيد عن الثقات ، قال : مسح حذيفة سقى دجلة ومات بالمدائن ، وقناطر حذيفة نسبت إليه وذلك أنه نزل عندها ، ويقال : جددها ، وكان ذراعه وذراع ابن حنيف ذراع اليد وقبضة وإبهاما ممدودة ، ولما قوسم أهل السواد على النصف بعد المساحة التي كانت تمسح عليهم ، قال بعض الكتاب : العشر الذي يؤخذ من القطائع هو عشر ما يكال خمس النصف الذي يؤخذ من الاستان فينبغي أن يوضع على الجريب مما تجرى عليه المساحة في القطائع أيضا خمس ما يؤخذ من جريب الاستان فمضى الأمر على ذلك.

حدثني أبو عبيدة قال : حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن

٢٦٧

ميمون بن مهران أن عمر رحمه‌الله بعث حذيفة وابن حنيف إلى خانقين ، وكانت من أول ما افتتحوا فختما أعناق الذمة ثم قبضا الخراج.

حدثنا الحسين بن الأسود ، قال. حدثنا وكيع ، قال : حدثنا عبد الله ابن الوليد قال: حدثنا رجل كان أبوه أخبر الناس بهذا السواد يقال له عبد الملك ابن أبى حرة عن أبيه. أن عمر بن الخطاب أصفى عشر أرضين من السواد فحفظت سبعا وذهب عنى ثلاث ، أصفى الآجام ومغايض الماء وأرض كسرى وكل دير يزيد ، وأرض من قتل فى المعركة ، وأرض من هرب ، قال : ولم يزل ذلك ثابتا حتى أحرق الديوان أيام الحجاج بن يوسف فأخذ كل قوم ما يليهم.

وحدثني أبو عبد الرحمن الجعفي ، قال : حدثنا ابن المبارك عن عبد الله ابن الوليد عن عبد الملك بن أبى حرة عن أبيه قال. أصفى عمر بن الخطاب من السواد أرض من قتل فى الحرب وأرض من هرب ، وكل أرض كسرى وكل أرض لأهل بيته ، وكل مغيض ماء ، وكل دير يزيد ، وكل صافية اصطفاها كسرى. فبلغت صوافيه سبعة آلاف ألف درهم ، فلما كانت وقعة الجماجم أحرق الناس الديوان فأخذ كل قوم ما يليهم.

حدثني الحسين وعمرو الناقد ، قالا حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن ابراهيم بن مهاجر عن موسى بن طلحة قال أقطع عثمان عبد الله بن مسعود أرضا بالنهرين وأقطع عمار بن ياسر أسبينا وأقطع خباب بن الأرت صعنبا وأقطع سعدا قرية هرمز.

وحدثنا عبد الله بن صالح العجلى عن إسماعيل عن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن الشعبي قال أقطع عثمان بن عفان طلحة بن عبد الله النشاستج وأقطع أسامة بن زيد أرضا باعها.

حدثنا شيبان بن فروخ ، قال. حدثنا أبو عوانة عن ابراهيم بن المهاجر

٢٦٨

عن موسى بن طلحة أن عثمان بن عفان أقطع خمسة نفر من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم عبد الله بن مسعود ، وسعد بن مالك الزهري ، والزبير ابن العوام ، وخباب بن الأرت ، وأسامة بن زيد ، قال : فرأيت ابن مسعود وسعدا فكان جارى يعطيان أرضهما بالثلث والربع.

وحدثني الوليد بن صالح عن محمد بن عمرو الأسلمى عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة ، قال : أول من أقطع العراق عثمان بن عفان ، أقطع قطائع من صوافي كسرى وما كان من أرض الجالية فاقطع طلحة النشاستج وأقطع وائل بن حجر الحضرمي ما وإلى زرارة ، وأقطع خباب بن الأرت أسبينا وأقطع عدى بن حاتم الطائي الروحاء ، وأقطع خالد بن عرفطة أرضا عند حمام أعين وأقطع الأشعث بن قيس الكندي طيزناباذ ، وأقطع جرير ابن عبد الله البجلي أرضه على شاطئ الفرات.

حدثني الحسين بن الأسود عن يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح ، قال : بلغني أن عليا رحمه‌الله ألزم أهل أجمة برس أربعة آلاف درهم وكتب لهم بذلك كتابا فى قطعة أديم.

وحدثني أحمد بن حماد الكوفي ، قال : اجمة برس بحضرة صرح نمرود ببابل وفى الاجمة هوة بعيدة القعر يقال انها بئر كان آجر الصرح اتخذ من طينها ويقال : انها موضع خسف.

وحدثني أبو مسعود وغيره أن دهاقين الأنبار سألوا سعد بن أبى وقاص أن يحفر لهم نهرا كانوا سألوا عظيم الفرس حفره لهم ، فكتب إلى سعد بن عمرو ابن حرام يأمره بحفره لهم ، فجمع الرجال لذلك فحفروه حتى انتهوا إلى جبل لم يمكنه شقه فتركوه ، فلما ولى الحجاج العراق جمع الفعلة من كل ناحية وقال لقوامه : انظروا إلى قيمة ما يأكل رجل من الحفارين فى اليوم فإن كان وزنه

٢٦٩

مثل وزن ما يقلع فلا تمتنعوا من الحفر فانفقوا عليه حتى استتموه ، فنسب ذلك الجيل إلى الحجاج ، ونسب النهر إلى سعد بن عمرو بن حرام ، قال : وأمرت الخيزران أم الخلفاء أن يحفر النهر المعروف بمحدود وسمته الريان وكان وكيلها جعله أقساما وحد كل قسم ووكل بحفره قوما فسمى محدودا. فأما النهر المعروف بشيلى فإن بنى شيلى بن فرخزادان المروزي يدعون أن سابور حفره لجدهم حين رتبه بنغيا من طسوج الأنبار ، والذي يقول غيرهم أنه نسب إلى رجل يقال له شيلى كان متقبلا لحفره وكانت له عليه مبقلة فى أيام المنصور أمير المؤمنين ، وأن هذا النهر كان قديما مندفنا فأمر المنصور بحضره فلم يستتم حتى توفى فاستتم فى خلافة المهدى ، ويقال : أن المنصور كان أمر باحداث فوهة له فوق فوهته القديمة فلم يتم ذلك حتى أتمها المهدى رحمه‌الله.

ذكر تمصير الكوفة

حدثني محمد بن سعد ، قال حدثنا محمد بن عمر الواقدي عن عبد الحميد ابن جعفر وغيره أن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبى وقاص يأمره أن يتخذ للمسلمين دار هجرة وقيروانا وأن لا يجعل بينه وبينهم بخرافاتى الأنبار وأراد أن يتخذها منزلا ، فكثر على الناس الذباب ، فتحول إلى موضع آخر فلم يصلح فتحول إلى الكوفة فاختطها وأقطع الناس المنازل ، وأنزل القبائل منازلهم وبنى مسجدها وذلك فى سنة سبع عشرة.

وحدثني على بن المغيرة الأثرم «قال حدثني أبو عبيدة معمر بن المثنى عن أشياخه ، قال : وأخبرنى هشام بن الكلبي عن أبيه ومشايخ الكوفيين قالوا ، لما فرغ سعد بن أبى وقاص من وقعة القادسية وجه إلى المدائن ، فصالح أهل الرومية وبهرسير» ثم افتتح المدائن وأخذ أسبانبر وكرد بنداذ عنوة فأنزلها جندد فاحتووها ، فكتب إلى سعد أن حولهم فحولهم إلى

٢٧٠

سوق حكمة ، وبعضهم يقول : حولهم إلى كويفة دون الكوفة ، وقال الأثرم وقد قيل : التكوف الاجتماع ، وقيل أيضا أن المواضع المستديرة من الرمل تسمى كوفانى ، وبعضهم يسمى الأرض التي فيها الحصباء مع الطين والرمل كوفة ، قالوا فأصابهم البعوض ، فكتب سعد إلى عمر يعلمه أن الناس قد بعضوا وتأذوا بذلك فكتب إليه عمر : أن العرب بمنزلة الإبل لا يصلحها إلا ما يصلح الإبل فارتد لهم موضعا عدنا ولا تجعل بيني وبينهم بحرا ، وولى الاختطاط للناس أبا الهياج الأسدى عمرو بن مالك بن جنادة ثم ان عبد المسيح بن بقيلة أتى سعدا وقال له أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المباق فدله على موضع الكوفة اليوم ، وكان يقال لها سورستان.

فلما انتهى إلى موضع مسجدها أمر رجلا فعلا بسهم قبل مهب القبلة فاعلم على موقعه ثم علا بسهم آخر قبل مهب الشمال وأعلم على موقعة ثم علا بسهم قبل مهب الجنوب وأعلم على موقعه ثم علا بسهم قبل مهب الصبا فاعلم على موقعه ، ثم وضع مسجدها ودار أمارتها فى مقام العالي وما حوله ، وأسهم لنزار وأهل اليمن بسهمين على أنه من خرج بسهمه أولا فله الجانب الأيسر وهو خيرهما ، فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم فى الجانب الشرقي وصارت خطط نزار فى الجانب الغربي من وراء تلك العلامات ، وترك ما دونها فناء للمسجد ودار الأمارة ، ثم أن المغيرة بن شعبة وسعه وبناه زياد فأحكمه وبنى دار الأمارة.

وكان زياد يقول. أنفقت على كل اسطوانة من أساطين مسجد الكوفة ثماني عشرة ومائة ، وبنى فيها عمرو بن حريث المخزومي بناء ، وكان زياد يستخلفه على الكوفة إذا شخص إلى البصرة ، ثم بنى العمال فيها فضيقوا

٢٧١

رحابها واقنيتها ، قال : وصاحب زقاق عمرو بالكوفة بنو عمرو بن حريث ابن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة.

وحدثني وهب بن بقية الواسطي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون عن داود بن أبى هند عن الشعبي ، قال : كنا ـ يعنى أهل اليمن ـ اثنى عشر ألفا ، وكانت نزار ثمانية آلاف ، ألا ترى أنا أكثر أهل الكوفة وخرج سهمنا بالناحية الشرقية فلذلك صارت خططنا بحيث هي.

وحدثني على بن محمد المدائني عن مسلمة بن محارب وغيره ، قالوا : زاد المغيرة فى مسجد الكوفة وبناه ثم زاد فيه زياد ، وكان سبب إلقاء الحصى فيه وفى مسجد البصرة أن الناس كانوا يصلون فإذا رفعوا أيديهم وقد تربت نفضوها ، فقال زياد. ما أخوفنى أن يظن الناس على غابر الأيام أن نفض الأيدى سنة فى الصلاة فزاد فى المسجد ووسعه ، وأمر بالحصى فجمع وألقى فى صحن المسجد وكان الموكلون بجمعه يتعنتون الناس ، ويقولون لمن وظفوه عليه ايتونا به على ما نريكم وانتقوا منه ضروبا اختاروها فكانوا يطلبون ما أشبهها فأصابوا مالا ، فقيل : حبذا الأمارة ولو على الحجارة. وقال الأثرم. قال أبو عبيدة : إنما قيل ذلك لأن الحجاج بن عتيك الثقفي أو ابنه تولى قطع حجارة أساطين مسجد البصرة من جبل الأهواز فظهر له مال فقال الناس. حبذا الأمارة ولو على الحجارة. وقال أبو عبيدة. وكان تكويف الكوفة فى سنة ثمان عشرة قال : وكان زياد اتخذ فى مسجد الكوفة مقصورة ثم جددها خالد بن عبد الله القصرى.

وحدثني حفص بن عمر العمرى ، قال. حدثني الهيثم بن عدى الطائي ، قال : أقام المسلمون بالمدائن واختطوها وبنوا المساجد فيها ، ثم أن المسلمين استوخموها واستوبئوها ، فكتب بذلك سعد بن أبى وقاص إلى عمر ،

٢٧٢

فكتب إليه عمر أن تنزلهم منزلا غريبا فارتاد كويفة ابن عمر فنظروا فإذا الماء محيط بها فخرجوا حتى أتوا موضع الكوفة اليوم فانتهوا إلى الظهر ، وكان يدعى خد العذراء ينبت الخزامى والأقحوان والشيح والقيصوم والشقائق فاختطوها.

وحدثني شيخ من الكوفيين. أن ما بين الكوفة والحيرة كان يسمى الملطاط قال : وكانت دار عبد الملك بن عمير للضيفان أمر عمر أن يتخذ لمن يرد من الآفاق دارا فكانوا ينزلونها.

وحدثني العباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن أبى مخنف عن محمد بن إسحاق ، قال اتخذ سعد بن أبى وقاص بابا مبوبا من خشب وخص على قصره خصا من قصب ، فبعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة الأنصارى حتى أحرق الباب والخص وأقام سعدا فى مساجد الكوفة فلم يقل فيه إلا خيرا.

وحدثني العباس بن الوليد النرسي وابراهيم العلاف البصري ، قالا : حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة أن أهل الكوفة سعوا بسعد بن أبى وقاص إلى عمر ، وقالوا : إنه لا يحسن الصلاة فقال سعد : أما أنا فكنت أصلى بهم صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لا أخرم عنها ، أركد فى الأوليين وأحذف فى الأخريين ، فقال عمر : ذاك الظن بك يا أبا اسحاق ، فأرسل عمر رجالا يسألون عنه بالكوفة ، فجعلوا لا يأتون مسجدا من مساجدها إلا قالوا خيرا وأثنوا معروفا حتى أتوا مسجدا من مساجد بنى عبس ، فقال رجل منهم يقال أبو سعدة : أما إذا سألتمونا عنه فإنه كان لا يقسم بالسوية ، ولا يعدل فى القضية قال ، فقال سعد. اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره ، وأدم فقره وأعم بصره ، وعرضه الفتن ، قال عبد الملك فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء فى السكك ، فإذا قيل له :

٢٧٣

كيف أنت يا أبا سعدة ، قال كبير مفتون أصابتنى دعوة سعد قال العباس النرسي فى غير هذا الحديث : ان سعدا قال لأهل الكوفة اللهم لا ترض عنهم أميرا ولا ترضهم بأمير.

وحدثني العباس النرسي ، قال : بلغني أن المختار بن أبى عبيد أو غيره ، قال : حب أهل الكوفة شرف وبغضهم تلف.

وحدثني الحسن بن عثمان الزيادي ، قال : حدثنا إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن الشعبي. أن عمرو بن معدى كرب الزبيدي وفد على عمر بن الخطاب بعد فتح القادسية فسأله عن سعد وعن رضاء الناس عنه فقال : تركته يجمع لهم جمع الذرة ، ويشفق عليهم شفقة الأم البرة ، أعرابى فى تمرته ، نبطي فى جبايته ، يقسم بالسوية ويعدل فى القضية وينفذ بالسوية ، فقال عمر : كأنكما تقارضتما إلينا ، وقد كان سعد كتب يثنى على عمرو ، قال : كلا يا أمير المؤمنين ولكنى أنبأت بما أعلم ، قال يا عمرو : أخبرنى عن الحرب ، قال : مرة المذاق ، إذا قامت على ساق. من صبر فيها عرف. ومن ضعف عنها تلف ، قال : فأخبرنى عن السلاح ، قال : سل يا أمير المؤمنين عما شئت منه ، قال : الرمح ، قال : أخوك وربما خانك قال : فالسهام ، قال : رسل المنايا تخطئ وتصيب ، قال : فالترس قال. ذاك المجن عليه تدور الدوائر قال : فالدرع قال : مشغلة للفارس متعبة للراجل ، وأنها لحصن حصين. قال والسيف قال : هناك ثكلتك أمك. فقال عمر : بل ثكلتك أمك. فقال عمرو الحمى أضرعتنى إليك قال وعزل عمر سعدا وولى عمار بن ياسر فشكوه وقالوا ضعيف لا علم له بالسياسة فعزله. وكانت ولايته الكوفة سنة وتسعة أشهر ، فقال عمر. من عذيري من أهل الكوفة ان استعملت عليهم القوى فجروه. وإن وليت عليهم الضعيف حقروه. ثم دعى المغيرة ابن شعبة فقال. إن وليتك الكوفة أتعود إلى شيء مما قرفت به. فقال : لا ، وكان المغيرة حين فتحت القادسية صار إلى المدينة فولاه عمر الكوفة فلم

٢٧٤

يزل عليها حتى توفى عمر ، ثم أن عثمان بن عفان ولاها سعدا ثم عزله وولى الوليد بن عقبة بن أبى معيط بن أبى عمرو بن أمية فلما قدم عليه قال له سعد : أما أن تكون كست بعدي أو أكون حمقت بعدك ، ثم عزل الوليد وولى سعد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بن أمية.

وحدثني أبو مسعود الكوفي عن بعض الكوفيين قال سمعت مسعر ابن كدام يحدث ، قال : كان مع رستم يوم القادسية أربعة آلاف يسمون جند شهانشاه فاستأمنوا على أن ينزلوا حيث أحبوا ويحالفوا من أحبوا ويفرض لهم فى العطاء فأعطوا الذي سألوه ، وحالفوا زهرة بن حوية السعدي من بنى تميم وأنزلهم سعد بحيث اختاروا ، وفرض لهم فى ألف ألف ، وكان لهم نقيب منهم يقال له ديلم فقيل حمراء ديلم ، ثم أن زياد سير بعضهم إلى بلاد الشام بأمر معاوية فهم بها يدعون الفرس ، وسير منهم قوما إلى البصرة فدخلوا فى الأساورة الذين بها ، قال أبو مسعود : والعرب تسمى العجم الحمراء ، ويقولون جئت من حمراء ديلم كقولهم جئت من جهينة وأشباه ذلك ، قال أبو مسعود وسمعت من يذكر أن هؤلاء الأساورة كانوا مقيمين بازاء الديلم فلما غشيهم المسلمون بقزوين أسلموا على مثل ما أسلم عليه أساورة البصرة وأتوا الكوفة فأقاموا بها.

وحدثني المدائني ، قال : كان أبرويز وجه إلى الديلم فأتى بأربعة آلاف وكانوا خدمه وخاصته ، ثم كانوا على تلك المنزلة بعده وشهدوا القادسية مع رستم فلما قتل وانهزم المجوس اعتزلوا ، وقالوا : ما نحن كهؤلاء ولا لنا ملجا وأثرنا عندهم غير جميل ، والرأى لنا أن ندخل معهم فى دينهم فنعز بهم فاعتزلوا ، فقال سعد : ما لهؤلاء ، فأتاهم المغيرة بن شعبة فسألهم عن أمرهم فأخبروه بخبرهم وقالوا : ندخل فى دينكم فرجع إلى سعد فأخبره فأمنهم فأسلموا وشهدوا فتح المدائن مع سعد وشهدوا فتح جلولاء ، ثم تحولوا فنزلوا الكوفة مع المسلمين.

٢٧٥

وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي : جبانة السبيع نسبت إلى ولد السبيع بن سبع بن صعب الهمداني ، وصحراء أثير نسبت إلى رجل من بنى أسد يقال له أثير ، وكان عبد الحميد نسب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عامل عمر بن عبد العزيز على الكوفة ، وصحراء بنى قرار نسبت إلى بنى قرار بن ثعلبة بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يقدم ابن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، قال : وكانت دار الروميين مزبلة لأهل الكوفة تطرح فيها القمامات والكساحات حتى استقطعها عنبسة بن سعيد بن العاصي من يزيد بن عبد الملك فاقطعه إياها فنقل ترابها بمائة ألف وخمسين ألف درهم ، وقال أبو مسعود. سوق يوسف بالحيرة نسب إلى يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبى عقيل الثقفي بن عم الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبى عقيل ، وهو عامل هشام على العراق.

وأخبرنى أبو الحسن على بن محمد وأبو مسعود قالا : حمام أعين نسب إلى أعين مولى سعد بن أبى وقاص ، وأعين هذا هو الذي أرسله الحجاج ابن يوسف إلى عبد الله بن الجارود العبدى من رستقاباذ حين خالف وتابعه الناس على إخراج الحجاج من العراق ومسئلة عبد الملك تولية غيره ، فقال له حين أدى الرسالة. لو لا أنك رسول لقتلتك. قال أبو مسعود وسمعت أن الحمام قبله كان لرجل من العباد يقال له جابر أخو حيان الذي ذكره الأعشى. وهو صاحب مسناة جابر بالحيرة فابتاعه من ورثته.

وقال ابن الكلبي وبيعة بنى مازن بالحيرة لقوم من الأزد من بنى عمرو ابن مازن من الأزد وهم من غسان ، قال : وحمام عمر نسب إلى عمر بن سعد بن أبى وقاص.

قالوا وشهارسوج بحيلة بالكوفة إنما نسب إلى بنى بحلة وهم ولد مالك

٢٧٦

ابن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور وبجلة أمهم وهي غالبة على نسبهم فغلط الناس فقالوا بحلة ، وجبانة عرزم نسبت إلى رجل يقال له عرزم كان يضرب فيها اللبن ولبنها ردىء فيه قصب وخزف فربما وقع الحريق بها فاحترقت الحيطان.

وحدثني ابن عرفة ، قال : حدثني إسماعيل بن علية عن ابن عون أن ابراهيم النخعي أوصى أن لا يجعل فى قبره لبن عرزمى ، وقد قال بعض أهل الكوفة أن عرزما هذا رجل من بنى نهد ، وجبانة بشر نسبت إلى بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمير الخثعمي الذي يقول :

تحن بباب القادسية ناقتي

وسعد بن وقاص على أمير

قال أبو مسعود : وكان بالكوفة موضع يعرف بعنترة الحجام وكان أسود فلما دخل أهل خراسان الكوفة كانوا يقولون حجام عنترة فبقى الناس على ذلك وكذلك حجام فرج وضحاك رواس وبطارحيان ويقال رستم ويقال صليب وهو بالحيرة.

وقال هشام بن الكلبي : نسبت زرارة بن يزيد بن عمرو بن عدس من بنى البكا ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة وكانت منزله وأخذها منه معاوية بن أبى سفيان ، ثم أصفيت بعد حتى أقطعها محمد بن الأشعث بن عقبة الخزاعي قال : ودار حكيم بالكوفة فى أصحاب الأنماط نسبت إلى حكيم بن سعد بن ثور البكاى ، وقصر مقاتل نسب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس بن ابراهيم ابن أيوب بن محروق أحد بنى امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم ، قال : والسوادية بالكوفة نسبت إلى سواد بن زيد عدى بن زيد الشاعر العبادي وجده حماد بن زيد بن أيوب بن محروق ، وقرية أبى صلابة التي على الفرات نسبت إلى صلابة ابن مالك بن طارق بن جبر بن همام العبدى ، واقساس مالك نسبت إلى

٢٧٧

مالك بن قيس بن عبد هند بن لجم أحد بنى حذافة بن زهر بن إياد بن نزار ودير الأعور لرجل من إياد من بنى أمية بن حذافة كان يسمى الأعور وفيه يقول أبو داود الإيادي :

ودير يقول له الرائد و

ن ويل أم دار الحذاقى دارا

ودير قرة أحد بنى أمية بن حذافة وإليهم ينسب دير السوا والسوا العدل كانوا يأتونه فيتناصفون فيه ويحلف بعضهم لبعض على الحقوق ، وبعض الرواة يقول السوا امرأة منهم ، قال : ودير الجماجم لأياد وكانت بينهم وبين بنى بهراء ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة وبين وبنى القين بن جسر ابن شيع الله بن وبرة ابن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف حرب فقتل فيها من إياد خلق فلما انقضت الوقعة دفنوا قتلاهم عند الدير ، وكان الناس بعد ذلك يحفرون فخرج جماجم فسمى دير الجماجم : هذه رواية الشرقي بن القطامي ، وقال محمد بن السائب الكلبي : كان مالك الرماح بن محرز الأيادي قتل قوما من الفرس ونصب جماجمهم عند الدير فسمى دير الجماجم ، ويقال : أن دير كعب لاياد ويقال لغيرهم ، ودير هند لأم عمرو بن هند وهو عمرو ابن المنذر بن ماء السماء وأمه كندية ، ودار قمام بنت الحارث بن هاني الكندي وهي عند دار الأشعث ابن قيس قال : وبيعة بنى عدى نسبت إلى بنى عدى ابن الذميل من لخم قالوا ، وكانت طيزناباذ تدعى ضيزناباذ فغيروا اسمها وإنما نسبت إلى الضيزن بن معاوية بن العبيد السليحي ، واسم سليح عمر بن طريف ابن عمران بن الحاف بن قضاعة وربة الخضراء النضير بنت الضيزن وأم الضيزن جيهلة بنت تزيد بن حيدان بن عمر بن الحاف بن قضاعة ، قال : والذي نسب إليه مسجد سماك بالكوفة سماك بن مخرمة بن حمين الأسدى من بنى الهالك بن عمرو بن أسد وهو الذي يقول له الأخطل :

٢٧٨

أن سماكا بنى مجدا لأسرته

حتى الممات وفعل الخير يبتدر

قد كنت أحسبه قينا وأخبره

فاليوم طير عن أثوابه الشرر

وكان الهالك أول من عمل الحديد ، وكان ولد يعيرون بذلك ، فقال سماك للأخطل : ويحك ما أعياك أردت أن تمدحني فهجوتنى ، وكان هرب من على ابن أبى طالب من الكوفة ونزل الرقة ، قال ابن الكلبي بالكوفة محلة بنى شيطان وهو شيطان بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبى سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة من تميم ، وقال ابن الكلبي : موضع دار عيسى ابن موسى التي يعرف بها اليوم ، كان للعلاء بن عبد الرحمن بن محرز بن حارثة ابن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ، وكان العلاء على ربع الكوفة أيام ابن الزبير وسكة بن محرز تنسب إليه وبالكوفة سكة تنسب إلى عميرة بن شهاب بن محرز بن أبى شمر الكندي الذي كانت أخته عند عمر ابن سعد بن أبى وقاص فولدت له حفص بن عمر ، وصحراء شبث نسبت إلى شبث بن ربعي الرياحي من بنى تميم ، قالوا : ودار حجير بالكوفة نسبت إلى حجير بن الجعد الجمحي ، وقال : بئر المبارك فى مقبرة جعفي نسبت إلى المبارك ابن عكرمة بن حميرى الجعفي وكان يوسف بن عمر ولاه بعض السواد ، ورحى عمارة نسبت إلى عمارة بن عقبة بن أبى معيط بن أبى عمرو بن أمية ، وقال جبانة سالم نسبت إلى سالم بن عمار بن عبد الحارث أحد بنى دارم بن نهار بن مرة ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وبنو مرة بن صعصعة ينسبون إلى أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان ، قالوا : وصحراء البردخت نسبت إلى البردخت الشاعر الضبي واسمه على بن خالد ، قالوا : ومسجد بنى عنز نسب إلى بنى عنز بن وائل بن قاسط ، ومسجد بنى جذيمة نسب إلى بنى جذيمة بن مالك ابن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد ويقال إلى بنى جذيمة

٢٧٩

ابن رواحة العبسي وفيه حوانيت الصيارفة ، قال : وبالكوفة مسجد نسب إلى بنى المقاصف بن ذكوان بن زبينة بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان ولم يبق منهم أحد ، قال : ومسجد بنى بهدلة نسب إلى بنى بهدلة بن المثل بن معاوية من كندة ، قال : وبئر الجعد بالكوفة نسب إلى الجعد مولى همدان ، قال : ودار أبى ارطاة نسبت إلى أرطاة بن مالك البجلي ، قال : ودار المقطع نسبت إلى المقطع بن سنين الكلبي بن خالد بن مالك ، وله يقول ابن الرقاع :

على ذى منار تعرف العين شخصه

كما يعرف الأضياف دار المقطع

قال : وقصر العدسيين فى طرف الحيرة لبنى عمار بن عبد المسيح بن قيس ابن حرملة بن علقمة بن عدس الكلبي نسبوا إلى جدتهم عدسة بنت مالك ابن عوف الكلبي وهي أم الرماح والمشظ ابني عامر المذمم.

وحدثني شيخ من أهل الحيرة ، قال : وجد فى قراطيس هدم قصور الحيرة التي كانت لآل المنذر أن المسجد الجامع بالكوفة بنى ببعض نقض تلك القصور وحسبت لأهل الحيرة قيمة ذلك من جزيتهم.

وحدثني أبو مسعود وغيره ، قال كان خالد بن عبد الله بن أسد بن كرز القسري من بجيلة بنى لأمه بيعة هي اليوم سكة البريد بالكوفة وكانت أمه نصرانية ، وقال وبنى خالد حوانيت أنشأها وجعل سقوفها ازاجا معقودة بالآجر والجص وحفر خالد النهر الذي يعرف بالجامع ، واتخذ بالقرية قصرا يعرف بقصر خالد واتخذ أخوه أسد بن عبد الله القرية التي تعرف بسوق أسد وسوقها ونقل الناس إليها فقيل سوق أسد ، وكان العبر الآخر ضيعه عتاب بن ورقاء الرياحي ، وكان معسكره حين شخص إلى خراسان واليا عليها عند سوقه هذا.

٢٨٠