السيد علي الحسيني الصدر
الموضوع : الأخلاق
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-397-654-5
الصفحات: ٢٤٤
الإمام العسكري عليهالسلام
كان صاحب معالي الأخلاق الطيّبة حتّى مع أعداءه فضلاً عن مواليه ، ففي حديث محمّد بن إسماعيل العلوي قال :
جلس أبو محمّد عليهالسلام عند عليّ بن أوتاش وكان شديد العداوة لآل محمّد عليهمالسلام ، غليظاً على آل أبي طالب ... فما أقام إلّا يوماً حتّى وضع خدّه له ، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً وإعظاماً ، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرةً ، وأحسنهم قولاً فيه(١) .
وهذا يدلّ على أجلّ محاسن الأخلاق التي يكنّ العدوّ له .
ومن ذلك تلاحظ سيرته الطيّبة حتّى مع أخيه جعفر التوّاب وذلك حين حبسه المعتمد العبّاسي ، ففي الحديث أنّه حبسه مع أخيه جعفر عند سجّانه عليّ بن جرين .
قال : كان المعتمد يسأل عليّاً عن أخباره في كلّ وقت فيخبره أنّه يصوم النهار ، ويصلّي الليل .
فسأله يوماً من الأيّام عن خبره فأخبره بمثل ذلك ، فقال له : امض السّاعة إليه
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٥٠ / ص ٣٠٧ .
واقرئه منّي السلام ، وقُل له : انصرف إلى منزلك مصاحباً .
قال عليّ بن جرين : فجئت إلى باب الحبس فوجدت حماراً مسرّجاً فدخلت عليه فوجدته جالساً وقد لبس خفّه وطيلسانه وشاشته ـ أي عمامته ـ فلمّا رآني نهض فأدّيت إليه الرسالة فركب .
فلمّا استوى على الحمار وقف .
فقلت له : ما وقوفك يا سيّدي ؟
فقال لي : حتّى يجيء جعفر .
فقلت : إنّما أمرني بإطلاقك دونه .
فقال لي : ترجع إليه فتقول له : خرجنا من دار واحدة جميعاً فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك فمضى وعاد ، فقال له : يقول لك : قد أطلقت جعفراً لك لأنّي حبسته بجنايته على نفسه وعليك ، وما يتكلّم به ، وخلّى سبيله فصار معه إلى داره(١) .
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٥٠ / ص ٣١٤ .
الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف
وهو صفوة الصفوة من الاُسوة الباقية من رسول الله صلىاللهعليهوآله في طيب الأخلاق ، ومحاسن الفعال ، وعظيم السجايا ، مع الأولياء وغير الأولياء .
ففي قضيّة ياقوت الدهّان نقل المحدّث النوري عن المرحوم الشيخ علي الرشتي تلميذ الميرزا الشيرازي قال : ـ
رجعت مرّة من زيارتي أبي عبد الله عليهالسلام عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات ، فلمّا ركبنا في بعض السفن الصغار التي كانت بين كربلاء وطويريج ، رأيت أهلها من أهل الحلّة ، ومن طويريج يفترق ، طريق الحلّة والنجف ، واشتغل الجماعة باللّهو واللّعب والمزاح ، رأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم ، عليه آثار السكينة والوقار لا يمازح ولا يضاحك ، وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه ، ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم ، فتعجّبت منه إلى أن وصلنا إلى محلّ كان الماء قليلاً فأخرَجنا صاحب السفينة منها فكنّا نمشي على شاطئ النهر .
فاتّفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق ، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه ، وذمّهم إيّاه ، وقدحهم فيه .
فقال : هؤلاء من أقاربي من أهل السُّنّة ، وأبي منهم واُمّي من أهل الإيمان ، وكنت أيضاً منهم ، ولكنّ الله مَنَّ عَليَّ بالتشيّع ببركة الحجّة صاحب الزمان عليهالسلام .
فسألت عن كيفيّة إيمانه .
فقال : اسمي ياقوت وأنا أبيع الدّهن عند جسر الحلّة ، فخرجت في بعض السنين لجلب الدّهن من أهل البراري خارج الحلّة ، فبُعدت عنها بمراحل ، إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت اُريده منه ، وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلّة ، ونزلنا في بعض المنازل ونُمنا ، وانتبهت فما رأيت أحداً منهم وقد ذهبوا جميعاً ، وكان طريقنا في بريّة قفر ، ذات سباع كثيرة ، ليس في أطرافها معموة إلّا بعد فراسخ كثيرة .
فقمت وجعلت الحمل على الحمار ، ومشيت خلفهم فضلَّ عنّي الطريق ، وبقيت متحيّراً خائفاً من السباع والعطش في يومه ، فأخذت أستغيث بالخلفاء والمشايخ وأسألهم الإعانة ، وجعلتهم شفعاء عند الله تعالى ، وتضرّعت كثيراً ، فلم يظهر منهم شيء ، فقلت في نفسي : إنّي سمعتُ من اُمّي أنّها كانت تقول : إنّ لنا إماماً حيّاً يُكنّى أبا صالح يرشد الضالّ ، ويُغيث الملهوف ، ويُعين الضعيف ، فعاهدت الله تعالى إن استغثت به فأغاثني ، أن أدخل في دين اُمّي .
فناديته واستغثت به ، فإذا بشخص في جنبي ، وهو يمشي معي ، وعليه عمامة خضراء ، قال رحمه الله : وأشار حينئذٍ إلى نبات حافّة النهر ، وقال : كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات .
ثمّ دلّني على الطريق وأمرني بالدخول في دين اُمّي ، وذكر كلمات نسيتها ، وقال : ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة .
قال : فقلت : يا سيّدي أنت لا تجيىء معي إلى هذه القرية ؟
فقال ما معناه : لا ، لأنّه استغاث بي
ألف نفس في أطراف البلاد اُريد أن
أغيثهم ، ثمّ غاب عنّي .
فما مشيت إلّا قليلاً حتّى وصلت إلى القرية ، وكان في مسافة بعيدة ، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم .
فلمّا دخلت الحلّة ذهبت إلى سيّد الفقهاء السيّد مهدي القزويني طاب ثراه ، وذكرت له القصّة ، فعلّمني معالم ديني ، فسألت عنه عملاً أتوصّل به إلى لقائه عليهالسلام مرّةً اُخرى ، فقال : زُر أبا عبد الله عليهالسلام أربعين ليلة الجمعة .
قال : فكنت أزوره من الحلّة في ليالي الجُمع إلى أن بقي واحدة ، فذهبت من الحلّة في يوم الخميس ، فلمّا وصلت إلى باب البلد ، فإذا جماعة من أعوان الظّلَمة يطالبون الواردين التذكرة ، وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها ، فبقيت متحيّراً والناس متزاحمون على الباب فأردت مراراً أن أتخفّى وأجوز عنهم ، فما تيسّر لي ، وإذا بصاحبي صاحب الأمر عليهالسلام في زيّ لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد ، فلمّا رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه ، وأدخلني من الباب فما رآني أحد ، فلمّا دخلت البلد افتقدته من بين الناس(١) .
هذه نُبذة يسيرة من دروسهم العمليّة في حُسن الخلق وطيب الأخلاق .
وأمّا دروسهم القوليّة في أحاديثهم السَنيّة ، فقد بيّنوا أروع الدروس ، وأبلغ المعالم في الأخلاقيّات ومكارم الصِّفات ، نذكر جملة منها في الفصل القادم .
__________________________________
(١) جنّة المأوى المطبوع في بحار الأنوار / ج ٥٣ / ص ٢٩٤ .
٤ / الدروس الأخلاقيّة القوليّة لأهل البيت عليهمالسلام
تظافرت وتواترت أحاديث أهل بيت العصمة عليهمالسلام في الحثّ والترغيب والأمر بحُسن الخلق ، وتهذيب النفوس على مكارم الأخلاق .
نتبرّك بذكر نُبذة منها ، رُويت في الكتب والمجامع المعتبرة ، وجُمعت في ينابيع الحكمة(١) منها : ـ
١ ـ عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً(٢) .
٢ ـ عن الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما يوضع في ميزان امرئٍ يوم القيامة أفضل من حُسن الخُلق(٣) .
٣ ـ عن عنبسة العابد قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : ما يَقدِمُ المؤمن على الله عزّ وجلّ بعملٍ بعد الفرائض أحبَّ إلى الله تعالى من أن يسع الناسَ بخُلقه(٤) .
٤ ـ عن الإمام أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ صاحب الخُلق
__________________________________
(١) ينابيع الحكمة / ج ٢ / ص ٢٥١ إلى ص ٢٦٨ .
(٢) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٨١ / ح ١ .
(٣) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٨١ / ح ٢ .
(٤) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٨٢ / ح ٤ .
الحَسَن له مثل أجر الصائم القائم(١) .
٥ ـ عن الإمام أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أكثر ما ثلج به اُمّتي الجنّة تقوى الله وحسن الخُلق(٢) .
٦ ـ قال الإمام أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ الخُلق يُميتُ الخطيئة كما تُميت الشمسُ الجليد(٣) .
٧ ـ عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : البرّ وحُسن الخلق يعمّران الدِّيار ، ويزيدان في الأعمار(٤) .
٨ ـ قال الإمام أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى ليُعطي العبد من الثواب على حسن الخُلق كما يُعطي المجاهد في سبيل الله ، يغدو عليه ويروح(٥) .
٩ ـ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ سوء الخُلق ليفسد العمل كما يفسد الخَلُّ العسل(٦) .
__________________________________
(١) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٨٢ / ح ٥ .
(٢) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٨٢ / ح ٦ .
(٣) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٨٢ / ح ٧ .
(٤) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٨٢ / ح ٨ .
(٥) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٨٣ / ح ١٢ .
ولا يخفى أنّ الغدوّ هو أوّل النهار ، والرواح آخره .
وهذا بيان حال المجاهد في سبيل الله ، يستمرّ له الثواب في أوّل النهار وآخره .
(٦) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٢٤٢ / ح ١ . واعلم أنّه ذكر العلّامة المجلسي قدسسره في المرآة ج ١٠ ص ٢٦٠ : أنّ سوء الخُلق وصف للنفس يوجب فسادها وانقباضها وتغيّرها على أهل الخلطة والمعاشرة ، وإيذائهم بسببٍ ضعيف أو بلا سبب ، ورفض حقوق المعاشرة وعدم احتمال ما لا يوافق طبعه منهم .
وقيل : هو كما يكون مع الخلق يكون مع الخالق أيضاً ، بعدم تحمّل ما لا يوافق طبعه من النوائب ، والاعتراض عليه .
ومفاسده وآفاته في الدُّنيا والدِّين كثيرة منها : أنّه يفسد العمل بحيث لا يترتّب عليه ثمرته المطلوبة منه « كما يفسد الخلّ العسل » وهو تشبيه المعقول بالمحسوس ، وإذا أفسد العمل أفسد الإيمان .
١٠ ـ عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أبىٰ الله عزّ وجلّ لصاحب الخُلق السيء بالتوبة .
قيل : وكيف ذاك يا رسول الله ؟
قال : لأنّه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه(١) .
١١ ـ قال الإمام أبو عبد الله عليهالسلام : من ساء خُلقه عذّب نفسه(٢) .
١٢ ـ قال الإمام أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ سوء الخُلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل(٣) .
١٣ ـ في مواعظ النبيّ صلىاللهعليهوآله : سوء الخُلق شوم(٤) .
١٤ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : أفضلكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً(٥) .
١٥ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : حسن الخُلق يثبت المودّة(٦) .
١٦ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : خياركم أحسنكم أخلاقاً ، الذين يألِفون ويُؤلَفون(٧) .
١٧ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : حسن الخُلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم .
فقيل له : ما أفضل ما اُعطي العبد ؟
قال : حسن الخُلق(٨) .
١٨ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : أقربكم منّي غداً في الموقف أصدقكم للحديث ، وآداكم للأمانة ، وأوفاكم بالعهد ، وأحسنكم خُلقاً ، وأقربكم من الناس(٩) .
١٩ ـ في مواعظ أمير المؤمنين عليهالسلام : حسن الخُلق خيرُ قرين ، وعنوان
__________________________________
(١) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٢٤٢ / ح ٢ .
(٢) الكافي ج ٢ ص ٢٤٢ ح ٤ .
(٣) الكافي ج ٢ ص ٢٤٢ ح ٣ .
(٤) و (٥) تحف العقول ص ٣٧ .
(٦) ـ (٨) تحف العقول ص ٣٨ .
(٩) تحف العقول ص ٣٨ .
صحيفة المؤمن حسن خُلقه(١) .
٢٠ ـ في مواعظ الإمام الصادق عليهالسلام : حسن الخُلق من الدِّين ، وهو يزيد في الرزق(٢) .
٢١ ـ في مواعظ الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام : السخيّ الحسنُ الخُلق في كَنَفِ الله ، لا يتخلّى الله عنه حتّى يدخله الجنّة ، وما بعث الله نبيّاً إلّا سخيّاً ، وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخُلق حتّى مضىٰ(٣) .
٢٢ ـ عن الإمام الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : عليكم بحسن الخُلق فإنّ حسن الخُلق في الجنّة لا محالة ، وإيّاكم سوء الخُلق فإنّ سوء الخُلق في النار لا محالة(٤) .
٢٣ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : حسن الخُلق نصف الدِّين (٥) .
٢٤ ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اللّحمُ يُنبت اللّحم ، ومن تركه أربعين يوماً ساء خُلقه ، ومَن ساء خُلقه فأذّنوا في اُذنه(٦) .
٢٥ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً .
وقال صلىاللهعليهوآله : ما عمل أثقل في الميزان من حسن الخُلق ، وإنّ العبد ليدرك بحسن الخُلق درجة الصالحين(٧) .
٢٦ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : لا يلقى الله عبد بمثل خصلتين : طول الصمت ، وحسن الخُلق(٨) .
__________________________________
(١) تحف العقول ص ١٤١ .
(٢) تحف العقول : ص ٢٧٥ .
(٣) تحف العقول ص ٣٠٤ .
(٤) الوسائل ج ١٢ ص ١٥٢ ب ١٠٤ من العشرة ح ١٧ .
(٥) الوسائل ج ١٢ ص ١٥٤ ح ٢٧ .
(٦) الوسائل ج ٢٤ ص ٣٩٥ ب ٨٨ من آداب المائدة .
(٧) المستدرك ج ٨ ص ٤٤٧ ب ٨٧ من كتاب العشرة ح ٢٠ .
(٨) المستدرك / ج ٨ / ص ٤٤٧ / ح ٢٢ .
٢٧ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : من سعادة المرء حسن الخُلق ، ومن شقاوته سوء الخُلق(١) .
٢٨ ـ عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنّه سُئل عن أدوم الناس غمّاً ؟
قال : أسوؤهم خُلقاً(٢) .
٢٩ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ( في حديث ) : وسوء الخُلق زمامٌ من عذاب الله في أنف صاحبه ، والزمام بيد الشيطان يجرّه إلى الشرّ ، والشرّ يجرّه إلى النار(٣) .
٣٠ ـ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم(٤) .
٣١ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أفضل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً .
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام لنوف : يا نوف ، صِل رحمك يزيد الله في عمرك ، وحسّن خلقك يخفّف الله حسابك (٥) .
٣٢ ـ عن الإمام جعفر بن محمّد عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ أحبّكم إليّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً وأشدّكم تواضعاً ، وإنّ أبعدكم منّي يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون .
قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خُلقه(٦) .
٣٣ ـ عن ابن محبوب عن بعض أصحابنا قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما حدّ حسن الخُلق ؟
__________________________________
(١) المستدرك / ج ٨ / ص ٤٤٧ / ح ٢٤ .
(٢) المستدرك / ج ١٢ / ص ٧٦ / ح ١٢ .
(٣) المستدرك / ج ١٢ / ص ٧٦ / ح ١١ .
(٤) بحار الأنوار / ج ٧١ / ص ٣٨٣ / ح ١٩ .
(٥) بحار الأنوار / ج ٧١ / ص ٣٨٣ / ح ٢٠ .
(٦) بحار الأنوار / ج ٧١ / ص ٣٨٥ / ح ٢٦ .
قال : تليّن جانبك وتطيّب كلامك ، وتلقى أخاك ببشرٍ حسن(١) .
٣٤ ـ ... قيل لرسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيّئة الخُلق تُؤذي جيرانها بلسانها .
فقال : لا خير فيها ، هي من أهل النار(٢) .
٣٥ ـ وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : حسن الخُلق في ثلاث : اجتناب المحارم ، وطلب الحلال ، والتوسّع على العيال(٣) .
٣٦ ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً رزقهم الرفق في المعيشة ، وحسن الخُلق(٤) .
٣٧ ـ ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله رجلٌ فقال : إنّ فلاناً مات فحفرنا له فامتنعت الأرض .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّه كان سيّىءَ الخُلق(٥) .
٣٨ ـ ... قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ربّ عزيزٍ أذلّه خُلقه ، وذليلٍ أعزّه خُلقه(٦) .
٣٩ ـ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خصلتان لا تجتمعان في مسلم : البُخل وسوء الخُلق(٧) .
٤٠ ـ من كلم أمير المؤمنين عليهالسلام : ـ
في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق(٨) .
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٧١ / ص ٣٨٩ / ح ٤٢ .
(٢ و ٣) بحار الأنوار / ج ٧١ / ص ٣٩٤ / ح ٦٣ .
(٤) بحار الأنوار / ج ٧١ / ص ٣٩٤ / ح ٦٧ .
(٥) بحار الأنوار / ج ٧١ / ص ٣٩٥ / ح ٧٥ .
(٦) بحار الأنوار / ج ٧١ / ص ٣٩٦ / ح ٧٩ .
(٧) بحار الأنوار / ج ٧٣ / ص ٢٩٧ / ح ٥ .
(٨) بحار الأنوار / ج ٧٨ / ص ٥٣ .
٤١ ـ عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّا لنحبّ من كان عاقلاً فهماً ، حليماً ، مدارياً ، صبوراً ، صدوقاً ، وفيّاً .
إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ، ومَن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّوجلّ وليسأله إيّاها .
قال : قلت : جُعلت فداك وما هُنّ ؟
قال : هنّ الورع ، والقناعة ، والصبر ، والشكر ، والحلم ، والحياء ، والسخاء ، والشجاعة ، والغيرة ، والبرّ ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة(١) .
٤٢ ـ عن المفضل الجعفي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : عليكم بمكارم الأخلاق ، فإنّ الله عزّ وجلّ يحبّها .
وإيّاكم ومذامّ الأفعال فإنّ الله عزّ وجلّ يبغضها(٢) .
٤٣ ـ عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال لولده : ـ
إنّ الله عزّ وجلّ جعل محاسن الأخلاق وُصلةً بينه وبين عباده فنحبّ أحدكم أن يمسك بخُلُق متّصلٍ بالله تعالى(٣) .
٤٤ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
الأخلاق منائح ـ أي عطايا ـ من الله عزّ وجلّ .
فإذا أحبّ عبداً منحه خُلقاً حسناً ، وإذا أبغض عبداً منحه خلقاً سيّئاً(٤) .
٤٥ ـ قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لو كنّا لا نرجو جنّة ولا نخشى ناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق ، فإنّها ممّا تدلّ على سبيل
__________________________________
(١) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٤٦ / ح ٣ .
(٢) وسائل الشيعة / ج ١٥ / ص ١٩٩ / ح ٨ .
(٣) المستدرك / ج ١١ / ص ١٩٢ / ح ١٩ .
(٤) المستدرك / ج ١١ / ص ١٩٣ / ح ٢٠ .
النجاح ، فقال رجل : فداك أبي وأمّي يا أمير المؤمنين ، سمعتَهُ من رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟
قال : نعم وما هو خيرٌ منه ، لمّا أتانا سبايا طيّ ، فإذا فيها جارية ... فقالت : ... أنا ابنة حاتم طيّ ، فقال صلىاللهعليهوآله : خلّوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارم الأخلاق(١) .
فقام أبو بردة فقال : يا رسول الله ، الله يحبّ مكارم الأخلاق ؟
فقال : يا أبا بردة ، لا يدخل الجنّة أحدٌ إلّا بحسن الخُلق(٢) .
٤٦ ـ عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث الأربعمائة الشريف .
روّضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة ، فإنّ العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم(٣) .
٤٧ ـ في وصيّة أمير المؤمنين عليهالسلام لابنه الحسن عليهالسلام :
وعوّد نفسك السماح ، وتخيّر لها من كلّ خُلق أحسنه ، فإنّ الخير عادة(٤) .
٤٨ ـ عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال :
وعليكم بمكارم الأخلاق فإنّها رفعة ، وإيّاكم والأخلاق الدنيّة فإنّها تضع الشريف ، وتهدم المجد(٥) .
٤٩ ـ في حديث المعراج الشريف ، ودخول النبيّ صلىاللهعليهوآله الجنّة ، ورؤيته ما كُتب على أبوابها قال : ـ
__________________________________
(١) وفي بحار الأنوار / ج ٢١ / ص ٣٦٦ نقل عن محمّد بن إسحاق أنّه كساها رسول الله صلىاللهعليهوآله وأعطاها نفقة ، فخرجت مع ركب حتّى قدمت الشام ، وأشارت على أخيها بالقدوم ، فقدم وأسلم وأكرمه الرسول صلىاللهعليهوآله وأجلسه على وسادةٍ رمىٰ بها إليه بيده .
(٢) المستدرك / ج ١١ / ص ١٩٣ / ح ٢١ .
(٣) بحار الأنوار / ج ١٠ / ص ٩٩ .
(٤) بحار الأنوار / ج ٧٧ / ص ٢١٥ .
(٥) بحار الأنوار / ج ٧٨ / ص ٥٣ .
وعلى الباب الثامن منها مكتوب :
لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليٌّ وليّ الله ، من أراد الدخول من هذه الأبواب الثمانية فليتمسّك بأربع خصال :
بالصدقة ، والسخاء ـ أي الجود والكرم ـ ، وحسن الأخلاق ، وكفّ الأذىٰ عن عباد الله(١) .
٥٠ ـ من كلم أمير المؤمنين عليهالسلام وحِكَمِهِ في فضل حسن الخلق ، وذمّ سوء الأخلاق ، قال : ـ
أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً ................... ( الغرر ج ١ ص ١٨٥ ف ٨ ح ٢٠٦ )
أرضى الناس من كانت أخلاقه رضيّة ............................... ( ص ١٨٧ ح ٢٤٦ )
حسن الخُلق للنفس وحسن الخَلق للبدن ......................... ( ص ٣٧٦ ف ٢٧ ح ٦ )
حسن الخُلق أفضل الدِّين ..................................................... ( ح ٧ )
حسن الخُلق خير قرين ، والعُجب داءٌ دفين ............................ ( ص ٣٧٨ ح ٣٧ )
حسن الخُلق من أفضل القِسم وأحسن الشيم ................................... ( ح ٣٩ )
حسن الخُلق أحد العطائين .......................................... ( ص ٣٧٩ ح ٤٨ )
حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق ............................................ ( ح ٥٢ )
حسن الأخلاق يُدِرّ الأرزاق ، ويونس الرفاق ................................... ( ح ٥٣ )
حسن الخُلق رأس كلّ برّ .................................................... ( ح ٥٤ )
حسن الخُلق يورث المحبّة ويؤكّد المودّة ................................. ( ص ٣٨٠ ح ٦١ )
سوء الخُلق شؤم ، والإسائة إلى المحسن لؤم ..................... ( ص ٤٣٣ ف ٣٩ ح ١٧ )
سوء الخُلق شرّ قرين ....................... ( الغرر / ج ١ / ص ٤٣٣ / ف ٣٩ ح ١٨ ) .
__________________________________
(١) مدينة المعاجز / ج ١ / ص ٣٩٧ .
سوء الخُلق يُوحش القريب ويُنفِّر البعيد ............................... ( ص ٤٣٥ ح ٤٤ )
سوء الخُلق نكد العيش ، وعذاب النفس .............................. ( ص ٤٣٩ ح ٨٩ )
سوء الخُلق يوحش النفس ، ويرفع الاُنس ...................................... ( ح ٩٠ )
كلّ داء يداوى إلّا سوء الخُلق ........................... ( ج ٢ ص ٥٤٦ ف ٦٢ ح ٥٤ )
كم من وضيع رفعه حسن خلقه ............................. ( ص ٥٥٢ ف ٦٣ ح ٥٢ )
من ساء خُلقه عذّب نفسه ................................ ( ص ٦١٧ ف ٧٧ ح ١٥٦ )
من ساء خُلقه ملّه أهله ........................................... ( ص ٦٢٥ ح ٣٠٧ )
من ساء خُلقه ضاق رزقه ......................................... ( ص ٦٢٩ ح ٣٧٨ )
ما أعطى الله سبحانه العبد شيئاً من خير الدُّنيا والآخرة إلّا بحسن خلقه وحسن نيّته .................................................... ( ص ٧٥٠ ف ٧٩ ح ٢١٧ )
نِعْمَ الإيمان جميل الخُلق ..................................... ( ص ٧٧٤ ف ٨١ ح ٦٧ )
والله لا يعذّب الله سبحانه مؤمناً إلّا بسوء ظنّه ، وسوء خلقه ..... ( ص ٧٨٧ ف ٨٣ ح ٨١ )
لا يعيش لسيّىء الخلق ...................................... ( ص ٨٣٣ ف ٨٦ ح ٨١ )
لا قرين كحسن الخلق ............................................ ( ص ٨٣٤ ح ١١٣ )
لا سُؤدد لسيّىء الخلق ............................................ ( ص ٨٣٧ ح ١٦١ )
لا عيش أهنأ من حسن الخلق ...................................... ( ص ٨٤٦ ح ٣٢٩ )
لا وحشة أوحش من سوء الخلق ............................................ ( ح ٣٣٠ )
الخُلق المحمود من ثمار العقل ........................ ( الغرر ج ١ ص ٤٥ ف ١ ح ١٣٢٧ )
الخلق المذموم من ثمار الجهل ....................................... ( ص ٤٦ ح ١٣٢٨ )
أحسن شيء الخُلق .......................................... ( ص ١٧٥ ف ٨ ح ١٨ )
أكبر الحسب الخُلق ......................................................... ( ح ٣٨ )
أقوى الوسائل حسن الفضائل ....................................... ( ص ١٨١ ح ١٥٣ )
أسوء الخلائق التحلّي بالرذائل ...................................... ( ص ١٨٢ ح ١٥٤ )
أحسن السناء الخُلق السجيح ...................................... ( ص ١٩٧ ح ٣٧٩ )
أحسن الأخلاق ما حملك على المكارم .............................. ( ص ٢٠٦ ح ٤٧٣ )
إن كنتم لا محالة متنافسين فتنافسوا في الخصال الرغيبة ، وخلال المجد ..................................................... ( ص ٢٧٧ ف ١٠ ح ٣٥ )
إذا رأيت المكارم فاجتنب المحارم .............................. ( ص ٣١٥ ف ١٧ ح ٩٥ )
إذا كانت محاسن الرجل أكثر من مساويه فذلك الكامل ، وإذا كان متساوي المحاسن والمساوي فذلك المتماسك ، وإذا زادت مساويه على محاسنه فذلك الهالك ................................................... ( ص ٣٢٨ ح ٢٠٢ )
تنافسوا في الأخلاق الرغيبة ، والأحلام العظيمة ، والأخطار الجليلة يعظم لكم الجزاء ................................................ ( ص ٣٥٥ ف ٢٢ ح ٩٤ )
رأس العلم التمييز بين الأخلاق ، وإظهار محمودها ، وقمع مذمومها ( ص ٤١٣ ف ٣٤ ح ٤٤ )
هي ذا محاسن أخلاق أهل البيت عليهمالسلام في حديثهم بعد سيرتهم ..
أكبر مدرسة إلهيّة لتهذيب النفس ، وتحسين الخلق ، والترغيب إلى كرائم السجايا ، وتطهير الطوايا .
فيلزم علينا أن نستلهم من أعمالهم ، ونستضيء بأقوالهم ، للسير على خُطاهم الطيّبة ، وصفاتهم الحسنة .
ونجتنب عن سوء الأخلاق ، ونسعى لعلاج الأخلاق السيّئة بمثل :
١ / التفكّر في فضائل الأخلاق الحسنة وآثاره .
٢ / التذكّر بمساوئ سوء الخلق وأضراره .
٣ / ترويض النفس على حُسن الفعال ، وتحسين
الأفعال بالأخلاق الطيّبة ،
فإنّ أفضل الجهاد جهاد النفس .
وها نحن نستنير بأشعّة من أنوار هداهم ، ولمعة من هدى أخلاقهم ، في مدرستهم الأخلاقيّة ، على ضوء الصحيفة المباركة السجّاديّة في دعائها الأخلاقي الذي يمثِّل أخلاق رسول الله صلىاللهعليهوآله صاحب الخُلق العظيم ، والاُسوة والقدوة لجميع المسلمين .
٥ / مدرسة أهل البيت عليهمالسلام الأخلاقيّة
هي المدرسة التربويّة الكبرى ، والجامعة الأخلاقيّة العظمى للخلق الكريم ، وكريم الأخلاق ، لكلّ من أراد الاتّصاف بالصفات الحسنة ، والسجايا الطيّبة التي يحبّها الله تعالى ، ويندب إليها الإسلام ، ويحكم بحسنها العقل . ممّا تؤدي إلى طيب الحياة ، والفوز بالنجاة ، وتثمر شرف النفس ، والضمير النفيس ، وتوفّر خير الدُّنيا وسعادة الآخرة .
ونحن نتشرّف في هذه المدرسة الربّانيّة ، بدراسات نموذجيّة ، من أخلاق أهل البيت عليهمالسلام ، التي بيّنها لسان العصمة بصيغة الدّعاء ، من خلال حديث واحد من أحاديثهم الشريفة .
وهو حديث دعاء مكارم الأخلاق ، الذي هو الدعاء العشرون من أدعية الصحيفة الكاملة المباركة السجّاديّة ، الملقّبة بإنجيل أهل البيت ، وزبور آل محمّد صلىاللهعليهوآله .
لسيّد الساجدين ، وزين العابدين ، وفخر المتهجّدين ، الإمام علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام .
ولولاها ولولا أدعية أهل البيت عليهمالسلام لم نعرف كيف نخاطب ربّنا ، وكيف نناجي خالقنا ، وكيف نطلب منه حوائجنا ، وهو ملك الملوك ، وربّ السلاطين .
نعم ، إنّها كتابٌ رائع ومنشورٌ بارع ، لمعرفة التوحيد والنبوّة والإمامة وسائر المعارف الهامّة .
والصحيفة المباركة السجّاديّة من الكتب الشريفة المعتبرة المشتملة على ٥٤ دعاءً من أدعية الإمام السجّاد عليهالسلام ، بسندٍ شريف ينتهي إلى الإمام الباقر عليهالسلام ، وزيد الشهيد رضوان الله عليه .
وشهد بصحّتها الإمام الصادق عليهالسلام كما تلاحظه في مقدّمتها .
وهي من المتواترات عند الأصحاب كما أفاده المحقّق الطهراني قدسسره (١) .
وأضاف الدكتور محفوظ أنّه قد حظى ـ السند ـ بالتواتر حتّى زاد على ستّة وخمسين ألفاً ، وما زال العلماء يتلقّونها موصولة الأسناد بالاسناد(٢) .
وأفاد السيّد الأمين أنّه قد تعدّد أسانيدها المتّصلة إلى منشئها صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين ، فقد رواها الثقات بأسانيدهم المتعدّدة المتّصلة إلى الإمام زين العابدين عليهالسلام (٣) .
فالسند قطعي علمي لا يقبل الشكّ والترديد .
هذا ، مضافاً إلى أنّ علوّ متنها ، وفصاحة ألفاظها ، وسموّ مضامينها دالّة على صدورها من بحر العصمة ومعدن الإمامة وأهل بيت النبوّة سلام الله عليهم أجمعين .
لذلك علّق الدكتور محفوظ عليها بقوله : ـ
( نثرٌ رائع ، واُسلوبٌ ناصع من أجناس المنثور ، ونمطٌ بديع من أفانين التعبير ، وطرف بارعة من أنواع البيان ، ومسلك مُعجب من بلاغات النبيّ صلىاللهعليهوآله وأهل البيت عليهمالسلام التي لم يَرْقَ إليها غير طيرهم ، ولم تَسْمُ إليها سوى أقلامهم .
__________________________________
(١) الذريعة / ج ١٥ / ص ١٨ .
(٢) مجلّة البلاغ / العدد ٧ من السنة الاُولى / ص ٥٤ .
(٣) حياة الإمام زين العابدين عليهالسلام / ج ٢ / ص ١١٧ .