آية الله ناصر مكارم الشيرازي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
المطبعة: أمير المؤمنين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-6632-50-5
ISBN الدورة:
الصفحات: ٦٠٧
ولا بأس من ذكر مثال لتوضيح هذا الموضوع ...
لنفرض أنّنا كنا في مدينة كلّ أهلها من العميان (عميان منذ الولادة) ونحن الوحيدون ننظر بعينين ، فكل أهل المدينة لهم أربعة حواس (على فرض أن الحواس الظاهرية للإنسان خمسة) ونحن الوحيدون نملك خمسة حواس. عندها سنشاهد أحداثا كثيرة في هذه المدينة ، وعند ما نخبر أهل هذه المدينة سيتعجبون جميعهم من هذه الحاسة الخامسة التي تستطيع أن تدرك هذه الحوادث المتعددة ، ومهما حاولنا شرح حاسة النظر لهم وفوائدها وآثارها فإنّهم لا يستطيعون فهم ذلك. فمن جانب لا يستطيعون نكران ذلك لإدراكهم آثارها ، ومن جانب آخر لا يقدرون على درك حقيقة حاسة النظر ، لأنّهم غير قادرين على النظر طيلة حياتهم ولو للحظة واحدة.
ولا نريد القول أن الوحي هو (الحاسة السادسة) ، بل هو نوع من الارتباط والإدراك لعالم الغيب والذات الإلهية المقدسة ، ولأننا نفقد ذلك لا نستطيع أن ندرك كنهه بالرغم من إيماننا بوجود الوحي لوجود آثاره.
إنّنا نرى رجالا عظماء يدعون الناس الى أمور هي فوق مستوى أفكار البشر ، ويدعوهم إلى الدين الإلهي ، وعندهم من المعاجز الخارقة ما يفوق طاقة الإنسان ، حيث توضح هذه المعاجز ارتباطهم بعالم الغيب ، فالآثار واضحة إلّا أن الحقيقة مخفية.
هل توصلنا ـ نحن إلى معرفة جميع أسرار هذا العالم ، كي ننفي الوحي لصعوبة إدراكه بالنسبة لنا؟!
وحتى في عالم الحيوانات ، فهناك ظواهر مجهولة نعجز عن تفسيرها ، فهل توضحت لنا الحياة المجهولة لبعض الطيور المهاجرة التي قد تقطع ثمانية عشر ألف كيلومتر من القطب الشمالي وحتى الجنوبي أو العكس؟ فكيف تعرف هذه الطيور الطريق بدقة مع أنّها قد تسافر أحيانا في النهار وأحيانا اخرى في الليالي
المظلمة ، في حين أنّنا لا نستطيع أحيانا أن نسير مقدارا يسيرا من طريقها ما لم يكن لدينا أجهزة ووسائل معينة توضح لنا لمسير؟
وهناك بعض الأسماك التي تعيش في أعماق البحار والمحيطات ، وعند ما تريد أن تضع بيوضها تعود إلى مسقط رأسها الذي يبعد أحيانا آلاف الكيلومترات ، فكيف تستطيع هذه الأسماك أن تهتدي إلى مسقط رأسها بهذه السهولة؟!
وهناك العديد من هذه الأمثلة المجهولة في حياتنا تمنعنا انكار ونفي كل شيء ، وتذكرنا بوصية الفيلسوف «ابن سينا» الذي يقول : «كل ما قرع سمعك من الغرائب فضعه في بقعة الإمكان ما لم يزدك عنه قاطع البرهان.»
والآن لنر ادلّة الماديين في إنكار الوحي.
منطق منكري الوحي :
يذكر بعض الماديين لدى طرح مسألة الوحي بأن الوحي خلاف العلم!
وإذا سألناهم كيف ذلك؟ يقولون بلهجة المغرورة والواثق من نفسه : إنّه يكفي لانكار شيء أن العلوم الطبيعية لم تثبته. ونحن لا نقبل إلّا المواضيع التي أثبتتها العلوم التجريبية وفق معاييرها الخاصة.
وإضافة لذلك فنحن لم نواجه في تحقيقاتنا العلمية حول جسم الإنسان وروحه ، شيئا مجهولا يستطيع أن يربطنا بعالم ما وراء الطبيعة.
كيف يمكننا أن نصدق بأن الأنبياء ، الذين هم بشر مثلنا ، لهم إحساس غير إحساسنا وإدراك فوق إدراكنا؟
الإيراد الدائمي والرد الدائمي :
مثل هذا التعامل للماديين مع الوحي لا يرتبط بهذا الخصوص فحسب ،
فهؤلاء لهم مثل هذا التحليل حيال جميع القضايا التي تختص بما وراء الطبيعة ، ولأجل التوضيح نقول لهم دائما : لا تنسوا أن حدود العلم هي عالم المادة ، والأجهزة والوسائل المستخدمة في البحوث العلمية ـ كالمختبرات والتلسكوبات والميكروسكوبات وقاعات التشريح ـ كلها محدود بحدود هذا العالم ، فهذه العلوم وأجهزتها لا تستطيع أن تتحدث أبدا عما هو موجود خارج حدود عالم المادة ، لا بالنفي ولا بالإثبات ، والدليل على ذلك واضح ، لأن هذه الأجهزة والوسائل لها قدرة محدودة ومحيط خاص بها.
بل إنّ أجهزة كلّ واحد من العلوم الطبيعية لا يستطيع أن يكون فاعلا بالنسبة للعلم الآخر ، فمثلا نحن لا نستطيع أن ننكر وجود ميكروب السل إذا لم نشاهده بواسطة التلسكوب العظيم المستخدم في النجوم ، أو ننفي وجود كوكب البلوتون لأنّنا لم نشاهده بواسطة الميكروسكوب أو المجهور.
فالوسائل تتناسب مع نوع العلم دائما ، أما الوسائل المستخدمة لمعرفة ما وراء الطبيعة ، فهي ليست سوى الاستدلالات العقلية القوية التي تفتح لنا الآفاق نحو ذلك العالم الكبير.
فالذين يخرجون العلم عن محيطه وحدوده ليسوا علماء ولا فلاسفة ، إنّما يدعون ذلك ، وفي نفس الوقت هم خاطئون وضالون.
المهم إنّنا نرى أشخاصا عظاما جاؤوا وذكروا لنا أمورا هي خارج حدود معرفة البشر ، وهذا يؤكّد ارتباطهم بما وراء عالم المادة. أمّا كيف يكون هذا الارتباط المجهول؟ فهذا ما لم يتضح لنا ، إنّما المهم هو أنّنا نعلم بوجود مثل هذا الارتباط.
بعض الأحاديث بخصوص قضية الوحي :
هناك روايات عديدة وردت في المصادر الإسلامية بخصوص الوحي ، حيث
توضح جوانب من هذا الارتباط المجهول للأنبياء بمصدر الوحي :
١ ـ يمكن الاستفادة من بعض الرّوايات أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان في حالة عادية عند نزول الوحي عليه عن طريق الملك ، إلّا أنّه كان يشعر بحالة خاصة عند الارتباط المباشر ـ بدون واسطة ـ وأحيانا يشعر بالغشية ، كما ورد في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليهالسلام عند ما سألوه عن الغشية التي كانت تصيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا نزل عليه الوحي قال : «ذلك إذا لم يكن بينه وبين الله أحد ، ذاك إذا تجلّى الله له (١)».
٢ ـ كان جبرئيل ينزل على النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشكل مؤدب وباحترام كامل ، كما ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليهالسلام حيث يقول : «كان جبرئيل إذا أتى النّبي قعد بين يديه قعدة العبيد وكان لا يدخل حتى يستأذنه» (٢).
٣ ـ يمكن الاستفادة من روايات اخرى أن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يشخص جبرئيل بشكل جيد ، وذلك بتوفيق من الله (والشهود الباطني) كما جاء في حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام حيث يقول : «ما علم رسول الله أن جبرئيل من قبل الله إلّا بالتوفيق» (٣).
٤ ـ هناك تفسير لقضية غشية النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عند نزوله الوحي ورد في حديث منقول عن ابن عباس حيث يقول : كان النّبي إذا نزل عليه الوحي وجد منه ألما شديدا ويتصدع رأسه ، ويجد ثقلا (وذلك) قوله تعالى : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) وسمعت أنّه نزل جبرئيل على رسول الله ستين ألف مرّة (٤).
* * *
__________________
(١) (توحيد الصدوق) نقلا عن بحار الأنوار ، المجلد ١٨ ، ص ٢٥٦.
(٢) علل الشرائع نقلا عن بحار الأنوار ، المجلد ١٨ ، ص ٢٥٦.
(٣) بحار الأنوار ، المجلد ١٨ ، ص ٢٥٦.
(٤) بحار الأنوار ، المجلد ١٨ ، ص ٢٦١.
الآيتان
(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (٥٣))
التّفسير
القرآن روح من الخالق :
بعد البحث العام الذي ورد في الآية السابقة بخصوص الوحي ، تتحدث الآيات التي نبحثها عن نزول الوحي على شخص الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث تقول : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا).
قد تكون عبارة (كذلك) إشارة إلى الأنواع ثلاثة للوحي الواردة في الآية السابقة ، والتي تحققت جميعها بالنسبة للنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأحيانا كان يرتبط بذات الخالق المنزهة والمطهرة بشكل مباشر ، وأحيانا عن طريق ملك الوحي ، وأحيانا عن طريق سماع لحن خاص يشبه الأمواج الصوتية ، كما أشارت الرّوايات
الإسلامية إلى جميع ذلك ، وبيّنا شرح ذلك في نهاية الآية السابقة.
وهناك قولان للمفسرين بخصوص المقصود من كلمة (روح) في هذه الآية : الأوّل : إن المقصود هو القرآن الكريم ، لأنّه أساس حياة القلوب وحياة جميع الأحياء ، وقد اختار هذا القول أكثر المفسّرين (١).
ويقول الراغب في مفرداته : سمي القرآن روحا في قوله : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) وذلك لكون القرآن سبب للحياة الأخروية.
وهذا المعنى يتلاءم بشكل كامل مع القرائن المختلفة الموجودة في الآية مثل عبارة (كذلك) التي تشير إلى قضية الوحي ، وعبارة (أوحينا) وعبارات اخرى بخصوص القرآن وردت في نهاية هذه الآية.
وبالرغم من أن (روح) وردت غالبا بمعاني اخرى سائر آيات القرآن ، إلّا أنّه ـ وفقا للقرائن أعلاه ـ يظهر أنّها وردت هنا بمعنى القرآن.
وقد قلنا أيضا في تفسير الآية ٢ من سورة النحل : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) أن كلمة (روح) في هذه الآية ـ وفقا للقرائن ـ وردت بمعنى (القرآن والوحي والنبوة) وفي الحقيقة فإن هاتين الآيتين تفسر إحداهما الأخرى.
فكيف يمكن للقرآن أن لا يكون روحا في حين أنّنا نقرأ في الآية (٢٤) من سورة الأنفال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ).
التّفسير الثّاني : أنّ المقصود هو (روح القدس) (أو ملك أفضل حتى من جبرائيل وميكائيل وكان يلازم النّبي دائما).
ووفقا لهذا التّفسير فإن (أوحينا) تكون بمعنى (أنزلنا) يعني أنزلنا روح القدس عليك ، أو ذلك الملك العظيم (بالرغم من أنّنا لم نر كلمة (أوحينا) لهذا
__________________
(١) الطبرسي في مجمع البيان ، الشيخ الطوسي في التبيان ، الفخر الرازي في التّفسير الكبير المراغي في تفسير المراغي وجماعة آخرون.
المعنى في الآيات القرآنية الأخرى). ويؤيد ذلك بعض الروايات المذكورة في مصادر الحديث المعروفة ، ولكن ـ كما قلنا ـ فإن التّفسير الأوّل ملاءمة مع الآية لوجود القرائن المتعددة ، لذا يمكن أن تكون مثل هذه الرّوايات التي تفسر الروح بمعنى روح القدس أو الملك المقرب من الخالق ، إشارة إلى المعنى الباطني للآية.
على أية حال ، فإنّ الآية تضيف : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا).
فهذا هو اللطف الإلهي الذي شملك أنزل عليك هذا الوحي السماوي وآمنت بكل ما يحتويه.
فالإرادة الإلهية كانت تقتضي أن يهدي عباده الآخرين في ظل هذا النور السماوي ، وأن يشمل الشرق والغرب ـ بل وجميع القرون والأعصار حتى النهاية ـ إضافة إلى هدايتك أنت إلى هذا الكتاب السماوي الكبير وتعليماته.
بعض المنحرفين فكريا كانوا يتصورون أن هذه الجملة تبيّن أن الرّسول لم يكن يؤمن بالله قبل نبوته ، في حين أن معنى الآية واضح ، حيث أنّها تقول : إنّك لم تكن تعرف القرآن قبل نزوله ولم تكن تعرف تعليماته وتؤمن به وهذا لا يتعارض أبدا مع اعتقاد الرّسول التوحيدي ومعرفته العالية بأصول العبادة لله وعبوديته له.
والخلاصة ، إن عدم معرفة محتوى القرآن يختلف عن موضوع عدم معرفة الله.
فحياة الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل مرحلة النبوة والواردة في كتب التاريخ ، تعتبر دليلا حيا على هذا المعنى. والأوضح من ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام في نهج البلاغة : «وقد قرن الله به من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره» (١).
وتضيف الآية في نهايتها : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
فالقرآن نور للجميع وليس لك فحسب ، وهو وسيلة لهداية البشر إلى الصراط.
__________________
(١) نهج البلاغة ـ الخطبة ١٩٢ (الخطبة القاصعة).
المستقيم ، وموهبة إلهية عظيمة بالنسبة للسائرين على طريق الحق ، وهو ماء الحياة بالنسبة للعطاشى كي ينتهلوا منه.
وقد ورد نفس هذا المعنى بعبارة اخرى في الآية (٤٤) من سورة فصلت حيث تقول الآية : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ).
ثم تقول الآية مفسرة للصراط المستقيم : (صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ).
وهل هناك طريق أكثر استقامة من الطريق الذي ينتهي بخالق عالم الوجود؟
وهل هناك أحسن من هذا الطريق؟
فالسعادة الحقيقية هي السعادة التي يدعو إليها الخالق ، والوصول إليها يجب أن يكون عبر الطريق الوحيد الذي انتخبه البارئ لها.
أمّا آخر جملة في هذه الآية ـ وهي آخر آية في سورة الشورى ـ فهي في الحقيقة دليل على أن الطريق المستقيم هو الطريق الوحيد الذي يوصل إلى الخالق ، حيث تقول : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).
فبما أنّه يملك عالم الوجود ويحكمه ويدبره لوحده ، وبما أن برامج تكامل الإنسان يجب أن تكون تحت إشراف هذا المدبّر العظيم ، لذا فإن الطريق المستقيم هو الطريق الوحيد الذي يوصل إليه ، والطرق الأخرى منحرفة وتؤدي إلى الباطل ، وهل هناك حق في هذا العالم غير ذاته المقدسة؟!
هذه الجملة بشرى للمتقين ، وهي في نفس الوقت تهديد للظالمين والمذنبين ، لأن الجميع سوف يرجعون إلى الخالق.
وهي دليل على أن الوحي يجب أن يكون من الخالق فقط ، لأن جميع الأمور ترجع إليه وتدبير كلّ شيء بيده ، ولهذا السبب وجب أن يكون البارئ تعالي هو مصدر الوحي بالنسبة للأنبياء حتى تتمّ الهداية الحقيقية.
وهكذا نرى أن بداية ونهاية هذه الآيات منسجمة فيما بينها ومترابطة ، ونهاية السورة ـ أيضا ـ يتلاءم مع بديتها والموضوع العام الساري عليها.
* * *
ملاحظات
١ ـ ماذا كان دين الرّسول الأعظم قبل نبوته؟
لا يوجد شك في أن الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يسجد لصنم قبل بعثته أبدا ، ولم ينحرف عن خط التوحيد ، فتاريخ حياته يعكس بوضوح هذا المعنى ، إلّا أن العلماء يختلفون في الدين الذي كان عليه :
فذهب بعضهم أنّه دين المسيح عليهالسلام ، لأن المسيحية كانت الدين الوحيد الرسمي غير المنسوخ قبل بعثة الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال البعض الآخر : إنه دين إبراهيم عليهالسلام ، لأنّه (شيخ الأنبياء) وأبوهم ، وقد ذكرت بعض آيات القرآن أن دين الإسلام هو دين إبراهيم : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) (١).
أمّا البعض الآخر فلم يذكر شيئا واكتفى بالقول بأننا نعلم بأنّه كان على دين معين إلّا أنّه لم يتوضح لنا ما هو.
وبالرغم من أن كلا من هذه الأقوال يستند إلى دليل معين ، إلّا أنّها ليست قطعية ، وأفضلها قول آخر وهو : لقد كان الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يملك برنامجا خاصا من قبل الخالق وكان يعمل به ، وفي الحقيقة فقد كان له دين خاص حتى زمان نزول الإسلام عليه.
والدليل على هذا الكلام الجملة التي ذكرناها قبل قليل ، والوارد في نهج البلاغة ، وهو «ولقد قرن الله به ومن لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ،
__________________
(١) الحج ، الآية ٧٨.
يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره».
فوجود مثل هذا الملك يدل على وجود برنامج خاص.
والدليل الآخر هو أنّ التاريخ لم يذكر لنا أبدا أن الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم انشغل بالعبادة في معابد اليهود أو النصارى أو الأديان الأخرى ، ولم يكن إلى جوار الكفار في معابدهم ، ولا إلى جوار أهل الكتاب في كنائسهم ، وفي نفس الوقت فقد استمر في سلوك طريق التوحيد وكان متمسكا بقوة بالأصول الأخلاقية والعبادة الإلهية.
وقد وردت عدّة روايات ـ وفقا لنقل العلّامة المجلسي في بحار الأنوار ـ في المصادر الإسلامية عن أن الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مؤيدا منذ بداية عمره بروح القدس.
وحتما فإنّه كان يعمل وفقا لما يستلهمه من روح القدس (١).
ويرى العلّامة المجلسي أن الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان نبيا قبل أن يكون رسولا ، فالملائكة كانت تتحدث معه أحيانا وكان يسمع صوتها ، وأحيانا كان الإلهام الإلهي ينزل عليه ضمن الرؤيا الحقيقية الصادقة ، وبعد أربعين سنة وصل إلى منزلة الرسالة ونزل القرآن والإسلام عليه ، وقد ذكر لذلك ستة أدلة حيث يتلاءم بعضها مع ما ذكرناه أعلاه (للاستزادة راجع المجلد ١٨ من بحار الأنوار ص ٢٧٧ فما بعدها).
٢ ـ الجواب على سؤال
بعد هذا البحث قد يطرح هذا السؤال : لماذا تقول الآية : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) رغم ما ذكرناه من إيمان وأعمال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل نبوّته؟
وبالرغم من أنّه ورد جواب هذا السؤال بشكل موجز في تفسير الآية ، إلّا أنّه من الأفضل إعطاء توضيح أكثر بهذا الخصوص.
المقصود أنّ الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن يعرف بتفصيلات هذا الدين ولا بمحتوى
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ١٨ ، ص ٢٨٨.
القرآن ، قبل نزوله وقبل تشريع الإسلام.
أمّا كلمة الإيمان ، فلو لا حظنا أن هذه الكلمة وردت بعد الكتاب ، وبملاحظة الجمل الأخرى الواردة بعدها في الآية ، يتضح أن المقصود بها هو الإيمان بمحتوى هذا الكتاب السماوي وليس مطلق الإيمان ، لذا لا يوجد أي تعارض مع ذكرناه ، ولا يمكن أن تكون هذه الجملة وسيلة لذوي النفوس المريضة كي يستدلوا بها على نفي الإيمان بشكل مطلق عن الرّسول ، وينكرون الحقائق التاريخية في هذا المجال.
وقد ذكر بعض المفسّرين أجوبة اخرى لهذا السؤال منها :
أ ـ المقصود من الإيمان ليس الإعتقاد لوحده ، بل مجموع الإعتقاد والإقرار باللسان والأعمال وهذا هو المقصود به في التعبير الإسلامي.
ب ـ المقصود من الإيمان هو الإعتقاد بالتوحيد والرسالة ، ونحن نعلم أن النّبي كان موحدا ، إلّا أنّه لم يكن يؤمن برسالته بعد.
ج ـ المقصود من الإيمان هو أركان الإيمان التي لا يتوصل إليها الإنسان عن طريق العقل ، والطريق الوحيد لذلك هو الأدلة النقلية (مثل العديد من خصوصيات المعاد).
د ـ هناك محذوف في هذه الآية وفي التقدير : ما كنت تدري كيف تدعو الخلق إلى الإيمان (١).
ولكن حسب اعتقادنا فإن المعنى الأوّل
أفضل المعاني وأكثرها تلاؤما مع محتوى الآية.
٣ ـ ملاحظة أدبية
هناك كلام كثير حول الضمير في جملة : (لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً) لمن يعود ،
__________________
(١) الآلوسي في روح المعاني ، المجلد ٢٥ ، ص ٥٥ ، وقد ذكر احتمالات اخرى إلّا أنّنا لم نذكرها لعدم أهميتها.
فذهب البعض أن المقصود هو القرآن نفسه ، الكتاب السماوي العظيم لرسول الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويحتمل أن يكون هذا النور هو النور الإلهي لـ (الإيمان).
ولكن الأفضل أن يعود هذا الضمير إلى الإثنين (القرآن والإيمان) ، فما داما ينتهيان بحقيقة واحدة ، لذا فلا مانع من أن يعود الضمير المفرد إليهما.
إلهي ، نور قلوبنا دائما بنور إيمانك ، واهدنا بلطفك إلى الخير والسعادة.
إلهي ، ترحّم علينا بالصبر والتحمل حتى لا نطغى عند النعم ولا نجزع عند المصائب والفتن.
إلهي ، اجعلنا في صفّ المؤمنين المخلصين في ذلك اليوم الذي يكون فيه الظالمون والمستكبرون حيارى تائهين ، والمؤمنون مصونين في ظل حمايتك ،
آمين ربّ العالمين
نهاية سورة الشورى
* * *
الفهرس
سورة الزّمر
محتو سورة الزّمر........................................................... ٥
فضيلة سورة الزمر........................................................... ٦
تفسر الآات : ١ ـ ٣......................................................... ٨
عليك الإخلاص في الدين.................................................... ٨
ملاحظة
الفرق بين التنزيل والإنزال................................................... ١٤
تفسر الآيتان : ٤ ـ ٥........................................................ ١٧
ما حاجة الله إلى الأولاد.................................................... ١٧
تفسر الآيتان : ٦ ـ ٧........................................................ ٢٢
الجميع مخلوقون من نفس واحدة............................................. ٢٢
تفسر الآيتان : ٨ ـ ٩........................................................ ٣٠
هل العلماء والجهلة متساوون................................................ ٣٠
ملاحظة
تفسر الآيتان : ١٠ ـ ١٦.................................................... ٣٨
الخطوط الرئيسة لمناهج العباد المخلصين...................................... ٣٨
ملاحظات
١ ـ حقيقة الخسران........................................................ ٤٤
٢ ـ ما هو المراد من الآية : (فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ)............................... ٤٥
٣ ـ من هم الأهل......................................................... ٤٥
تفسر الآيات : ١٧ ـ ٢٠.................................................... ٤٧
عباد الله الحقيقيون......................................................... ٤٧
بحوث
١ ـ منطق حرية التفكير في الإسلام.......................................... ٥١
٢ ـ الردّ على بعض الأسئلة................................................. ٥٢
٣ ـ نماذج من الروايات الإسلامية التي تؤكد على حرية التفكير................... ٥٤
٤ ـ سبب النّزول.......................................................... ٥٤
تفسر الآيتان : ٢١ ـ ٢٢.................................................... ٥٦
الذين هم على مركب من نور............................................... ٥٦
بحث
عوامل (شرح الصدر) و (قسوة القلب)...................................... ٦٠
تفسر الآيات : ٢٣ ـ ٢٦.................................................... ٦٣
سبب النّزول.............................................................. ٦٣
أمّا الخاصية الأولى فهي (كِتاباً مُتَشابِهاً).................................... ٦٤
أما الخاصية الثّانية فهي (مَثانِيَ) ـ أي المكرر................................. ٦٥
أمّا الخاصية الثّالثة فهي تقشعر منه الجلود..................................... ٦٥
بحث
تفسر الآيات : ٢٧ ـ ٣١.................................................... ٧١
قرآن لا عوج فيه.......................................................... ٧١
بداية الجزء الرابع والعشرون من القران الكريم
تفسير الآيات : ٣٢ ـ ٣٥.................................................... ٧٩
أولئك الذين يصدقون كلام الله............................................. ٧٩
مسألة................................................................... ٨٣
تفسير الآيتان : ٣٦ ـ ٣٧.................................................... ٨٥
سبب النّزول.............................................................. ٨٥
إن الله كاف.............................................................. ٨٦
بحثان
١ ـ الهداية والإضلال من الله................................................ ٨٨
٢ ـ الاتكال على لطف الله................................................. ٩٤
تفسير الآيات : ٣٨ ـ ٤٠.................................................... ٩٦
هل إن آلهتكم قادرة على حل مشاكلكم..................................... ٩٦
تفسير الآيات : ٤١ ـ ٤٤.................................................. ١٠٠
الله سبحانه يتوفى الأنفس................................................. ١٠٠
ملاحظتان
١ ـ عجائب عالم الرؤيا................................................... ١٠٥
٢ ـ النوم كما ورد في الروايات الإسلامية.................................... ١٠٦
تفسير الآيات : ٤٥ ـ ٤٨.................................................. ١٠٨
الذين يخافون من اسم الله................................................. ١٠٨
تفسير الآيات : ٤٩ ـ ٥٢.................................................. ١١٢
في الشدائد يذكرون الله ، ولكن........................................... ١١٢
تفسير الآيات : ٥٣ ـ ٥٥.................................................. ١١٧
إنّ الله يغفر الذنوب جميعا................................................ ١١٧
بحثان
١ ـ باب التوبة مفتوح للجميع............................................. ١٢٢
٢ ـ اصحاب الأحمال الثقيلة............................................... ١٢٤
تفسير الآيات : ٥٦ ـ ٥٩.................................................. ١٢٧
الندم لا ينفع في ذلك اليوم............................................... ١٢٧
ملاحظتان
١ ـ التفريط في جنب الله.................................................. ١٣١
٢ ـ على أعتاب الموت أو القيامة........................................... ١٣٢
تفسير الآيات : ٦٠ ـ ٦٤.................................................. ١٣٣
الله خالق كلّ شيء وحافظه............................................... ١٣٣
تفسير الآيات : ٦٥ ـ ٦٧.................................................. ١٤١
الشرك محبط للأعمال.................................................... ١٤١
ملاحظتان
١ ـ مسألة إحباط الأعمال................................................ ١٤٦
٢ ـ هل عرف المؤمنون الله................................................ ١٤٦
تفسير الآية : ٦٨.......................................................... ١٤٨
(النفخ في الصور) وموت وإحياء جميع العباد................................ ١٤٨
بحوث
١ ـ هل أنّ النفخ في الصور يتمّ مرتين ، أو أكثر............................. ١٥١
٢ ـ ما هو صور إسرافيل.................................................. ١٥٢
٣ ـ من هم المستثنون..................................................... ١٥٤
٤ ـ فجائية النفختين..................................................... ١٥٥
٥ ـ ما هي الفاصلة الزمنية بين النفختين.................................... ١٥٥
تفسير الآيتان : ٦٩ ـ ٧٠................................................... ١٥٧
ذلك اليوم الذي تشرق الأرض بنور ربّها.................................... ١٥٧
تفسير الآيتان : ٧١ ـ ٧٢................................................... ١٦٢
الذين يدخلون جهنم زمرا................................................. ١٦٢
تفسير الآيات : ٧٣ ـ ٧٥.................................................. ١٦٦
المتقون يدخلون الجنّة أفواجا............................................... ١٦٦
سورة المؤمن
نظرة مختصرة في محتوى السورة............................................. ١٧٣
فضيلة تلاوة السورة...................................................... ١٧٥
تفسير الآيات : ١ ـ ٣...................................................... ١٧٨
صفات تبعث الأمل في النفوس............................................ ١٧٨
ملاحظات
تفسير الآيات : ٤ ـ ٦...................................................... ١٨٣
الأمر الإلهي الحاسم...................................................... ١٨٣
بحثان
أوّلا : استعراض الكفار لقواهم الظاهرية.................................... ١٨٧
ثانيا : المجادلة في القرآن الكريم............................................ ١٨٨
أ ـ مفهوم «جدال» و «مراء»............................................. ١٨٩
ب : الجدال السلبي والإيجابي.............................................. ١٩٠
ج : الآثار السيئة للجدال السلبي.......................................... ١٩٢
د : أسلوب المجادلة بالتي هي أحسن....................................... ١٩٤
تفسير الآيات : ٧ ـ ٩...................................................... ١٩٧
دعاء حملة المستمر للمؤمنين............................................... ١٩٧
بحوث
أوّلا : الأدعية الأربعة لحملة العرش......................................... ٢٠٠
ثانيا : آداب الدعاء...................................................... ٢٠١
ثالثا : لماذا تبدأ الأدعية بكلمة «ربّنا»...................................... ٢٠١
رابعا : ما هو العرش الإلهي................................................ ٢٠٢
تفسير الآيات : ١٠ ـ ١٢.................................................. ٢٠٧
اعترفنا بذنوبنا فهل من خلاص............................................ ٢٠٧
ملاحظة
الدعاء البعيد عن الإجابة................................................. ٢١٤
تفسير الآيات : ١٢ ـ ١٥.................................................. ٢١٦
ادع الله وحده رغما على الكافرين.......................................... ٢١٦
تفسير الآيات : ١٦ ـ ١٧.................................................. ٢٢٣
يوم التلاقي............................................................. ٢٢٣
تفسير الآيات : ١٨ ـ ٢٠.................................................. ٢٢٨
يوم تبلغ القلوب الحناجر.................................................. ٢٢٨
تفسير الآيتان : ٢١ ـ ٢٢................................................... ٢٣٤
اعتبروا بعاقبة أسلافكم الظالمين............................................ ٢٣٤
تفسير الآيات : ٢٣ ـ ٢٧.................................................. ٢٣٧
ذروني أقتل موسى....................................................... ٢٣٧
تفسير الآيتان : ٢٨ ـ ٢٩................................................... ٢٤٥
أتقتلون رجلا أن يقول ربّي الله............................................. ٢٤٥
بحوث
أوّلا : من هو مؤمن آل فرعون............................................. ٢٤٩
ثانيا : التقية أداة مؤثّرة في الصراع.......................................... ٢٥٠
ثالثا : من هم الصدّيقون................................................. ٢٥٢
تفسير الآيات : ٣٠ ـ ٣٣.................................................. ٢٥٣
التحذير من العاقبة...................................................... ٢٥٣
تفسير الآيتان : ٣٤ ـ ٣٥................................................... ٢٥٧
عجز المتكبرين عن الإدراك الصحيح....................................... ٢٥٧
تفسير الآيتان : ٣٦ ـ ٣٧................................................... ٢٦١
أريد أن أطلع إلى إليه موسى.............................................. ٢٦١
تفسير الآيات : ٣٨ ـ ٤٠.................................................. ٢٦٥
اتبعون أهدكم سبيل الرشاد............................................... ٢٦٥
تفسير الآيات : ٤١ ـ ٤٦.................................................. ٢٦٨
الكلام الأخير........................................................... ٢٦٨
بحوث
أوّلا : مؤمن آل فرعون والدرس العظيم في مواجهة الطواغيت................... ٢٧٣
ثانيا : تفويض الأمور إلى الله.............................................. ٢٧٤
ثالثا : عالم البرزخ....................................................... ٢٧٥
تفسير الآيات : ٤٧ ـ ٥٠.................................................. ٢٧٧
نقاش الضعفاء والمستكبرين في جهنّم....................................... ٢٧٧
تفسير الآيات : ٥١ ـ ٥٥.................................................. ٢٨١
الوعد بنصر المؤمنين..................................................... ٢٨١
سؤال.................................................................. ٢٨٣
سؤال آخر.............................................................. ٢٨٥
تفسير الآيات : ٥٦ ـ ٥٩.................................................. ٢٩٠
ما يستوي الأعمى والبصير................................................ ٢٩٠
ملاحظة
اليهود المغرورون......................................................... ٢٩٥
تفسير الآيات : ٦٠ ـ ٦٣.................................................. ٢٩٧
ادعوني أستجب لكم.................................................... ٢٩٧
أهمية الدعاء وشروط الاستجابة............................................ ٢٩٨
موانع استجابة الدعاء.................................................... ٣٠١
تفسير الآيات : ٦٤ ـ ٦٦.................................................. ٣٠٦
ذلكم الله ربّكم.......................................................... ٣٠٦
تفسير الآيات : ٦٧ ـ ٦٨.................................................. ٣١٢
المراحل السبع لخلق الإنسان............................................... ٣١٢
تفسير الآيات : ٦٩ ـ ٧٦.................................................. ٣١٧
عاقبة المعاندين المغرورين................................................... ٣١٧
تفسير الآيتان : ٧٧ ـ ٧٨................................................... ٣٢٤
فاصبر حتى يأتيك وعد الله................................................ ٣٢٤
ملاحظة في عدد الأنبياء.................................................. ٣٢٧
تفسير الآيات : ٧٩ ـ ٨١.................................................. ٣٣٠