الشيخ محسن أبو الحبّ
المحقق: جليل كريم أبو الحبّ
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: بيت العلم للنابهين
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٦
(٦٥)
التعفف
من الكامل ألأول :
قال متغزلا :
١ ـ لا تحسبوا إني كففت تعففا |
|
نظري إليها أو مخافة لائم |
٢ ـ لكنني عاينت أسهم لحظها |
|
تترى فخفت على حشاي الهائم |
(٦٦)
لا انسى رضيع الطف
من الوافر ألأول :
قالها في رثاء من قتل في معركة الكرامة بكربلاء :
١ ـ إلي إلي خالعة الزمام |
|
كلانا في الهوى صعب المرام |
٢ ـ نفرت وما عليك بذاك بأس |
|
نفاري من أعاجيب ألأنام |
٣ ـ وجانبت الموارد والمراعي |
|
كما جانبت أفنية اللئام |
٤ ـ فرارا من بني الدنيا فإني |
|
رايتهم أضل من النعام |
٥ ـ وكم جربتهم آنا فآنا |
|
فكانوا كالسراب لذي أوام |
٦ ـ سآنس بالوحوش بكل قفر |
|
وأهجر كل سامية الدعام |
٧ ـ وأطلب في ديار العز مثوى |
|
وإلا لا أرى سفر اللئام |
٨ ـ رأيت العز أهون كل شيء |
|
طلابا إن شددت له حزامي |
٩ ـ أبن يا دهر عذرك لي فإني |
|
رأيتك غير بر بالكرام |
١٠ ـ كغدرك في بني الهادي علي |
|
غياث الناس في ألأزم العظام |
١١ ـ رميتهم بسهم الغدر بغيا |
|
كرمي الصيد في البلد الحرام |
١٢ ـ فبعض بالسجون قضى وبعض |
|
بحد السيف دام إثر دام |
١٣ ـ فؤادي كل يوم في إلتهاب |
|
ودمعي كل يوم في إنسجام |
١٤ ـ عليهم لا على طلل محيل |
|
أصاب بأهله داعي الحمام |
١٥ ـ سأبكيهم وإن لم تسعديني |
|
بثينة في البكا خلي ملامي |
١٦ ـ إذا ذكر الحسين فأي عين |
|
تصون دموعها صون إحتشام |
١٧ ـ بكته ألأنبياء وغير بدع |
|
بأن تبكي الكرام على الكرام |
١٨ ـ دعا فأجابه نفر يسير |
|
قليلهم كثير في الزحام |
١٩ ـ أولئك صفوة الجبار حقا |
|
بهم سمت العلا أعلى مقام |
٢٠ ـ ضحى في ملتقى الهيجاء أسد |
|
وليلا هم مصابيح الظلام |
٢١ ـ سقوا الموت الزؤام وليت نفسي |
|
فداؤهم من الموت الزؤام |
٢٢ ـ وأعجب ما أراه بنو زياد |
|
ولاة ألأمر من دون ألأنام |
٢٣ ـ وآل محمد تهمي عليهم |
|
رزايا الدهر هاما بعد هام |
٢٤ ـ وثوبا يا ضباع إلى إفتراس |
|
ونوما يا سباع على إغترام |
٢٥ ـ رؤوس بني النبي معليات |
|
على ألأرماح تهدى للشآم |
٢٦ ـ وظام لم يذق للماء بردا |
|
ومن كفيه ماء البحر طامي |
٢٧ ـ وطفل بالسهام له فطام |
|
وكيف فطام طفل بالسهام |
٢٨ ـ لقد عجبت له ألأملاك حتى |
|
خدود الحور تدمى باللطام |
٢٩ ـ لذا موسى هوى صعقا وعاف |
|
إبن مريم نطقه بعد الكلام |
٣٠ ـ ولم ير باسما يحيى إلى ان |
|
سقاه الحزن أكواب الحمام |
٣١ ـ فهل وجدت كزينب أم موسى |
|
وهل باتت كزينب في إهتضام |
٣٢ ـ عشية بات منزلها خليا |
|
ولم تر من كفيل أو محام |
٣٣ ـ تناديهم وهم صرعى دوامي |
|
وتدعوهم وهم فوق الرغام |
٣٤ ـ بني أمي لقد طال إنتظاري |
|
قيامكم لنصري وإحترامي |
٣٥ ـ بني أمي متى كنتم بعادا |
|
عن الشاكي المروع المستضام |
٣٦ ـ بني أمي أنا المنهوب رحلي |
|
خلافكم أنا الواهي قوامي |
٣٧ ـ بني أمي أنا المنهوك جسمي |
|
خلافكم أنا البادي سقامي |
٣٨ ـ بني أمي لقد سلبوا قناعي |
|
بني أمي لقد حرقوا خيامي |
٣٩ ـ بني أمي متى كنتم ضعافا |
|
لبيض مقارع وسهام رامي |
٤٠ ـ أراكم عازمين على فراقي |
|
كأن لم تعرفوا فيكم مقامي |
٤١ ـ لي الخدر الذي حجبتموه |
|
ببيض الهند وألأسل الدوامي |
٤٢ ـ لي البيت الذي شيدتموه |
|
على العيوق مرفوع الدعام |
٤٣ ـ فمالي والسياط لها صرير |
|
بمتني غير مخفور ذمامي |
٤٤ ـ فلا وألله لايشفي غليلي |
|
سوى قرع الحسام على الحسام |
٤٥ ـ بيوم تزعق ألأملاك فيه |
|
ألا ظهر الكريم إبن الكرام |
٤٦ ـ طلوب الثأر ليس لها ولي |
|
سواك فقم بسيف ألإنتقام |
٤٧ ـ على الدنيا العفاء إذا تشفت |
|
بكم أكباد أبناء الطغام |
٤٨ ـ عساك تعيد روض الدين غضا |
|
بغيث من ندى كفيك هامي |
٤٩ ـ نجاتي منك أطلبها فجد لي |
|
بها يا من به أمسى إعتصامي |
٥٠ ـ سلامي يا بني الهادي عليكم |
|
عليكم يا بني الهادي سلامي |
التعليقات :
٢ ـ في نسخة : نفادى (الناشر).
٢٤ ـ إغترام : الغرامة / أوجب على نفسه.
٢٦ ـ طامي : البحر المملوء.
في نسخة : لذاك (الناشر).
٣٣ ـ الرغام : التراب.
٤٢ ـ العيوق : نجم أحمر مضيء في طرف المجرة ألأيمن يتلو الثريا.
٤٧ ـ الطغام : أوغاد الناس الواحد فيه والجمع سواء.
(٦٧)
سيف الشرك يعبث
من الكامل الثاني :
قالها في ألأحداث التي ألمت بألأمة بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وآله وينتهي بأحداث عام ٦١ هـ :
١ ـ لو كنت صاحب لوعتي وغرامي |
|
لعلمت كيف بذكرهن هيامي |
٢ ـ ما مر ذكر زمانهن بصارخ |
|
ألا أبحت حشاي للأسقام |
٣ ـ زمن لو أن الدهر جدده لنا |
|
صحت برغم عواذلي أحلامي |
٤ ـ ومروع باللوم قلبي لو درى |
|
ما بي من ألأشواق كف ملامي |
٥ ـ ما زال يلقاني بقبح كلامه |
|
زجرا وألقاه بلين كلامي |
٦ ـ أنا كنت أدري مذ ألفت هواهم |
|
أن سوف يكثر فيهم لوامي |
٧ ـ لكنني وأبيك لست بسامع |
|
طاشت إذا دون المرام سهامي |
٨ ـ وألله لم أر بعد يوم فراقهم |
|
يوما له أجفو لذيذ منامي |
٩ ـ إلا إذا ذكر المحرم قال لي |
|
قلبي إتخذ للحزن دار مقام |
١٠ ـ حقا على أهل الوفا أن يسأموا |
|
طيب الكرى ولذيذ كل طعام |
١١ ـ حزنا لما نال النبي محمدا |
|
من مفردات مصائب وتؤام |
١٢ ـ أما عزيزته البتول فلم تزل |
|
حلف الضنا وفضاضة ألآلام |
١٣ ـ قاست مصائب لو تقاسي بعضها |
|
شم الجبال لسخن بعد قوام |
١٤ ـ في كل يوم تستجد مآتما |
|
عظمت مواقفها على ألإسلام |
١٥ ـ أسفي لعترتها ألأطايب أصبحوا |
|
نهبا لكل مثقف وحسام |
١٦ ـ متباعدون عن الديار كأنهم |
|
سرب يوكله الردى بهيام |
١٧ ـ ما زال سيف الشرك يعبث فيهم |
|
ويبعدهم من مقصد ومقام |
١٨ ـ حتى قضت وطرا أمية فيهم |
|
ومضت فقام لها بنو ألأعمام |
١٩ ـ يتسابقون على إنتهاب تراثهم |
|
سبق الجياد الضمر للإقدام |
٢٠ ـ أما أمية لم تهج أضغانها |
|
إلا تراث الشرك وألأصنام |
٢١ ـ فعلام هاجت للسما أضغانها |
|
وهم ذوو ألأنساب وألأرحام |
٢٢ ـ هذا وما إرتكبت أمية قبلهم |
|
معشار ما إرتكبوا من ألآثام |
٢٣ ـ لو كان حقا قربهم من هاشم |
|
ما ضيعوا لبنيه عهد ذمام |
٢٤ ـ لم يتركوا لبني النبي حشاشة |
|
ألا أشبوا برها بضرام |
٢٥ ـ في كل سجن للنبي لديهم |
|
ثاو وفي قفراء آخر دام |
٢٦ ـ ولقد عجبت وكيف لم أعجب وقد |
|
أضحى الرشاد مضيع ألأحكام |
٢٧ ـ وخلافة ألله التي لم ينخفض |
|
لسوى بني الهادي ذراها السامي |
٢٨ ـ كانت أعز من الثريا منعة |
|
واليوم صارت موطئ ألأقدام |
٢٩ ـ يدعى الرشيد بها إماما حكمه |
|
ماض وخير الخلق غير إمام |
٣٠ ـ من ناشد عني بني العباس لا |
|
جفت برقم هجائهم أقلامي |
٣١ ـ أنّى إدعوها ملكهم واراهم |
|
لم يسعدوا فيها بشد حزام |
٣٢ ـ أيام باع الشرك أرسل كفه |
|
وإقتاد شامسها بغير زمام |
٣٣ ـ أسوى علي كان يوضح للورى |
|
ما كان منها طامس ألأعلام |
٣٤ ـ حتى إنجلت كالصبح أسفر بعدما |
|
غشى الظلام سفوره بظلام |
٣٥ ـ من ذا يقابل ذا بمن إسلامه |
|
ما كان لولا خيفة الصمصام |
٣٦ ـ لا تفرحوا ياقوم إن أيامكم |
|
طالت بطول مسرة ودوام |
٣٧ ـ فكأن قد إنقلبت بكم وكأنكم |
|
لم تظفروا منها بنيل مرام |
٣٨ ـ إن الذين ولعتم في ظلمهم |
|
لهم معادن كل فضل نام |
٣٩ ـ وهم الذين بوصف بعض علاهم |
|
ضلت تحير خواطر ألأوهام |
٤٠ ـ لو أنهم راموا تملك جيد ما |
|
رمتم لكان لهم أذل مرام |
٤١ ـ لكنهم نظروا عليها ذلة |
|
ألأدنى فعافوها إجتناب الذامي |
٤٢ ـ فلذاك أصبح عارها ينمى لكم |
|
باق مدى ألأيام وألأعوام |
٤٣ ـ قد كان في يوم الغدير كفاية |
|
في هولهم عن سائر ألأيام |
٤٤ ـ يوم به الجبار أكمل دينه |
|
وأتمه في أحسن ألإتمام |
٤٥ ـ عقد النبي به ولاءهم على |
|
من كان في ألأصلاب وألأرحام |
٤٦ ـ فتعاقدوا أهل الغوى أن ينكثوا |
|
ما كان أبرم غاية ألإبرام |
٤٧ ـ وعدوا عليهم يخضمون تراثهم |
|
خضم السوائم نبتة الرمرام |
٤٨ ـ إني لأقسم بالنبي وآله |
|
قسما على رب السما العلام |
٤٩ ـ أن لا يغيرني على ما فيّ من |
|
حب النبي وآله ألأعلام |
٥٠ ـ يا رب كن أنت الشهيد عليّ |
|
أني عبدهم وإسمع بها أقسامي |
التعليقات :
١١ ـ تؤام : توائم.
١٢ ـ في نسخة : ومصاحة (الناشر).
١٦ ـ هيام : بالضم العطش الشديد والجنون من العشق.
١٨ ـ بنو ألأعمام : بنو العباس.
١٩ ـ في نسخة : في ألإقدام (الناشر).
٣١ ـ بشد حزام : لم يحاربوا من أجل ألإسلام أيام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وآله.
٣٢ ـ شامسها : الشامس والشموس الفرس الذي يمنع ظهره ويصعب مقاده.
٣٥ ـ بمن إسلامه خيفة الصمصام : هو العباس جد بني العباس.
٤١ ـ الذام : إسم فاعل من ذم فهو ذام.
٤٥ ـ من كان في ألأصلاب وألأرحام : أي على ألأجيال القادمة أيضا.
٤٧ ـ يخضمون : يقضمون.
٤٧ ـ الرمرام : حشيش الربيع.
(٦٨)
معروف المناقب
من الطويل الثاني :
أنشأها في رثاء السيد حسين المجاهد الحائري :
١ ـ متى لم تكن يا دهر بالمجد مغرما |
|
متى لم تمل منه العماد المقوما |
٢ ـ نسيت الذي أرديت بألأمس في الثرى |
|
وكان شهابا لا يرى الدهر مظلما |
٣ ـ وما قد أحل ألله كان محللا |
|
وما حرم الرحمن كان محرما |
٤ ـ قضى ما عليه من فرائض حجه |
|
فلما لواه الشوق بالطف أحرما |
٥ ـ وجاور بحرا لا يزال مغطمطا |
|
ولا يشتكي يوما مجاوره الظما |
٦ ـ لأنسى بأدني جوده العرب حاتما |
|
وأنسى بأدنى بأسه العجم رستما |
٧ ـ ألا حرمة العلم العزيز رعيتها |
|
إلا ما أفاد الطالبين تكرما |
٨ ـ ولما رأى ما قد أعد إلهه |
|
لمن جاء قبر إبن النبي ميمما |
٩ ـ دعا ربه أن لا يبارح قبره |
|
فمات ولم يترك على المجد قيما |
١٠ ـ سوى الصالحين الرابحين كلاهما |
|
على كل من حاز الفخار تقدما |
١١ ـ أخوه ومعروف المناقب شبله |
|
إذا قيل من للمجد قلت هما هما |
١٢ ـ أعزيهما عنه وكيف وهل ترى |
|
يعزي عن البدر الكواكب في السما |
١٣ ـ وكم كان أبيات الرشاد مشيدا |
|
وكم كان أبيات الضلال مهدما |
١٤ ـ أقامك زين العابدين وصيه |
|
لأنك عنه كنت بالفضل معلما |
١٥ ـ بكته عيون المكرمات ولم تر |
|
تصب عليه أعين الفضل عندما |
١٦ ـ وما هو إلا الشمس غابت وكل من |
|
نرى بعده تشكوا نواظره العمى |
١٧ ـ وكم من نفوس اتلف السقم حالها |
|
شفاها بجدواه ومذ مات أسقما |
١٨ ـ تمنيت أني كنت قبلا أتيته |
|
بما جئت فيه من قريض منظما |
١٩ ـ لأحظى بما فيه حظى من نواله |
|
سواي ولم يفتح ليسأله فما |
٢٠ ـ سامدحه حيا وميت لأنني |
|
أرى مدحه حقا علي محتما |
٢١ ـ لقد كان أعلى العالمين مآثرا |
|
واسماهم قدرا وأحماهم حمى |
٢٢ ـ عمود الهدى بعد الحسين إذا هوى |
|
تراه بزين العابدين مقوما |
٢٣ ـ أصلي عليه ما حييت مسلما |
|
وكان عليه ألله صلى وسلما |
التعليقات :
المرثي هو السيد حسين إبن السيد محمد المجاهد الطباطبائي ويظهر أنه كان مصاحبا لوالده في جهاده ضد روسيا القيصرية بدلالة العجز في البيت السادس ـ أخوه هو السيد حسن والد أبو القاسم وشبله هو زين العابدين المتوفى ١٢٩١ ـ البيت ١٧ يدل على أنه كان يتعاطى الطب إنسانيا.
(٦٩)
هذا علي فإعرفوه
من البسيط ألأول :
قالها في نصب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وآله عليا عليهالسلام في مؤتمر الغدير :
١ ـ ما أنكر القوم من يوم الغدير وما |
|
على نبي الهدى من فعله نقموا |
٢ ـ في يوم قام يناديهم وما سمعوا |
|
وما بآذانهم من عارض صمم |
٣ ـ يا قوم هذا علي فإعرفوه كما |
|
عرفتموني أولى منكم بكم |
٤ ـ ألله أكرمكم فيما دعوتكم |
|
إليه فإستبقوا الخيرات وإغتنموا |
٥ ـ ما نال من قربه عندي للحمته |
|
كلا ولكن لأخرى دونها الرحم |
٦ ـ قربته ويلكم علما بأن له |
|
علما تعلم منه اللوح والقلم |
٧ ـ فقدموه فإن ألله قدمه |
|
من لم يقدمه لم تثبت له قدم |
٨ ـ لولا علي لكنتم في الورى بهما |
|
وهل كأسد الشرى إن عدت البهم |
٩ ـ إن كنت متهما فيه فقبلكم |
|
موسى بهارون قبلي قومه إتهموا |
١٠ ـ قوموا بطاعته وأرضوا ببيعته |
|
فإنه العروة الوثقى بها إعتصموا |
١١ ـ هارون كان أخا موسى وكان أخي |
|
فيكم فلا بعده يعروكم السأم |
١٢ ـ من كان أفصح لي منه إذا إختلفت |
|
علي أيدي العدى وإشتدت ألأزم |
١٣ ـ من رد عني أعادي الشرك حين عدت |
|
علي أجنادها كالسيل تزدحم |
١٤ ـ من رد عمرو بن ود يوم صاح بكم |
|
وكلكم منه مصفر ومنكتم |
١٥ ـ لولاه ما أصبحت ترعى سوارحكم |
|
مأمونة رعيها الغزلان والغنم |
١٦ ـ لولاه ما إرتفعت يوما بيوتكم |
|
مسموكة تتناغى حولها النغم |
١٧ ـ لولاه اصبح دين الشرك مرتفعا |
|
وعاد يعبد جهرا فيكم الصنم |
١٨ ـ هذا أخي وإبن أمي لا يوازنه |
|
في الفضل جل بني الدنيا وإن رغموا |
١٩ ـ عادت كعاد بما جرته جرهمها |
|
وغودرت بجديس أختها طسم |
٢٠ ـ وكان من سبأ ما كان فإنطمست |
|
آثارها ومحاها سيلها العرم |
٢١ ـ وسوف يقرضكم ما كان أقرضهم |
|
من العذاب وأنتم منهم وهم |
٢٢ ـ إني لأعلم إني لا أزيدكم |
|
هديا بنصحي وكم قدما بلوتكم |
٢٣ ـ فما وجدت لكم في كل جارحة |
|
إلا عقابيل داء ليس تنحسم |
٢٤ ـ لم يدر قدر علي غير خالقه |
|
الناس إلا عليا كلهم عدم |
٢٥ ـ من فاز بالطائر المشوي يأكله |
|
معي سواه وهذا ليس ينكتم |
٢٦ ـ لو شاهد ألأنبياء الغر بيعته |
|
لم يجحدوا أنهم طرا له خدم |
٢٧ ـ علام لم تفهموا ما قلته لكم |
|
أأنتم رجم أم أنتم رخم |
٢٨ ـ خلوا الخلافة خلوها فليس لها |
|
إلا أبو حسن من فيه نعتصم |
٢٩ ـ هذا أبو النيّرين الباهرين وذا |
|
أخو النبي ومن تمت له النعم |
٣٠ ـ يا قوم أي نبي مات قبل ولم |
|
يترك وصيا سلوا تخبركم ألأمم |
٣١ ـ هل فاعل أنا إلا مثل ما فعلوا |
|
هل عازم أنا إلا مثل ما عزموا |
٣٢ ـ وكلهم مات مظلوما وما ظلموا |
|
كما ظلمت وبالله صبرهم |
٣٣ ـ هل في بناتهم بنت كفاطمة |
|
أم في رجالهم كالمرتضى علم |
٣٤ ـ من منهم مثل مالي ماله إنتهبوا |
|
من منهم مثل آلي آله إصطلموا |
٣٥ ـ من منهم مثل رحلي رحله إغتنموا |
|
من منهم مثل مالي ماله إقتسموا |
٣٦ ـ من منهم مثل قدري قدره جهلوا |
|
من منهم مثل صهري صهره شتموا |
٣٧ ـ هب أنني لم اكن منكم وكنت لكم |
|
جارا أما حرمة للجار عندكم |
٣٨ ـ أنا الخصيم لكم في يوم لا حكم |
|
إلا ألإله ونعم الحاكم الحكم |
٣٩ ـ سيحرق الذكر من بعدي لأن به |
|
مدح إبن عمي مقرون بذمكم |
٤٠ ـ ستغدرون به بعدي وويلكم |
|
منه إذا حق يوم الحق ويلكم |
٤١ ـ هذي حبيبتي الزهراء بينكم |
|
وديعتي هل لها يا قوم محتشم |
٤٢ ـ أنى وكيف وفيكم كل ذي كبد |
|
تغلي علي حقودا وهي تضطرم |
٤٣ ـ كأنما كنت ثقلا في كواهلكم |
|
فغبت فإجتحتم أهلي ورودهم |
٤٤ ـ يا طالما رمتم قتلي بكيدكم |
|
فما إستطعتم ورد الله كيدكم |
٤٥ ـ ستغدرون ببنتي مثلما غدروا |
|
ببنت عمران قبل اليوم وإتهموا |
٤٦ ـ أخي يقاد كما قود الجنيب وذي |
|
تلغى وصاياي فيها ثم تهتضم |
٤٧ ـ ألنار في بيتها تضرى وجانبها |
|
يرض وأين لها بالباب مضطرم |
٤٨ ـ حتى الجنين أباد ألله جمعكم |
|
تستأصلون فما شأني وشأنكم |
٤٩ ـ يا خير كل الورى بعدالنبي ومن |
|
به الهدى قائم والدين منتظم |
٥٠ ـ مناقب لك ملئ ألأرض ضائقة |
|
بها السماء وأنت المفرد العلم |
٥١ ـ ما أنصفوك ولولا أنت ما عرفوا |
|
ولا رعوك ولولا أنت ما سلموا |
٥٢ ـ حلمت عنهم وحلم ألله حلمك يا |
|
عين ألإله فهلا عنكم حلموا |
٥٣ ـ لكن صفحك عنهم صفح ربك عن |
|
فرعون مصر ومن كانت له إرم |
٥٤ ـ كذا أمرت وكان ألله حسبك إذ |
|
أبصرت ما كان عنهم خافيا وعموا |
٥٥ ـ من هم ومن غيرهم لو شئت قلت لهم |
|
موتوا فماتوا ولم تشهد لهم رمم |
٥٦ ـ كان إصطبارك بالرحمن يوم ترى |
|
بنت النبي جهارا خدها لطموا |
٥٧ ـ تشكو إليك وما انسى مقالتها |
|
هناك هاتفة والدمع ينسجم |
٥٨ ـ هذا إبن آكلة الذبان معتديا |
|
أرثي وطفلي بمرأى منك يخترم |
٥٩ ـ هذا زنيم عدي ناله خطر |
|
على بيتي بمرأى منك يقتحم |
٦٠ ـ أبناء قيلة هذا كان عهدكم |
|
إلى النبي وهذا كان وعدكم |
٦١ ـ نصرتمونا وكنتم قبل شيعتنا |
|
واليوم صرتم علينا ما بدا لكم |
٦٢ ـ من كان حربكم بألأمس صار لكم |
|
سلما ومن كان سلما صار حربكم |
٦٣ ـ هذي بناتكم خلف الستور وذي |
|
بنت النبي عليها الرجس يحتكم |
٦٤ ـ يسومها تارة خسفا ويضربها |
|
أخرى أما فيكم للدين منتقم |
٦٥ ـ لو كان حمزة والطيار حاضرنا |
|
ما نال من نحلتي ما نال عجلكم |
٦٦ ـ كأنما جئتم تبغون ثاركم |
|
منا قديما نعم والحقد حقدكم |
٦٧ ـ يا آل أحمد يا ازكى الأنام خذوا |
|
غراء من عبدكم زينت بمدحكم |
٦٨ ـ إن تقبلوها فما فضل كفضلكم |
|
أو ترفضوها فما عدل كعدلكم |
٦٩ ـ ما أن مدحتكم رفعا لقدركم |
|
لكن لرفعة قدري بإمتداحكم |
٧٠ ـ وما أريد به فخرا على أحد |
|
لكن ليعلم أن العبد عبدكم |
٧١ ـ مالي سواكم ومالي غيركم أبدا |
|
إن ضاق بي زمن أو مسني ألم |
٧٢ ـ أنتم أعز وأغلى أن يخيب لكم |
|
عبد وإن قيل هذا خاطئ أثم |
التعليقات :
١٤ ـ عمرو بن ود بطل يوم الخندق من جانب المشركين قتله علي وأراح المسلمين.
١٩ ـ ٢٠ ـ عاد وجرهم وسبأ وجديس وطسم كلها أقوام من العرب البائدة ، وفي نسخة : كجديس (الناشر).
٢٢ ـ بلوتكم : جربتكم.
٢٣ ـ عقابيل : مصحفة عن عراقيل وهي بقايا العراء.
٢٥ ـ حديث الطائر المشوي معروف ومعترف به.
٢٧ ـ رجم : الحجارة.
رخم : طائر يشبه النسر.
٣٩ ـ الذكر : القرآن الكريم.
٤٦ ـ في نسخة : الخبيب (الناشر).
٦٠ ـ أبناء قيلة هم أبناء المدينة ، ألأنصار وقد وعدوا النبي بالذب عنه في بيعة العقبة.
٦٥ ـ حمزة عليهالسلام عم النبي ، بطل ألإسلام ، الطيار هو جعفر بن أبي طالب بطل يوم الحبشة وشهيد مؤتة.
(٧٠)
عجبا لحلم الله
من الكامل الثاني :
قالها في هجو بعض من إقتفى أثر ألأوائل في الظلم وحذا حذوهم في الغصب والحرام :
١ ـ إن كان للإسلام مثلك حجة |
|
فليبك باكينا على ألإسلام |
٢ ـ فكر لحاك ألله أي عظيمة |
|
لم تأتها في سالف ألأيام |
٣ ـ إن كنت تنساها فما هي بالتي |
|
تنسى مدى ألإعصار وألأعوام |
٤ ـ اليوم ترجو أن تسمى حجة |
|
غصت برأسك ضبة الصمصام |
٥ ـ لو كنت حقا من سلالة فاطم |
|
لرحمتها في ولدها ألأيتام |
٦ ـ وأظن إنك لست من أبنائها |
|
بل أنت من أبناء أم هجام |
٧ ـ غذيت يوم ولدت ما غذي به |
|
الحجاج كي تلتذ بألآثام |
٨ ـ وحججت بيت ألله كيف حججته |
|
من غير ما نسك ولا إحرام |
٩ ـ وتظن إنك من ذؤابة هاشم |
|
كلا ولكن من بني العوام |
١٠ ـ في كل يوم ثلمة لك في العلا |
|
ما أن تسد بيذبل وشمام |
١١ ـ ما هاشم إلا إذا ناديتها |
|
جاءتك أسرع من وفيض غمام |
١٢ ـ ولسوف تلقى من فعالك ما لقي |
|
ألأول الثلاثة من يدي هلقام |
١٣ ـ تبكي الحسين ولو شهدت قتاله |
|
مزقت جثته بكل حسام |
١٤ ـ وسلبت حرملة اللعين سهامه |
|
وكفيته قتل الرضيع الظامي |
١٥ ـ وليت مال ألله ث جعلته |
|
في كف مطعون العجان غلام |
١٦ ـ لانت أسافله فأصبح وجهه |
|
أقسى وأصلب من صخور رجام |
١٧ ـ واقول أن الهجو فيك عبادة |
|
والمدح إثم ليس كألآثام |
١٨ ـ وسكت عن أشياء لو أبرزتها |
|
غنت بها ألأطيار في ألاجام |
١٩ ـ وبآل برمك فإعتبر وبغيرهم |
|
إن كنت تحسب من ذوي ألأفهام |
٢٠ ـ ملكوا البلاد قصيها ودنيها |
|
ومضوا وما تركوا سوى ألأعلام |
٢١ ـ إن كنت لا تخشى ألإله ولم تخف |
|
أحدا فشأنك طر إلى بهرام |
٢٢ ـ وإصعد لأعلى الجو وإبن كما بنى |
|
فرعون قبلك صرحة ألأهرام |
٢٣ ـ أقرأت سورة هل أتى أرأيت ما |
|
فيها من ألإيثار وألإطعام |
٢٤ ـ ارأيت كيف ألله يمدح فتية |
|
جادوا له بالقرص بعد صيام |
٢٥ ـ ما أنت من أكفائها لا والذي |
|
جعل السما سقفا بغير دعام |
٢٦ ـ إصبر قليلا سوف يأتيك الذي |
|
ترك الملوك مواطئ ألأقدام |
٢٧ ـ عجبا لحلم ألله تهلك خلقه |
|
وتبيت سكرانا بغير مدام |
التعليقات :
هذه القصيدة الوحيدة بالهجو ما عدا بعض أبيات أخر.
٤ ـ ضبة الصمصام : يد السيف.
٩ ـ بني العوام هم آل الزبير وكان عبدالله بن الزبير يكره بني هاشم جدا.
١٠ ـ يذبل وشمام : جبلان.
١٢ ـ هلقام : الهلقام ألأسد والبطل.
١٥ ـ مطعون العجان : ألأست.
١٨ ـ ألآجام : غياض القصب.
١٩ ـ آل برمك : البرامكة ، وزراء الرشيد وقد غدر وفتك بهم فلم تقم لهم بعد قائمة.
٢١ ـ بهرام : إله البرهمية في الهند.
٢٢ ـ صرحة ألأهرام : إشارة إلى قوله تعالى «يا هامان إبن لي صرحا».
(٧١)
قرت عين المجد
من البسيط ألأول :
أنشأها في عزيز إلتقاه :
١ ـ قرت برؤياك عين المجد والكرم |
|
وإستبشرت بك حتى الحور في الخيم |
٢ ـ فكنت مثل هلال الفطر أنعشنا |
|
بعد الصيام ولم نفطر ولم نصم |
٣ ـ صمنا إنتظارا إلى رؤياك يا قمر |
|
ألأقمار يابن الزكي الطاهر العلم |
٤ ـ فاليوم عيد وللأعياد آونة |
|
لكنها لم تقم فينا ولم تدم |
٥ ـ وإن رؤياك عيد لا زوال له |
|
حتى تجوز حدود الشيب والهرم |
التعليقات :
مع ألأسف الممدوح غير معروف.
٤ ـ للأعياد آونة وتمر ببضعة أيام ثم تنتهي.
(٧٢)
في كل يوم ثلمة
من البسيط ألأول :
قالها في رثاء من إستشهد في معركة الطف الحزينة :
١ ـ كم فيك يا دار من دمع جرى ودم |
|
وكم فؤاد وجسم بات في سقم |
٢ ـ أعنيك يا كربلا إذ ليس غيرك |
|
للأرزاء أجمع من بيض ومن سحم |
٣ ـ أبكي لها ما أجد ألله في عمري |
|
وسوف تبكي لها تحت الثرى رممي |
٤ ـ وكيف لا ورسول الله في أرق |
|
منها وها هو لم يهجع ولم ينم |
٥ ـ وكيف لا وعلي ذو العلا قلق |
|
منها وفاطم تدعو آه وا ندمي |
٦ ـ يا رب ما ذنب أولادي أبادهم |
|
سيف إبن هند بواد غير ذي سلم |
٧ ـ تدرين كم فيك من علم ومن علم |
|
تدرين كم فيك من حكم ومن حكم |
٨ ـ فخر الجنان وفخر الحور فيك كما |
|
فخر السماء وفخر البيت والحرم |
٩ ـ الروض يفخر بألأزهار فإفتخري |
|
يا كربلاء بمنثور ومنتظم |
١٠ ـ من اللآلي التي في العرش معدنها |
|
أدرى بمقدارها الجبار ذو النعم |
١١ ـ فيك الحسين وأهلوه وصحبته |
|
فأي فخر كهذا الفخر في ألأمم |
١٢ ـ هم الشموس هم ألأقمار والشهب |
|
اللائي بها يهتدي في حالك الظلم |
١٣ ـ هم الرياض هم ألأجبال والهضب |
|
اللاتي إليها إلتجاء الناس في ألأزم |
١٤ ـ ما بال آل علي كلما ذكروا |
|
عجت بهم الدنيا بكل فم |
١٥ ـ ما بال آل علي كلما نهضوا |
|
بحقهم قربوا للذبح كالغنم |
١٦ ـ بطن الثرى غص من قتلاهم جثثا |
|
وظهرها بين مطرود ومنهزم |
١٧ ـ خرس إذا نطقوا عمش إذا نظروا |
|
صم وحاشاهم من عارض الصمم |
١٨ ـ كأنهم لم يكونوا للهدى شهبا |
|
كأنهم لم يكونوا أبحر الكرم |
١٩ ـ مبدد شملهم في كل ناحية |
|
كأنهم مغانم في الدنيا لمغتنم |
٢٠ ـ هذا وما ذنبهم إلا لأنهم |
|
أدنى إلى المصطفى من كل ذي رحم |
٢١ ـ لم ينزلوا بسوى ألأوعار إن نزلوا |
|
ولا مرابع إلا المربع الوخم |
٢٢ ـ شفاعة المصطفى ليست لأمته |
|
يا بئس ذي ألأمة الشنعاء في ألأمم |
٢٣ ـ أراضيا مات عنهم لا وباعثه |
|
إلى الخلائق نورا بادي النسم |
٢٤ ـ أعمى ألإله عيون الخلق هل علمت |
|
ما حل فيها من الويلات والنقم |
٢٥ ـ ألقى ألإله عليها الذل مذ علمت |
|
أن الحسين بسهم النائبات رمي |
٢٦ ـ فلم تجبه ولم تنصره يوم دعا |
|
وا غربتاه ولم تفزع إلى الندم |
٢٧ ـ بلى أجابته أقوام لها قدم |
|
في المكرمات وعز ثابت القدم |
٢٨ ـ هم الذين وفوا لله درهم |
|
وما سواهم وفى في ألأنام نمي |
٢٩ ـ بنوه أخوته أصحابه ملكوا |
|
بالمدح كل لسان صادق الكلم |
٣٠ ـ حتى لسان رسول ألله جاء لهم |
|
دون الورى مع لسان اللوح والقلم |
٣١ ـ يا هل رأيت رعاك ارؤسهم |
|
معقودة في رؤوس السمر كالعمم |
٣٢ ـ محلوبة لا رعاك ألله جالبها |
|
بيضا ولكنها مخضوبة اللمم |
٣٣ ـ دم هناك أم الحنا خضابهم |
|
لا بل دم أفتديه أي دم |
٣٤ ـ ولو رأيت يزيدا حين يضربها |
|
بالخيزران ولم يمقت ولم يلم |
٣٥ ـ ألله أكبر هذا ما أمرت به |
|
يا أمة مثلها ما جاء في ألأمم |
٣٦ ـ قتل النفوس حلال ويل أمكم |
|
هلا فعلتم كذا في عابد الصنم |
٣٧ ـ ومن رأى كأسارهم على رسم |
|
مهزولة لا عداك العرى من رسم |
٣٨ ـ كم حرة من بنات الوحي يخدمها |
|
جبريل سيقت على ألأكوار كالخدم |
٣٩ ـ العرش مضطرب والكون منقلب |
|
والناس في غمرة ساهون كالنعم |
٤٠ ـ فألأم الناس طرا صار محترما |
|
وأكرم الناس طرا غير محترم |
٤١ ـ والعبد في الناس حر صار ذو حشم |
|
والحر في الناس عبدا غير ذي حشم |
٤٢ ـ وكل فاجرة أمست لها حرم |
|
وكل زاكية أمست بلا حرم |
٤٣ ـ والجهل فاش وخير الناس جاهلهم |
|
والعلم أهلوه بين الناس كالعدم |
٤٤ ـ هذا وخير جميع الناس أعلمهم |
|
من فاته العلم فليرتع مع البهم |
٤٥ ـ لو كنت أملك سيفا غير منثلم |
|
أو كنت أملك رمحا غير منحطم |
٤٦ ـ أو كنت أملك جرارا له عدد |
|
يوفى على غمرات السبعة الفعم |
٤٧ ـ رأيتني من فجاج ألأرض أختطف |
|
ألأبطال خطف ألإزل الجائع النهم |
٤٨ ـ وإن علمت بأن لا بد من ملك |
|
يأتي لها بعد شيب الدهر والهرم |
٤٩ ـ يأتي وما هو بالواني له زجل |
|
كالرعد من حلبات الخيل واللجم |
٥٠ ـ تجري على ألأرض أنهار الدماء كما |
|
تجري السيول من ألأنواء والديم |
٥١ ـ أفديه من غائب ما زال يلحظنا |
|
بناظر منه لم يهجع ولم ينم |
٥٢ ـ يدعو بثارات آباء له ذهبوا |
|
في كل يوم عظيم غير منكتم |
٥٣ ـ يا أطيب الناس من عجم ومن عرب |
|
وأنجب الناس من عرب ومن عجم |
٥٤ ـ وافاك عبدك لم تنفق بضاعته |
|
ألا عليك ولم تعرض ولم تسم |
٥٥ ـ إن كنت تقبلها فضلا فأنت له |
|
أهل وإلا فيا ويلي ويا ندمي |
٥٦ ـ وإن وهبت فهبني ما أؤمله |
|
في النشأتين ففيك اليوم معتصمي |
التعليقات :
٢ ـ سحم : السحمة السوداء وألأسحم ألأسود.
٣٢ ـ اللمم : جمع لمة بالكسر وهو الشعر المنسدل على ألأذن.
٣٤ ـ ولم يمقت لم يلم : يذكرني في هذا / يقول الباقر عليهالسلام : من إنتقد الثلاثة فهو كافر أما من سب عليا رضي الله عنه يسكتون عليه.
٤٠ ـ ٤٤ ـ لا أعلق على شكوى الشاعر من زمانه بأكثر من قول المتنبي :
صحب الناس قبلنا ذا الزمان |
|
وعناهم من أمره ما عنانا |
إذ شكوى الشاعر لا تزال قائمة.
٤٦ ـ السبعة الفعم : ألأبحر السبعة.
٤٧ ـ ألأزل : الذئب.
(٧٣)
الحسين فيك رهين
من الخفيف :
قالها في رثاء أبي الشهداء الحسين بن علي عليهماالسلامويخاطب بها أرض كربلاء :
١ ـ لك يا كربلاء بقلبي كلوم |
|
أنا منها ما عشت عمري كليم |
٢ ـ فارقتني مسرتي مذ ترعرعت |
|
فحزني حتى الممات مقيم |
٣ ـ كيف لا والحسين فيك رهين |
|
وبنوه والماجدون القروم |
٤ ـ كلهم أبحر إذا أجدب الدهر |
|
وإن أظلم الزمان نجوم |
٥ ـ أين حلوا حلت بهم نائبات |
|
بعضها يوم كربلا المعلوم |
٦ ـ تركت للسباع منها عظام |
|
ولطير السماء منا لحوم |
٧ ـ هان يا مصطفى عليك حسين |
|
إذ نفوه أو طفله المحروم |
٨ ـ أم حشاه أم نحره أم قراه |
|
أم يداه أم صدره المحطوم |
٩ ـ أم نساه أم رحله أم حماه |
|
أم خباه أم بيته المهدوم |
١٠ ـ يا حريقي لفقدهم يا حريقي |
|
ليس يطفيه دمعي المسجوم |
١١ ـ عقم الدهر أن يجيء بأخرى |
|
مثل هذي وإنه لعقيم |
١٢ ـ جئ بعذر يا دهر أو لا فإني |
|
لك ما عشت في الزمان خصيم |
١٣ ـ أي كأس سقيت فيه حسينا |
|
حر جوابا أو لا فأنت ملوم |
١٤ ـ هو ذاك الكأس الذي مات فيه |
|
حيدر الطهر وإبنه المسموم |
١٥ ـ والذي مات فيه أحمد من قبل |
|
على أن أمره مكتوم |
١٦ ـ وكذاك البتول والمحسن المسقط |
|
وكل له مصاب عظيم |
١٧ ـ هاج ما هاج من غرامي فهل من |
|
مسعد أو معاضد يا نديم |
١٨ ـ قل من يسعد الحزين ولكن |
|
حالة يبتلى بها المألوم |
١٩ ـ اي دهر فيه إبن هند أمير |
|
حاكم وإبن أحمد محكوم |
٢٠ ـ إنما يملك الخلافة وألأمر |
|
أبي أو ماجد أو كريم |
٢١ ـ أي شيء في الناس كان يزيد |
|
وأبوه لولا النفاق القديم |
٢٢ ـ ليس فرعون في الشقا كيزيد |
|
لا ولا كالحسين كان الكليم |
٢٣ ـ ذا نبي وذا وصي ولكن |
|
ذا إمام لذا وذا مأموم |
٢٤ ـ هو نور النار التي راح موسى |
|
يصطليها والليل داج بهيم |
٢٥ ـ فخر جبريل أن يرى خادم البيت |
|
الذي فيه ذلك المخدوم |
٢٦ ـ لا تلم وحدها أمية وأذكر |
|
ما جنى قبلها العتل الزنيم |
٢٧ ـ هو أعمى الورى عن الحق حتى |
|
كلهم في الضلال امسى يهيم |
٢٨ ـ الف الكفر وإستمر عليه |
|
فهو شيطانها القوي الرجيم |
٢٩ ـ حارب الله والنبي قديما |
|
وحديثا وكالحديث القديم |
٣٠ ـ ذاك هادي الورى إلى منهج |
|
الحق وهذا صراطه المستقيم |
٣١ ـ كل جيل اراه يأتي ويمضي |
|
هدم ذاك البيت الرفيع يروم |
٣٢ ـ ما حسام يسل في الدهر إلا |
|
وهو في نحر فاطمي مشيم |
٣٣ ـ إرث طه ما بين حر وعبد |
|
وإبنه من تراثه محروم |
٣٤ ـ خصموا الناس بالنبي وها هم |
|
لبنيه دون ألأنام خصوم |
٣٥ ـ كلما قام قائم من بنيه |
|
أقعدوه وما له خيشوم |
٣٦ ـ كان حتما يا قوم قتل حسين |
|
ليت لا كان ذلك المحتوم |
٣٧ ـ قتلوه بسيفه حكم ألله |
|
عليهم وهو العزيز الحكيم |
٣٨ ـ زعمت قتله شفاء صدور |
|
سقمه منه لا برئت سقيم |
٣٩ ـ ولقد هاجني وهيج وجدي |
|
لحسين في كربلاء حريم |
٤٠ ـ رافعات أصواتهن عويلا |
|
يوم لم يبق عندهن حميم |
٤١ ـ كم أسير يبكي عليه أسير |
|
ويتيم يشكو إليه يتيم |
٤٢ ـ الكفاح الكفاح يا اسد الغاب |
|
إذا قيل أقدمن حيزوم |
٤٣ ـ قربوا الخيل وإمتطوها سراعا |
|
وإتركوها في بحر قان تعوم |
٤٤ ـ ليس من يعقر الجمال كريما |
|
إن من يعقر الرجال كريم |
٤٥ ـ ثأر من لو هوى له الفلك الطير |
|
حزنا ما قيل خطب جسيم |
٤٦ ـ اي وربي وكيف لا ورسول |
|
ألله أمسى وقلبه مألوم |
٤٧ ـ إرفعي فاطم العويل فإنا |
|
لك ما قمت بالنياح نقوم |
٤٨ ـ ليس منا من لا يروح ويغدو |
|
وهو للنوح والبكاء نديم |
٤٩ ـ يا كراما من كل خطب نجاتي |
|
ما دجى الخطب كهفهم والرميم |
٥٠ ـ خلصوني من الهموم بدنياي |
|
وأخراي إنني مهموم |
٥١ ـ كفر من قد عاداكم ليس يخفى |
|
رشد من قد والاكم معلوم |
٥٢ ـ يعرف المجرم المسيء بسيماه |
|
ويبدو في الوجه ذلك الذميم |
٥٣ ـ بكم يرحم ألأله اناسا |
|
يوم لا راحم ولا مرحوم |
٥٤ ـ فإرحموني ووالدي وولدي |
|
يوم عظمي تحت التراب رميم |
٥٥ ـ وإليكم أشكو نوائب دهر |
|
لست في حمل بعضهن أقوم |
التعليقات :
٦ ـ تركت أي النائبات.
٧ ـ أذنف وأذنفوه ـ لعلها نعوه ـ المهملة.
٩ ـ خباه أي الخباء أو البيت.
١٥ ـ أمره المكتوم : قد يكون السم الذي أعطته إياه اليهودية أو مؤامرة من بعض من والاه ظاهريا.
٢٧ ـ هو أعمى الورى أي غشهم وساقهم للعمى.
٣٢ ـ مشيم ـ من شام السيف أي سله وتأتي بمعنى أغمده أيضا والسيف مشيم اي مسلول أو مغمد.
٣٤ ـ إشاة إلى قول الخليفة ألأول مخاطبا ألأنصار نحن أهل النبي.
٣٥ ـ خيشوم ، أي أنف ، أي مضروب على رأسه ووجهه.
٤٢ ـ حيزوم إسم ملك سمع في بدر.
٤٤ ـ إلا الذين عقروا الجمل يوم الجمل فأنهوا الحرب.
٤٩ ـ في نسخة : ما دهى (الناشر).
٤٩ ـ ٥٥ ألأبيات الروتينية التي يأتي بها شعراء المنبر الحسيني بالدعاء والتوسل إلى الله والتشفع إليه بآل البيت.
(٧٤)
أيام عاشوراء
من الكامل ألثاني :
أنشأها في رثاء من سقطوا على أرض الطفوف يوم عاشوراء عام ٦١ هـ :
١ ـ جاءت تفجر أكبدا وعيونا |
|
أيام عاشورا بكا وحنينا |
٢ ـ ضربت على وجه السماء ملاءة |
|
صبغت زواهرها حوالك جونا |
٣ ـ وتراكمت سحبا فأمطرت الثرى |
|
غيثا فأنبتها شجى ورنينا |
٤ ـ ما ينقضي عمر الزمان وإنما |
|
يقضي بها كل إمرئ محزونا |
٥ ـ ما قيل هل محرم إلا إنثنى |
|
قلبي بتجديد ألأسى مفتونا |
٦ ـ أو كان يوم منه إلا كان لي |
|
سببا إلى طول البكاء سنينا |
٧ ـ لا مرحبا بك يا محرم لم تدع |
|
قلبا على بشر به مأمونا |
٨ ـ سل غير قلبي سلوة إن ألأسى |
|
لم يتخذ غيري عليه أمينا |
٩ ـ حقا على عينيّ أن لا يبرحا |
|
ينثرن فيه اللؤلؤ المكنونا |
١٠ ـ أيقال قد قتل الحسين عفى |
|
على هذي الليالي شد ما يبغينا |
١١ ـ روعن قلب محمد في آله |
|
أترى لهن على النبي ديونا |
١٢ ـ اضحى يقلب كفه متأسفا |
|
أكذا يجرعني الزمان الهونا |
١٣ ـ أعلى بني تسل أشفار الضبا |
|
حتى إستقين دماءهم فسقينا |
١٤ ـ من لي بفتياني عطاشى جرعوا |
|
بدلا من الماء الزلال منونا |
١٥ ـ من لي بفتياني عرايا في الثرى |
|
لم تلق تغسيلا ولا تكفينا |
١٦ ـ من لي بنسواني تؤلم قسوة |
|
منها السياط معاصما ومتونا |
١٧ ـ هذي بناتي بعد قتل حماتها |
|
عاد العدو لسلبها مأذونا |
١٨ ـ مستصرخات بي وأنّى لي بها |
|
لأكون عنها دافعا ومعينا |
١٩ ـ لا ذنب لي يا رب إلا إنني |
|
أوضحت نهجا للرشاد مبينا |
٢٠ ـ كل إمرئ ميراثه في ولده |
|
لم صار إرثي عن بني مصونا |
٢١ ـ ما لاح لي يوما بيثرب كوكب |
|
إلا وعاد بكربلا مدفونا |
٢٢ ـ اليوم أعضاد المطي قواصر |
|
ما لم يثرن بكربلاء مئينا |
٢٣ ـ يحملننا والوجد ملء صدورنا |
|
حتى يلجن رواقها المأمونا |
٢٤ ـ يا كربلا أصبحت محسود السما |
|
إذ صرت للعرش العظيم قرينا |
٢٥ ـ لو لم تكوني بقعة ميمونة |
|
ما إخترت ذاك الطيب الميمونا |
٢٦ ـ يا من ابى الرحمان إلا حبهم |
|
حصنا يكون من البلاء حصينا |
٢٧ ـ ما لم يروعني البلاء ولم يكن |
|
حبلي بغير ولائكم مقرونا |
(٧٥)
جاء عاشوراء
من الخفيف :
رثاء لآل الرسول المستشهدين بكربلاء :
١ ـ جاء عاشور يجلب ألأحزانا |
|
ويعيد البكاء آنا فآنا |
٢ ـ فإسمعي ما اقول يا أم سعد |
|
وإعلمي إن في مقالي البيانا |
٣ ـ إن من لم يقم به سنن النوح |
|
ويدمن به البكا إدمانا |
٤ ـ هو أجفى الورى لآل علي |
|
وهو أعدى عليهم عدوانا |
٥ ـ هذه أعين السماء وهذي |
|
أعين ألأرض دمعها ما توانا |
٦ ـ لم تبارح بكاءها مذ درت |
|
أن حسينا ذاق الردى ظمآنا |
٧ ـ لا أرى للفرات عذرا وإن |
|
غار مدى الدهر ماؤه غضبانا |
٨ ـ ما سمعنا ولا رأينا قتيلا |
|
مات والماء حوله عطشانا |
٩ ـ يا لها مهجة إزدادت قلوب |
|
الناس من لمع نارها نيرانا |
١٠ ـ كل يوم يشب فيها لهيب |
|
يملأ الأرض والسماء دخانا |
١١ ـ لا ترى غير نادب واحسيناه |
|
واخرى تبدي الشجى ألحانا |
١٢ ـ كلما قيل يا حسين أفاضت |
|
أعين الناس دمعها غدرانا |
١٣ ـ سعد الباذلون أنفسهم طوع |
|
رضاه وادركوا الرضوانا |
١٤ ـ جعلوها وقفا على طاعة ألله |
|
وما حاولوا لها أثمانا |
١٥ ـ وإستقاموا على الطريقة لما |
|
قربوها لوجهه قربانا |
١٦ ـ أنهم فتية أبى الله إلا |
|
أن يكونوا لدينه أعوانا |
١٧ ـ جاهدوا غير ناكلين إلى ان |
|
عانقوا البيض والقنا المرانا |
١٨ ـ ومضوا يحبرون في جنة الخلد |
|
وعاد إبن أحمد حيرانا |
١٩ ـ بينما يلتقي الكفاح إلى ان |
|
قيل كفكف فكان ما قد كانا |
٢٠ ـ سوّد الله وجه هذي الليالي |
|
فتن الراغبون فيها إفتتانا |
٢١ ـ بلغت حرب المراد وأقذت |
|
من بني خيرة الورى أجفانا |
٢٢ ـ يا مواضي القضاء جودي ضرابا |
|
يا عوالي الفناء جودي طعانا |