السيّد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-485-X
الصفحات: ٤٤٨
فصل الشّين
شبلد
شِبْلادُ ، كفِرْصاد : قريةٌ بالأَندُلُسِ.
شجرد
الشَّاجِرْدُ (١) بكسرِ الجيم : التّلميذُ ، معرَّبُ « شاكِرْد » ؛ قال الأَعشى :
وَمَا كُنتُ
شَاجِرْداً وَلَكِنْ حَسِبْتُنِي |
|
إِذَا مِسْحَلٌ
سَدَّى لِيَ القَوْلَ أَنطِقُ (٢) |
ورواه أَبو عبيدٍ : شاقِرْداً (٣) ، بالقافِ.
ومِسْحَلٌ ، كمِنْبَرٍ : جِنِّيُّهُ الَّذي يُلقِي عليه الشِّعرَ.
شحدد
الشُّحْدُودُ ، كثُؤْلُولٍ : السَّيِءُ الخُلُقِ مِنَ الرِّجالِ ، أَو الحديدُ.
شخد
شُخْدُدٌ ، كهُدْهُدٍ (٤) : من أَسمائِهِم.
شدد
شَدَّ شِدَّةً ، كصَحَّ صِحَّةً : قَوِيَ ، فهو شَدِيدٌ. الجمعُ : أَشِدَّاءُ ، وشِدَادٌ.
وشَدَّهُ اللهُ شَدّاً ، وشَدَّ منه ، وشَدَّ
__________________
(١) في التّاج : شاجردى.
(٢) ديوانه : ١٢٤ ، وفيه : شاحردا.
(٣) في التّاج : ورواه أَبو عبيدة : شاقِردَى.
(٤) في القاموس : شَخْدَدٌ كجَعْفَر.
عَضُدَهُ شَدّاً ، كقَتَلَ : قوَّاهُ فاشْتَدَّ ..
و ـ الرَّجُلُ وغيرُهُ : عَدَا (١) ..
و ـ عليه في الحرْبِ : حَمَلَ ، كاشْتَدَّ فيهما ..
و ـ العُقْدَةَ : أَوثَقَها ، كشَدَّها يَشِدُّها ـ كضَرَبَ ـ وهو نادرٌ.
وشَدَّ عليهم شَدَّةً صادِقةً ـ بالفتح ـ أَي مرَّةً واحدةً.
وهذا مَشَدُّ العِصابَة ، كمَرَدٍّ : موضعُ شَدِّها.
وهو شَدِيدٌ على قومِهِ : ذو غِلظةٍ وجَفاءٍ لا يَرأَفُ بهم ، وقد شَدَّد عليهم تَشدِيداً. ومَنْ شَدَّدَ شَدَّد اللهُ عليه.
وأَشَدَّ الرَّجُلُ إِشْداداً ، إِذا كان ذا دابَّةٍ شَدِيدَةٍ ، فهو مُشِدٌّ.
وشادَّهُ مُشادَّةً : قَاوَاهُ.
وتَشَدَّدَ في الأَمرِ : لم يُسامِح فيه.
وهو شَدِيدٌ ، ومُتَشَدِّدٌ : بخيلٌ ، وفيه شِدَّةٌ ، وتَشَدُّدٌ.
وبَلَغَ أَشُدَّهُ ، بضمِّ الشِّينِ : كمالَ قُوَّتِهِ وعقلِهِ وتَمييزِهِ ، أَو سِنَّ الشَّبابِ ومبدأَ الحُلُم ، أَو أَوَّلَهُ ؛ خمسَ عشرةَ سنةً ، أَو ثماني عشرةَ ، أَو عشرون إِلى ثلاثِ وثلاثين ، أَو أَربعونَ إِلى ستِّين ، أَو إِلى اثنتين وستِّين.
وهو جمعٌ لم يُسمَع له واحدٌ ، فواحدُهُ مقدَّرٌ وهو شَدٌّ ـ بالفتح ـ كأَشُرٍّ في شَرٍّ ؛ قال :
هَل غَيرَ أَنْ
كَثُرَ الأَشُرُّ وَأَهْلَكَتْ |
|
حَرْبُ
المُلُوكِ أَكاثِرَ الأَمْوالِ (٢) |
أَو شُدٌّ ـ بالضَّمِّ ـ كأَقْفُلٍ في قُفْلٍ ، أَو شِدٌّ ـ بالكسر ـ كأَذْؤُبٍ في ذِئْبٍ ، أَو شِدَّةٌ كأَنْعُمٍ في نِعْمَةٍ ، أَو هو مفردٌ جاءَ على بناءِ الجمعِ ك « آنُكٍ » ولا نظيرَ لهما.
وشَدَّ النّهارُ والضُّحى ، كقَتَلَ : ارتَفَعَ ، كاشْتَدَّ ؛ يقال : أَتانا شَدَّ النَّهارِ ، وشَدَّ الضُّحى ، أَي وقتَ ارتفِاعِهِ.
__________________
(١) في « ج » : والرَّجُلُ وغيرُه في العدْوِ : جَدَّ وأَسرع.
(٢) البيت بلا عزوٍ في تفسير الطّبري ١٢ : ٢٣٠ ، والتبيان ٦ : ١١٧.
وأَصابتْهُ شِدَّةٌ ـ بالكسر ـ وشُدَّى كحُبْلَى : محنةٌ وبليَّةٌ.
وهو عامُ شِدَّةٍ ، أَي قحطٍ.
وشَدائِدُ الدَّهرِ : نوائبُهُ.
ورجلٌ شَدِيدٌ : شُجاعٌ.
وما رُئِيَ أَشَدُّ منه : أَشجَعُ.
وفي خُلُقِهِ شِدَّةٌ : شراسَةٌ.
وهو شَدِيدٌ لهذا الأَمرِ : قويٌّ عليه مطيقٌ له.
والشِّدادُ ، ككِتابٍ : رَحلُ النّاقةِ ، لغةٌ فاشيَةٌ في نَجدٍ والحِجازِ.
وشَدَّادٌ ، كعَبَّاسٍ : ابنُ عادٍ ؛ أَحدُ الجبابرةِ ، وهو صاحب إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ.
و ـ : ابنُ الأَوسِ ، وابنُ الهادِ ؛ صحابيِّان ، واسمٌ لجماعة من المحدِّثين ..
وشَدِيدٌ ، كأَمِيرٍ : مولى أَبي بكرٍ ، وابنُ قيسٍ اليَزَنِيُّ ؛ محدِّث.
وكزُبَيْرٍ : ابنُ شَدَّادِ بنِ عامِرِ بن لَقِيطٍ العامِريُّ ؛ شاعرٌ في الخلافةِ الأَمويَّةِ.
وعبدُ اللهِ بنُ أبي شَدِيدَةَ ، بالفتح : صحابيٌّ.
وأَشَدُّ ، كأَغَرَّ : أَخو يوسفَ عليهالسلام.
وسِنانُ بنُ خالدٍ الأَشَدُّ : فارسٌ مشهورٌ من الأَبطال.
وعَمرُو بنُ أُهْبَانَ بنِ دِثارِ بنِ فَقْعَسٍ الأَشَدُّ : جاهليٌّ.
واختُلِفَ في أَبي الأَشَدِّ السُّلَمِيِّ الشَّاميِّ المحدِّث ، فقيل : مثلهُ ، وهو الرَّاجحُ. وقيل : بالمهملة باسم الحيوانِ المعروف ، وقول الفيروزاباديّ : وأَبو الأَشَدِّ : من الأَبطالِ ، وآخَرُ محدِّثٌ ، أَو هو بالسّين. فيه غلطتانِ : إِحداهما : قوله أَوَّلاً : « أَبو الأَشَدِّ » وإِنَّما هو الأَشَدُّ لقبٌ لا كنيةٌ.
والثّانيةُ : قوله : « أَو هو بالسِّين » فإِنَّه يوهِمُ أَنِّه بتشديدِ الدّال ، والَّذي خالف قال : هو بتَخفيفِها لا غيرُ.
وأَبو الأَشَدِّ بنُ كَلَدَةَ الجُمَحِيُّ : كان شَدِيدَ القوَّةِ ، يُبسَطُ له الأَديمُ العُكاظيُّ فيقومُ عليه ويقول : من أَزالني عنه فله
كذا ، فَتَجذِبُهُ عشرةٌ فيَتَمَزَّقُ الأَديمُ قِطَعاً ويبقى منه موضعُ قَدَمَيه ، وهو الَّذي قال الكلبِيُّ : عناه اللهُ سبحانَهُ بقوله : ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ) (١).
ويُقال : أَشَدُّ لقد كان كذا ـ بتشديدِ الدّالِ وتخفيفِها ـ أَي أَشهَدُ.
الكتاب
( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) (٢) لأجلِ حُبِّ المالِ وثِقلِ إِنفاقِهِ عليه لَبَخيلٌ مُمسِكٌ ، أَو لحُبِّ المالِ وإيثارِ الدُّنيا وطَلَبِها قويٌّ مطيقٌ ، ٢ أَو لحبِّ الخيراتِ والحَسَناتِ غيرُ هشٍّ مُنبسِطٍ ولكنَّهُ شَديدٌ مُنقَبضٌ.
( غِلاظٌ شِدادٌ ) (٣) في خُلُقِهِم غِلظةٌ وشِدَّةٌ فهم أَقوياءُ على الأَفعالِ الشَّدِيدَةِ ، أَو في خُلُقِهِم جَفاءٌ وخُشُونَةٌ لا تأْخُذُهم رَأْفةٌ في تَنفيذِ أَوامرِ اللهِ تعالى.
( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ) (٤) مَلَكٌ شَديدٌ قواه الجِسمِيَّة أَو العِلمِيَّة والعَمَليَّة ؛ وهو جبرئيلُ عليهالسلام.
( بَلَغَ أَشُدَّهُ ) (٥) تقدَّمَ مَشروحاً.
( وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ ) (٦) اطبَع عليها واجعَلها قاسيةً حتَّى لا تَنشَرِحَ للإِيمان.
( سَبْعاً شِداداً ) (٧) جمعُ شَدِيدَةٍ ، أَي مُحكمَةً قويَّةً لا يُؤثِّرُ فيها مرورُ الأَزمانِ ، ولا تقبلُ الشَّقَّ والخَرقَ إِلاَّ ما شاءَ اللهُ.
الأثر
( كانَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ) (٨) كنايةٌ عن اعتزالِهِ النّساءَ ، أَي غشيانِهِنَّ ؛ كما قال الشّاعرٌ (٩) :
قومٌ إِذَا
حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُم |
|
دُونَ النِّساءِ
وَلَو باتَتْ بِأَطْهَارِ |
__________________
(١) البلد : ٥.
(٢) العاديات : ٨.
(٣) التّحريم : ٦.
(٤) النّجم : ٥.
(٥) يوسف : ٢٢ ، القصص : ١٤ ، الأَحقاف : ١٥.
(٦) يونس : ٨٨.
(٧) النّبأ : ١٢.
(٨) البخاري ٢ : ٥٥ ، الجامع الصّغير ٢ : ٣٣٣ / ٦٦٨٢.
(٩) الأَخطل ، ديوانه : ٨٤.
أَو كنايةٌ عن الجِدِّ في العملِ والعِبادةِ والتَّشَمُّرِ له.
( مَنْ يُشَادَّ هَذا الدِّينَ يَغْلِبهُ ) (١) أَي مَن يُقاوِهِ (٢) ويُغالِبهُ يَغلِبهُ الدِّينُ ، والمعنى : مَن يَتَعمَّق في العِبادةِ ويَحمِل على نفسِهِ ويتركِ الرِّفقَ يَعجِزْ عن القيامِ بالعملِ كلِّه أَو بعضِهِ.
( يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِم ) (٣) أَي الَّذي دوابُّهُ شَديدَةٌ على الَّذي دوابُّهُ ضعيفةٌ ، والمعنى : يُساهِمُ القويُّ من الغُزاةِ الضَّعيفَ منهم فيما يَكسِبُهُ من الغنيمةِ.
( لَا تَبِيعُوا الحَبَّ حَتَى يَشْتَدَّ ) (٤) أَي يَقوَى ويَصلُبَ.
( لَا تُجِز البَطْحاءَ الاَّ شَدَّاً ) (٥) أَي بَطنَ المَسعَى إِلاَّ سَعياً وإِحضاراً.
( يَشْدُدْنَ في الجَبَلِ ) (٦) يُسْرِعنَ (٧) عَدواً ، ورُوي : « يَشْتَدِدْنَ » (٨) كما مرَّ.
( يُشَدِّدُ في البَولِ ) (٩) أَي في الاحترازِ عنه حتَّى كان يَبُولُ في قارورةٍ (١٠) خَوفاً من رشاشِهِ.
( خَرَجَ يَشْتَدُّ ) (١١) أَي يجري (١٢).
( أَلا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ ) (١٣) أَي تَحمِل على العدوِّ فنَحمِلَ معك ، ومنه : ( ثمَ شَدَّ عليه فَكَانَ كأَمْسِ الذَّاهِبِ ) (١٤) أَي حَمَلَ عليه فقَتَلَه.
( كانُوا يَشُدُّونَ بَينَ الأَغْراضِ ) (١٥) يَعدُونَ بينَ الأَهدافِ.
__________________
(١) الفائق ٤ : ٧٣ ، النّهاية ٢ : ٤٥١.
(٢) في « ش » : يقاومه بدل : يقاوه.
(٣) الفائق ٣ : ٢٦٥ ، النّهاية ٢ : ٤٥١.
(٤) النّهاية ٢ : ٤٥١ ، مجمع البحرين ٣ : ٧٦.
(٥) النّهاية ١ : ٣١٥ ، وفيه : لا تجيزوا.
(٦) تفسير الثعالبي ٢ : ١٠١ ، وفي « ش » : يشدون.
(٧) في « ش » : يسرعون.
(٨) النّهاية : ٢ : ٤٥١.
(٩) البخاري ١ : ٦٦ ، مجمع البحرين ٣ : ٧٦.
(١٠) في « ش » : الرَّخْو بدل : قارورة.
(١١) سيرة ابن هشام ٤ : ٨٦٢ ، عيون الأَثر ٢ : ١٨٧.
(١٢) في « ش » : يعدو.
(١٣) البخاري ٥ : ٢٧ ، النّهاية ٢ : ٤٥١.
(١٤) مسند أَحمد ٣ : ٥٠١ ، النّهاية ٢ : ٤٥١.
(١٥) مصنف ابن أَبي شيبة ٥ : ٣٠٣ ، حلية الأولياء ٥ : ٢٢٤.
المصطلح
الشِّدَّةُ في الحَرفِ : امتناعُ الصّوتِ أَن يجريَ فيه ، والحُرُوفُ الشَّدِيدَةُ يَجمَعُها : « أَجِدُكَ تُطِبقُ ».
المثل
( بَقِيَ أَشَدُّهُ ) (١) بفتح الشّينِ ، أَي أَكثرُهُ شِدَّةً ، ويُروى : « شَدُّهُ » ، وهذا ممّا تَمَثَّلَت به العربُ على أَلْسُنِ البهائمِ ، ثمَّ زعموا أَنَّ هِرّاً عاثَ في الجِرذانِ ، فأَجمَعَت على أَن تحتالَ له حِيلةً ، فاجتَمَعَ رَأْيُها على أَن تُعَلِّقَ في رقبتِهِ جُلْجُلاً حتَّى إِذا تحرَّك سَمِعَتْ صَوتَهُ فأَخَذَت حِذْرَها ، فجاءَت بالجُلْجُل ، فقال بعضُها : أَيُّنا يُعلِّقهُ الآن في رقبتِهِ ، فقال آخرُ : « بقِيَ أَشدُّهُ أَو شَدُّهُ ». يُضرَبُ لمن يَهزأُ ممَّن هو دونَه عندَ الأَمرِ يَبقَى أَصعبُهُ وأَهولُهُ.
( حَلَبْتُها بِالسَّاعِدِ الأَشَدِّ ) (٢) أَي أَخذتُها بالقوَّةِ إِذ لم تَتَأتَّ بِالرّفقِ. يُضرَبَ في أَخذِ الشَّيءِ غِلاباً.
شرد
شَرَدَ البَعيرُ ـ كقَعَدَ ـ شُرُوداً وشِرَاداً ، بالضَّمِّ والكسرِ : نَدَّ ونَفَرَ ، فهو شارِدٌ ، وشَرُودٌ. الجمعُ : شَرَدٌ ، وشُرُدٌ ، كخَدَمٍ وصُبُرٍ ..
و ـ عنِّي فلانٌ : نَفَرَ.
وشَرَّدَهُ تَشْرِيداً : حملَهُ على الشُّرُودِ وطَرَدَهُ ، فهو شَرِيدٌ طَرِيدٌ ، ومُشَرَّدٌ مُطَرَّدٌ ..
و ـ القومَ : فَرَّقَهُم مع اضطرِابٍ ..
و ـ به : فَعَلَ فِعلةً تُشْرِدُ غيرَه أَن يفعَلَ مِثلَ فِعْلِهِ ، وسَمَّعَ النّاسَ بعُيُوبهِ ؛ لغةٌ قُرشيَّةٌ ، وبالمعنَيَين فُسِّرَ قولُه تعالى : فَشَرِّدْ ( بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ) (٣).
وأَشْرَدَهُ : جعلَهُ شَرِيداً.
ومن المجاز
قافيةٌ شَرُودٌ : سائرةٌ في البلادِ ، وهي قوافٍ شُرُدٌ ، كصُبُرٍ.
__________________
(١) مجمع الأَمثال ١ : ١٠٠ / ٤٩٠.
(٢) مجمع الأَمثال ١ : ١٩٢ / ١٠٢٤.
(٣) الأنفال : ٥٧.
وشَوارِدُ الكلامِ : غرائبُهُ ، ونوادرُهُ ، وحُوْشِيُّهُ (١).
وبنو الشَّرِيدِ : بطنٌ.
شقد
الشِّقْدَةُ ، كَسِدرَةٍ : حشيشةٌ كثيرةُ الإِهالةِ واللَّبَنِ ؛ عن اللَّيث (٢). قال أَبو منصور : لم أَسمعه لغيره ، وكأَنَّه في الأَصل « القِشْدَة » فقُلِبَت ، كما قيل : جَذَبَ وجَبَذَ (٣). وفي كتاب العين : هي حَشيشةٌ كثيرةٌ الإِهالةِ واللَّبَنِ تُطبَخُ بدقيقٍ ولبنٍ وأَشياءَ وتُؤكلُ ، وهي « القِشْدَةُ » أَيضاً (٤).
وشَقَنْدَةُ ، كسَمَنْدَة : قريةٌ مطلَّةٌ على نهرِ قُرطبَةَ بالأَندُلُسِ محاذيَةٌ لها من جهةِ الجنوبِ ، منها : أَبو الوليدِ الشَّقَنْدِيُ الفاضلُ الأَديبُ.
شكده
شَكَدَهُ شُكْداً ، كشَكَرَهُ شُكراً زنةً ومعنىً ، وهو شاكِرٌ شاكِدٌ.
وشَكَدَهُ شَكْداً ، كقَتَلَ : أَعطاهُ ، كأَشْكَدَهُ. والاسم : الشُّكْدُ ـ بالضّمِّ ـ وهو العَطاءُ ، وعن اللّيث : هو بلغة اليمنِ : ما أَعطَيتَ من الكُدْسِ عندَ الكَيْلِ ، ومن الحُزَمِ عند الحَصْدِ ؛ يقال : استَشْكَدَنِي فأَشْكَدْتُهُ (٥).
وأَشكَدَ الرَّجُلُ : إِذا اقْتَنَى رَدِيءَ المالِ ؛ عن ابنِ الأَعرابيِ (٦).
شمرد
الشَّمَرْداةُ ، كعَلَنْدَاة : السَّريعةُ من النّوقِ ، بالدّال والذّال.
والشَّمَرْدَى ، كسَبَنْتَى : شَجَرٌ أَو نَبْتٌ.
__________________
(١) في نسخة بدلٍ من « ج » : وحشيّه.
(٢) العين ٥ : ٣٣.
(٣) حكاه عنه في التّهذيب ٨ : ٣٠٩.
(٤) العين ٥ : ٣٣.
(٥) العين ٥ : ٢٩٠.
(٦) انظر اللّسان.
شند
شَنُودَةُ ، كتَنُوفَة : كُورَةٌ من كُوَرِ مِصرَ الجنوبيَّة ، وربَّما قيل لها : شَبُودَةُ ، بالموحَّدةِ.
وأَشْنَدُ ، كأَحْمَدَ : قريةٌ ببُخارى ، وقيل : بالذال المعجمة.
وشَنْدَوِيدُ ، كزَمْهَرِير : جزيرةٌ في وسطِ نيلِ مِصرَ.
شهد
شَهِدَهُ ـ كعَلِمَهُ ـ شُهُوداً : حَضَرَهُ وعايَنَهُ ، كشاهَدَهُ مُشَاهَدَةً ، فهو شاهِدٌ من شُهُودٍ ، وشُهَّدٍ ، كرُكَّعٍ ..
و ـ بكذا شَهادَةً ( بالفتح ) (١) : أَخبَرَ بصحَّتِهِ عن مُشاهَدَةٍ وعِيانٍ ..
و ـ عندَ الحاكِمِ : بيَّنَ وَأَوضَحَ لمَنِ الحقُّ وعلى مَن هو ، فهو شَهِيدٌ من شُهَداءَ ، وشاهِدٌ من شُهُودٍ وأَشهادٍ ..
و ـ عليه : اطَّلَع ..
و ـ باللهِ : حَلَفَ.
وأَشْهَدَهُ الأَمرَ : أَحْضَرَهُ إِيَّاهُ ..
و ـ عليه : قالَ له : اشْهَد عليه.
واسْتَشْهَدَهُ : سأَلَهُ أَن يَشْهَدَ له.
وكلَّمَهُ على رؤوسِ الأَشهادِ ، أَي جِهاراً.
وامرأةٌ مُشْهِدٌ ـ كمُحْسنٍ ـ وبهاءٍ : زوجُها حاضرٌ ، وهي خِلافُ المُغِيبِ والمُغِيبَةِ.
والمَشْهَدُ ، كمَقْعَدٍ : مصدرٌ كالشُّهُودِ وزمانُهُ ومكانُهُ ؛ وهو مَحْضَرُ النّاسِ ، كالمَشْهَدَةِ ، ويُكَنُّون به عن الحَربِ ، فيقولون : شَهِدنا المَشاهِدَ كلَّها مع فلانٍ ، أَي كنَّا معه في الحروب.
والشَّهِيدُ : القتيلُ في سبيلِ اللهِ ؛ لشُهُودِ ملائكةِ الرَّحمةِ إِيَّاهُ ، أَو لأَنَّه يَشْهَدُ عندَ خُرُوجِ روُحِهِ ما أُعِدَّ له من النَّعيمِ والكرامةِ ، أَو لأَنَّ اللهَ تعالى
__________________
(١) ليست في « ت » و « ش ».
وملائكتَهُ يَشْهَدُونَ له بالجَنَّة ، أَو لأَنَّه شُهِدَ له بالإِيمان وخاتَمةِ الخيرِ بظاهِرِ حالِهِ ، أَو لأَنَّ عليه شاهِداً يَشْهَدُ بكونِهِ شَهِيداً وهو الدَّمُ ؛ فإِنَّه يُبعَثُ يومَ القيامةِ وأَوداجُهُ تَشخَبُ دَماً ، أَو لأَنَّه ممَّن يَشهَدُ على الأُممِ يومَ القيامةِ ، أَو لأَنَّ روحَهُ تَشْهَدُ دارَ السَّلامِ وتَحضُرُها وغيرُهُ إنَّما يَشْهَدُها يومَ القيامةِ ، أَو لأَنَّ رُوحَهُ تَشْهَدُ وتَحضُرُ عندَ الله تعالى ؛ كما قال : ( وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ ) (١) ، أَو لأَنَّه حيٌ يُشاهِدُ ملكوتَ اللهِ ومُلْكَهُ ، أَو لسقوطِهِ على الشَّاهِدَةِ ، وهي الأَرضُ. الجمعُ : شُهَداءُ ، وقد أُشْهِدَ واسْتُشْهِدَ ، بالبناءِ للمجهول فيهما ، والاسمُ : الشَّهادَةُ ( بالفتح ) (٢).
والشَّاهِدُ ، والشَّهِيدُ : من أَسماءِ النّبيِّ صلىاللهعليهوآله ؛ لقولهِ تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً ) (٣) أَي على مَن بُعِثْتَ إِليهم ، وقولِه تعالى : ( وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (٤).
ويُطلَقُ الشَّاهِدُ على اللِّسانِ والمَلَكِ ؛ قال : الأَعشى :
فَلَا
تَحْسَبَنِّي كافِراً لَكَ نِعْمَةً |
|
عَلَى شاهِدِي
يا شَاهِدَ اللهِ فَاشْهَدِ (٥) |
فَشاهِدُهُ : اللِّسانُ ، وشاهِدُ الله تعالى : المَلَكُ.
وصلاةُ الشَّاهِدِ : صلاةُ المَغْرِبِ ؛ لاسْتِواءِ المقيمِ والمُسافِرِ فيها ؛ لأَنَّها لا تقصَرُ ، فهي كصلاةِ شاهِدِ المِصرِ ، أَو لأَنَّها تُصَلَّى حينَ يُرى الشَّاهِدُ ؛ وهو النّجمُ الَّذي يَشْهَدُ ، أَي يحضُرُ ويَظهَرُ باللَّيلِ ؛ وهو مُعَشِّي البَقَرِ.
وللفَرَسِ غائِبٌ وشاهِدٌ ، أَي جَرْيٌ مَصُونٌ وشاهِدٌ مَبْذُولٌ ، أَي حاضرٌ ، كما يقال له : صَونٌ وبَذلٌ.
وأَمرٌ شاهِدٌ : سَريعٌ.
__________________
(١) الحديد : ١٩.
(٢) ليست في « ت » و « ش ».
(٣) الأحزاب : ٤٥ ، الفتح : ٨.
(٤) البقرة : ١٤٢.
(٥) الصّحاح ، اللّسان ، وفي ديوانه : ٥١ :
عليّ شهيدٌ شاهدَ اللهِ فَاشْهَدِ
والشَّاهِدُ مِنَ الجَنينِ : ما يَخرُجُ على رأسِهِ منَ الماءِ شِبْهَ المُخاطِ حينَ يُولَدُ ، أَو هو الغِرْسُ. الجمعُ : شُهُودٌ.
وشُهُودُ النّاقةِ : آثارُ موضعِ مَنْتِجِها من دَمٍ أو سَلَىً.
وأَشْهَدَ الرَّجُلُ : أَمْذَى ، كشَهَّدَ تَشْهِيداً.
وأَشْهَدَتِ الجاريةُ : حاضَت وأَدرَكَت.
وتَشَهَّدَ : قال : « أَشْهَدُ أَلاّ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ».
والتَّشَهُّدُ في الصَّلاة : التَّحِيَّاتُ المقروءَةُ فيها.
والشَّهْدُ ، كفَلْسٍ ويُضمُّ : العَسَلُ في شَمْعِهِ أَو مطلقاً ، والشُّهْدَةُ أَخصُّ. الجمعُ : شِهادٌ.
وشَهَدَهُ ، كمَنَعَهُ : جَعلَ فيه الشَّهْدَ ، فهو مَشْهُودٌ ؛ قال ربيعةُ بنُ مَقرُومٍ :
وَبارِداً
طَيِّباً عَذْباً مُقَبَّلُهُ |
|
مُخَيَّفاً
نَبْتُهُ بالظَّلْمِ مَشْهُودا (١) |
قال في شرحِ المفضلّيّاتِ : مَشْهُودٌ بَمعنى جُعِلَ فيه الشَّهْدُ.
وشَهْدٌ بلا لامٍ : ماءٌ لبني المُصْطَلِقِ من خُزاعَةَ ـ وغَلِطَ الفيروزاباديُّ في قولِهِ : الشَّهْدَةُ ـ قال كُثَيِّرُ
ومَسْكِنُ أَقصاهُمِ بِشَهْدٍ فَمِنْصَحٍ (٢)
والشَّهْدُ ، باللاّمِ : جَبَلٌ في ديارِ أَبي بكرِ بنِ كلابٍ.
وذو الشَّهادَتَيْنِ : خُزَيْمَةُ بنُ ثابتٍ الأَنصاريُّ ، جَعَلَ رسولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله شَهادَتَهُ بشَهادَةِ رَجُلَينِ.
والشَّهِيدُ : لقبٌ لجماعةٍ من العلماءِ وغيرِهمُ رزِقوا الشَّهادَةَ.
وعُمَيرُ بنُ سَعدِ بنِ شُهَيْدٍ ، كزُبَيْرٍ : صحابيٌّ.
وشُهْدَةُ ، بالضّمِّ : بنتُ أَبي نَصرٍ أَحمَدَ ابنِ الفَرَجِ الدِّيْنَوَرِيِّ المشهورةُ بالكاتبَةِ ؛ مُسنِدَةُ العراقِ ، كان لها السَّماعُ العالي ، أَلحَقَتِ الأَصاغِرَ بالأَكابِرِ ، ولم يكن
__________________
(١) شرح اختيارات المفضل ٢ : ٩٥٩ ، تاج العروس ( خيف ).
(٢) ديوانه : ١٨ ، وصدره :
تحلّ أدانيهم بودّان فالشبا
في عصرِها مَن يكتبُ مِثلَها ، واختصَّت بالمُقتَفِي لأَمرِ اللهِ فاشتَهَرَ ذِكرُها وبَعُدَ صيتُها.
الكتاب
( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ ) (٢) بيَّنَ سبحانه وحدانيَّتَهُ بنصبِ الدَّلائلِ الدَّالَّةِ عليها ، وإِنزالِ (٣) الآياتِ النّاطقةِ بها ، والملائكَةُ بالإِقرارِ بها ، وأولو العِلمِ بالإِيمانِ بها والاحتجاجِ عليها ، أَو أَخْبَرَ كلٌّ منهم بوحدانيَّتِهِ إِخباراً مقروناً بالعِلم.
( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) (٤) أَي أَيُ شَهيدٍ أَعظَمُ وأَصدَقُ شَهادَةً ـ فأَقامَ شيئاً مقامَ شَهيدٍ للمبالغة في التّعميمِ ؛ إِذ « لا شيءَ أَكَبَرُ شَهادةً » أَبلَغُ من « لا شَهِيد » ـ قلِ اللهُ أَكبرُ شَهادَةً فَلَن يستطيعوا إِنكارَ ذلك ، وهذا الشَّهيدُ الّذي لا أَصدَقَ منه هو شَهيدٌ بيني وبينَكم يَشْهَدُ لي بصدقِ نبوَّتي.
أَو : قُلِ اللهُ الَّذي هو أَكبرُ شَهادَةً شَهيدٌ بيني وبينَكم ، فيكون الجوابُ محذُوفاً لتعيُّنِهِ ؛ إِذ من المعلومِ أَنَّ اللهَ تعالى هو الأَكبرُ شَهادَةً فيكون المعنى : قُل أَيُّ شَيءٍ أَكبرُ شَهادَةً فَسَيقُولون اللهُ ، فإِذا قالوا ذلك قُل : إِنَّ اللهَ شَهيدٌ لي بالنّبوَّةِ.
( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) (١) يومُ الجمعةِ ويومُ عرَفَةَ ، أَو بالعكسِ ، أَو يومُ النَّحرِ ويومُ عَرَفَةَ ، أَو محمَّدٌ صلىاللهعليهوآله ويومُ القِيامةِ ، أَو المَلَكُ ويومُ القيامةِ ، أَو الخَلْقُ والحَقُّ ، أَو الحجرُ الأَسودُ والحاجُّ ، أَو الأَيَّامُ واللّيالي وبنو آدمَ ، أَو أَعضاءُ الإِنسانِ ونفسُهُ ، أَو هذه الأُمَّةَ وسائرُ الأُمم ، أَو الأَنبياءُ ومحمَّدٌ صلىاللهعليهوآله ، أَو بالعكس ، أَو عيسى عليهالسلام وأُمَّتُهُ ، أَو الحَفَظَةُ والمُكَلَّفُونَ ، أَو الحاجُّ ويومُ عَرَفَةَ يَشْهَدُونَهُ ، أَو العاملون ويومُ القيامة.
__________________
(٢) آل عمران : ١٨.
(٣) في « ش » : أَنزل بدل : إِنزال.
(٤) الأنعام : ١٩.
(١) البروج : ٣.
( وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها ) (١) هو ابنُ خالٍ لها (٢) ، وكان صَبيّاً في المهدِ له ثلاثةُ أَشهرٍ أَنطَقَهُ اللهُ تعالى ببرائتِهِ ، أَو ابنُ عمٍّ لها ، وكان رَجُلاً ( حكيماً ) (٣) اتَّفقَ في ذلك الوقت أَنَّه كان مع بَعْلِها.
( وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ) (٤) أَخرَجْنا منهم شاهِداً ، هو نبيُّهم ؛ لأَنَّ الأَنبياءَ هم الَّذين يَشْهَدُونَ على أُممِهِم بما كانوا عليه ، ومثلُهُ : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ) (٥).
( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) (٦) تَشهَدُهُ ملائكَةُ اللّيلِ والنّهارِ ، فهو في آخرِ ديوانِ اللّيلِ وأَوَّلِ ديوان النّهار ، وتقدَّم في : « ق ر أ ».
( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (٧). المرادُ بـ « مَن كان » : محمَّدٌ صلىاللهعليهوآله ، ( و ) (٨) « البيِّنةُ » : القرآنُ ، و ( يَتْلُوهُ ) : يَقرؤهُ.
« شاهِدٌ » من الله ؛ هو جبرئيلُ نزَلَ بأَمرِ الله ، أَو « شاهِدٌ » من مُحمَّدٍ ؛ هو لِسانُهُ ، أَو « شاهِدٌ » هو بعضُ مُحمَّدٍ صلىاللهعليهوآله ؛ هو عليُّ بنُ أَبي طالبٍ عليهالسلام.
أَو البيِّنةُ : البُرهانُ العقليُّ الدَّالُّ على صحَّةِ دينِ الإِسلامِ ، والَّذي ( هو ) (٩) على البيِّنةِ مؤمنو أَهلِ الكتابِ ، كعبدِ الله بنِ سلامٍ ، ومعنى ( يَتْلُوهُ ) يَعقُبُهُ ، و « الشَّاهِدُ » : القرآن ، و « مِنْهُ » أَي مِنَ الله.
وخبرُ الموصولِ محذوفٌ للعلم بهِ ، أَي : أَفمن كان على هذه الصِّفةِ كمَن ليس كذلك ، والمرادُ إِنكارُ استوائهما.
( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) (١٠) من حَضَرَ فيه ولم يكن مسافراً ، أَو شَهِدَ منكم هلالَ الشَّهرِ ؛ كقولك : شَهِدْتُ يومَ الجمعةِ ، أَي صلاتَها.
__________________
(١) يوسف : ٢٦.
(٢) في « ج » : ابن خالها.
(٣) ليست في « ت » و « ش ».
(٤) القصص : ٧٥.
(٥) النّساء : ٤١.
(٦) الإِسراء : ٧٨.
(٧) هود : ١٧.
(٨) و (٩) ليستا في « ت » و « ش ».
(١٠) البقرة : ١٨٥.
( وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ ) (١) جمعُ شَهيدٍ بمعنى الحاضر ، أَو القائِمِ بالشَّهادَةِ ، أَو النّاصر (٢) ، أَي ادعُوا من حَضَرَكم كائناً من كان ، أَو الحاضرينَ في مَشاهِدِكُم ومحاضِرِكُم من رؤسائكُم الَّذي تُعوِّلُونَ عليهم ، أو القائمين بشهاداتكم الجاريةِ فيما بينكم لاستخلاص حقوقكم عند التّحاكم ، أو القائمين بنصرتكم حقيقةً أو زعماً (٣) من الإِنس والجِنِّ ليُعينوكم.
الأثر
( وَشاهِدُكَ يَوْمَ الدِّينِ ) (٤) الَّذي جَعَلتَهُ شاهِداً على أُمَّتِهِ يومَ القيامة.
( حَتَّى يُرَى الشَّاهِدُ ) (٥) أَي النَّجمُ ؛ لأنَّهُ يَشْهَدَ باللَّيل ، أَي يحضُرُ.
( أَمُشْهِدٌ أَمْ مُغِيبٌ؟ فَقالَتْ : مُشْهِدٌ كمُغِيبٍ ) (٦) أَي أَزَوجُكِ حاضرٌ أَم غائبٌ؟ فقالت : حاضِرٌ كغائِبٍ ، تُريدُ أَنَّهُ لا يَقرَبُها.
( المَبْطُونُ شَهِيدٌ ) (٧) أَي كالشَّهِيدِ ؛ وهو القَتيلُ في سبيلِ الله ، أَي له مثلُ ثوابِهِ ، وكذا المَطعُونُ ، وصاحبُ الهَدْمِ والغريقُ ، والمرأَةُ تموتُ في نفاسِها ، والمَقتُولُ دونَ مالهِ ، وغيرُهُم ممَّن وَرَدَتِ الأَحاديثُ بتسميتِهِ شَهِيداً.
( أَنا شَهِيدٌ عَلَى هؤُلاءِ ) (٨) حَفيظٌ عليهم أُراقِبُ أَحوالَهُم وأَصُونُهُم عن المكارِهِ.
المصطلح
الشَّهادةُ في الشَّريَعةِ : إِخبارٌ عن عيانٍ بلفظ : أَشْهَدُ في مجلِسِ القاضي بحقٍّ للغَيرِ على آخَرَ.
( والشُّهُودُ : رُؤْيةُ الحقِ بالحقِ ) (٩).
__________________
(١) البقرة : ٢٣.
(٢) في « ش » : النّاظر بدل : النّاصر ، والمثبت موافق لكتب التّفاسير.
(٣) في « ش » : زعمائكم بدل : زعما.
(٤) نهج البلاغة ١ : ١١٨ ، النّهاية ٢ : ٥١٣ ، وفيهما : وشهيدك.
(٥) الفائق ٢ : ٢٧٢ ، النّهاية ٢ : ٥١٤.
(٦) البخاري ٧ : ١٦٩ ، النّهاية ٢ : ٥١٤ ـ ٥١٥.
(٧) الغريبين ٣ : ١٠٤٧ ، النّهاية ٢ : ٥١٣.
(٨) البخاري ٢ : ١١٧ ، سنن أبي داود ٣ : ١٨٨ / ٣١١١.
(٩) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».
وشواهِدُ الحقِّ : حقائقُ الأَكوانِ لشَهادَتِها بالمكوِّنِ.
والشَّاهِدُ : ما كانَ حاضِراً في قلبِ المؤمنِ وغلب عليه ذِكرُه ، فإِن كان الغالبُ عليه العِلْمُ فهو شاهِدُ العِلمِ ، وإن كان الغالِبُ عليه الوَجْدُ فهو شاهِدُ الوَجْدِ ، وإِن كان الغالِبُ عليه الحقُّ فهو شاهِدُ الحَقِّ ..
و ـ في اصطلاحِ أَربابِ العربيَّة : ما أَوردَ حُجَّةً على المُدّعَى من مفرداتِ الكلامِ أَو مركَّباتِهِ منْ كلامِ الفُصَحاءِ الَّذين يُحتَجُّ بكلامِهم.
المثل
( ما لَهُ رُواءٌ ولا شاهِدٌ ) (١) أَي لا مَنظرَ له ولا لِسانَ. يُضرَبُ لمَنْ لا يَسُرُّ البصرَ ولا السَّمعَ.
شيد
الشِّيدُ ، كشِيث : الجِصُّ ، أَو ما طُلِيَ به الحائطُ جِصّاً كان أَو غيرَهُ.
وشادَ الرَّجُلُ بيتَهُ شَيْداً ، كباعَ : بَناهُ بالشِّيدِ ، أَو طلاه ( به ) (٢) فهو مَشِيدٌ ، كشَيَّدَهُ تَشْيِيداً ، فهو مُشَيَّدٌ ..
و ـ القصرَ : رَفَعَهُ وطَوَّلَهُ في السَّماءِ ، كأَشادَهُ ، وشَيَّدَهُ ، فهو مَشِيدٌ ، ومُشادٌ ، ومُشَيَّدٌ ، أَو المَشِيدُ المعمولُ بالشِّيدِ لا غيرُ ، والمُشَيَّدُ ـ كمُعَظَّم ـ بالمعنيَينِ ، ويدفعُهُ قولُ امرئ القيسِ :
... إِلاَّ مَشِيداً بجَنْدَلِ (٣)
وقال الكِسائِيُّ : المَشِيدُ للواحِدِ ؛ من قوله تعالى : ( وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) (٤) ، وَالمُشَيَّدُ للجمع ؛ من قولهِ تعالى ( فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) (٥) ؛ حكاه الجوهريُ
__________________
(١) مجمع الأَمثال ٢ : ٢٧٤ / ٣٨٢٨ ، الزّاهر في معاني كلمات النّاس ٢ : ١٩٣ / ٦٩٦ ، وفيه : ما لفلان رواء ولا شاهد.
(٢) ليست في « ت » و « ش ».
(٣) ديوانه : ٦١ ، وفيه :
و تيماءَ لم يترك بها جذعَ نخلةٍ |
|
و لا أُطُماً إلاّ مشيداً بجندَلٍ |
(٤) الحج : ٤٥.
(٥) النّساء : ٧٨.
وأَقرَّهُ (١).
وأَرادَ الكسائي : أَنَ المَشِيدَ من « شادَ » الَّذي هو لإِيقاعِ الفاعلِ أَصلَ الفِعلِ ، فهو للواحد ، كما تقول : فَتَحتُ البابَ ، وذَبَحتُ الكَبْشَ ، فهو بابٌ مفتُوحٌ وكَبشٌ مَذْبُوحٌ.
والمُشَيَّدَ من « شَيَّدَ » الَّذي هو لتكثيرِ الفاعلِ أَصلَ الفِعلِ ، فهو للجمعِ ممَّا شِيدَ ؛ كما تقول : فَتَّحْتُ الأَبوابَ وذَبَّحتُ النَّعَمَ ، فهي أَبوابٌ مُفَتَّحَةٌ ونَعَمٌ مُذَبَّحٌ.
ولم يَفهمِ الفيروزاباديُّ مغزى كلامهِ ، فتعقَّبهُ بقولِهِ : « وقول الجوهريُّ : المُشَيَّدُ للجمع ، غَلَطٌ ، وإِنَّمَا المُشَيَّدَةُ جمعُ المُشَيَّدِ ».
وكَمْ مِنْ
عائِبٍ قَولاً صَحيحاً |
|
وآفَتُهُ مِنَ
الفَهْمِ السَّقيمِ (٢) |
على أَنَّ قولَه : « المُشَيَّدَةُ جمعُ المُشَيَّدِ » غلطٌ ، وإِنَّما هي تأنيثُ المُشَيَّدِ ، وإِنَّما وُصِفَ بها الجمعُ لتأويلِهِ بالمؤنَّثِ ، وهو كونُهُ بمعنى جماعةٍ.
ومن المجاز
أَشادَ بِذِكرهِ : رَفَعَهُ بالثناءِ عليه ..
و ـ عليه : أَفشى عليه مكروهاً ..
و ـ عليه قَبيحاً ، والقَبيحَ (٣) : أَشاعَهُ وأَظهرَهُ ..
و ـ صوتَهُ ، وبه : رفعَهُ ..
و ـ بالضَّالَّةِ : عَرَّفَها.
وشادَ جَسَدَهُ بالطِّيبِ : دَلَكَه ؛ كأَنَّه طَلاهُ به ..
و ـ بالإِبل : دَعَا (٤) ، والاسمُ : الشِّيادُ ، بالكسر.
وشادَ يَشيدُ : لغةٌ في شاطَ يَشِيطُ ، بمعنى : هَلَكَ.
وأَشْادَهَ : أَشاطَهُ ، أَي أَهلَكَهُ ، أَبدلوا الطَّاءَ دالاً ؛ كما قالوا : مَطَّهُ في مَدَّهُ ، وعكسه الإِيعاطُ في الإِيعادِ.
__________________
(١) الصّحاح.
(٢) البيت للمتنبيّ ، ديوانه : ٢٣٢.
(٣) كذا في النّسخ ، وفي الأساس : وبقبيح.
(٤) في « ش » : والإِبل : رعاها.
الكتاب
( فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) (١) في قصورٍ مُجَصَّصَةٍ أَو مرفوعةٍ مُطوَّلةٍ ، أَو هي قُصورٌ في السَّماءِ بأعيانِها ، أَو بروجُ السَّماءِ ، أَو البيوتٌ الَّتي فوقَ الحصونِ والقلاعِ. خمسةُ أَقوالٍ (٢).
( وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) (٣) رفيعٍ أَو مُجَصَّصٍ ، وكان ببلدةٍ يقال لها : حاضُورا من حَضْرَمَوْتَ ، بناها قومُ صالحٍ عليهالسلام ، وأَقاموا بها زماناً ، ثمَّ كفروا وعَبَدوا صنماً ، فأَرْسَلَ اللهُ إِليهم حَنظَلَةَ بنَ صَفوانَ نبيّاً ، فَقَتَلوه ، فأَهلَكَهُم الله تعالى ، وعَطَّلَ بِئرَهم ، وخَرَّبَ قَصرَهُم.
الأثر
( مَنْ أَشَادَ عَلَى مُسْلِمٍ عَوْرَةً ) (٤) أَظهَرَها ونَدَّدَ عَلَيه بها.
ومنه : ( أَيُّما رَجلٍ أَشادَ عَلَى مسْلمٍ كَلِمَةً هُوَ مِنْها بَرِيء ) (٥).
( إِلاَّ مَنْ أَشادَ بِها ) (٦) عرَّفَ اللّقطةَ وأَنشَدَها.
فصل الصّاد
صخد
صَخدَ النَّهارُ صَخَداً ـ كتَعِبَ ـ وصَخَدَ صَخْداً ، كمَنَعَ : اشتدَّ حَرُّهُ.
وصَخَدَهُ الحرُّ صَخْداً ، كمَنَعَ : صَهَرَهُ وأَحرقَهُ ؛ لازمٌ متعدٍّ.
ويَومٌ صَيْخُودٌ وصَخَدانٌ ، كسَرَطانٍ ويُسكَّنُ : شديدُ الحرِّ.
وهاجِرَةٌ [ صَيخُودٌ ] (٧) : تَصْخَدُ مَنْ أَصابَتْهُ.
وأَقبَلَت صَياخيدُ الحَرِّ : وهي ما اشتَدَّ
__________________
(١) النّساء : ٧٨.
(٢) انظر الدّرّ المنثور ٢ : ٥٩٥.
(٣) الحج : ٤٥.
(٤) و (٥) الفائق ٢ : ٢٧٣ ، النّهاية ٢ : ٥١٧.
(٦) سنن أَبي داود ٢ : ٢١٦ / ٢٠٣٥ ، سنن البيهقي ٥ : ٢٠١ ، وفيهما : إلاّ لمن.
(٧) بدل ما بين المعقوفين في النّسخ : صَخُودٌ والمثبت عن كتب اللّغة.