الحدائق الناضرة - المقدمة

الحدائق الناضرة - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : الفقه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٦

١

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين. وبعد ... فإننا نشكر الله سبحانه على أن وفق هذه المؤسسة لطبع هذا الكتاب الفقهي الشريف "الحدائق الناضرة" لمؤلفه الفقيه الخبير والمحدث الكبير الشيخ يوسف البحراني "قدس الله سره" الذي استند في استدلالاتهن وتحقيقاته اللطيفة إلى آيات القرآن الكريم وأحاديث أهل بيت الوحي (صلوات الله عليهم).

وأن الفقهاء الأفاضل والعلماء المحققين يعلمون جيداً قيمة هذا الكتاب العلمية ومكانته السامية في ميدان الفقه وعالم الاستنباط بحيث لا يستغنى فقيه عن النظر فيه والغور في جمل معانيه ، واستخراج لآلئه ومراميه.

هذا وكانت انجزت طباعة المجلدات العشرين في النجف الأشرف على مشرفها آلاف التحية والثناء على يد سماحة الشيخ على الآخوندي (وفقه الله تعالى لاحياء تراث أهل البيت عليهم السلام) وقد نفدت من الأسواق فاستجزناه لتجديد طباعتها بواسطة هذه المؤسسة ـ بعد تصحيح الأخطاء وبذل العناية التامة في طباعتها بشكل أنيق ـ فأجازنا في ذلك

وأما الجزءان الحادي والعشرون والثاني والعشرون فقد قامت هذه المؤسسة بطباعتهما لأول مرة بعد انتظار طويل ، واشتياق من الفضلاء كثير وتمتاز طباعتهما بما يلي :

١ ـ المقابلة مع النسخ المتعددة

٢ ـ تخريج الآيات الكريمة والروايات والأحاديث الشريفة المستدل بها في الكتاب ... من مظانها ومصادرها

٣ ـ تعيين الصفحات في المصادر التي أرجع المؤلف إليها في نقوله واستشهاداته

٤ ـ ذكر عناوين الأبحاث في أعلى الصفحات

٥ ـ تنظيم فهرست جامع لمطالب الكتاب

٦ ـ اعتماد الطريقة الفنية في الطباعة ، والتي تقضي بوضع علامات التعجب والاستفهام والفواصل وما إلى ذلك

أما باقي الأجزاء ، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لانجازها وتقديمها إلى أهل العلم والفضل ونجوا منه تعالى أن يسدد خطانا ويمين علينا بالتوفيق لنشر الثقافة الاسلامية الأصيلة والتراث الاسلامي الغني واحياء فقه أهل بيت الوحي سلام الله عليهم أجمعين.

١٣٦٣ ش

مؤسسة النشر الاسلامي

(التابعة) لجماعة المدرسين بقم المشرفة

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الناشر

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وبعد فإن دار الكتب الاسلامية ـ في النجف الأشرف التي وقفت نفسها على خدمة العترة الطاهرة آل البيت عليهم السلام ، واحياء شريعتهم بطبع آثارهم وأحكامهم ونشرها بين الناس ، بأسلوب محقق يلائم العصر الحاضر ويساير النهج الطباعي الحديث ـ

تضيف اليوم ـ إلى جملة ما جددت طباعته من الكتب المعتمدة في الفقه والأصول والحديث والتفسير والأخلاق ـ كتاب (الحدائق الناضرة في أحكام العترة من الكتب الفقهية القيمة التي لها مكانتها السامية لدى الفقهاء ، ويحتاج إليها معالم الفقيه في مقام مراجعته وبحوثه لتفهم الأحكام واستنباطها ، بعد أن عزت نسخه على كثرتها وعلى الرغم من أغلاطها.

وقد طلبنا ـ من حضرة العلامة الكبير سماحة الحجة الشيخ محمد تقي الإيرواني أدام الله ظله ـ القيام بتحقيقه والتعليق عليه وتخريج أحاديثه على كتاب (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة) الذي يعتبر المرجع الوحيد للفقهاء في معرفة الأحاديث

٣

الواردة في الأحكام الشرعية ، كما طلبنا من سماحته الاشراف على طبعه وتصحيحه ، فأجابنا إلى ذلك على ما هو عليه من كثرة الأعمال ، اهتماماً منه بهذا المشروع الديني الجليل ، وتقديراً لجهودنا في هذا السبيل ، وقد بذل غاية جهده في التحقيق والتعليق والمقابلة على عدة نسخ خطية ومطبوعة ، فخرج الجزء الأول منه ـ وهو يشتمل على المقدمات وأحكام المياه ـ على أحسن تنظيم وأدقه ، خالياً من الأغلاط إلا ما زاغ عنه البصر. ومنه تعالى نستمد المعونة والتوفيق لاخراج سائر الأجزاء.

وفي الختام أتقدم إلى سماحته بوافر الشكر والامتنان ، سائلا المولى أن يمده بالعون والتوفيق ، وإلى حضرة البحاثة المحقق سماحة الحجة السيد عبد الرزاق المقرم دامت بركاته جزيل الشكر على ما قدمه من خدمات علمية ، وما ساهم فيه من مراجعة بعض المصادر وضبطها ، كما وأتي لا أنسى تقديم الشكر لفضيلة الأستاذ الأسدي المحترم مدير مطبعة (النجف) على ما بذله من جهود في سبيل إتقان طباعة هذا الكتاب والحمد لله أولا وآخراً ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الأطهار.

١٠ / ٦ / ١٣٧٧

الحاج الشيخ علي الآخوندي

صاحب دار الكتب الاسلامية

في النجف الأشرف

٤

حياة

شيخنا

العالم البارع الفقيه المحدث الشيخ يوسف البحراني

قدس‌سره

المتوفى سنة ١١٨٦

بقلم

السيد عبد العزيز الطباطبائي

٥

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد سيد المرسلين وآله الطاهرين

تمهيد

مضت علينا اجيال وقرون منذ عصر التابعين وعهد الصادقين (عليهم‌السلام) الى يومنا هذا وتاريخنا العلمي حافل بإبطال عز نظيرهم في جهادهم الديني وأداء رسالتهم الى المجتمع ، فقد نبغ منا علماء فطاحل وافذاذ محققون واعلام جهابذة مشاركون في العلوم.

والأجيال على ذلك متسلسلة والقرون متتابعة ، وفي كل خلف عدول من امة محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ينفون عن دينه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين (١) فلو قرأت تأريخهم (قدس الله أرواحهم) لوجدتهم في كل عصر وجيل قد أدوا رسالتهم ، ونهضوا بأعباء واجبهم الديني ، وخدموا العلم والدين والإنسانية بكتبهم ومؤلفاتهم ، وأقلامهم واقدامهم ، وبيانهم وبنانهم ، وجهادهم المتواصل وجهودهم الجبارة ، ونضالهم ونصالهم ، وجميع ما آتاهم الله من حول وطول ، ولذلك سطعت آثارهم في سماء المجد والشرف وافق الرفعة والعظمة ، كالنجوم الزاهرة والكواكب النيرة والشهب الثاقبة. فجزاهم الله عن نبيه وعن دينه وعن أمته خيرا.

__________________

(١) إيماز الى الأحاديث التي وردت في هذا المعنى : منها ـ ما رواه الكشي بإسناده عن ابى عبد الله (عليه‌السلام) عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال : «يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين.» ورواه العلامة المجلسي (قدس‌سره) في بحاره ج ٢ ص ٩٢ ج ١٦ من طبعة سنة ١٣٧٦.

٦

وان آثارهم لتتفاوت فيما بينها في الخلود والقبول ، إذ الحظوظ تتفاوت في شتى النواحي ، والأنصباء تختلف في مختلف المراحل والشؤون ، فترى من بين تلك الكتب والمؤلفات كتبا حظيت بالنصيب الأوفر والكيل الأوفى من القبول ، فتلقتها الأوساط العلمية بكل ولع وشعف ، ورجالات العلم والدين بكل إكبار وإعجاب ، وتداولتها أندية العلم درسا وتدريسا وتدقيقا وتحقيقا ، وتناولتها أيدي العلماء نقدا ودفاعا وشرحا وتحشية. فكأن المولى (جل شأنه) قد طبعها بطابع القبول ووسمها بسمة الخلود ، فلا تعرف الدثور والبلى ولا الدرس والعفاء ، بل تزداد نضارة وجلالا وبهاء بمرور الدهور.

وان في الطليعة من تلك الكتب كتابنا هذا الممثل للطبع (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة) لمؤلفه الفقيه المحقق والمحدث المتتبع ، الشيخ يوسف البحراني الدرازي ، فقد طبقت شهرته الآفاق ، وملأ دوية الإرجاء ، ودوي رجعة في الخافقين ، وراح صداه يرن في الأسماع ويصك المسامع ويأخذ بمجامع القلوب. وناهيك به شهرة ان صار معرفا لمؤلفه الشهير ، فلم يكد شيخنا المحدث البحراني يعرف ويعرف ولا يذكر ويميز إلا بقولهم عنه «صاحب الحدائق».

أما الكتاب فسيوافيك بحث ضاف عنه فيما نعقده (حول كتاب الحدائق).

واما مؤلفة فإليك شيئا من ترجمته :

نسبه ومولده :

هو الفقيه العظيم والمحدث الكبير الشيخ يوسف نجل العلامة الكبير الحجة العلم الأوحد الشيخ احمد بن إبراهيم بن احمد بن صالح بن احمد بن عصفور بن احمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة الدرازي البحراني.

كان مولده بقرية (ماحوز) حيث كان قد هاجر شيخنا الأوحد الشيخ أحمد

٧

(والد المؤلف) من موطنه (دراز) إليها لينهي دراسته العالية علي شيخه المحقق الكبير الشيخ سليمان الماحوزي ، وكان قد حمل معه عياله ، فالقى رحله مستوطنا هناك عاكفا على الأخذ والتحصيل من شيخه المومأ اليه ، وفي مدة استقامته ولد له شيخنا المؤلف عام ١١٠٧.

حياته

نشأته ـ دراسته ـ تخرجه :

وحيث كان أول ذكر ولد لأبيه ، اختص به جده لأبيه التاجر الصالح الكريم الحاج إبراهيم (وكان تاجرا له سفن وعمال يمتهن غوص اللؤلؤ ، ويتعاطى تجارته وإصداره) فشب ودرج في حجر جده البار ، ونشأ وترعرع تحت كلاءته ، فاحضر له معلما في البيت يعلمه القراءة والكتابة حتى اتقنهما ، فقام والده بتدريبه وتربيته بكل عطف وحنان ، وتصدى لتدريسه وتعليمه ، وتولى ذلك بنفسه محافظا عليه يوليه عنايته وتوجيهه ، فطفق يلقي عليه الدروس الآلية ، ويملي عليه المبادئ ويعلمه العربية. ويفيض عليه العلوم الأدبية وغير الأدبية ، حتى أكملها ومهر فيها ، وحاز مكانته السامية في فنون الأدب وتضلعه التام في علوم البلاغة. وسوف نستوفي البحث عنه فيما نعقده حول (أدبه).

واستمر على ذلك يقرأ على والده ويستقى من منهلة العذب ونميره الصافي الى ان خسرته الأمة عامة وخسره هو خاصة (تغمده الله برحمته).

وان حياة شيخنا المؤلف (قدس‌سره) ملؤها البلايا والفتن والرزايا والمحن. فكأنه قدر عليه من أول يومه ان يكون غرضا للآفات والنكبات ، ففوق اليه الدهر نبال المصائب وسهام النوائب منذ نعومة أظفاره وأينما حل وارتحل الى ان وافاه الأجل وهو في خلال ذلك كله مكب على دراسته مجد في اشتغاله مهتم بتآليفه.

٨

فما إن مضت من عمره خمس سنين إلا وابتدأت الفتن والاضطرابات والحوادث الداخلية في بلاده (البحرين) فوقعت الحروب القبلية بين القبيلتين (الهولة) و (العتوب) وطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، واستمرت هي وتبعاتها سنين.

ولما تنتهي هذه المشكلة ، ولم يكد ينجو منها أهل البحرين إلا ودهموا بأعظم منها وأشد وأخزى ، الا وهي هجمات الخوارج على البحرين كرة بعد اخرى ، حتى إذا كانت السنة الثالثة حاصروها واحتلوها عنوة ، فكانت وقعة عظمي وداهية دهماء ، لما وقع من عظيم القتل والسلب والنهب وسفك الدماء وتلف الأموال ، حتى اضطر وجهاء البلد وزعماؤها الى الجلاء عن أوطانهم فارين بعيالهم منجين أنفسهم ، ومنهم : والد المؤلف ، فقد هاجر بعائلته الى القطيف وخلف أكبر ولده (المؤلف) في ذلك المأزق الحرج والموقف الرهيب ، عساه يتحفظ على ما تبقى من بقايا النهب ، وعساه يسترجع بعضا مما نهب من أثاث ومتاع ، ولا سيما الكتب التي أخذت سلبا ، وذهبت نهبا ، خلفه ليستنقذ الذاهب وليتحفظ على الباقي ويبعث بذلك الى والده شيئا فشيئا.

وبعد سنين قضاها كما مر ، لحق أباه بالقطيف فجدد به العهد ، وكان والده قد سئم المقام بالقطيف ومل المكث هناك ، لكثرة العيال وقلة ذات يده ، وكان قد أقلقته أبناء نوائب بلاده واخبار حوادثها المسيئة فاشغلت فكره وأزعجته أيما إزعاج حتى بلغه أن سرية جاءت من إيران لاستخلاص البحرين وانقاذها من أيدي الخوارج فتربص يترقب عواقب الأمور ، حتى جاء النبإ بان الخوارج قد غلبوا الجيش الايراني وقتلوا الجند جميعا واحرقوا البلاد ، وكان مما أحرقوه دارا مشيدة وبيتا معمورا لوالد المؤلف ، فاتصل به نبأ إحراق الدار فاغتم لذلك غما شديدا اثر على صحته ، فمرض من ذلك وطال به المرض شهرين الى ان وافاه اجله ، واختاره الله الى دار رحمته الواسعة ضحوة اليوم الثاني والعشرين من شهر صفر سنة ١١٣١.

٩

وكان أكبر ولده وولي الأمر بعده شيخنا المؤلف ، وله إذ ذاك من العمر اربع وعشرون سنة ، فتكفل بعائلة والده على كثرتهم ، وناء بأعباء ذلك الحمل الباهض ، وبقي بالقطيف سنتين يقرأ فيهما على العلامة الكبير الشيخ حسين الماحوزي ، الى أن أخذت البحرين من الخوارج صلحا بعد دفع مبلغ خطير ، فقفل شيخنا المؤلف إلى البحرين ، ولبث بها بضع سنين ينهي دراسته على شيخيه الحجتين الشيخ احمد ابن عبد الله والشيخ عبد الله بن علي البلاديين البحرانيين.

وشاء الله له ان يحج البيت ، وبعد رجوعه عرج على القطيف ومكث بها لقراءة الحديث على شيخه العلامة الماحوزي المتقدم. الى ان زوده بالإجازة في الرواية عنه ، فرجع الى البحرين وقد ضاق به الحال ، لما ارتكبه من الديون ، وكثرة العيال وقلة اليسار ولحصول الاضطرابات والمشاغبات الداخلية في البحرين ، فغادرها إلى إيران بعد مقتل الشاه سلطان حسين الصفوي.

إلى إيران

وبعد احتلال الافاغنة بلاد إيران وقتلهم الشاه سلطان حسين آخر ملوك الصفوية وذهاب ملكهم ، تفاقمت الاضطرابات في البحرين وعمها الفوضى واستمرت الثورات الداخلية ، حتى ألجأت شيخنا المترجم له الى مغادرة بلاده والجلاء عن وطنه فغادرها إلى إيران ، وحل برهة في كرمان ، ثم ارتحل الى شيراز واستقر مقيما بها على عهد حاكمها (محمد تقي خان) فعرف لشيخنا المترجم له علمه وفضله وتقاة فقربه وعظمه ، ولقي الشيخ منه حفاوة بالغة وإعظاما وتبجيلا ، فلبث بها غير يسير مدرسا واماما ، ناهضا بأعباء الوظائف الشرعية ، حيث ألقت إليه الزعامة الروحية مقاليدها ، وتفرغ للمطالعة والتأليف ، والبحث والتدريس ، والإجابة على الأسئلة الدينية ، فألف جملة من الكتب وعدة من الرسائل ، على فراغ البال ورفاهية الحال ورغد في العيش ،

١٠

وما إن أمهله الدهر حتى عصفت بتلك البلاد عواصف الأيام التي لا تنيم ولا تنام ، ففرقت شملها ، وبددت أهلها ، ونهبت أموالها ، وهتكت نساءها ، ولعب الزمان بأحوالها ، فغادرها المترجم له الى بعض القرى ، واستوطن قرية (فسا) وحاكمها آنذاك الزعيم (محمد علي) فاجل الشيخ وعظمه ، فصرف أوقاته كلها فيما تتوق اليه نفسه ، وما هي أمنيته من حياته ، وهي المطالعة والتصنيف والتدريس ، فصنف كتبا ورسائل وابتدأ هناك بتصنيف (الحدائق الناضرة) واستمر فيه الى باب الأغسال ، حتى ثار طاغية شيراز (نعيم دان خان) الثائر بها من ذي قبل في أخريات عام ١١٦٣ ، فنزل بتلك البلاد ايضا من حوادث الأقدار ما أوجب تشتت أهلها إلى الأقطار ، وتفرق جمعها الى الصحاري والبرار ، فقتل حاكمها (محمد علي) وهجم حتى على دار المترجم له وهو مريض ، ونهبت أمواله وأكثر كتبه ومؤلفاته القيمة التي هي أعز عليه من نفسه وثمرات حياته الثمينة. وفيها يقول من قصيدة تأتي :

وأعظم حسرة اضنت فؤادي

تفرق ما بملكي من كتاب

ففر منها مريضا بعائلته صفر اليد يجوب الجبال والقفار ، حتى استقر بناحية (اصطهبانات) ولبث بها مدة يقاسي مرارات الآفات ويكابد أنواع النكبات ، كما لم يزل على ذلك طيلة حياته في بلاده واغترابه ، لم تشذ عن بلدته اي بلدة لجأ إليها من (شيراز) فقرية (فسا) فناحية (اصطهبانات) فلم يستطع الفرار منها ولم يمكنه التباعد عنها ، فما فر من بلية الا ومني بأعظم منها ، وما تخلص من رزية إلا ودهمته أدهى منها ، فقضى حياته تتعاوره البلايا وتتعاقبه الفتن ، وتحوطه المصائب وتدور عليه دوائرها ، ولهذا لم يكد يوجد لشيخنا المترجم له قصيدة إلا ويذكر فيها ما عاناه من كوارث ، ويعدد ما قاساه من نكبات : منها ـ قصيدة بعثها من اصطهبانات إلى إخوته يشكو إليهم حاله ويصف لهم ما حل به من ملمات استهلها بقوله

١١

الا من مبلغ عصر الشباب

وشبانا به كانوا صحابي

وهي قصيدة طويلة مثبتة في كشكوله ج ٢ ص ٢٣٧ ننتخب منها ما يلي

وقد أصبحت في دهر كنود

به الغارات تشعل بالتهاب

وقد خلت المساكن من ذويها

فرارا في الوهاد وفي الهضاب

مصائب قد غدت منها دواما

دموع العين تجري بانسكاب

علتني نارها فغدوت منها

طريدا في الصحاري والشعاب

وأعظم حسرة اضنت فؤادي

تفرق ما بملكي من كتاب

لقد ضاقت علي الأرض طرا

وسد علي منها كل باب

طوتني النائبات وكنت نارا

على علم بها طي الكتاب

واجلى ظاهرة من حياة هذا الشيخ المجاهد ـ تلفت الانظار وتزيد الباحث إعجابا به واكبارا له ـ هو دؤوبه في العمل بكل حول وطول وقوة ، والسعي في مهمته بكل بهجة ونشاط ، مهما بلغت به الحال في تلك الظروف القاسية والمواقف الحرجة ، فتراه في خلالها كلها مكبا على مطالعاته ، جادا في تآليفه ، دائبا في عمله ، سائرا في نهجه ، مستمرا في خطته ، ماضيا في مشروعة ، فانيا في مبدأه ، فسبحان خالق تلك النفس الجبارة التي لا تعرف السأم ولا الملل ، ولا يعيقها شي‌ء ، ولا يحول دون ما ترومه اي مانع ، فقد أنتج من بين تلك الظروف وهاتيك الأدوار كتبا قيمة ناهزت الأربعين وانتشرت له من بين السلب والنهب آثارا ثمينة ومآثر خالدة (وسوف يوافيك عدها) وشعت من بين تلك الأدوار المظلمة والعصور الحالكة اشعاعات فضائله وفواضله ، فأنارت للقوم سبيل هداهم ومهيع رشدهم.

والى هذه الظاهرة لوح العلامة الجابلقي في (الروضة البهية) حيث قال : «فلينظر المشتغلون الى ما وقع على هذا الشيخ من البلايا والمحن ومع ذلك كيف اشتغل وصنف تصنيفات فائقة.»

١٢

في كربلاء

ومنذ حل اصطهبانات عزم على مغادرة بلاد إيران ، وصمم على المقام بالعراق حيث الأعتاب المقدسة ، ومنبثق أنوار العلم والفضيلة ، فأخذ في تمهيد مقدمات سفره ، فغادر بلاد إيران ويمم العراق ، فالقى رحله في كربلاء المشرفة ، موطنه الأخير ومستقره الأبدي وانا لم نقف على تاريخ هبوطه كربلاء إلا ان الذي يظهر من تاريخ بعض تآليفه انه حل بها قبل عام ١١٦٩.

وقد حل شيخنا المؤلف بالحائر المقدس حين كانت تلك البلدة القدسية من أكبر معاهد العلم للشيعة ، وكانت تضاهي النجف الأشرف بمعاهدها الدينية وأعلامها الافذاذ ، حل بها على عهد زعيمها الأوحد الأستاذ الأكبر معلم البشر شيخنا الوحيد البهبهاني (قدس‌سره) مجدد المذهب في القرن الثالث عشر. فكانت كربلاء على عهد هذا الزعيم العظيم في الغارب والسنام من المجد والعظمة ، فقد بلغت ذرى عزها الشامخ ، وتسامى شرفها الباذخ ، حيث كانت آنذاك مفعمة بالأوضاح والغرر من صيارفة العلم ونقاد الفضيلة ، طافحة بأعلام الأمة ورجالات الدين ، محتشدة بكبار المجتهدين وافذاذ المحققين ، ممن انعقدت عليهم تيجان العلم. ورفت عليهم ألوية الفضيلة ، وخفقت عليهم بنود الكمال.

ولقد كان لشيخنا المؤلف حينئذاك صيت شامخ دوي في العالم ذكره ، فملأت الإرجاء شهرته الطائلة ، لما ذاع وشاع بين الملأ الديني من آثاره القيمة ومآثره الخالدة وأسفاره الثمينة ، فعرفته الأوساط العلمية وأقرانه من اعلام عصره بعلمه الغزير ، وأدبه الجم ، وتضلعه في العلوم ، وتبحره في الفقه والحديث ، وانما يعرف الفضل ذووه.

ولذلك لما هبط كربلاء رحب بقدومه أعلامها ، وسر به فطاحلها ، فتوسط أندية العلم وحلقات التدريس ، وانضوى اليه عير يسير من أولئك الافذاذ يرتشفون من بحر

١٣

علمه المتدفق. كأربعة من المهديين الخمسة ـ وهم من أشهر مشاهير تلامذة الأستاذ الأكبر ـ والعلمين الحجتين صاحبي الرياض والقوانين. وغيرهم من كبار المجتهدين ممن تخرجوا عليه ، ويأتي سرد أسمائهم بأجمعهم في (تلامذته).

وازداد أولئك النياقد خبرا بغزارة علمه وفضله ، ومكانته المرموقة في الفقه والحديث. بعد ان وقفوا عليه من كثب ، ودارت بينه وبين الأستاذ الأكبر المحقق الوحيد (نور الله ضريحهما) مناظرات كثيرة طويلة في الأبحاث العلمية العميقة ، ربما استوعب بعضها الليل كله. وقد تعرض لسرد تلك المناظرات القيمة سيدنا الحجة أبو محمد السيد حسن الصدر في كتاب (بغية الوعاة).

فلم يفتأ منذ حل بها زعيما روحيا يزهو به دست الزعامة والتدريس ، واماما في مسجده الخاص (الموجود الآن ، وهو بباب الصحن السلطاني قبال مسجد زميله الوحيد ، وقد جدد بناؤه في العام الماضي).

ولم يبرح طيلة مقامه بها ـ وربما بلغت العشرين سنة ـ مصدرا للفتيا ، ينوء بأعباء الوظائف الشرعية والزعامة الروحية ، تتقاطر عليه الأسئلة تترى من شتى النواحي النائية ومختلف البلاد الشاسعة ، فيجيب عنها بالفتوى المحضة تارة ومشفوعة بالأدلة المبسوطة اخرى (حسب رغبة سائليها) ومدرسا يسقى الجماهير الكثيرة والجموع الغفيرة من نمير علمه وبحر فضله وإفضاله ، فأكب على التدريس والتأليف والتصنيف ، كما كان ذلك دأبه أينما ترامت به يد الأقدار ومهما بلغت به الحال.

وفي خلال مقامه بها زار النجف الأشرف ولم نعلم مدة لبثه بها إلا ان الظاهر انه ألف كتابه الدرر النجفية في النجف الأشرف خلال مكثه بها.

مشايخه في الدراسة وشيوخه في الرواية

نحو ولو استطردنا بعض القول عن تخرج شيخنا المؤلف طي نشأته ، غير ان

١٤

الاجدر به عقد بحث يخصه ، فإنه (قدس‌سره) لم يشبع بهمته العلمية اعلام بيئته وجهابذة بلاده ، فقد كان العلم بغيته. والفقه منيته ، والحديث طلبته ، والحكمة ضالته يلتقطها حيث يجدها. ويتطلبها من مظانها ، فكانت له في سبيل أخذ العلم وكسب الفضيلة تجولات ورحلات الى أمهات المعاهد العلمية في إيران والعراق ، وقد اجتمع ـ لا محالة ـ بأمة كبيرة من صيارفة العلم والفضيلة. وجهابذة الفقه والحديث من بقايا اعلام ذلك العصر الذهبي عصر الدولة الصفوية ، وهي أعظم حكومة إسلامية خدمت العلم وأيدت رجالات الدين ، وعاضدت الملأ العلمي.

كما وان شيخنا المؤلف قد حج البيت ، وزار مشاهد أئمة الهدى (صلوات الله وسلامه عليهم) وأتيحت له عدة رحلات الى النجف الأشرف مرتكز لواء العلم والدين وعاصمة الفقه والحديث ، ومنتدى الفضيلة والأدب ، ومحتشد الفطاحل والمحققين ، فالتقى بعلمائها ، وتلقى من أعلامها ، بل لم يكن ليقتنع بمن اجتمع به من العلماء ، فكان يستدر ضروع العلم بالمكاتبة ، كما كانت له مراسلات في المعضلات العلمية مع شيخه المحدث الجيلاني ، يوجد بعضها في كشكوله ، وذلك قبل زيارته له واجتماعه به ، فأنتج كله ذلك فيه تعمقا في التفكير ، ونضجا في الرأي ، وغزارة في العلم وتبحرا في الفقه. وتضلعا في الحديث.

واما الذين عدهم هو من مشايخه ونص عليهم في اللؤلؤة فهم أربعة ، وهم :

١ ـ والده العلامة الحجة العلم الأوحد الشيخ أحمد ، يأتي إيعاز الى ترجمته في (أسره المؤلف).

٢ ـ العلامة الفذ الشيخ احمد بن عبد الله بن الحسن بن جمال البلادي البحراني المتوفى سنة ١١٣٧.

٣ ـ المحقق الحجة الشيخ حسين ابن الشيخ محمد جعفر الماحوزي المتوفى

١٥

عام ١١٧١ ، وهو عمدة مشايخه وشيوخه في الفقه والحديث.

٤ ـ الشيخ عبد الله بن علي بن احمد البلادي البحراني المتوفى في شيراز سنة ١١٤٨.

كما ان لشيخنا المؤلف في الإجازة والرواية أيضا شيوخ أربعة يروي عنهم بطرقهم الكثيرة المذكورة في اللؤلؤة اجازة وقراءة وسماعا ، وهم : شيخاه الأخيران.

٣ ـ السيد عبد الله ابن السيد علوي البلادي البحراني ، ومن طريقه يروي المؤلف عن والده الشيخ احمد.

٤ ـ المحدث الكبير المولى محمد رفيع بن فرج الشهير بالمولى رفيعا الجيلاني ، وهو أعلى اسنانيده ، لانه يروي عن العلامة المجلسي.

تلامذته

أشرنا فيما سبق الى ان شيخنا المؤلف ما حل بلدة يقيم بها إلا وانثال عليه لفيف من أفاضلها المشتغلين وطلاب العلم والفضيلة ، فتعقد له حلقات التدريس ، يستقون من نمير علمه ويرتوون من عباب فضله ، الا انه من المؤسف جدا ان التاريخ أهمل الجميع ممن تخرجوا عليه في بلاد إيران ولا سيما معهدها الديني (شيراز) كما انه قصر في ضبط الكثير من أولئك الجموع الغفيرة الذين تخرجوا عليه في مقره الأخير (كربلاء) وقد لبث بها زعيما مدرسا طيلة عشرين سنة يوم كانت تعج بالألوف من العلماء والمشتغلين ، فلم نقف منهم ـ على كثرتهم ـ الا على افذاذ ، وهم :

١ ـ الرجالي الشهير أبو علي الحائري محمد بن إسماعيل مؤلف منتهى المقال.

٢ ـ المحقق القمي ميرزا أبو القاسم صاحب القوانين.

٣ ـ السيد احمد العطار البغدادي المتوفى سنة ١٢١٥.

٤ ـ السيد أحمد الطالقاني النجفي المتوفى سنة ١٢٠٨.

١٦

٥ ـ الشيخ أحمد الحائري.

٦ ـ الشيخ احمد بن محمد ابن أخي المؤلف تأتي ترجمته في (أسره المؤلف).

٧ ـ الأمير السيد عبد الباقي بن مير محمد حسين الخاتون سبط العلامة المجلسي.

٨ ـ الشيخ حسن ابن المولى محمد علي السبزواري الحائري.

٩ ـ الشيخ حسين بن محمد ابن أخي المؤلف ومتمم (الحدائق) تأتي ترجمته في (أسره المؤلف).

١٠ ـ السيد شمس الدين المرعشي الحسيني النسابة المتوفى سنة ١٢٠٠ وهو جد سيدنا الحجة النسابة السيد شهاب الدين المرعشي.

١١ ـ الشيخ علي بن علي التستري.

١٢ ـ الشيخ علي بن رجب علي.

١٣ ـ الشيخ محمد علي الشهير ب (ابن السلطان).

١٤ ـ الأمير السيد علي الحائري صاحب الرياض.

١٥ ـ الشيخ محمد بن علي التستري الحائري.

١٦ ـ الحاج معصوم.

١٧ ـ آية الله السيد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة ١٢١٢.

١٨ ـ المحقق النراقي المولى محمد مهدي الكاشاني مؤلف (مستند الشيعة).

١٩ ـ آية الله السيد ميرزا مهدي الشهرستاني.

٢٠ ـ السيد ميرزا مهدي بن هداية الله الأصفهاني الخراساني الشهيد سنة ١٢١٦ أستاذ بحر العلوم في الفلسفة ، وهو الذي لقبه ، (بحر العلوم).

٢١ ـ الحاج ميرزا يوسف الطباطبائي المرعشي القاضي التبريزي المتوفى ١٢٤٢

١٧

الراوون عنه

غير خفي على من له إلمام بطرق الروايات ومشيخة الإجازات ، ان شيخنا المؤلف من عقود جمانها ، فقد انتهت اليه سلاسل الإجازات وحلقات الروايات ، وقد أثبتها شيخنا الحجة العلامة النوري في (خاتمة مستدركه) وتلميذاه الشيخان العلمان الرازيان شيخنا الحجة ميرزا محمد العسكري مؤلف (المستدرك على البحار) المتوفى في ٢٨ ج ١ سنة ١٣٧١ في الاجزاء الثمانية من المستدرك على إجازات البحار ، وشيخنا المحقق البحاثة الشيخ آقا بزرك صاحب الذريعة دام ظله في (إجازات القرون الثلاثة) و (الاسناد المصفى الى آل المصطفى) وإليك أسماء من وقفت عليه ممن أجاز لهم شيخنا المؤلف ، فروينا بطرقنا إليهم عنه وهم :

١ ـ الشيخ احمد ابن الشيخ حسن بن علي بن خلف الدمشقاني.

٢ ـ الشيخ احمد بن محمد ، ابن أخي المؤلف.

٣ ـ السيد الأمير عبد الباقي الحسيني الخاتون الأصفهاني سبط العلامة المجلسي وشيخ اجازة بحر العلوم.

٤ ـ الشيخ حسين ابن الشيخ محمد ، ابن أخي المؤلف واحد المجازين بلؤلؤة البحرين لقرتي العينين.

٥ ـ الشيخ خلف ابن الشيخ عبد علي ، ابن أخي المؤلف والثاني من المجازين باللؤلؤة ، تأتي له ترجمة في (أسره المؤلف).

٦ ـ الشيخ زين العابدين ابن المولى محمد كاظم ، كتب له اجازة على كتاب التهذيب تاريخها ١١٦٨.

٧ ـ الشيخ سليمان بن معتوق العاملي.

١٨

٨ ـ السيد شمس الدين النسابة الحسيني التبريزي المتوفى ١٢٠٠.

٩ ـ السيد عبد العزيز بن أحمد الموسوي النجفي ، تاريخ أجازته ١١٦٧ ١٠ ـ السيد عبد الله بن السيد علوي الموسوي الغريفي البحراني الشهير ب (عتيق الحسين) عليه‌السلام القاطن في بهبهان ، ويروي عنه بالإجازة المدبجة ، تاريخ الإجازة عام ١١٥٣ ، وقد تقدم ذكره في شيوخ المؤلف ، وصورة الإجازة عند العلامة السيد شهاب الدين المرعشي.

١١ ـ الشيخ علي بن حسين بن فلاح البحراني.

١٢ ـ الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد النبي بن محمد ابن الشيخ سليمان المقابي البحراني.

١٣ ـ الأمير السيد علي الحائري صاحب الرياض ابن أخت الوحيد البهبهاني.

١٤ ـ علي بن موسى البحراني.

١٥ ـ الشيخ محمد علي الشهير ب (ابن السلطان).

١٦ ـ الشيخ محمد بن الحسن البحراني.

١٧ ـ الحاج معصوم.

١٨ ـ المولى محمد مهدي الفتوني ، من شيوخ اجازة بحر العلوم.

١٩ ـ المولى محمد مهدي النراقي صاحب (المستند) و (جامع السعادات) وغيرهما.

٢٠ ـ آية الله السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي المتوفى ١٢١٢ ، يوجد نص الإجازة ذيل فوائده الرجالية.

٢١ ـ آية الله السيد ميرزا مهدي الشهرستاني.

٢٢ ـ السيد ميرزا مهدي الرضوي الخراساني الشهيد سنة ١٢١٦ ، كما نص عليه في إجازته للسيد دلدار علي الهندي.

١٩

٢٣ ـ الشيخ موسى بن علي البحراني.

٢٤ ـ الشيخ ناصر بن محمد الجارودي الخطي البحراني.

جمل الثناء وحلل الاطراء

وهؤلاء أصحاب المعاجم وأرباب التراجم مصفقين على إكبار المؤلف والثناء عليه ممن عاصره الى اليوم ، وإليك نصوص جملة منهم ، فمنهم :

١ ـ تلميذه أبو علي الحائري مؤلف منتهى المقال المشهور ب (رجال ابي علي) قال في ترجمة المؤلف : عالم فاضل متبحر ماهر متتبع محدث ورع عابد صدوق دين ، من اجلة مشايخنا وأفاضل علمائنا المتبحرين. وبعين ما مر كلام العلامة المامقاني في تنقيحه.

٢ ـ وقال تلميذه الأمير عبد الباقي سبط العلامة المجلسي في منتخب لؤلؤة البحرين : كان فاضلا عالما محققا نحريرا مستجمعا للعلوم العقلية والنقلية.

٣ ـ وقال المحقق الكبير الشيخ أسد الله التستري في مقابسه : العالم العامل المحقق الكامل ، المحدث الفقيه ، المتكلم الوجيه ، خلاصة الأفاضل الكرام ، وعمدة الأماثل العظام ، الحاوي من الورع والتقوى اقصاهما ، ومن الزهد والعبادة اسناهما ، ومن الفضل والسعادة أعلاهما ، ومن المكارم والمزايا اغلاهما ، الرضي الزكي التقي النقي ، المشتهر فضله في أقطار الأمصار وأكناف البراري ، المؤيد بعواطف ألطاف الباري.

٤ ـ وقال المحقق الخوانساري صاحب الروضات : العالم الرباني والعامل الإنساني شيخنا الأفقه الأوحد الأحوط الأضبط ، صاحب الحدائق الناضرة ، والدرر النجفية ، ولؤلؤة البحرين ، وغير ذلك من التصانيف الفاخرة الباهرة التي تلذ بمطالعتها إلا للأنفس ، وتقر بملاحظتها العين ، لم يعهد مثله من بين علماء هذه الفرقة الناجية في التخلق بأكثر المكارم الزاهية ، من سلامة الجنبة ، واستقامة الدربة ، وجودة السليقة

٢٠