تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي
المحقق: دكتور مصطفى محمّد حسين الذّهبي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤٧
دخل المسجد الحرام من عدة أبواب ، وقارب باب الكعبة المعظمة ، وعام فيه بعض المنابر ، وألقى فى المسجد الحرام من الأوساخ شيئا عظيما ؛ جمع فصار أكواما كبيرة ، وأخرب فى سور باب المعلّاة جانبا بين البابين اللذين فى هذا السور (١).
ومنها : سيل كان فى ليلة ثالث جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وثمانمائة ؛ دخل المسجد الحرام ، وقارب الحجر الأسود ، وأخرب جانبا من سور باب الماجن ، وموضع الباب فى هذا السور (٢).
وقد أوضحنا من خبره وخبر غيره من سيول مكّة وأمطارها أكثر من هذا فى أصله ، وقد خفى علينا أشياء فى هذا المعنى لعدم ظفرنا بتأليف فى ذلك.
وأما أخبار الرخص والغلاء والوباء بمكّة : فقد ذكرنا فى أصله أشياء كثيرة من ذلك لا يوجد مثلها مجموعا فى كتاب ؛ ونشير هنا لشىء من ذلك.
فمن أخبار الرخاء : أن القمح المصرى بيع الأردب منه بثمانية عشر درهما على ما ذكر ابن العديسة فيما نقله عنه المؤرخ شمس الدين الجزرى الدمشقى (٣).
ومن ذلك : أن الغرارة المكية من الحنطة ـ المعروفة : باللقيمية ـ بيعت بأربعين درهما كاملية ، وهذا أرخص شىء سمعناه فى سعر اللقيمية ؛ وما عرفت متى كان ذلك.
وأرخص ما بيعت به الذرة : الغرارة ثلاثة وثلاثين درهما كاملية وثلث درهم ، وربما بيعت بثلاثين درهما كاملية فيما بلغنى. والأول شاهدناه.
وبيع المنّ السمن باثنى عشر درهما كاملية ، وهو إثنى عشر أوقية ، كل أوقية رطلان مصريان ، ونصف رطل ، والعسل : كل منّ بدرهمين كاملين : وهو ثلاثة أرطال مصرية ، واللحم : كل منّ بأربعة مسعودية ، وهو سبعة أرطال مصرية إلا ثلث.
__________________
(١) إتحاف الورى ٣ / ٥٨٨ ، والسلوك ٤ / ٢ : ٦٢٨ ودرر الفرائد (ص : ٣٢٢) ، وإنباء الغمر ٣ / ٢٧٤.
(٢) إتحاف الورى ٣ / ٥٠٧ ، والسلوك ٤ / ٢ : ٦٦٣.
(٣) إتحاف الورى ٣ / ٥٢٧.
ومن أخبار الغلاء بمكّة : أن الخبر بمكّة بيع ثلاث أواق بدرهم ، واللحم بأربعة دراهم الرطل ، وكل شربة ماء بثلاثة دراهم ؛ وذلك فى سنة إحدى وخمسين ومائتين (١).
ومن ذلك : أن الخبز بلغ عشرة أرطال بدينار مغربى ، ثم تعذر وجوده ، وأشرف الحجاج والناس على الهلاك ؛ وذلك سنة سبع وأربعين وأربعمائة (٢).
ومن ذلك : أن الناس أكلوا الدم والجلود بمكّة لغلاء شديد كان بها فى سنة تسع وستين وخمسمائة ، ومات كثير من الناس بسببه (٣).
ومنها : أن بعض الناس بمكّة أكلوا لحم بعض الحمير الميتة ـ على ما قيل ـ لغلاء شديد بمكّة ؛ وذلك فى سنة ست وستين وسبعمائة ، وتعرف هذه السنة عند المكيين بسنة أم جرب ؛ لأن المواشى عمها الجرب فيها ، وأدخلت إلى المسجد الحرام وقت الاستسقاء فيه ، وجعلت فى صوب مقام المالكية ، وما يسر الله لهم سقيا ، ولكن وفق مدير المملكة بمصر الأمير يلبغا الخاصكى ؛ فجهز إلى مكّة من القمح الطيب برا وبحرا ما أنعشهم به (٤). فالله تعالى يثيبه ويثيب من نبهه على ذلك.
ومن ذلك : غلاء فى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ؛ بلغت الغرارة الحنطة خمسمائة درهم كاملية ، واختبر الناس القطانى وحب الثمام وأكلوهما ؛ وهذا أعظم غلاء شاهدناه بمكّة (٥).
ومن ذلك : أن الغرارة الحنطة بيعت بعشرين افرنتينيا ذهبا قبيل الموسم من سنة خمس عشرة وثمانمائة وبإثرة (٦).
__________________
(١) إتحاف الورى ٢ / ٣٣٠.
(٢) الكامل ٩ / ٢٣٠ ، وإتحاف الورى ٢ / ٤٦٤ ، ودرر الفرائد (ص : ٢٥٤).
(٣) إتحاف الورى ٢ / ٥٣٤ ، ودرر الفرائد (ص : ٢٦٣).
(٤) البداية والنهاية ١٤ / ٣٠٩ ، والسلوك ٣ / ١ : ٩٧.
(٥) درر الفرائد (ص : ٣١٥) وإتحاف الورى ٣ / ٣٧٩.
(٦) السلوك ٤ / ١ : ٢٥٣ ، ونزهة النفوس ٢ / ٣١٩ ، وإتحاف الورى ٣ / ٤٩٨.
ومن ذلك : غلاء فى النصف الثانى من سنة اثنين وعشرين وثمانمائة ؛ بلغت الغرارة عشرين إفرنتينا وأزيد ، والذرة قريبا من ذلك ، وعمّ الغلاء سائر المأكولات ، وفحش فى السمن كثيرا ؛ لأن المنّ منه بلغ سبعة إفرنتية ونصف ، فى آخر ذى القعدة ، ونسأل الله اللطف.
وفى ذى القعدة من سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة : عظم الغلاء جدا فى السمن فبلغ المنّ أحد عشر إفرنتينا وأزيد. ولم يعلم مثل ذلك (١).
ومن أخبار الوباء : أنه وقع الوباء على رأس سنة ستمائة من الهجرة (٢).
ومن ذلك : أن فى سنة إحدى وسبعين وستمائة : كان الفناء عظيما بمكّة ؛ بلغت الموتى فى بعض الأيام اثنين وعشرين جنازة ، وفى بعضها خمسين ، وعد أهل مكّة ما بين العمرتين من أول رجب إلى السابع والعشرين منه ألف جنازة (٣).
ذكر هذه الحادثة بهذا اللفظ غير قليل ؛ فبالمعنى : الميورقى ، وكذا الأزرقى.
ومن ذلك : وباء فى سنة تسع وأربعين وستمائة وكان عاما فى الغلاء ، وأعظم ما كان بديار مصر (٤).
ومن ذلك : أن فى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بلغ الموتى بمكّة أربعين نفرا (٥) فى بعض الأيام ، على ما قيل.
وقد اتضح بما ذكرناه من أخبار الرخص والغلاء والوباء أمور كثيرة.
__________________
(١) إتحاف الورى ٣ / ٥٧١ ، ٥٧٢ ، والعقد الثمين ٤ / ١٣٧.
(٢) إتحاف الورى ٢ / ٥٧١.
(٣) إتحاف الورى ٣ / ١٠٢ ودرر الفرائد (ص : ٢٨٤).
(٤) إتحاف الورى ٣ / ٧٠.
(٥) إتحاف الورى ٣ / ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، درر الفرائد (ص : ٣١٥).
الباب الأربعون
فى ذكر الأصنام التى كانت بمكّة وحولها وشىء من
خبرها ، وذكر شىء من خبر أسواق مكّة فى الجاهلية
والإسلام ، وذكر شىء مما قيل من الشعر فى الشوق إلى
مكّة الشريفة ، وذكر معالمها المنيفة
أما الأصنام المشار إليها : فإن منها : الصنم المعروف بهبل ؛ وكان من أعظم أصنام قريش.
ومنها : إساف ونائلة ، وهما رجل وامرأة من جرهم مسخا حجرين ؛ لأن الرجل فجر بالمرأة فى الكعبة. وقيل : بل قبّلها.
ثم كسر هما النبى صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكّة مع ما كسر من الأصنام فى هذا اليوم (١).
ومنها : الخلصة بأسفل مكّة ونهيك ؛ ويقال له : مجاور الريح ، على الصفا ، ومطعم الطير على المروة.
وكان الذى نصب هذه الأصنام الثلاثة : عمرو بن لحى.
وكان جملة ما بمكّة من الأصنام حول الكعبة فى يوم الفتح ثلثمائة وستون صنما ، على ما رويناه عن ابن عباس رضى الله عنهما ؛ ونص حديثه ، قال :دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكة ، وحول الكعبة ثلثمائة وستون صنما ، منها ما قد شد بالرصاص. وطاف على راحلته ، وهو يقول : (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً)(٢) ويشير إليها ، فما من صنم أشار إلى وجهه إلّا وقع على دبره ، ولا أشار إلى دبره إلا وقع على وجهه ، حتى وقعت كلها (٣).
هذا نص حديثه فى تاريخ الأزرقى ، ومنه : لخصنا باختصار ما ذكرناه من خبر الأصنام (٤).
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ١ / ١١٩ ، والأصنام (ص : ٢٩).
(٢) سورة الإسراء آية : ٨١.
(٣) أخرجه : البخارى (٤٢٨٧) ، ومسلم (٣ / ١٤٠٨) ، والترمذى (٣١٣٨) ، والبغوى (٣٧٧).
(٤) الأصنام (ص : ٢٩).
وفيه : عن ابن اسحاق : لما صلى النبى صلىاللهعليهوسلم الظهر يوم الفتح ، أمر بالأصنام التى حول الكعبة كلها فجمعت ، ثم حرقت (١).
ومها : العزّى ؛ وكانت ثلاث شجرات بنخلة ، وكان أهل الجاهلية إذا فرغوا من حجهم وطوافهم بالكعبة ، لم يحلوا حتى يأتوا العزّى ، فيطفون بها ويحلون عندها ، ويعكفون عندها يوما ، ثم أزال خالد بن الوليد رضى الله عنه العزّى ، بأمر النبى صلىاللهعليهوسلم بعد فتح مكّة. وذلك : لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان (٢).
وخبر العزّى ، وما ذكرناه من الأصنام أبسط من هذا فى أصله ، مع كون ذلك مختصرا من تاريخ الأزرقى وغيره (٣).
وأما أسواق مكّة فى الجاهلية فذكر الأزرقى فيها خبرا طويلا ، ذكرنا طرفا منه فى أصله ، ونشير هنا إلى ما نبين به المقصود منه بلفظه فى البعض ، وبمعناه فى البعض ، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يصبحون بعكاظ يوم هلال ذى القعدة ؛ ثم يذهبون منه إلى مجنّة بعد مضى عشرين يوما من ذى القعدة. فإذا رأوا هلال ذى الحجة : ذهبوا من مجنة ، إلى المجاز ، فلبثوا به ثمان ليال ، ثم يذهبون إلى عرفة ، وكانوا لا يتبايعون فى عرفة ولا أيام منى ؛ فلما أن جاء الله بالإسلام : أحل الله ـ عزوجل ـ ذلك لهم بقوله : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ)(٤) وفى قراءة أبىّ بن كعب : (فى موسم الحج) يعنى : منى ، وعرفة ، وعكاظ (٥) ، ومجنّة (٦) ، وذى المجاز (٧) ، فهذه مواسم الحج.
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ١ / ١٢١ ، والأصنام (ص : ٣١).
(٢) الأصنام (ص : ١٧ ، ١٨).
(٣) أخبار مكة للأزرقى ١ / ١٢٦.
(٤) سورة آل عمران آية : ١٨٩.
(٥) عكاظ : بالقرب من نواحى ركبة إلى جهة الطائف.
(٦) مجنّة : بالفتح والتشديد والنون ، بمر الظهران ، قرب جبل يقال له : الأصفر ، وهو بأسفل مكة (معجم البدان ٥ / ٥٨).
(٧) ذو المجاز : سوق بعرفة على ناحية كبكب (جبل خلف عرفات مشرف عليه).
ثم قال : وكانت هذه الأسواق بعكاظ ، ومجنّة ، وذى المجاز قائمة فى الإسلام حتى كان حديثا من الدهر (١).
فأما عكاظ : فإنها تركت عام حجّ الحرورى بمكّة مع أبى حمزة المختار بن بن عوف الأزدى الأباضى فى سنة تسع وعشرين ومائة ، وخاف الناس أن ينتهبوا ، وخافوا الفتنة ، فتركت حتى الآن (٢).
ثم تركت مجنّة ، وذو المجاز بعد ذلك ، واستغنوا بالأسواق بمكّة ومنى وعرفة.
قال أبو الوليد الأزرقى : وعكاظ : وراء قرن المنازل بمرحلة على طريق صنعاء فى عمل الطائف على بريد منها ؛ وهى سوق لقيس غيلان ، وثقيف وأرضها من أرض كنانة ، وهى التى يقول فيها بلال رضى الله عنه :
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة |
|
بوادى وحولى إذخر وجليل |
وهل أردن يوما مياه مجنة |
|
وهل يبدون لى شامة وطفيل |
وشامة ، وطفيل : جبلان مشرفان على مجنة.
وذو المجاز : سوق لهذيل عن يمين الموقف من عرفة ، قريب من كبكب على فرسخ من عرفة .. انتهى.
وقد خولف الأزرقى فيما ذكره فى مجنة ، وشامة ، وطفيل ، من أوجه ، منهما : أن فى كتاب الفاكهى عن ابن إسحاق : وكانت مجنة بمر الظهران إلى جبل يقال له : الأصفر ، ومرّ الظهران : لا يقال له : أسفل مكّة .. انتهى.
ومنها أن القاضى عياض ـ رحمهالله ـ قال فى «المشارق» : طفيل وشامة ، جبلان على نحو من ثلاثين ميلا .. انتهى.
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ١ / ١٨٨ ، والأصنام (ص : ١٨).
(٢) تاريخ الطبرى ٩ / ٩٥ ، والكامل لابن الأثير ٥ / ١٥١ ، وإتحاف الورى ٢ / ١٥٩ ، والعقد الثمين ٧ / ١٥٣.
وكلام الأزرقى يقتضى : أن مجنة على بريد من مكّة. فيكون الجبلان كذلك كذلك من مكّة على مقتضى قوله. وذلك يخالف ما قاله القاضى [عياض] ، والعيان يشهد لما قاله القاضى [عياض] ، والله أعلم.
ومنها : أن الخطابى قال فى شامة وطفيل : كنت أحسبهما جبلين حتى أثبت لى أنهما عينان .. انتهى.
وكلام الأزرقى : يقتضى أنهما جبلان.
ومنها : أن الأزرقى قال : شامة ـ بالميم ـ ، وقيل فيها : شابة ـ بالباء ـ ذكره ابن الأثير ، ورجحه الرضى الصغانى اللغوى.
ومجنة ـ بفتح الميم وكسرها ـ والفتح أكثر على ما ذكر المحب الطبرى.
وألفيت فى «القرى» ما صورته : ومجنة : موضع بأعلى مكّة ـ ، إلى آخر كلامه ـ وقوله : بأعلى مكّة : مشكل لمخالفته ما ذكره الناس ، والله أعلم.
[ما قيل من الشعر فى التشوق إلى مكّة المشرّفة]
وأما ما قيل من الشعر فى التشوق إلى مكّة الشريفة وذكر معالمها المنيفة ، فكثير جدا ، وقد ذكرنا منه طرفا فى أصله ، ونشير هنا لشىء من ذلك.
فمنه ما أنشدناه المسندان : محمد بن محمد بن داود الصالحى فى كتابه ، وأم الحسن بنت المفتى أبى العباس أحمد بن قاسم مشافهة ؛ أن الإمام فخر الدين عثمان بن محمد بن عثمان الأفريقى أنشدهما إذنا ، قال : أنشدنا أبو بكر ابن محمد بن عثمان بن عبد الله بن رشيد البغدادى من قصيدة طويلة لنفسه ، قال فيها :
على عرفات قد وقفنا بموقف |
|
به الذنب مغفور وفيه محوناه |
ومنها :
فظل حجيج الله لليل واقفا فقي |
|
ل انفروا فالكل منكم قبلناه |
أفيضوا وأنتم حامدون إلهكم |
|
إلى مشعر جاء الكتاب بذكراه |
وسيروا إليه واذكروا الله عنده |
|
فسرنا ومن بعد العشا نزلناه |
وفيه جمعنا مغربا بعشائنا |
|
ترى عابد جمعا بجمع جمعناه |
وبتنا به ومنه التقطنا جمارنا |
|
وربّا ذكرناه على ما هداناه |
ومنه أفضنا حيثما الناس قبلنا |
|
أفاضوا وغفران الإله طلبناه |
ونحو منى ملنا بها كان عيدنا |
|
ونلنا بها ما القلب كان تمناه |
فمن منكم بالله عيّد هيدنا |
|
فعيد منى رب البرية أعلاه |
وفيها رمينا للعقاب جمارنا |
|
ولا جرم إلا مع جمار رميناه |
ومنها :
وبالخيف أعطانا الإله أماننا |
|
وأذهب عنا كل ما نحن خفناه |
وردت إلى البيت الحرام وفودنا |
|
رجعنا لها كالطير حنّ لمأواه |
وطفنا طوافا للإفاضة حوله |
|
ولذنا به بعد الجمار وزرناه |
ومن بعد ما زرنا دخلناه دخلة |
|
كأنا دخلنا الخلد حين دخلناه |
ونلنا أمان الله عند دخوله |
|
كذا أخبر القرآن فيما قرأناه |
ومنها :
وبالحجر الميمون لذنا فإنه |
|
لرب السما فى الأرض للخلق يمناه |
من حبنا لإلهنا |
|
فكم لثمة حال الطواف لثمناه |
وذاك لثمة للشعث والغبر رحمة |
|
فكم أشعث كم أغبر قد رحمناه |
وذاك لنا يوم القيامة شاهد |
|
وفيه لنا عهد قديم عهدناه |
ونستلم الركن اليمانى طاعة |
|
ونستغفر المولى إذا ما لمسناه |
وملتزم فيه التزمنا لذنبنا |
|
عهودا وعفو الله فيما لزمناه |
وكم موقف فيه يجاب لنا الدعا |
|
دعونا به والقصد فيه نويناه |
وصلّى بأركان المقام حجيجنا |
|
وفى زمزم ماء طهور وردناه |
وفيه الشفا فيه بلوغ مرادنا |
|
لما نحن ننويه إذا ما شربناه |
وبين الصفا والمروة الحاج قد سعى |
|
فإن تمام الحج تكميل مسعاه |
وأنشد محمد وفاطمة المذكوران أولا إذنا ، قالا : أنشدنا الإمام فخر الدين المالكى إجازة ، قال : أنشدنا الإمام أبو اليمن بن عساكر الدمشقى ، نزيل مكّة ، لنفسه ، بقراءتى عليه بمسجد الخيف من منى :
يا جيرتى بين الحجون إلى الصفا |
|
شوقى إليكم مجمل ومفصل |
أهوى دياركم ولى بربوعها |
|
وجد يثبطنى وعهد أول |
ويزيدنى فيها العذول صبابة |
|
فيظل يغرينى إذا ما يعدل |
ويقول لى : لو قد تبدلت الهوى |
|
فأقول : قد عز العزاة تبدل |
بالله قل لى : كيف يحسن سلوتى |
|
عنها وحسن تصبرى هل يحمل |
هل فى البلاد محلة معروفة |
|
مثل المعرف أو محل تحلل |
أم فى الزمان كليلة النّفر التى |
|
فيها من الله العوارف تجزل |
أم مثل أيام تقضّت فى منى |
|
عمر الزمان بها أغر محجل |
فى جنب مجتمع الرفاق ومنزع |
|
الأشواق حيّاها السحاب المسبل |
وأنشدنى الإمام الأديب بدر الدين أحمد بن محمد بن الصاحب المصرى إذنا لنفسه :
بمكة قد طابت مجاورتى فيا |
|
إلهى فاجعلها مدى العمر سرمدا |
فأنت الذى أحللتنى ساحة الهوى |
|
وعوّدت قلبى عادة فتعودا |
والأشعار فى التشوق إلى هذه المشاعر الشريفة كثيرة (١). ونسأل الله أن يجعل أعيننا بدوام مشاهدتها قريرة.
وقد انتهى الغرض الذى أردنا جمعه فى هذا الكتاب ، ونسأل الله أن يجزل لنا الثواب ، بمحمد سيد المرسلين ، وآله وصحبه الأكرمين.
__________________
(١) فى النسخة ب : والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فهرست الأحاديث والآثار
(٢) فهرست الأحاديث والآثار
طرف الحديث أو الأثر |
|
الراوى |
|
الصفحة |
إن آدم خاف على نفسه حين أهبط الأرض |
|
ابن عباس |
|
٢٥ |
إن الحج يهدم ما قبله |
|
على بن أبى طالب |
|
٦٦ |
إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة |
|
عبد الله بن عباس |
|
٦٣ |
إن صيد وج وعضاهه حرم محرم |
|
عبد الله بن عمرو |
|
٣٨ |
إن الصلاة فى المسجد الحرام تفضل على الصلاة فى غيره |
|
عبد الله بن عباس |
|
٣٤ |
إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل |
|
وائل بن الأسقع |
|
١٥٣ |
إن الله تعالى يباهى بالطائفين |
|
سعيد بن المسيب |
|
٦٦ |
إن هذا الأمر فى قريش ولا يعاديهم أحد إلا كبه الله |
|
معاوية بن أبى سفيان |
|
١٥٣ |
إن هذا البيت دعامة الإسلام |
|
جابر بن عبد الله |
|
٦٣ |
إن هذا الحرم حرم حذاؤه من السماوات |
|
ابن عباس ـ أبو هريرة |
|
٢٩ |
إنى دخلت الكعبة وودت أنى لم أكن أفعل |
|
عائشة |
|
٦١ |
بينا نحن مع النبى (صلىاللهعليهوسلم) |
|
ابن مسعود |
|
١٠٣ |
خير ماء على الأرض ماء زمزم |
|
عبد الله بن عباس |
|
٩٣ |
دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكة |
|
ابن عباس |
|
٢٢٥ |
صلوا فى مصلى الأخيار |
|
عبد الله بن عباس |
|
٧٨ |
العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما |
|
عمرو بن العاص |
|
٦٧ |
كانت الدور فى مكة لا تكرى ولا تباع |
|
أبو هريرة |
|
٢٠ |
لأن أخطئ سبعين خطيئة بركبة |
|
عبد الله بن عدى بن الحمراء |
|
٣٠ |
مكة رباط وجدة جهاد |
|
عباد بن كثير |
|
٣٨ |
من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إليها |
|
عبد الله بن عباس |
|
٣٥ |
من دخل البيت وصلى فيه دخل فى حسنة |
|
عبد الله بن عباس |
|
٦١ |
من طاف بالبيت خمسين أسبوعا |
|
عائشة |
|
٦٥ |
من مات بمكة بعثه الله من الآمنين |
|
|
|
٣٧ |
من مات بمكة فكأنما مات بسماء الدنيا |
|
عبد الله بن عمر |
|
٣٧ |
من نظر إلى الكعبة |
|
سعيد بن المسيب |
|
٦٦ |
نعم المقبرة هذه المقبرة |
|
عبد الله بن عباس |
|
١٠٣ |
هاك مفتاحك يا عثمان |
|
على بن أبى طالب |
|
١٦٧ |
هل تدرى إلى من أبعثك |
|
عتاب بن أسيد |
|
٣٧ |
وأما طوافك بالبيت |
|
أنس |
|
٦٥ |
والله إنك لخير أرض الله |
|
عبد الله بن عدى بن |
|
٣٣ |
|
|
الحمراء |
|
|
يا أبا هريرة إن على باب الحجر ملكا |
|
على بن أبى طالب |
|
٧٨ |
يا عائشة لو أن قومك حديث عهد بشرك |
|
على بن أبى طالب |
|
٤٢ |
(٣) فهرست البلدان والأماكن المترجم لها
أذاخر |
١٦٦ |
أمج |
١٦٥ |
باب بنى شيبة |
١٠٧ |
ثبير |
١٠٧ |
جبل الخندمة |
١٦٦ |
الحعرانة |
١٠٧ ، ١٠٨ |
جنابذ بن صيفى |
١٧ |
الحزورة |
٣٣ |
حلى |
١٨ |
الخندمة |
١٠٢ |
دوقة |
١٨ |
ذو المجاز |
٢٢٦ |
طريق ضب |
١١١ |
عكاز |
٢٢٦ |
قنونا |
١٨ |
كداء |
١٦٦ |
الكديد |
١٦٥ |
كراع الغميم |
١٦٩ |
لية |
١٨ |
الليث |
١٨ |
مر الظهران |
١٦٦ |
مجنة |
٢٢٦ |
المغمس |
٧٠ |
نمرة |
٢٦ |
(٤) فهرست الأشعار
صدر البيت |
ـ |
القائل |
الصفحة |
بمكه قد طابت |
سرمدا |
أحمد بن محمد بن الصاحب |
٢٣١ |
يا أيها الناس سيروا |
لا تسيرونا |
ثعلبة بن عمرو |
١٣٧ |
فلما هبطنا بطن مر |
كراكر |
ثعلبة بن عمرو |
١٣٧ |
كأن لم يكن بين |
سامر |
ـ |
١٣٧ |
يا حيرتى بين |
ومفصل |
أبو اليمن بن عساكر |
٢٣١ |
ألا ليت شعرى |
وجليل |
بلال بن رباح |
٢٢٧ |
على عرفات قد |
محوناه |
أبو بكر بن محمد بن عبدالله |
٢٢٨ |
وبالخيف أعطانا |
خفناه |
أبو بكر بن محمد |
٢٢٩ |
(٥) فهرست مصادر التحقيق
* إتحاف الورى بأخبار أم القرى : محمد بن محمد بن فهد المكى ـ تحقيق فهيم محمد شلتوت. نشر : مركز البحث العلمى فى جامعة أم القرى بمكة المكرمة ـ ١٤٠٤ ه.
* أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار : لأبى الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقى ـ تحقيق : د. رشدى صالح ملحس. ط. الثانية مطابع دار الثقافة ـ مكة المكرمة ١٣٨٥ ه.
* أخبار مكة فى قديم الدهر وحديثه : لأبى عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهى المكى ـ تحقيق : عبد الملك بن عبد الله بن دهيش ـ مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة : ١٤٠٧ ه.
* الإصابة فى تمييز الصحابة : أحمد بن على بن محمد بن حجر العسقلانى ـ طبع المكتبة التجارى الكبرى ـ مصر ١٣٥٨ ه.
* الأصنام : هشام بن محمد بن السائب الكلبى ـ تحقيق أحمد زكى باشا.
ط. الثانية. مطبعة دار الكتب المصرية ـ القاهرة ـ ١٣٤٣ ه.
* إعلام الساجد بأحكام المساجد : بدر الدين الزركشى ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مصر.
* الأغانى : لأبى الفرج الأصفهانى ـ تحقيق جماعة من المحققين ـ طبعة دار الكتب المصرية ـ بدون تاريخ.
* البداية والنهاية : ابن كثير. ط الأولى. مكتبة الخانجى ـ ١٣٥١ ه.
* البيان والتبيين : لأبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ـ تحقيق : عبد السلام هارون. ط. الأولى. لجنة التأليف والترجمة والنشر ـ ١٣٦٧ ه.
* تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام : شمس الدين محمد بن أحمد الذهبى. مكتبة القدسى ـ القاهرة ـ ١٣٦٧ ه.
* تاريخ الأمم والملوك : أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى ـ المطبعة الحسينية المصرية دار الفكر. بيروت ـ ١٣٩٩ ه.
* تاريخ بغداد : أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادى. دار الكتاب العربى ـ بيروت ـ بدون تاريخ.
* تاريخ الخلفاء : جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى ـ تحقيق : محمد محيى الدين عبد الحميد. المكتبة التجارية ـ القاهرة ـ ١٣٧١ ه.
* التاريخ الكبير : لأبى إسماعيل البخارى ـ تحقيق : عبد الرحمن المعلمى اليمانى ـ الطبعة الهندية ـ بيروت ـ بدون تاريخ.
* تذكرة الحفاظ : شمس الدين الذهبى ـ دار إحياء التراث ـ بيروت.
* تهذيب تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر : الشيخ عبد القادر بدران ـ دار السيرة ـ بيروت ـ ١٣٩٩ ه.
* تهذيب التهذيب : أحمد بن على بن حجر العسقلانى ـ دار المعارف النظامية بحيدر آباد ـ ١٣٢٥ ه.
* الجامع الصحيح : الإمام مسلم بن الحجاج النيسابورى ـ الحلبى ـ بدون تاريخ.
* الجامع اللطيف فى فضل مكة وأهلها والبيت الشريف : جمال الدين محمد بن أبى بكر بن ظهيرة ـ المكتبة الشعبية ـ ١٣٩٣ ه.
* جمهرة أنساب العرب : أبو محمد على بن أحمد بن حزم الأندلسى ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ١٤٠٣ ه.
* جمهرة نسب قريش وأخبارها : الزبير بن بكار ـ تحقيق : محمود محمد شاكر ـ مطبعة المدنى ـ القاهرة ـ ١٣٨١ ه.
* جمهرة النسب : هشام بن محمد بن السائب الكلبى ـ تحقيق : محمود فردوس العظم ـ دار اليقظة ـ دمشق ١٩٨٣ م.
* حلية الأولياء ، وطبقات الأصفياء ، أبو نعيم بن عبد الله الأصفهانى ـ دار الفكر ـ بيروت.
* دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة : أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى ـ تحقيق : عبد المنعم قلعجى ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ١٤٠٥ ه.
* الروض الأنف فى شرح السرة النبوية : أبو القاسم عبد الرحمن السهيلى ـ تحقيق : عبد الرحمن الوكيل ـ دار النصر للطباعة القاهرة ـ بدون تاريخ.
* سبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد : محمد بن يوسف الصالحى الشامى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
* سمط النجوم العوالى فى أنباء الأوائل والتوالى : عبد الملك بن حسين بن عبد الله العصامى ـ المطبعة السلفسية ـ القاهرة ـ ١٣٧٩ ه.
* سنن الدارمى : أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدرامى ـ مطبعة الاعتدال ـ دمشق ـ ١٣٤٩ ه.
* سنن الترمذى : المطبعة المصرية الكبرى ـ القاهرة.
* سنن ابن ماجة : تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقى ـ عيسى الحلبى ـ القاهرة ـ ١٣٧٢ ه.
* سنن الدارقطنى : مطبعة دار المحاسن ـ القاهرة ـ ١٣٨٦ ه.
* سنن البيهقى : طبعة دائرة المعارف بالهند ـ دار الفكر ـ بيروت.
* السير والمغازى : محمد بن إسحاق ـ تحقيق : سهيل زكار ـ دار الفكر ـ بيروت ـ ١٣٩٨ ه.
* السيرة النبوية : لابن هشام ـ تحقيق : مصطفى السقا وآخرون ـ مطبعة الحلبى ـ مصر ـ ١٣٥٥ ه.
* شذرات الذهب فى أخبار من ذهب : لابن العماد الحنبلى ـ مكتبة القدسى ـ القاهرة ـ ١٣٥٠ ه.
* الطبقات الكبرى : محمد بن سعد بن منيع البصرى ـ تحقيق : إحسان عباس ـ دار صادر ـ بيروت.
* العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين : تقى الدين محمد بن أحمد الفاسى ـ تحقيق : مجموعة من المحققين ـ المطبعة المحمدية ـ القاهرة ـ ١٣٧٨ ه.
* عيون الأخبار : لابن قتيبة الدينورى ـ دار الكتب المصرية ـ ١٣٤٣ ه.